المقالة الأولى - الباب الثاني | مفاتيح العلوم الباب الثالث، في النحو المؤلف: الخوارزمي |
المقالة الأولى - الباب الرابع |
الباب الثالث: في النحو، وهو إثنا عشر فصلاً
☰ جدول المحتويات
الفصل الأول
في وجوه الإعراب ومبادىء النحو
على مذهب عامة النحويين
هذه الصناعة تسمى باليونانية: غرماطيقي، وبالعربية: النحو.
الكلام: ثلاثة أشياء: اسم كزيد، وعمر، وحمار، وفرس، وفعل، مثل: ضرب ويضرب، ومشى ويمشي، ومرض ويمرض، وحرف جيء لمعنى، مثل: هل، وقد، وبل.
وأهل الكوفة يسمون حروف المعاني: الأدوات، وأهل المنطق يسمونها: الرباطات.
النعت، كقولك: زيد الطويل، فالطويل هو النعت، ويسمى صفة.
والخبر، كقولك: زيد طويل، فقولك: طويل، هو خبر.
الحركات التي تلزم أواخر الكلام للإعراب ثلاث: رفع، ونصب، وخفض، وقد تسمى أيضاً: ضماً، وفتحاً، وكسراً، وقد يسمى الخفض أيضاً: جراً.
وقد فرق البصريون بين هذه الأسماء فجعلوا الرفع لما دخل على الأسماء المتمكنة التي يلزمها الإعراب بالحركات الثلاث، مثل قولك: زيد، وعمرو، وعبد الله، وجعلوا الضم لما بني مضموماً، مثل: نحن، وقط، وحيث، وجعلوا الفتح لما بني مفتوحاً، نحو: أين، وكيف، وشتان، وجعلوا الخفض للأسماء المتمكنة التي يلزمها الإعراب بالحركات الثلاث، وجعلوا الكسر لما بني مكسوراً، نحو: هؤلاء، وأمس، وجير، وكذلك فعلوا في الجزم والوقف، جعلوا الجزم في الأفعال لما جزم بعامل، والوقف لما بني ساكناً، نحو: وقد وهل.
الفصل الثاني
في وجوه الإعراب وما يتبعها
على ما يحكي عن الخليل بن أحمد
الرفع: ما وقع في إعجاز الكلم منوناً، نحو قولك: زيد.
والضم: ما وقع في إعجاز الكلم غير منون، نحو: يفعل.
والتوجيه: ما وقع في صدور الكلم، نحو: عين، عمر، وقاف قتم.
والحشو: ما وقع في الأوساط، نحو جيم رجل، والبخر: ما وقع في إعجاز الأسماء دون الأفعال مما ينون، مثل اللام من قولك: هذا الجبل.
الإشمام: ما وقع في صدور الكلم المنقوصة، نحو قاف قيل إذا أشم ضمة.
النصب: ما وقع في إعجاز الكلم منوناً نحو: زيداً.
الفتح: ما وقع في إعاز الكلم غير منون، نحو: باء ضرب.
القعر: ما وقع في صدور الكلم، نحو ضاد ضرب.
والتفحيم: ما وقع في أوساط الكلم على الألفات المهموزة، نحو سأل.
الإرسال: ما وقع في إعجازها على الألفات المهموزة، نحو ألف قرأ.
والتيسير، هو الألفات المستخرجة من إعجاز الكلم، نحو قول الله تعالى "فأضلونا السبيلا".
الخفض: ما وقع في إعجاز الكلم منوناً، نحو: زيد.
والكسر: ما وقع في إعجاز الكلم غير منون، نحو لام الجمل.
والإضجاع: ما وقع في أوساط الكلم، نحو باء الإبل.
والجر: ما وقع في إعجاز الأفعال المجزومة عند استقبال ألف الوصل، نحو: يذهب الرجل.
والجزم: ما وقع في إعجاز الأفعال المجزومة، نحو باء اضرب.
والتسكين: ما وقع في أوساط الأفعال، نحو فاء يفعل.
والتوقيف: ماوقع في إعجاز الأدوات، نحو ميم نعم.
والإمالة: ما وقع على الحروف التي قبل الياءات المرسلة، نحو عيسى، وموسى.
وضدها: التفخيم.
النبرة: الهمزة التي تقع في أواخر الأفعال والأسماء، نحو: سبأ، وقرأ، وملأ.
الفصل الثالث
في وجوه الإعراب على مذهب فلاسفة اليونانيين
الرفع، عند أصحاب المنطق من اليونانيين، واو ناقصة، وكذلك الضم وأخواته المذكورة.
