الرئيسيةبحث

لسان العرب : سمدر -


سمدر

السَّمَادِيرُ: ضَعْف البصر، وقد اسْمَدَرَّ بَصَرُه، وقيل: هو الشيءُ الذي يتَراءَى للإِنسان من ضعف بصره عند السكر من الشراب وغَشْي النُّعاسِ والدُّوَارِ؛ قال الكميت: ولما رأَيتُ المُقْرَبَاتِ مُذَالةً، وأَنْكَرْتُ إِلاَّ بالسَّمادِير آلَها والميم زائدة، وقد اسْمَدَرَّ اسمِدْرَاراً. وقال اللحياني: اسْمَدَرَّتْ عَيْنُه دَمَعَتْ؛ قال ابن سيده: وهذا غير معروف في اللغة. وطريق مُسْمَدِرٌّ: طويلٌ مستقيم. وطَرْف مُسْمَدِرٌّ: متحير. وسَمَيْدَر: دابة، والله أَعلم.

سمسر

السِّمْسارُ: الذي يبيع البُرَّ للناس. الليث: السِّمْسَار فارسية معرَّبة، والجمع السَّمَاسِرَةُ. وفي الحديث؛ أَنَّ النبي، صلى الله عليه وسلم، سماهم التُّجَّار بعدما كانوا يعرفون بالسماسرة، والمصدر السَّمْسَرَةُ، وهو أَن يتوكل الرجل من الحاضرة للبادية فيبيع لهم ما يَجْلبونه، وقيل في تفسير قوله: ولا يبيع حاضِرٌ لِبادٍ، أَراد أَنه لا يكون له سِمسَاراً، والاسم السَّمْسَرَةُ؛ وقال: قد وكَّلَتْني طَلَّتي بالسَّمْسَرَهْ وفي حديث قيس بن أَبي عُرْوَةَ: كنا قوماً نسمى السَّمَاسِرَةَ بالمدينة في عهد رسولُ الله، ﷺ، فسمانا النبي، صلى الله عليه وسلم، التُّجَّارَ؛ هو جمعُ سِمْسارٍ، وقيل: السِّمْسَارُ القَيِّمُ بالأَمر الحافظ له؛ قال الأَعشى: فَأَصْبَحْتُ لا أَسْتَطِيعُ الكَلامَ، سِوَى أَنْ أُراجِعَ سِمْسَارَها وهو في البيع اسم للذي يدخل بين البائع والمشتري متوسطاً لإِمضاء البيع. قال: والسَّمْسَرَةُ البيع والشراء.

سمهر

السَّمْهَرِيُّ: الرُّمْحُ الصَّلِيبُ العُودِ. يقال: وتَرٌ سَمْهَرِيُّ شديد كالسَّمْهَرِيِّ من الرماح. واسْمَهَرَّ الشَّوْكُ: يَبِسَ وصَلُبَ. وشوك مُسْمَهِرٌّ: يابس. واسْمَهَرَّ الظلام: تَنَكَّرَ. والمُسْمَهِرُّ: الذَّكَرُ العَرْدُ. والمُسْمَهِرُّ أَيضاً: المعتدل. وعَرْدٌ مُسْمِهرٌّ إِذا اتْمَهَلَّ؛ قال الشاعر: إِذا اسْمَهَرَّ الحَلِسُ المُغالِثُ أَي تَنَكَّرَ وتَكَرَّهَ. واسْمَهَرَّ الحَبْلُ والأَمْرُ: اشْتَدَّ. والاسْمِهْرَارُ: الصَّلابَةُ والشِّدَّةُ. واسْمَهَرَّ الظلامُ: اشْتَدَّ؛ واسْمَهَرَّ الرجلُ في القتال؛ قال رؤبة: ذُو صَوْلَةٍ تُرْمَى به المَدَالِثُ، إِذا اسْمَهَرَّ الحَلِسُ المُغالِثُ والسَّمْهَرِيَّةُ: القَنَاةُ الصُّلْبَةُ، ويقال هي منسوبة إِلى سَمْهَرٍ اسم رجل كان يُقَوِّمُ الرماحَ؛ يقال: رمح سَمْهَرِيُّ، ورماح سَمْهَرِيَّةٌ. التهذيب: الرماح السمهرية تنسب إِلى رجل اسمه سَمْهَرٌ كان يبيع الرماح بالخَطِّ، قال: وامرأَته رُدَيْنَةُ. وسَمْهَرَ الزَّرعُ إِذا لم يَتَوالَدْ كأَنه كُلُّ حَبَّةٍ بِرَأْسِها.

سمهدر

السْمَهْدَرُ: الذَّكَرُ: وغلامٌ سَمَهْدَرٌ: سمين كثير اللحم. الفراء: غلام سَمَهْدَرٌ يمدحه بكثرة لحمه. وبَلَدٌ سَمَهْدَرٌ: بعيدٌ مَضَلَّةٌ واسع؛ قال أَبو الزحف الكَلِينِي: (* قوله: «الكليني» نسبة لكلين كأَمير بلدة بالري كما في القاموس). ودُونَ لَيْلى بَلَدٌ سَمَهْدَرُ، جَدْبُ المُنَدَّى عن هَوَانا أَزْوَرُ، يْنْضِي المَطَايا خِمْسُهُ العَشَنْزَرُ المُنَدَّى: حيث يُرْبَعُ ساعةً من النهار. والأَزْوَرُ: الطريق المُعْوَجُّ. وبَلَدٌ سَمَهْدَرٌ: بعيد الأَطراف، وقيل: يَسْمَدِرُّ فيه البصر من استوائه؛ وقال الزَّفَيان: سَمَهْدَرٌ يَكْسُوهُ آلٌ أَبْهَقُ، عليه منه مِئْزَرٌ وبُخْنُقُ (* قوله: «وبخنق» بضم النون وكجعفر خرقة تتقنع بها المرأَة كما في القاموس).

سنر

السَّنَرُ: ضِيقُ الخُلُقِ. والسُّنَّارُ والسِّنَّوْرُ: الهِرُّ، مشتق منه، وجمعه السَّنَانِيرُ. والسِّنَّوْرُ: أَصل الذَّنَبِ؛ عن الرِّياشِي. والسِّنَّوْرُ: فَقَارَةُ عُنُقِ البعير؛ قال: بَيْنَ مَقَذَّيْهِ إِلى سِنَّوْرِهِ ابن الأَعرابي: السنانير عظام حلوق الإِبل، واحدها سِنَّورٌ. والسنانير: رؤساء كل قبيلة، الواحد سِنَّوْرٌ. والسِّنَّوْرُ: السَّيِّدُ. والسَّنَوَّرُ: جُمْلَةُ السلاح؛ وخص بعضهم به الدروع. أَبو عبيدة: السَّنَوَّرُ الحديد كله، وقال الأَصمعي: السَّنَوَّرُ ما كان من حَلَقٍ، يريد الدروع؛ وأَنشد: سَهِكِينَ من صَدَإِ الحديدِ كَأَنَهَّمُ، تَحْتَ السَّنَوَّرِ، جُبَّةُ البَقَّارِ والسَّنَوَّرُ: لَبُوسٌ من قِدِّ يلبس في الحرب كالدرع؛ قال لبيد يرثي قتلى هوازن: وجاؤوا به في هَوْدَجٍ، وَوَرَاءَهُ كَتَائِبُ خُضْرٌ في نَسِيجِ السَّنَوَّرِ قوله: جاؤوا به يعني قتادة بن مَسْلَمَةَ الحَنَفِيِّ، وهو ابن الجَعْد، وجعد اسم مسلمة لأَنه غزا هوازن وقتل فيها وسبى.

سنبر

سَنْبَرٌ: اسم. أَبو عمرو: السَّنْبَرُ الرجل العالم بالشيء المتقن له.

سندر

السَّنْدَرَةُ: السُّرْعةُ. والسَّنْدَرَةُ: الجُرْأَةُ. ورجلٌ سِنَدْرٌ، على فِنَعْلٍ، إِذا كان جَرِيئاً. والسَّنْدَرُ: الجريء المُتَشَبِّعُ. والسَّنْدَرَةُ: ضَرْبٌ من الكيل غُرَاف جُِرَافٌ واسع. والسَّنْدَرُ: مكيالٌ معروف؛ وفي حديث علي، عليه السلام: أَكِيلُكُمْ بالسَّيْفِ كَيْلَ السَّنْدَرَهْ قال أَبو العباس أَحمد بن يحيى: لم تختلف الرواة أَن هذه الأَبيات لعلي، عليه السلام: أَنا الذي سَمَّتْنِي أَمِّي حَيْدَرَهْ، كَلَيْثِ غاباتٍ غَليظِ القَصَرَهْ، أَكِيلكم بالسيف كيل السَّندَره قال: واختلفوا في السندرة: فقال ابن الأَعرابي وغيره: هو مكيال كبير ضخم مثلُ القَنْقَلِ والجُرَافِ، أَي أَقتلكم قتلاً واسعاً كبيراً ذريعاً، وقيل: السَّنْدَرَةُ امرأَة كانت تبيع القمح وتوفي الكيل، أَي أَكيلكم كيلاً وافياً، وقال آخر: السَّنْدَرَةُ العَجَلةُ، والنون زائدة، يقال: رجل سَنْدَرِيُّ إِذا كان عَجِلاً في أُموره حادّاً، أَي أُقاتلكم بالعَجَلَةِ وأُبادركم قبل الفِرار، قال القتيبي: ويحتمل أَن يكون مكيالاً اتخذ من السَّنْدَرَة، وهي شجرة يُعْمَلُ منها النَّبْلُ والقِسِيُّ، ومنه قيل: سهم سَنْدَريٌّ، وقيل: السَّنْدَرِيٌّ ضرب من السهام والنِّصال منسوب إِلى السَّنْدَرَةِ، وهي شجرة، وقيل: هو الأَبيض منها، ويقال: قَوْسٌ سَنْدَرِيَّةٌ؛ قال الشاعر، وقال ابن بري هو لأَبي الجُنْدَبِ الهُذَلي: إِذا أَدْرَكَتْ أُولاتُهُمْ أُخْرَياهُمُ، حَنَوْتُ لَهُمْ بالسَّنْدَرِيِّ المُوَتَّرِ والسَّنْدَرِيُّ: اسم للقوس، أَلا تراه يقول الموتر؟ وهو منسوب إِلى السَّنْدَرَةِ أَعني الشجرة التي عمل منها هذه القوس، وكذلك السهام المتخذة منها يقال لها سَنْدَرِيَّةٌ. وسِنانٌ سَنْدَرِيٌّ إِذا كان أَزرق حديداً؛ قال رؤبة: وأَوْتارُ غَيْري سَنْدَرِيٌّ مُخَلَّقُ أَي غير نصل أَزرق حديد. وقال أَعرابي: تَعَالَوْا نصيدها زُرَيْقاء سندرية؛ يريد طائراً خالص الزرقة. والسَّنْدَرِيُّ: الرديء والجَيِّدُ، ضِدٌّ. والسَّنْدَرِي: من شعرائهم؛ قيل: هو شاعر كان مع عَلْقَمَةَ بن عُلاثَةَ وكان لبيد مع عامر بن الطُّفَيْلِ، فَدُعِيَ لَبِيدٌ إِلى مهاجاته فَأَبى؛ وقال: لِكَيْلا يكونَ السَّنْدَرِيُّ نَدِيدَتي، وأَجْعَلَ أَقْواماً عُموماً عَماعِمَا (* قوله: «نديدتي» أَي ندي، وقوله عماعما أَي متفرقين). وفي نوادر الأَعراب: السَّنَادِرَةُ الفُرَّاغُ وأَصحاب اللهو والتَّبَطُّلِ؛ وأَنشد: إِذا دَعَوْتَنِي فَقُلْ: يا سَنْدَرِي، لِلْقَوْمِ أَسْماءٌ ومَا لي مِنْ سمي

سنقطر

السَّنِقْطَارُ: الجِهْبِذُ، بالرومية.

سنمر

أَبو عمرو: يقال للقمر السِّنِمَّارُ والطَّوْسُ. ابن سيده: قَمَرٌ سِنِمَّارٌ مُضيءٌ؛ حكي عن ثعلب. وسِنِمَّار: اسم رجل أَعجمي؛ قال الشاعر: جَزَتْنَا بَنُو سَعْدٍ بِحُسْنِ فعالِنا، جَزَاءَ سِنِمَّارٍ وما كانَ ذا ذَنْبِ وحكي فيه السنمار بالأَلف واللاَّم. قال أَبو عبيد: سِنِمَّار اسم إِسْكافٍ بَنَى لبعض الملوك قَصْراً، فلما أَتمه أَشرف به على أَعلاه فرماه منه غَيْرَةً منه أَن يبنى لغيره مثله، فضرب ذلك مثلاً لكل من فعل خيراً فجوزي بضدّه. وفي التهذيب: من أَمثال العرب في الذي يجازي المحسن بالسُّوأَى قولهم: جَزَاهُ جَزَاءَ سِنِمَّارٍ؛ قال أَبو عبيد: سِنِمَّار بَنَّاءٌ مُجِيدٌ روميّ فَبَنَى الخَوَرْنَق الذي بظهر الكوفة للنُّعمان بن المُنْذِرِ، وفي الصحاح: للنعمان بن امرئ القيس، فلما نظر إِليه النعمان كره أَن يعمل مثله لغيره، فلما فرغ منه أَلقاه من أَعلى الخورنق فخرّ ميتاً؛ وقال يونس: السِّنِمَّارُ من الرجال الذي لا ينام بالليل، وهو اللص في كلام هذيل، وسمي اللِّصُّ سِنِمَّاراً لقلة نومه، وقد جعله كراع فِنِعْلالاً، وهو اسم رومي وليس بعربي لأَن سيبويه نفى أَن يكون في الكلام سِفِرْجالٌ، فأَما سِرِطْراطٌ عنده فَفِعِلْعَالٌ من السَّرْطِ الذي هو البَلْعُ، ونظيره من الرومية سِجِلاَّطٌ، وهو ضرب من الثياب.

سهر

السَّهَرُ: الأَرَقُ. وقد سَهِرَ، بالكسر، يَسْهَرُ سَهَراً، فهو ساهِرٌ: لم ينم ليلاً؛ وهو سَهْرَانُ وأَسْهَرَهُ غَيْرُه. ورجل سُهَرَةٌ مثال هُمَزَةٍ أَي كثيرُ السَّهَرِ؛ عن يعقوب. ومن دعاء العرب على الإِنسان: ما له سَهِرَ وعَبِرَ. وقد أَسْهَرَني الهَمُّ أَو الوَجَعُ؛ قال ذو الرمة ووصف حميراً وردت مصايد: وقد أَسْهَرَتْ ذا أَسْهُمٍ باتَ جاذِلاً، له فَوْقَ زُجَّيْ مِرْفَقَيْهِ وَحاوِحُ الليث: السَّهَرُ امتناع النوم بالليل. ورجل سُهَارُ العين: لا يغلبه النوم؛ عن اللحياني. وقالوا: ليل ساهر أَي ذو سَهَرٍ، كما قالوا ليل نائم؛ وقول النابغة: كَتَمْتُكَ لَيْلاً بالجَمُومَيْنِ ساهرا، وهَمَّيْنِ: هَمّاً مُسْتَكِنّاً وظاهرا يجوز أَن يكون ساهراً نعتاً لليل جعله ساهراً على الاتساع، وأَن يكون حالاً من التاء في كتمتك؛ وقول أَبي كبير: فَسْهِرْتُ عنها الكالِئَيْنِ، فَلَمْ أَنَمْ حتى التَّفَتُّ إِلى السِّمَاكِ الأَعْزَلِ أَراد سهرت معهما حتى ناما. وفي التهذيب: السُّهارُ والسُّهادُ، بالراء والدال. والسَّاهرَةُ: الأَرضُ، وقيل: وَجْهُها. وفي التنزيل: فإِذا هم بالسَّاهِرَة؛ وقيل: السَّاهِرَةُ الفلاة؛ قال أَبو كبير الهذلي: يَرْتَدْن ساهِرَةً، كَأَنَّ جَمِيمَا وعَمِيمَها أَسْدافُ لَيْلٍ مُظْلِمِ وقيل: هي الأَرض التي لم توطأْ، وقيل: هي أَرض يجددها الله يوم القيامة. الليث: الساهرة وجه الأَرض العريضة البسيطة. وقال الفراء: الساهرة وجه الأَرض، كأَنها سميت بهذا الاسم لأَن فيها الحيوان نومهم وسهرهم، وقال ابن عباس: الساهرة الأَرض؛ وأَنشد: وفيها لَحْمُ ساهِرَةٍ وبَحْرٍ، وما فاهوا به لَهُمُ مُقِيمُ وساهُورُ العين: أَصلها ومَنْبَعُ مائها، يعني عين الماء؛ قال أَبو النجم: لاقَتْ تَمِيمُ المَوْتَ في ساهُورِها، بين الصَّفَا والعَيْسِ من سَدِيرها ويقال لعين الماء ساهرة إِذا كانت جارية. وفي الحديث: خير المال عَيْنٌ ساهِرَةٌ لِعَيْنٍ نائمةٍ؛ أَي عين ماء تجري ليلاً ونهاراً وصاحبها نائم، فجعل دوام جريها سَهَراً لها. ويقال للناقة: إِنها لَساهِرَةُ العِرْقِ، وهو طُولُ حَفْلِها وكثرةُ لبنها. والأَسْهَرَانِ: عِرْقان يصعدان من الأُنثيين حتى يجتمعا عند باطن الفَيْشَلَةِ، وهما عِرْقا المَنِيِّ، وقيل: هما العرقان اللذان يَنْدُرانِ من الذكر عند الإِنعاظ، وقيل: عرقان في المَتْنِ يجري فيهما الماء ثم يقع في الذكر؛ قال الشماخ: تُوائِلُ مِنْ مِصَكٍّ أَنْصَبَتْه حَوَالِبُ أَسْهَرَيْهِ بِالذَّنِينِ وأَنكر الأَصمعي الأَسهرين، قال: وإِنما الرواية أَسهرته أَي لم تدعه ينام، وذكر أَن أَبا عبيدة غلط. قال أَبو حاتم: وهو في كتاب عبد الغفار الخزاعي وإِنما أَخذ كتابه فزاد فيه أَعني كتاب صفة الخيل، ولم يكن لأَبي عبيدة علم بصفة الخيل. وقال الأَصمعي: لو أَحضرته فرساً وقيل وضع يدك على شيء منه ما درى أَين يضعها. وقال أَبو عمرو الشيباني في قول الشماخ: حوالب أَسهريه، قال: أَسهراه ذكره وأَنفه. قال ورواه شمر له يصف حماراً وأُتنه: والأَسهران عرقان في الأَنف، وقيل: عرقان في العين، وقيل: هما عرقان في المنخرين من باطن، إِذا اغتلم الحمار سالا دماً أَو ماء. والسَّاهِرَةُ والسَّاهُورُ: كالغِلافِ للقمر يدخل فيه إِذا كَسَفَ فيما تزعمه العرب؛ قال أُمية بن أَبي الصَّلْت: لا نَقْصَ فيه، غَيْرَ أَنَّ خَبِيئَهُ قَمَرٌ وساهُورٌ يُسَلُّ ويُغْمَدُ وقيل: الساهور للقمر كالغلاف للشيء؛ وقال آخر يصف امرأَة: كَأَنَّها عِرْقُ سامٍ عِنْدَ ضارِبِهِ، أَو فَلْقَةٌ خَرَجَتْ من جَوفِ ساهورِ يعني شُقَّةَ القمر؛ قال القتيبي: وقال الشاعر: كَأَنَّها بُهْثَةٌ تَرْعَى بِأَقْرِبَةٍ، أَو شُقَّةٌ خَرَجَتْ مِن جَنْبِ ساهُورِ البُهْثَة: البقرة. والشُّقَّةُ: شُقَّةُ القمر؛ ويروى: من جنب ناهُور. والنَّاهُورُ: السَّحاب. قال القتيبي: يقال للقمر إِذا كَسَفَ: دَخَلَ في ساهُوره، وهو الغاسقُ إِذا وَقَبَ. وقال النبي، ﷺ، لعائشة، رضي الله عنها، وأَشار إِلى القمر فقال: تَعَوَّذِي بالله من هذا فإِنه الفاسِق إِذا وَقَبَ؛ يريد: يَسْوَدُّ إِذا كَسَفَ. وكلُّ شيء اسْوَدَّ، فقد غَسَقَ. والسَّاهُورُ والسَّهَرُ: نفس القمر. والسَّاهُور: دَارَةُ القمر، كلاهما سرياني. ويقال: السَّاهُورُ ظِلُّ السَّاهِرَةِ، وهي وجْهُ الأَرض.

سهبر

السَّهْبَرَةُ: من أَسماء الرَّكايا.

سور

سَوْرَةُ الخمرِ وغيرها وسُوَارُها: حِدَّتُها؛ قال أَبو ذؤيب: تَرى شَرْبَها حُمْرَ الحِدَاقِ كأَنَّهُمْ أُسارَى، إِذا ما مَارَ فِيهمْ سُؤَار وفي حديث صفة الجنة: أَخَذَهُ سُوَارُ فَرَحٍ؛ أَي دَبَّ فيه الفرح دبيب الشراب. والسَّوْرَةُ في الشراب: تناول الشراب للرأْس، وقيل: سَوْرَةُ الخمر حُمَيّاً دبيبها في شاربها، وسَوْرَةُ الشَّرَابِ وُثُوبُه في الرأْس، وكذلك سَوْرَةُ الحُمَةِ وُثُوبُها. وسَوْرَةُ السُّلْطان: سطوته واعتداؤه. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها، أَنها ذكرت زينب فقالت: كُلُّ خِلاَلِها محمودٌ ما خلا سَوْرَةً من غَرْبٍ أَي سَوْرَةً منْ حِدَّةٍ؛ ومنه يقال لِلْمُعَرْبِدِ: سَوَّارٌ. وفي حديث الحسن: ما من أَحد عَمِلَ عَمَلاً إِلاَّ سَارَ في قلبه سَوُْرَتانِ. وسارَ الشَّرَابُ في رأْسه سَوْراً وسُؤُوراً وسُؤْراً على الأَصل: دار وارتفع. والسَّوَّارُ: الذي تَسُورُ الخمر في رأْسه سريعاً كأَنه هو الذي يسور؛ قال الأَخطل: وشارِبٍ مُرْبِحٍ بالكَاسِ نادَمَني لا بالحَصُورِ، ولا فيها بِسَوَّارِ أَي بمُعَرْبِدٍ من سار إِذا وَثَبَ وَثْبَ المُعَرْبِدِ. وروي: ولا فيها بِسَأْآرِ، بوزن سَعَّارِ بالهمز، أَي لا يُسْئِرُ في الإِناء سُؤْراً بل يَشْتَفُّه كُلَّه، وهو مذكور في موضعه؛ وقوله أَنشده ثعلب: أُحِبُّهُ حُبّاً له سُوَّارى، كَمَا تُحِبُّ فَرْخَهَا الحُبَارَى فسره فقال: له سُوَّارَى أَي له ارتفاعٌ؛ ومعنى كما تحب فرخها الحبارى: أَنها فيها رُعُونَةٌ فمتى أَحبت ولدها أَفرطت في الرعونة. والسَّوْرَةُ: البَرْدُ الشديد. وسَوْرَةُ المَجْد: أَثَرُه وعلامته ارتفاعه؛ وقال النابغة: ولآلِ حَرَّابٍ وقَدٍّ سَوْرَةٌ، في المَجْدِ، لَيْسَ غُرَابُهَا بِمُطَارِ وسارَ يَسُورُ سَوْراً وسُؤُوراً: وَثَبَ وثارَ؛ قال الأَخطل يصف خمراً: لَمَّا أَتَوْهَا بِمِصْبَاحٍ ومِبْزَلِهمْ، سَارَتْ إِليهم سُؤُورَ الأَبْجَلِ الضَّاري وساوَرَهُ مُساوَرَةٌ وسِوَاراً: واثبه؛ قال أَبو كبير: . . . . . . ذو عيث يسر إِذ كان شَعْشَعَهُ سِوَارُ المُلْجمِ والإِنسانُ يُساوِرُ إِنساناً إِذا تناول رأْسه. وفلانٌ ذو سَوْرَةٍ في الحرب أَي ذو نظر سديد. والسَّوَّارُ من الكلاب: الذي يأْخذ بالرأْس. والسَّوَّارُ: الذي يواثب نديمه إِذا شرب. والسَّوْرَةُ: الوَثْبَةُ. وقد سُرْتُ إِليه أَي وثَبْتُ إِليه. ويقال: إِن لغضبه لسَوْرَةً. وهو سَوَّارٌ أَي وثَّابٌ مُعَرْبِدٌ. وفي حديث عمر: فكِدْتُ أُساوِرُه في الصلاة أَي أُواثبه وأُقاتله؛ وفي قصيدة كعب بن زهير: إِذا يُساوِرُ قِرْناً لا يَحِلُّ له أَنْ يَتْرُكَ القِرْنَ، إِلا وهْو مَجْدُولُ والسُّورُ: حائط المدينة، مُذَكَّرٌ؛ وقول جرير يهجو ابن جُرْمُوز: لَمَّا أَتَى خَبَرُ الزُّبَيْرِ تَوَاضَعَتْ سُورُ المَدِينَةِ، والجِبالُ الخُشَّعُ فإِنه أَنث السُّورَ لأَنه بعض المدينة فكأَنه قال: تواضعت المدينة، والأَلف واللام في الخشع زائدة إِذا كان خبراً كقوله: ولَقَدْ نَهَيْتُكَ عَنْ بَنَات الأَوْبَرِ وإِنما هو بنات أَوبر لأَن أَوبر معرفة؛ وكما أَنشد الفارسي عن أَبي زيد:يَا لَيْتَ أُمَّ العَمْرِ كانت صَاحِبي أَراد أُم عمرو، ومن رواه أُم الغمر فلا كلام فيه لأَن الغمر صفة في الأَصل فهو يجري مجرى الحرث والعباس، ومن جعل الخشع صفة فإِنه سماها بما آلت إِليه. والجمع أَسْوارٌ وسِيرَانٌ. وسُرْتُ الحائطَ سَوْراً وتَسَوَّرْتُه إِذا عَلَوْتَهُ. وتَسَوَّرَ الحائطَ: تَسَلَّقَه. وتَسَوَّرَ الحائط: هجم مثل اللص؛ عن ابن الأَعرابي: وفي حديث كعب بن مالك: مَشَيْتُ حتى تَسَوَّرْتُ جِدَارَ أَبي قتادة أَي عَلَوْتُه؛ ومنه حديث شيبة: لم يَبْقَ إِلا أَنَّ أُسَوِّرَهُ أَي أَرتفع إِليه وآخذه. وفي الحديث: فَتَساوَرْتُ لها؛ أَي رَفَعْتُ لها شخصي. يقال: تَسَوَّرْتُ الحائط وسَوَّرْتُه. وفي التنزيل العزيز: إِذ تَسَوَّرُوا المِحْرَابَ؛ وأَنشد: تَسَوَّرَ الشَّيْبُ وخَفَّ النَّحْضُ وتَسَوَّرَ عليه: كَسَوَّرَةُ والسُّورَةُ: المنزلة، والجمع سُوَرٌ وسُوْرٌ، الأَخيرة عن كراع، والسُّورَةُ من البناء: ما حَسُنَ وطال. الجوهري: والسُّوْرُ جمع سُورَة مثل بُسْرَة وبُسْرٍ، وهي كل منزلة من البناء؛ ومنه سُورَةُ القرآن لأَنها منزلةٌ بعد منزلة مقطوعةٌ عن الأُخرى والجمع سُوَرٌ بفتح الواو؛ قال الراعي:هُنَّ الحرائِرُ لا رَبَّاتُ أَخْمِرَةٍ، سُودُ المحَاجِرِ لا يَقْرَأْنَ بالسُّوَرِ قال: ويجوز أَن يجمع على سُوْرَاتٍ وسُوَرَاتٍ. ابن سيده: سميت السُّورَةُ من القرآن سُورَةً لأَنها دَرَجَةٌ إِلى غيرها، ومن همزها جعلها بمعنى بقية من القرآن وقِطْعَة، وأَكثر القراء على ترك الهمزة فيها؛ وقيل: السُّورَةُ من القرآن يجوز أَن تكون من سُؤْرَةِ المال، ترك همزه لما كثر في الكلام؛ التهذيب: وأَما أَبو عبيدة فإِنه زعم أَنه مشتق من سُورة البناء، وأَن السُّورَةَ عِرْقٌ من أَعراق الحائط، ويجمع سُوْراً، وكذلك الصُّورَةُ تُجْمَعُ صُوْراً؛ واحتج أَبو عبيدة بقوله: سِرْتُ إِليه في أَعالي السُّوْرِ وروى الأَزهري بسنده عن أَبي الهيثم أَنه ردّ على أَبي عبيدة قوله وقال: إِنما تجمع فُعْلَةٌ على فُعْلٍ بسكون العين إِذا سبق الجمعَ الواحِدُ مثل صُوفَةٍ وصُوفٍ، وسُوْرَةُ البناء وسُوْرُهُ، فالسُّورُ جمع سبق وُحْدَانَه في هذا الموضع؛ قال الله عز وجل: فضرب بينهم بسُورٍ له بابٌ باطِنُهُ فيه الرحمةُ؛ قال: والسُّور عند العرب حائط المدينة، وهو أَشرف الحيطان، وشبه الله تعالى الحائط الذي حجز بين أَهل النار وأَهل الجنة بأَشرف حائط عرفناه في الدنيا، وهو اسم واحد لشيء واحد، إِلا أَنا إِذا أَردنا أَن نعرِّف العِرْقَ منه قلنا سُورَةٌ كما نقول التمر، وهو اسم جامع للجنس، فإِذا أَردنا معرفة الواحدة من التمر قلنا تمرة، وكلُّ منزلة رفيعة فهي سُورَةٌ مأْخوذة من سُورَةِ البناء؛ وأَنشد للنابغة: أَلَمْ تَرَ أَنَّ الله أَعطاكَ سُورَةً، تَرَى كُلَّ مَلْكٍ دُونَهَا يَتَذَبْذَبُ؟ معناه: أَعطاك رفعة وشرفاً ومنزلة، وجمعها سُوْرٌ أَي رِفَعٌ. قال: وأَما سُورَةُ القرآن فإِنَّ الله، جل ثناؤه، جعلها سُوَراً مثل غُرْفَةٍ وغُرَفٍ ورُتْبَةٍ ورُتَبٍ وزُلْفَةٍ وزُلَفٍ، فدل على أَنه لم يجعلها من سُور البناء لأَنها لو كانت من سُور البناء لقال: فأْتُوا بِعَشْرِ سُوْرٍ مثله، ولم يقل: بعشر سُوَرٍ، والقراء مجتمعون على سُوَرٍ، وكذلك اجتمعوا على قراءة سُوْرٍ في قوله: فضرب بينهم بسور، ولم يقرأْ أَحد: بِسُوَرٍ، فدل ذلك على تميز سُورَةٍ من سُوَرِ القرآن عن سُورَةٍ من سُوْرِ البناء. قال: وكأَن أَبا عبيدة أَراد أَن يؤيد قوله في الصُّورِ أَنه جمع صُورَةٍ فأَخطأَ في الصُّورِ والسُّورِ، وحرَّفَ كلام العرب عن صيغته فأَدخل فيه ما ليس منه، خذلاناً من الله لتكذيبه بأَن الصُّورَ قَرْنٌ خلقه الله تعالى للنفخ فيه حتى يميت الخلق أَجمعين بالنفخة الأُولى، ثم يحييهم بالنفخة الثانية والله حسيبه. قال أَبو الهيثم: والسُّورَةُ من سُوَرِ القرآن عندنا قطعة من القرآن سبق وُحْدانُها جَمْعَها كما أَن الغُرْفَة سابقة للغُرَفِ، وأَنزل الله عز وجل القرآن على نبيه، ﷺ، شيئاً بعد شيء وجعله مفصلاً، وبيَّن كل سورة بخاتمتها وبادئتها وميزها من التي تليها؛ قال: وكأَن أَبا الهيثم جعل السُّورَةَ من سُوَرِ القرآن من أَسْأَرْتُ سُؤْراً أَي أَفضلت فضلاً إِلا أَنها لما كثرت في الكلام وفي القرآن ترك فيها الهمز كما ترك في المَلَكِ وردّ على أَبي عبيدة، قال الأَزهري: فاختصرت مجامع مقاصده، قال: وربما غيرت بعض أَلفاظه والمعنى معناه. ابن الأَعرابي: سُورَةُ كل شيء حَدُّهُ. ابن الأَعرابي: السُّورَةُ الرِّفْعَةُ، وبها سميت السورة من القرآن، أَي رفعة وخير، قال: فوافق قوله قول أَبي عبيدة. قال أَبو منصور: والبصريون جمعوا الصُّورَةَ والسُّورَةَ وما أَشبهها صُوَراً وصُوْراً وسُوَراً وسُوْراً ولم يميزوا بين ما سبق جَمْعُهُ وُحْدَانَه وبين ما سبق وُحْدانُهُ جَمْعَه، قال: والذي حكاه أَبو الهيثم هو قول الكوفيين . . (* كذا بياض بالأَصل ولعل محله: وسنذكره في بابه) . . به، إِن شاء الله تعالى. ابن الأَعرابي: السُّورَةُ من القرآن معناها الرفعة لإِجلال القرآن، قال ذلك جماعة من أَهل اللغة. قال: ويقال للرجل سُرْسُرْ إِذا أَمرته بمعالي الأُمور. وسُوْرُ الإِبل: كرامها؛ حكاه ابن دريد؛ قال ابن سيده: وأَنشدوا فيه رجزاً لم أَسمعه، قال أَصحابنا؛ الواحدة سُورَةٌ، وقيل: هي الصلبة الشديدة منها. وبينهما سُورَةٌ أَي علامة؛ عن ابن الأَعرابي. والسِّوارُ والسُّوَارُ القُلْبُ: سِوَارُ المرأَة، والجمع أَسْوِرَةٌ وأَساوِرُ، الأَخيرة جمع الجمع، والكثير سُوْرٌ وسُؤْورٌ؛ الأَخيرة عن ابن جني، ووجهها سيبويه على الضرورة، والإِسْوَار (* قوله: «والاسوار» كذا هو مضبوط في الأَصل بالكسر في جميع الشواهد الآتي ذكرها، وفي القاموس الأَسوار بالضم. قال شارحه ونقل عن بعضهم الكسر أَيضاً كما حققه شيخنا والكل معرب دستوار بالفارسية). كالسِّوَارِ، والجمع أَساوِرَةٌ. قال ابن بري: لم يذكر الجوهري شاهداً على الإِسْوَارِ لغة في السِّوَارِ ونسب هذا القول إِلى أَبي عمرو بن العلاء؛ قال: ولم ينفرد أَبو عمرو بهذا القول، وشاهده قول الأَحوص: غادَةٌ تَغْرِثُ الوِشاحَ، ولا يَغْـ ـرَثُ منها الخَلْخَالُ والإِسْوَارُ وقال حميد بن ثور الهلالي: يَطُفْنَ بِه رَأْدَ الضُّحَى ويَنُشْنَهُ بِأَيْدٍ، تَرَى الإِسْوَارَ فِيهِنَّ أَعْجَمَا وقال العَرَنْدَسُ الكلابي: بَلْ أَيُّها الرَّاكِبُ المُفْنِي شَبِيبَتَهُ، يَبْكِي على ذَاتِ خَلْخَالٍ وإِسْوَارِ وقال المَرَّارُ بنُ سَعِيدٍ الفَقْعَسِيُّ: كما لاحَ تِبْرٌ في يَدٍ لمَعَتْ بِه كَعَابٌ، بَدا إِسْوَارُهَا وخَضِيبُها وقرئ: فلولا أُلْقِيَ عليه أَساوِرَةٌ من ذهب. قال: وقد يكون جَمْعَ أَساوِرَ. وقال عز وجل: يُحَلَّون فيها من أَسَاوِرَ من ذهب؛ وقال أَبو عَمْرِو ابنُ العلاء: واحدها إِسْوارٌ. وسوَّرْتُه أَي أَلْبَسْتُه السِّوَارَ فَتَسَوَّرَ. وفي الحديث: أَتُحِبِّينَ أَن يُسَوِّرَكِ اللهُ بِسوَارَيْنِ من نار؟ السِّوَارُ من الحُلِيِّ: معروف. والمُسَوَّرُ: موضع السِّوَارِ كالمُخَدَّمِ لموضع الخَدَمَةِ. التهذيب: وأَما قول الله تعالى: أَسَاوِرَ من ذَهَبٍ، فإِن أَبا إِسحق الزجاج قال: الأَساور من فضة، وقال أَيضاً: فلولا أُلقيَ عليه أَسْوِرَةٌ من ذَهَبٍ؛ قال: الأَسَاوِرُ جمع أَسْوِرَةٍ وأَسْوِرَةٌ جمعُ سِوَارٍ، وهو سِوَارُ المرأَة وسُوَارُها. قال: والقُلْبُ من الفضة يسمى سِوَاراً وإِن كان من الذهب فهو أَيضاً سِوارٌ، وكلاهما لباس أَهل الجنة، أَحلَّنا الله فيها برحمته. والأُسْوَارُ والإِسْوارُ: قائد الفُرْسِ، وقيل: هو الجَيِّدُ الرَّمْي بالسهام، وقيل: هو الجيد الثبات على ظهر الفرس، والجمع أَسَاوِرَةٌ وأَسَاوِرُ؛ قال: وَوَتَّرَ الأَسَاوِرُ القِياسَا، صُغْدِيَّةً تَنْتَزِعُ الأَنْفاسَا والإِسْوَارُ والأُسْوَارُ: الواحد من أَسَاوِرَة فارس، وهو الفارس من فُرْسَانِهم المقاتل، والهاء عوض من الياء، وكأَنَّ أَصله أَسَاوِيرُ، وكذلك الزَّنادِقَةُ أَصله زَنَادِيقُ؛ عن الأَخفش. والأَسَاوِرَةُ: قوم من العجم بالبصرة نزلوها قديماً كالأَحامِرَة بالكُوفَةِ. والمِسْوَرُ والمِسْوَرَةُ: مُتَّكَأٌ من أَدَمٍ، وجمعها المَسَاوِرُ. وسارَ الرجلُ يَسُورُ سَوْراً ارتفع؛ وأَنشد ثعلب: تَسُورُ بَيْنَ السَّرْجِ والحِزَامِ، سَوْرَ السَّلُوقِيِّ إِلى الأَحْذَامِ وقد جلس على المِسْوَرَةِ. قال أَبو العباس: إِنما سميت المِسْوَرَةُ مِسْوَرَةً لعلوها وارتفاعها، من قول العرب سار إِذا ارتفع؛ وأَنشد: سُرْتُ إِليه في أَعالي السُّورِ أَراد: ارتفعت إِليه. وفي الحديث: لا يَضُرُّ المرأَة أَن لا تَنْقُضَ شعرها إِذا أَصاب الماء سُورَ رأْسها؛ أَي أَعلاه. وكلُّ مرتفع: سُورٌ. وفي رواية: سُورَةَ الرأْس، ومنه سُورُ المدينة؛ ويروى: شَوَى رأْسِها، جمع شَوَاةٍ، وهي جلدة الرأْس؛ قال ابن الأَثير: هكذا قال الهَرَوِيُّ، وقال الخَطَّابيُّ: ويروى شَوْرَ الرَّأْسِ، قال: ولا أَعرفه، قال: وأُراه شَوَى جمع شواة. قال بعض المتأَخرين: الروايتان غير معروفتين، والمعروف: شُؤُونَ رأْسها، وهي أُصول الشعر وطرائق الرَّأْس. وسَوَّارٌ ومُساوِرٌ ومِسْوَرٌ: أَسماء؛ أَنشد سيبويه: دَعَوْتُ لِمَا نابني مِسْوَراً، فَلَبَّى فَلَبَّيْ يَدَيْ مِسْوَرِ وربما قالوا: المِسوَر لأَنه في الأَصل صفةٌ مِفْعَلٌ من سار يسور، وما كان كذلك فلك أَن تدخل فيه الأَلف واللام وأَن لا تدخلها على ما ذهب إِليه الخليل في هذا النحو. وفي حديث جابر بن عبدالله الأَنصاري: أَن النبي، ﷺ، قال لأَصحابه: قوموا فقد صَنَعَ جابرٌ سُوراً؛ قال أَبو العباس: وإِنما يراد من هذا أَن النبي، ﷺ، تكلم بالفارسية. صَنَعَ سُوراً أَي طعاماً دعا الناس إِليه. وسُوْرَى، مثال بُشْرَى، موضع بالعراق من أَرض بابل، وهو بلد السريانيين.

