آنسَ برقاً بالشَّريفِ لامعاً
آنسَ برقاً بالشَّريفِ لامعاً المؤلف: مهيار الديلمي |
آنسَ برقاً بالشَّريفِ لامعاً
معتلياً طوراً وطوراً خاضعا
يخرقُ جنبَ اللَّيلِ عنْ شمسِ الضُّحى
ثمَّ يغورُ فيعودُ واقعا
كأنَّ هنداً فيهِ أو أترابها
ترفعُ ثمَّ تسدلُ البراقعا
يزجي السَّحابَ ينتضي صوارماً
على عروقِ مزنهِ قواطعا
بدا كهدَّابِ الرِّداءِ وسرى
فسدَّ منْ جوِّ الغضا المطالعا
فجادَ نجداً ملقياً أفلاذهُ
لا خامراً نصحاً ولا مصانعا
يكسرُ فيها بالحيا صمَّ الحصى
ويبسطُ الأكمْ فيها أجارعا
تخالُ بينَ مائهِ وتربها
مواقعُ القطرِ بها مواقعا
أطَّرَ للأرضِ سهاماً لمْ يدعْ
جسمَ فلاة ٍ بحصاها دارعا
هنيهة ٍ ما بينَ انْ أرذَّها
وبينَ انْ فجَّرها ينابعا
فأحسنتْ عندَ الثَّرى صنيعها
وإنْ أساءتْ عندنا الصَّنائعا
استعلنتْ سرَّ الهوى أيقظتْ
منْ عهدِ غمدانَ غراماً هاجعا
كأنَّما النَّافضُ عنْ قسيَّها
نبلَ الحيا يستنفضُ الأضالعا
يذكرنا منْ عيشنا على الحمى
ليالياً منْ بدرهِ نواصعا
مواضياً إنْ عادَ ريعانُ الصِّبا
أخضرَ عدنَ معهُ رواجعا
كمْ ليلة ٍ بتنا بغير جنحها
منْ ذهبِ الحلى وميضاً صادعا
تكتمُ منَّا ألسناً عوارماً
تحتَ الدُّجى وأزراًخواشعا
نفضُّ مكتومَ الحديثِ بيننا
عنْ أرجاتٍ تبردُ المضاجعا
كأنَّنا نرعى الخزامى واقعاً
بهِ النَّدى أو نردُ الوقائعا
نحفظُ ما كانَ حديثاً حسناً
منهُ وما أعجزَ كانَ ضائعا
مراكبٌ للَّهوِ كنتُ غافلاًأرتضعُ الدهرَ بها ضرورة ً ياسَرَعانَ ما فُطمتُ راضعا
لطرقِ عمري فوقهنَّ قاطعاسقط بيت ص
أستودعُ الأيَّامَ منْ مودَّتي
لافظة ً لا تضبطُ الودائعا
وراءها تعطيكَ أسنى خبَّها
بنغضها رأساً مخشَّاً مانعا
معاطفاً ما لنَّ إلاَّ يبساً
ومنطقاً لمْ يحلُ إلا خادعا
لو حفظتْ عهدي في ذخيرة ٍ
لمْ ألفَ يوماً بالشَّبابِ فاجعا
يا منْ اطارَ عامداً وعابثاً
عنْ لمَّتي ذاكَ الغرابَ الواقعا
ما سرَّني في مدلهمٍّ ليلها
أنَّي أرى نجومهُ طوالعا
حمائلٌ لعاتقي كنَّ لما
أقنصهُ حبائلاً جوامعا
فاليومَ لا يعقلنَ إلاَّ شارداً
منِّي ولا يعقلنَ إلا قاطعا
رددنَ ما كان حبيباً رائقاً
منِّي في العينِ بغيضاً رائعا
ما خلتُ قبلَ الشَّيبِ أنَّ مفرقاً
رصِّعَ بالدُّرِّ يذمُّ الرَّاصعا
ما هي يا دهرُ وإنْ حملتها
منكَ بأولى ما حملتُ ظالعا
قدْ عرفتْ مطالبي غايتها
وجاذبتْ حظوظها الموانعا
وعلمت أنَّ الكمالَ ذنبها
وأنَّ في النَّقصِ إليكَ شافعا
يلومُ في قناعتي ذو نطفٍ
لو كانَ حرَّ العرضِ كانَ قانعا
عادِ على خبائثٍ منِ كسبهِ
