الرئيسيةبحث

أبو بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين/ردة أهل عمان ومهرة


[104]
ردة أهل عمان ومهرة

عُمان اسم كورة عربية على ساحل بحر اليمن [105]والهند تشتمل على بلدان كثيرة ذات نخل وزروع إلا أن حرها يضرب به المثل. قال الزجاجي سمیت عان بعان ابن إبراهيم الخليل، وعمان أرض جبلية يكتنفها الجبل الأخضر وسلسلة جبال أخري صغيرة بالقرب من ساحل البحر، وعاصمتها الأن مسقط على الخليج الفارسي.

ومَهَرَة. قال صاحب معجم البلدان بالفتح والسكون هكذا يرويه عامة الناس، والصحيح مهرة بالتحريك وجدته بخطوط جماعة من أئمة العلم القدماء لا يختلفون فيه، هذا ما أثبته یاقوت في معجمه ، غير أن دائرة المعارف الإسلامية كتبتها بالسكون هكذا Mahra وكتاب القرون الوسطى لجامعة كامبردج الجزء الثاني وكان الواجب أن تصحح بالتحريك Mahara. كذلك وقع في نفس هذا الخطا مستر موير في كتاب الخلافة وتقع مهرة في الجنوب الشرقي من شبه جزيرة العرب على المحيط الهندي بين حضرموت وعُمان.

نبغ بعمان ذو التاج لَقيط بن مالك الأزدي ، وكان يسامي في الجاهلية الجُلَنْدَي، وادعى النبوة، وغلب على عمان مرتداً، والتجأ جَيْفَر بن الجُلَنْدَي رئيس أهل عمان [106]وعَبَّاد إلى الجبال والبحر، ثم بعث جيفر إلى أبي بكر يطلب منه النجدة، فأرسل إليه حذيفة بن محصن الغَلْفاني من حِمْيَر[1]، وأرسل عَرْفَجَة البارقي من الأَزْد إلى مهرة، فإذا قربا من عمان يكاتبان جيفراً، فمضيا إلى ما أمرا به، وكان أبو بكر بعث عكرمة إلى مسيلمة باليمامة، واتبعه شرحبيل بن حسنة وأمرها بما أمر به حذيفة وعرفجة، فإذا فرغا منه سارا إلى اليمن فلحقها عكرمة قبل عمان، فلما وصلوا رجاماً[2] وهي قريب من عمان كاتبوا جيفراً وعباداً، وبلغ لقيطاً مجيء الجيش فجمع جموعه وعسکر بدَبَا وخرج جيفر وعباد من موضعها الذي كانا فيه فعسکرا بصُحَار[3] وأرسلا إلى حذيفة وعكرمة وعرفجة فقدموا عليهما، وكاتبوا رؤساء مع لقيط وانفضوا عنه ثم التقوا على دَبَا[4] فاقتتلوا قتالاً شديداً كانت الغلبة [107] فيه للقيط، ورأى المسلمون الخلل والمشركون الظفر، وبینما هم كذلك جاءت المسلمين النجدات من بني ناجية، وعليهم الخرٍّيت بن راشد، ومن عبد القيس وعليهم سَيحان بن صُوحان وغيرهم، فقوى الله المسلمين فولى المشركون الأدبار وقتل منهم في المعركة نحو (10,000) وسبوا الذراري وقسموا الأموال وبعثوا بالخمس إلى أبي بكر مع عرفجة وكان الخمس 800 رأس، وبقي حذيفة يسكن الناس ويحفظ النظام.

أما مهرة فإن عكرمة بن أبي جهل سار إليهم بعد أن فرغ من عمان ومعه جيوش من ناجية، وعبد القيس وراسب، وسعد، فاقتحم بلادهم فوجد جمعين من مهرة، أحدهما مع رجل منهم يقال له شخریت والآخر المصبَّح أحد بني محارب، ومعظم الناس معه غير أنهما كانا مختلفين، فكاتب عكرمة شخريتاً قبل أن يحاربه، فأجابه وأسلم وانضم إليه ثم كاتب المصبح الذي كان معه معظم الناس يدعوه إلى الإسلام فلم يجب اغتراراً بكثرة جيشه فسار إليه مع شخريت وحاربه فانهزم المرتدون وقتل رئيسهم، وأصاب المسلمون كثيرا من الغنائم، وما أصابوا (2000) نجيبة[5] وأرسل عكرمة خمس الغنائم [108]إلى أبي بكر مع شخريت، واشتدت شوكة عكرمة، وأسلم المرتدون.


  1. في أسد الغابة حذيفة القلعاني والصواب ما ذكرنا کما جاء في تاريخ الطبري والكامل لابن الأثير.
  2. جبل طويل أحمر وهو الذي نزل به جيش أبي بكر يريدون عيان أيام الردة ويوم الرجام من أيامهم.
  3. قال ياقوت: هي قصبة عمان مما يلي الجبل وتوأم قصبتها ما يلي الساحل، وهي مدينة طيبة الهواء كثيرة الخيرات والفواكه مبنية بالأجر والساج كبيرة ليس في تلك النواحي مثلها.
  4. دبا: سوق من اسواق العرب بعمان.
  5. الإبل العتاق السريعة