سير

السَّيْرُ: الذهاب؛ سارَ يَسِيرُ سَيْراً ومَسِيراً وتَسْياراً ومَسِيرةً وسَيْرورَةً؛ الأَخيرة عن اللحياني، وتَسْياراً يذهب بهذه الأَخيرة إِلى الكثرة؛ قال: فَأَلْقَتْ عَصا التَّسْيارِ منها، وخَيَّمَتْ بأَرْجاءِ عَذْبِ الماءِ، بِيضٌ مَحَافِرُهْ وفي حديث حذيفة: تَسايَرَ عنه الغَضَبُ أَي سارَ وزال. ويقال: سارَ القومُ يَسِيرُون سَيْراً ومَسِيراً إِذا امتدّ بهم السَّيْرُ في جهة توجهوا لها. ويقال: بارك الله في مَسِيرِكَ أَي سَيْرِك؛ قال الجوهري: وهو شاذ لأَن قياس المصدر من فَعَلَ يَفْعِلُ مَفْعَلٌ، بالفتح، والاسم من كل ذلك السِّيرَةُ. حكى اللحياني: إِنه لَحَسَنُ السِّيرَةِ؛ وحكى ابن جني: طريق مَسُورٌ فيه ورجل مَسُورٌ به، وقياس هذا ونحوه عند الخليل أَن يكون مما تحذف فيه الياء، والأَخفش يعتقد أَن المحذوف من هذا ونحوه إِنما هو واو مفعول لا عينه، وآنسَهُ بذلك: قدْ هُوبَ وسُورَ به وكُولَ. والتَّسْيارُ: تَفْعَالٌ من السَّيْرِ. وسايَرَهُ أَي جاراه فتسايرا. وبينهما مَسِيرَةُ يوم. وسَيَّرَهُ من بلده: أَخرجه وأَجلاه. وسَيَّرْتُ الجُلَّ عن ظهر الدابة: نزعته عنه. وقوله في الحديث: نُصِرْتُ بالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهرٍ؛ أَي المسافة التي يسار فيها من الأَرض كالمَنْزِلَةِ والمَتْهَمَةِ، أَو هو مصدر بمعنى السَّيْرِ كالمَعِيشَةِ والمَعْجِزَةِ من العَيْشِ والعَجْزِ. والسَّيَّارَةُ: القافلة. والسَّيَّارَةُ: القوم يسيرون أُنث على معنى الرُّفْقَةِ أَو الجماعة، فأَما قراءَة من قَرأَ: تلتقطه بعض السَّيَّارةِ؛ فإِنه أَنث لأَن بعضها سَيَّارَةٌ. وقولهم: أَصَحُّ من عَيْر أَبي سَيَّارَةَ؛ هو أَبو سَيَّارَةَ العَدَواني كان يدفع بالناس من جَمْعٍ أَربعين سنة على حماره؛ قال الراجز: خَلُّوا الطريقَ عن أَبي سَيَّارَهْ، وعنْ مَوَالِيهِ بَني فَزارَهْ، حَتَّى يُجِيزَ سالماً حِمارَهْ وسارَ البعِيرُ وسِرْتُه وسارَتِ الدَّابة وسارَها صاحِبُها، يتعدّى ولا يتعدَّى. ابن بُزُرج: سِرْتُ الدابة إِذا ركبتها، وإِذا أَردت بها المَرْعَى قلت: أَسَرْتُها إِلى الكلإِ، وهو أَن يُرْسِلُوا فيها الرُّعْيانَ ويُقيمُوا هُمْ. والدابة مُسَيَّرَةٌ إِذا كان الرجل راكبها والرجل سائرٌ لها، والماشية مُسَارَةٌ، والقوم مُسَيَّرُونَ، والسَّيْرُ عندهم بالنهار والليل، وأَما السُّرَى فلا يكون إِلا ليلاً؛ وسارَ دابَّتَه سَيْراً وسَيْرَةً ومَسَاراً ومَسيراً؛ قال: فاذْكُرَنْ مَوْضِعاً إِذا الْتَقَتِ الخَيْـ ـلُ، وقدْ سارتِ الرِّجالَ الرِّجالا أَي سارَت الخيلُ الرِّجالَ إِلى الرجال، وقد يجوز أَن يكون أَراد: وسارت إِلى الرجال بالرجال فحذف حرف الجر ونصب، والأَول أَقوى. وأَسَارها وسَيَّرَها: كذلك. وسايَرَهُ: سار معه. وفلان لا تُسَايَرُ خَيْلاهُ إِذا كان كذاباً. والسَّيْرَةُ: الضَّرْبُ من السَّيْرِ. والسُّيَرَةُ: الكثير السَّيْرِ؛ هذه عن ابن جني. والسِّيْرَةُ: السُّنَّةُ، وقد سَارتْ وسِرْتُها؛ قال خالد بن زهير؛ وقال ابن بري: هو لخالد ابن أُخت أَبي ذؤيب، وكان أَبو ذؤيب يرسله إِلى محبوبته فأَفسدها عليه فعاتبه أَبو ذؤيب في أَبيات كثيرة فقال له خالد: فإِنَّ التي فينا زَعَمْتَ ومِثْلَهَا لَفِيكَ، ولكِنِّي أَرَاكَ تَجُورُها تَنَقَّذْتَها من عِنْدِ وهبِ بن جابر، وأَنتَ صفِيُّ النَّفْسِ منه وخِيرُها فلا تَجْزَعَنْ مِنْ سُنَّةِ أَنْتَ سِرْتَها، فَأَوَّلُ راضٍ سُنَّةً مَنْ يَسِيرُها يقول: أَنت جعلتها سائرة في الناس. وقال أَبو عبيد: سارَ الشيءُ وسِرْتُه، فَعَمَّ؛ وأَنشد بيت خالد بن زهير. والسِّيرَةُ: الطريقة. يقال: سارَ بهم سِيْرَةً حَسَنَةً. والسَّيرَةُ: الهَيْئَةُ. وفي التنزيل العزيز: سنعيدها سِيرَتَها الأُولى. وسَيَّرَ سِيرَةً: حَدَّثَ أَحاديث الأَوائل.وسارَ الكلامُ والمَثَلُ في الناس: شاع. ويقال: هذا مَثَلٌ سائرٌ؛ وقد سَيرَ فلانٌ أَمثالاً سائرة في الناس. وسائِرُ الناس: جَمِيعُهم. وسارُ الشيء: لغة في سَائِرِه. وسارُه، يجوز أَن يكون من الباب لسعة باب «س ي ر» وأَن يكون من الواو لأَنها عين، وكلاهما قد قيل؛ قال أَبو ذؤيب يصف ظبية:وسَوَّدَ ماءُ المَرْدِ فاهَا، فَلَوْنُهُ كَلَوْنِ النَّؤُورِ، وهي أَدْماءُ سارُها أَي سائرُها؛ التهذيب: وأَما قوله: وسائرُ الناس هَمَجْ فإِن أَهلَ اللغة اتفقوا على أَن معنى سائر في أَمثال هذا الموضع بمعنى الباقي، من قولك أَسْأَرْتُ سُؤْراً وسُؤْرَةً إِذا أَفضلتَها. وقولهم: سِرْ عَنْكَ أَي تغافلْ واحتَمِلْ، وفيه إِضمار كأَنه قال: سِرْ ودَعْ عنك المِراء والشك. والسِّيرَةُ: المِيرَةُ. والاسْتِيارُ: الامْتِيار؛ قال الراجز: أَشْكُو إِلى اللهِ العزيزِ الغَفَّارْ، ثُمَّ إِلَيْكَ اليومَ، بُعْدَ المُسْتَارْ ويقال: المُسْتَارُ في هذا البيت مُفْتَعَلٌ من السَّيْرِ، والسَّيْرُ: ما يُقَدُّ من الجلد، والجمع السُّيُورُ. والسَّيْرُ: ما قُدَّ من الأَدِيمِ طُولاً. والسِّيْرُ: الشِّرَاكُ، وجمعه أَسْيَارٌ وسُيُورٌ وسُيُورَةٌ. وثوب مُسَيَّرٌ وَشْيُهُ: مثل السُّيُورِ؛ وفي التهذيب: إِذا كان مُخَطَّطاً. وسَيَّرَ الثوب والسَّهْم: جَعَلَ فيه خُطوطاً. وعُقابٌ مُسَيَّرَةٌ: مُخَطَّطَةٌ. والسِّيْرَاءُ والسِّيَرَارُ: ضَرْبٌ من البُرُودِ، وقيل: هو ثوب مُسَيَّرٌ فيه خُطوط تُعْمَلُ من القَزِّ كالسُّيورِ، وقيل: بُرُودٌ يُخالِطها حرير؛ قال الشماخ: فقالَ إِزَارٌ شَرْعَبِيٌّ وأَرْبَعٌ مِنَ السِّيَرَاءِ، أَو أَوَاقٍ نَواجِزْ وقيل: هي ثياب من ثياب اليمن. والسِّيَرَاءُ: الذهب، وقيل: الذهب الصافي. الجوهري: والسِّيَرَاءُ، بكسر السين وفتح الياء والمدِّ: بُردٌ فيه خطوط صُفْرٌ؛ قال النابغة: صَفْرَاءُ كالسِّيَرَاءِ أُكْمِلَ خَلْقُهَا، كالغُصْنِ، في غُلَوَائِهِ، المُتَأَوِّدِ وفي الحديث: أَهْدَى إِليه أُكَيْدِرُ دُومَةَ حُلَّةً سِيَرَاءَ؛ قال ابن الأَثير: هو نوع من البرود يخالطه حرير كالسُّيُورِ، وهو فِعَلاءُ من السَّيْرِ القِدِّ؛ قال: هكذا روي على هذه الصفة؛ قال: وقال بعض المتأَخرين إِنما هو على الإِضافة، واحتج بأَن سيبويه قال: لم تأْتِ فِعَلاءُ صفة لكن اسماً، وشَرَحَ السِّيَرَاءَ بالحرير الصافي ومعناه حُلَّةَ حرير. وفي الحديث: أَعطى عليّاً بُرْداً سِيَرَاءَ قال: اجعله خُمُراً وفي حديث عمر: رأَى حلةً سِيَرَاء تُباعُ؛ وحديثه الآخر: إِنَّ أَحَدَ عُمَّاله وفَدَ إِليه وعليه حُلَّة مُسَيَّرةٌ أَي فيها خطوط من إِبْرَيْسَمٍ كالسُّيُورِ. والسِّيَرَاءُ: ضَرْبٌ من النَّبْتِ، وهي أَيضاً القِرْفَةُ اللازِقَةُ بالنَّوَاةِ؛ واستعاره الشاعرِ لِخَلْبِ القَلْبِ وهو حجابه فقال:نَجَّى امْرَأً مِنْ مَحلِّ السَّوْء أَن له، في القَلْبِ منْ سِيَرَاءِ القَلْبِ، نِبْرَاسا والسِّيَرَاءُ: الجريدة من جرائد النَّخْلِ. ومن أَمثالهم في اليأْسِ من الحاجة قولهم: أَسائِرَ اليومِ وقد زال الظُّهر؟ أَي أَتطمع فيها بعد وقد تبين لك اليأْس، لأَنَّ من كَلَّ عن حاجتِه اليومَ بأَسْرِهِ وقد زال الظهر وجب أَن يَيْأَسَ كما يَيْأَسُ منه بغروب الشمس. وفي حديث بَدْرٍ ذِكْرُ سَيِّرٍ، هو بفتح السين (* قوله: «بفتح السين إِلخ» تبع في هذا الضبط النهاية، وضبطه في القاموس تبعاً للصاغاني وغيره كجبل، بالتحريك) وتشديد الياء المكسورة كَثَيِّبٍ، بين بدر والمدينة، قَسَمَ عنده النبي، ﷺ، غنائم بَدْرٍ. وسَيَّارٌ: اسم رجل؛ وقول الشاعر: وسَائِلَةٍ بِثَعْلَبَةَ العَلُوقُ وقد عَلِقَتْ بِثَعْلَبَةَ بنِ سَيْرٍ، أَراد: بثعلبة بن سَيَّارٍ فجعله سَيْراً للضرورة لأَنه لم يُمْكنه سيار لأَجل الوزن فقال سَيْرٍ؛ قال ابن بري: البيت للمُفَضَّل النُّكْرِي يذكر أَنَّ ثعلبة بن سَيَّار كان في أَسرِه؛ وبعده: يَظَلُّ يُساوِرُ المَذْقاتِ فِينا، يُقَادُ كأَنه جَمَلٌ زَنِيقُ المَذْقاتُ: جمع مَذْقَة، اللبن المخلوط بالماء. والزنيق: المزنوق بالحَبْلِ، أَي هو أَسِيرٌ عندنا في شدة من الجَهْدِ.

سيسنبر

السِّيسَنْبَرُ: الرَّيْحَانَةُ التي يقال لها النَّمَّامُ، وقد جرى في كلامهم، وليس بعربي صحيح؛ قال الأَعشى: لنا جُلَّسانٌ عِندَها وبَنَفْسَجٌ، وسِيسَنْبَرٌ والمَرْزَجُوشُ مُنَمْنَمَا

سهرز

السُّهْرِيز والسِّهْريز: ضرب من التمر، معرب، وسهر بالفارسية الأَحمر، وقيل هو بالفارسية شهْريز، بالشين المعجمة، ويقال سُِهْرِيز وشُِهْرِيز، بالسين والشين جميعاً، وهو بالسين أَعْرَب، وإِن شئت أَضفت مثل ثوبُ خَزٍّ وثوبٌ خَزٌّ، وقال أَبو عبيد: لا تضف.

سجس

السَّجَسُ، بالتحريك: الماء المتغير. قال ابن سيده: ماء سَجَسٌ وسَجِسٌ وسَجِيسٌ كَدِرٌ متغير، وقد سَجِسَ الماء، بالكسر؛ وقيل: سُجِّسَ الماء فهو مُسَجَّسٌ وسَجِيسٌ أُّفسد وثُوِّرَ. وسَجَّسَ المَنْهَلُ: أَنْتَنَ ماؤُه وأَجَنَ، وسَجَّسَ الإِبطُ والعِطْفُ كذلك؛ قال: كأَنهم، إِذْ سَجَّسَ العَطُوفُ، مِيسَنَةٌ أَبَنَّها خَرِيفُ ويقال: لا آتيك سَجِيسَ الليالي أَي آخِرَها، وكذلك لا آتيك سَجِيسَ الأَوْجَسِ. ويقال: لا آتيك سَجِيسَ عُجَيْسٍ أَي الدهر كله؛ وأَنشد: فأَقْسَمْتُ لا آتي ابنَ ضَمْرَةَ طائعاً، سَجيسَ عُجَيْسٍ ما أَبانَ لساني وفي حديث المولد: ولا تَضُرُّوه في يَقَظَةٍ ولا مَنام، سَجِيسَ الليالي والأَيام، أَي أَبداً؛ وقال الشَّنْفَرى: هُنالِكَ لا أَرْجُو حَياةَ تَسُرُّني، سَجِيسَ الليالي مُبْسَلاً بالحَرائِر ومنه قيل للماء الراكد سَجِيسٌ لأَنه آخر ما يبقى. والسَّاجِسِيَّة: ضأْنٌ حُمْرٌ؛ قال أَبو عارم الكِلابي: فالعِذقُ مثل السَّاجِسِيِّ الحِفْضاج الحفضاج: العظيم البطن والخاصرتين. وكبش ساجِسيٌّ إِذا كان أَبيض الصوف فَحِيلاً كريماً؛ وأَنشد: كأَنَّ كَبْشاً ساجِسِيّاً أَرْبَسا، بين صَبِيَّيْ لَحْيه، مُجَرْفَسا والسَّاجِسِيَّةُ: غنم بالجزيرة لربيعةِ الفَرَسِ. والقِهاد: الغَنَم الحجازية.

سدس

سِتَّةٌ وسِتٌّ: أَصلها سِدْسَة وسِدسٌ، قلبوا السين الأَخيرة تاء لتقرب من الدال التي قبلها، وهي مع ذلك حرف مهموس كما أَن السين مهموسة فصار التقدير سِدْتٌ، فلما اجتمعت الدال والتاء وتقاربتا في المخرج أَبلدوا الدال تاء لتوافقها في الهمس، ثم أُدغمت التاء في التاء فصارت سِتَّ كما ترَى، فالتغيير الأَول للتقريب من غير إِدغام، والثاني للإِدغام. وسِتُّونَ: من العَشَرات مشتق منه، حكاه سيبويه. وُلِدَ له سِتُّون (* قوله «ولد له ستون إلخ» كذا بالأصل.) عاماً أَي وُلِدَ له الأَولاد. والسُّدْسُ والسُّدُسُ: جزءٌ من ستة، والجمع أَسْداسٌ. وسَدَسَ القومَ يَسْدُسُهم، بالضم، سَدْساً: أَخذ سُدُسَ أَموالهم. وسَدَسَهُم يَسدِسُهم، بالكسر: صار لهم سادساً. وأَسْدَسُوا: صاروا ستة. وبعضهم يقول للسُّدُسِ: سَدِيس، كما يقال للعُشْرِ عَشِيرٌ. والمُسَدَّسُ من العَروض: الذي يُبْنى على ستة أَجزاء. والسِّدْسُ، بالكسر: من الوِرْدِ بعد الخِمْس، وقيل: هو بعد ستة أَيام وخمس ليال، والجمع أَسداس. الجوهري: والسِّدْسُ من الوِرْدِ في أَظماء الإِبل أَن تنقطع خَمْسَةً وتَرِدَ السادسَ. وقد أَسْدَسَ الرجلُ أَي ورَدتْ إِبله سِدْساً. وشاة سَدِيس أَي أَتت عليها السنة السادسة. والسَّدِيس: السِّنُّ التي بعد الرَّباعِيَة. والسَّدِيسُ: والسَدَسُ من الإِبل والغنم: المُلْقِي سَدِيسَه، وكذلك الأُنثى، وجمع السَدِيس سُدُسٌ مثل رغيف ورُغُف، قال سيبويه: كَسَّروه تكسير الأَسماء لأَنه مناسب للاسم لأَن الهاء تدخل في مؤنثه. قال غيره: وجمع السَّدَسِ سُدْسٌ مثل أَسَد وأُسْدٍ؛ قال منصور ابن مِسْجاح يذكر دية أُخذت من الإِبل متخَيَّرة كما يَتخيرها المُصَدِّقُ: فطافَ كما طافَ المُصَدِّقُ وَسْطَها يُخَيَّرُ منها في البوازِل والسُّدْسِ وقد أَسْدَسَ البعيرُ إِذا أَلقى السِّنَّ بعد الرَّباعِيَةِ، وذلك في السنة الثامنة. وفي حديث العَلاء بن الحَضْرَمِي عن النبي، صلى اللَّه عليه وسلم: إِن الإِسلام بَدأَ جَذَعاً ثم ثَنِيّاً ثم رَباعِياً ثم سَدِيساً ثم بازلاً؛ قال عمر: فما بعد البُزُول إِلا النقصان. السديس من الإِبل: ما دخل في السنة الثامنة وذلك إِذا أَلقى السن التي بعد الرَّباعِيَة. والسَّدَسُ، بالتحريك: السن قبل البازل، يستوي فيه المذكر والمؤنث لأَن الإِناث في الأَسنان كلها بالهاء، إِلا السَّدَس والسَّدِيس والبازِلَ. ويقال: لا آتيك سَدِيسَ عُجَيْسٍ، لغة في سجِيس. وإِزارٌ سَدِيس وسُداسِيُّ.والسدُوسُ: الطَّيْلَسانُ، وفي الصحاح: سُدُوسٌ، بغير تعريف، وقيل: هو الأَخْضَرُ منها؛ قال الأَفْوَه الأَوْدِي: والليلُ كالدَّأْماءِ مُسْتَشْعِرُ، من دونهِ، لوناً كَلَوْنِ السُّدُوس الجوهري: وكان الأَصمعي يقول السَّدُوسُ، بالفتح، الطَّيْلَسانُ. شمر: يقال لكل ثوب أَخضر: سَدُوسٌ وسُدُوسٌ. وسُدُوسٌ، بالضم: اسم رجل؛ قال ابن بَرِّي: الذي حكان الجوهري عن الأَصمعي هو المشهور من قوله؛ وقال ابن حمزة: هذا من أَغلاط الأَصمعي المشهورة، وزعم أَن الأَمر بالعكس مما قال وهو أَن سَدُوس، بالفتح، اسم الرجل، وبالضم، اسم الطيلسان، وذكر أَن سدوس، بالفتح، يقع في موضعين: أَحدها سدوس الذي في تميم وربيعة وغيرهما، والثاني في سعد ابن نَبْهانَ لا غير. وقال أَبو جعفر محمد بن حبيب: وفي تميم سَدُوسُ بن دارم بن مالك بن حنظلة، وفي ربيعة سَدُوسُ بن ثعلبةً بن عُكابَةَ بن صَعْبٍ؛ فكل سَدُوسٍ في العرب، فهو مفتوح السين إِلا سُدُوسَ بنَ أَصْمَعَ بن أَبي عبيد بن ربيعة بن نَضْر ابن سعد بن نَبْهان في طيء فإِنه بضمها. قال أَبو أُسامة: السَّدُوسُ، بالفتح، الطيلسان الأَخضر. والسُّدُوسُ، بالضم، النِّيلَجُ. وقال ابن الكلبي: سَدُوس الذي في شيبان، بالفتح، وشاهده قول الأَخطل: وإِن تَبْخَلْ سَدُوسُ بِدِرْهَمَيْها، فإِن الريحَ طَيِّبَةٌ قَبُولُ وأَما سُدُوسُ، بالضم، فهو في طيء لا غير. والسُّدُوس: النِّيلَنْجُ، ويقال: النِّيلَج وهو النِّيل؛ قال امرؤ القيس: مَنابته مثلُ السُّدوسِ، ولونُه كَلَوْنِ السَّيالِ، وهو عذبٌ يَفِيض (* قوله «كلون السيال» أَنشده في ف ي ص: كشوك السيال.) قال شمر: سمعته عن ابن الأَعرابي بضم السين، وروي عن أَبي عمرو بفتح السين، وروى بيت امرئ القيس: إِذا ما كنتَ مُفْتَخِراً، ففاخِرْ ببيْتٍ مثلِ بيتِ بني سَدُوسِ بفتح السين، أَراد خالد بن سدوس النبهاني. ابن سيده: وسَدُوسُ وسُدُوس قبيلتان، سَدُوسُ في بني ذُهْل ابن شيبان، بالفتح، وسُدُوس، بالضم، في طيء؛ قال سيبويه: يكون للقبيلة والحي، فإِن قلت وَلَدُ سَدوسٍ كذا أَو من بني سَدُوس، فهو للأَب خاصة؛ وأَنشد ثعلب: بني سَدوسٍ زَتَّتوا بَناتِكُمْ، إِنَّ فتاة الحَيِّ بالتَّزَتُّتِ والرواية: بني تميم زَهْنِعوا فتاتكم، وهو أَوفق لقوله فتاة الحي. الجوهري: سَدُوس، بالفتح، أَبو قبيلة؛ وقول يزيد بن حَذَّاقٍ العَبْدي: وداوَيْتُها حتى شَنَتْ حَبَشِيَّةً، كأَنَّ عليها سُنْدُساً وسُدُوسا السُّدُوس: هو الطَّيْلَسانُ الأَخْضَرُ اهـ. وقد ذكرنا في ترجمة شتت من هذه الترجمة أَشياء.

سرس

السَّريس: الكَيِّسُ الحافظ لما في يده، وما أَسْرَسَه، ولا فِعْلَ له وإِنما هو من باب أَحْنَكُ الشاتَيْن. والسَّريسُ: الذي لا يأْتي النساء؛ قال أَبو عبيدة: هو العِنِّينُ من الرجال؛ وأَنشد أَبو عبيد لأَبي زُبيد الطائي: أَفي حَقٍّ مُواساتي أَخاكُمْ بمالي، ثم يَظلِمُني السَّرِيسُ؟ قال: هو العِنِّين. وقد سَرِسَ إِذا عُنَّ، وقيل: السَّرِيسُ هو الذي لا يولد له، والجمع سُرَساءُ، وفي لغة طيء: السَّرِيس الضعيف. وقد سَرِسَ إِذا ساء خُلُقُه وسَرِسَ إِذا عَقَل وحَزَمَ بعد جَهْلٍ. وفَحْلٌ سَرِسٌ وسَريسٌ بَيِّنُ السَّرَس إِذا كان لا يُلقِحُ.

سرجس

مارُ سَرْجِس: موضعٌ؛ قال جرير: لَقِيتُمْ بالجَزيرَة خَيْلَ قَيْسٍ، فقلتُمْ: مارَ سَرْجِسَ لا قِتالا تقول: هذه مارُ سَرْجِسَ ودخلْت مارَ سَرْجِسَ ومررت بمارِ سَرْجِسَ، وسَرْجِسُ في كل ذلك غير منصرف.

سلس

شيء سَلِسٌ: لَيّنٌ سهل. ولرجلٌ سَلِسٌ أَي لَيِّنٌ منقاد بين السَّلَسِ والسَّلاسَةِ. ابن سيده: سَلِسَ سَلَساً وسَلاسَة وسُلُوساً فهو سَلِسٌ؛ قال الراجز: ممكورَةٌ غَرْثى الوِشاحِ السَّالِسِ، تَضْحَكُ عن ذي أُشُرٍ عُضارِسِ وسَلِسَ المُهْرُ إِذا انقاد. والسَّلْسُ، بالتسكين: الخيط ينظم فيه الخَرَزُ، زاد الجوهري فقال: الخَرَزٌ الأَبيضُ الذي تلبَسُه الإِماء، وجمعه سُلُوسٌ؛ قال عبد اللَّه بن مسلم من بني ثعلبة بن الدُّول: ولقد لَهَوتُ، وكلُّ شيء هالِكٌ، بنَقاةِ جَيْبِ الدِّرْعِ غيرِ عَبُوسِ ويَزينُها في النَّحْرِ حَلْيٌ واضِحٌ، وقَلائدٌ من حُبْلَةٍ وسُلُوسِ ابن بري: النقاة النقية، يريد أَن الموضع الذي يقع عليه الجيب منها نقيّ، قال: ويجوز أَن يريد أَن ثوبها نقي وأَنها ليست بصاحبة مَهْنَةٍ ولا خِدْمَة، وقد يعبرون بالجيب عن القلب لأَنه يكون عليه كما يعبرون بمعْقِد الإِزار عن الفرج، فيقال: هو طيب معقد الإِزار، يريد الفرج، وهو نَقيُّ الجَيْب أَي القلب أَي هو نَقِيٌّ من غِشٍّ وحِقْد. والواضح: الذي يَبْرُق. والدرع: قميص المرأَة؛ وقال المُعَطَّلُ الهذلي: لم يُنْسِني حُبَّ القَبُولِ مَطارِدٌ، وأَفَلُّ يَخْتَضِمُ الفَقارَ مُسَلَّسُ أَراد بالمَطارد سهاماً يشبه بعضها بعضاً. وأَراد بقوله مُسَلَّسٌ مُسَلْسَلٌ أَي فيه مثل السَّلْسِلة من الفِرِنْدِ. والسُّلُوس: الخُمرُ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: قد مَلأَتْ مَرْكُوَّها رُؤُوسا، كأَنَّ فيه عُجُزاً جُلُوسا، شُمْطَ الرُّؤُوسِ أَلْقَتِ السُّلُوسا شبهها وقد أَكلت الحَمْض فابيضت وجوهها ورؤوسها بعُجُزٍ قد أَلقين الخُمُر. وشراب سَلِسٌ: لَيِّنُ الانحدار. وسَلِسَ بولُ الرجل إِذا لم يتهيأْ له أَن يمسكه. وفلان سَلِسُ البول إِذا كان لا يستمسكه. وكل شيء قَلِق، فهو سَلِسٌ. وأَسْلَسَت النخلةُ فهي مُسْلِسٌ إِذا تناثر بُسْرُها. وأَسْلَسَتِ الناقةُ إِذا أَخرجت الولد قبل تمام أَيامه، فهي مُسْلِسٌ. والسَّلِسَةُ: عُشْبَة قريبة الشبه بالنَّصًّيِّ وإِذا جَفَّتْ كان لها سَفاً يتطاير إِذا حُرِّكَت كالسهام يَرْتَدُّ في العيون والمناخر، وكثيراً ما يُعْمِي السائمة. والسُّلاسُ: ذهاب العقل، وقد سُلِسَ سَلَساً وسَلْساً؛ المصدران عن ابن الأَعرابي. ورجل مَسْلُوس: ذاهب العقل والبدن. الجوهري: المَسْلُوسُ الذاهب العقل غيره: المَسْلُوسُ المجنون؛ قال الشاعر: كأَنه إِذ راحَ مَسْلُوسُ الشََّمَقْ وفي التهذيب: رجل مَسْلُوسٌ في عقله فإِذا أَصابه ذلك في بدنه فهو مَهْلُوسٌ.

سلعس

سَلَعُوسُ، بفتح اللام: بلدة.

سنبس

الجوهري: سِنْبِسُ أَبو حَيّ من طَيِّء؛ ومنه قول الأَعشى يصف صائداً أَرسل كلابه على الصيد: فصَبَّحَها القانِصُ السِّنْبِسِي، يُشَلِّي ضِراءٌ بإِيسادِها قال ابن بري: القانص الصائد. يُشَلِّي: يدعو. والضَّراء: جمع ضِرْوٍ، وهو الكلب الضاري بالصيد. والإِبسادُ: الإِغْراءُ.

سندس

الجوهري في الثلاثيّ: السُّنْدُسُ البُزْيُون؛ وأَنشد أَبو عبيدة ليزيد بن حَذَّاق العَبْدِيّ: أَلا هل أَتاها أَنَّ شَكَّةَ حازم لَدَيَّ، وأَني قد صَنَعْتُ الشَّمُوسا؟ وداويْتُها حتى شَتَتْ حَبَشِيَّةً، كأَن عليها سُنْدُساً وسُدُوسا الشَّمُوس: فرسه وصُنْعُه لها: تَضْمِيرُه إِياها، وكذلك قوله داويتها بمعنى ضمَّرتها. وقوله حَبَشِيَّة يريد حبشية اللون في سوادها، ولهذا جعلها كأَنها جُلِّلَتْ سُدُوساً، وهو الطَّيْلَسان الأَخضر. وفي الحديث: أَن النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، بعث إِلى عمر، رضي اللَّه عنه، بجُبَّةِ سُنْدُسٍ؛ قال المفسرون في السندس: إِنه رَقيق الدِّيباج ورَفيعُه، وفي تفسير الإِسْتَبْرَقِ: إِنه غليظ الديباج ولم يختلفوا فيه الليث: السُّنْدُسُ ضَرْبٌ من البُزْيون يتخذ من المِرْعِزَّى ولم يختلف أَهل اللغة فيهما أَنهما معرّبان، وقيل: السُّنْدُس ضرب من البُرود.

سوس

السُّوسُ والسَّاسُ: لغتان، وهما العُثَّة التي تقع في الصوف والثياب والطعام. الكسائي: ساس الطعامُ يَساسُ وأَساسَ يُسِيسُ وسَوَّسَ يُسَوِّسُ إِذا وقع فيه السُّوسُ؛ وأَنشد لزُرارة بن صَعْب بن دَهْرٍ، ودَهْرٌ: بطنٌ من كلاب، وكان زُرارةُ خرج مع العامرية في سفر يَمْتارون من اليَمامة، فلما امتاروا وصَدَروا جعل زُرارةُ بن صَعْب يأْخذه بطنُه فكان يتخلف خلف القوم فقالت العامرية: لقد رأَيتُ رجلاً دُهْرِيًّا، يَمْشِي وَراء القوم سَيْتَهِيَّا، كأَنه مُضْطَغِنٌ صَبِيًّا تريد أَنه قد امتلأَ بطنه وصار كأَنه مُضْطَغِنٌ صبيّاً من ضِخَّمِه، وقيل: هو الجاعل الشيء على بطنه يَضُمُّ عليه يَدَه اليسرى؛ فأَجابها زُرارة: قد أَطْعَمَتْني دَقَلاً حَوْلِيَّا، مُسَوِّساً مُدَوِّداً حَجْرِيَّا الدقَلُ: ضَرْبٌ رَديءٌ من التمر. وحَجْرِيَّا: يريد أَنه منسوب إِلى حَجْر اليمامة، وهو قصبتها. ابن سيده: السُّوس العُثُّ، وهو الدود الذي يأْكل الحبَّ، واحدته سُوسة، حكاه سيبويه. وكل آكلِ شيء، فهو سُوسُه، دوداً كان أَو غيره والسَّوْس، بالفتح: مصدر ساسَ الطعامُ يَساسُ ويَسُوسُ؛ عن كراع، سَوْساً إِذا وقع فيه السُّوسُ، وسِيسَ وأَساسَ وسَوَّسَ واسْتاسَ وتَسَوَّسَ؛ وقول العجاج: يَجْلُو، بِعُودِ الإِسْحِل المُفَصَّمِ، غُروبَ لا ساسٍ ولا مُثَلَّمِ والمُفَصَّم: المُكَسَّر. والساسُ: الذي قد ائتكَل، وأَصله سائسٌ، وهو مثل هائر وهارٍ وصائفٍ وصافٍ؛ قال العجاج: صافي النُّحاسِ لم يُوَشَّغْ بالكَدَرْ، ولم يُخالِطْ عُودَه ساسُ النَّخَرْ ساسُ النخر أَي أَكل النخر. يقال: نَخِرَ يَنْخَر نَخَراً. وطعامٌ وأَرْْضٌ ساسَةٌ ومَسُوسَة. وساسَت الشاة تَساسُ سَوساً وإِساسَةً، وهي مُسِيسٌ: كَثُرَ قملُها. وأَساسَتْ مثله؛ وقال أَبو حنيفة: ساسَت الشجرةُ تَساسُ سِياساً وأَساسَتْ أَيضاً، فهيَ مُسِيسٌ. أَبو زيد: الساسُ، غير مهموز ولا ثقيل، القادحُ في السنّ. والسَّوَسُ: مصدر الأَسْوَس، وهو داءٌ يكون في عَجْزِ الدابة بين الورك والفخذُ يورِثُه ضَعْفَ الرِّجْل. ابن شميل: السُّواسُ داء يأْخذ الخيل في أَعناقها فيُيَبِّسُها حتى تموت. ابن سيده: والسَّوَسُ داء في عَجُز الدابة، وقيل: هو داء يأْخذ الدابة في قوائمها. والسَّوْسُ: الرِّياسَةُ، يقال ساسوهم سَوْساً، وإِذا رَأَّسُوه قيل: سَوَّسُوه وأَساسوه. وسَاس الأَمرَ سِياسةً: قام به، ورجل ساسٌ من قوم ساسة وسُوَّاس؛ أَنشد ثعلب: سادَة قادة لكل جَمِيعٍ، ساسَة للرجال يومَ القِتالِ وسَوَّسَه القومُ: جَعَلوه يَسُوسُهم. ويقال: سُوِّسَ فلانٌ أَمرَ بني فلان أَي كُلِّف سِياستهم. الجوهري: سُسْتُ الرعية سِياسَة. وسُوِّسَ الرجلُ أُمور الناس، على ما لم يُسَمَّ فاعله، إِذا مُلِّكَ أَمرَهم؛ ويروى قول الحطيئة: لقد سُوِّسْت أَمرَ بَنِيك، حتى تركتهُم أَدقَّ من الطَّحِين وقال الفراء: سُوِّسْت خطأٌ. وفلان مُجَرَّبٌ قد ساسَ وسِيسَ عليه أَي أَمَرَ وأُمِرَ عليه. وفي الحديث: كان بنو إِسرائيل يَسُوسُهم أَنبياهم أَي تتولى أُمورَهم كما يفعل الأُمَراء والوُلاة بالرَّعِيَّة. والسِّياسةُ: القيامُ على الشيء بما يُصْلِحه. والسياسةُ: فعل السائس. يقال: هو يَسُوسُ الدوابَّ إِذا قام عليها وراضَها، والوالي يَسُوسُ رَعِيَّتَه. أَبو زيد: سَوَّسَ فلانٌ لفلان أَمراً فركبه كما يقول سَوَّلَ له وزَيَّنَ له. وقال غيره: سَوَّسَ له أَمراً أَي رَوَّضَه وذلَّلَه. والسُّوسُ: الأَصل. والسُّوسُ: الطبْع والخُلُق والسَجِيَّة. يقال: الفصاحة من سُوسِه. قال اللحياني: الكرم من سُوسِه أَي من طبعه. وفلان من سُوسِ صِدْقٍ وتُوسِ صِدْقٍ أَي من أَصل صدْق. وسَوْ يكون وسَوْ يفعل: يريدون سوف؛ حكاه ثعلب، وقد يجوز أَن تكون الفاء مزيدة فيها ثم تحذف لكثرة الاستعمال، وقد زعموا أَن قولهم سأَفعل مما يريدون به سوف نفعل فحذفوا لكثرة استعمالهم إِياه، فهذا أَشذ من قولهم سَوْ نفعل. والسُّوسُ: حَشيشة تشبه القَتَّ؛ ابن سيده: السُّوسُ شجر ينبت ورقاً في غير أَفنان؛ ويقال أَبو حنيفة؛ هو شجر يغمى به البيوت ويدخل عصيره في (* كذا بياض بالأصل، ولعل محله في الأدوية، كما يؤخذ من ابن البيطار) ...، وفي عروقه حلاوة شديدة، في فروعه مرارة، وهو ببلاد العرب كثير. والسَّوَاسُ: شجر، واحدته سَواسَة؛ قال أَبو حنيفة: السَّواسُ من العضاه وهو شبيه بالمَرْخ له سَنِفَةٌ مثل سَنِفَة المَرْخ وليس له شوك ولا ورق، يطول في السماء ويُستظل تحته. وقال بعض العرب: هي السَّواسِي، قال أَبو حنيفة: فسأَلته عنها، فقال: السَّواسِي والمَرْخُ هؤلاء الثلاثة متشابهة، وهي أَفضل ما اتخذ منه زَنْدٌ يقتدح به ولا يَصْلِدُ؛ وقال الطِّرِمَّاح: وأَخْرَجَ أُمُّه لسَواسِ سَلْمَى، لِمَعْفُورِ الضَّبا ضَرِمِ الجَنِينِ والواحدة: سَواسَة. وقال غيره: أَراد بالأَخْرَج الرَّمادَ، وأَراد بأُمه الزنْدَةَ أَنه قطع من سَواسِ سَلْمَى، وهي شجرة تنبت في جبل سلمى. وقوله لمعفور الضبا أَراد أَن الزندة شجرة إِذا قِيلَ الزَّنْدُ فيها أُخرجت شيئاً أَسود فينعفر في التراب ولا يَرِي، لأَنه لا نار فيه، فهو الولد المعفور النار فذلك الجنين الضَّرِمُ، وذكر معفور الضبا لأَنه نسبه إِلى أَبيه، وهو الزند الأَعلى. وسَوَاسُ: موضع؛ أَنشد ثعلب: وإِنَّ امْرأً أَمسى، ودُونَ حَبيبهِ سَواسٌ، فَوادي الرَّسِّ والهَمَيانِ، لَمُعْتَرفٌ بالنأْي بعد اقْتِرابِه، ومَعْذُورَةٌ عيناه بالهَمَلانِ

سيس

ابن الأَعرابي: ساساه إِذا عَيَّرَه. والسِّيساءُ من الحِمارِ أَو البَغْل: الظهر، ومن الفرس: الحارك؛ قال اللحياني: وهو مذكر لا غير، وجمعها سيَاسِي. الجوهري: السِّيساء مُنْتَظَمُ فَقار الظهر، والسِّيساء، فِعْلاء مُلحق بسِرْداحٍ؛ قال الأَخطل واسمه غِياثُ ابن عَوْف: لقد حَمَلَتْ قَيْسَ بنَ عَيْلانَ حَرْبُنا على يابِسِ السِّيساءِ، مُحْدَوْدِبِ الظَّهْرِ يقول: حَمَلْناهم على مَرْكَبٍ صَعْبٍ كسيساء الحمار أَي حَمَلناهم على ما لا يثبت على مثله وفي الحديث: حَمَلَتْنا العربُ على سِسائها؛ قال ابن الأَثير: سيساء الظهر من الجواب مُجْتَمَعُ وَسَطِه، وهو موضع الركوب، أَي حملتنا على ظهر الحرب وحاربتنا. الأَصمعي: السِّيساءُ من الظَّهْر والسَّيساءَةُ المُنْقادة من الأَرض المُسْتَدِقَّةُ. وقال: السِّيساءُ قُرْدُودَةُ الظَّهْر، وقال الليث: هو من الحِمار والبغل المِنْسَجُ. ابن شُميل: يقال هؤلاء بنو ساسَا للسُّؤَّال. وساسانُ: اسم كِسْرَى، وأَبو ساسانَ: من كُناهُمْ، وقال بعضهم: إِنما هو أَنُوساسان. وقال الليث: أَبو ساسانَ كنية كسرى، وهو أَعجمي، وكان الحُصين بن المنذر يكنى بهذه الكنية أَيضاً.

سبط

السَّبْطُ والسَّبَطُ والسَّبِطُ: نقيض الجَعْد، والجمع سِباطٌ؛ قال سيبويه: هو الأَكثر فيما كان على فَعْلٍ صِفةً، وقد سَبُطَ سُبُوطاً وسُبُوطةً وسَباطةً وسَبْطاً؛ الأَخيرة عن سيبويه. والسَّبْطُ: الشعر الذي لا جُعُودة فيه. وشعر سَبْطٌ وسَبِطٌ: مُسْتَرْسِلٌ غير جَعْدٍ. ورجل سبْطُ الشعر وسَبِطُه وقد سَبِطَ شعرُه، بالكسر، يَسْبَطُ سَبَطاً. وفي الحديث في صفة شعره: ليس بالسَّبْطِ ولا بالجَعْدِ القَطِطِ؛ السَّبْطُ من الشعر: المُنْبَسِطُ المُسْتَرْسِلُ، والقَطِطُ: الشدِيدُ الجُعُودةِ، أَي كان شعره وسَطاً بينهما. ورجل سَبِطُ الجسمِ وسَبْطُه: طَويلُ الأَلواحِ مُسْتَوِيها بَيّنُ السَّباطةِ، مثل فَخِذٍ وفَخْذ، من قوم سِباطٍ إِذا كان حَسَنَ القَدِّ والاستواء؛ قال الشاعر: فَجاءت به سَبْطَ العِظامِ كأَنَّما عِمامَتُه، بَيْنَ الرِّجالِ، لِواء ورجل سَبْطٌ بالمَعْروف: سَهْلٌ، وقد سَبُطَ سَباطةً وسَبِطَ سَبَطاً، ولغة أَهل الحجاز: رجل سَبِطُ الشعرِ وامرأَة سَبِطةٌ. ورجل سَبْطُ اليَدَيْن بَيّنُ السُّبُوطة: سَخِيٌّ سَمْحُ الكفين؛ قال حسان: رُبَّ خالٍ لِيَ، لَوْ أَبْصَرْتَهُ، سَبِطِ الكَفَّيْنِ في اليَوْم الخَصِرْ شمر: مطَر سَبْطٌ وسَبِطٌ أَي مُتدارِكٌ سَحٌّ، وسَباطَتُه سَعَتُه وكثرته؛ قال القطامِيُّ: صَاقَتْ تَعَمَّجُ أَعْرافُ السُّيُولِ به من باكِرٍ سَبِطٍ، أَو رائحٍ يَبِلِ (* قوله «أعراف» كذا بالأصل، والذي في الاساس وشرح القاموس: أعناق.) أَراد بالسبط المطَر الواسِع الكثير. ورجل سَبِطٌ بيِّن السَّباطةِ: طويل؛ قال: أَرْسَلَ فيها سَبِطاً لم يَخْطَلِ أَي هو في خِلْقته التي خلقه اللّه تعالى فيها لم يزد طولاً. وامرأَة سَبْطةُ الخلقِ وسَبِطةٌ: رَخْصةٌ ليِّنَةٌ. ويقال للرجل الطويلِ الأَصابعِ: إِنه لسَبْطُ الأَصابع. وفي صفته، صلّى اللّه عليه وسلّم: سَبْط القَصَبِ؛ السبْطُ والسِبطُ، بسكون الباء وكسرها: الممتدُّ الذي ليس فيه تَعَقُّدٌ ولا نُتوء، والقَصَبُ يريد بها ساعِدَيه وساقَيْه. وفي حديث المُلاعَنةِ: إِن جاءت به سَبطاً فهو لزوجها أَي ممتدّ الأَعضاء تامَّ الخلْقِ.والسُّباطةُ: ما سقَط من الشعر إِذا سُرِّحَ، والسُّباطةُ: الكُناسةُ. وفي الحديث: أَن رسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، أَتى سُباطةَ قومٍ فبالَ فيها قائماً ثم توضأَ ومسَح على خُفَّيْه؛ السُّباطةُ والكُناسةُ: الموضع الذي يُرْمى فيه الترابُ والأَوْساخُ وما يُكْنَسُ من المنازل، وقيل: هي الكُناسةُ نفسها وإِضافَتُها إِلى القوم إِضافةُ تَخْصِيصٍ لا مِلْكٍ لأَنها كانت مَواتاً مُباحة، وأَما قوله قائماً فقيل: لأَنه لم يجد موضعاً للقعود لأَنَّ الظاهر من السُّباطة أَن لا يكون موضعُها مُسْتوياً، وقيل: لمرض منعه عن القعود، وقد جاء في بعض الروايات: لِعِلَّةٍ بمَأُبِضَيْهِ، وقيل: فعَله للتَّداوِي من وجع الصُّلْبِ لأَنهم كانوا يتَداوَوْنَ بذلك، وفيه أَن مُدافَعةَ البَوْلِ مكروهة لأَنه بالَ قائماً في السُّباطة ولم يؤخِّرْه. والسَّبَطُ، بالتحريك: نَبْتٌ، الواحدة سَبَطةٌ. قال أَبو عبيد: السبَطُ النَّصِيُّ ما دام رَطْباً، فإِذا يَبِسَ فهو الحَلِيُّ؛ ومنه قول ذي الرمة يصف رملاً: بَيْنَ النهارِ وبين الليْلِ مِن عَقَِدٍ، على جَوانِبه الأَسْباطُ والهَدَبُ وقال فيه العجّاج: أَجْرَدُ يَنْفِي عُذَرَ الأَسْباطِ ابن سيده: السبَطُ الرَّطْبُ من الحَلِيِّ وهو من نباتِ الرمل. وقال أَبو حنيفة: قال أَبو زياد السبَطُ من الشجر وهو سَلِبٌ طُوالٌ في السماء دُقاقُ العِيدان تأْكله الإِبل والغنم، وليس له زهرة ولا شَوك، وله ورق دِقاق على قَدْرِ الكُرَّاثِ؛ قال: وأَخبرني أَعرابي من عَنَزة أَن السبَطَ نباتُه نباتُ الدُّخْنِ الكِبار دون الذُّرةِ، وله حبّ كحبّ البِزْرِ لا يخرج من أَكِمَّتِه إِلا بالدَّقِّ، والناس يستخرجونه ويأْكلونه خَبْزاً وطَبْخاً. واحدته سبَطةٌ، وجمع السبَطِ أَسْباطٌ. وأَرض مَسْبَطةٌ من السَّبَطِ: كثيرة السبَطِ. الليث: السبَطُ نبات كالثِّيل إِلا أَنه يطول وينبت في الرِّمال، الواحدة سبَطةٌ. قال أَبو العباس: سأَلت ابن الأَعرابي ما معنى السِّبْط في كلام العرب؟ قال: السِّبْطُ والسّبْطانُ والأَسْباطُ خاصّة الأَولاد والمُصاصُ منهم، وقيل: السِّبْطُ واحد الأَسْباط وهو وَلد الوَلدِ. ابن سيده: السِّبْطُ ولد الابن والابنة. وفي الحديث: الحسَنُ والحُسَينُ سِبْطا رسولِ اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم ورضي عنهما، ومعناه أَي طائفتانِ وقِطْعتان منه، وقيل: الأَسباط خاصة الأَولاد، وقيل: أَولاد الأَولاد، وقيل: أَولاد البنات، وفي الحديث أَيضاً: الحسينُ سِبْطٌ من الأَسْباط أَي أُمَّةٌ من الأُمم في الخير، فهو واقع على الأُمَّة والأُمَّةُ واقعة عليه. ومنه حديث الضِّبابِ: إِنَّ اللّه غَضِبَ على سِبْطٍ من بني إِسرائيل فمسخهم دَوابَّ. والسِّبْطُ من اليهود: كالقبيلة من العرب، وهم الذين يرجعون إِلى أَب واحد، سمي سِبْطاً ليُفْرَق بين ولد إِسمعيل وولد إِسحق، وجمعه أَسْباط. وقوله عزّ وجلّ: وقطَّعناهم اثْنَتَيْ عَشْرةَ أَسْباطاً؛ أُمماً ليس أَسباطاً بتمييز لأَن المميز إِنما يكون واحداً لكنه بدل من قوله اثنتي عشرة كأَنه قال: جعلناهم أَسْباطاً. والأَسْباطُ من بني إِسرائيل: كالقبائل من العرب. وقال الأَخفش في قوله اثنتي عشرة أَسباطاً، قال: أَنَّث لأَنه أَراد اثنتي عشرة فِرْقةً ثم أَخبر أَن الفِرَقَ أَسْباطٌ ولم يجعل العدد واقعاً على الأَسباط؛ قال أَبو العباس: هذا غلط لا يخرج العدد على غير الثاني ولكن الفِرَقُ قبل اثنتي عشرة حتى تكون اثنتي عشرة مؤنثة على ما فيها كأَنه قال: وقطَّعناهم فِرَقاً اثنتي عشرة فيصح التأْنيث لما تقدم. وقال قطرب: واحد الأَسباط سِبْطٌ. يقال: هذا سِبْط، وهذه سبط، وهؤلاء سِبْط جمع، وهي الفِرْقة. وقال الفراء: لو قال اثْنَيْ عشَر سِبْطاً لتذكير السبط كان جائزاً، وقال ابن السكيت: السبط ذَكَرٌ ولكن النية، واللّه أَعلم، ذهبت إِلى الأُمم. وقال الزجاج: المعنى وقطَّعناهم اثنتي عشْرةَ فِرْقة أَسباطاً، فأَسباطاً من نعت فرقة كأَنه قال: وجعلناهم أَسباطاً، فيكون أَسباطاً بدلاً من اثنتي عشرة، قال: وهو الوجه. وقال الجوهري: ليس أَسباطاً بتفسير ولكنه بدل من اثنتي عشرة لأَن التفسير لا يكون إِلا واحداً منكوراً كقولك اثني عشر درهماً، ولا يجوز دراهم، وقوله أُمماً من نعت أَسْباطٍ، وقال الزجاج: قال بعضهم السِّبْطُ القَرْنُ الذي يجيء بعد قرن، قالوا: والصحيح أَن الأَسْباط في ولد إِسحق بن إِبراهيم بمنزلة القبائل في ولد إِسمعيل، عليهم السلام، فولَد كلِّ ولدٍ من ولدِ إِمعيل قبيلةٌ، وولد كلِّ ولد من ولَدِ إِسحق سِبْطٌ، وإِنما سمي هؤلاء بالأَسباط وهؤلاء بالقبائل ليُفْصَلَ بين ولد إِسمعيل وولد إِسحق، عليهما السلام. قال: ومعنى إِمعيل في القبيلة( ) قوله «قال ومعنى إسماعيل في القبيلة إلخ» كذا في الأَصل. معنى الجماعة، يقال لكل جماعة من أَب واحد قبيلة، وأَما الأَسباط فمشتق من السبَطِ، والسبَطُ ضرْب من الشجر ترعاه الإِبل، ويقال: الشجرةُ لها قبائل، فكذلك الأَسْباطُ من السبَط، كأَنه جُعل إِسحقُ بمنزلة شجرة، وجعل إِسمعيل بمنزلة شجرة أُخرى، وكذلك يفعل النسابون في النسب يجعلون الوالد بمنزلة الشجرة، والأَولادَ بمنزلة أَغْصانها، فتقول: طُوبى لفَرْعِ فلانٍ وفلانٌ من شجرة مباركة. فهذا، واللّه أَعلم، معنى الأَسْباط والسِّبْطِ؛ قال ابن سيده: وأَما قوله: كأَنه سِبْطٌ من الأَسْباطِ فإِنه ظن السبْطَ الرجل فغَلِط. وسَبَّطَتِ الناقةُ وهي مُسَبِّطٌ: أَلْقَتْ ولدَها لغير تمام. وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها: كانت تَضْرِب اليَتيم يكون في حَجْرِها حتى يُسْبِطَ أَي يَمتدّ على وجه الأَرض ساقطاً. يقال: أَسْبَطَ على الأَرض إِذا وقع عليها ممتدّاً من ضرب أَو مرَض. وأَسْبَطَ الرجلُ إِسْباطاً إِذا انْبَسَطَ على وجه الأَرض وامتدّ من الضرب. واسْبَطَرَّ أَي امتدّ، منه؛ ومنه حديث شُرَيْحٍ: فإِن هي دَرَّتْ واسْبَطَرَّت؛ يريد امتدَّتْ للإِرْضاع؛ وقال الشاعر: ولُيِّنَتْ من لَذّةِ الخِلاطِ، قد أَسْبَطَتْ، وأَيُّما إِسْباطِ يعني امرأَة أُتِيَتْ، فلما ذاقَتِ العُسَيْلةَ مَدَّتْ نفْسَها على الأَرض، وقولهم: ما لي أَراك مُسْبِطاً أَي مُدَلِّياً رأْسَك كالمُهْتَمّ مُسْتَرْخِيَ البدَنِ. أَبو زيد: يقال للناقة إِذا أَلقَتْ ولدَها قُبَيْلَ أَن يَسْتَبينَ خَلْقُه: قد سَبَّطَتْ وأَجْهَضَتْ ورَجَعَتْ رِجاعاً. وقال الأَصمعي: سبَّطتِ الناقةُ بولدها وسبَّغَت، بالغين المعجمة، إِذا أَلقته وقد نبَت وبَرُه قبل التَّمام. والتَّسْبِيطُ في الناقة: كالرِّجاعِ. وسبَّطتِ النعجةُ إِذا أَسْقطت. وأَسْبَط الرجلُ: وقع فلم يقدر على التحرُّك من الضعْف، وكذلك من شُرب الدَّواء أَو غيره؛ عن أَبي زيد. وأَسْبَطَ بالأَرض: لَزِقَ بها؛ عن ابن جَبلة. وأَسْبَط الرجلُ أَيضاً: سكَت مِن فَرَقٍ. والسَّبَطانةُ: قَناةٌ جَوْفاء مَضْروب بالعَقَبِ يُرْمى بها الطيرُ، وقيل: يرمى فيها بِسهام صِغار يُنْفَخُ فيها نَفْخاً فلا تكاد تُخْطِئ. والسَّاباطُ: سَقيفةٌ بين حائطين، وفي المحكم: بين دارين، وزاد غيره: من تحتها طريق نافذ، والجمع سَوابِيطُ وساباطاتٌ. وقولهم في المثل: أَفْرَغُ من حَجَّامِ ساباطٍ؛ قال الأَصمعي: هو ساباطُ كسْرى بالمدائنِ وبالعجمية بَلاس آبادْ، وبَلاس اسم رجل؛ ومنه قول الأَعشى: فأَصْبَحَ لم يَمْنَعْه كَيْدٌ وحِيلةٌ * بِساباطَ حتى ماتَ وهو مُحَرْزَق (* هكذا روي صدر هذا البيت في الأَصل روايتين مختلفتين. وكلتا الروايتين تخالف ما في قصيدة الأَعشى، فقد روي فيها على هذه الصورة: فذاك، وما أنجى من الموت ربّه) يذكر النعمان بن المنذر وكان أَبْرَويز حبَسه بساباط ثم أَلقاه تحت أَرْجُل الفِيَلةِ. وساباطُ: موضع؛ قال الأَعشى: هُنالِكَ ما أَغْنَتْه عِزَّةُ مُلْكِه * بِساباطَ، حتى ماتَ وهو مُحَرْزَقُ (* هكذا روي صدر هذا البيت في الأَصل روايتين مختلفتين. وكلتا الروايتين تخالف ما في قصيدة الأَعشى، فقد روي فيها على هذه الصورة: فذاك، وما أنجى من الموت ربّه) وسَباطِ: من أَسماء الحمَّى، مبنيّ على الكسر؛ قال المتنخل الهذلي: أَجَزْتُ بفِتْيةٍ بِيضٍ كِرامٍ، * كأَنَّهُمُ تَمَلُّهُمُ سَباطِ وسُباط: اسم شهر بالرومية، وهو الشهر الذي بين الشتاء والربيع، وفي التهذيب: وهو في فصل الشتاء، وفيه يكون تمام اليوم الذي تَدُور كسُوره في السنين، فإِذا تَمَّ ذلك اليومُ في ذلك الشهر سمّى أَهلُ الشام تلك السنةَ عامَ الكَبِيسِ، وهم يَتَيَمَّنُونَ به إِذا وُلد فيه مولود او قَدِم قادِمٌ من سَفَرٍ. والسِّبْطُ الرِّبْعِيُّ: نخلة تُدرك آخر القَيْظِ. وسابِطٌ وسُبَيْطٌ: اسْمانِ. وسابُوطٌ: دابّةٌ من دواب البحر. ويقال: سبَط فلان على ذلك الأَمْرِ يميناً وسَمَط عليه، بالباء والميم، أَي حلَف عليه. ونعْجة مَبْسُوطةٌ إِذا كانت مَسْمُوطةً مَحْلوقة.