والكسر وأخواته عندهم ياء ناقصة.
والفتح وأخواته عندهم ألف ناقصة.
وإن شئت قلت الواو الممدودة اللينة ضمة مشبعة، والياء الممدودة اللينة كسرة مشبعة، والألف الممدودة فتحة مشبعة، وعلى هذا القياس.
الروم والأشمام، نسبتهما إلى هذه الحركات كنسبة الحركات إلى حروف المد واللين، أعني الألف والواو والياء.
الفصل الرابع
في تنزيل الأسماء
الاسم السالم المتمكن، نحو: زيد، وعمرو، وحمار، وفرس.
الاسم المضاف، نحو: عبد الله، وصاحب الفرس.
الاسم المعتل، مثل: غازٍ، وقاصٍ، ومشترٍ، ومفترٍ.
الاسم المقصور، نحو: قفا، وعصا، ورحى، ومصطفى، وعيسى، وموسى.
الاسم الممدود، نحو: سماء، ولقاء.
الاسم المنقوص، مثل: يد، ودم، وأخ، وأب.
ما لا ينصرف من الأسماء، نحو: إبراهيم، واسماعيل، وعطشان، وأحمد، وطلحة، وحمزة.
الاسم المعدول، نحو: حذام، وقطام، ورقاش، عدلت عن: حاذقة، وقاطمة، وراقشة.
الأسماء المبهمة، مثل: هذا، وذاك، وهذه، وتلك.
الأسماء المضمرة، مثل: أنت، وهو، وهي.
الفصل الخامس
في الوجوه التي ترفع بها الأسماء
الوجوه التي ترفع بها الأسماء سبعة: المبتدأ وخبره، كقولك: زيد منطلق، فزيد المبتدأ، ومنطلق خبره.
والفاعل، كقولك: ذهب زيد، وضرب زيد عمراً.
والمفعول الذي لم يسم فاعله مثل: ضرب زيد، ودخل البيت.
والأفعال التي ترفع الأسماء بعدها وتنصب الأخبار، وهي: كان، وليس، وصار، وما زال، وأصبح، وأمسى، وظل، وبات.
والحروف التي تنصب الأسماء بعدها وترفع الأخبار، وهي: إن، وأن، وكأن، ولكن، وليت، ولعل.
الفصل السادس
في الوجوه التي تنصب بها الأسماء
النصب يدخل الأسماء من ثلاثة عشر وجهاً.
المفعول: مثل قولك: ضربت عمراً.
وخبر ما لم يسم فاعله، مثل قولك: أعطى زيد درهماً، فزيد مفعول به، ودرهماً مفعول ثان.
وخبر كان وأخواتها، مثل: كان الله غفوراً رحيماً.
والمصدر: نحو قولك: قتلت قتلاً، وأكلت أكلاً.
والظرف كقولك: ذهب زيد اليوم، ويذهب غداً، وزيد خلفك، وفوقك، وتحتك.
والتعجب، كقولك: ما أحسن زيداً، وما أكرم عمراً.
والحال، كقولك: خرجت ماشياً، وهذا زيد قائماً.
والتمييز، كقولك: هو أحسن منك ثوباً، وأكبر منك سناً.
وهذه عشرون درهماً.
والإستثناء من المثبت، كقولك: أتاني القوم إلا زيداً.
والنفي بلا، كقولك: لا مال لك، ولا بأس عليك.
والنداء إذا كان المنادى مضافاً أو نكرة، كقولك: يا عبد الله، ويا راكباً.
والمدح والذم بإضمار أعني، كقولك: الحمد لله، أهل الحمد، ومعناه: أعني: أهل الحمد، وكقول الله عز وجل: "وامرأته حمالة الحطب" في قراءة من نصب، حمالة، معناه: أعني حمالة الحطب.
الفصل السابع
في الوجوه التي تخفض بها الأسماء
الخفض، يدخل الأسماء من وجهين: أحدهما الإضافة إلى اسم أو إلى ظرف، كقولك: دار زيد، وكقولك: بعد عمرو، وقبل سعد.
والوجه الثاني: حرف المعنى، وحروف المعاني الخافضة: من، وعن، وعلى، وإلى، والكاف الزائدة، والباء الزائدة، واللام الزائدة، ورب.
الفصل الثامن
في الوجوه التي يتبع بها الاسم ما قبله
في وجوه الإعراب كلها
الوجوه التي تتبع بها الأسماء ما قبلها ثلاثة: العطف، والبدل، والصفة.
فالعطف، هو النسق، وحروفه عشرة: الواو، والفاء، وثم، واو، وأم، ولا، وبل، ولكن، وأما.
