الرئيسيةبحث

أبو بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين/موقعة أليس - نهر الدم - موقعة أمغيشيا وهدمها


[121]
موقعة أُلَّيْس[1]
شهر ربيع الأول سنة 12 هـ - أيار مايو سنة 633 م
 

انقسمت قبيلة بني بكر في القتال إلى قسمين، قسم مع خالد وقسم مع الفرس . ولما أصاب خالد يوم الولجة من أصاب من بكر بن وائل من أنصارهم الذين أعانوا أهل الفرس ، غضب لهم نصاری قومهم فكاتبوا الأعاجم وكاتبتهم الأعاجم فاجتمعوا إلى أليّس وعليهم عبد الأسود العِْجلي، وكان أشد الناس على أولئك النصارى مسلمو بني عجل.


[122]كتب أَرْدَشير ملك الفرس إلى بَهْمن جاذَوَیه وهو بقُسْيانا: أن سر حتى تقدم أُلَّيْس بجيشك إلى من اجتمع بها من فارس ونصارى العرب، فقدم بهمن جادویه وجابان فسار جابان نحو أليس وهي في منتصف الطريق بين الحيرة والأُبُلَّة ثم انطلق بهمن إلى أردشير ليعرف رأيه ويتلقی أمره فوجده مريضاً فبقي ملازماً البلاط

أما جابان فإنه مضى حتى أتي أليس فنزل بها. وكان خالد قد بلغه تجمع عبد الأسود ومن فسار إليهم وهو لا يشعر بدنو جابان، وترك عند الحفير فرقة قوية لحماية ظهره، وبرز أمام الصف ونادي رؤساءهم إلى البراز له فبرز له مالك بن قيس فقال له خالد «یا بن الخبيثة ما جرأك عليّ من بينهم وليس فيك وفاء؟» فضربه وقتله، ونشبت الحرب بين الفريقين واقتتلوا قتالاً شدیداً.

 
نهر الدم

ولما وجد خالد شدة مقاومة العدو قال: [123]«اللهم إن لك عليّ إن منحتنا أكتافهم ألا أستبقي منهم أحداً قدرنا عليه حتى أجري نهرهم بدمائهم».

وأخيراً لم يستطع الفرس مقاومة المسلمين ففروا منهزمين فأمر خالد منادیه فنادى في الناس «الأسر. الأسر. لا تقتلوا إلا من امتنع».

فأقبلت الخيول بهم أفواجاً مستأسرين يساقون سوقاً وقد وكل بهم رجالاً يضربون أعناقهم في النهر، فجرت الدماء في النهر فسمي لذلك «نهر الدم » وبعث خالد بالخبر مع رجل يدعى جَنْدَلاً من بني عِجْل إلى أبي بكر، يخبره بفتح أُلَّيس وبقدر الفيء وبعدة السبي وبما حصل من الأخماس، وبأهل البلاد من الناس، وأمر أبو بكر لجندل بجارية من ذلك السبي. وبلغ قتلى العدو من 70,000 کما ذکر ذلك الطبري وكما جاء في شعر أبي مقرن الأسود بن قرطبة حيث قال:


قتلنا منهم سبعين ألفاً
 
بقية حربهم نخب الأسار
[124]
موقعة أمْغِيْشِيَا وهدمها

لما فرغ خالد من أليس سار إلى أمغيشيا وكانت مصراً كالحيرة فغزا أهلها وأعجلهم أن ينقلوا أموالهم فغنم جميع ما فيها وقد جلا أهلها وتفرقوا في السواد وبلغ سهم الفارس 1500 سوى الذي نُفِّلَه أهل البلاء. أرسل إلى أبي بكر بالفتح ومبلغ الغنائم . فلما بلغ ذلك أبا بكر قال «أعجزت النساء أن يلدن مثل خالد» وفي رواية «عدا أسدكم على الأسد فغلبه على خراذيله[2] أعجزت النساء أن ينسلن مثل خالد».

هامش

  1. أليس مصغر: في أول أرض العراق من ناحية البادية وهي على صلب الفرس، قال أبو مقرن الأسود بن قطبة يذكر يوم أليس:
    بقينا يوم أليس وأمغى
     
    ويوم المقر آساد النها.
    فلم أر مثلها فضلات حرب
     
    أشد على الجحاجحة الكبا.
    قتلنا منهم سبعين ألفا
     
    بقية حربهم نخب الأسا.
    سوى من ليس يحصى من قتيل
     
    ومن قد جال جولان الغبا.

  2. خراذيله قطع اللحم، مفردها خرذولة.