سجلط

السِّجِلاّطُ، على فِعِلاَّلٍ: الياسَمِينُ، وقيل: هو ضرْب من الثّياب، وقيل: هي ثياب صُوف، وقيل: هو النَّمَطُ يُغَطَّى به الهَوْدَجُ، وقيل: هو بالرومية سِجِلاَّطُس. الفراء: السِّجِلاّطُ شيء من صوف تُلْقِيه المرأَةُ على هَوْدَجِها، وقيل: هي ثياب مَوْشيّة كأَنَّ وشْيهَا خاتَم، وهي زعموا رُومِيّة؛ قال حميد بن ثور: تخَيَّرْنَ إِمّا أُرْجُواناً مُهَذَّباً، وإِمّا سِجِلاَّطَ العِراقِ المُخَتَّما أَبو عمرو: يقال للكساء الكُحْليّ سِجلاّطِيّ. ابن الأَعرابي: خَزٌّ سِجِلاَّطِيٌّ إِذا كان كُحْلِيّاً. وفي الحديث: أُهْدِيَ له طَيْلَسانٌ من خَزٍّ سِجِلاَّطيٍّ، قيل: هو الكُحْليُّ، وقيل: على لون السِّجلاّطِ، وهو الياسَمِينُ، وهو أَيضاً ضرب من ثياب الكَتَّان ونمط من الصوف تلقيه المرأَة على هَوْدَجِها. يقال: سِجِلاَّطِيٌّ وسِجلاَّطٌ كرُومِيٍّ ورُومٍ.والسِّنْجِلاطُ: موضع، ويقال: ضَرْبٌ من الرَّياحِين؛ قال الشاعر:أُحِبُّ الكَرائنَ والضَّوْمَرانَ، وشُرْبَ العَتِيقةِ بالسِّنْجِلاط

سحط

السَّحْطُ مثل الذَّعْطِ: وهو الذبْحُ. سَحَطَ الرجلَ يَسْحَطُه سَحْطاً وشَحَطَه إِذا ذبحه. قال ابن سيده: وقيل سَحَطَه ذبَحه ذَبْحاً وحِيّاً، وكذلك غيره مما يُذْبَحُ. وقال الليث: سحطَ الشاةَ وهو ذبح وَحِيٌّ. وفي حديث وحْشِيٍّ: فبَرَكَ عليه فسَحَطَه سَحْطَ الشاة أَي ذبَحه ذبْحاً سريعاً. وفي الحديث: فأَخرج لهم الأَعرابيُّ شاةً فسحَطُوها. وقال المفضل: المَسْحُوطُ من الشَّراب كلِّه الممزوج. وسحَطَه الطعامُ يَسْحَطُه: أَغَصَّه. وقال ابن دريد: أَكل طعاماً فسحَطَه أَي أَشْرَقَه؛ قال ابن مقبل يصف بقرة: كاد اللُّعاعُ من الحَوْذانِ يَسْحَطُها، ورِجْرِجٌ بَيْنَ لَحْيَيْها خَناطِيلُ وقال يعقوب: يَسْحَطُها هنا يذْبَحُها، والرِّجْرِجُ: اللُّعابُ يتَرَجْرَجُ. وسحَط شرابَه سَحْطاً: قتله بالماء أَي أَكثر عليه. وانْسَحَط الشيء من يدي: امَّلَسَ فسقط، يمانية. ابن بري: قال أَبو عمرو: المَسْحُوطُ اللبن يُصبّ (* قوله «اللبن يصب» كذا بالأصل وشرح القاموس ولم يزيدا على ذلك شيئاً.)؛ وأَنشد لابن حبيب الشيباني: متى يأْتِه ضَيْفٌ فليس بذائقٍ لَماجاً، سِوى المَسْحُوطِ واللَّبنِ الإِدْلِ

سخط

السُّخْطُ والسَّخَطُ: ضدّ الرِّضا مثل العُدْمِ والعَدَمِ، والفعل منه سَخِطَ يَسْخَطُ سَخَطاً. وتَسَخَّطَ وسَخِط الشيءَ سَخَطاً: كرهه. وسَخِطَ أَي غضب، فهو ساخِط. وأَسْخَطَه: أَغْضَبَه. تقول: أَسْخَطَني فلان فسَخِطْتُ سَخَطاً. وتسَخَّطَ عَطاءه أَي اسْتَقلَّه ولم يقع مَوْقِعاً. يقول: كلَّما عَمِلْت له عملاً تَسَخَّطه أَي لم يرضه. وفي حديث هِرَقْلَ: فهل يَرْجِعُ أَحد منهم سَخْطةً لدِينهِ؟ السَّخَطُ والسُّخْطُ: الكراهية للشيء وعدم الرّضا به. ومنه الحديث: إِن اللّه يَسْخَطُ لكم كذا أَي يكرهه لكم ويمنعُكم منه ويُعاقِبُكم عليه أَو يرجع إِلى إِرادة العقوبة عليه.

سرط

سَرِطَ الطعامَ والشيءَ، بالكسر، سَرَطاً وسَرَطاناً: بَلِعَه، واسْتَرَطَه وازْدَرَدَه: ابْتَلَعَه، ولا يجوز سرَط؛ وانْسَرَطَ الشيء في حَلْقِه: سارَ فيه سيْراً سهْلاً. والمِسْرَطُ والمَسْرَطُ: البُلْعُوم، والصاد لغة. والسِّرْواطُ: الأَكُول؛ عن السيرافي. والسُّراطِيُّ والسِّرْوَطُ: الذي يَسْتَرِطُ كل شيء يبتلعه. وقال اللحياني: رجل سِرْطِمٌ وسَرْطَمٌ يبتلع كل شيء، وهو من الاسْتراط. وجعل ابن جني سَرطَماً ثلاثيّاً، والسِّرْطِمُ أَيضاً: البليغ المتكلم، وهو من ذلك. وقالوا: الأَخذ سُرَّيْطٌ وسُرَّيْطَى، والقضاء ضُرَّيْطٌ وضُرَّيْطَى أَي يأْخذ الدَّين فيَسْتَرِطُه، فإِذا اسْتَقْضاه غريمُه أَضْرَطَ به. ومن أَمثال العرب: الأَخذ سَرَطانٌ، والقَضاء لَيَّانٌ؛ وبعض يقول: الأَخذ سُرَيْطاء، والقَضاء ضُرَيْطاء. وقال بعض الأَعراب: الأَخذ سِرِّيطَى، والقضاء ضِرِّيطَى، قال: وهي كلها لغات صحيحة قد تكلمت العرب بها، والمعنى فيها كلها أَنت تُحبُّ الأَخذ وتكره الإِعْطاء. وفي المثل: لا تكن حُلْواً فتُسْتَرَطَ، ولا مُرّاً فتُعْقى، من قولهم: أَعْقَيْتُ الشيء إِذا أَزَلْتَه من فِيك لمَرارتِه كما يقال أَشْكَيْتُ الرجل إِذا أَزلته عما يشكوه. ورجل سِرْطِيطٌ وسُرَطٌ وسَرَطانٌ: جيّد اللَّقْمِ. وفرس سُرَطٌ وسَرَطانٌ: كأَنه يَسْتَرِطُ الجرْي. وسيف سُراطٌ وسُراطِيٌّ: قاطع يَمُرّ في الضَّريبةِ كأَنه يَسْتَرِطُ كل شيء يَلْتَهِمُه، جاء على لفظ النسب وليس بنَسَب كأَحْمر وأَحْمريّ؛ قال المتنخل الهذلي: كَلوْن المِلْحِ ضَرْبَتُه هَبِيرٌ، يُتِرُّ العَظْمَ سَقّاطٌ سُراطِي به أَحْمِي المُضافَ إِذا دَعاني، ونَفْسِي، ساعةَ الفَزَعِ الفِلاطِ وخفّف ياء النسبة من سُراطي لمكان القافية. قال ابن بري: وصواب إِنشاده يُتِرُّ، بضم الياء. والفِلاطُ: الفُجاءةُ. والسِّراطُ: السبيل الواضح، والصِّراط لغة في السراط، والصاد أَعلى لمكان المُضارَعة، وإِن كانت السين هي الأَصل، وقرأَها يعقوب بالسين، ومعنى الآية ثَبِّتْنا على المِنْهاج الواضح؛ وقال جرير: أَميرُ المؤمنينَ على صِراطٍ، إِذا اعْوَجَّ المَوارِدُ مُسْتَقِيم والمَوارِدُ: الطُّرُقُ إِلى الماء، واحدتها مَوْرِدةٌ. قال الفراء: ونفر من بَلْعَنْبر يصيِّرون السين، إِذا كانت مقدمة ثم جاءت بعدها طاء أَو قاف أَو غين أَو خاء، صاداً وذلك أَن الطاء حرف تضع فيه لسانك في حنكك فينطبق به الصوت، فقلبت السين صاداً صورتها صورة الطاء، واستخفّوها ليكون المخرج واحداً كما استخفوا الإِدْغام، فمن ذلك قولهم الصراط والسراط، قال: وهي بالصاد لغة قريش الأَوّلين التي جاء بها الكتاب، قال: وعامة العرب تجعلها سيناً، وقيل: إِنما قيل للطريق الواضح سراط لأَنه كأَنه يَسْتَرِطُ المادّة لكثرة سلوكهم لاحِبَه، فأَما ما حكاه الأَصمعي من قراءة بعضهم الزِّراط، بالزاي المخلصة، فخَطأ إِنما سَمِع المُضارِعةَ فتَوَهَّمها زاياً ولم يكن الأَصمعي نحويّاً فيُؤْمَنَ على هذا. وقوله تعالى: هذا سِراطٌ عليَّ مُسْتَقِيمٌ، فسَّره ثعلب فقال: يعني الموتَ أَي عليَّ طريقُهم.والسُّرَّيْطُ والسِّرِطْراط والسَّرَطْراطُ، بفتح السين والراء: الفالُوذَجُ، وقيل: الخَبِيصُ، وقيل: السَّرَطْراطُ الفالوذج، شامية. قال الأَزهري: أَما بالكسر فهي لغة جيدة لها نظائر مثل جِلِبْلابٍ وسِجِلاَّط، قال: وأَما سَرَطْراطٌ فلا أَعرف له نظيراً فقيل للفالوذج سِرِطْراطٌ، فكررت فيه الراء والطاء تبليغاً في وصفه واستِلْذاذِ آكله إِياه إِذا سَرَطَه وأَساغَه في حَلْقِه. ويقال للرجل إِذا كان سريعَ الأَكل: مِسْرَطٌ وسَرّاطٌ وسُرَطةٌ. والسِّرِطْراطُ: فِعِلْعالٌ من السَّرْطِ الذي هو البَلْع. والسُّرَّيْطَى: حَساً كالخَزِيرةِ. والسَّرَطانُ: دابّة من خَلق الماء تسميه الفُرْس مُخ. والسرَطانُ: داء يأْخذ الناس والدوابَّ. وفي التهذيب: هو داء يظهر بقوائم الدوابّ، وقيل: هو داء يعرض للإنسان في حلقه دموي يشبه الدُّبَيْلةَ، وقيل: السرَطانُ داء يأْخذ في رُسْغ الدابّة فيُيَبِّسه حتى يَقْلِب حافرها. والسرَطانُ: من بروج الفَلَكِ.

سرمط

السَّرْمَطُ والسَّرَوْمَطُ: الجمل الطويل؛ وأَنشد: بكلِّ سامٍ سَرْمَطٍ سَرَوْمَط وقيل: السَّرَوْمَطُ الطويل من الإِبل وغيرها. قال ابن سيده: السرَوْمَطُ وعاء يكون فيه زِق الخمر ونحوه. ورجل سَرَوْمَطٌ: يَسْتَرِط كل شيء يَبْتَلِعُه. وقد تقدّم على قول من قال إِن الميم زائدة؛ وقول لبيد يصف زِقَّ خمر اشْتُرِي جِزافاً: ومُجْتَزَفٍ جَوْنٍ، كأَنَّ خِفاءه قَرى حَبَشِيٍّ، بالسَّرَوْمَطِ، مُحْقَب (* قوله «ومجتزف» في الصحاح بمجتزف.) قال: السَّرَوْمَطُ ههنا جمل، وقيل: هو جلد ظَبية لُفّ فيه زِقُّ خمر. وكل خِفاء لُفّ فيه شيء، فهو سَرَوْمَطٌ له. وتَسَرْمَطَ الشعَرُ: قَلّ وخَفّ. ورجل سُرامِطٌ وسَرْمَطِيطٌ: طويل. والسُّرامِطُ: الطويل من كل شيء.

سطط

التهذيب: ابن الأَعرابي السُّطُطُ الظَّلَمةُ، والسُّطُطُ الجائرون. والأَسَطُّ من الرجال: الطويل الرِّجْلَيْن.

سعط

السُّعُوطُ والنُّشُوقُ والنُّشُوغُ في الأَنف، سعَطَه الدّواءَ يَسْعَطُه ويَسْعُطُه سَعْطاً، والضم أَعلى، والصاد في كل ذلك لغة عن اللحياني، قال ابن سيده: وأَرى هذا إِنما هو على المُضارَعة التي حكاها سيبويه في هذا وأَشبهه. وفي الحديث: شَرِبَ الدّواء واسْتَعَطَ، وأَسْعَطَه الدّواءَ أَيضاً، كلاهما: أَدخله أَنفه، وقد اسْتَعَطَ. أَسْعَطْتُ الرجُلَ فاسْتَعَطَ هو بنفسه. والسَّعُوطُ، بالفتح، والصَّعوطُ: اسم الدواء يُصبُّ في الأَنف. والسَّعِيطُ والمِسْعَطُ والمُسْعُطُ: الإِناء يجعل فيه السَّعُوط ويصب منه في الأَنف، الأَخير نادر إِنما كان حكمه المِسْعَطَ، وهو أَحد ما جاء بالضم مما يُعْتَملُ به. وأَسْعَطْتُه الرُّمْحَ إِذا طَعَنْتَه في أَنفه، وفي الصحاح: في صدره. ويقال: أَسْعَطْتُه علماً إِذا بالغت في إِفْهامه وتكرير ما تُعلِّمه عليه. واسْتَعَطَ البعيرُ: شَمَّ شيئاً من بول الناقة ثم ضربها فلم يُخْطِئ اللقح، فهذا قد يكون أَن يَشَمَّ شيئاً من بولها أَو يدخل في أَنفه منه شيء. والسَّعِيطُ والسُّعاطُ: ذَكاء الرِّيح وحِدَّتُها ومُبالَغَتُها في الأَنف. والسُّعاط والسَّعِيطُ: الريح الطيبة من الخمر وغيرها من كل شيء، وتكون من الخَرْدَل. والسَّعِيطُ: دُهْنُ البان؛ وأَنشد ابن بري للعجاج يصف شَعَرَ امرأَة: يُسْقَى السَّعِيطَ من رُفاضِ الصَّنْدَلِ (* قوله «من رفاض» تقدّم للمؤلف في مادة رفض: في رفاض.) والسَّعِيطُ: دُرْدِيُّ الخمر؛ قال الشاعر: وطِوالِ القُرُونِ في مُسْبَكِرٍّ، أُشْرِبَتْ بالسَّعِيطِ والسَّبَّابِ (* قوله «والسباب» كذا في الأصل بموحدتين مضبوطاً، وفي شرح القاموس بياء تحتية ثم موحدة، والسياب البلح أَو البسر.) والسَّعِيطُ: دُهْنُ الخَرْدل ودهن الزنبقِ. وقال أَبو حنيفة: السَّعِيطُ البانُ. وقال مرة: السُّعوط من السَّعْطِ كالنُّشوق من النشق. ويقال: هو طيب السُّعوطِ والسُّعاطِ والإِسْعاطِ؛ وأَنشد يصف إِبلاً وأَلبانها: حَمْضِيَّة طَيِّبة السُّعاطِ وفي حديث أُمّ قيس بنت مِحْصَنٍ قالت: دخلت بابنٍ لي على رسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، وقد أَعْلَقْتُ من العُذْرةِ، فقال: عَلامَ تَدْغَرْن أَوْلادَكُنَّ؟ عليكنَّ بهذا العُود الهِنديّ فإِنَّ فيه سبعةَ أَشَْفِيةٍ: يُسْعَطُ من العُذْرة، ويُلَدُّ من ذاتِ الجَنْبِ...

سفط

السَّفَطُ: الذي يُعَبَّى فيه الطِّيبُ وما أَشبهه من أَدَواتِ النساء، والسَّفَطُ معروف. ابن سيده: السَّفَطُ كالجوُالِق، والجمع أَسفاطٌ. أَبو عمرو: سَفَّطَ فلان حَوْضه تَسْفيطاً إِذا شَرَّفَه ولاطَه؛ وأَنشد:حتى رأَيْت الحَوْضَ، ذُو قَدْ سُفِّطا، قَفْراً من الماء هواء أَمْرَطا أَراد بالهَواءِ الفارِغَ من الماء. والسَّفِيطُ: الطَّيِّبُ النفْسِ، وقيل: السَّخِيُّ، وقد سَفُطَ سَفاطةً؛ قال حُمَيْدٌ الأَرْقَطُ: ماذا تُرَجِّينَ من الأَرِيطِ؟ ليس بذِي حَزْمٍ، ولا سَفِيطِ ويقال: هو سَفِيطُ النفْس أَي سَخِيُّها طيِّبها، لغة أَهل الحجاز. ويقال: ما أَسْفَطَ نفسَه أَي ما أَطْيَبَها. الأَصمعي: إِنه لسَفِيطُ النفْسِ وسَخِيُّ النفْسِ ومَذْلُ النفْسِ إِذا كان هَشّاً إِلى المَعْروفِ جَواداً. وكلُّ رجل أَو شيء لا قَدْر له، فهو سَفِيطٌ؛ عن ابن الأَعرابي. والسفِيطُ أَيضاً: النذْلُ. والسفيطُ: المُتَساقِطُ من البُسْر الأَخضر. والسُّفاطةُ: متاع البيت. الجوهري: الإِسْفَنْطُ ضرْبٌ من الأَشربة، فارسي معرب، وقال الأَصمعي: هو بالرومية؛ قال الأَعشى: وكأَنَّ الخَمْرَ العَتِيق من الإِسْـ ـفَنْطِ، مَمْزُوجةً بماءٍ زُلالِ

سقط

السَّقْطةُ: الوَقْعةُ الشديدةُ. سقَطَ يَسْقُطُ سُقوطاً، فهو ساقِطٌ وسَقُوطٌ: وقع، وكذلك الأُنثى؛ قال: من كلِّ بَلْهاء سَقُوطِ البُرْقُعِ بيْضاءَ، لم تُحْفَظْ ولم تُضَيَّعِ يعني أَنها لم تُحْفَظْ من الرِّيبةِ ولم يُضَيِّعْها والداها. والمَسْقَطُ، بالفتح: السُّقوط. وسَقط الشيءُ من يدي سُقوطاً. وفي الحديث: لَلّهُ عزّ وجلّ أَفْرَحُ بتَوْبةِ عَبْدِه من أَحدكم يَسْقُط على بَعِيره وقد أَضلَّه؛ معناه يَعثُر على موضعه ويقعُ عليه كما يقعُ الطائرُ على وكره. وفي حديث الحرث بن حسان: قال له النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، وسأَله عن شيء فقال: على الخَبِيرِ سقَطْتَ أَي على العارِفِ به وقعت، وهو مثل سائرٌ للعرب. ومَسْقِطُ الشيء ومَسْقَطُه: موضع سقُوطه، الأَخيرة نادرة. وقالوا: البصرة مَسْقَطُ رأْسي ومَسْقِطُه. وتساقَط على الشيء أَي أَلقى نفسَه عليه، وأَسقَطَه هو. وتساقَط الشيءُ: تتابع سُقوطه. وساقَطه مُساقَطةً وسِقاطاً: أَسْقَطَه وتابع إِسْقاطَه؛ قال ضابئُ بن الحَرثِ البُرْجُمِيّ يصف ثوراً والكلاب: يُساقِطُ عنه رَوْقُه ضارِياتِها، سِقاطَ حَدِيدِ القَينِ أَخْوَلَ أَخْوَلا قوله: أَخْوَل أَخولا أَي متفرِّقاً يعني شرَرَ النار. والمَسْقِطُ مِثال المَجْلِس: الموضع؛ يقال: هذا مَسْقِط رأْسي، حيث ولد، وهذا مسقِطُ السوْطِ، حيث وقع، وأَنا في مَسْقِط النجم، حيث سقط، وأَتانا في مَسْقِط النجم أَي حين سقَط، وفلان يَحِنُّ إِلى مسقِطه أَي حيث ولد. وكلُّ مَن وقع في مَهْواة يقال: وقع وسقط، وكذلك إِذا وقع اسمه من الدِّيوان، يقال: وقع وسقط، ويقال: سقَط الولد من بطن أُمّه، ولا يقال وقع حين تَلِدُه. وأَسْقَطتِ المرأَةُ ولدها إِسْقاطاً، وهي مُسْقِطٌ: أَلقَتْه لغير تَمام من السُّقوطِ، وهو السَّقْطُ والسُّقْطُ والسَّقْط، الذكر والأُنثى فيه سواء، ثلاث لغات. وفي الحديث: لأَنْ أُقَدِّمَ سِقْطاً أَحَبُّ إِليَّ من مائة مُسْتَلئِمْ؛ السقط، بالفتح والضم والكسرِ، والكسرُ أَكثر: الولد الذي يسقط من بطن أُمه قبل تَمامِه، والمستلْئِمُ: لابس عُدَّةِ الحرب، يعني أَن ثواب السِّقْطِ أَكثر من ثوابِ كِبار الأَولاد لأَن فعل الكبير يخصُّه أَجره وثوابُه وإِن شاركه الأَب في بعضه، وثواب السقط مُوَفَّر على الأَب. وفي الحديث: يحشر ما بين السَّقْطِ إِلى الشيخ الفاني جُرْداً مُرْداً.وسَقْطُ الزَّند: ما وقع من النار حين يُقْدَحُ، باللغات الثلاث أَيضاً. قال ابن سيده: سَقْطُ النار وسِقْطُها وسُقْطُها ما سقَط بين الزنْدين قبل اسْتحكامِ الوَرْي، وهو مثل بذلك، يذكر ويؤَنث. وأَسقَطَتِ الناقةُ وغيرها إِذا أَلقت ولدها. وسِقْطُ الرَّمْلِ وسُقْطُه وسَقْطُه ومَسْقِطُه بمعنى مُنقَطَعِه حيث انقطع مُعْظَمُه ورَقَّ لأَنه كله من السُّقوط، الأَخيرة إِحدى تلك الشواذ، والفتح فيها على القياس لغة. ومَسْقِطُ الرمل: حيث ينتهي إِليه طرَفُه. وسِقاطُ النخل: ما سقَط من بُسْرِه. وسَقِيطُ السَّحابِ: البَرَدُ. والسَّقِيطُ: الثلْجُ. يقال: أَصبَحتِ الأَرض مُبْيَضَّة من السَّقِيطِ. والسَّقِيطُ: الجَلِيدُ، طائيةٌ، وكلاهما من السُّقوط. وسَقِيطُ النَّدَى: ما سقَط منه على الأَرض؛ قال الراجز: وليْلةٍ، يا مَيَّ، ذاتِ طَلِّ، ذاتِ سَقِيطٍ ونَدىً مُخْضَلِّ، طَعْمُ السُّرَى فيها كطَعْمِ الخَلِّ ومثله قول هُدْبة بن خَشْرَمٍ: وَوادٍ كجَوْفِ العَيْرِ قَفْرٍ قطَعْتُه، تَرى السَّقْطَ في أَعْلامِه كالكَراسِفِ والسَّقَطُ من الأَشياء: ما تُسْقِطهُ فلا تَعْتَدُّ به من الجُنْد والقوم ونحوه. والسُّقاطاتُ من الأَشياء: ما يُتَهاون به من رُذالةِ الطعام والثياب ونحوها. والسَّقَطُ: رَدِيءُ المَتاعِ. والسَّقَطُ: ما أُسْقِط من الشيء. ومن أَمْثالِهم: سَقَطَ العَشاء به على سِرْحانٍ، يُضرب مثلاً للرجل يَبْغي البُغْيةَ فيقَعُ في أَمر يُهْلِكُه. ويقال لخُرْثِيِّ المَتاعِ: سَقَطٌ. قال ابن سيده: وسقَطُ البيت خُرْثِيُّه لأَنه ساقِطٌ عن رفيع المتاع، والجمع أَسْقاط. قال الليث: جمع سَقَطِ البيتِ أَسْقاطٌ نحو الإِبرة والفأْس والقِدْر ونحوها. وأَسْقاطُ الناس: أَوْباشُهم؛ عن اللحياني، على المثل بذلك. وسَقَطُ الطَّعامِ: ما لا خَيْرَ فيه منه، وقيل: هو ما يَسْقُط منه. والسَّقَطُ: ما تُنُوول بيعه من تابِلٍ ونحوه لأَن ذلك ساقِطُ القِيمة، وبائعه سَقَّاط. والسَّقَّاطُ: الذي يبيع السَّقَطَ من المَتاعِ. وفي حديث ابن عمر، رضي اللّه عنهما: كان لا يَمُرُّ بسَقَّاطٍ ولا صاحِبِ بِيعةٍ إِلا سَلَّم عليه؛ هو الذي يَبيعُ سَقَطَ المتاعِ وهو رَدِيئُه وحَقِيره. والبِيعةُ من البَيْعِ كالرِّكْبةِ والجِلْسَةِ من الرُّكُوبِ والجُلوس، والسَّقَطُ من البيع نحو السُّكَّر والتَّوابِل ونحوها، وأَنكر بعضهم تسميته سَقَّاطاً، وقال: لا يقال سَقَّاط، ولكن يقال صاحب سَقَطٍ. والسُّقاطةُ: ما سَقَط من الشيء. وساقَطه الحديثَ سِقاطاً: سَقَط منك إِليه ومنه إِليك. وسِقاطُ الحديثِ: أَن يتحدَّثَ الواحدُ ويُنْصِتَ له الآخَرُ، فإِذا سكت تحدَّثَ الساكِتُ؛ قال الفرزدق: إِذا هُنَّ ساقَطْنَ الحَديثَ، كأَنَّه جَنى النَّحْلِ أَو أَبْكارُ كَرْمٍ تُقَطَّف وسَقَطَ إِليَّ قوم: نزلوا عليَّ. وفي حديث النجاشِيّ وأَبي سَمّالٍ: فأَما أَبو سَمَّالٍ فسَقَطَ إِلى جيرانٍ له أَي أَتاهم فأَعاذُوه وسَترُوه. وسَقَطَ الحَرّ يَسْقُطُ سُقُوطاً: يكنى به عن النزول؛ قال النابغة الجعدي: إِذا الوَحْشُ ضَمَّ الوَحْش في ظُلُلاتِها سَواقِطُ من حَرٍّ، وقد كان أَظْهَرا وسَقَطَ عنك الحَرُّ: أَقْلَعَ؛ عن ابن الأَعرابي، كأَنه ضد. والسَّقَطُ والسِّقاطُ: الخَطَأُ في القول والحِساب والكِتاب. وأَسْقَطَ وسَقَطَ في كلامه وبكلامه سُقوطاً: أَخْطأَ. وتكلَّم فما أَسْقَطَ كلمة، وما أَسْقَط حرفاً وما أَسْقَط في كلمة وما سَقَط بها أَي ما أَخْطأَ فيها. ابن السكيت: يقال تَكلَّم بكلام فما سَقَطَ بحرف وما أَسْقَطَ حَرْفاً، قال: وهو كما تقول دَخَلْتُ به وأَدْخَلْتُه وخرَجْتُ به وأَخْرَجْتُه وعَلوْت به وأَعْلَيْتُه وسُؤتُ به ظَنّاً وأَسأْتُ به الظنَّ، يُثْبتون الأَلف إِذا جاء بالأَلف واللام. وفي حديث الإفك: فأَسْقَطُوا لها به يعني الجارِيةَ أَي سَبُّوها وقالوا لها من سَقَط الكلامِ، وهو رديئه، بسبب حديث الإِفْك. وتَسَقَّطَه واستَسْقَطَه: طلَب سَقَطَه وعالَجه على أَن يَسْقُطَ فيُخْطِئ أَو يكذب أَو يَبُوحَ بما عنده؛ قال جرير: ولقد تسَقَّطَني الوُشاةُ فصادَفُوا حَجِئاً بِسِرِّكِ، يا أُمَيْمَ، ضَنِينا (* قوله «حجئاً» أَي خليقاً، وفي الأَساس والصحاح وديوان جرير: حصراً، وهو الكتوم للسر.) والسَّقْطةُ: العَثْرةُ والزَّلَّةُ، وكذلك السِّقاطُ؛ قال سويد بن أَبي كاهل: كيفَ يَرْجُون سِقاطِي، بَعْدَما جَلَّلَ الرأْسَ مَشِيبٌ وصَلَعْ؟ قال ابن بري: ومثله ليزيد بن الجَهْم الهِلالي: رجَوْتِ سِقاطِي واعْتِلالي ونَبْوَتي، وراءَكِ عَنِّي طالِقاً، وارْحَلي غَدا وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: كُتب إِليه أَبيات في صحيفة منها: يُعَقِّلُهُنَّ جَعْدةُ من سُلَيْمٍ مُعِيداً، يَبْتَغي سَقَطَ العَذارى أَي عثَراتِها وزَلاَّتِها. والعَذارى: جمع عَذْراء. ويقال: فلان قليل العِثار، ومثله قليل السِّقاطِ، وإِذا لم يَلْحق الإِنسانُ مَلْحَقَ الكِرام يقال: ساقِطٌ، وأَنشد بيت سويد بن أَبي كاهل. وأَسقط فلان من الحساب إِذا أَلقى. وقد سقَط من يدي وسُقِطَ في يَدِ الرجل: زَلَّ وأَخْطأَ، وقيل: نَدِمَ. قال الزجّاجُ: يقال للرجل النادم على ما فعل الحَسِر على ما فرَطَ منه: قد سُقِط في يده وأُسْقِط. وقال أَبو عمرو: لا يقال أُسقط، بالأَلف، على ما لم يسمّ فاعله. وفي التنزيل العزيز: ولَمّا سُقِط في أَيديهم؛ قال الفارسي: ضرَبوا بأَكُفِّهم على أَكفهم من النَّدَم، فإِن صح ذلك فهو إِذاً من السقوط، وقد قرئ: سقَط في أَيديهم، كأَنه أَضمر الندم أَي سقَط الندمُ في أَيديهم كما تقول لمن يحصل على شيء وإِن كان مما لا يكون في اليد: قد حَصل في يده من هذا مكروهٌ، فشبّه ما يحصُل في القلب وفي النفْس بما يحصل في اليد ويُرى بالعين. الفراء في قوله تعالى ولما سُقط في أَيْديهم: يقال سُقط في يده وأُسقط من الندامة، وسُقط أَكثر وأَجود. وخُبِّر فلان خَبراً فسُقط في يده وأُسقط. قال الزجاج: يقال للرجل النادم على ما فعل الحسِرِ على ما فرَط منه: قد سُقط في يده وأُسقط. قال أَبو منصور: وإِنما حَسَّنَ قولهم سُقط في يده، بضم السين، غير مسمًّى فاعله الصفةُ التي هي في يده؛ قال: ومثله قول امرئ القيس: فدَعْ عنكَ نَهْباً صيحَ في حَجَراتِه، ولكنْ حَدِيثاً، ما حَدِيثُ الرَّواحِلِ؟ أَي صاح المُنْتَهِبُ في حَجَراتِه، وكذلك المراد سقَط الندمُ في يده؛ أَنشد ابن الأَعرابي: ويوْمٍ تَساقَطُ لَذَّاتُه، كنَجْم الثُّرَيّا وأَمْطارِها أَي تأْتي لذاته شيئاً بهد شيء، أَراد أَنه كثير اللذات: وخَرْقٍ تحَدَّث غِيطانُه، حَديثَ العَذارَى بأَسْرارِها أَرادَ أَن بها أَصوات الجنّ. وأَما قوله تعالى: وهُزِّي إِليكِ بجِذْعِ النخلةِ يَسّاقَطْ، وقرئ: تَساقَطْ وتَسّاقَطْ، فمن قرأَه بالياء فهو الجِذْعُ، ومن قرأَه بالتاء فهي النخلةُ، وانتصابُ قوله رُطَباً جَنِيّاً على التمييز المحوَّل، أَرادَ يَسّاقطْ رُطَبُ الجِذْع، فلما حوّل الفعل إِلى الجذع خرج الرطبُ مفسِّراً؛ قال الأَزهري: هذا قول الفرّاء، قال: ولو قرأَ قارئ تُسْقِطْ عليك رُطباً يذهب إِلى النخلة، أَو قرأَ يسقط عليك يذهب إِلى الجذع، كان صواباً. والسَّقَطُ: الفَضيحةُ. والساقِطةُ والسَّقِيطُ: الناقِصُ العقلِ؛ الأَخيرة عن الزجاجيّ، والأُنثى سَقِيطةٌ. والسَّاقِطُ والساقِطةُ: اللَّئيمُ في حسَبِه ونفْسِه، وقوم سَقْطَى وسُقّاطٌ، وفي التهذيب: وجمعه السَّواقِطُ؛ وأَنشد: نحنُ الصَّمِيمُ وهُمُ السَّواقِطُ ويقال للمرأَة الدنيئةِ الحَمْقَى: سَقِيطةٌ، ويقال للرجل الدَّنِيء: ساقِطٌ ماقِطٌ لاقِطٌ. والسَّقِيطُ: الرجل الأَحمق. وفي حديث أَهل النار: ما لي لا يَدْخُلُنِي إِلاَّ ضُعفاء الناسِ وسَقَطُهم أَي أَراذِلُهم وأَدْوانُهُم. والساقِط: المتأَخِّرُ عن الرجال. وهذا الفعل مَسْقَطةٌ للإِنسان من أَعْيُنِ الناس: وهو أَن يأْتي بما لا ينبغي. والسِّقاطُ في الفَرسِ: اسْتِرْخاء العَدْوِ. والسِّقاطُ في الفرس: أَن لا يَزالَ مَنْكُوباً، وكذلك إِذا جاء مُسْتَرْخِيَ المَشْي والعَدْوِ. ويقال للفرس: إِنه ليساقِط الشيء (* قوله «ليساقط الشيء» كذا بالأصل، والذي في الاساس: وانه لفرس ساقط الشدّ إِذا جاء منه شيء بعد شيء.) أَي يجيء منه شيء بعد شيء؛ وأَنشد قوله: بِذي مَيْعة، كأَنَّ أَدْنَى سِقاطِه وتَقْرِيبِه الأَعْلَى ذَآلِيلُ ثَعْلَبِ وساقَطَ الفرسُ العَدْوَ سِقاطاً إِذا جاء مسترخياً. ويقال للفرس إِذا سبق الخيل: قد ساقَطَها؛ ومنه قوله: ساقَطَها بنَفَسٍ مُرِيحِ، عَطْفَ المُعَلَّى صُكَّ بالمَنِيحِ، وهَذَّ تَقْرِيباً مع التَّجْلِيحِ المَنِيحُ: الذي لا نَصِيبَ له. ويقال: جَلَّحَ إِذا انكشَف له الشأْنُ وغَلب؛ وقال يصف الثور: كأَنَّه سِبْطٌ من الأَسْباطِ، بين حَوامِي هَيْدَبٍ سُقَّاطِ السِّبْطُ: الفِرْقةُ من الأَسْباط. بين حوامِي هَيْدَبٍ وهَدَبٍ أَيضاً أَي نَواحِي شجر ملتفّ الهَدَب. وسُقّاطٌ: جمع الساقِط، وهو المُتَدَلِّي. والسَّواقِطُ: الذين يَرِدُون اليمَامةَ لامْتِيارِ التمر، والسِّقاطُ: ما يحملونه من التمر. وسيف سَقّاطٌ وَراء الضَّريبةِ، وذلك إِذا قَطَعَها ثم وصَل إِلى ما بعدها؛ قال ابن الأَعرابي: هو الذي يَقُدُّ حتى يَصِل إِلى الأَرض بعد أَن يقطع؛ قال المتنخل الهذلي: كلَوْنِ المِلْحِ ضَرْبَتُه هَبِيرٌ، يُتِرُّ العَظْمَ سَقّاطٌ سُراطِي وقد تقدَّم في سرط، وصوابهُ يُتِرُّ العظمَ. والسُّراطِيُّ: القاطعُ. والسَّقّاطُ: السيفُ يسقُط من وراء الضَّرِيبة يقطعها حتى يجوز إِلى الأَرض.وسِقْطُ السَّحابِ: حيث يُرى طرَفُه كأَنه ساقِطٌ على الأَرض في ناحية الأُفُق. وسِقْطا الخِباء: ناحِيَتاه. وسِقْطا الطائرِ وسِقاطاه ومَسْقَطاه: جَناحاه، وقيل: سِقْطا جَناحَيْه ما يَجُرُّ منهما على الأَرض. يقال: رَفَع الطائرُ سِقْطَيْه يعني جناحيه. والسِّقْطانِ من الظليم: جَناحاه؛ وأَما قول الرَّاعي: حتى إِذا ما أَضاء الصُّبْحُ، وانْبَعَثَتْ عنه نَعامةُ ذي سِقْطَيْن مُعْتَكِر فإِنه عنى بالنعامة سَواد الليل، وسِقْطاه: أَوّلُه وآخِرُه، وهو على الاستعارة؛ يقول: إِنَّ الليلَ ذا السِّقْطين مضَى وصدَق الصُّبْح؛ وقال الأَزهري: أَراد نَعامةَ ليْلٍ ذي سِقطين، وسِقاطا الليل: ناحِيتا ظَلامِه؛ وقال العجاج يصف فرساً: جافِي الأَيادِيمِ بلا اخْتِلاطِ، وبالدِّهاسِ رَيَّث السِّقاطِ قوله: ريّث السقاط أَي بطيء أَي يَعْدو (* قوله «أي يعدو إلخ» كذا بالأصل.) في الدِّهاسِ عَدْواً شديداً لا فُتورَ فيه. ويقال: الرجل فيه سِقاطٌ إِذا فَتَر في أَمره ووَنَى. قال أَبو تراب: سمعت أَبا المِقْدامِ السُّلَمِيّ يقول: تسَقَّطْتُ الخَبَر وتَبقَّطْتُه إِذا أَخذته قليلاً قليلاً شيئاً بعد شيء. وفي حديث أَبي بكر، رضي اللّه عنه: بهذه الأَظْرُبِ السَّواقِطِ أَي صِغار الجبالِ المُنْخفضةِ اللاَّطئةِ بالأَرض. وفي حديث سعد، رضي اللّه عنه: كان يُساقِطُ في ذلك عن رسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، أَي يَرْوِيهِ عنه في خِلالِ كلامِه كأَنه يَمْزُجُ حَدِيثَه بالحديث عن رسولِ اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، وهو من أَسْقَطَ الشيءَ إِذا أَلْقاه ورَمَى به. وفي حديث أَبي هريرة: أَنه شرب من السَّقِيطِ؛ قال ابن الأَثير: هكذا ذكره بعض المتأَخرين في حرف السين، وفسره بالفَخّارِ، والمشهور فيه لُغةً وروايةً الشينُ المعجمة، وسيجيء، فأَمّا السَّقِيطُ، بالسين المهملة، فهو الثَّلْجُ والجَلِيدُ.

سقلط

السَّقْلاطُون: نوعٌ من الثّياب، وقد ذكرناه أَيضاً في النون في ترجمة سقلطن كما وجدناه.