والبدل على وجهين: بدل بيان، كقول الله عز وجل: "لنسفعاً بالناصية. ناصية كاذبة خائطة"، وبدل غلط، كقولك: مررت بفرسٍ حمارٍ.
والصفة، هي النعت، كقولك: مررت برجل ذي مال، ومررت بالرجل الحسن.
الفصل التاسع
في تنزيل الأفعال
الأفعال أربعة أجناس: فعل قد مضى، كقولك: أكل أمس، وذهب، وهو مفتوح أبداً.
وفعل مستقبل، كقولك: هو يأكل غداً.
وفعل ما أنت فيه، ولفظه ولفظ المستقبل واحد، ويسميان معاً: الفعل المضارع، لأنه يضارع الأسماء بقبول وجوه الإعراب.
وفعل مبني للأمر، كقولك: كل، واذهب، وهو عند بعضهم مجزوم بعامل، وهو لام الأمر.
الفصل العاشر
في الحروف التي تنصب بها الأفعال
الحروف التي تنصب الأفعال المضارعة، وهي: أن، ولن، وكي، وكيما، وكيلا، واللام المكسورة.
ومن الحروف النواصب ما ينصب الفعل المضارع في حال ولا ينصبه في أخرى، وهو: حتى، وإذا، وألا، والفاء، والواو، وأو.
فأما حتى، فإنها تنصب لا محالة، إذا تقدمها فعل غير واجب، كالأمر والنهي والاستفهام، فإذا تقدمها فعل واجب رفعت في حال ونصبت في أخرى، مثل قول الله تعالى: "وزلزلوا حتى يقول الرسول" يجوز فيه النصب، إذا كان معناه: ليقول الرسول، ويجوز فيه الرفع إذا كان معناه: حتى قال الرسول.
وأما إذا فإنها تنصب في أول الكلام لا غير، إذا لم يكن بينها وبين الفعل حاجز، غير اليمين، فإنها لا تحجز، تقول: والله إذاً لا أفعل، بالرفع، وإذاً والله أفعل، بالنصب، بطرح: لا.
وألا، إذا كانت بمعنى: أن المشددة، ارتفع ما بعدها، كقول الله عز وجل: "لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيء" أي: أنهم لا يقدرون على شيء.
والفاء تنصب إذا كان الفعل جواباً لما ليس بواجب، وكذلك الواو، إلا أن معناها غير معنى الفاء، وكذلك: أو إذا كانت بمعنى حتى.
الفصل الحادي عشر
في الحروف التي تجزم الأفعال المضارعة
الحروف التي تجزم الأفعال المضارعة: لم، ولما، وألم، وألما، وحروف الجزاء، وهي: إن، وما، ومهما، وإذما، وحيثما، ومن، وأنى، وأين، وأينما، ومتى، ومتى ما، وكيف، وكيفما. هذه تجزم الشرط والجزاء معاً، كقولك: إن تضربني أضربك، وما تفعل أفعل، ونحو ذلك.
والفعل يجزم إذا كان جواباً لما ليس بواجب، وما ليس بواجب هو: الأمر، والنهي، والإستفهام، والتمني، والنفي، والعرض، وهذه إذا أدخلت الفاء في جوابها انتصبت، تقول: زرني أزرك، ولا تفعل يكن خيراً لك، وليتك عندنا فنكرمك، وألا ماء أشربه.
الفصل الثاني عشر
في النوادر
الإغراء، كقولك: دونك زيداً، وعليك عمراً.
التوكيد، كقولك: مررت بقومك أجمعين، أكتعين، وكلهم.
الظرف، هي التي يسميها أهل الكوفة: المحال، وهي عند البصريين على نوعين: ظرف زمان، وظرف مكان، فالزماني، كاليوم، وأمس، وغداً، وظرف المكان مثل: فوقك، وتحتك، وخلفك، وقدامك.
التبرئة، كقولك: لا مال لي، وهو النفي.
الندبة كقولك: واغلاماه، وا أباه، وا أبتاه، وا زيداه.
العماد، عند أهل الكوفة: كقولك: زيد هو الظريف، فهو العماد عندهم.
جمع التكسير، مثل: دراهم، جمع درهم، وكلاب، جمع كلب، وإنما سمي جمع التكسير لأن لفظ الواحد تغير عن حاله، وضده جمع السلامة، وهو كالصالحين والصالحات، وإنما سمي جمع السلامة، لأن لفظ الواحد ثابت على حاله.
الترخيم في النداء أن يقال: يا حار، ومعناه: يا حارث.