عدوَ الذِّئابِ اقترتْ المطامعا
إنْ كنتَ تبغي بالهوانِ شبعاً
فلا شبعتَ الدَّهرَ إلاَّ جائعا
ملكتُ نفسي فمنعتُ رسني
ورحتُ منفوضَ اللِّجامِ خالعا
لا فارسُ الضِّيمِ لظهري راكباً
ولا قطيعُ الذُّلِّ جنبي قارعا
آليتُ لا أصحبُ ذلاًّ كارهاً
يوماً ولا آملُ رفداً طائعا
للهِ مذلولٌ على رشادهِ
يعلمُ أنَّ الحرصَ ليسَ نافعا
قامرْ بدنياكَ وبعها مرخصاًإن عشت متبوعا بها محسَّداً أولا فمت ولا تكون تابعا
بأبخسِ الأثمانِ تغبن بائعاسقط بيت ص
في النَاسِ منْ يعطيكَ منْ لسانهِ
شعشعة َ الآلِ أطباكَ لامعا
يشعبُ أذنيكَ ويرعى لكَ في
ضلوعهِ فلائقاً صوادعا
فإنْ ظفرتَ منهمْ بماجدٍ
فاضربْ بهِ شولكَ تنجبْ فارعا
واشددْ عليهِ يدَ مفتونٍ بهِ
فليسَ إنْ أفلتَ منكَ راجعا
حلفتُ بالمنقَّباتِ سوقها
خوارجاً منْ أهبها نزائعا
نواحلاً خضنَ الدُّجى صوامعاً
ثمَّ رجعنَ دقَّة ً أصابعا
تعطي السُّرى منْ غيرِ ذلٍّ أظهراً
حصَّاً وأعناقاً لهُ خواضعا
إذا رمتَ وراءها ببلدة ٍ
أمستْ لأخرى ظلَّعاً نوازعا
تحسبها على الفلا طافية ً
مشرَّعاتٍ لجَّة ٍ قوالعا
تحملُ كلَّ زاحمٍ بنفسهِ
لذنبهِ المرمى المخوفَ الشَّاسعا
يعطي الهجيرَ حكمهُ منْ وجههِ
حتى يرى بعدَ البياضِ سافعا
يطلبُ أخراهُ بأخرى جهدهِ
حتى يقومُ قانتاً وراكعا
تحملُ اشباحهمُ هديَّة ً
إلى منى ً طوارحاً دوافعا
وراشَ حالي فتحلَّقتُ بهِ
منْ بعدِ ما كنتَ قصيصاً واقعا
وصرتُ لا أدفعُ عنْ بابِ العلا
وكنتُ لا أُعرفُ إلاَّ دافعا
أنصفني منَ الزَّمانِ حاكمٌ
لمْ يبقِ للفضلِ نصيباً ضائعا
أبلجُ أبقتْ خرزاتُ الملكِ في
جبينهِ خواتماً طوابعا
يورى شهابُ النَّجحِ منْ خلالها
لأعينِ العافينِ نوراً ساطعا
غيرانُ للسوددِ لا ترى لهُ
على المحاماة ِ عليهِ وازعا
إذا غمزتَ عاسرتكَ صخرة ٌ
منهُ وتستمريهِ ماءً مائعا
لا تستطيعُ نقلهُ عنْ خلقهِ
في الجودِ من ذا ينقلُ الطَّبائعا
ينجو بهِ أباؤهُ منْ أنْ يُرى
مضعضعاً للنَّائباتِ خاضعا
يلقى سرايا الدَّهرِ إنْ واقعها
بمهجة ٍ عوَّدها الوقائعا
ولا ترى نفسَ فتى ً عزيزة ٍ
حتى يهينَ عندها الفجائعا
إذا بنو عبدِ الرَّحيمِ شمخوا
بأصلهمْ طالَ عليهمْ فارعا
سادوا وجاءَ فاضلاً فسادهمْ
والبدرُ يخفي الأنجمَ الطَّوالعا
ثنى الرءوسَ المائلاتِ نحوهمْ
وصيَّرَ النَّاسَ لهمْ صنائعا
أعطاهمُ سورة َ مجدٍ لمْ أكنْ
في مثلها لمجدِ قومٍ طامعا
فلو ظفرتُ منهمْ بتابعٍ
رائدَ نصحي أو ذلتُ سامعا
لقلتُ شدُّوا الأزرَ عنْ نسائكمْ
وحرِّموا منْ بعدهِ المراضعا
كنتَ وأنتَ منهمْ أكرمهمْ
فضلَ السُّراة ِ فاتتْ الأكارعا