سلط

السَّلاطةُ: القَهْرُ، وقد سَلَّطَه اللّهُ فتَسَلَّطَ عليهم، والاسم سُلْطة، بالضم. والسَّلْطُ والسَّلِيطُ: الطويلُ اللسانِ، والأُنثى سَلِيطةٌ وسَلَطانةٌ وِسِلِطانةٌ، وقد سَلُطَ سَلاطةً وسُلوطةً، ولسان سَلْطٌ وسَلِيطٌ كذلك. ورجل سَلِيطٌ أَي فصيح حَدِيدُ اللسان بَيّنُ السَّلاطةِ والسُّلوطةِ. يقال: هو أَسْلَطُهم لِساناً، وامرأَة سَليطة أَي صَخّابة. التهذيب: وإِذا قالوا امرأَة سَلِيطةُ اللسانِ فله معنيان: أَحدهما أَنها حديدة اللسان، والثاني أَنها طويلة اللسان. الليث: السَّلاطةُ مصدر السَّلِيط من الرجال والسلِيطةِ من النساء، والفعل سَلُطَتْ، وذلك إِذا طال لسانُها واشتدَّ صَخَبُها. ابن الأَعرابي: السُّلُطُ القَوائمُ الطِّوالُ، والسَّلِيطُ عند عامّة العرب الزيْتُ، وعند أَهل اليمن دُهْنُ السِّمْسِم؛ قال امرؤ القيس: أَمالَ السَّلِيطَ بالذُّبال المُفَتَّلِ وقيل: هو كلُّ دُهْنٍ عُصِر من حَبٍّ؛ قال ابن بري: دُهن السمسم هو الشَّيْرَجُ والحَلُّ؛ ويُقَوّي أَنَّ السَّلِيط الزيتُ قولُ الجعدِيّ: يُضِيءُ كَمِثْلِ سِراجِ السَّلِيـ ـطِ، لم يَجْعَلِ اللّهُ فيه نُحاسا قوله لم يجعل اللّه فيه نُحاساً أَي دُخاناً دليل على أَنه الزيت لأَن السليط له دُخان صالِحٌ، ولهذا لا يُوقد في المساجد والكنائِس إِلا الزيتُ؛ وقال الفرزدق: ولكِنْ دِيافِيُّ أَبُوه وأُمُّه، بِحَوْرانَ يَعْصِرْنَ السَّلِيطَ أَقارِبُهْ وحَوْرانُ: من الشام والشأْم لا يُعْصَرُ فيها إِلا الزيتُ. وفي حديث ابن عباس: رأَيت عليّاً وكأَنَّ عَيَنَيْه سِراجا سَلِيطٍ؛ هو دُهْن الزيتِ.والسُّلْطانُ: الحُجَّةُ والبُرْهان، ولا يجمع لأَن مجراه مَجْرى المصدرِ، قال محمد بن يزيد: هو من السلِيط. وقال الزجّاج في قوله تعالى: ولقد أَرْسَلْنا موسى بآياتِنا وسُلطانٍ مُبين، أَي وحُجَّةٍ بَيِّنةٍ. والسُّلطان إِنما سمي سُلْطاناً لأَنه حجةُ اللّهِ في أَرضه، قال: واشتاق السلطان من السَّليط، قال: والسليطُ ما يُضاء به، ومن هذا قيل للزيت: سليط، قال: وقوله جلّ وعزّ: فانْفُذوا إِلا بسلطان، أَي حيثما كنتم شاهَدْتم حُجَّةً للّه تعالى وسُلطاناً يدل على أَنه واحد. وقال ابن عباس في قوله تعالى: قَوارِيرَ قواريرَ من فضّة، قال: في بياض الفضة وصَفاء القوارير، قال: وكل سلطان في القرآن حجة. وقوله تعالى: هلَك عنِّي سُلْطانِيَهْ، معناه ذهب عني حجتُه. والسلطانُ: الحجة ولذلك قيل للأُمراء سَلاطين لأَنهم الذين تقام بهم الحجة والحُقوق. وقوله تعالى: وما كان له عليهم من سُلْطان، أَي ما كان له عليهم من حجة كما قال: إِنَّ عبادي ليس لك عليهم سُلْطانٌ؛ قال الفراء: وما كان له عليهم من سلطان أَي ما كان له عليهم من حجة يُضِلُّهم بها إِلاَّ أَنَّا سَلَّطْناه عليهم لنعلم مَن يُؤمن بالآخرة. والسُّلْطانُ: الوالي، وهو فُعْلان، يذكر ويؤنث، والجمع السَّلاطِينُ. والسُّلْطان والسُّلُطانُ: قُدْرةُ الملِك، يذكر ويؤنث. وقال ابن السكيت: السلطان مؤنثة، يقال: قَضَتْ به عليه السُّلْطانُ، وقد آمَنَتْه السُّلْطان. قال الأَزهري: وربما ذُكِّر السلطان لأَن لفظه مذكر، قال اللّه تعالى: بسُلْطان مُبين. وقال الليث: السُّلْطانُ قُدْرةُ المَلِك وقُدرةُ مَن جُعل ذلك له وإِن لم يكن مَلِكاً، كقولك قد جعلت له سُلطاناً على أَخذ حقِّي من فلان، والنون في السلطان زائدة لأَن أَصل بنائه السلِيطُ. وقال أَبو بكر: في السلطان قولان: أَحدهما أَن يكون سمي سلطاناً لتَسْلِيطِه، والآخر أَن يكون سمي سلطاناً لأَنه حجة من حُجَج اللّه. قال الفراء: السلطان عند العرب الحجة، ويذكر ويؤنث، فمن ذكر السلطان ذهب به إِلى معنى الرجل، ومن أَنثه ذهب به إِلى معنى الحجة. وقال محمد بن يزيد: من ذكر السلطان ذهب به إِلى معنى الواحد، ومن أَنثه ذهب به إِلى معنى الجمع، قال: وهو جمع واحده سَلِيطٌ، فسَلِيطٌ وسُلْطان مثل قَفِيزٍ وقُفْزانٍ وبَعير وبُعران، قال: ولم يقل هذا غيره. والتسْلِيطُ: إِطلاق السُّلْطانِ وقد سلَّطه اللّه وعليه. وفي التنزيل العزيز: ولو شاء اللّهُ لسلَّطَهم عليكم. وسُلْطانُ الدَّم: تبيُّغُه. وسُلْطانُ كل شيء: شِدَّتُه وحِدَّتُه وسَطْوَتُه، قيل من اللسانِ السَّليطِ الحدِيدِ. قال الأَزهري: السَّلاطة بمعنى الحِدَّةِ، قد جاء؛ قال الشاعر يصف نُصُلاً محدَّدة: سِلاطٌ حِدادٌ أَرْهَفَتْها المَواقِعُ وحافر سَلْطٌ وسَلِيطٌ: شديد. وإِذا كان الدابةُ وَقاحَ الحافر، والبعيرُ وَقاحَ الخُفِّ، قيل: إنه لَسلْط الحافر،وقد سَلِطَ يَسْلَطُ سَلاطةً كما يقال لسان سَلِيطٌ وسَلْطٌ، وبعير سَلْطُ الخفّ كما يقال دابة سَلْطةُ الحافر، والفعلُ من كل ذلك سَلُطَ سَلاطةً؛ قال أُميَّة بن أَبي الصلْت: إِنَّ الأَنامَ رَعايا اللّهِ كلُّهُمُ، هو السَّلِيطَطُ فوقَ الأَرضِ مُسْتَطِرُ قال ابن جني: هو القاهر من السَّلاطة، قال: ويروى السَّلِيطَطُ وكلاهما شاذٌّ. التهذيب: سَلِيطَطٌ جاء في شعر أُمية بمعنى المُسَلَّطِ، قال: ولا أَدري ما حقيقته. والسِّلْطةُ: السهْمُ الطويلُ، والجمع سِلاطٌ؛ قال المتنخل الهذلي: كأَوْبِ الدَّبْرِ غامِضةً، وليْسَتْ بمُرْهَفةِ النِّصالِ، ولا سِلاطِ قوله كأَوْب الدبر يعني النصالَ، ومعنى غامضة أَي أُلْطِفَ حَدُّها حتى غمَضَ أَي ليست بمرْهَفات الخِلقة بل هي مُرهفات الحدِّ. والمَسالِيطُ: أَسنان المفاتيح، الواحدة مِسْلاطٌ. وسَنابِكُ سَلِطاتٌ أَي حِدادٌ؛ قال الأَعشى: هو الواهِبُ المائةِ المُصْطَفا ةِ، كالنَّخل طافَ بها المُجْتَزِمْ وكلِّ كُمَيْتٍ، كجِذْعِ الطَّرِيـ ـقِ، يَجْرِي على سَلِطاتٍ لُثُمْ المُجْتَزِمُ: الخارِصُ، ورواه أَبو عمرو المُجْترِم، بالراء، أَي الصارِمُ.

سلنط

ابن بزرج: اسْلَنْطَأْتُ أَي ارْتَفعت إِلى الشيء أَنظر إِليه.

سمط

سَمَطَ الجَدْيَ والحَمَلَ يَسْمِطُه ويَسْمُطُه سَمْطاً، فهو مَسْموط وسَمِيطٌ: نتَفَ عنه الصوفَ ونظَّفه من الشعر بالماء الحارّ ليَشْوِيَه، وقيل: نتَف عنه الصوفَ بعد إِدْخاله في الماء الحارّ؛ الليث: إِذا مُرِط عنه صُوفُه ثم شُوِي بإِهابه فهو سَمِيطٌ. وفي الحديث: ما أَكَل سميطاً أَي مَشْوِيَّة، فَعِيل بمعنى مَفْعول، وأَصل السَّمْطِ أَن يُنْزَعَ صُوفُ الشاةِ المذبوحة بالماء الحارِّ، وإِنما يفعل بها ذلك في الغالب لتُشْوى. وسَمَطَ الشيءَ سَمْطاً: عَلَّقَه. والسِّمْطُ: الخَيْطُ ما دام فيه الخَرَزُ، وإِلا فهو سِلْكٌ. والسِّمْطُ: خيط النظْمِ لأَنه يُعَلَّقُ، وقيل: هي قِلادةٌ أَطولُ من المِخْنقةِ، وجمعه سُموطٌ؛ قال أَبو الهيثم: السِّمْطُ الخيط الواحد المنْظومُ، والسِّمْطانِ اثنان، يقال: رأَيت في يد فلانة سِمْطاً أَي نَظْماً واحداً يقال له: يَكْ رَسَنْ، وإِذا كانت القلادة ذات نظمين فهي ذاتُ سِمْطَينِ؛ وأَنشد لِطَرَفةَ: وفي الحَيِّ أَحْوَى يَنْفُضُ المَرْدَ شادِنٌ، مُظاهِرُ سِمْطَيْ لُؤْلُؤٍ وزَبَرْجَدِ والسِّمْطُ: الدِّرْعُ يُعَلِّقُها الفارِسُ على عَجُزِ فرسه، وقيل: سَمَّطَها. والسِّمْطُ: واحد السُّمُوطِ، وهي سبُور تُعَلَّقُ من السرْجِ. وسَمَّطْتُ الشيءَ: عَلَّقْتُه على السُّموطِ تَسْمِيطاً. وسَمَّطْتُ الشيء: لَزِمْتُه؛ قال الشاعر: تَعالَيْ نُسَمِّطْ حُبَّ دَعْدٍ، ونَغْتَدي سَواءَيْنِ والمَرْعَى بأُمِّ دَرِينِ أَي تَعاليْ نَلْزَمْ حُبّنا وإِن كان علينا فيه ضِيقة. والمُسَمَّطُ من الشِّعر: أَبيات مَشْطورة يجمعها قافية واحدة، وقيل: المُسَمَّطُ من الشعر ما قُفِّي أَرباعُ بُيُوتِه وسُمِّطَ في قافية مخالفة؛ يقال: قصِيدةٌ مُسَمَّطة وسِمْطِيّةٌ كقول الشاعر، وقال ابن بري هو لبعض المحدَثين: وشَيْبَةٍ كالقَسِمِ غَيْر سُودَ اللِّمَمِ داوَيْتُها بالكَتَمِ زُوراً وبُهْتانا وقال الليث: الشعر المُسَمَّط الذي يكون في صدر البيت أَبيات مَشْطورة أَو مَنْهوكة مُقَفّاة، ويجمعها قافية مُخالِفةٌ لازمة للقصيدة حتى تنقَضي؛ قال: وقال امرؤُ القيس في قصيدتين سِمْطِيَّتَينِ على هذا المثال تسميان السمطين، وصدر كل قصيدة مِصْراعانِ في بيت ثم سائره ذو سُموط، فقال في إِحداهما: ومُسْتَلْئِمٍ كشَّفْتُ بالرُّمْحِ ذَيْلَه، أَقَمْتُ بعَضْبٍ ذي سَفاسِقَ مَيْلَه، فجَعْتُ به في مُلْتَقَى الخيْلِ خيْلَه، (* قوله «ملتقى الخيل» في القاموس: ملتقى الحي.) تركتُ عِتاقَ الطير تحْجُلُ حَوْلَه كأَنَّ، على سِرْبالِه، نَضْحَ جِرْيالِ وأَورد ابن بري مُسَمَّطَ امرئ القيس: توَهَّمْتُ من هِنْدٍ معالِمَ أَطْلالِ، عَفاهُنَّ طُولُ الدَّهْر في الزَّمن الخالي مَرابعُ من هِنْدٍ خَلَتْ ومَصايِفُ، يَصِيحُ بمَغْناها صَدىً وعَوازِفُ وغَيَّرَها هُوجُ الرِّياحِ العَواصِفُ، وكلُّ مُسِفٍّ ثُمَّ آخَرُ رادِفُ بأَسْحَمَ من نَوْءِ السِّماكَينِ هَطَّالِ وأَورد ابن بري لآخر: خَيالٌ هاجَ لي شَجَنا، فَبِتُّ مُكابِداً حَزَنا، عَمِيدَ القلْبِ مُرْتَهَنا، بذِكْرِ اللّهْوِ والطَّرَبِ سَبَتْني ظَبْيَةٌ عَطِلُ، كأأَنَّ رُضابَها عَسَلُ، يَنُوءُ بخَصْرِها كَفَلُ، بنَيْلِ رَوادِفِ الحَقَبِ يَجُولُ وِشاحُها قَلَقا، إِذا ما أُلْبِسَتْ، شَفَقا، رقاقَ العَصْبِ، أَو سَرَقا مِن المَوْشِيَّةِ القُشُبِ يَمُجُّ المِسْكَ مَفْرِقُها، ويُصْبي العَقْلَ مَنْطِقُها، وتُمْسِي ما يُؤَرِّقُها سَقامُ العاشِقِ الوَصِبِ ومن أَمثال العرب السائرة قولهم لمن يجوز حكمُه: حكمُكَ مُسَمَّطاً، قال المبرد: وهو على مَذهب لك حكمُك مسمّطاً أَي مُتَمَّماً إِلا أَنهم يحذفون منه لك، يقال: حكمك مسمطاً أَي متمَّماً، معناه لك حكمُك ولا يستعمل إِلا محذوفاً. قال ابن شميل: يقال للرجل حكمك مسمطاً، قال: معناه مُرْسَلاً يعني به جائزاً. والمُسَمَّطُ: المُرْسَل الذي لا يُرَدُّ. ابن سيده: وخذ حقَّك مسمطاً أَي سهلاً مُجوّزاً نافذاً. وهو لك مسمطاً أَي هنيئاً. ويقال: سَمَّطَ لِغَرِيمه إِذا أَرسله. ويقال: سَمَطْتُ الرجلَ يميناً على حَقِّي أَي اسْتَحلفته وقد سمَط هو على اليمين يَسْمطُ أَي حلف. ويقال: سَبَطَ فلان على ذلك الأَمر يميناً، وسمَط عليه، بالباء والميم، أَي حلف عليه. وقد سَمَطْتَ يا رجلُ على أَمْرٍ أَنْت فيه فاجِر، وذلك إِذا وكَّدَ اليمين وأَحْلَطَها. ابن الأَعرابي: السّامِطُ الساكِتُ، والسَّمْط السكوت عن الفُضولِ. يقال: سَمَطَ وسمَّطَ وأَسْمَطَ إِذا سكت. والسَّمْطُ: الدّاهي في أَمره الخَفِيفُ في جِسْمِه من الرجال وأَكثر ما يُوصَف به الصَّيّادُ؛ قال رؤبة ونسبه الجوهري للعجاج: جاءتْ فلاقَتْ عِندَه الضَّآبِلا، سِمْطاً يُرَبِّي وِلْدةً زَعابِلا قال ابن بري: الرجز لرؤبة وصواب إِنشاده سِمْطاً، بالكسر (* قوله «سمطاً بالكسر» تقدم ضبطه في مادة ولد بالفتح تبعاً للجوهري.) ، لأَنه هنا الصائد؛ شبه بالسّمْطِ من النِّظامِ في صِغَر جِسمه، وسِمْطاً بدل من الضآبل. قال أَبو عمرو: يعني الصياد كأَنه نِظام في خفّته وهُزالِه. والزّعابِلُ: الصغار. وأَورد هذا البيت في ترجمة زعبل، وقال: السَّمْطُ الفقير؛ ومما قاله رؤبة في السِّمْطِ الصائد: حتى إِذا عايَنَ رَوْعاً رائعا كِلابَ كَلاَّبٍ وسِمْطاً قابِعا وناقة سُمُطٌ وأَسْماطٌ: لا وَسْم عليها كما يقال ناقة غُفْلٌ. ونعل سُمُطٌ وسمط (* قوله «سمط وسمط» الاولى بضمتين كما صرح به القاموس وضبط في الأصل أَيضاً، والثانية لم يتعرض لها في القاموس وشرحه ولعلها كقفل.) وسَمِيطٌ وأَسْماطٌ: لا رُقْعةَ فيها، وقيل: ليست بمَخْصُفةٍ. والسَّمِيطُ من النعل: الطّاقُ الواحد ولا رُقْعةَ فيها؛ قال الأَسود بن يعفر: فأَبْلِعْ بَني سَعْدِ بنِ عِجْلٍ بأَننا حَذَوْناهُمُ نَعْلَ المِثالِ سَمِيطا وشاهد الأَسْماط قولُ ليلى الأَخْيلية: شُمُّ العَرانِينِ أَسْماطٌ نِعالُهُمُ، بِيضُ السَّرابيلِ لم يَعْلَقْ بها الغَمَرُ وفي حديث أَبي سَلِيطٍ: رأَيت للنبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، نَعْل أَسْماطٍ، هو جمع سَميطٍ هو من ذلك. وسَراويل أَسماطٌ: غير مَحْشُوّةٍ. وقبل: هو أَن يكون طاقاً واحداً؛ عن ثعلب، وأَنشد بيت الأَسود ابن يعفر. وقال ابن شميل: السِّمْطُ الثوب الذي ليست له بطانةُ طَيْلَسانٍ أَو ما كان من قُطن، ولا يقال كِساء سِمْطٌ ولا مِلْحَفَةُ سِمْط لأَنها لا تُبَطَّن؛ قال الأَزهري: أَراد بالملحفة إِزارَ الليلِ تسميه العرب اللِّحافَ والمِلْحفة إِذا كان طاقاً واحداً. والسَّمِيطُ والسُّمَيْطُ: الآجُرُّ القائمُ بعضُه فوق بعض؛ الأَخيرة عن كراع. قال الأَصمعي: وهو الذي يسمى بالفارسية براستق. وسَمَطَ اللبنُ يَسْمُطُ سَمْطاً وسُمُوطاً: ذهبت عنه حَلاوةُ الحلَب ولم يتغير طعمه، وقيل: هو أَوّلُ تَغَيُّرِه، وقيل: السامِطُ من اللبن الذي لا يُصَوِّتُ في السِّقاء لطَراءتِه وخُثُورَتِه؛ قال الأَصمعي: المَحْضُ من اللبن ما لم يُخالِطه ماءٌ حُلواً كان أَو حامِضاً، فإِذا ذهبت عنه حَلاوَةُ الحلَب ولم يتغير طعمُه فهو سامِطٌ، فإن أَخذ شيئاً من الرِّيح فهو خامِطٌ، قال: والسامِطُ أَيضاً الماءُ المُغْلَى الذي يَسْمُطُ الشيء. والسامِطُ: المُعَلِّقُ الشيء بحَبْل خلْفَه من السُّمُوطِ؛ قال الزَّفَيانُ: كأَن أَقْتادِيَ والأَسامِطا ويقال: ناقة سُمُطٌ لا سِمَةَ عليها، وناقة عُلُطٌ مَوْسُومة. وسَمَطَ السكّينَ سَمْطاً: أَحَدَّها؛ عن كراع. وسِماطُ القومِ: صَفُّهُم. ويقال: قامَ القومُ حولَه سِماطَيْنِ أَي صفَّين، وكلُّ صفٍّ من الرجال سِماطٌ. وسُموطُ العِمامةِ: ما أُفْضِلَ منها على الصَّدْرِ والأَكتاف. والسِّماطانِ من النخْلِ (* قوله «من النحل» هو بالحاء المهملة بالأصل وشرح القاموس والنهاية.) والناسِ: الجانِبانِ، يقال: مشَى بين السِّماطينِ. وفي حديث الإِيمان: حتى سَلِمَ من طَرفِ السِّماطِ؛ السِّماطُ: الجماعة من الناس والنحْل، والمراد في الحديث الجماعة الذين كانوا جلوساً عن جانبيه. وسِماطُ الوادي: ما بين صَدْرِه ومُنْتهاه. وسِمْط الرَّمْلِ: حَبْلُه؛ قال: فلما غَدا اسْتَذْرَى له سِمْط رَمْلةٍ لِحَوْلَيْنِ أَدْنَى عَهْدِه بالدَّواهِنِ (* قوله «فلما غدا إلخ» قال في الاساس بعد أَن نسبه للطرماح: أَراد به الصائد، جعله في لزومه للرملة كالسمط اللازم للعنق.) وسِمْطٌ وسُمَيطٌ: اسمان. وأَبو السِّمْطِ: من كناهم؛ عن اللحياني.

سمعط

اسْمَعَطَّ العَجاجُ اسْمِعْطاطاً إِذا سَطَعَ. الأَزهري: اسْمَعَدَّ الرجلُ واشْمَعَدَّ إِذا امْتَلأَ غضباً، وكذلك اسْمَعَطَّ واشْمَعَطَّ، ويقال ذلك في ذكَر الرجل إِذا اتْمَهلَّ.

سنط

السِّنْطُ: المَفْصِلُ بين الكَفِّ والساعِدِ. وأَسْنَعَ الرجلُ إِذا اشتكى سِنْعَه أَي سِنْطَه، وهو الرُّسْغ. والسَّنْطُ: قَرْظٌ يَنْبُت في الصعيد وهو حطَبُهم، وهو أَجْوَدُ حطَبٍ اسْتَوْقَد به الناسُ، يزعمون أَنه أَكْثره ناراً وأَقلُّه رَماداً؛ حكاه أَبو حنيفة، وقال: أَخبرني بذلك الخبير، قال: ويَدْبُغون به، وهو اسم أَعجمي. والسِّناطُ والسُّناطُ والسَّنُوطُ، كله: الذي لا لِحْيَة له، وقيل: هو الذي لا شَعرَ في وجهه البَتَّةَ، وقد سَنُطَ فيهن. التهذيب: السّناطُ الكَوْسَج، وكذلك السَّنُوطُ والسَّنُوطِيُّ، وفعله سَنُطَ وكذلك عامة ما جاء على بناء فِعالٍ، وكذلك ما جاء على بناء المجهول ثلاثيّاً. ابن الأَعرابي: السُّنُطُ الخَفِيفو العَوارِض ولم يبلغوا حال الكَواسِج؛ وقال غيره: الواحدُ سَنُوط، وقد تكرر في الحديث، وهو بالفتح الذي لا لحية له أَصلاً. ابن بري: السِّناطُ يُوصفُ به الواحد والجمع؛ قال ذو الرمة: زُرْقٌ، إِذا لاقَيْتَهُمْ، سِناطُ لَيْس لهم في نَسَبٍ رِباطُ، ولا إِلى حَبْلِ الهُدَى صِراطُ، فالسَّبُّ والعارُ بهم مُلْتاطُ ويقال منه: سَنُطَ الرجلُ وسَنِطَ سَنَطاً، فهو سِناط. وسَنُوطٌ: اسم رجل معروف.

سوط

السَّوْطُ: خَلْطُ الشيء بَعْضِه ببعض، ومنه سمي المِسْواطُ. وساطَ الشيءَ سَوْطاً وسَوَّطَه: خاضَه وخَلَطَه وأَكثَرَ ذلك. وخصَّ بعضُهم به القِدْرَ إِذا خُلِطَ ما فيها. والمِسْوَطُ والمِسْواطُ: ما سِيطَ به. واسْتَوَطَ هو: اخْتَلَطَ، نادر. وفي حديث سَوْدة: أَنه نظَرَ إِليها وهي تنظر في رَكْوةٍ فيها ماء فنَهاها وقال: إِني أَخافُ عليكم منه المِسْوطَ، يعني الشيْطانَ، سمي به من ساطَ القِدْرَ بالمِسْوطِ والمِسْواطِ، وهو خشبة يُحَرّكُ بها ما فيها ليخْتَلِطَ، كأَنه يُحَرِّك الناس للمعصيةِ ويجمعهم فيها. وفي حديث عليّ، كرّم اللّه وجهه: لتُساطُنَّ سَوْطَ القِدْر، وحديثه مع فاطمةَ، رضوان اللّه عليهما: مَسْوطٌ لَحْمُها بِدَمي ولَحْمي أَي مَمْزوجٌ ومَخْلُوط؛ ومنه قصيد كعب بن زهير: لكِنَّها خُلَّةٌ، قدْ سِيطَ من دَمِها فَجْعٌ وَوَلْعٌ، وإِخْلافٌ وتَبْدِيلُ أَي كأَنَّ هذه الأَخْلاقَ قد خُلِطَتْ بدمها. وفي حديث حَلِيمةَ: فشَقّا بَطْنَه فهما يَسُوطانِه. وسَوْطَ رَأْيَه: خَلَّطَه. واسْتَوَطَ عليه أَمرُه: اضْطَرَبَ. وأَمْوالُهم بينهم سَوِيطةٌ مُسْتَوِطةٌ أَي مُخْتلِطةٌ. وإِذا خَلَّط الإِنسانُ في أَمره قيل: سَوَّطَ أَمرَه تَسْوِيطاً؛ وأَنشد: فَسُطْها ذَميمَ الرَّأْي، غَيرَ مُوَفَّقٍ، فَلَسْتَ على تَسْوِيطِها بِمُعانِ وسمي السَّوْطُ سَوْطاً لأَنه إِذا سِيطَ به إِنسان أَو دابّة خُلِطَ الدمُ باللحمِ، وهو مُشْتَقٌّ من ذلك لأَنه يَخْلِطُ الدم باللحم ويَسُوطُه. وقولهم: ضربت زيداً سَوْطاً إِنما معناه ضربته ضربة بسوط، ولكن طريق إِعرابه أَنه على حذف المضاف أَي ضربته ضربة سَوْطٍ، ثم حذفت الضربة على حذف المضاف، ولو ذهبت تتأَوّل ضربته سوطاً على أَن تقدَّر إِعرابه ضربةً بسوط كما أَن معناه كذلك أَلزمك أَن تُقدِّر أَنك حذفتَ الباء كما يُحْذَفُ حَرْفُ الجرِّ في نحو قوله أَمَرْتُكَ الخير وأَسْتَغْفِرُ اللّه ذنباً، فتحتاج إِلى اعْتذارٍ من حذف حرف الجر، وقد غَنِيتَ عن ذلك كله بقوله إِنه على حذف المضاف في ضربة سوطٍ، ومعناه ضربةً بسوط، وجمعه أَسْواطٌ وسِياطٌ. وفي الحديث: معَهم سِياطٌ كأَذْنابِ البقر؛ هو جمع سَوْطٍ الذي يُجْلَد به، والأَصل سِواطٌ، بالواو، فقلبت ياء للكسرة قبلها، ويجمع على الأَصل أَسْواطاً. وفي حديث أَبي هريرة، رضي اللّه عنه: فجعلنا نضْرِبه بأَسْياطِنا وقِسيِّنا؛ قال ابن الأَثير: هكذا روي بالياء وهو شاذّ والقياسُ أَسْواطِنا، كما يقال في جمع ريح أَرياح شاذّاً والقياس أَرواحٌ، وهو المُطَّرِدُ المستعمل، وإِنما قلبت الواو في سِياط للكسرة قبلها، ولا كَسرةَ في أَسواط. وقد ساطَه سَوْطاً وسُطْتُه أَسُوطُه إِذا ضربته بالسَّوْط؛ قال الشَّماخ يصف فرسَه: فصَوَّبْتُه كأَنَّه صَوْبُ غَبْيةٍ على الأَمْعَزِ الضَّاحِي، إِذا سِيطَ أَحْضَرا صَوَّبْتُه: حملته على الحُضرِ في صَبَبٍ من الأَرض. والصَّوْبُ: المطر، والغَبْيَةُ: الدُّفْعةُ منه. وفي الحديث: أَوَّلُ من يدخل النارَ السَّوَّاطونَ؛ قيل هم الشُّرَطُ الذين معهم الأَسْواط يَضْربون بها الناس. وساطَ دابَّته يَسُوطُه إِذا ضربه بالسوْطِ. وساوَطَني فسُطْتُه أَسُوطه؛ عن اللحياني، لم يزد على ذلك شيئاً؛ قال ابن سيده: وأَراه إِنما أَراد خاشَنَني بسَوْطِه أَو عارَضَنِي به فغلبته، وهذا في الجَواهِر قليل إِنما هو في الأَعْراضِ. وقوله عزّ وجلّ: فصَبَّ عليهم ربُّك سَوْطَ عَذابٍ؛ أَي نَصِيبَ عَذابٍ، ويقال: شدَّته لأَن العذاب قد يكون بالسوط؛ وقال الفراء: هذه الكلمة تقولها العرب لكل نوع من العذاب يدخل فيه السوْطُ جرى به الكلام والمثَل، ويروى أَن السوطَ من عذابهم الذي يُعذّبون به فجرى لكل عذاب إِذ كان فيه عندهم غايةُ العذابِ. والمِسْياطُ: الماء يبقى في أَسفل الحوض؛ قال أَبو محمد الفقعسي: حتى انتهت رَجارِجُ المِسْياطِ والسِّياطُ: قُضْبانُ الكُرّاثِ الذي عليه ماليقه (* قوله «ماليقه» كذا بالأصل، والذي في القاموس: زماليقه.) تشبيهاً بالسياط التي يضرب بها؛ وسَوَّطَ الكراثُ إِذا أَخرج ذلك. وسَوْطُ باطلٍ: الضوء الذي يدخل من الكُوَّة، وقد حكيت فيه الشين. والسُّوَيْطاء: مرقة كثيرة الماء تساط أَي تخلط وتضرب.

سبع

السَّبْعُ والسبْعةُ من العدد: معروف، سَبْع نِسوة وسبْعة رجال، والسبعون معروف، وهو العِقْد الذي بين الستين والثمانين. وفي الحديث: أُوتِيتُ السبع المَثاني، وفي رواية: سبعاً من المثاني، قيل: هي الفاتحة لأَنها سبع آيات، وقيل: السُّوَرُ الطِّوالُ من البقرة إِلى التوبة على أَن تُحْسَبَ التوبةُ والأَنفالُ سورةً واحدة، ولهذا لم يفصل بينهما في المصحف بالبسملة، ومن في قوله «من المثاني» لتبيين الجنس، ويجوز أَن تكون للتبعيض أَي سبع آيات أَو سبع سور من جملة ما يثنى به على الله من الآيات. وفي الحديث: إِنه لَيُغانُ على قلبي حتى أَستغفر الله في اليوم سبعين مرة، وقد تكرر ذكر السبعة والسبع والسبعين والسبعمائة في القرآن وفي الحديث والعرب تضعها موضع التضعيف والتكثير كقوله تعالى: كمثل حبة أَنبتت سبع سنابل، وكقوله تعالى: إِن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم، وكقوله: الحسنة بعشر أَمثالها إِلى سبعمائة. والسُّبُوعُ والأُسْبُوعُ من الأَيام: تمام سبعة أَيام. قال الليث: الأَيام التي يدور عليها الزمان في كل سبعة منها جمعة تسمى الأُسْبُوع ويجمع أَسابِيعَ، ومن العرب من يقول سُبُوعٌ في الأَيام والطواف، بلا أَلف، مأْخوذة من عدد السَّبْع، والكلام الفصيح الأُسْبُوعُ. وفي الحديث: أَنه، ﷺ، قال: للبِكر سَبْع وللثَّيِّب ثلاث يجب على الزوج أَن يَعْدِلَ بين نسائِه في القَسْمِ فيقيم عند كل واحدة مثل ما يقيم عند الأُخرى، فإِن تزوج عليهن بكراً أَقام عندها سبعة أَيام ولا يحسبها عليه نساؤه في القسم، وإِن تزوج ثيِّباً أَقام عندها ثلاثاً غير محسوبة في القسم.وقد سَبَّعَ الرجل عند امرأَته إِذا أَقام عندها سبع ليال. ومنه الحديث: أَن النبي، ﷺ، قال لأُم سلمة حين تزوجها، وكانت ثيِّباً: إِن شِئْتِ سَبَّعْتُ عِنْدَكِ ثم سَبَّعْتُ عند سائر نسائي، وإِن شِئْتِ ثَلَّثْتُ ثم درت لا أَحتسب بالثلاث عليك؛ اشتقوا فَعَّلَ من الواحد إِلى العشرة، فمعنى سَبَّعَ أَقام عندها سبعاً، وثَلَّثَ أَقام عندها ثلاثاً، وكذلك من الواحد إِلى العشرة في كل قول وفعل. وفي حديث سلمة بن جُنادة: إِذا كان يوم سُبُوعه، يريد يوم أُسْبوعه من العُرْس أَي بعد سبعة أَيام. وطُفْتُ بالبيت أُسْبُوعاً أَي سبع مرات وثلاثة أَسابيعَ. وفي الحديث: أَنه طاف بالبيت أُسبوعاً أَي سبع مرات؛ قال الليث: الأُسْبوعُ من الطواف ونحوه سبعة أَطواف، ويجمع على أُسْبوعاتٍ، ويقال: أَقمت عنده سُبْعَيْنِ أَي جُمْعَتَينِ وأُسْبوعَين. وسَبَعَ القومَ يَسْبَعُهم، بالفتح، سَبْعاً: صار سابعهم. واسْتَبَعُوا: صاروا سَبْعةً. وهذا سَبِيعُ هذا أَي سابِعُه. وأَسْبَعَ الشيءَ وسَبَّعَه: صَيَّره سبعة. وقوله في الحديث: سَبَّعَتْ سُلَيم يوم الفتح أَي كمَلَت سبعمائة رجل؛ وقول أَبي ذؤيب: لَنَعْتُ التي قامَتْ تُسَبِّعُ سُؤْرَها، وقالَتْ: حَرامٌ أَنْ يُرَحَّلَ جارها يقول: إِنَّكَ واعتذارَك بأَنك لا تحبها بمنزلة امرأَة قَتَلَتْ قتيلاً وضَمَّتْ سِلاحَه وتحَرَّجَت من ترحيل جارها، وظلت تَغْسِلُ إِناءَها من سُؤر كلبها سَبْعَ مرّات. وقولهم: أَخذت منه مائة درهم وزناً وزن سبعة؛ المعنى فيه أَن كل عشرة منها تَزِنُ سبعة مَثاقِيلَ لأَنهم جعلوها عشرة دراهم، ولذلك نصب وزناً. وسُبعَ المولود: حُلِقَ رأْسُه وذُبِحَ عنه لسبعة أَيام. وأَسْبَعَتِ المرأَةُ، وهي مُسْبِعٌ، وسَبَّعَتْ: ولَدَتْ لسبعة أَشهر، والوَلدُ مُسْبَعٌ. وسَبَّعَ الله لك رزَقَك سبعة أَولاد، وهو على الدعاء. وسَبَّعَ الله لك أَيضاً: ضَعَّفَ لك ما صنعت سبعة أَضعاف؛ ومنه قول الأَعرابي لرجل أَعطاه درهماً: سَبَّعَ الله لك الأَجر؛ أَراد التضعيف. وفي نوادر الأَعراب: سَبَّعَ الله لفلان تَسْبِيعاً وتَبَّع له تَتْبيعاً أَي تابع له الشيء بعد الشيء، وهو دعوة تكون في الخير والشر، والعرب تضع التسبيع موضع التضعيف وإِن جاوز السبع، والأَصل قول الله عز وجل: كمثل حبة أَنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة. ثم قال النبي، صلى الله عليه وسلم: الحسنة بعشر إِلى سبعمائة. قال الأَزهري: وأَرى قول الله عز وجل لنبيه، ﷺ: إِن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم، من باب التكثير والتضعيف لا من باب حصر العدد، ولم يرد الله عز وجل أَنه، عليه السلام، إِن زاد على السبعين غفر لهم، ولكن المعنى إِن استكثرت من الدعاء والاستغفار للمنافقين لم يغفر الله لهم. وسَبَّعَ فلان القرآن إِذا وَظَّفَ عليه قراءته في سبع ليال. وسَبَّعَ الإِناءَ: غسله سبع مرات. وسَبَّعَ الشيءَ تسْبيعاً: جعله سبعة، فإِذا أَردت أَن صيرته سبعين قلت: كملته سبعين. قال: ولا يجوز ما قاله بعض المولدين سَبَّعْتُه، ولا قولهم سَبْعَنْتُ دَراهِمي أَي كَمَّلْتُها سَبْعِين. وقولهم: هو سُباعِيُّ البَدَن أَي تامُّ البدن. والسُّباعيُّ من الجمال: العظيم الطويل، قال: والرباعي مثله على طوله، وناقة سُباعِيَّةٌ ورُباعِيَّةٌ. وثوب سُباعيّ إِذا كان طوله سبعَ أَذْرُع أَو سَبْعةَ أَشبار لأَن الشبر مذكر والذراع مؤنثة. والمُسْبَعُ: الذي له سبعة آباءٍ في العُبُودة أَو في اللؤم، وقيل: المسبع الذي ينسب إِلى أَربع أُمهات كلهن أَمَة، وقال بعضهم: إِلى سبع أُمهات. وسَبَع الحبلَ يَسْبَعُه سَبْعاً: جعله على سبع قُوًى. وبَعِيرٌ مُسْبَعٌ إِذا زادت في مُلَيْحائِه سَبْع مَحالات. والمُسَبَّعُ من العَرُوض: ما بنى على سبعة أَجزاء. والسِّبْعُ: الوِرْدُ لسِتِّ ليال وسبعة أَيام، وهو ظِمْءٌ من أَظْماء الإِبل، والإِبل سَوابِعُ والقوم مُسْبِعُون، وكذلك في سائر الأَظْماءِ؛ قال الأَزهري: وفي أَظْماء الإِبل السِّبْعُ، وذلك إِذا أَقامت في مَراعِيها خمسة أَيام كَوامِلَ ووردت اليوم السادس ولا يحسَب يوم الصّدَر. وأَسْبَعَ الرجل: وَرَدَت إِبله سبْعاً. والسَّبِيعُ: بمعنى السُّبُع كالثَّمين بمعنى الثُّمُن؛ وقال شمر: لم أَسمع سَبِيعاً لغير أَبي زيد. والسبع، بالضم: جزء من سبعة، والجمع أَسْباع. وسَبَعَ القومَ يَسْبَعُهم سَبْعاً: أَخذ سُبُعَ أَموالِهم؛ وأَما قول الفرزدق: وكيفَ أَخافُ الناسَ، واللهُ قابِضٌ على الناسِ والسَّبْعَيْنِ في راحةِ اليَدِ؟ فإِنه أَراد بالسَّبْعَينِ سبْعَ سمواتٍ وسبعَ أَرَضِين. والسَّبُعُ: يقع على ما له ناب من السِّباعِ ويَعْدُو على الناس والدوابّ فيفترسها مثل الأَسد والذِّئْب والنَّمِر والفَهْد وما أَشبهها؛ والثعلبُ، وإِن كان له ناب، فإِنه ليس بسبع لأَنه لا يعدو على صِغار المواشي ولا يُنَيِّبُ في شيء من الحيوان، وكذلك الضَّبُع لا تُعَدُّ من السباع العادِيةِ، ولذلك وردت السُّنة بإِباحة لحمها، وبأَنها تُجْزَى إِذا أُصِيبت في الحرم أَو أَصابها المحرم، وأَما الوَعْوَعُ وهو ابن آوى فهو سبع خبيث ولحمه حرام لأَنه من جنس الذِّئابِ إِلاَّ أَنه أَصغر جِرْماً وأَضْعَفُ بدَناً؛ هذا قول الأَزهري، وقال غيره: السبع من البهائم العادية ما كان ذا مِخلب، والجمع أَسْبُعٌ وسِباعٌ. قال سيبويه: لم يكسَّر على غير سِباعٍ؛ وأَما قولهم في جمعه سُبُوعٌ فمشعر أَن السَّبْعَ لغة في السَّبُع، ليس بتخفيف كما ذهب إِليه أَهل اللغة لأَن التخفيف لا يوجب حكماً عند النحويين، على أَن تخفيفه لا يمتنع؛ وقد جاء كثيراً في أَشعارهم مثل قوله: أَمِ السَّبْع فاسْتَنْجُوا، وأَينَ نَجاؤُكم؟ فهذا ورَبِّ الرّاقِصاتِ المُزَعْفَرُ وأَنشد ثعلب: لِسانُ الفَتى سَبْعٌ، عليه شَذاتُه، فإِنْ لم يَزَعْ مِن غَرْبِه، فهو آكِلُهْ وفي الحديث: أَنه نهى عن أَكل كل ذي ناب من السباع؛ قال: هو ما يفترس الحيوان ويأْكله قهراً وقَسْراً كالأَسد والنَّمِر والذِّئب ونحوها. وفي ترجمة عقب: وسِباعُ الطير التي تَصِيدُ. والسَّبْعةُ: اللَّبُوءَةُ. ومن أَمثال العرب السائرة: أَخَذه أَخْذ سَبْعةٍ، إِنما أَصله سَبُعةٌ فخفف. واللَّبُوءَةُ أَنْزَقُ من الأَسد، فلذلك لم يقولوا أَخْذَ سَبُعٍ، وقيل: هو رجل اسمه سبْعة بن عوف بن ثعلبة بن سلامانَ بن ثُعَل بن عمرو بن الغَوْث بن طيء بن أُدَد، وكان رجلاً شديداً، فعلى هذا لا يُجْرَى للمعرفة والتأْنيث، فأَخذه بعض ملوك العرب فَنَكَّلَ به وجاء المثل بالتخفيف لما يؤثرونه من الخفة. وأَسْبَعَ الرجلَ: أَطْعَمه السَّبُعَ، والمُسْبِعُ: الذي أَغارت السِّباعُ على غنمه فهو يَصِيحُ بالسِّباعِ والكِلابِ؛ قال: قد أَسْبَعَ الرّاعي وضَوْضَا أَكْلُبُه وأَسْبَعَ القومُ: وقَع السَّبُع في غنمهم. وسَبَعت الذّئابُ الغنَم: فَرَسَتْها فأَكلتها. وأَرض مَسْبَعةٌ: ذات سِباع؛ قال لبيد: إِليك جاوَزْنا بلاداً مَسْبَعَهْ ومَسْبَعةٌ: كثيرة السباع؛ قال سيبويه: باب مَسْبَعةٍ ومَذْأَبةٍ ونظيرِهما مما جاء على مَفْعَلةٍ لازماً له الهاء وليس في كل شيء يقال إِلا أَن تقيس شيئاً وتعلم مع ذلك أَن العرب لم تَكَلَّمْ به، وليس له نظير من بنات الأَربعة عندهم، وإِنما خصوا به بناتِ الثلاثة لخفتها مع أَنهم يستغنون بقولهم كثيرة الذئاب ونحوها. وقال ابن المظفر في قولهم لأَعْمَلَنّ بفلان عملَ سَبْعَةٍ: أَرادوا المبالغة وبلوغَ الغاية، وقال بعضهم: أَرادوا عمل سبعة رجال. وسُبِعَتِ الوَحْشِيَّةُ، فهي مَسْبُوعةٌ إِذا أَكَل السبُعُ ولدها، والمَسْبُوعةُ: البقرة التي أَكَل السبعُ ولدَها. وفي الحديث: أَن ذئباً اختطف شاة من الغنم أَيام مَبْعَثِ رسولِ الله، ﷺ، فانتزعها الراعي منه، فقال الذئب: من لها يوم السبْع؟ قال ابن الأَعرابي: السبع، بسكون الباء، الموضعُ الذي يكونُ إِليه المَحْشَرُ يومَ القيامة، أَراد من لها يوم القيامة؛ وقيل: السبْعُ الذَّعْرُ، سَبَعْتُ فلاناً إِذا ذَعَرْتَه، وسَبَعَ الذِّئْبُ الغنم إِذا فرسها، أَي من لها يومَ الفَزَع؛ وقيل: هذا التأْويل يَفْسُد بقول الذئب في تمام الحديث: يومَ لا راعِيَ لها غيري، والذئب لا يكون لها راعياً يوم القيامة، وقيل: إِنه أَراد من لها عند الفتن حين يتركها الناس هملاً لا راعي لها نُهْبَة للذِّئاب والسِّباع، فجعل السبُع لها راعياً إِذ هو منفرد بها، ويكون حينئذ بضم الباء، وهذا إِنذار بما يكون من الشدائد والفتن التي يُهْمِلُ الناس فيها مواشيهم فتستمكن منها السباع بلا مانع. وروي عن أَبي عبيدة: يومُ السبْعِ عِيدٌ كان لهم في الجاهلية يشتغلون بعيدهم ولَهْوِهِم، وليس بالسبُع الذي يفترس الناس، وهذا الحرف أَملاه أَبو عامر العبدري الحافظ بضم الباء، وكان من العلم والإِتقان بمكان، وفي الحديث نهَى عن جُلودِ السِّباعِ؛ السباعُ: تَقَعُ على الأَسد والذئاب والنُّمُور، وكان مالك يكره الصلاة في جُلودِ السِّباعِ، وإِن دُبِغَتْ، ويمنع من بيعها، واحتج بالحديث جماعة وقالوا: إِن الدِّباغَ لا يؤثِّر فيما لا يؤكل لحمه، وذهب جماعة إِلى أَن النهي تناولها قبل الدباغ، فأَما إِذا دُبِغَتْ فقد طهُرت؛ وأَما مذهب الشافعي فإِن الذَّبْحَ يطهر جُلود (* قوله «فان الذبح يطهر إلخ» هكذا في الأصل والنهاية، والصحيح المشهور من مذهب الشافعي: ان الذبح لا يطهر جلد غير المأكول.) الحيوان المأْكول وغير المأْكول إِلا الكلب والخنزير وما تَوَلَّدَ منهما، والدِّباغُ يُطَهِّرُ كل جلد ميتة غيرهما؛ وفي الشعور والأَوبار خلاف هل تَطْهُر بالدباغ أَم لا، إِنما نهى عن جلود السباع مطلقاً أَو عن جلد النَّمِر خاصّاً لأَنه ورد في أَحاديث أَنه من شِعار أَهل السَّرَفِ والخُيَلاءِ. وأَسبع عبده أَي أَهمله. والمُسْبَعُ: المُهْمَلُ الذي لم يُكَفَّ عن جُرْأَتِه فبقي عليها. وعبدٌ مُسْبَعٌ: مُهْمَلٌ جَريءٌ ترك حتى صار كالسبُع؛ قال أَبو ذؤيب يصف حمار الوحش: صَخِبُ الشَّوارِبِ لا يَزالُ كأَنَّه عَبدٌ، لآلِ أَبي رَبِيعةَ، مُسْبَعُ الشَّوارِبُ: مجارِي الحَلْق، والأَصل فيه مَجاري الماء، وأَراد أَنه كثير النُّهاقِ، هذه رواية الأَصمعي، وقال أَبو سعيد الضرير: مُسْبِع، بكسر الباء، وزعم أَن معناه أَنه وقع السباع في ماشيته، قال: فشبه الحمار وهو يَنْهَقُ بعبد قد صادفَ في غنمه سَبُعاً فهو يُهَجْهِجُ به ليزجره عنها، قال: وأَبو ربيعة في بني سعد بن بكر وفي غيرهم ولكن جيران أَبي ذؤيب بنو سعد بن بكر وهم أَصحاب غنم، وخص آل ربيعة لأَنهم أَسوأُ الناسِ مَلَكةً. وفي حديث ابن عباس وسئل عن مسأَلة فقال: إِحْدى من سَبْع أَي اشتدّت فيها الفتيا وعَظُم أَمرها، يجوز أَن يكون شِبهها بإِحدى الليالي السبع التي أَرسل الله فيها العذاب على عاد فَضَرَبَها لها مثلاً في الشدة لإِشكالها، وقيل: أَراد سبع سِنِي يوسف الصدِّيق، عليه السلام، في الشدة. قال شمر: وخلق الله سبحانه وتعالى السموات سبعاً والأَرضين سبعاً والأَيام سبعاً. وأَسْبَعَ ابنه أَي دفعه إِلى الظُّؤُورةِ. المُسْبَع: الدَّعِيُّ. والمُسْبَعُ: المَدْفُوعُ إِلى الظُّؤُورةِ؛ قال العجاج: إِنَّ تَمِيماً لم يُراضَعْ مُسْبَعا، ولم تَلِدْه أُمُّهُ مُقَنَّعا وقال الأَزهري: ويقال أَيضاً المُسْبَعُ التابِعةُ (* قوله «المسبع التابعة» كذا بالأصل ولعله ذو التابعة اي الجنية.)، ويقال: الذي يُولَدُ لسبعة أَشهر فلم يُنْضِجْه الرَّحِمُ ولم تَتِمّ شُهورُه، وأَنشد بيت العجاج. قال النضر: ويقال رُبَّ غلام رأَيتُه يُراضَعُ، قال: والمُراضَعةُ أَنْ يَرْضَعَ أُمَّه وفي بطنها ولد. وسَبَعَه يَِْبَعُه سَبْعاً: طعن عليه وعابه وشتَمه ووقع فيه بالقول القبيح. وسَبَعَه أَيضاً: عَضَّه بسنه. والسِّباعُ: الفَخْرُ بكثرة الجِماع. وفي الحديث: أَنه نهَى عن السِّباعِ؛ قال ابن الأَعرابي: السِّباعُ الفَخار كأَنه نهى عن المُفاخَرة بالرَّفَثِ وكثرة الجماع والإِعْرابِ بما يُكَنّى به عنه من أَمر النساء، وقيل: هو أَن يَتَسابَّ الرجلان فيرمي كل واحد صاحبه بما يسوؤه من سَبَعَه أَي انتقصه وعابه، وقيل: السِّباعُ الجماع نفسُه. وفي الحديث: أَنه صَبَّ على رأْسه الماء من سِباعٍ كان منه في رمضان؛ هذه عن ثعلب عن ابن الأَعرابي.وبنو سَبِيعٍ: قبيلة. والسِّباعُ ووادي السِّباعِ: موضعان؛ أَنشد الأَخفش: أَطْلال دارٍ بالسِّباعِ فَحَمَّةِ سأَلْتُ، فلمَّا اسْتَعْجَمَتْ ثم صَمَّتِ وقال سُحَيْم بن وَثِيلٍ الرِّياحِي: مَرَرْتُ على وادِي السِّباعِ، ولا أَرَى، كَوادِي السِّباعِ حينَ يُظْلِمُ، وادِيا والسَّبُعانُ: موضع معروف في ديار قيس؛ قال ابن مقبل: أَلا يا دِيارَ الحَيِّ بالسَّبُعانِ، أَمَلَّ عليها بالبِلى المَلَوانِ ولا يعرف في كلامهم اسم على فَعُلان غيره، والسُّبَيْعان: جبلان؛ قال الراعي: كأَني بِصَحْراءِ السُّبَيْعَينِ لم أَكُنْ، بأَمْثالِ هِنْدٍ، قَبْلَ هِنْدٍ، مُفَجَّعا وسُبَيْعٌ وسِباعٌ: اسمان؛ وقول الراجز: يا لَيْتَ أَنِّي وسُبَيْعاً في الغَنَمْ، والجرْحُ مِني فَوْقَ حَرّار أَحَمّْ هو اسم رجل مصغر. والسَّبِيعُ: بطن من هَمْدانَ رَهْطُ أَبي إِسحق السَّبِيعي. وفي الحديث ذكر السَّبِيعِ، هو بفتح السين وكسر الباء مَحِلّة من مَحالِّ الكوفة منسوبة إِلى القبيلة، وهم بني سَبِيعٍ من هَمْدانَ. وأُمُّ الأَسْبُعِ: امرأَة. وسُبَيْعةُ بن غَزالٍ: رجل من العرب له حديث. ووزْن سَبْعةٍ: لقب.

