الخمرة لـأبو نواس
دع عنك لومي فإن اللوم إغراء
- وداوني بالتي كانت هي الداء
صفراء لا تنزل الأحزان ساحتها
- لو مسها حجر مسته سراء
قامت بإبريقها والليل معتكر
- فلاح من وجهها في البيت لألاء
فأرسلت من فم الإبريق صافية
- كأنما أخذها بالعين إغفاء
رقت عن الماء حتى ما يلائمها
- لطافة وجفا عن شكلها الماء
فلو مزجت بها نوراً لمازجها
- حتى تولد أنواراً وأضواء
دارت على فتية دان الزمن لهم
- فما يصيبهم إلا بما شاؤوا
لتلك أبكي ولا أبكي لمنزلة
- كانت تحل بها هند وأسماء
حاشا لدرة أن تبنى الخيام لها
- وأن تروح عليها الإبل والشاء
فقل لمن يدعي في العلم فلسفة:
- حفظت شيئاً وغابت عنك أشياء
لا تحظر العفو إن كنت امرءً حرجاً
- فإن حظركه بالدين إزراء