الرئيسيةبحث

أبو بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين/أسجاع مسيلمة


[91]
 
أسجاع مسيلمة
 

كان مسيلمة يصانع قومه ويلاطفهم مع ادعائه النبوة ليلتف قومه حوله وليكثر أتباعه وأنصاره، وقد ساعده على ذلك نهار الرجال بن عنفوة الذي كان قد هاجر إلى النبي ﷺ وقرأ القرآن وفقه في الدين وبعثه معلماً لأهل اليمامة وليشغب على مسيلمة، لكنه ما لبث أن انضم إلى مسیلمة وصدقه في الظاهر. لذلك قيل إنه كان أعظم فتنة على بني حنيفة من مسيلمة، وهو الذي شهد أن محمداً شهد لمسيلمة أنه رسول الله. وقد اتفق المؤرخون على أن مسيلمة ادعى النبوة قبل وفاة رسول الله ، غير أن الأستاذ مرجوليث يزعم أنه تنبأ قبل مبعث رسول الله [1]، وهذا من الغرابة بمكان وليس في التاريخ ما يؤيد [92]زعمه، فيا الذي ألجأه إلى ذلك؟ إن السبب الذي دعاه إلى ذلك هو نفس السبب الذي دفعه إلى الاعتراض والطعن في السيرة النبوية لتشويهها، إنه يريد أن يفهم القارىء أن رسول الله هو الذي قلد مسيلمة وحذا حذوه، فادعى النبوة، وهو يعلم حق العلم أن مسيلمة كذاب، وأنه مقلد طامع في الملك، ولهذا قدم إلى النبي ﷺ في وفد بني حنيفة وسأله أن يشركه معه في النبوة فأبی وحاول أن يضاهي القرآن تغريراً بعقول السذج من قومه فجاء كلامه سخيفاً.

وإنا بعد ذلك نورد من أسجاعه ما عثرنا عليه ليتبين القارىء عقلية هذا المتنبی ومبلغ علمه.

(1) والليل الدامس . والذئب الهامس[2]. ما قطعت اسَيِّد من رَطْب ولا يابس.

(2) والليل الأطحم[3]: والذئب الأدلم[4]. والجَذَع الأزلم[5] ما انتهكت أسيد من مَحْرَم.

[93](3) إن بني تميم قوم طهر لَقَاحٌ لا مكروه عليهم ولا إتاوة. نجاورهم ما حيينا بإحسان. نمنعهم من كل إنسان. فإذا متنا فأمرهم إلى الرحمن.

(4) والشاء وألوانها. وأعجبُها السود وألبانها والشاة السوداء واللبن الأبيض، إنه لعَجَب محض. وقد حرم المذْق فما لكم لا تَمجَّعون.

(5) يا ضِفدع ابنة ضفدعين. نِقّي ما تنِقّين أعلاك في الماء وأسفلك في الطين. لا الشارب تمنعين. ولا الماء تكِدّرين.

(6) والمبذّرات زرعاً. والحاصدات حصدأ. والذاريات قمحاً. والطاحنات طحناً. والخابزات خُبزاً. والثاردات ثرداً. واللاقمات لقماً. إهالة وسمناً. لقد فُضّلتم على أهل الوبر. وما سبقكم أهل المَدَر. ریفکم فامنعوه. والباغي فناوئوه.



  1. راجع دائرة المعارف الإسلامية « مسيلمة.The Enyclopaebis of Islam Musilam.
  2. الشديد
  3. الأسود
  4. لأدلم : الأسود الطويل
  5. الجذع الأزلم: الدهر