ستع

حكى الأَزهري عن الليث: رجل مِسْتَعٌ أَي سريعٌ ماضٍ كَمِسْدَعٍ.

سجع

سَجَعَ يَسْجَعُ سَجْعاً: استوى واستقام وأَشبه بعضه بعضاً؛ قال ذو الرمة: قَطَعْتُ بها أَرْضاً تَرَى وَجْه رَكْبها، إِذا ما عَلَوْها، مُكْفَأً غَيْرَ ساجِعِ أَي جائراً غير قاصد. والسجع: الكلام المُقَفَّى، والجمع أَسجاع وأَساجِيعُ؛ وكلام مُسَجَّع. وسَجَعَ يَسْجَعُ سَجْعاً وسَجَّعَ تَسْجِيعاً: تَكَلَّم بكلام له فَواصِلُ كفواصِلِ الشِّعْر من غير وزن، وصاحبُه سَجّاعةٌ وهو من الاسْتِواءِ والاستقامةِ والاشتباهِ كأَن كل كلمة تشبه صاحبتها؛ قال ابن جني: سمي سَجْعاً لاشتباه أَواخِره وتناسب فَواصِلِه وكسَّرَه على سُجُوع، فلا أَدري أَرواه أَم ارتجله، وحكِي أَيضاً سَجَع الكلامَ فهو مسجوعٌ، وسَجَع بالشيء نطق به على هذه الهيئة. والأُسْجُوعةُ: ما سُجِعَ به. ويقال: بينهم أُسْجُوعةٌ. قال الأَزهري: ولما قضى النبي، صلى الله عليه وسلم، في جَنِينِ امرأَة ضربتها الأُخرى فَسَقَطَ مَيِّتاً بغُرّة على عاقلة الضاربة قال رجل منهم: كيف نَدِيَ من لا شَرِبَ ولا أَكل، ولا صاحَ فاستهل، ومِثْلُ دمِه يُطَلّْ (* قوله «يطل» من طل دمه بالفتح أهدره كما أَجازه الكسائي، ويروى بطل بباء موحدة، راجع النهاية.)؟ قال، صلى الله عليه وسلم: إِياكم وسَجْعَ الكُهّان. وروي عنه، ﷺ، أَنه نهى عن السَّجْعِ في الدُّعاء؛ قال الأَزهري: إِنه، ﷺ، كره السَّجْعَ في الكلام والدُّعاء لمُشاكلتِه كلامَ الكهَنَة وسجْعَهم فيما يتكهنونه، فأَما فواصل الكلام المنظوم الذي لا يشاكل المُسَجَّع فهو مباح في الخطب والرسائل. وسَجَعَ الحَمامُ يَسْجَعُ سَجْعاً: هَدَلَ على جهة واحدة. وفي المثل: لا آتيك ما سجَع الحمام؛ يريدون الأَبد عن اللحياني. وحَمامٌ سُجُوعٌ: سَواجِعُ، وحمامة سَجُوعٌ، بغير هاء، وساجعة. وسَجْعُ الحمامةِ: موالاة صوتها على طريق واحد. تقول العرب: سجَعَت الحمامة إِذا دَعَتْ وطَرَّبَتْ في صوتها. وسجَعت الناقة سَجْعاً: مدّت حَنِينَها على جهة واحدة. يقال: ناقة ساجِعٌ، وسَجَعَتِ القَوْسُ كذلك؛ قال يصف قوساً: وهْيَ، إِذا أَنْبَضْتَ فيها، تَسْجَعُ تَرَنُّمُ النَّحْلِ أَباً لا يَهْجَعُ (* قوله: أباً لا يهجع، هكذا في الأصل؛ ولعله أبَى أي كره وامتنع أن ينام.) قوله تَسْجَعُ يعني حَنِين الوَتر لإِنْباضِه؛ يقول: كأَنها تَحِنُّ حنيناً متشابهاً، وكله من الاستواء والاستقامة والاشتباه. أَبو عمرو: ناقةٌ ساجعٌ طويلةٌ؛ قال الأَزهري: ولم أَسمع هذا لغيره. وسجَع له سَجْعاً: قصَد، وكلُّ سَجْع قَصْدٌ. والساجِعُ: القاصِدُ في سيره؛ وأَنشد بيت ذي الرمة: قطعتُ بها أَرْضاً تَرَى وَجْه رَكْبها البيت المتقدم. وَجْهُ رَكْبها: الوَجْهُ الذي يَؤُمُّونه؛ يقول: إِنّ السَّمُومَ قابَلَ هُبُوبُها وُجوهَ الرَّكبِ فَأَكْفَؤُوها عن مَهَبِّها اتِّقاءً لِحَرِّها. وفي الحديث: أَن أَبا بكر، رضي الله عنه، اشترى جاريةً فأَراد وطأَها فقالت: إِني حامل، فرفع ذلك إِلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال: إِنّ أَحدكم إِذا سَجَع ذلك المَسْجَعَ فليس بالخِيار على اللهِ؛ وأَمَر بردِّها، أَي سَلَكَ ذلك المَسْلَكَ. وأَصل السجْعِ: القَصْدُ المُسْتَوي على نسَقٍ واحد.

سدع

السَّدْعُ: الهدايةُ للطريق. ورجل مِسْدَعٌ: دليلٌ ماضٍ لوجهه، وقيل: سريعٌ. وفي التهذيب: رجل مِسْدَعٌ ماضٍ لوجهه نحوَ الدليلِ. والسَّدْعُ: صَدْمُ الشيء بالشيء، سَدَعَه يَسْدَعُه سَدْعاً. وسُدِعَ الرجلُ: نُكِبَ؛ يمانية. قال الأَزهري: ولم أَجد في كلام العرب شاهداً من ذلك، وأَظن قوله مِسْدَع أَصله صاد مِصْدَعٌ من قوله عز وجل: فاصدع بما تؤْمر؛ أَي افعل. وفي كلامهم: نَقْذاً لك من كل سَدْعةٍ أَي سلامة لك من كل نَكْبة.

سرع

السُّرْعةُ: نقِيضُ البُطْءِ. سَرُعَ يَسْرُعُ سَراعةً وسِرْعاً وسَرْعاً وسِرَعاً وسَرَعاً وسُرْعةً، فهو سَرِعٌ وسَرِيعٌ وسُراعٌ، والأُنثى بالهاء، وسَرْعانُ والأُنثى سَرْعَى، وأَسْرَعَ وسَرُعَ، وفرق سيبويه بين سَرُع وأَسْرَعَ فقال: أَسْرَعَ طَلَبَ ذلك من نفسه وتَكَلَّفه كأَنه أَسرَعَ المشي أَي عَجّله، وأَما سرُع فكأَنها غَرِيزةٌ. واستعمل ابن جني أَسرَع متعدِّياً فقال يعني العرب: فمنهم من يَخِفُّ ويُسْرِعُ قبولَ ما يسمعه، فهذا إِمَّا أَن يكون يتعدى بحرف وبغير حرف، وإِما أَن يكون أَراد إِلى قبوله فحذف وأَوصل. وسَرَّع: كأَسْرَعَ؛ قال ابن أَحمر: أَلا لا أَرى هذا المُسَرِّعَ سابِقاً، ولا أَحَداً يَرْجُو البَقِيّةَ باقِيا وأَراد بالبقية البَقاء. وقال ابن الأَعرابي: سَرِع الرجلُ إِذا أَسرَع في كلامه وفِعاله. قال ابن بري: وفرس سَريعٌ وسُراعٌ؛ قال عمرو بن معديكرب: حتى تَرَوْهُ كاشِفاً قِناعَهْ، تَغْدُو بِه سَلْهَبةٌ سُراعَهْ وأَسْرَعَ في السير، وهو في الأَصل متعدّ. وعجبت من سُرْعةِ ذاك وسِرَعِ ذاك مثال صِغَرِ ذاك؛ عن يعقوب. وفي حديث تأْخير السَّحُورِ: فكانت سُرْعتي أَن أُدْرِكَ الصلاةَ مع رسول الله، ﷺ؛ يريد إِسراعي، والمعنى أَنه لِقُرْبِ سحُورِه من طلوع الفجر يدرك الصلاة بإِسراعه. ويقال: أَسرَعَ فلان المشي والكتابة وغيرهما، وهو فعل مجاوز. ويقال: أَسرع إِلى كذا وكذا؛ يريدون أَسرَعَ المضيّ إِليه، وسارَعَ بمعنى أَسرعَ؛ يقال ذلك للواحد، وللجميع سارَعوا. قال الله عز وجل: أَيحسَبُونَ أَن ما نُمِدُّهُم به من مال وبنين نُسارِعُ لهم في الخيرات؛ معناه أَيحسبون أَن إِمدادَنا لهم بالمال والبنين مجازاة لهم وإِنما هو استدراج من الله لهم، وما في معنى للذي أَي أَيحسبون أَن الذي نمدهم به من مال وبنين، والخبر محذوف، المعنى نسارع لهم به. وقال الفراء: خبر أَن ما نمدهم به قوله نسارع لهم، واسم أَنَّ ما بمعنى الذي، ومن قرأَ يُسارِعُ لهم في الخيرات فمعناه يُسارِعُ لهم به في الخيرات فيكون مثل نُسارِعُ، ويجوز أَن يَكون على معنى أَيحسبون إِمدادنا يُسارِعُ لهم في الخيرات فلا يحتاج إِلى ضمير، وهذا قول الزجاج. وفي حديث خيفان: مَسارِيعُ في الحرب؛ هو جمع مِسْراع وهو الشديد الإِسْراع في الأُمور مثل مِطْعانٍ ومَطاعِينَ وهو من أَبنية المبالغة. وقولهم: السَّرَعَ السَّرَعَ مثال الوَحَا. وتسرَّعَ الأَمرُ: كسَرُعَ؛ قال الراعي: فلو أَنّ حَقّ اليَوْم مِنْكُم إِقامةٌ، وإِن كان صَرْحٌ قد مَضَى فَتَسَرَّعا وتَسَرَّعَ بالأَمر: بادَرَ به. والمُتَسَرِّعُ: المُبادِرُ إِلى الشَّرِّ، وتَسَرَّعَ إِلى الشرِّ، والمسْرَعُ: السَّريعُ إِلى خير أَو شرّ. وسارعَ إِلى الأَمر: كأَسْرَعَ. وسارَعَ إِلى كذا وتَسَرَّع إِليه بمعنًى. وجاء سرَعاً أَي سَريعاً. والمُسارَعةُ إِلى الشيء: المُبادَرَةُ إِليه. وأَسرَع الرجلُ: سَرُعَتْ دابَّته كما قالوا أَخَفَّ إِذا كانت دابته خفيفة، وكذلك أَسرَعَ القومُ إِذا كانت دوابُّهم سِراعاً. وسَرُعَ ما فعلْتَ ذاك وسَرْعَ وسُرْعَ وسَرْعانَ ما يكونُ ذاك؛ وقول مالك بن زغبة الباهلي: أَنَوْراً سَرْعَ ماذا يا فَرُوقُ، وحَبْلُ الوَصْلِ مُنتكِثٌ حَذِيقُ؟ أَراد سَرُعَ فخفف، والعرب تخفف الضمة والكسرة لثقلهما، فتقول للفَخِذِ فَخْذٌ، وللعَضُدِ عَضْدٌ، ولا تقول للحَجَر حَجْر لخفة الفتحة. وقوله: أَنَوْراً معناه أَنَواراً ونِفاراً يا فَرُوقُ، وما صلة، أَراد سَرُعَ ذا نَوْراً. وتقول أَيضاً: سِرْعانَ وسُرْعانَ، كله اسم للفعل كَشَتان؛ وقال بشر: أَتَخْطُبُ فيهم بَعْدَ قتْلِ رِجالِهم؟ لَسَرْعانَ هذا، والدِّماءُ تَصَبَّبُ ابن الأَعرابي: وسَرْعانَ ذا خُروجاً وسَرُعانَ ذا خروجاً، بضم الراء، وسِرْعانَ ذا خروجاً. قال ابن السكيت: والعرب تقول لَسَرْعانَ ذا خُرُوجاً، بتسكين الراء، وتقول لَسَرُعَ ذا خروجاً، بضم الراء، وربما أَسكنوا الراء فقالوا سَرْعَ ذا خروجاً أَي سَرُعَ ذا خُروجاً. ولَسَرْعانَ ما صَنَعْتَ كذا أَي ما أَسْرَعَ. وفي المثل: سَرْعانَ ذا إِهالةً؛ وأَصل هذا المثل أَن رجلاً كان يُحَمَّقُ، اشترى شاة عَجْفاءَ يَسِيلُ رُغامُها هُزالاً وسُوءَ حال، فظن أَنه وَدَكٌ فقال: سَرْعانَ ذا إِهالةً. وسَرَعانُ الناسِ وسَرْعانُهم: أَوائِلُهم المستبقون إِلى الأَمر. وسَرَعانُ الخيلِ: أَوائِلُها؛ قال أَبو العباس: إِذا كان السَّرَعانُ وصفاً في الناس قيل سَرَعانُ وسَرْعانُ، وإِذا كان في غير الناس فسَرَعانُ أَفصح، ويجوز سَرْعان. وقال الأَصمعي: سَرَعانُ الناسِ أَوائِلُهم فحرَّك لمن يُسْرِعُ من العسكر، وكان ابن الأَعرابي يسكن الراء فيقول سرْعان الناس أَوائلهم؛ وقال القطامي في لغة من يثقل ويقول سَرَعانَ: وحَسِبْتُنا نَزَعُ الكَتِيبةَ غُدْوةً، فَيُغَيِّفُونَ ونَرْجِعُ السَّرَعانا قال الجوهري في سَرَعانِ الناس: يلزم الإِعرابُ نونَه في كل وجه. وفي حديث سَهْو الصلاة: فخرج سَرَعانُ الناسِ. وفي حديث يوم حُنَينٍ: فخرج سَرَعان الناس وأَخِفّاؤُهُم. والسَّرَعانُ: الوَتَرُ القوي؛ قال: وعَطَّلْتُ قَوْسَ اللَّهْوِ من سَرَعانِها، وعادَتْ سِهامي بَينَ أَحْنَى وناصِلِ الأَزهري: وسَرَعانُ عَقَبِ المَتْنَيْنِ شِبْهُ الخُصَل تَخْلُص من اللحم ثم تُفْتَلُ أَوتاراً للقِسِيّ يقال لها السرَعانُ؛ قال: سمعت ذلك من العرب، وقال أَبو زيد: واحدة سَرَعانِ العَقَبِ سَرَعانةٌ؛ وقال أَبو حنيفة: السَّرَعانُ العَقَبُ الذي يجمع أَطرافَ الريش مما يلي الدائرة. وسَرَعانُ الفرس: خُصَلٌ في عُنقه، وقيل: في عَقِبه، الواحدة سَرَعانة. والسَّرْعُ والسِّرْعُ: القَضِيبُ من الكرْم الغَضُّ، والجمع سُرُوعٌ. وفي التهذيب: السَّرْعُ قَضِيب سنة من قُضْبان الكرْم، قال: وهي تَسْرُعُ سُرُوعاً وهنّ سَوارِعُ والواحدة سارِعةٌ. قال: والسَّرْعُ والسِّرْعُ اسم القضيب من ذلك خاصّة. والسرَعْرَعُ: القضيب ما دام رَطْباً غضّاً طرِيّاً لسَنَتِه، والأُنثى سَرَعْرَعةٌ. وكل قضيب رَطْب سِرْعٌ وسَرْعٌ وسَرَعْرَعٌ؛ قال يصف عُنْفُوانَ الشباب: أَزْمانَ، إِذْ كُنْتَ كَنَعْتِ الناعِتِ سَرَعْرَعاً خُوطاً كَغُصْنٍ نابِتِ أَي كالخُوطِ السَّرَعْرَعِ، والتأْنيثُ على إِرادةِ الشُّعْبة. قال الأَزهري: والسَّرْغُ، بالغين المعجمة، لغة في السَّرْع بمعنى القضيب الرطْب، وهي السُّرُوعُ والسُّروغُ. والسَّرَعْرَعُ: الدقيق الطويل. والسَّرَعْرَعُ: الشابُّ الناعم اللدْنُ. الأَصمعي: شَبَّ فلان شباباً سَرَعْرَعاً. والسَّرَعْرَعةُ من النساء: الليِّنة الناعمةُ. والأَسارِيعُ: شُكُرٌ تَخْرُجُ في أَصلِ الحَبلةِ. والأَسارِيعُ: التي يتعلق بها العنب، وربما أُكلت وهي رَطْبَةٌ حامضةٌ. الواحِدُ أُسْرُوعٌ. واليَسْرُوع واليُسْروعُ والأَسْرُوع: دُودٌ يكون على الشوْك، والجمع الأَسارِيعُ، وقيل: الأَسارِيعُ دُودٌ حُمْرُ الرؤوس بيض الأَجساد تكون في الرمل تُشَبَّه بها أَصابع النساء، وقال الأَزهري: هي دِيدانٌ تظهر في الربيع مُخَطَّطة بسواد وحمرة؛ قال امرؤ القيس: وتَعْطُو بِرَخْصٍ غَيْرِ شَثْنٍ كأَنه أَسارِيعُ ظَبْيٍ، أَو مساوِيكُ إِسْحِلِ وظَبْيٌ: اسم وادٍ بِتِهامةَ. يقال: أَسارِيعُ ظَبْي كما يقال سِيدُ رَمْل وضَبُّ كُدْيةٍ وثَوْرُ عَدابٍ، وقيل: اليُسْرُوعُ والأُسْرُوعُ الدُّودةُ الحمراء تكون في البقْل ثم تنسلخ فتصير فَراشة. قال ابن بري: اليُسْرُوعُ أَكبر من أَن ينسلخ فيصير فراشة لأَنها مقدار الإِصْبَعِ ملْساءُ حمراءُ، والأَصل يَسْرُوعٌ لأَنه ليس في الكلام يُفْعُولٌ، قال سيبويه: وإِنما ضموا أَوّله إِتباعاً لضم الراء كما قالوا أَسْوَدُ بن يعْفُر؛ قال ذو الرمة: وحتى سَرَتْ بعد الكَرَى في لَوِيِّه أَسارِيعُ مَعْرُوفٍ، وصَرَّتْ جَنادِبُهْ واللَّوِيُّ: ما ذَبَلَ من البَقْل؛ يقول: قد اشتدّ الحرّ فإِن الأَسارِيعَ لا تَسْرِي على البقل إِلاَّ ليلاً لأَن شدة الحر بالنهار تقتلها. وقال أَبو حنيفة: الأُسْرُوعُ طُولُ الشِّبْرِ أَطولُ ما يكون، وهو مُزَيَّن بأَحسن الزينة من صفرة وخُضرة وكل لون لا تراه إِلا في العُشب، وله قوائم قصار، وتأْكلها الكلاب والذئاب والطير، وإِذا كَبِرَتْ أَفسدت البقل فَجَدّعتْ أَطرافَه. وأُسْرُوعُ الظَّبْي: عَصَبةٌ تَسْتَبْطِنُ رجله ويده. وأَسارِيعُ القَوْسِ: الطُّرَقُ والخُطُوطُ التي في سِيَتها، واحدها أُسْرُوعٌ ويُسْرُوعٌ، وواحدة الطُّرَقِ طُرْقةٌ. وفي صفته، صلى الله عليه وسلم: كأَنَّ عُنُقَه أَسارِيعُ الذهب أَي طَرائِقُه. وفي الحديث: كان على صدره الحَسن أَو الحسين فبالَ فرأَيت بوله أَسارِيعَ أَي طرائقَ. وأَبو سَرِيعٍ: هو النار في العَرْفَجِ؛ وأَنشد: لا تَعْدِلَنَّ بأَبِي سَرِيعِ، إِذا غَدَتْ نَكْباءُ بالصَّقِيعِ والصَّقِيعُ: الثَّلْج؛ وقول ساعِدةَ بن جُؤَيّة: وظَلَّتْ تُعَدَّى مِن سَرِيعٍ وسُنْبُك، تَصَدَّى بأَجوازِ اللُّهُوبِ وتَرْكُدُ فسره ابن حبيب فقال: سَرِيعٌ وسُنْبُكٌ ضَرْبان من السَّيْرِ. والسَّرْوَعةُ: الرابِيةُ من الرمل وغيره. وفي الحديث: فأَخَذَ بهم بين سَرْوَعَتَيْنِ ومالَ بهم عن سَنَنِ الطريق؛ حكاه الهرويّ. وقال الأَزهري: السَّرْوَعةُ النَّبَكةُ العظيمة من الرمْل، ويجمع سَرْوَعاتٍ وسَراوِعَ. قال الأَزهري: والزَّرْوَحةُ مثل السرْوعةِ تكون من الرمل وغيره.وسُراوِعٌ: موضع؛ عن الفارسي؛ وأَنشد لابن ذَريح: عَفا سَرِفٌ من أَهْلِه فَسُراوِعُ (* قوله «عفا إلخ» تمامه كما في شرح القاموس: فؤادي قديد فالتلاع الدوافع وقال إنه عن الفارسي بضم السين وكسر الواو.) وقال غيره: إِنما هو سَرَاوِع، بالفتح، ولم يحك سيبويه فُعاوِلٌ، ويروى: فَشُراوِع، وهي رواية العامّة.

سرطع

سَرْطَعَ وطَرْسَعَ، كلاهما: عَدا عدْواً شديداً من فَزَعٍ.

سرقع

السُّرْقُعُ: النبيذُ الحامضُ.

سطع

السَّطْعُ: كل شيء انتشر أَو ارتفع من بَرْقٍ أَو غُبار أَو نُور أَو رِيح، سَطَعَ يَسْطَعُ سَطْعاً وسُطُوعاً؛ قال لبيد في صفة الغُبار المرتفع: مَشْمُولة غُلِثَتْ بنابِتِ عَرْفَجٍ، كَدُخانِ نارٍ ساطِعٍ إِسْنامُها غُلِثَتْ: خُلِطَتْ. والمشمولةُ: النار التي أَصابتها الشَّمالُ، وأَما قولهم صاطعٌ في ساطعٍ فإِنهم أَبدلوها مع الطاء كما أَبدلوها مع القاف لأَنها في التصَعُّد بمنزلتها. والسَّطِيعُ: الصُّبْحُ لإِضاءته وانتشاره، ويقال للصبح إِذا طلَع ضَوْؤُه في السماء، قد سَطَع يسْطَع سُطوعاً أَوّلَ ما ينشقُّ مستطيلاً، وكذلك البرق يَسْطَعُ في السماء. وكذلك إِذا كان كذَنَب السِّرْحانِ مستطيلاً في السماء قبل أن ينتشر في الأُفق. وفي حديث السَّحُور: كلوا واشربوا ولا يَهِيدَنَّكم الساطِعُ المُصْعِدُ، وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الأَحمر، وأَشار بيده، في هذا الموضع من نحو المَشْرِق إِلى المَغْرِب عَرْضاً، يعني الصبح الأَوّل المستطيل؛ قال الأَزهري: وهذا دليل على أَن الصبح الساطع هو المستطيل، قال: فلذلك قيل للعَمُود من أَعْمِدة الخِباء سِطاعٌ. وفي حديث ابن عباس: كلوا واشربوا ما دام الضوْءُ ساطِعاً حتى تَعْتَرِضَ الحُمرةُ الأُفُقَ؛ ساطعاً أَي مستطيلاً. وسَطَع لي أَمرُك: وضَح؛ عن اللحياني. وسَطَعَتِ الرائحةُ سَطْعاً وسُطوعاً: فاحَتْ وعَلَتْ وارتفعت. يقال: سَطَعَتْني رائحةُ المِسْك إِذا طارت إِلى أَنفك. والسَّطَعُ، بالتحريك: طُولُ العُنُق. وفي حديث أُم معبد وصفتها المصطفى، ﷺ، قالت: وكان في عُنُقِه سَطَعٌ أَي طُول؛ يقال: عُنُقٌ سَطْعاء. قال أَبو عبيدة: العنق السطعاءُ التي طالت وانتصب علابِيُّها؛ ذكره في صفات الخيل. وظَلِيمٌ أَسطَعُ: طويلُ العُنُقِ، والأُنثى سَطْعاء. يقال: سَطِعَ سَطَعاً في النعت، ويقال في رفعه عنقه: سَطَعَ يَسْطَعُ، وكذلك الرجل والمرأَة والبعير؛ وقد سَطِعَ سَطَعاً وسَطَعَ يَسْطَعُ: رفع رأْسه ومدَّ عُنقه؛ قال ذو الرمة يصف الظَّلِيم: فَظَلَّ مُخْتَضِعاً يَبْدُو فَتُنْكِرُه حالاً، ويَسْطَعُ أَحياناً فَينْتَسِبُ وعنق أَسطَعُ: طويل منتصب. وسطَعَ السهمُ إِذا رَمَى به فشخَصَ يلمَع؛ وقال الشماخ: أَرِقْتُ له في القَوْمِ، والصُّبح ساطِعٌ، كما سَطَع المِرِّيخُ شَمَّره الغالِي وروي سَمَّرَه، ومعناهما أَرسلَه. والسِّطاعُ: خَشَبة تنصب وسَط الخِباء والرُّواقِ، وقيل: هو عمود البيت؛ قال القطامي: أَلَيْسُوا بالأُلى قَسَطُوا قَدِيماً على النُّعْمانِ، وابْتَدَرُوا السِّطاعَا؟ وذلك أَنهم دخلوا على النُّعمان قُبَّته، وجمع السِّطاعِ أَسْطِعةٌ وسُطُعٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابي: يَنُشْنَه نَوْشاً بأَمْثالِ السُّطُعْ والسِّطاعُ: العنق على التشبيه بِسِطاعِ الخباء. وناقة ساطِعةٌ: ممتدَّة الجِرانِ والعُنُق؛ قال ابن فيد الراجز: ما بَرِحَتْ ساطِعة الجِرانِ، حَيْثُ الْتَقَتْ أَعْظُمُها الثَّمانِ قال الأَزهري: ويقال للبعير الطويل سِطاعٌ تشبيهاً بسطاع البيت؛ وقال مليح الهذلي: وحتى دَعا داعي الفِراقِ وَأُدْنِيَتْ، إِلى الحَيِّ، نُوقٌ، والسِّطاعُ المُحَمْلَجُ والسِّطاعُ: سِمةٌ في جنب البعير أَو عنقه بالطول، وقد سَطَّعَه، فهو مُسَطَّعٌ؛ قال الأَزهري: هي في العنق بالطول، فإِذا كانت بالعَرْضِ فهو العِلاطُ، وناقة مَسْطُوعةٌ وإِبِلٌ مُسَطَّعةٌ؛ فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابي قال: وهو فيما زعموا للبيد: دَرَى باليَسارَى جَنَّةً عَبْقَرِيَّةً، مُسَطَّعةَ الأَعْناقِ بُلْقَ القَوادِمِ فإِنه فسره فقال: مُسَطَّعة من السِّطاعِ، وهي السِّمة التي في العنق، وهذا هو الأَسْبَقُ، وقد تكون المسطَّعة التي على أَقدار السُّطُع من عَمَدِ البيوت. والسَّطْعُ والسَّطَعُ: أَن تَضْرِبَ شيئاً براحَتِك أَو أَصابِعِك وَقْعاً بتصويت، وقد سَطَعَه وسَطَعَ بيديه سَطعاً: صَفَّقَ. يقال: سمعت لضربته سَطَعاً مثقلاً يعني صوت الضربة، قال: وإِنما ثقلت لأَنه حكاية وليس بنعت ولا مصدر، قال: والحِكايات يخالَف بينها وبين النعوت أَحياناً. وخطيب مِسْطَعٌ ومِسْقَعٌ: بليغ متكلم؛ هذه عن اللحياني. والسِّطاعُ: اسم جبَل بعينه؛ قال صخر الغيّ: فذَاك السِّطاعُ خِلافَ النِّجا ءِ، تَحْسَبُه ذا طِلاءٍ نَتِيفَا خِلافَ النِّجاءِ أَي بعدَ السّحابِ تَحْسَبُه جملاً أَجرب نُتِفَ وهُنِئَ، وأَما قولك لا أَسطيع فالسين ليست بأَصلية، وسنذكر ذلك في ترجمة طوع.

سعع

السَّعِيعُ: الزُؤَانُ أَو نحوه مما يخرج من الطعام فيرمى به، واحدته سَعِيعةٌ. والسَّعِيعُ: الشَّيْلَمُ. والسَّعِيعُ أَيضاً: أَرْدَأُ الطعام، وقيل: هو الرَّدِيءُ من الطعام وغيره. وطعام مَسْعُوعٌ: من السَّعيعِ، وهو الذي أَصابَه السَّهامُ، قال: والسَّهامُ اليَرقانُ. وتَسَعْسَعَ الرجل إِذا كَبِرَ وهَرِمَ واضطَرَبَ وأَسَنَّ، ولا يكون التَّسَعْسُعُ إِلاَّ باضْطرابٍ مع الكِبَرِ، وقد تَسَعْسَعَ عُمُره؛ قال عمرو بن شاس: ما زال يُزْجِي حُبَّ لَيْلى أَمامَه ولِيدَيْنِ، حتى عُمْرُنا قد تَسَعْسَعا وسَعْسَعَ الشيخُ وغيره وتَسَعْسَع: قارَبَ الخَطْوَ واضطَرَبَ من الكِبَرِ أَو الهَرَمِ؛ قال رؤْبة يذكر امرأَة تخاطب صاحبة لها: قالَتْ، ولم تَأْلُ به أَن يَسْمَعَا: يا هِنْدُ، ما أَسْرعَ ما تَسَعْسَعا، مِنْ بَعْدِ ما كانَ فَتًى سَرَعْرَعا أَخبرت صاحبتها عنه أَنه قد أَدْبَرَ وفَنِيَ إِلاَّ أَقَلَّه. والسَّعْسَعةُ: الفَناءُ ونحو ذلك؛ ومنه قولهم: تسعسع الشهر إِذا ذهب أَكثره. واستعمل عمر، رضي الله عنه، السَّعْسَعةَ في الزمان وذلك أَنه سافر في عَقِبُ شهر رمضان فقال: إِنَّ الشهر قد تَسَعْسَعَ فلو صُمْنا بَقِيَّتَه، وهو مذكور في الشين أَيضاً. وتَسَعْسَعَ أَي أَدْبَرَ وفَنِيَ إِلاَّ أَقَلَّه، وكذلك يقال للإِنسان إِذا كَبِرَ وهَرِمَ تَسَعْسَع. وسَعْسَعَ شَعْره وسَغْسَغَه إِذا رَوَّاه بالدُّهْنِ. وتَسَعْسَعَت حالُ فلان إِذا انْحَطَّت. وتَسَعْسَعَ فمه إِذا انْحَسَرَت شفته عن أَسنانه. وكل شيء بَليَ وتغير إِلى الفساد، فقد تسعسع. والسُّعْسُعُ: الذئب؛ حكاه يعقوب وأَنشد: والسُّعْسُعُ الأَطْلَسُ، في حَلْقِه عِكْرِشةٌ تَنْئِقُ في اللِّهْزِمِ أَراد تَنْعِقُ فأَبْدَلَ. وسَعْ سَعْ: زَجْر للمَعَزِ. والسَّعْسَعةُ: زَجْر المِعْزَى إِذا قال: سَعْ سَعْ، وسَعْسَعْتُ بها من ذلك.

سفع

السُّفْعةُ والسَّفَعُ: السَّوادُ والشُّحُوبُ، وقيل: نَوْع من السَّواد ليس بالكثير، وقيل: السواد مع لون آخر، وقيل: السواد المُشْرَبُ حُمْرة، الذكر أَسْفَعُ والأُنثى سَفْعاءُ؛ ومنه قيل للأَثافي سُفْعٌ، وهي التي أُوقِدَ بينها النار فسَوَّدَت صِفاحَها التي تلي النار؛ قال زهير: أَثافيَّ سُفْعاً في مُعَرَّسِ مِرْجَل وفي الحديث: أَنا وسَفْعاءُ الخدَّيْنِ الحانِيةُ على ولدها يومَ القيامة كَهاتَيْنِ، وضَمَّ إِصْبَعَيْه؛ أَراد بسَفْعاءِ الخدَّيْنِ امرأَة سوداء عاطفة على ولدها، أَراد أَنها بذلت نفسها وتركت الزينة والترَفُّه حتى شحِبَ لونها واسودَّ إِقامة على ولدها بعد وفاة زوجها، وفي حديث أَبي عمرو النخعي: لما قدم عليه فقال: يا رسول الله إِني رأَيت في طريقي هذا رؤْيا، رأَيت أَتاناً تركتها في الحيّ ولدت جَدْياً أَسْفَعَ أَحْوَى، فقال له: هل لك من أَمة تركتها مُسِرَّةً حَمْلاً؟ قال: نعم، قال: فقد ولدت لك غلاماً وهو ابنك. قال: فما له أَسْفَعَ أَحْوى؟ قال: ادْنُ مِنِّي، فدنا منه، قال: هل بك من بَرَص تكتمه؟ قال: نعم، والذي بعثك بالحق ما رآه مخلوق ولا علم به قال: هو ذاك ومنه حديث أَبي اليَسَر: أَرَى في وجهك سُفْعةً من غضَب أَي تغيراً إِلى السواد. ويقال: للحَمامة المُطَوَّقة سَفْعاءُ لسواد عِلاطَيْها في عُنُقها. وحَمامة سفعاء: سُفْعَتُها فوق الطَّوْقِ؛ وقال حميد بن ثور: منَ الْوُرْقِ سَفْعاء العِلاطَيْنِ باكَرَتْ فُرُوعَ أَشاءٍ، مَطْلَع الشَّمْسِ، أَسْحَما ونَعْجة سَفْعاءُ: اسوَدّ خَدّاها وسائرها أَبيض. والسُّفْعةُ في الوجه: سواد في خَدَّي المرأَة الشاحِبةِ. وسُفَعُ الثوْرِ: نُقَط سُود في وجهه، ثَوْرٌ أَسْفَع ومُسَفَّعٌ. والأَسْفَعُ: الثوْرُ الوحْشِيُّ الذي في خدّيه سواد يضرب إِلى الحُمرة قليلاً؛ قال الشاعر يصف ثَوْراً وحشيّاً شبَّه ناقته في السرعة به: كأَنها أَسْفَعُ ذُو حِدّةٍ، يَمْسُدُه البَقْلُ ولَيْلٌ سَدِي كأَنما يَنْظُرُ مِن بُرْقُع، مِنْ تَحْتِ رَوْقٍ سَلِبٍ مِذْوَدِ شبَّه السُّفْعةَ في وجه الثور بِبُرْقُع أَسْودَ، ولا تكون السُّفْعةُ إِلا سواداً مُشْرَباً وُرْقةً، وكل صَقْرٍ أَسْفَعُ، والصُّقُورُ كلها سُفْعٌ. وظَلِيمٌ أَسْفَعُ: أَرْبَدُ. وسَفَعَتْهُ النارُ والشمسُ والسَّمُومُ تَسْفَعُه سَفْعاً فَتَسَفَّعَ: لَفَحَتْه لَفْحاً يسيراً فغيرت لون بشَرته وسَوَّدَتْه. والسَّوافِعُ: لَوافِحُ السَّمُوم؛ ومنه قول تلك البَدوِيّةِ لعمر بن عبد الوهاب الرياحي: ائْتِني في غداةٍ قَرَّةٍ وأَنا أَتَسَفَّعُ بالنار. والسُّفْعةُ: ما في دِمْنةِ الدار من زِبْل أَو رَمْل أَو رَمادٍ أَو قُمامٍ مُلْتبد تراه مخالفاً للون الأَرض، وقيل: السفعة في آثار الدار ما خالف من سوادِها سائر لَوْنِ الأَرض؛ قال ذو الرمة: أَمْ دِمْنة نَسَفَتْ عنها الصِّبا سُفَعاً، كما يُنَشَّرُ بَعْدَ الطِّيّةِ الكُتُبُ ويروى: من دِمْنة، ويروى: أَو دِمْنة؛ أَراد سواد الدّمن أَنّ الريح هَبَّتْ به فنسفته وأَلبَسَتْه بياض الرمل؛ وهو قوله: بجانِبِ الزرْق أَغْشَتْه معارِفَها وسَفَعَ الطائِرُ ضَرِيبَتَه وسافعَها: لَطَمَها بجناحه. والمُسافَعةُ: المُضارَبةُ كالمُطارَدةِ؛ ومنه قول الأَعشى: يُسافِعُ وَرْقاءَ غَوْرِيّةً، لِيُدْرِكُها في حَمامٍ ثُكَنْ أَي يُضارِبُ، وثُكَنٌ: جماعاتٌ. وسَفَعَ وجهَه بيده سَفْعاً: لَطَمَه. وسَفَع عُنُقَه: ضربها بكفه مبسوطة، وهو مذكور في حرف الصاد. وسَفَعَه بالعَصا: ضَربه. وسافَعَ قِرْنه مُسافَعةً وسِفاعاً: قاتَلَه؛ قال خالد بن عامر (* قوله «خالد بن عامر» بهامش الأصل وشرح القاموس: جنادة ابن عامر ويروى لأبي ذؤيب.): كأَنَّ مُجَرَّباً مِنْ أُسْدِ تَرْج يُسافِعُ فارِسَيْ عَبْدٍ سِفاعا وسَفَعَ بناصِيته ورجله يَسْفَعُ سَفْعاً: جذَب وأَخَذ وقَبض. وفي التنزيل: لَنَسْفَعنْ بالناصية ناصية كاذبة؛ ناصِيَتُه: مقدَّم رأْسِه، أَي لَنَصْهَرَنَّها ولنأْخُذَنَّ بها أَي لنُقْمِئَنَّه ولَنُذِلَّنَّه؛ ويقال: لنأْخُذنْ بالناصية إِلى النار كما قال: فيؤخذ بالنواصي والأَقدام. ويقال: معنى لنسفعنْ لنسوّدنْ وجهه فكَفَتِ الناصيةُ لأَنها في مقدّم الوجه؛ قال الأَزهري: فأَما من قال لنسفعنْ بالناصية أَي لنأْخُذنْ بها إِلى النار فحجته قول الشاعر: قَومٌ، إِذا سَمِعُوا الصَّرِيخَ رأَيْتَهُم مِنْ بَيْنِ مُلْجِمِ مُهْرِهِ، أَو سافِعِ أَراد وآخِذٍ بناصيته. وحكى ابن الأَعرابي: اسْفَعْ بيده أَي خُذْ بيده. ويقال: سَفَعَ بناصية الفرس ليركبه؛ ومنه حديث عباس الجشمي: إِذا بُعِثَ المؤمن من قبره كان عند رأْسه ملَك فإِذا خرج سفَع بيده وقال: أَنا قرينُك في الدنيا، أَي أَخذ بيده، ومن قال: لنسفعنْ لنسوّدنْ وجهه فمعناه لنَسِمنْ موضع الناصية بالسواد، اكتفى بها من سائر الوجه لأَنه مُقدَّم الوجه؛ والحجة له قوله: وكنتُ، إِذا نَفْسُ الغَوِيّ نَزَتْ به، سَفَعْتُ على العِرْنِين منه بمِيسَمِ أَراد وَسَمْتُه على عِرْنِينِه، وهو مثل قوله تعالى: سَنَسِمُه على الخُرْطوم. وفي الحديث: ليصيبن أَقواماً سَفْعٌ من النار أَي علامة تغير أَلوانهم. يقال: سَفَعْتُ الشيءَ إِذا جعلت عليه علامة، يريد أَثراً من النار. والسَّفْعةُ: العين. ومرأَة مَسْفُوعةٌ: بها سَفعة أَي إِصابة عين، ورواها أَبو عبيد: شَفْعةٌ، ومرأَة مشفوعة، والصحيح ما قلناه. ويقال: به سَفْعة من الشيطان أَي مَسٌّ كأَنه أَخذ بناصيته. وفي حديث أُم سلمة، رضي الله عنها، أَنه، ﷺ، دخل عليها وعندها جارية بها سَفْعةٌ، فقال: إِنّ بها نَظْرةً فاسْتَرْقُوا لها أَي علامة من الشيطان، وقيل: ضَربة واحدة منه يعني أَنّ الشيطان أَصابها، وهي المرة من السَّفْعِ الأَخذِ، المعنى أَن السَّفْعَة أَدْرَكَتْها من قِبَلِ النظرة فاطلبوا لها الرُّقْيةَ، وقيل: السَّفْعةُ العين، والنَّظْرة الإِصابةُ بالعين؛ ومنه حديث ابن مسعود: قال لرجل رآه: إِنَّ بهذا سَفعة من الشيطان، فقال له الرجل: لم أَسمع ما قلت، فقال: نشدتك بالله هل ترى أَحداً خيراً منك؟ قال: لا، قال: فلهذا قُلْتُ ما قُلْتُ، جعل ما به من العُجْب بنفسه مَسّاً من الجنون. والسُّفْعةُ والشُّفْعةُ، بالسين والشين: الجنون. ورجل مَسْفوع ومشفوع أَي مجنون. والسَّفْعُ: الثوب، وجمعه سُفُوع؛ قال الطرماح: كما بَلَّ مَتْنَيْ طُفْيةٍ نَضْحُ عائطٍ، يُزَيِّنُها كِنٌّ لها وسُفُوعُ أَراد بالعائط جارية لم تَحْمِلْ. وسُفُوعها: ثيابها. واسْتَفَعَ الرجلُ: لَبِسَ ثوبه. واستفعت المرأَة ثيابها إِذا لبستها، وأَكثر ما يقال ذلك في الثياب المصبوغة. وبنو السَّفْعاء: قبيلة. وسافِعٌ وسُفَيْعٌ ومُسافِعٌ: أَسماء.