وضمَّ ميلادكَ شملَ فخرهمْ
كما تضمُّ الرَّاحة ُ الأشاجعا
وكلَّكمْ نالَ العلاءَ ناهضاً
بنفسهِ طفلاً وسادَ يافعا
منْ معشرٍ راضوا الزَّمانَ جذعاً
وزيَّنوا أيًّامهُ رواضعا
واقتسموا الدُّنيا بأسيافهمْ
فاقتطعوها بينهمْ قطائعا
إذا رضوا تمازحوا أو سخطوا
لمْ يحسنوا في الغضبِ التَّقاذعا
تلقى المعاذيرَ بهمْ ضيقة ً
إذا استميحوا والعطاءُ واسعا
سدُّوا خصاصاتِ الثُّغورِ بالقنا
وملكوا على العدا الشَّرائعا
وبعثوا غرَّ زبرنٍ جمهة ٍ
تحلبُ للأضيافِ سمَّاً ناقعا
خرساءُ أو تسمعُ ما بينَ الظِّبا
فيها وما بينَ الطُّلا قعاقعا
يسترفدُ الطَّيرَ بها وحشُ الفلا
فترقدُ الكواسرُ الخوامعا
تعيرُ طخياءُ العجاجِ فوقها
من صبغة ِ اللَّيلِ ضحاها الماتعا
ترجعُ خمسُ الباتراتِ بطناً
عنها وتروي الأسلَ الشَّوارعا
إذا نهى النَّقعُ العيونَ جعلوا
أبصارهمْ في نقعها المسامعا
فاستصبحوا ظلماءها مناصلاً
دوالقاً وأنصلاً دوالعا
لا برحتْ آثارهمْ منصورة ً
بعزمتيكَ رافعاً وواضعا
ولا رأى الملكُ مكانَ نصرهِ
وسرُّهُ منكَ مباحاً شائعا
وقامَ منْ دونِ أمانيِّ العدا
جدُّكَ عنكَ واقياً ودافعا
طالتْ لشكواكَ رقابٌ أصبحتْ
كفاية ُ اللهِ لها جوامعا
وظنَّ قومٌ فيكَ ما لا بلغوا
أو تبلغَ الأخامصُ الأخادعا
داءٌ منَ الأدواءِ كانَ هاجداً
فجاءَ مشتاقاً إلأيكَ نازعا
زارَ مليَاً ثمَّ خافَ غضبة ً
منكَ فولَّى خائفاً مسارعا
لم ينتقصْ دأباً ولمْ ينقضْ عرى
عزمٍ ولمْ يزعجْ جناناً وادعا
لا خائراً ولا نكولاً ضارعا
ربَّ نفوسٍ أرفدتْ منْ ألمٍ
نفسكَ ما كنَّ لهُ جوازعا
تودُّ أنْ يحفظكَ اللهُ لها
ولو غدتْ مهملة ً ضوائعا
ولا أقرَّ اللهُ عينيْ حاسدٍ
رأى القذى برَّكَ والقوارعا
ولا عفا حزُّ المدى عنْ أنفٍ
كنتَ لها بأنْ سلمتَ جادعا
ولا يرمكَ المهرجانُ عوِّدا
بهِ السِّنونَ أبداً رواجعا
طوالعاً عليكَ منْ سعودهِ
بخيرِ نجمٍ غارباً وطالعا
تحسبُ منْ ملابسِ العزِّ بهِ
ذلاذلاً لستَ لهنَّ نازعا
يكسى بأوصافكَ كلَُّ عاطلٍ
منهُ فنونَ الكلمِ البدائعا
منَ الغريباتِ يكنَّ أبداً
معَ الرِّياحِ شرَّداً قواطعا
إذا احتبى منشدهنَّ خلتهُ
يمانياً ينشِّرُ الوقائعا
لمْ تخترقْ قبلي ولا تولَّجتْ
بمثلهنَّ الألسنُ المسامعا
عوانساً أودعتكمْ شبابها
علماً بتحصينكمْ الودائعا
أبضعتُ فيكمْ عمري وعمرها
يا لكرامِ أربحوا البضائعا
قدْ بلغتْ آمالها فيكمْ فلا
تنسوا لها الأرحامَ والذَّرائعا
كمْ حاسدٍ دبَّ لها عندكمْ
لو كانَ أفعى لمْ يضرَّها لاسعا
إذا بقيتمْ ووفيتمْ لي فما
شاءَ الزَّمانُ فليكنْ بي صانعا