الأسود العنسي يلقب بذي الخمار لأنه كان معتماً متخمراً دائماً [1]واسمه عيهلة بن كعب بن عوف العَنْسي، وعنس بطن من مَذْحج [2]. وكان كاهناً مشعبذاً يُري قومه الأعاجيب ويجلبهم بحلاوة منطقة. ادعى النبوّة حين مرض النبي واتبعه مَذْحج عامة وكانت ردته أول ردة في الإسلام على عهد رسول الله. وقد سمى نفسه رحمن اليمن أي أنه يتكلم باسم الرحمن، كما سمى مسيلمة رحمن اليمامة. ويقال كان له شيطان يخبره بكل شيء.
فغزا نجران وكان عليها عمرو بن حزم وخالد بن سعيد فأخرجهما ومعه 700 فارس إلى صنعاء وعليها شهر ابن باذان فخرج إليه شهر فقتله الأسود. كان قواده قيس بن عبد يغوث المرادي ومعاوية بن قيس الجَنْبي ويزيد بن محرم ويزيد بن حُصَين الحارثي ويزيد بن الأفْكَل الأزدي. استولى الأسود على صنعاء وغلب على حضرموت إلى أعمال الطائف إلى البحرين والأحساء إلى عدن، وقد استولى على جنوب غربي بلاد الرب في أقل من شهر وأسند أمر جنده إلى قيس بن عبد يغوث وأسند أمر الأبناء [3] إلى فيروز وداذويه فلما أثخنا في الأرض استخف بقيس وبفيروز الديلمي وداذويه.
خاف من بحضرموت من المسلمين أن يحاربهم الأسود أو يظهر كذاب آخر مثله فأتى من باليمن كتاب من رسول الله يأمرهم بقتال الأسود فقام معاذ يتنقل في القبائل فقويت نفوس المسلمين. وكان الذي قدم بكتاب النبي ﷺ وَبَر بن يُحَنّس الأزدي.