سقع

الأَسْقَعُ: المتباعد من الأَعداء والحَسَدَة، كلُّ ما يذكر في ترجمة صقع بالصاد فالسين فيه لغة. قال الخليل: كلُّ صاد تجيء قبل القاف، وكلُّ سين تجيء قبل القاف، فللعرب فيه لغتان: منهم من يجعلها سيناً، ومنهم من يجعلها صاداً لا يبالون أَمتصلة كانت بالقاف أَو منفصلة بعد أَن يكونا في كلمة واحدة، إِلا أَن الصاد في بعض أَحسن والسين في بعض أَحسن. يقال: ما أَدري أَين سَقَعَ أَي أَين ذهب، وسَقَعَ الدِّيكُ: مثل صَقَعَ. وخطيب مِسْقَعٌ: مثل مِصْقَعٍ. والسُّقْعُ: ما تحت الرَّكِيَّة وجُولُها من نواحيها، وصُقْعُها نواحيها، والجمع أَسْقاعٌ. والسَّقْعُ: لغة في الصَّقْع. وكلّ ناحية سُقْعٌ وصُقْع، والسين أَحسن. والسُّقْعُ: ناحية من الأَرض والبيت. يقال: أَخذ القومُ ذلك السُّقْعَ. والسُّقاعُ: لغة في الصُّقاعِ. والغُرابُ أَسقَعُ وأَصقَعُ. والأَسْقَعُ: اسم طُوَيْئر كأَنه عُصْفورٌ، في ريشه خُضْرةٌ ورأْسه أَبيض يكون بقرب الماء، والجمع الأَساقِعُ، وإِن أَردت بالأَسْقَعِ نعتاً فالجمع السُّقْعُ. والسَّوْقَعةُ من العمامة والرِّداء والخِمار: الموضع الذي يلي الرأْس وهو أَسرَعُه وسَخاً، بالسين أَحسن. قال: ووَقْبةُ الثَّرِيدِ سَوْقَعةٌ بالسين أَحسن. وفي حديث الأَشجّ الأُمَويِّ: أَنه قال لعمرو بن العاص في كلام جرى بينه وبين عمرو: إِنك سَقَعْتَ الحاجب وأَوْضَعْتَ الراكبَ؛ السَّقْعُ والصَّقْعُ: الضرْبُ بباطن الكفّ، أَي أَنك جَبَهته بالقول وواجهته بالمكروه حتى أَدّى عنك (* قوله «حتى أدى عنك» هو لفظ الأصل والنهاية أيضاً وبهامش نسخة منها والمراد صككت وجهه بشدة كلامك وجبهته بقولك، يقال وضع البعير وضعاً ووضوعاً أَسرع في سيره وأوضعه راكبه وأوضع بالراكب جعله موضعاً لراحلته؛ يريد أنك بهرته بالمقابلة حتى ولى عنك ونفر مسرعاً.) وأَسرَعَ، ويريد بالإِيضاعِ، وهو ضرب من السير، أَنك أَذَعْتَ ذكر هذا الخبر حتى سارت به الرُّكْبانُ.

سقرقع

السُّقُرْقَعُ: شراب لأَهل الحجاز، قال: وهي حبشية ليست من كلام العرب، يتخذ من الشعير والحبوب، وليس في الخماسي كلمة على هذا البناء، وقيل: السقرقع تعريب السُّكُرْكَهْ، ساكنة الراء، وهي خمر الحبش من الذرة.

سكع

سَكَعَ الرجلُ يَسْكَعُ سَكْعاً وتَسَكَّعَ: مشَى مُتَعَسِّفاً. وما أَدْرِي أَين سَكَعَ وأَين تَسَكَّعَ أَي أَين ذَهَب وأَخذ. وتَسَكَّعَ في أَمره: لم يهتد لوِجْهَتِه؛ وفي حديث أُم معبد: وهل يَسْتَوِي ضُلاَّلُ قَوْمٍ تَسَكَّعُوا؟ أَي تَحَيَّرُوا. ورجل سُكَعٌ: متحير، مثَّل به سيبويه وفسره السيرافي، وقال: هو ضِدُّ الخُتَعِ وهو الماهِر بالدّلالة. وسَكَع الرجلُ: مثل صَقَعَ. والتسَكُّع: التّمادِي في الباطل؛ ومنه قول سليمان ابن يزيد العدوي:أَلا إِنَّه في غَمْرةٍ يَتسَكَّعُ أَي لا يدري أَين يأْخذ من أَرض الله. ورجل نَفِحٌ ونَفِيحٌ وساكعٌ وشَصِيبٌ أَي غَرِيبٌ. وفي نوادر الأَعراب: فلان في مَسْكَعةٍ من أَمره وفي مُسَكِّعةٍ، وهي المُضَلِّلةُ المُوَدِّرَةُ التي لا يُهْتَدى فيها لوجه الأَمر. والمُسَكِّعةُ من الأَرضين: المُضَلِّلةُ.

سلع

السَّلَعُ: البَرَصُ، والأَسْلَعُ: الأَبْرَصُ؛ قال: هل تَذْكُرون على ثَنِيّةِ أَقْرُنٍ أَنَسَ الفَوارِسِ، يومَ يَهْوي الأَسْلَعُ؟ وكان عمْرو بن عُدَسَ أَسلعَ قتله أَنَسُ الفَوارِس بن زياد العبسي يوم ثَنِيّةِ أَقْرُنٍ. والسَّلَعُ: آثار النار بالجسَد. ورجل أَسْلَعُ: تصيبه النار فيحترق فيرى أَثرها فيه. وسَلِعَ جِلْدُه بالنار سَلَعاً، وتَسَلَّعَ: تَشَقَّقَ. والسَّلْعُ: الشَّقُّ يكون في الجلد، وجمعه سُلُوعٌ. والسَّلْعُ أَيضاً: شَقّ في العَقب، والجمع كالجمع، والسَّلْعُ: شَقّ في الجبل كهيئة الصَّدْعِ، وجمعه أَسْلاعٌ وسُلُوعٌ، ورواه ابن الأَعرابي واللحياني سِلْعٌ، بالكسر؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: بِسِلْع صَفاً لم يَبْدُ للشمسِ بَدْوةً، إِذا ما رآهُ راكِب . . . أُرْعِدَا (* كذا بياض بالأصل.) وقولهم سُلُوعٌ يدل على أَنه سَلْع. وسَلَعَ رأْسَه يَسْلَعُه سَلْعاً فانْسَلَع: شقَّه. وسَلِعَتْ يده ورجله وتَسَلَّعَتْ تَسْلَعُ سَلَعاً مثل زَلِعَتْ وتَزَلَّعَتْ، وانْسَلَعَتا: تَشَقّقتا؛ قال حكِيمُ بن مُعَيّةَ الرَّبَعي (* قوله «حكيم بن معية الربعي» كذا بالأصل هنا، وفي شرح القاموس في مادة كلع نسبة البيت إلى عكاشة السعدي.) : تَرَى بِرِجْلَيْه شُقُوقاً في كَلَعْ مِنْ بارِئ حِيصَ، ودامٍ مُنْسَلِعْ ودَلِيلٌ مِسْلَعٌ: يَشُقُّ الفلاة؛ قالت سُعْدَى الجُهَنِيّة تَرْثي أَخاها أَسعد: سَبَّاقُ عادِيةٍ، ورأْسُ سَرِيَّةٍ، ومُقاتِلٌ بَطَلٌ، وهادٍ مِسْلَعُ والمَسْلُوعَةُ: الطريق لأَنها مشقوقة؛ قال مليح: وهُنَّ على مَسْلُوعةٍ زِيَم الحَصَى تُنِيرُ، وتَغْشاها هَمالِيجُ طُلَّحُ والسَّلْعة، بالفتح: الشَّجّةُ في الرأْس كائنة ما كانت. يقال: في رأْسه سَلْعتانِ، والجمع سَلْعاتٌ وسِلاعٌ، والسَّلَعُ اسم للجمع كحَلْقَةٍ وحَلَق، ورجل مَسْلُوعٌ ومُنْسَلِعٌ. وسَلَعَ رأْسَه بالعصا: ضربه فشقه. والسِّلْعةُ: ما تُجِرَ به، وأَيضاً العَلَقُ، وأَيضاً المَتاعُ، وجمعها السِّلَعُ. والمُسْلِعُ: صاحبُ السِّلْعة. والسِّلْعةُ، بكسر السين: الضَّواةُ، وهي زيادة تحدث في الجسد مثل الغُدّة؛ وقال الأَزهري: هي الجَدَرةُ تخرج بالرأْس وسائر الجسد تَمُور بين الجلد واللحم إِذا حركتها، وقد تكون لسائِرِ البدن في العنق وغيره، وقد تكون من حِمَّصةٍ إِلى بِطِّيخةٍ. وفي حديث خاتَمِ النُّبُوّة: فرأَيتُه مثل السِّلْعة؛ قال: هي غدة تظهر بين الجلد واللحم إِذا غُمِزَتْ باليد تحركت. ورجل أَسْلَعُ: أَحْدَبُ. وإِنه لكريم السَّلِيعةِ أَي الخليقة. وهما سِلْعانِ وسَلْعانِ أَي مِثلان. وأَعطاه أَسلاع إِبله أَي أَشباهَها، واحدُها سِلْع وسَلْع. قال رجل من العرب: ذهبت إِبلي فقال رجل: لك عندي أَسلاعُها أَي أَمثالُها في أَسنانِها وهيئاتِها. وهذا سِلْع هذا أَي مثله وشَرْواهُ. والأَسْلاعُ: الأَشْباه؛ عن ابن الأَعرابي لم يخص به شيئاً دون شيء. والسَّلَعُ: سَمّ؛ فأََما قول ابن (* هنا بياض بالأصل.) . . . : يَظَلُّ يَسْقِيها السِّمامَ الأَسْلَعا فإِنه تَوهَّم منه فِعْلاً ثم اشْتَقَّ منه صفة ثم أَفْرَدَ لأَن لفظ السِّمام واحد، وإِن كان جمعاً أَو حمله على السم. والسَّلَعُ: نبات، وقيل شجر مُرّ؛ قال بشر: يَسُومُونَ العِلاجَ بذاتِ كَهْفٍ، وما فيها لَهُمْ سَلَعٌ وَقارُ ومنه المُسَلَّعةُ، كانت العرب في جاهليتها تأْخُذُ حطَبَ السَّلَع والعُشَر في المَجاعاتِ وقُحُوط القَطْر فَتُوقِرُ ظهور البقر منها، وقيل: يُعَلِّقون ذلك في أَذنابها ثم تُلْعج النار فيها يَسْتَمْطِرون بلهب النار المشبه بِسَنى البرق، وقيل: يُضْرِمُون فيها النار وهم يُصَعِّدُونها في الجبل فيُمْطَرون زعموا؛ قال الوَرَكُ (* قوله «قال الورك» في شرح القاموس: قال وداك.) الطائي: لا دَرَّ دَرُّ رِجالٍ خابَ سَعْيُهُمُ، يَسْتَمْطِرُون لَدى الأَزْماتِ بالعُشَر أَجاعِلٌ أَنْتَ بَيْقُوراً مُسَلَّعةً ذَرِيعةً لَكَ بَيْنَ اللهِ والمَطَرِ؟ وقال أَبو حنيفة: قال أَبو زياد السَّلَعُ سمّ كله، وهو لفْظ قليل في الأَرض وله ورقة صُفَيْراءُ شاكة كأَنَّ شوكها زغَب، وهو بقلة تنفرش كأَنها راحة الكلب، قال: وأَخبرني أَعرابي من أَهل الشَّراة أَن السَّلَعَ شجر مثل السَّنَعْبُق إِلا أَنه يرتقي حِبالاً خضراً لا ورق لها، ولكن لها قُضْبان تلتف على الغصون وتَتَشَبَّكُ، وله ثمر مثل عناقيد العنب صغار، فإِذا أَينع اسوَدَّ فتأْكله القُرود فقط؛ أَنشد غيره لأُمية ابن أَبي الصلت:سَلَعٌ ما، ومِثْلُه عُشَرٌ ما، عائِلٌ ما، وعالَتِ البَيْقُورا وأَورد الأَزهري هذا البيت شاهداً على ما يفعله العرب من استمطارهم بإِضرام النار في أَذناب البقر. وسَلْع: موضع بقرب المدينة، وقيل: جبل بالمدينة؛ قال تأَبط شرّاً: إِنَّ، بالشِّعْبِ الذي دُون سَلْعٍ، لَقَتِيلاً، دَمُه ما يُطَلُّ قال ابن بري: البيت للشَّنْفَرى ابن أُخت تأَبط شرّاً يرثيه؛ ولذلك قال في آخر القصيدة: فاسْقِنِيها يا سَوادُ بنَ عَمْرٍو، إِنَّ جِسْمِي بَعْدَ خالي لَخَلُّ يعني بخاله تأَبط شرّاً فثبت أَنه لابن أُخته الشنفرى. والسَّوْلعُ: الصَّبِرُ المُرّ.

سلفع

السَّلْفَعُ: الشجاع الجَرِيءُ الجَسُور، وقيل: هو السَّلِيطُ. وامرأَة سَلْفَعٌ، الذكر والأُنثى فيه سواء: سَلِيطةٌ جَرِيئةٌ، وقيل: هي القليلة اللحم السريعة المشي الرَّصْعاءُ؛ أَنشد ثعلب: وما بَدَلٌ مِنْ أُمِّ عُثْمانَ سَلْفَعٌ، مِنَ السُّودِ، وَرْهاءُ العِنانِ عَرُوبُ وفي الحديث: شَرُّهُنَّ السَّلْفَعةُ البَلْقَعةُ؛ السَّلْفَعةُ: البَذيَّةُ الفَحَّاشةُ القَلِيلةُ الحَياءِ. ورجل سَلْفَعٌ: قليل الحياء جَرِيءٌ. وفي حديث أَبي الدرداء: شَرُّ نسائِكم السَّلْفَعةُ؛ هي الجَرِيئةُ على الرجال وأَكثر ما يوصف به المؤنث، وهو بلا هاء أَكثر؛ ومنه حديث ابن عباس، رضي الله عنهما، في قوله تعالى: فجاءته إِحداهما تَمْشِي على اسْتِحياءٍ، قال: ليست بِسَلْفَعٍ. وحديث المغيرة: فَقْماءُ سَلْفَعٌ (* قوله «فقماء سلفع» هو بهذا الضبط هنا بشكل القلم في نسخة النهاية التي بأَيدينا، وفيها في مادة فقم ضبطه بالجر.)؛ وأَنشد ابن بري لسيار الاـاني (* قوله «الاـاني» هكذا في الأصل المعول عليه بدون نقط الحرف الذي بعد اللام الف.) : أَعارَ عِنْدَ السِّنّ والمَشِيبِ ما شِئتَ مِنْ شَمَرْدَلٍ نَجِيبِ، أُعِرْتَه مِن سَلْفَعٍ صَخوبِ في أَعار ضمير على اسم الله تعالى، يريد أَن الله قد رزقه أَولاداً طِوالاً جِساماً نُجَباءَ من امرأَة سَلْفَع بَذِيَّةٍ لا لحم على ذراعيها وساقيها. وسَلْفَعَ الرجلُ، لغة في صَلْفَعَ: أَفْلَسَ، وفي صَلْفَعَ عِلاوَتَه: ضرَب عُنُقَه. والسَّلْفَعُ من النوق: الشديدة. وسَلْفَعٌ: اسم كلبة؛ قال: فلا تَحْسَبَنِّي شَحْمةً مِنْ وَقِيفَةٍ مُطَرَّدةً مما تَصِيدُك سَلْفَعُ

سلقع

السَّلْقَعُ: المكانُ الحَزْنُ الغليظ، ويقال هو إِتباع لِبَلْقَع ولا يفرد. يقال: بَلْقَعٌ سَلْقَعٌ وبلاد بَلاقِعُ سَلاقِعُ، وهي الأَرضون القِفار التي لا شيء فيها. والسَّلَنْقَعُ: البرْقُ. واسْلَنْقَعَ الحَصى: حَمِيَتْ عليه الشمس فلَمَع، ويقال له حينئذٍ اسْلَنْقَعَ بالبَرِيق. واسْلَنْقَعَ البَرْقُ: استَطارَ في الغَيْمِ، وإِنما هي خَطْفة خفية لا تَلْبَث، والسِّلِنْقاعُ خطفته. وسَلْقَعَ الرجلُ، لغة في صَلْقَعَ: أَفْلَسَ، وفي صَلْقَعَ عِلاوَتَه أَي ضرب عُنقه. الأَزهري: السِّلِنْقاعُ البرق إِذا لَمَع لَمَعاناً مُتداركاً.

سلمع

سَلَمَّعٌ: من أَسماء الذئب.

سلنطع

السُّلْطُوعُ: الجَبل الأَملس. والسَّلَنْطَعُ: المُتَتَعْتِعُ المُتَعَتِّه في كلامه كالمجنون.

سمع

السَّمْعُ: حِسُّ الأُذن. وفي التنزيل: أَو أَلقى السمْع وهو شهيد؛ وقال ثعلب: معناه خَلا له فلم يشتغل بغيره؛ وقد سَمِعَه سَمْعاً وسِمْعاً وسَماعاً وسَماعةً وسَماعِيةً. قال اللحياني: وقال بعضهم السَّمْعُ المصدر، والسِّمع: الاسم. والسَّمْعُ أَيضاً: الأُذن، والجمع أَسْماعٌ. ابن السكيت: السَّمْعُ سَمْعُ الإِنسان وغيره، يكون واحداً وجمعاً؛ وأَما قول الهذلي: فلمَّا رَدَّ سامِعَه إِليه، وجَلَّى عن عَمايَتِه عَماهُ فإِنه عنى بالسامِع الأُذن وذكّر لمكان العُضْو، وسَمَّعه الخبر وأَسْمعه إِيّاه. وقوله تعالى: واسْمَعْ غيرَ مُسْمَع؛ فسره ثعلب فقال: اسْمَعْ لا سَمِعْتَ. وقوله تعالى: إِنْ تُسْمِعُ إِلا من يؤْمِنُ بآياتنا؛ أَي ما تُسمع إِلا من يؤمن بها، وأَراد بالإِسماعِ ههنا القبول والعمل بما يسمع، لأِنه إِذا لم يقبل ولم يعمل فهو بمنزلة من لم يسمع. وسَمَّعَه الصوت وأَسمَعه: اسْتَمَعَ له. وتسَمَّع إِليه: أَصْغى، فإِذا أَدْغَمْت قلت اسَّمَّعَ إِليه، وقرئ: لا يَسَّمَّعون إِلى الملإِ الأَعلى. يقال تَسَمَّعت إِليه وسَمِعْتُ إِليه وسَمِعْتُ له، كله بمعنى لأَنه تعالى قال: لا تَسْمَعوا لهذا القرآن، وقرئ: لا يَسْمَعُون إِلى الملإِ الأَعلى، مخففاً. والمِسْمَعةُ والمِسْمَعُ والمَسْمَعُ؛ الأَخيرة عن ابن جبلة: الأُذن، وقيل: المَسْمَعُ خَرْقُها الذي يُسْمَعُ به ومَدْخَلُ الكلام فيها. يقال: فلان عظيم المِسْمَعَيْن والسامِعَتَيْنِ. والسامِعتانِ: الأُذنان من كل شيء ذي سَمْعٍ. والسامِعةُ: الأُذن؛ قال طرفة يصف أُذن ناقته: مُؤَلَّلتانِ تَعْرِفُ العِتْقَ فيهما، كَسامِعَتَيْ شاةٍ بحَومَلَ مُفْرَدِ ويروى: وسامِعتانِ. وفي الحديث: ملأَ الله مَسامِعَه؛ هي جمع مِسْمع وهو آلةُ السَّمع أَو جمع سمع على غير قياس كمَشابِهَ ومَلامِحَ؛ ومنه حديث أَبي جهل: إِنَّ محمداً نزل يَثْرِبَ وإِنه حَنِقَ عليكم نَفَيْتُموه نَفْي القُراد عن المَسامِع، يعني عن الآذان، أَي أَخرجتموه من مكة إِخراج استِئْصالٍ لأَن أَخذ القراد عن الدابة قلعُه باكللية، والأُذن أَخَفُّ الأَعضاء شعَراً بل أَكثرها لا شعَر عليه (* أعاد الضمير في عليه الى العضو، واحد الأعضاء، لا إلى الأذن، فلذلك ذكّره.)، فيكون النزع منها أَبلغ. وقالوا: هو مني مَرأًى ومَسْمَعٌ، يرفع وينصب، وهو مِني بمَرأًى ومَسْمَعٍ. وقالوا: ذلك سَمْعَ أُذُني وسِمْعَها وسَماعَها وسَماعَتَها أَي إِسْماعَها؛ قال: سَماعَ اللهِ والعُلَماءِ أَنِّي أَعْوذُ بخَيْرِ خالِك، يا ابنَ عَمْرِو أَوقَعَ الاسم موقع المصدر كأَنه قال إِسماعاً كما قال: وبَعْدَ عَطائِك المائةَ الرِّتاعا أَي إِعطائِك. قال سيبويه: وإِن شئت قلت سَمْعاً، قال ذلك إِذا لم تَخْتَصِصْ نفْسَك. وقال اللحياني: سَمْعُ أُذني فلاناً يقول ذلك، وسِمْعُ أُذني وسَمْعةُ أُذني فرفع في كل ذلك. قال سيبويه: وقالوا أَخذت ذلك عنه سَماعاً وسَمْعاً، جاؤوا بالمصدر على غير فعله، وهذا عنده غير مطرد، وتَسامَعَ به الناس. وقولهم: سَمْعَكَ إِليَّ أَي اسْمَعْ مِني، وكذلك قولهم: سَماعِ أَي اسْمَعْ مثل دَراكِ ومَناعِ بمعنى أَدْرِكْ وامْنَعْ؛ قال ابن بري: شاهده قول الشاعر: فسَماعِ أَسْتاهَ الكِلابِ سَماعِ قال: وقد تأْتي سَمِعْتُ بمعنى أَجَبْتُ؛ ومنه قولهم: سَمِعَ الله لمن حَمِدَه أَي أَجاب حَمْده وتقبّله. يقال: اسْمَعْ دُعائي أَي أَجِبْ لأَن غرض السائل الإِجابةُ والقَبُولُ؛ وعليه ما أَنشده أَبو زيد: دَعَوْتُ اللهَ، حتى خِفْتُ أَن لا يكونَ اللهُ يَسْمَعُ ما أَقولُ وقوله: أَبْصِرْ به وأَسْمِعْ أَي ما أَبْصَرَه وما أَسْمَعَه على التعجب؛ ومنه الحديث: اللهم إِني أَعوذ بك من دُعاء لا يُسْمعُ أَي لا يُستجاب ولا يُعْتَدُّ به فكأَنه غير مَسْموع؛ ومنه الحديث: سَمِعَ سامِعٌ بحمدِ الله وحُسْنِ بلائه علينا أَي لِيَسْمَعِ السامِعُ ولِيَشْهَدِ الشاهِدُ حَمْدَنا اللهَ تعالى على ما أَحسَن إِلينا وأَوْلانا من نعمه، وحُسْنُ البلاء النِّعْمةُ والاخْتِبارُ بالخير ليتبين الشكر، وبالشرّ ليظهر الصبر. وفي حديث عمرو بن عَبْسة قال له: أَيُّ الساعاتِ أَسْمَعُ؟ قال: جَوْفُ الليلِ الآخِرُ أَي أَوْفَقُ لاستماع الدعاء فيه وأَوْلى بالاستجابة وهو من باب نهارُه صائم وليله قائم. ومنه حديث الضحّاك: لما عرض عليه الإِسلام قال: فسمعتُ منه كلاماً لم أَسْمَعْ قط قولاً أَسْمَعَ منه؛ يريد أَبْلَغَ وأَنْجَعَ في القلب. وقالوا: سَمْعاً وطاعة، فنصبوه على إِضْمار الفعل غير المستعمل إِظهاره، ومنهم من يرفعه أَي أَمري ذلك والذي يُرْفَعُ عليه غير مستعمل إِظهاره كما أَنّ الذي ينصب عليه كذلك. ورجل سَمِيعٌ: سامِعٌ، وعَدَّوْه فقالوا: هو سميع قوْلَكَ وقَوْلَ غيرِك. والسميع: من صفاته عز وجل، وأَسمائه لا يَعْزُبُ عن إِدْراكِه مسموع، وإِن خفي، فهو يسمع بغير جارحة. وفَعِيلٌ: من أَبْنِيةِ المُبالغة. وفي التنزيل: وكان الله سميعاً بصيراً، وهو الذي وَسِعَ سَمْعُه كل شيء كما قال النبي، صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها، وقال في موضع آخر: أَم يحسبون أَنَّا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى؛ قال الأَزهري: والعجب من قوم فسَّروا السميعَ بمعنى المُسْمِع فِراراً من وصف الله بأَن له سَمْعاً، وقد ذكر الله الفعل في غير موضع من كتابه، فهو سَمِيعٌ ذو سَمْعٍ بلا تَكيِيفٍ ولا تشبيه بالسمع من خلقه ولا سَمْعُه كسَمْعِ خلقه، ونحن نصف الله بما وصف به نفسه بلا تحديد ولا تكييف، قال: ولست أُنكر في كلام العرب أَن يكون السميع سامِعاً ويكون مُسْمِعاً؛ وقد قال عمرو بن معديكرب: أَمِنْ رَيْحانةَ الدَّاعِي السَّمِيعُ يُؤَرِّقُني، وأَصحابي هُجُوعُ؟ فهو في هذا البيت بمعنى المُسْمِعِ وهو شاذّ، والظاهر الأَكثر من كلام العرب أَن يكون السميعُ بمعنى السامِعِ مثل علِيمٍ وعالِم وقدِير وقادِرٍ. ومُنادٍ سَمِيعٌ: مُسْمِعٌ كخبير ومُخْبر؛ وأُذن سَمْعةٌ وسَمَعَةٌ وسَمِعةٌ وسَمِيعةٌ وسامِعةٌ وسَمّاعةٌ وسَمُوعةٌ. والسَّمِيع: المَسْمُوعُ أَيضاً. والسَّمْعُ: ما وَقَر في الأُذن من شيء تسمعه. ويقال: ساءَ سَمْعاً فأَساءَ إِجابةً أَي لم يَسْمَعْ حسَناً. ورجل سَمّاعٌ إِذا كان كثير الاستماع لما يُقال ويُنْطَقُ به. قال الله عز وجل: سَمّاعون للكذب، فُسّر قوله سماعون للكذب على وجهين: أَحدهما أَنهم يسمعون لكي يكذبوا فيما سمعوا، ويجوز أَن يكون معناه أَنهم يسمعون الكذب ليشيعوه في الناس، والله أَعلم بما أَراد. وقوله عز وجل: ختمَ الله على قلوبِهم وعلى سَمْعِهم وعلى أَبصارهم غشاوة، فمعنى خَتَمَ طَبَع على قلوبهم بكفرهم وهم كانوا يسمعون ويبصرون ولكنهم لم يستعملوا هذه الحواسّ استعمالاً يُجْدِي عليهم فصاروا كمن لم يسمع ولم يُبْصِرْ ولم يَعْقِلْ كما قالوا: أَصَمّ عَمّا ساءَه سَمِيع وقوله على سَمْعِهم فالمراد منه على أَسماعهم، وفيه ثلاثة أَوجه: أَحدها أَن السمع بمعنى المصدر يوحّد ويراد به الجمع لأَن المصادر لا تجمع، والثاني أَن يكون المعنى على مواضع سمعهم فحذفت المواضع كما تقول هم عَدْل أَي ذوو عدل، والثالث أَن تكون إِضافته السمع إِليهم دالاًّ على أَسماعِهم كما قال: في حَلْقِكُم عَظْمٌ وقد شَجِينا معناه في حُلوقكم، ومثله كثير في كلام العرب، وجمع الأَسْماعِ أَسامِيعُ. وحكى الأَزهري عن أَبي زيد: ويقال لجميع خروق الإِنسان عينيه ومَنْخِرَيْهِ واسْتِه مَسامِعُ لا يُفْرَدُ واحدها. قال الليث: يقال سَمِعَتْ أُذُني زيداً يفعل كذا وكذا أَي أَبْصَرْتُه بعيني يفعل ذلك؛ قال الأَزهري: لا أَدري من أَين جاء الليث بهذا الحرف وليس من مذاهب العرب أَن يقول الرجل سَمِعَتْ أُذُني بمعنى أَبْصَرَتْ عيني، قال: وهو عندي كلام فاسد ولا آمَنُ أَن يكون ولَّدَه أَهل البِدَع والأَهواء. والسِّمْعُ والسَّمْعُ؛ الأَخيرة عن اللحياني، والسِّماعُ، كله: الذِّكْرُ المَسْمُوعُ الحسَن الجميلُ؛ قال: أَلا يا أُمَّ فارِعَ لا تَلُومِي * على شيءٍ رَفَعْتُ به سَماعي ويقال: ذهب سمْعُه في الناس وصِيتُه أَي ذكره. وقال اللحياني: هذا أَمر ذو سِمْع وذو سَماع إِمّا حسَنٌ وإِمَّا قَبِيحٌ. ويقال: سَمَّعَ به إِذا رَفَعَه من الخُمول ونَشَرَ ذِكْرَه. والسَّماعُ: ما سَمَّعْتَ به فشاع وتُكُلِّمَ به. وكلُّ ما التذته الأُذن من صَوْتٍ حَسَنٍ سماع. والسَّماعُ: الغِناءُ. والمُسْمِعةُ: المُغَنِّيةُ. ومن أَسماء القيدِ المُسْمِعُ؛ وقوله أَنشده ثعلب: ومُسْمِعَتانِ وزَمَّارةٌ، وظِلٌّ مَدِيدٌ، وحِصْنٌ أَنِيق فسره فقال: المُسْمِعَتانِ القَيْدانِ كأَنهما يُغَنِّيانه، وأَنث لأَنّ أَكثر ذلك للمرأَة. والزَّمّارةُ: السّاجُور. وكتب الحجاج إِلى عامل له أَن ابعث إِليّ فلاناً مُسَمَّعاً مُزَمَّراً أَي مُقَيَّداً مُسَوْجَراً، وكل ذلك على التشبيه. وفَعَلْتُ ذلك تَسْمِعَتَك وتَسْمِعةً لك أَي لِتَسْمَعَه؛ وما فعَلْت ذلك رِياءً ولا سَمْعةً ولا سُمْعةً. وسَمَّعَ به: أَسمَعَه القبيحَ وشَتَمَه. وتَسامَعَ به الناسُ وأَسمَعَه الحديثَ وأَسمَعَه أَي شتَمه. وسَمَّعَ بالرجل: أَذاعَ عنه عَيْباً ونَدَّدَ به وشَهَّرَه وفضَحَه، وأَسمَعَ الناسَ إِياه. قال الأَزهري: ومن التَّسْمِيعِ بمعنى الشتم وإِسماع القبيح قوله، ﷺ: مَنْ سَمَّعَ بِعَبْدٍ سَمَّعَ الله به. أَبو زيد: شَتَّرْتُ به تَشْتِيراً، ونَدَّدْتُ به، وسَمَّعْتُ به، وهَجَّلْتُ به إِذا أَسْمَعْتَه القبيحَ وشَتَمْتَه. وفي الحديث: من سَمَّعَ الناسَ بعَمَلِه سَمَّعَ اللهُ به سامِعُ خَلْقِه وحَقَّرَه وصَغَّرَه، وروي: أَسامِعَ خَلْقِه، فَسامِعُ خَلْقه بدل من الله تعالى، ولا يكون صفة لأَنَّ فِعْله كلَّه حالٌ؛ وقال الأَزهري: من رواه سامِعُ خلقه فهو مرفوع، أَراد سَمَّعَ اللهُ سامِعُ خلقه به أَي فضَحَه، ومن رواه أَسامِعَ خَلْقِه، بالنصب، كَسَّرَ سَمْعاً على أَسْمُع ثم كسَّر أَسْمُعاً على أَسامِعَ، وذلك أَنه جعل السمع اسماً لا مصدراً ولو كان مصدراً لم يجمعه، يريد أَن الله يُسْمِع أَسامِعَ خلقه بهذا الرجل يوم القيامة، وقيل: أَراد من سَمَّع الناسَ بعمله سَمَّعه الله وأَراه ثوابه من غير أَن يعطيه، وقيل: من أَراد بعمله الناس أَسمعه الله الناس وكان ذلك ثوابه، وقيل: من أَراد أَن يفعل فعلاً صالحاً في السرّ ثم يظهره ليسمعه الناس ويحمد عليه فإِن الله يسمع به ويظهر إِلى الناس غَرَضَه وأَن عمله لم يكن خالصاً، وقيل: يريد من نسب إِلى نفسه عملاً صالحاً لم يفعله وادّعى خيراً لم يصنعه فإِن الله يَفْضَحُه ويظهر كذبه؛ ومنه الحديث: إِنما فَعَله سُمْعةً ورياءً أَي لِيَسْمَعَه الناسُ ويَرَوْه؛ ومنه الحديث: قيل لبعض الصحابة لِمَ لا تُكَلِّمُ عثمان؟ قال: أَتُرَوْنَني أُكَلِّمُه سَمْعكُم أَي بحيث تسمعون. وفي الحديث عن جندب البَجَلِيّ قال: سمعت رسول الله، ﷺ، يقول من سَمَّعَ يُسَمِّعُ الله به، ومن يُرائي يُرائي اللهُ به. وسَمِّع بفلان أَي ائت إِليه أَمراً يُسْمَعُ به ونوِّه بذكره؛ هذه عن اللحياني. وسَمَّعَ بفلان بالناس: نَوَّه بذكره. والسُّمْعةُ: ما سُمِّعَ به من طعام أَو غير ذلك رِياء ليُسْمَعَ ويُرى، وتقول: فعله رِياءً وسمعة أَي ليراه الناس ويسمعوا به. والتسْمِيعُ: التشْنِيعُ. وامرأَة سُمْعُنَّةٌ وسِمْعَنَّةٌ وسِمْعَنَةٌ، بالتخفيف؛ الأَخيرة عن يعقوب، أَي مُسْتَمِعةٌ سِمّاعةٌ؛ قال: إِنَّ لكم لَكَنّهْ مِعَنّةً مِفَنّهْ سِمْعَنّةً نِظْرَنّهْ كالرِّيحِ حَوْلَ القُنّهْ إِلاَّ تَرَهْ تَظَنّهْ ويروى: كالذئب وسْطَ العُنّهْ والمِعَنّةُ: المعترضةُ. والمِفَنَّةُ: التي تأْتي بفُنُونٍ من العجائب، ويروى: سُمْعُنَّةً نُظْرُنَّةً، بالضم، وهي التي إِذا تَسَمَّعَتْ أَو تَبَصَّرَت فلم ترَ شيئاً تَظَنَّتْه تَظَنِّياً أَي عَمِلَتْ بالظنّ، وكان الأَخفش يكسر أَولهما ويفتح ثالثهما، وقال اللحياني: سُمْعُنّةٌ نُظْرُنَّةٌ وسِمْعَنَّةٌ نِظْرَنَّةٌ أَي جيدة السمع والنظر. وقوله: أَبْصِرْ به وأَسْمِعْ، أَي ما أَسْمَعَه وما أَبصَرَه على التعجب. ورجل سِمْعٌ يُسْمَعُ. وفي الدعاء: اللهم سِمْعاً لا بِلْغاً، وسَمْعاً لا بَلْغاً، وسِمْعٌ لا بِلْغٌ، وسَمْعٌ لا بَلْغ، معناه يُسْمَعُ ولا يَبْلُغُ، وقيل: معناه يُسْمَعُ ولايحتاجُ أَن يُبَلَّغَ، وقيل: يُسْمَعُ به ولا يَتِمُّ. الكسائي: إِذا سمع الرجل الخبر لا يعجبه قال: سِمْعٌ ولا بِلْغ، وسَمْع لا بَلْغ أَي أَسمع بالدّواهي ولا تبلغني. وسَمْعُ الأَرضِ وبَصَرُها: طُولُها وعَرْضها؛ قال أَبو عبيد: ولا وجه له إِنما معناه الخَلاء. وحكى ابن الأَعرابي: أَلقى نفسه بين سَمْعِ الأَرضِ وبَصَرِها إِذا غَرَّرَ بها وأَلقاها حيث لا يُدْرى أَين هو. وفي حديث قَيْلة: أَن أُختها قالت: الوَيْلُ لأُختي لا تُخْبِرْها بكذا فتخرجَ بين سمع الأَرض وبصرها، وفي النهاية: لا تُخبِرْ أُخْتي فتَتَّبِعَ أَخا بكر بن وائل بين سمع الأَرض وبصرها. يقال: خرج فلان بين سمع الأَرض وبصرها إِذا لم يَدْرِ أَين يتوجه لأَنه لا يقع على الطريق، وقيل: أَرادت بين سمع أَهل الأَرض وبصرهم فحذفت الأَهل كقوله تعالى: واسأَل القريةَ، أَي أَهلها. ويقال للرجل إِذا غَرَّرَ بنفسه وأَلقاها حيث لا يُدْرى أَين هو: أَلقى نفسه بين سمع الأَرض وبصرها. وقال أَبو عبيد: معنى قوله تخرج أُختي معه بين سمع الأَرض وبصرها، أَن الرجل يخلو بها ليس معها أَحد يسمع كلامها ويبصرها إِلا الأَرضُ القَفْرُ، ليس أَن الأَرض لها سَمْع، ولكنها وكَّدت الشَّناعة في خَلْوتِها بالرجل الذي صَحِبها؛ وقال الزمخشري: هو تمثيل أَي لا يسمع كلامهما ولا يبصرهما إِلا الأَرض تعني أُختها، والبكْريّ الذي تَصْحَبُه. قال ابن السكيت: يقال لقيته بين سَمْعِ الأَرضِ وبَصَرِها أَي بأَرض ما بها أَحد. وسَمِعَ له: أَطاعه. وفي الخبر: أَن عبد الملك بن مَرْوان خطب يومَاً فقال: ولِيَكُم عُمَرُ بن الخطاب، وكان فَظًّا غَلِيظاً مُضَيِّقاً عليكم فسمعتم له. والمِسمَع: موضع العُروة من المَزادة، وقيل: هو ما جاوز خَرْتَ العُروة، وقيل: المِسْمَعُ عُروة في وسَط الدلو والمَزادةِ والإِداوةِ، يجعل فيها حبل لِتَعْتَدِلَ الدلو؛ قال عبد الله بن أَوفى: نُعَدِّلُ ذا المَيْلِ إِنْ رامَنا، كما عُدِّلَ الغَرْبُ بالمِسْمَعِ وأَسمَعَ الدلوَ: جعل لها عروة في أَسفلها من باطن ثم شدّ حبلاً إِلى العَرْقُوةِ لتخف على حاملها، وقيل: المِسْمَعُ عُروة في داخل الدلو بإِزائها عروة أُخرى، فإِذا استثقل الشيخ أَو الصبي أَن يستقي بها جمعوا بين العروتين وشدوهما لتخِفّ ويَقِلَّ أَخذها للماء، يقال منه: أَسْمَعْتُ الدلو؛ قال الراجز: أَحْمَر غَضْب لا يبالي ما اسْتَقَى، لا يُسْمِعُ الدَّلْو، إِذا الوِرْدُ التَقَى وقال: سأَلْت عَمْراً بعد بَكْرٍ خُفّا، والدَّلْوُ قد تُسْمَعُ كَيْ تَخِفّا يقول: سأَله بكراً من الإِبل فلم يعطه فسأَله خُفًّا أَي جَمَلاً مُسِنًّا. والمِسْمَعانِ: جانبا الغَرْب. والمِسمَعانِ: الخَشَبتانِ اللتان تُدْخَلانِ في عُرْوَتي الزَّبِيلِ إِذا أُخرج به التراب من البئر، وقد أَسْمَعَ الزَّبِيلَ. قال الأَزهريّ: وسمعت بعض العرب يقول للرجلين اللذين ينزعان المِشْآة من البئر يترابها عند احتفارها: أَسْمِعا المِشآة أَي أَبيناها عن جُول الركية وفمها. قال الليث: السَّمِيعانِ من أَدَواتِ الحَرَّاثين عُودانِ طوِيلانِ في المِقْرَنِ الذي يُقْرَنُ به الثور أَي لحراثة الأَرض. والمِسْمَعانِ: جَوْرَبانِ يَتَجَوْرَبُ بهما الصائدُ إِذا طلب الظباء في الظهيرة. والسِّمْعُ: سَبُع مُرَكَّبٌ، وهو ولَد الذِّئب من الضَّبُع. وفي المثل: أَسمَعُ من السِّمْعِ الأَزَلِّ، وربما قالوا: أَسمَعُ من سِمْع؛ قال الشاعر: تَراهُ حَدِيدَ الطَّرْفِ أَبْلَجَ واضِحاً، أَغَرَّ طَوِيلَ الباعِ، أَسْمَعَ من سِمْعِ والسَّمَعْمَعُ: الصغير الرأْس والجُثَّةِ الداهيةُ؛ قال ابن بري شاهده قول الشاعر: كأَنَّ فيه وَرَلاً سَمَعْمَعا وقيل: هو الخفيفُ اللحمِ السريعُ العملِ الخبيثُ اللَّبِقُ، طال أَو قَصُر، وقيل: هو المُنْكَمِشُ الماضي، وهو فَعَلْعَلٌ. وغُول سَمَعْمَعٌ وشيطان سَمَعْمَعٌ لخُبْثِه؛ قال: ويْلٌ لأَجْمالِ العَجُوزِ مِنِّي، إِذا دَنَوْتُ أَو دَنَوْنَ منِّي، كأَنَّني سَمَعْمَعٌ مِن جِنِّ لم يقنع بقوله سمعمع حتى قال من جن لأَن سمعمع الجن أَنْكَرُ وأَخبث من سمعمع الإِنس؛ قال ابن جني: لا يكون رويُّه إِلا النون، أَلا ترى أَن فيه من جِنّ والنون في الجن لا تكون إِلا رويّاً لأَن الياء بعدها للإِطلاق لا محالة؟ وفي حديث علي: سَمَعْمَعٌ كأَنَّني من جِنِّ أَي سريع خفيف، وهو في وصف الذئب أَشهر. وامرأَة سَمَعْمَعةٌ: كأَنها غُولٌ أَو ذئبة؛ حدّث عوانة أَن المغيرة سأَل ابن لسان الحمرة عن النساء فقال: النساء أَرْبَع: فَرَبِيعٌ مَرْبَع، وجَمِيعٌ تَجْمَع، وشيطانٌ سَمَعْمَع، ويروى: سُمَّع، وغُلٌّ لا يُخْلَع، فقال: فَسِّرْ، قال: الرَّبِيعُ المَرْبَع الشابّةُ الجميلة التي إِذا نظرت إِليها سَرَّتْك وإِذا أَقسَمْتَ عليها أَبَرَّتْك، وأَما الجميع التي تجمع فالمرأَة تتزوجها ولك نَشَب ولها نشَب فتجمع ذلك، وأَما الشيطان السَّمَعْمَعُ فهي الكالحة في وجهك إِذا دخلت المُوَلْوِلَةُ في إِثْرك إِذا خرجت. وامرأَة سَمَعْمَعةٌ: كأَنها غُول. والشيطانُ الخَبِيث يقال له السَّمَعْمَعُ، قال: وأَما الغُلُّ الذي لا يُخْلَعُ فبنت عمك القصيرة الفَوْهاء الدَّمِيمةُ السوداء التي نثرت لك ذا بطنها، فإِن طلقتها ضاع ولدك، وإِن أَمْسَكْتها أَمسَكْتَها على مِثْلِ جَدْعِ أَنفك. والرأْس السَّمَعْمَعُ: الصغير الخفيف. وقال بعضهم: غُولٌ سُمَّعٌ خفيفُ الرأْس؛ وأَنشد شمر: فَلَيْسَتْ بِإِنسانٍ فَيَنْفَعَ عَقْلُه، ولكِنَّها غُولٌ مِن الجِنِّ سُمَّعُ وفي حديث سفيان بن نُبَيح الهذلي: ورأْسُه متَمرِّقُ الشعر سَمَعْمَعٌ أَي لطيف الرأْس. والسَّمَعْمَعُ والسَّمْسامُ من الرجال: الطويل الدقيقُ، وامرأَة سَمَعْمَعةٌ وسَمْسامةٌ. ومِسْمَعٌ: أَبو قبيلة يقال لهم المَسامِعةُ، دخلت فيه الهاء للنسب. وقال اللحياني: المَسامِعةُ من تَيْمِ اللاَّتِ. وسُمَيْعٌ وسَماعةُ وسِمْعانُ: أَسماء. وسِمْعانُ: اسم الرجل المؤمن من آل فرعون، وهو الذي كان يَكْتُمُ إِيمانَه، وقيل: كان اسمه حبيباً. والمِسْمَعانِ: عامر وعبد الملك ابنا مالك بن مِسْمَعٍ؛ هذا قول الأَصمعي؛ وأَنشد: ثَأَرْتُ المِسْمَعَيْنِ وقُلْتُ: بُوآ بِقَتْلِ أَخِي فَزارةَ والخبارِ وقال أَبو عبيدة: هما مالك وعبد الملك ابْنا مِسْمَع ابن سفيان بن شهاب الحجازي، وقال غيرهما: هما مالك وعبد الملك ابنا مسمع بن مالك بن مسمع ابن سِنان بن شهاب. ودَيْرُ سَمْعانَ: موضع.

سمدع

السَّمَيْدَعُ: بالفتح: الكريم السَّيِّدُ الجميل الجسيم المُوَطَّأُ الأَكناف، والأَكنافُ النواحي، وقيل: هو الشُّجاعُ، ولا تقل السُّمَيْدَعُ، بضم السين. والذئب يقال له سَميْدَعٌ لسرعته، والرجل السريعُ في حوائجه سَمَيْدَعٌ.

سمقع

قال ابن بري: السَّمَيْقَعُ الصغير الرأْس، وبه سمي السَّمَيْقعُ اليماني والد محمد أَحد القراء.

سملع

الهَمَلَّعُ والسَّمَلَّعُ: الذئب الخفيف.

سنع

السِّنْعُ: السُّلامَى التي تصل ما بين الأَصابع والرُّسْغِ في جوف الكف، والجمع أَسناعٌ وسِنَعةٌ. وأَسْنَعَ الرجل: اشتكى سِنْعه أَي سِنْطَه، وهو الرُّسْغُ. ابن الأَعرابي: السِّنْعُ الحَزُّ الذي في مَفْصِل الكف والذراع. والسَّنَعُ: الجَمال. والسَّنيعُ: الحسَنُ الجميلُ. وامرأَة سَنِيعةٌ: جميلة لينة المَفاصِل لطيفةُ العظام في جمال، وقد سَنُعا سَناعةً. وسُنَيْعٌ الطُّهَوِيّ: أَحد الرجال المشهورين بالجمال الذين كانوا إِذا وردوا المَواسِمَ أَمرتهم قريش أَن يَتَلَثَّموا مَخافةَ فتنة النساء بهم. وناقة سانِعةٌ: حسنة. وقالوا: الإِبل ثلاث: سانعة ووَسُوطٌ وحُرْضان؛ السانِعةُ: ما قد تقدّم، والوَسُوطُ: المتوسطةُ، والحُرْضان: الساقِطةُ التي لا تَقْدِرُ على النُّهوض. وقال شمر: أَهدَى أَعرابي ناقة لبعض الخلفاء فلم يقبلها، فقال: لمَ لا تقبلها وهي حَلْبانةٌ رَكْبانةٌ مِسْناعٌ مِرْباعٌ؟ المِسْناعُ: الحَسنةُ الخلْق، والمِرْباعُ: التي تُبَكِّر في اللِّقاح؛ ورواه الأَصمعي: مِسْياعٌ مِرْياعٌ. وشَرَفٌ أَسْنَعُ: مُرْتَفِعٌ عال. والسَّنِيعُ والأَسْنَعُ: الطويل، والأُنثى سَنْعاءُ، وقد سَنُعَ سناعةً وسَنَعَ سُنُوعاً؛ قال رؤبة: أَنتَ ابنُ كلِّ مُنْتَضًى قَريعِ، تَمَّ تَمام البَدْرِ في سَنِيعِ أَي في سَناعةٍ، أَقام الاسم مُقامَ المصدر. ومَهْرٌ سَنِيعٌ: كثير، وقد أَسْنَعَه إِذا كَثَّره؛ عن ثعلب. والسَّنائِعُ، في لغة هذيل: الطُّرُقُ في الجبال، واحدتها سَنِيعةٌ.

سوع

الساعة: جزء من أَجزاء الليل والنهار، والجمع ساعاتٌ وساعٌ؛ قال القطامي: وكُنّا كالحَرِيقِ لَدَى كِفاح، فَيَخْبُو ساعةً ويَهُبُّ ساعَا قال ابن بري: المشهور في صدر هذا البيت: وكنّا كالحَريقِ أَصابَ غابا وتصغيره سويعة. والليل والنهار معاً أَربع وعشرون ساعة، وإِذا اعتدلا فكل واحد منهما ثنتا عشرة ساعة، وجاءنا بعد سَوْعٍ من الليل وبعد سُواع أَي بعد هَدْءٍ منه أَو بَعْدَ ساعة. والساعةُ: الوقت الحاضر. وقوله تعالى: ويوم تقوم الساعة يُقْسِمُ المجرمون؛ يعني بالساعة الوقت الذي تقوم فيه القيامة فلذلك تُرِكَ أَن يُعَرَّف أَيُّ ساعةٍ هي، فإِن سميت القيامة ساعة فعَلى هذا، والساعة: القيامة. وقال الزجاج: الساعة اسم للوقت الذي تَصْعَقُ فيه العِبادُ والوقتِ الذي يبعثون فيه وتقوم فيه القيامة، سميت ساعة لأَنها تَفْجَأُ الناس في ساعة فيموت الخلق كلهم عند الصيحة الأُولى التي ذكرها الله عز وجل فقال: إِن كانت إِلا صيحة واحدة فإِذا هم خادمون. وفي الحديث ذكر الساعة (* قوله «ذكر الساعة» هي يوم القيامة.)، وشرحت أَنها الساعة، وتكرر ذكرها في القرآن والحديث. والساعة في الأَصل تطلق بمعنيين: أَحدهما أَن تكون عبارة عن جزء من أَربعة وعشرين جزءاً هي مجموع اليوم والليلة، والثاني أَن تكون عبارة عن جزء قليل من النهار أَو الليل. يقال: جلست عندك ساعة من النهار أَي وقتاً قليلاً منه ثم استعير لاسم يوم القيامة. قال الزجاج: معنى الساعة في كل القرآن الوقت الذي تقوم فيه القيامة، يريد أَنها ساعة خفيفة يحدث فيها أَمر عظيم فلقلة الوقت الذي تقوم فيه سماها ساعة. وساعةٌ سوْعاءُ أَي شَدِيدةٌ كما يقال لَيْلةٌ لَيْلاءُ. وساوَعَه مُساوَعةً وسِواعاً: استأْجَره الساعةَ أَو عامله بها. وعامَلَه مُساوَعة أَي بالساعة او بالساعات كما يقال عامله مُياوَمةً من اليَوْمِ لا يستعمل منهما إِلا هذا. والسّاعُ والسّاعةُ: المَشَقَّةُ. والساعة: البُعْدُ؛ وقال رجل لأَعرابية: أَين مَنْزِلُكِ؟ فقالت: أَمَّا على كَسْلانَ وانٍ فَساعةٌ، وأَمَّا على ذِي حاجةٍ فَيَسِيرُ حكى الأَزهري عن ابن الأَعرابي قال: السُّواعِيُّ مأْخوذ من السُّواعِ وهو المذْيُ وهو السُّوَعاءُ، قال: ويقال سُعْ سُعْ إِذا أَمرته أَن يَتَعَهَّد سُوَعاءَه. وقال أَبو عبيدة لرؤبة: ما الوَدْيُ؟ فقال: يسمى عندنا السُّوَعاءَ. وحكي عن شمر: السُّوَعاءُ ممدود المذْي الذي يخرج قبل النطفة، وقد أَسْوَعَ الرجلُ وأَنْشَرَ إِذا فعل ذلك. والسُّوَعاءُ، بالمد والقصر: المَذْي، وقيل: الوَدْيُ، وقيل القَيْءُ. وفي الحديث: في السُّوَعاءِ الوُضوءُ؛ فسره بالمذي وقال: هو بضم: السين وفتح الواو والمدّ.وساعَتِ الإِبلُ سَوْعاً: ذهبت في المَرْعَى وانهملت، وأَسَعْتُها أَنا. وناقة مِسْياعٌ: ذاهبة في المرعى، قلبوا الواو ياء طلباً للخفة مع قرب الكسرة حتى كأَنهم توهَّموها على السين. وأَسَعْتُ الإِبل أَي أَهْمَلْتُها فَساعَتْ هي تَسُوعُ سَوْعاً، وساعً الشيءُ سَوْعاً: ضاعَ، وهو ضائِعٌ سائِعٌ، وأَساعَه أَضاعَه؛ ورجل مُسِيعٌ مُضِيعٌ ورجل مِضْياعٌ مِسْياعٌ للمال، وأَنشد ابن بري للشاعر: وَيْلُ مّ أَجْيادَ شاةً شاةَ مُمْتَنِحٍ أَبي عِيالٍ، قَلِيلِ الوَفْرِ، مِسْياعِ أُم أَجياد: اسم شاة وصَفَها بِغُزْرِ اللَّبَن. وشاةً منصوب على التمييز، وقال ابن الأَعرابي: الساعةُ الهَلْكَى والطاعةُ المُطِيعُون والجاعةُ الجِياعُ. وسُواعٌ: اسم صَنَم كان لهَمْدان، وقيل: كان لقوم نوح، عليه السلام، ثم صار لهُذَيْل وكان بِرُهاط يَحُجُّون إِليه؛ قال الأَزهري: سُواعٌ اسم صنم عُبِدَ زَمَنَ نوح، عليه السلام، فَغَرَّقَه الله أَيام الطُّوفان ودفنه، فاستثاره إِبليس لأَهل الجاهلية فعبدوه. ويَسُوعُ: اسم من أَسماء الجاهلية.

سيع

السَّيْعُ: الماءُ الجاري على وجه الأَرض، وقد انساع. وانساع الجَمَدُ: ذابَ وسال. وساعَ الماءُ والسرابُ يَسِيعُ سَيْعاً وسُيوعاً وتَسَيَّعَ، كلاهما: اضْطَرَبَ وجرى على وجه الأَرض، وهو مذكور في الصاد، وسرابٌ أَسْيَعُ؛ قال رؤبة: فَهُنَّ يَخْبِطْنَ السَّرابَ الأَسْيَعا، شَبِيهَ يَمٍّ بَيْنَ عِبْرَيْنِ معا وقيل: أَفعل هنا للمفاضلة، والانْسِياعُ مثله. والسَّياعُ والسِّياعُ: الطينُ، وقيل: الطين بالتِّبْن الذي يُطَيَّنُ به؛ الأَخيرة عن كراع؛ قال القطامي: فلمَّا أَنْ جَرَى سِمَنٌ عليها، كما بَطَّنْتَ بالفَدَنِ السَّياعا وهو مقلوب، أَي كما بَطَّنْتَ بالسَّياعِ الفَدَنَ وهو القَصْر، تقول منه: سَيَّعْتُ الحائطَ إِذا طَيَّنْتَه بالطين. وقال أَبو حنيفة: السَّياعُ الطين الذي يُطَيَّنُ به إِناء الخمر؛ وأَنشد لرجل من بني ضبة:فَباكَرَ مَخْتُوماً عليه سَياعُه هذاذَيْكَ، حتى أَنْفَدَ الدَّنَّ أَجْمَعا وسَيَّعَ الرَّقَّ والسفينةَ: طلاهما بالقارِ طَلْياً رَقيقاً. والسياع: الزِّفْتُ على التشبيه بالطين لسواده؛ قال: كأَنها في سَياعِ الدَّنِّ قِنْدِيدُ وقيل: إِنما شبه الزِّفْتَ بالطين، والقِنْدِيدُ هنا الوَرْسُ. قال ابن بري: أَما قول أَبي حنيفة إِن السِّياع الطينُ الذي تُطَيَّنُ به أَوْعية الخمر، وجعل ذلك له خصوصاً فليس بشيء، بل السياع الطين جعل على حائط أَو على إِناء خَمْر، قال: وليس في البيت ما يدل على أَن السياع مختصّ بآنية الخمر دون غيرها، وإِنما أَراد بقوله سَياعه أَي طينه الذي خُتِمَ به؛ قال الأَزهري: السَّياعُ تَطْيِينُك بالجَصِّ والطِّينِ والقِيرِ، تقول: سَيَّعْتُ به تَسْيِيعاً أَي طَلَيْتُ به طَلْياً رَقِيقاً؛ وقول رؤْبة: مرسلها ماءَ السَّرابِ الأَسْيَعا قال يصفه بالرِّقَّةِ. وسَيَّعَ المكانَ تَسْيِيعاً: طَيَّنَه بالسّياعِ. والمِسْيعة: المالَج خشبة مَلْساءُ يطين بها. وسَيَّعَ الجُبَّ: طينه بطين أَو جص. وساعَ الشيءُ يَسِيعُ: ضاعَ، وأَساعَه هو؛ قال سويد بن أَبي كاهل اليشكري: وكَفاني اللهُ ما في نفسِه، ومَتى ما يَكْفِ شيئاً لا يُسَعْ أَي لا يُضَيَّعُ. وناقة مِسْياعٌ: تصبر على الإِضاعة والجَفاءِ وسُوءِ القيام عليها. وفي حديث هشام في وصف ناقة: إِنها لَمِسْياعٌ مِرْياع أَي تحتمل الضيعة وسوءَ الوِلاية، وقيل: ناقة مِسْياعٌ وهي الذاهبة في الرَّعْي. وقال شمر: تَسِيعُ مكان تسُوعُ، قال: وناقة مِسياعٌ تَدَعُ وُلْدَها حتى يأْكلها السبع.ويقال: رُبَّ ناقة تُسيع وَلَدَها حتى يأْكله السِّباعُ؛ ومن الإِتباع ضائعٌ سائعٌ ومُضِيعٌ مُسِيعٌ ومِضْياعٌ مِسياعٌ؛ قال:ويْلُ مِّ أَجْيادَ شاةً شاةً مُمْتَنِحٍ أَبي عِيالٍ، قَليلِ الوَفْرِ، مِسْياعِ وأُم أَجْياد: اسم شاة. وقد أَضَعْتُ الشيء وأَسَعْتُه. ورجل مِسْياعٌ: وهو المِضْياعُ للمال. وأَساعَ مالَه أَي أَضاعَه. وتَسَيَّعَ البقْلُ: هاجَ. وأَساعَ الرَّاعي الإِبلَ فَساعَتْ: أَساء حفظها فضاعَتْ وأَهْمَلَها، وساعت هي تَسُوعُ سَوْعاً. والسَّياعُ: شجر البانِ، وهو من شجر العِضاه له ثمر كهيئة الفُسْتُق، قال: ولِثاؤُه مثل الكُنْدُرِ إِذا جَمَدَ.

سبغ

شيء سابغٌ أَي كامِلٌ وافٍ. وسَبَغَ الشيءُ يَسْبُغُ سُبُوغاً: طالَ إلى الأَرض واتَّسَعَ، وأَسْبَغَه هو وسَبَغَ الشعرُ سُبُوغاً وسَبَغَتِ الدِّرْعُ، وكلُّ شيءٍ طالَ إلى الأَرض، فهو سابِغٌ. وقد أَسْبَغَ فلان ثَوْبَه أَي أَوسَعَه. وسَبَغَتِ النِّعْمةُ تَسْبُغُ، بالضم، سُبُوغاً: اتسعت. وإِسْباغُ الوُضوءِ: المُبالَغة فيه وإتْمامُه. ونعمة سابِغةٌ، وأَسْبَغَ الله عليه النِّعْمةَ: أَكْمَلَها وأَتَمَّها ووسَّعَها. وإنهم لفي سَبْغةٍ من العَيْشِ أَي سَعةٍ. ودَلْوٌ سابِغةٌ: طويلة؛ قال: دَلْوُكَ دَلْوٌ، يا دُلَيْحُ، سابِغهْ في كلِّ أَرْجاءِ القَلِيبِ والِغهْ ومطرٌ سابغٌ، وسَبَغَ المطرُ: دَنا إلى الأَرض وامتدّ؛ قال: يُسِيلُ الرُّبا، واهِي الكُلَى، عَرِصُ الذُّرى، أَهِلَّةُ نَضّاخِ النَّدَى سابغِ القَطْرِ وذنَبٌ سابِغٌ أَي وافٍ. وفي حديث المُلاعَنةِ: إن جاءت به سابِغَ الأَلْيَتَيْنِ أَي عظِيمهما من سُبُوغِ الثوب والنِّعْمةِ. والسابِغةُ: الدِّرْعُ الواسِعةُ. ورجل مُسْبِغٌ: عليه دِرعٌ سابِغةٌ. والدِّرْعُ السابِغةُ: التي تَجُرُّها في الأَرض أَو على كَعْبَيْكَ طُولاً وسَعةً؛ وأَنشد شمر لعبد الله بن الزبير الأَسدي: وسابِغةٍ تَغْشَى البنانَ، كأَنَّها أَضاةٌ بِضحْضاحٍ من الماء ظاهِرِ وتَسْبِغةُ البَيْضةِ: ما تُوصَلُ به البَيْضةُ من حَلَقِ الدُّرُوعِ فَتَسْتُرُ العُنُقَ لأَن البيضةَ به تَسْبُغُ، ولوْلاه لكان بينها وبين جَيْبِ الدِّرْع خَلَلٌ وعوْرة. قال الأَصمعي: يقال بيضةٌ لها سابِغٌ؛ وقال النضر: تَسْبِغةُ البيض رُفُوفُها (* قوله «رفوفها» الذي في شرح القاموس: رفرفها براءين، وفي الاساس: وسالت تسبغته على سابغته وهي رفرف البيضة.) من الزَّرَدِ أَسفَل البيضة يَقِي بها الرجلُ عُنقه، ويقال لذلك المِغْفَر أَيضاً؛ وقال أَبو وَجْزةَ في التَّسْبِغةِ: وتَسْبِغة يَغْشَى المَناكِبَ رَيْعُها، لِدوادَ كانَتْ ، نَسْجُها لَمْ يُهَلْهَلِ وفي حديث قَتْلِ أُبَيِّ بن خَلَفٍ: زَجَلَه بالحربة فتَقَعُ في تَرْقُوَتهِ تحت تَسْبِغةِ البيضة؛ التَّسْبِغةُ: شيء من حَلَق الدُّرُوع والزَّرَدِ يَعْلُقُ بالخُوذةِ دائراً معها ليسْتُر الرقبةَ وجَيْبَ الدِّرْع. وفي حديث أَبي عبيدة، رضي الله عنه: إنَّ زَرَدَتَيْنِ من زَرَدِ التَّسْبِغةِ نَشِبَتا في خَدّ النبي، ﷺ، يوم أُحُد، وهي تَفْعِلة، مصدر سَبَّغَ من السُّبُوغ الشُّمُولِ؛ ومنه الحديث: كان اسم دِرْعِ النبي، ﷺ، ذا السُّبُوغِ لِتَمامِها وسَعَتِها. وفي حديث شريح: أَسْبِغُوا لليتِيم في النفَقةِ أَي أَنفِقوا عليه تمام ما يحتاج إليه ووسّعوا عليه فيها. وفحْلٌ سابِغٌ أَي طويلُ الجُرْدانِ، وضدّه الكَمْشُ. وناقة سابِغةُ الضُّلُوع وعجِيزةٌ سابِغةٌ وأَلْيَةٌ سابِغةٌ. والمُسَبَّغُ من الرَّمَل: ما زِيدَ على جزئه حرف نحو فاعِلاتانْ من قوله: يا خَلِيلَيَّ ارْبَعا فاسْـ ـتَنْطِقا رَسْماً بِعُسْفانْ فقوله: مَن بعُسْفانْ فاعِلاتانْ؛ قال أَبو إِسحق: معنى قولهم مُسَبَّغاً كأَنَّه جُعِلَ سابغاً، والفرق بين المُسَبَّغِ والمُذَيَّلِ أَن المُسَبَّغَ زيد على ما يُزاحَفُ مِثْلُه، وهو أَقلّ متحركات من المُذَيَّلِ، وهو زيادة على سبب، والمُذَيَّلُ على وَتِدٍ. قال أَبو إسحق: سُمِّي مُسبَّغاً لوُفُورِ سُبُوغِه لأَن فاعلاتن إذا تامّاً فهو سابغ، فإِذا زِدْتَ على السابغ فهو مَسَبَّغ كما أَنك تقول لذي الفَضْل فاضِلٌ، وتقول للذي يكثر فضله فَضّالٌ ومُفَضَّلٌ. وسَبَّغَتِ الناقةُ تَسْبِيغاً، فهي مُسَبِّغٌ: أَلْقَتْ ولدها لغير تمام، وقيل: أَلقته وقد أَشْعَر، وإذا كان ذلك عادةً فهي مِسْباغٌ. قال ابن دريد: وليس بمعروف. وقال صاحب العين: التسْبِيغُ في جميع الحَوامل مثلُه في الناقة. والمُسَبَّغُ: الذي رمت به أُمُّه بعدما نُفِخَ فيه الرُّوح؛ عن كراع. التهذيب: وسبَّغَتِ الناقة تَسْبيغاً فهي مُسَبَِّغ إذا كانت كلما نَبَت على ولدها في بطنها الوَبَرُ أَجْهَضَتْه، وكذلك من الحوامِلِ كلِّها. أَبو عمرو: سَبَّطَت الإِبلُ أَوْلادَها وسَبَّغَتْ إذا أَلقَتْها.

سرغ

ابن الأَعرابي: سُرُوغُ الكَرْمِ قُضْبانُه الرَّطْبةُ، الواحد سَرْغٌ. وسَرِغَ الرجل إذا أَكلَ القُطُوفَ من العنب بأُصُولها، وقال الليث: هي السُّروع، بالعين، وقد تقدَّمت. وسَرْغٌ: موضع من الشام قيل إنه وادي تَبُوكَ، وقيل بقرب تبوك؛ وفي حديث عمر، رضي الله عنه، وفي حديث الطاعونِ: أَنه لما خرج إلى الشام حتى إذا كان بِسَرْغ لقِيَه الناسُ فأُخْبِرَ أَنَّ الوباءَ قد وقع بالشام؛ هي بسكون الراء وفتحها قَرْية بِوادي تَبوك من طريق الشام، وقيل: هي على ثلاث عشرة مَرْحَلةً من المدينة، وقيل: هو موضع يَقْربُ من رِيفِ الشام.

سغسغ

سَغْسَغَ الدُّهْنَ في رأْسه سَغْسَغةً وسِغْساغاً: أَدْخله تحتَ شعره. وسَغْسَغَ رأْسَه بالدُّهْنِ: رَوَّاه ووضَعَ عليه الدهنَ بكفيه وعصره لِيَتَشَرَّبَ؛ وأَنشد الليث: إنْ لَمْ يَعُقْني عائِقُ التَّسَغْسُغِ أَراد الإِيغالَ في الأَرض، قال: وأَصله سَغَّغْتُه بثلاث غينات إلاَّ أَنهم أَبدلوا من الغين الوسطى سيناً فرقاً بين فَعْلَلَ وفَعَّل، وإِنما أَرادوا السين دون سائر الحروف لأَن في الحرف سيناً، وكذلك القول في جميع ما أَشبهه من المضاعف مثل لَقْلَقَ وعَثْعَثَ وكَعْكَعَ. وفي حديث ابن عباس في طيب المُحْرِمِ: أَما أَنا فأُسَغْسِغُه في رأْسي أَي أُرَوِّيهِ، ويروى بالصاد، وسيجيء. وسَغْسَغ الطعامَ سَغْسَغَة: أَوْسَعَه دَسَماً، وقد حكيت بالصاد. وفي حديث واثلةَ: وصَنَعَ منه ثَريدةً ثم سَغْسَغَها، بالسين والغين، أَي رَوَّاها بالدُّهْن والسَّمْنِ، ويروى بالشين. وسَغْسَغَ الشيءَ في التراب: دَحْرَجَه ودَسَّسَه فيه. وسَغْسَغَ الشيءَ: حرَّكَه من موضعه مثل الوتدِ وما أَشبهه. وسَغْسَغَتْ. ثَنِيَّتُه: تحرَّكت. وتَسَغْسَغَ من الأَمرِ: تَخَلَّصَ منه. وتَسَغْسَغَ في الأَرض أَي دخل؛ قال رؤْبة: إليكَ أَرْجُو مِن نَداكَ الأَسْبَغِ، إنْ لَمْ يَعُقْني عائِقُ التَّسَغْسُغِ في الأَرضِ، فارْقُبْني وعَجْمَ المُضَّغِ قال: يعني الموت، وقيل: أَراد الإيغال في الأَرض كما تقدّم.

سقغ

أَنشد ابن جني: قُبِّحْتِ من سالِفةٍ ومِنْ صُدُغْ، كأَنَّها كُشْيةُ ضَبٍّ في سُقُغْ كذا رواه يونس عن أبي عمرو، وقال أَبو عمرو ليونس وقد رأَى منه ما يدل على التوحش من هذا: لولا ذاك لم أَرْوِهما.

سلغ

سَلَغَت الشاةُ والبقرةُ تَسْلَغُ سُلُوغاً، وهي سالِغٌ: تَمَّ سِمَنُها. وأَما ما حكي من قولهم صالِغٌ فعلى المُضارعةِ، وقيل: هي عَنْبَرِية على أَنَّ الأَصمعي قال: هي بالصاد لا غير. وغنم سُلَّغٌ كَصُلَّغٍ. وسَلَغَ الحِمارُ: قَرِحَ. وسَلَغَتِ البقرةُ والشاةُ تَسْلَغُ سَلُوغاً إذا أَسْقَطَتِ السِّنَّ التي خَلْفَ السَّدِيسِ، فهي يسالِغٌ، وصَلَغَتْ، فهي صالِغٌ، الأُنثى بغير هاءَ، وذلك في السنة السادسة، والسُّلوغُ في ذَوات الأَظْلافِ: بمنزلة البُزُولِ في ذَواتِ الأَخْفافِ لأَنهما أَقصى أَسنانهما لأَنَّ ولد البقرة أَوَّلَ سنةٍ عِجْلٌ ثم تَبِيعٌ ثم جَذَعٌ ثم ثَنِيٌّ ثم رَباعٌ ثم سَدِيسٌ ثم سالِغُ سَنةٍ وسالِغُ سَنَتَيْنِ إلى ما زاد، وولد الشاةِ أَوّلَ حَمَلٌ أَو جَدْي ثم جَذَعٌ ثَنِيٌّ ثم رَباعٌ ثم سَدِيسٌ ثم سالِغٌ؛ قال ابن بري عند قول الجوهري لأَنَّ ولد البقرة أَول سنة عِجْل ثم تَبيع ثم جذَع قال: صوابه أَولَ سنة عجل وتَبيعٌ لأَنَّ التبيع لأَوّل سنةٍ والجذَع للثانية فيكون السالغ هو السادس، وقد ذكر الجوهري في ترجمة تبع أَنّ التبيع لأَول سنة فيكون الجذَع على هذا للسنة الثانية. وسَلَغتِ الشاةُ إذا طَلع نابُها. وسَلَغَ رأْسَه: لغة في ثََلَغَه. وأَحْمرُ أَسْلَغُ: شديد الحُمْرةِ، بالَغُوا به كما قالوا أَحمر قانئ. ابن الأَعرابي: رأَيته كاذِباً ماتِعاً أَسْلَغَ مُنْسَلِخاً كلُّه الشديد الحُمْرةِ. ولَحْمٌ أَسْلَغُ بَيِّنُ السَّلَغِ: نيءٌ أَحمر، وقال الفراء: يُطْبَخُ ولا يُنْضَجُ. ويقال للأَبْرَصِ أَسْلَغُ وأَسْلَعُ، بالغين والعين.

سمغ

سَمَّغَه: أَطْعَمَه وجَرَّعَه كَسَغَّمَه؛ عن كراع. والسَّامِغانِ: جامعا الفم تحت طَرَفَي الشارِبِ من عن يمين وشمال.

سملغ

السَّمَلَّغُ، الغين أَخيرة كالسَّلْغَمِ: الطويلُ. سوغ: ساغَ الشرابُ في الحَلْقِ يَسُوُغُ سَوْغاً وسَواغاً: سَهُلَ مَدْخَلهُ في الحلقِ. وساغَ الطعامُ سَوْغاً: نزل في الحلقِ، وأَساغَه هو وساغَه يَسُوغُه ويَسِيغُه سَوْغاً وسَيْغاً وأَساغَه الله إِيّاه. ويقال: أَساغَ فلانٌ الطعامَ والشرابَ يُسِيغُه وسَوَّغَه ما أَصابَ: هَنَّأَه، وقيل: تَرَكَه له خالصاً. وسِغْتُه أَسِيغُه وسُغْتُه أَسُوغُه يَتَعَدَّى ولا يَتَعَدَّى، والأَجْوَدُ أَسَغْتُه إِساغةً. يقال: أَسِغْ لي غُصَّتي أَي أَمْهِلْنِي ولا تُعْجِلْني. وقال تعالى: يَتَجَرَّعُه ولا يَكادُ يَسِيغُه. والسِّواغُ، يكسر السين: ما أَسَغْتَ به غُصَّتَكَ. يقال: الماء سِواغُ الغُصَص؛ ومنه قول الكميت: وكانَتْ سِواغاً أَنْ جَئِزْت بِغُصَّةٍ وشرابٌ سائِغُ وأَسْوَغُ: عَذْبٌ. وطَعامٌ أَسْوَغُ سَيِّغٌ: يَسُوغُ في الحَلْقِ؛ وقوْلُ عبد الله بن مسلم الهُذَليِّ: قدْ ساغَ فيه لها وَجْهُ النهارِ كما ساغَ الشَّرابُ لِعَطْشانٍ ، إذا شَرِبا أَرادَ سَهُلَ فاستعمله في النهار على المثل. وساغ له ما فَعَلَ أَي جازَ له ذلك، وأَنا سَوَّغْتُه له أَي جَوَّزْتُه. قال ابن بزرج: أَساغَ فلانٌ بفلان أَي به تَمَّ أَمرُه وبه كان قضاءُ حاجتِه، وذلك أَنه يريد عِدَّةَ رجالٍ أَو عِدَّةَ دَراهِمَ فيبقى واحد به يَتِمُّ الأَمرُ، فإِذا أَصابَه قيل أَساغَ به، وإن كان أَكثر من ذلك قيل أَساغُوا بهم. وسَوْغُ الرجلِ: الذي يولد على أَثره ،إن لم يك أَخاه. وسَوْغُه: أَخوه لأَبيه وأُمه، وذلك إذا ولد بعده على أَثره ليس بينهما ولد. قال الفراء: سمعت رجلين من بني تميم قال أَحدهما سَوْغُه، وقال الآخر سَوْغَتُه، معناه يتلوه. وقال المفضل: هو سَوْغُه وسَيْغُه، بالواو والياء. ويقال: هو أَخوه سَوْغُه وهي أُخته سَوْغُه إذا لم يكن بينهما ولد؛ الجوهري: ويقال هذا سَوْغُ هذا وَسَيْغُ هذا للذي ولد بعده ولم يولد بينهما. وسوغه وسَوْغَتُه: أُخته التي ولدت على أَثره. وأَسْواغُه: الذين وُلِدُوا في بطن واحد بعده ليس بينه وبينهم بطن سواهم، والصاد فيه لغة. وأَسْوَغَ الرجلُ أَخاه إسْواغاً إذا ولد معه. وقد سَاغَتْ به الأَرضُ سَوْغاً مثل ساخت سواء. وفي حديث أَبي أَيوب: إذا شئت فارْكَبْ ثم سُغْ في الأَرض ما وجدْتَ مَساغاً أَي ادخل فيها ما وجدْت مدخلاً.

سوغ

ساغَ الشرابُ في الحَلْقِ يَسُوُغُ سَوْغاً وسَواغاً: سَهُلَ مَدْخَلهُ في الحلقِ. وساغَ الطعامُ سَوْغاً: نزل في الحلقِ، وأَساغَه هو وساغَه يَسُوغُه ويَسِيغُه سَوْغاً وسَيْغاً وأَساغَه الله إِيّاه. ويقال: أَساغَ فلانٌ الطعامَ والشرابَ يُسِيغُه وسَوَّغَه ما أَصابَ: هَنَّأَه، وقيل: تَرَكَه له خالصاً. وسِغْتُه أَسِيغُه وسُغْتُه أَسُوغُه يَتَعَدَّى ولا يَتَعَدَّى، والأَجْوَدُ أَسَغْتُه إِساغةً. يقال: أَسِغْ لي غُصَّتي أَي أَمْهِلْنِي ولا تُعْجِلْني. وقال تعالى: يَتَجَرَّعُه ولا يَكادُ يَسِيغُه. والسِّواغُ، يكسر السين: ما أَسَغْتَ به غُصَّتَكَ. يقال: الماء سِواغُ الغُصَص؛ ومنه قول الكميت: وكانَتْ سِواغاً أَنْ جَئِزْت بِغُصَّةٍ وشرابٌ سائِغُ وأَسْوَغُ: عَذْبٌ. وطَعامٌ أَسْوَغُ سَيِّغٌ: يَسُوغُ في الحَلْقِ؛ وقوْلُ عبد الله بن مسلم الهُذَليِّ: قدْ ساغَ فيه لها وَجْهُ النهارِ كما ساغَ الشَّرابُ لِعَطْشانٍ ، إذا شَرِبا أَرادَ سَهُلَ فاستعمله في النهار على المثل. وساغ له ما فَعَلَ أَي جازَ له ذلك، وأَنا سَوَّغْتُه له أَي جَوَّزْتُه. قال ابن بزرج: أَساغَ فلانٌ بفلان أَي به تَمَّ أَمرُه وبه كان قضاءُ حاجتِه، وذلك أَنه يريد عِدَّةَ رجالٍ أَو عِدَّةَ دَراهِمَ فيبقى واحد به يَتِمُّ الأَمرُ، فإِذا أَصابَه قيل أَساغَ به، وإن كان أَكثر من ذلك قيل أَساغُوا بهم. وسَوْغُ الرجلِ: الذي يولد على أَثره ،إن لم يك أَخاه. وسَوْغُه: أَخوه لأَبيه وأُمه، وذلك إذا ولد بعده على أَثره ليس بينهما ولد. قال الفراء: سمعت رجلين من بني تميم قال أَحدهما سَوْغُه، وقال الآخر سَوْغَتُه، معناه يتلوه. وقال المفضل: هو سَوْغُه وسَيْغُه، بالواو والياء. ويقال: هو أَخوه سَوْغُه وهي أُخته سَوْغُه إذا لم يكن بينهما ولد؛ الجوهري: ويقال هذا سَوْغُ هذا وَسَيْغُ هذا للذي ولد بعده ولم يولد بينهما. وسوغه وسَوْغَتُه: أُخته التي ولدت على أَثره. وأَسْواغُه: الذين وُلِدُوا في بطن واحد بعده ليس بينه وبينهم بطن سواهم، والصاد فيه لغة. وأَسْوَغَ الرجلُ أَخاه إسْواغاً إذا ولد معه. وقد سَاغَتْ به الأَرضُ سَوْغاً مثل ساخت سواء. وفي حديث أَبي أَيوب: إذا شئت فارْكَبْ ثم سُغْ في الأَرض ما وجدْتَ مَساغاً أَي ادخل فيها ما وجدْت مدخلاً.

سيغ

هذا سَيْغُ هذا إذا كان على قَدْرِه.

سملغ

السَّمَلَّغُ، الغين أَخيرة كالسَّلْغَمِ: الطويلُ. سوغ: ساغَ الشرابُ في الحَلْقِ يَسُوُغُ سَوْغاً وسَواغاً: سَهُلَ مَدْخَلهُ في الحلقِ. وساغَ الطعامُ سَوْغاً: نزل في الحلقِ، وأَساغَه هو وساغَه يَسُوغُه ويَسِيغُه سَوْغاً وسَيْغاً وأَساغَه الله إِيّاه. ويقال: أَساغَ فلانٌ الطعامَ والشرابَ يُسِيغُه وسَوَّغَه ما أَصابَ: هَنَّأَه، وقيل: تَرَكَه له خالصاً. وسِغْتُه أَسِيغُه وسُغْتُه أَسُوغُه يَتَعَدَّى ولا يَتَعَدَّى، والأَجْوَدُ أَسَغْتُه إِساغةً. يقال: أَسِغْ لي غُصَّتي أَي أَمْهِلْنِي ولا تُعْجِلْني. وقال تعالى: يَتَجَرَّعُه ولا يَكادُ يَسِيغُه. والسِّواغُ، يكسر السين: ما أَسَغْتَ به غُصَّتَكَ. يقال: الماء سِواغُ الغُصَص؛ ومنه قول الكميت: وكانَتْ سِواغاً أَنْ جَئِزْت بِغُصَّةٍ وشرابٌ سائِغُ وأَسْوَغُ: عَذْبٌ. وطَعامٌ أَسْوَغُ سَيِّغٌ: يَسُوغُ في الحَلْقِ؛ وقوْلُ عبد الله بن مسلم الهُذَليِّ: قدْ ساغَ فيه لها وَجْهُ النهارِ كما ساغَ الشَّرابُ لِعَطْشانٍ ، إذا شَرِبا أَرادَ سَهُلَ فاستعمله في النهار على المثل. وساغ له ما فَعَلَ أَي جازَ له ذلك، وأَنا سَوَّغْتُه له أَي جَوَّزْتُه. قال ابن بزرج: أَساغَ فلانٌ بفلان أَي به تَمَّ أَمرُه وبه كان قضاءُ حاجتِه، وذلك أَنه يريد عِدَّةَ رجالٍ أَو عِدَّةَ دَراهِمَ فيبقى واحد به يَتِمُّ الأَمرُ، فإِذا أَصابَه قيل أَساغَ به، وإن كان أَكثر من ذلك قيل أَساغُوا بهم. وسَوْغُ الرجلِ: الذي يولد على أَثره ،إن لم يك أَخاه. وسَوْغُه: أَخوه لأَبيه وأُمه، وذلك إذا ولد بعده على أَثره ليس بينهما ولد. قال الفراء: سمعت رجلين من بني تميم قال أَحدهما سَوْغُه، وقال الآخر سَوْغَتُه، معناه يتلوه. وقال المفضل: هو سَوْغُه وسَيْغُه، بالواو والياء. ويقال: هو أَخوه سَوْغُه وهي أُخته سَوْغُه إذا لم يكن بينهما ولد؛ الجوهري: ويقال هذا سَوْغُ هذا وَسَيْغُ هذا للذي ولد بعده ولم يولد بينهما. وسوغه وسَوْغَتُه: أُخته التي ولدت على أَثره. وأَسْواغُه: الذين وُلِدُوا في بطن واحد بعده ليس بينه وبينهم بطن سواهم، والصاد فيه لغة. وأَسْوَغَ الرجلُ أَخاه إسْواغاً إذا ولد معه. وقد سَاغَتْ به الأَرضُ سَوْغاً مثل ساخت سواء. وفي حديث أَبي أَيوب: إذا شئت فارْكَبْ ثم سُغْ في الأَرض ما وجدْتَ مَساغاً أَي ادخل فيها ما وجدْت مدخلاً.

سأف

سَئِفَتْ يدُه تَسْأَفُ سَأَفاً، فهي سَئِفةٌ، وسأَفَتْ سَأْفاً: تشَقَّق ما حَوْل أَظْفاره وتشَعَّثَ، وقال يعقوب: هو تَشَقُّقٌ في أَنْفُس الأَظفار، وسَئِفَتْ شَفَتُه: تَقَشَّرَت. وسَئِفَ لِيف النخلة وانْسَأَفَ: تشَعَّثَ وانقشر. ابن الأَعرابي: سَئِفتْ أَصابعه وسَعِفَتْ بمعنى واحد. الليث: سَئِفُ اللِّيفِ، وهو ما كان ملتزقاً بأُصول السَّعَفِ من خلال الليف، وهو أَرْدؤُه وأَخْشنه لأَنه يُسْأَفُ من جوانب السعف فيصير كأَنه ليف، وليس به، ولُيِّنت همزته. أَبو عبيدة: السَّأَفُ على تقدير السعَف شعر الذَّنَب والهُلْب، والسائفةُ ما اسْتَرَقَّ من الرمل، وجمعها السَّوائف. وفي حديث المَبْعَثِ: فإذا المَلَكُ الذي جاءني بِحراء فَسُئِفْتُ منه أَي فَزِعْت؛ قال: هكذا جاء في بعض الروايات.

سجف

السَّجْفُ والسِّجْفُ: السِّتْر. وفي الحديث: وأَلْقَى السِّجْفَ؛ السجفُ: السترُ. وفي حديث أُم سلمة أَنها قالت لعائشة، رضي اللّه عنها: وَجَّهْتِ سِجافَتَه أَي هَتَكْتِ سِتره وأَخذْتِ وجْهَه، ويروى: وجَّهْتِ سِدافَتَه؛ السِّدافةُ الحجابُ والسِّترُ من السُّدْفَةِ والظلمة، يعني أَخذتِ وَجْهَها وأَزَلْتِها عن مكانها الذي أُمِرْتِ به، وقيل: معناه أَي أَخذتِ وجهاً هتكتِ سِتْرَكِ فيه، وقيل: معناه أَزَلْتِ سِدافَتَه، وهي الحجاب، من الموضع الذي أُمِرْتِ أَن تَلْزَميه وجعلتِها أَمامكِ، وقيل: هو السِّتْرانِ المَقْرونان بينهما فُرْجة، وكل باب سُتِرَ بسِتْرين مقرونين فكلُّ شِقّ منه سجفٌ، والجمع أَسجاف وسُجُوف، وربما قالوا السِّجافَ والسَّجْفَ. وأَسْجَفْتُ السِّتْرَ أَي أَرْسَلْتُه وأَسْبَلْتُه، قال: وقيل لا يسمى سجفاً إلا أَن يكون مشقوق الوسط كالمِصراعين. الليث: السّجْفان سِتْرا باب الحَجَلةِ، وكلُّ باب يَسْتُرُه ستران بينهما مشقوق فكل شِقٍّ منهما سجف، وكذلك الخِباء. والتَّسْجيف: إرْخاء السَّجْفين، وفي المحكم: إرخاء الستر؛ قال الفرزدق: إذا القُنْبُضاتُ السُّودُ طَوَّفْنَ بالضُّحَى، رَقَدْنَ، عَلَيْهِنَّ الحِجالُ المُسَجَّفُ الحِجالُ: جمع حَجَلةٍ، وإنما ذكّر لفظ الصفة لمطابقة لفظِ الموصوفِ لفظَ المذكر، ومثله كثير. الأَصمعي: السَّجْفانِ اللذان على باب، يقال منه بيت مُسَجَّفٌ؛ وقول النابغة: خَلَّتْ سَبيلَ أَتِيٍّ كان يَحْبِسُه، ورَفَّعَتْه إلى السَّجْفَينِ فالنَّضَدِ قال: هما مِصْراعا الستر يكونان في مقدّم البيت. وأَسْجَفَ الليلُ: مثل أَسْدَفَ. وسُجَيفَةُ: اسم امرأَة من جُهَيْنَةَ وقد وُلِدت في قريش؛ قال كثير عزة:حِبالُ سُجَيْفَةَ أَمْسَتْ رِثاثا، فَسَقْياً لها جُدُداً أَو رِماثا

سحف

سَحَفَ رأْسَه سَحْفاً وجَلَطَه وسَلَتَه وسَحته: حَلَقَه فاستأْصل شعره؛ وأَنشد ابن بري: فأَقْسَمْتُ جَهْداً بالمَنازِلِ من مِنًى، وما سُحِفَتْ فيه المَقادِيمُ والقَمْلُ أَي حُلِقَتْ. قال: ورَجل سُحَفةٌ أَي مَحْلُوقُ الرأْسِ. والسُّحَفْنِيةُ: ما حَلَقْت. ورجل سُحَفْنِيةٌ أَي مَحْلوقُ الرأْسِ، فهو مرة اسم ومرَّة صِفة، والنون في كل ذلك زائدة. والسَّحْفُ: كَشْطُكَ الشعَر عن الجلد حتى لا يبقى منه شيء. وسَحَفَ الجِلْدَ يَسْحَفُه سَحْفاً: كشط عنه الشعر. وسَحَفَ الشيءَ: قَشَرَه. والسَّحِيفةُ من المَطر: التي تَجْرُفُ كلّ ما مَرَّت به أَي تَقْشُره. الأَصمعي: السَّحِيفَةُ، بالفاء، المَطْرَةُ الحَديدةُ التي تَجْرُفُ كل شيء، والسَّحِيقةُ، بالقاف: المطرة العظيمةُ القَطْرِ الشديدةُ الوَقْعِ القليلةُ العَرْضِ، وجمعُهما السحائفُ والسحائقُ؛ وأَنشد ابن بري لجِران العَوْدِ يَصِفُ مَطَراً: ومنه على قَصْرَيْ عُمانَ سَحِيفةٌ، وبالخَطِّ نضَّاخُ العَثانِينِ واسِعُ (* قوله «ومنه على إلخ» تقدم انشاده سخيفة بالخاء المعجمة في مادة نضخ تبعاً للاصل المعول عليه والصواب ما هنا.) والسَّحيفةُ والسَّحائفُ: طرائق الشحم التي بين طَرائق الطَّفاطِفِ ونحو ذلك مما يُرى من شَحْمة عَريضةٍ مُلْزَقَةٍ بالجلد. وناقة سَحُوفٌ: كثيرة السَّحائف. والسَّحْفةُ: الشَّحْمةُ عامَّةً، وقيل: الشحمة التي على الجَنْبَين والظهر، ولا يكون ذلك إلا من السِّمَنِ، لها سَحْفَتانِ: الأُولى منهما لا يُخالِطُها لحم، والأُخرى أَسْفَلُ منها وهي تخالط اللحم، وذلك إذا كانت ساحَّةً، فإن لم تكن ساحّة فلها سَحْفةٌ واحدة. وكلُّ دابَّةٍ لها سَحْفةٌ غلا ذَواتِ الخُفِّ فإنَّ مكانَ السحفةِ منها الشَّطَّ، وقال ابن خالويه: ليس في الدوابّ شيء لا سَحْفة له إلا البَعير؛ قال ابن سيده: وقد جعل بعضهم السحفة في الخُفِّ فقال: جَمل سَحوفٌ وناقة سَحوفٌ ذاتُ سَحْفةٍ. الجوهري: السَّحْفةُ الشحمة التي على الظهر المُلْتَزِقةُ بالجلد فيما بين الكتفين إلى الوَرِكَيْنِ. وسَحَفْتُ الشحْمَ عن ظهر الشاة سَحْفاً: وذلك إذا قشرته من كثرته ثم شويته، وما قشرته منه فهو السَّحيفةُ، وإذا بلغ سِمَنُ الشاة هذا الحدّ قيل: شاةٌ سَحُوفٌ وناقة سحوف. قال ابن سيده: والسَّحُوفُ أَيضاً التي ذهب شحمها كأَنَّ هذا على السلْب. وشاةٌ سَحُوفٌ وأُسْحوفٌ: لها سَحْفةٌ أَو سَحْفَتانِ. ابن الأَعرابي: أَتونا بِصِحافٍ فيها لِحامٌ وسِحافٌ أَي شُحُومٌ، واحدها سَحْفٌ. وقد أَسْحَفَ الرجلُ إذا باع السَّحْفَ، وهو الشحم. وناقةٌ أُسْحوفُ الأَحاليل: غَزيرةٌ واسِعةٌ. قال أَبو أَسلم ومَرَّ بناقة فقال: إنها واللّه لأُسْحوفُ الأَحاليل أَي واسِعَتُها، فقال الخليل: هذا غريب؛ والسَّحوفُ من الغنم: الرَّقيقة صُوفِ البطن. وأَرْضٌ مَسْحفةٌ رقيقةُ الكلإِ. والسُّحافُ: السِّلُّ، وقد سَحَفَه اللّه.ُ يقال: رجل مَسْحُوفٌ. والسِّيَحْفُ من الرجال والسِّهام والنِّصال: الطويلُ، وقيل: هو من النصال العريضُ. والسَّيْحَفُ: النصل العَريضُ، وجمعه السَّياحِفُ؛ وأَنشد:سياحِفَ في الشِّرْيانِ يَأْمُلُ نَفْعَها صِحابي، وأَولى حدّها من تَعَرَّما وأَنشد ابن بري للشَّنْفَرى: لها وفْضةٌ فيها ثلاثون سَيْحَفاً، إذا آنَسَتْ أُولى العَدِيِّ اقْشَعَرَّتِ أُولى العَدِيِّ: أَوَّلُ مَن يَحْمِلُ من الرَّجّالة. وسَحيفُ الرَّحى: صَوْتُها. وسَمِعْتُ حَفيفَ الرَّحى وسحِيفَها أَي صَوْتَها إذا طَحَنت؛ قال ابن بري: شاهد السَّحيف للصوت قول الشاعر: عَلَوْني بِمَعْصوبٍ، كأَن سَحِيفَه سَحِيفُ قَطاميٍّ حَماماً تُطايِرُهْ والسُّحَفْنِيةُ: دابّةٌ؛ عن السِّيرافي، قال: وأَظُنّها السُّلَحْفِيةُ.والأُسْحُفانُ: نَبْتٌ يَمتَدُّ حِبالاً على الأَرض له ورَق كورَق الحَنْظَلِ إلا أَنه أَرَقُّ، وله قُرُون أَقصر من قرون اللُّوبياء فيها حبّ مُدَوّر أَحمر لا يؤكل، ولا يَرْعى الأُسْحُفانَ شيء، ولكن يُتداوى به من النَّسا؛ عن أَبي حنيفة.

سخف

السخْفُ والسَّخْفُ والسَّخافةُ: رِقَّةُ العقل. سَخُفَ، بالضم، سَخافةً، فهو سَخِيفٌ، ورجل سَخِيف العَقلِ بَيِّنُ السَّخْفِ، وهذا من سُخْفةِ عَقْلِك. والسَّخْفُ: ضَعْف العقل، وقالوا: ما أَسْخَفَه قال سيبويه: وقع التعجب فيه ما أَفْعَلَه وإن كان كالخُلُق لأَنه ليس بِلَوْنٍ ولا بِخِلْقةٍ فيه، وإنما هو من نُقْصانِ العقل، وقد ذكر ذلك في باب الحُمْق. وساخَفْتُه: مثل حامَقْته، وسَخُفَ السِّقاءُ سُخْفاً: وهَى. وثَوْبٌ سَخِيفٌ: رقيق النسْج بَيِّنُ السَّخافةِ، والسَّخافة عامٌ في كل شيء نحو السَّحاب والسَّقاء إذا تَغَيَّرَ وبَليَ، والعُشْبِ السَّخيفِ، والرجلِ السخِيفِ. وسَحاب سَخيف: رقيق، وكلُّ ما رَقَّ، فقد سَخُفَ. ولا يكادون يستعملون السُّخْفَ إِلا في رِقة العقل خاصّة. وسَخْفة الجوعِ: رِقَّتُه وهُزالُه. وفي حديث إسلام أَبي ذر: أَنه لَبِثَ أَياماً فما وجد سَخْفةَ الجوع أَي رقته وهزاله. ويقال: به سخفة من جوع. أَبو عمرو: السخف، بالفتح، رِقَّةُ العيش، وبالضم رقة العقل، وقيل: هي الخفَّة التي تعتري الإنسان إذا جاع من السخف، وهي الخفة في العقل وغيره. وأَرض مَسْخَفةٌ: قليلة الكلإِ، أُخِذ من الثوب السَّخِيفِ. وأَسْخَفَ الرجلُ: رَقَّ مالُه وقَلَّ؛ قال رؤبة: وإن تَشَكَّيْت من الإسْخاف ونَصْل سَخِيفٌ: طويل عَريض؛ عن أَبي حنيفة. والسَّخْفُ: موضع.

سدف

السَّدَفُ، بالتحريك: ظُلْمة الليل؛ وأَنشد ابن بري لحُمَيْد الأَرْقط: وسَدَفُ الخَيْطِ البَهِيم ساتِرُه وقيل: هو بَعْدَ الجُنْحِ؛ قال: ولقد رَأَيْتُك بالقَوادِمِ مَرَّةً، وعَليَّ مِنْ سَدَفِ العَشِيِّ لِياحُ والجمع أَسْدافٌ؛ قال أَبو كبير: يَرْتَدْنَ ساهِرَةً، كأَنَّ جَمِيمَها وعَمِيمَها أَسْدافُ لَيْلٍ مُظْلِم والسُّدْفةُ والسَّدْفةُ: كالسَّدَف وقد أَسْدَفَ؛ قال العجاج: أَدْفَعُها بالرَّاحِ كيْ تَزَحْلَفا، وأَقْطَعُ الليلَ إذا ما أَسْدَفا أَبو زيد: السُّدْفةُ في لغة بني تَميم الظُّلْمة. قال: والسُّدْفةُ في لغة قَيْس الضَّوْء. وحكى الجوهري عن الأَصمعي: السُّدْفةُ والسَّدْفةُ في لغة نجد الظلمة، وفي لغة غيرهم الضَّوْء، وهو من الأَضْداد؛ وقال في قوله: وأَقْطَعُ الليل إذا ما أَسدفا أَي أَظلَم، أَي أَقطع الليل بالسير فيه؛ قال ابن بري: ومثله للخَطَفى جَدّ جرير: يَرْفَعْنَ بالليلِ، إذا ما أَسْدَفا، أَعْناقَ جِنَّانٍ، وهاماً رُجَّفا والسَّدْفةُ والسُّدْفةُ: طائفة من الليل. والسَّدْفةُ: الضوء، وقيل: اختِلاطُ الضوء والظلمةِ جميعاً كوقت ما بين صلاة الفجر إلى أَوّل الإسْفار. وقال عمارة: السُّدْفةُ ظلمة فيها ضوء من أَول الليل وآخره، ما بين الظلمة إلى الشَّفَق، وما بين الفجر إلى الصلاة. قال الأَزهري: والصحيح ما قال عمارة. اللحياني: أَتيته بِسَدْفةٍ من الليل وسُدْفةٍ وشُدْفةٍ، وهو السَّدَفُ. وقال أَبو عبيدة: أَسْدَفَ الليلُ وأَزْدَفَ وأَشْدَفَ إذا أَرْخَى سُتُورَه وأَظلم، قال: والإسْدافُ من الأَضْداد، يقال: أَسْدِفْ لنا أَي أَضِئْ لنا. وقال أَبو عمرو: إذا كان الرجل قائماً بالباب قلت له: أَسْدِفْ أَي تَنَحَّ عن الباب حتى يُضيءَ البيتُ. الجوهري: أَسْدَفَ الصبحُ أَي أَضاء. يقال: أَسْدِفِ البابَ أَي افْتَحْه حتى يُضيء البيتُ، وفي لغة هوزان أَسْدِفُوا أَي أَسْرِجُوا من السِّراج. الفراء: السَّدَفُ والشَّدَفُ الظلمة، والسَّدَفُ أَيضاً الصُّبح وإقْبالُه؛ وأَنشد الفراء لسَعْدٍ القَرْقَرَةِ، قال المفَضّل: وسعدٌ القَرْقَرةُ رجل من أَهل هَجَرَ وكان النعمان يضحك منه، فدعا النُّعْمان بفرسه اليَحْمُوم وقال لسعدٍ القرقرَة: ارْكبه واطْلُب عليه الوحش، فقال سعد: إذاً واللّه أُصْرَعُ، فأَبى النعمانُ إلا أَنْ يركبه، فلما ركبه سعد نظر إلى بعض ولده قال: وابِأَبي وُجُوهُ اليتامى ثم قال: نحنُ، بَغَرْسِ الوَدِيِّ، أَعلَمُنا مِنَّا بِرَكْضِ الجِيادِ في السَّدَفِ والوَدِيُّ: صِغار النخل، وقوله أَعلمُنا منا جَمعَ بين إضافةِ أَفْعَلَ وبين مِن، وهما لا يجتمعان كما لا تجتمع الأَلف واللام ومن في قولك زيدٌ الأَفضلُ من عمرو، وإنما يجيء هذا في الشعر على أَن تُجعل من بمعنى في كقول الأعشى: ولَسْتُ بالأَكْثَرِ منهم حَصًى أَي ولست بالأَكثر فيهم، وكذا أَعلمنا مِنّا أَي فينا؛ وفي حديث وفد تميم: ونُطْعِمُ الناسَ؛ عِندَ القَحْطِ، كلَّهُمُ من السَّديفِ، إذا لم يُؤنَسِ القَزَعُ السَّدِيفُ: لَحم السَّنامِ، والقَزَعُ: السحابُ، أَي نطعم الشحْم في المَحْل؛ وأَنشد الفراء أَيضاً: بِيضٌ جِعادٌ كأَنَّ أَعْيُنَهُم يَكْحَلُها، في المَلاحِمِ، السَّدَفُ يقول: سوادُ أَعينهم في المَلاحِمِ باقٍ لأَنهم أَنجادٌ لا تَبْرُقُ أَعينهم من الفَزَع فيغيب سوادها. وأَسْدَفَ القومُ: دخلوا في السُّدفة. وليل أَسْدَفُ: مظلم؛ أَنشد يعقوب: فلما عَوَى الذِّئبُ مُسْتَعْقِراً، أَنِسْنا به، والدُّجَى أَسْدَفُ وشرح هذا البيت مذكور في موضعه. والسَّدَفُ: الليلُ؛ قال الشاعر: نَزُورُ العَدوَّ، على نَأْيه، بأَرْعَنَ كالسَّدَفِ المُظْلِمِ وأَنشد ابن بري للهذلي: وماءٍ وَرَدْتُ على خِيفَةٍ، وقد جَنَّه السَّدَفُ المُظلِمُ وقول مُلَيْحٍ: وذُو هَيْدَبٍ يَمْرِي الغَمامَ بِمُسْدِفٍ من البَرْقِ، فيه حَنْتَمٌ مُتَبَعِّجُ مُسْدِفٌ هنا: يكون المُضيء والمظلم، وهو من الأَضداد. وفي حديث علقمةَ الثَّقفي: كان بلال يأَتينا بالسَّحور ونحن مُسْدِفونَ فيَكْشِفُ القُبَّة فيَسْدفُ لنا طعامنا؛ السُّدْفةُ تَقَعُ على الضِّياء والظلمة، والمراد به في هذا الحديث الإضاءةُ، فمعنى مُسْدِفون داخلون في السُّدفةِ، ويُسْدِفُ لنا أَي يضيء، والمراد بالحديث المبالغة في تأْخير السحور. وفي حديث أَبي هريرة: فَصَلِّ الفجر إلى السَّدَفِ أَي إلى بياض النهار. وفي حديث عليّ: وكُشِفَتْ عنهم سُدَفُ الرِّيَبِ أَي ظُلَمُها. وأَسْدَفُوا: أَسْرَجُوا، هَوْزَنيّةٌ أَي لغة هَوازِنَ. والسُّدفةُ: البابُ؛ قالت امرأَة من قَيْسٍ تهجو زوجها: لا يَرْتَدِي مَرادِيَ الحَرِيرِ، ولا يُرى بِسُدْفَةِ الأَميرِ وأَسْدَفَتِ المرأَةُ القِناعَ أَي أَرسلته. ويقال: أَسْدِفِ السِّتْرَ أَي ارْفَعْه حتى يُضيء البيت. وفي حديث أُمّ سلمةَ أَنها قالت لعائشة لما أَرادت الخروج إلى البصرة: تَرَكْتِ عُهَّيْدَى النبي، صلى اللّه عليه وسلم، ووجَّهْتِ سِدافَتَه؛ أَرادتْ بالسِّدافة الحجاب والسِّتْر وتَوْجِيهُها كَشفُها. يقال: سَدَفْتُ الحجاب أَي أَرْخَيْتُه، وحِجاب مَسْدوف؛ قال الأَعشى: بِحِجابٍ من بَيْننا مَسْدُوفِ قالت لها: بِعَيْنِ اللّه مَهْواكِ وعلى رسوله تَرِدينَ قد وجَّهْتِ سِدافَتَه، أَي هَتَكْتِ الستر أَي أَخذْتِ وجهها، ويجوز أَنها أَرادت بقولها سدافته أَي أَزَلْتِها من مكانها الذي أُمِرْتِ أَن تَلْزَمِيه وجعلتِها أَمامك. والسُّدُوفُ والشُّدُوفُ: الشُّخوص تراها من بُعْد. أَبو عمرو: أَسْدَفَ وأَزْدَفَ إذا نام. ويقال: وجَّه فلان سِدافته إذا تركها وخرج منها، وقيل للسِّتر سِدافة لأَنه يُسْدَفُ أَي يُرْخَى عليه. والسَّدِيف: السَّنامُ المُقَطَّعُ، وقيل شَحْمُه؛ ومنه قول طرفة: ويُسْعَى علينا بالسَّدِيفِ المُسَرهدِ وفي الصحاح: السَّديفُ السَّنامُ؛ ومنه قول المُخَبَّل السَّعْدِي (* قوله «قول المخبل إلخ» تقدم في مادة خصف وقال ناشرة بن مالك يرد على المخبل: إذا ما الخصيف العوبثانيّ ساءنا) : إذا ما الخَصِيفُ العَوْبَثانيُّ ساءنا، تَرَكْناه واخْتَرْنا السَّدِيفَ المُسَرهدا وجمع سَدِيفٍ سَدائفُ وسِدافٌ أَيضاً؛ قال سُحَيم عبد بني الحَسْحاسِ: قد أَعْقِرُ النابَ ذاتَ التَّلِيـ ـلِ، حتى أُحاوِلَ منها السديفا قال ابن سيده: يحتمل أَن يكون جمع سُدْفةٍ وأَن يكون لغة فيه. وسدَّفه: قَطَّعَه؛ قال الفرزدق: وكلَّ قِرَى الأَضْيافِ نَقْرِي من القنا، ومُعْتَبَط فيه السَّنامُ المُسَدَّفُ وسَدِيفٌ وسُدَيْفٌ: اسمانِ.

سرف

السَّرَف والإسْرافُ: مُجاوزةُ القَصْدِ. وأَسرفَ في ماله: عَجِلَ من غير قصد، وأَما السَّرَفُ الذي نَهَى اللّه عنه، فهو ما أُنْفِقَ في غير طاعة اللّه، قليلاً كان أَو كثيراً. والإسْرافُ في النفقة: التبذيرُ. وقوله تعالى: والذين إذا أَنْفَقُوا لم يُسْرِفُوا ولم يَقْتُروا؛ قال سفيان: لم يُسْرِفُوا أَي لم يضَعُوه في غير موضعه ولم يَقْتُروا لم يُقَصِّروا به عن حقه؛ وقوله ولا تُسْرِفوا، الإسْرافُ أَكل ما لا يحل أَكله، وقيل: هو مُجاوزةُ القصد في الأَكل مما أَحلَّه اللّه، وقال سفيان: الإسْراف كل ما أُنفق في غير طاعة اللّه، وقال إياسُ بن معاوية: الإسرافُ ما قُصِّر به عن حقّ اللّه. والسَّرَفُ: ضدّ القصد. وأَكَلَه سَرَفاً أَي في عَجَلة. ولا تأْكلُوها إسْرافاً وبِداراً أَن يَكْبَرُوا أَي ومُبادَرة كِبَرهِم، قال بعضهم: إِسْرافاً أَي لا تَأَثَّلُوا منها وكلوا القوت على قدر نَفْعِكم إياهم، وقال بعضهم: معنى من كان فقيراً فليأْكل بالمعروف أَي يأْكل قَرْضاً ولا يأْخذْ من مال اليتيم شيئاً لأَن المعروف أَن يأْكل الإنسان ماله ولا يأْكل مال غيره، والدليل على ذلك قوله تعالى: فإذا دفعتم إليهم أَموالهم فأَشْهِدُوا عليهم. وأَسْرَفَ في الكلام وفي القتل: أَفْرَط. وفي التنزيل العزيز: ومَن قُتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سُلطاناً فلا يُسرِف في القتل؛ قال الزجاج: اخْتُلِفَ في الإسراف في القتل فقيل: هو أَنْ يقتل غير قاتل صاحبه، وقيل: أَن يقتل هو القاتلَ دون السلطان، وقيل: هو أَن لا يَرْضى بقتل واحد حتى يقتل جماعةً لشرف المقتول وخَساسة القاتل أَو أَن يقتل أَشرف من القاتل؛ قال المفسرون: لا يقتل غير قاتله وإذا قتل غير قاتله فقد أَسْرَفَ، والسَّرَفُ: تجاوُزُ ما حُدَّ لك. والسَّرَفُ: الخطأُ، وأَخطأَ الشيءَ: وَضَعَه في غير حَقِّه؛ قال جرير يمدح بني أُمية: أَعْطَوْا هُنَيْدَةَ يَحْدوها ثمانِيةٌ، ما في عَطائِهمُ مَنٌّ ولا سَرَفُ أَي إغْفالٌ، وقيل: ولا خطأ، يريد أَنهم لم يُخْطِئوا في عَطِيَّتِهم ولكنهم وضَعُوها موضعها أَي لا يخْطِئون موضع العَطاء بأَن يُعْطُوه من لا يَسْتَحقُّ ويحرموه المستحق. شمر: سَرَفُ الماء ما ذهَب منه في غير سَقْي ولا نَفْع، يقال: أَروت البئرُ النخيلَ وذهب بقية الماء سَرَفاً؛ قال الهذلي: فكأَنَّ أَوساطَ الجَدِيّةِ وَسْطَها، سَرَفُ الدِّلاء من القَلِيبِ الخِضْرِم وسَرِفْتُ يَمينَه أَي لم أَعْرِفْها؛ قال ساعِدةُ الهذلي: حَلِفَ امْرِئٍ بَرٍّ سَرِفْتُ يَمِينَه، ولِكُلِّ ما قال النُّفُوسُ مُجَرّبُ يقول: ما أَخْفَيْتُك وأَظْهَرْت فإنه سيظهر في التَّجْرِبةِ. والسَّرَفُ: الضَّراوةُ. والسَّرَفُ: اللَّهَجُ بالشيء. وفي الحديث: أَنَّ عائشة، رضي اللّه عنها، قالت: إنَّ للَّحْم سَرَفاً كسَرَفِ الخمر؛ يقال: هو من الإسْرافِ، وقال محمد بن عمرو: أَي ضَراوةً كضراوةِ الخمر وشدّة كشدَّتها، لأَن من اعتادَه ضَرِيَ بأَكله فأَسْرَفَ فيه، فِعْلَ مُدَمِن الخمر في ضَراوته بها وقلة صبره عنها، وقيل: أَراد بالسرَفِ الغفلة؛ قال شمر: ولم أَسمع أَن أحداً ذَهب بالسَّرَفِ إلى الضراوة، قال: وكيف يكون ذلك تفسيراً له وهو ضدّه؟ والضراوة للشيء: كثرةُ الاعتِياد له، والسَّرَف بالشيء: الجهلُ به، إلا أَن تصير الضراوةُ نفسُها سَرَفاً، أَي اعتيادُه وكثرة أَكله سرَفٌ، وقيل: السّرَفُ في الحديث من الإسرافِ والتبذير في النفقة لغير حاجة أَو في غير طاعة اللّه، شبهت ما يَخْرج في الإكثار من اللحم بما يخرج في الخمر، وقد تكرر ذكر الإسراف في الحديث، والغالب على ذكره الإكثار من الذُّنُوب والخطايا واحْتِقابِ الأَوْزار والآثام. والسَّرَفُ: الخَطَأُ. وسَرِفَ الشيءَ، بالكسر، سَرَفاً: أَغْفَلَه وأَخطأَه وجَهِلَه، وذلك سَرْفَتُه وسِرْفَتُه. والسَّرَفُ: الإغفالُ. والسَّرَفُ: الجَهْلُ.وسَرِفَ القومَ: جاوَزهم. والسَّرِفُ: الجاهلُ ورجل سَرِفُ الفُؤاد: مُخْطِئُ الفُؤادِ غافِلُه؛ قال طَرَفةُ: إنَّ امْرأً سَرِفَ الفُؤاد يَرى عَسَلاً بماء سَحابةٍ شَتْمِي سَرِفُ الفؤاد أَي غافل، وسَرِفُ العقل أَي قليل. أَبو زيادٍ الكلابي في حديث: أَرَدْتكم فسَرِفْتُكم أَي أَغْفَلْتُكم. وقوله تعالى: من هو مُسْرِفٌ مُرْتاب؛ كافر شاكٌّ. والسرَفُ: الجهل. والسرَفُ: الإغْفال. ابن الأَعرابي: أَسْرَفَ الرجل إذا جاوز الحَدَّ، وأَسْرَفَ إذا أَخْطأَ، وأَسْرَفَ إذا غَفَل، وأَسرف إِذا جهِلَ. وحكى الأَصمعي عن بعض الأعرابي وواعده أَصحاب له من المسجد مكاناً فأخلفهم فقيل له في ذلك فقال: مررت فسَرِفْتُكم أَي أَغْفَلْتُكم. والسُّرْفةُ: دُودةُ القَزِّ، وقيل: هي دُوَيْبَّةٌ غَبْراء تبني بيتاً حسَناً تكون فيه، وهي التي يُضرَبُ بها المثل فيقال: أَصْنَعُ من سُرْفةٍ، وقيل: هي دُويبة صغيرة مثل نصف العَدَسة تثقب الشجرة ثم تبني فيها بيتاً من عِيدانٍ تجمعها بمثل غزل العنكبوت، وقيل: هي دابة صغيرة جدّاً غَبْراء تأْتي الخشبة فَتَحْفِرُها، ثم تأْتي بقطعة خشبة فتضعها فيها ثم أُخرى ثم أُخرى ثم تَنْسِج مثل نَسْج العنكبوت؛ قال أَبو حنيفة: وقيل السُّرْفةُ دويبة مثل الدودة إلى السواد ما هي، تكون في الحَمْض تبني بيتاً من عيدان مربعاً، تَشُدُّ أَطراف العيدان بشيء مثل غَزْل العنكبوت، وقيل: هي الدودة التي تنسج على بعض الشجر وتأْكل ورقه وتُهْلِكُ ما بقي منه بذلك النسج، وقيل: هي دودة مثل الإصبع شَعْراء رَقْطاء تأْكل ورق الشجر حتى تُعَرِّيَها، وقيل: هي دودة تنسج على نفسها قدر الإصْبع طولاً كالقرطاس ثم تدخله فلا يُوصل إليها، وقيل: هي دويبة خفيفة كأَنها عنكبوت، وقيل: هي دويبة تتخذ لنفسها بيتاً مربعاً من دقاق العيدان تضم بَعضها إلى بعض بلعابها على مثال الناووس ثم تدخل فيه وتموت. ويقال: أَخفُّ من سُرْفة. وأَرض سَرِفةٌ: كثيرة السُّرْفةِ، ووادٍ سَرِفٌ كذلك. وسَرِفَ الطعامُ إذا ائْتَكل حتى كأَنَّ السرفة أَصابته. وسُرِفَتِ الشجرةُ: أَصابتها السُّرْفةُ. وسَرِفَةِ السُّرْفةُ الشجرةَ تَسْرُفها سَرْفاً إذا أَكلت ورَقها؛ حكاه الجوهري عن ابن السكيت. وفي حديث ابن عمر أَنه قال لرجل: إذا أَتيتَ مِنًى فانتهيت إلى موضع كذا فإن هناك سَرْحةً لم تُجْرَدْ ولم تُسْرَفْ، سُرَّ تحتها سبعون نبيّاً فانزل تحتها؛ قال اليزيدي: لم تُسْرَفْ لم تُصِبْها السُّرْفةُ وهي هذه الدودة التي تقدَّم شرحها. قال ابن السكيت: السَّرْفُ، ساكن الراء، مصدر سُرِفَتِ الشجرةُ تُسْرَفُ سَرْفاً إذا وقعت فيها السُّرْفةُ، فهي مَسْرُوفةٌ. وشاة مَسروفَةٌ: مقطوعة الأُذن أَصلاً. والأَُسْرُفُّ: الآنُكُ، فارسية معرَّبة. وسَرِفٌ: موضع؛ قال قيس بن ذَريحٍ: عَفا سَرِفٌ من أَهْله فَسُراوِعُ وقد ترك بعضهم صَرْفَه جعله اسماً للبقعة؛ ومنه قول عيسى بن أَبي جهمة الليثي وذكر قيساً فقال: كان قَيْسُ بن ذَريحٍ منَّا، وكان ظريفاً شاعراً، وكان يكون بمكة ودونها من قُدَيْدٍ وسَرِف وحولَ مكة في بواديها. غيره: وسَرِف اسم موضع. وفي الحديث: أَنه تزوّج مَيْمُونةً بِسَرِف، هو بكسر الراء، موضع من مكة على عشرة أَميال، وقيل: أَقل وأكثر. ومُسْرِفٌ: اسم، وقيل: هو لقب مسلم بن عُقْبَةَ المُرِّي صاحب وقْعةٍ الحَرَّة لأَنه قد أَسْرفَ فيها؛ قال عليّ بن عبد اللّه بن العباس: هُمُ مَنَعُوا ذِمارِي، يومَ جاءتْ كتائِبُ مُسْرِفٍ، وبنو اللَّكِيعَهْ وإسرافيلُ: اسم أعْجمي كأَنه مضاف إلى إيل، قال الأخفش: ويقال في لغة إسْرافِينُ كما قالوا جِبْرِينَ وإِسْمعِينَ وإسْرائين، واللّه أَعلم.

سرعف

السَّرْعَفةُ: حُسْنُ الغِذاء والنَّعمة. وسَرعَفتُ الرجلَ فَتَسَرْعَفَ: أَحْسَنْتُ غِذاءه، وكذلك سَرْهَفْتُه. والمُسَرْعَفُ والمُسَرهفُ: الحَسَنُ الغِذاء؛ قال الشاعر: سَرْعَفْته ما شِئْتَ من سِرعافِ وقال العجاج: بِجِيدِ أَدْماء تَنُوشُ العُلَّفا، وقَصَب إن سُرْعِفَتْ تَسَرْعَفَا والسُّرْعُوفُ: الناعِمُ الطويل، والأُنثى بالهاء سُرْعُوفَةٌ، وكلُّ خفيف طويلٍ سُرْعُوفٌ. الجوهري: السُّرْعُوفُ كل شي ناعم خفيفِ اللحم. والسُّرعُوفةُ: الجرادة من ذلك وتشبّه بها الفرس، وتسمى الفرس سُرْعوفة لخِفّتِها؛ قال الشاعر: وإن أَعْرَضَتْ قلتَ: سُرْعوفةٌ، لها ذَنَبٌ خَلْفَها مُسْبَطِرّْ والسُّرْعُوفةُ: دابة تأْكل الثياب.

سرنف

السِّرْنافُ: الطويل.

سرهف

السَّرْهَفةُ: نَعْمةُ الغِذاء، وقد سَرْهَفَه. والسَّرْهَفُ: المائقُ الأَكُول. والمُسَرْهَفُ والمُسَرْعَفُ: الحسَن الغِذاء. وسرهفت الرجل: أَحسنت غذاءه؛ أَنشد أَبو عمرو: إنك سَرْهَفْتَ غلاماً جَفْرا وسَرْهَفَ غِذاءه إذا أَحْسَنَ غِذاءه.

سعف

السَّعْفُ: أَغصانُ النخلة، وأَكثر ما يقال إذا يبست، وإذا كانت رَطْبة، فهي الشَّطْبةُ؛ قال: إني على العَهْدِ، لستُ أَنْقُضُه، ما اخْضَرَّ في رَأْسِ نَخْلَةٍ سَعَفُ واحدته سَعَفَةٌ، وقيل: السَّعَفةُ النخلةُ نفسُها؛ وشبه امرؤالقيس ناصِيةَ الفرس بِسَعَفِ النخل فقال: وأَرْكَبُ في الرَّوْعِ خَيْفانَةً، كَسَا وَجْهَها سَعَفٌ مُنْتَشِرْ قال الأَزهري: وهذا يدل على أَن السعفَ الورَقُ. قال: والسعَفُ ورَقُ جَرِيدِ النخل الذي يُسَفُّ منه الزُّبْلانُ والجلالُ والمَرَاوِحُ وما أَشبهها، ويجوز السعفُ (* قوله ويجوز السعف إلخ» ظاهره جواز التسكين فيهما لكن الذي في القاموس والصحاح والنهاية الاقتصار على التحريك.) والواحدة سَعفةٌ، ويقال للجريد نَفسِه سَعَفٌ أَيضاً. وقال الأَزهري: الأَغصانُ هي الجَرِيدُ، وورقها السعَفُ، وشوْكُه السُّلاء، والجمع سَعَفٌ وسعَفاتٌ؛ ومنه حديث عمار: لو ضَربُونا حتى يَبْلُغُوا بنا سَعَفاتِ هَجَرَ، وإنما خَصَّ هجر للمُباعَدة في المسافة ولأَنها موصوفة بكثرة الخيل. وفي حديث ابن جبير في صفة الجنة: ونخِيلُها كَرَبُها ذَهَبٌ وسَعَفُها كُسْوةُ أَهْلِ الجنةِ. والسَّعْفةُ والسَّعَفةُ: قُرُوحٌ في رأْس الصبي، وقيل: هي قُروح تخرج بالرأْس ولم يَخُصّ به رأْس صبي ولا غيره؛ وقال كراع: هو داء يخرج بالرأْس ولم يعَيِّنه، وقد سُعِفَ، فهو مسْعُوفٌ. وقال أَبو حاتم: السعفة يقال لها داء الثَّعْلَب تُورِثُ القَرَع. والثَّعالِبُ يُصِيبها هذا الداء فلذلك نسب إليها. وفي الحديث: أَنه رأَى جارية في بيت أُمّ سَلَمَةَ بها سَعْفة، بسكون العين؛ قيل: هي القُروح التي تخرج في رأْس الصبي؛ قال ابن الأَثير: هكذا رواه الحربي بتقديم العين على الفاء والمحفوظ بالعكس. والسَّعَف: داء في أفواه الإبل كالجَرَب يتَمَعَّطُ منه أَنف البعير وخُرْطومُه وشعر عينيه؛ بعير أَسْعَفُ وناقة سَعْفاء، وخَصَّ أَبو عبيد به الإناثَ، وقد سَعِفَ سَعَفاً، ومثله في الغنم الغَرَبُ. وقال أَبو عبيدة في كتاب الخيل: من شياتِ النَّواصي فرس أَسْعَفُ؛ والأَسْعَفُ من الخيل: الأَشْيَبُ الناصيةِ، وناصِيةٌ سَعْفاء، وذلك ما دام فيها لون مُخالِف للبياض، فإذا ابيضَّتْ كلُّها، فهو الأَصْبَغُ، وهي صَبْغاء. والسَّعْفاء من نواصِي الخيل: التي فيها بياض، على أَيّةِ حالاتِها كانت، والاسم السَّعَفُ؛ وبه فسّر بعضهم البيت المُقَدَّم: كسا وجْهها سَعَفٌ مُنْتَشِرْ والسَّعَفُ والسُّعافُ: شُقاقٌ حَوْلَ الظُّفُرِ وتَقَشُّرٌ وتَشَعُّثٌ، وقد سَعِفَتْ يدُه سَعَفاً وسَئِفَتْ. والإسْعافُ: قضاء الحاجة وقد أَسعَفَه بها. ومكان مُساعِفٌ ومنزل مُساعِفٌ أَي قريب. وفي الحديث: فاطمةُ بَضْعةٌ مني يُسْعِفُني ما أَسْعَفَها، من الإسْعافِ الذي هو القُرْبُ والإعانةُ وقضاء الحاجة، أَي يَنالُني ما نالها ويُلِمُّ بي ما أَلمَّ بها. والإسْعافُ والمُساعَفةُ: المُساعَدةُ والمُواتاةُ والقُرْبُ في حُسْنِ مُصافاةٍ ومُعاونةٍ؛ قال: وإنَّ شِفاءَ النَّفْسِ، لو تُسْعِفُ النَّوَى، أُولاتُ الثنايا الغُرِّ والحَدَقِ النُّجْلِ أَي لو تُقَرِّبُ وتُواتي؛ قال أَوس بن حجر: ظَعائِنُ لهْوٍ ودُّهُنَّ مُساعِفُ وقال: إذِ الناس ناسٌ والزمانُ بغِرّةٍ، وإذْ أُمُّ عَمّارٍ صَديقٌ مُساعِفُ وأَسْعَفَه على الأَمْرِ: أَعانَه. وأَسْعَفَ بالرجل: دَنا منه. وأَسْعَفَتْ دارُه إسْعافاً إذا دَنَتْ. وكل شيء دَنا، فقد أَسْعَفَ؛ ومنه قول الراعي: وكائنْ تَرى منْ مُسْعِفٍ بمَنِيّةٍ والسُّعُوفُ: الطبِيعةُ، ولا واحد له. قال ابن الأعرابي: السُّعُوفُ طبائعُ الناسِ من الكَرَمِ وغيره، ويقال للضَّرائب سُعوفٌ، قال: ولم يُسْمَعْ لها بواحد من لفظها. وسُعُوفُ البيتِ: فُرُشُه وأَمْتِعَتُه، الواحد سَعَفٌ، بالتحريك. والسُّعوف: جِهازُ العَرُوسِ. وإنه لَسَعَفُ سَوْء أَي مَتاعُ سَوْء أو عبد سوء، وقيل: كلُّ شيء جادَ وبَلَغَ من عِلْقٍ أَو دارٍ أَو مملُوك ملكته، فهو سَعَفٌ. وسَعْفةُ: اسم رجل. والتَّسْعِيفُ بالمِسْكِ: أَن يُرَوَّحَ بأَفاويه الطِّيبِ ويُخْلَطَ بالأَدْهانِ الطَّيِّبةِ. يقال: سَعِّفْ لي دُهْني. قال ابن بري: والسَّعَفُ ضرب من الذُّبابِ؛ قال عَدِيُّ بن الرِّقاعِ: حتى أَتَيْت مُرِيّاً، وهو مُنْكَرِسٌ كاللَّيْثِ، يَضْرِبُه في الغابةِ السَّعَفُ

سفف

سَفِفْتُ السَّويقَ والدَّواءَ ونحوهما، بالكسر، أَسَفُّه سَفّاً واسْتَفَفْتُه: قَمِحْتُه إذا أَخذته غير ملتوت، وكل دَواء يؤخذ غير معجون فهو سَفُوفٌ، بفتح السين، مثل سَفُوفِ حبّ الرُّمان ونحوه، والاسم السُّفّةُ والسَّفُوفُ. واقْتماحُ كل شيء يابس سَفٌّ؛ والسَّفوفُ: اسم لما يُسْتَفُّ. وقال أَبو زيد: سَفِفْتُ الماءَ أَسَفُّه سَفّاً وسَفِتُّه أَسْفَتُه سَفْتاً إذا أَكثرت منه وأَنت في ذلك لا تَرْوَى. والسُّفَّةُ: القُمْحةُ. والسَّفَّةُ: فِعْل مرة. الجوهري: سُفّة من السويق، بالضم، أَي حَبّة منه وقُبْضةٌ. وفي حديث أَبي ذر: قالت له امرأَة: ما في بيتك سُفَّةٌ ولا هِفّةٌ؛ السُّفَّة ما يُسَفُّ من الخُوص كالزَّبيل ونحوه أَي يُنْسَجُ، قال: ويحتمل أَن يكون من السَّفُوفِ أَي ما يُسْتَفُّ. وأَسَفَّ الجُرْحَ الدّواءَ: حَشاه به، وأَسَفَّ الوَشْمَ بالنَّؤُورِ: حَشاهُ، وأَسَفَّه إياه كذلك؛ قال مليح: أَو كالـْوشُومِ أَسَفَّتْها يَمانـِيةٌ من حَضْرَمَوْتَ نُؤُوراً، وهو مَـمْزوجُ وفي الحديث: أُتي برجل فقيل إنه سرق فكأَنما أُسِفَّ وجْهُ رسولِ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، أَي تغيّر وجْهُه واكْمَدَّ كأَنما ذُرَّ عليه شيء غيّره، من قولهم أَسْفَفْتُ الوَشْم وهو أَن يُغْرَزَ الجلدُ بإبرة ثم تُحْشى الـمَغارِزُ كُحْلاً. الجوهري: وأُسِفَّ وجهُه النَّؤُورَ أَي ذُرّ عليه؛ قال ضابئ بن الحرث البُرْجُمِي يصف ثوراً: شَديدُ بَريقِ الحاجِبَيْنِ كأَنما أُسِفَّ صَلى نارٍ، فأَصْبَحَ أَكْحَلا وقال لبيد: أَو رَجْعُ واشِمة أُسِفَّ نَؤُورُها كِفَفاً تَعَرَّضَ، فَوْقَهُنَّ، وِشامُها وفي الحديث: أَن رجلاً شكا إليه جِيرانَه مع إحْسانِه إليهم فقال: إن كان كذلك فكأَنما تُسِفُّهم المَلُّ؛ المَلِّ: الرَّمادُ الحارُّ، أَي تَجعل وجُوههم كلوْن الرماد، وقيل: هو من سَفِفْتُ الدواء أَسَفُّه وأَسْفَفْتُه غيري، وفي حديث آخر: سَفُّ المَلّةِ خير من ذلك. والسَّفُوفُ: سَوادُ اللَّثةِ. وسَفَفْتُ الخُوصَ أَسُفُّه، بالضم سَفّاً وأَسْفَفْتُه إسْفافاً أَي نسجته بعضَه في بعض، وكلُّ شيء ينسج بالأَصابع فهو الإسْفاف. قال أَبو منصور: سَفَفْتُ الخوص، بغير أَلف، معروفة صحيحة؛ ومنه قيل لتصدير الرَّحْل سَفِيف لأَنه مُعْتَرِض كسَفِيف الخوص. والسُّفّة ما سُفَّ من الخوص وجعل مقدار الزَّبيل والجُلَّةِ. أَبو عبيد: رَمَلْتُ الحَصِير وأَرْمَلْتُه وسَفَفْتُه وأَسْفَفْتُه معناه كله نسجته. وفي حديث إبراهيم النخعي: أَنه كره أَن يُوصلَ الشعر، وقال لا بأْس بالسُّفّة؛ السُّفّة: شيء من القَرامل تَضَعُه المرأَة على رأْسها وفي شعرها ليطول، وأَصله من سَفِّ الخوص ونسْجِه. وسَفِيفَةٌ من خوص: نَسِيجةٌ من خوص. والسفِيفة: الدَّوْخَلَّةُ من الخوص قبل أَن تُرْمَل أَي تنسج. والسُّفّةُ العَرَقةُ من الخوص المُسَفّ. اليزيدي: أَسْفَفْتُ الخوص إسْفافاً قارَبْتُ بعضه من بعض، وكلُّه من الإلصاق والقُرب، وكذلك من غير الخوص؛ وأَنشد: بَرَداً تُسَفُّ لِثاتُه بالإثْمِدِ (* هذا الشطر للنابغة وهو في ديوانه: تجلو بقادمتي حمامةِ أيكةٍ * برداً أُسِفّ لِثاته بالإثمدِ) وأَحْسَنُ اللِّثاتِ الحُمُّ. والسَّفِيفَةُ: بِطانٌ عَريضٌ يُشَدُّ به الرَّحْلُ. والسَّفِيفُ: حِزامُ الرَّحْل والهَوْدَج. والسَّفائفُ ما عَرُضَ من الأَغْراضِ، وقيل: هي جميعها. وأَسَفَّ الطائِرُ والسَّحابةُ وغيرُهما: دَنا من الأَرض؛ قال أَوْس بن حَجَر أَو عبيد بن الأَبرص يصف سحاباً قد تَدلى حتى قَرُب من الأَرض: دانٍ مُسِفٍّ، فَوَيْقَ الأَرضِ هَيْدَبُه، يكادُ يَدْفَعُه من قامَ بالرَّاحِ وأَسَفَّ الفَحلُ: أَمال رأْسَه للعَضِيضِ. وأَسَفَّ إلى مَداقِّ الأُمور وأَلائمها: دَنا. وفي الصحاح: أَسَفَّ الرجلُ أَي تَتَبَّعَ مَداقَّ الأُمور، ومنه قيل للَّئيم العَطِيّةِ مُسَفْسِفٌ، وفي نسخة مُسَفِّف؛ وأَنشد ابن بري: وسامِ جَسِيماتِ الأَُمور، ولا تكنْ مُسِفّاً، إلى ما دَقَّ منهنَّ، دانِيا وفي حديث عليّ، عليه السلام: لكني أَسْفَفْتُ إذ أَسَفُّوا؛ أَسَفَّ الطائر إذا دنا من الأَرض في طيرانه. وأَسفّ الرَّجل الأَمر إذا قاربه. وأَسفَّ: أَحدّ النظر، زاد الفارسي: وصوّب إلى الأَرض. وروي عن الشعبي: أَنه كره أَن يُسِفَّ الرجلُ النظر إلى أُمّه أَو ابنته أَو أُخته أَي يُحِدَّ النظر إليهن ويُديمه. قال أَبو عبيد: الإسْفاف شِدَّة النظر وحِدّته؛ وكلُّ شيء لَزِمَ شيئاً ولَصِقَ به، فهو مُسِفٌّ، وأَنشد بيت عبيد. والطائر يُسِفُّ إذا طار على وجه الأَرض. وسَفِيفُ أُذُنَي الذئب: حِدَّتُهما؛ ومنه قول أَبي العارم في صفة الذئب: فرأَيت سَفِيفَ أُذُنيه، ولم يفسره. ابن الأَعرابي: والسُّفُّ والسِّفُّ من الحيات الشجاع. شمر وغيره: السّفُّ الحية؛ قال الهذلي: جَمِيلَ المُحَيّا ماجداً وابن ماجِدٍ وسُِفّاً ، إذا ما صَرَّحَ المَوْتُ أَفْرعا والسُّفُّ والسِّفُّ: حَيَّةٌ تطير في الهواء؛ وأَنشد الليث: وحتى لَو انَّ السُِّفَّ ذا الرِّيشِ عَضَّني، لـمَا ضَرَّني منْ فيه نابٌ ولا ثَعْرُ قال: الثَّعْرُ السم. قال ابن سيده: وربما خُصَّ به الأَرْقَمُ؛ وقال الدَّاخِلُ بن حرامٍ الهُذَلي: لَعَمْرِي لقد أَعْلَمْت خِرْقاً مُبرَّأً وسُفّاً، إذا ما صَرَّحَ المَوْتُ أَرْوَعا أَراد: ورجلاً مثل سفٍّ إذا ما صرَّح الموتُ. والمُسَفْسِفةُ والسَّفْسافةُ: الرِّيح التي تجري فُوَيْقَ الأَرض؛ قال الشاعر: وسَفْسَفَتْ مُلاَّحَ هَيْفٍ ذابِلا أَي طَيّرَتْه على وجه الأَرض. والسَّفْسافُ: ما دَقَّ من التراب. والمُسَفْسِفَةُ: الرِّيحُ التي تُثِيرُه. والسَّفْسافُ: التراب الهابي؛ قال كثيِّر: وهاج بِسَفْسافِ التراب عَقِيمها والسَّفْسَفَةُ: انْتِخالُ الدَّقِيق بالمُنخُل ونحوه؛ قال رؤبة: إذا مَساحِيجُ الرِّياحِ السُّفَّنِ سَفْسَفْنَ في أَرْجاء خاوٍ مُزْمِنِ وسَفْسافُ الشِّعْر: رَدِيئُه. وشِعْر سَفْسافٌ: رَدِيء. وسَفْسافُ الأَخْلاقِ: رَديئُها. وفي الحديث: إِن اللّه تبارك وتعالى يُحِبُّ مَعاليَ الأُمورِ ويُبْغِضُ سَفْسافَها؛ أَرادَ مداقَّ الأُمورِ ومَلائمَها، شبهت بما دَقَّ من سَفْساف التراب؛ وقال لبيد: وإذا دَفَنْتَ أَباكَ، فاجْـ ـعَلْ فَوْقَه خَشَباً وطِينَا لِيَقِينَ وَجْه الأَمْرٍ سَفْـ سافَ التُّرابِ، ولنْ يَقِينا والسَّفْسافُ: الرَّدِيء من كل شيءٍ، والأَمرُ الحقِير وكلُ عَمَل دُونَ الإحْكام سَفْساف، وقد سَفْسَف عَمَله. زفي حديث آخر: إنَّ اللّه رَضِيَ لكم مَكارِمَ الأَخْلاقِ وكره لكم سَفْسافَها؛ السفساف: الأَمرُ الحَقِير والرَّديء من كل شيء، وهو ضدّ المعالي والمَكارِم، وأَصله ما يطير من غبار الدَّقيق إذا نُخِلَ والترابِ إذا أُثير. وفي حديث فاطمةَ بنت قَيس: إني أَخافُ عليكِ سَفاسِفَه؛ قال ابن الأَثير: هكذا أَخرجه أَبو موسى في السين والفاء ولم يفسره، وقال: ذكره العسكري بالفاء والقاف، ولم يورده أَيضاً في السين والقاف، قال: والمشهور المحفوظ في حديث فاطمة إنما هو: إني أَخاف عليك قَسْقاسَتَه، بقافين قبل السينين، وهي العصا؛ قال: فأَما سَفاسِفُه وسَقاسِقُه بالفاء والقاف فلا أَعرفه إلا أَن يكون من قولهم لطرائق السيف سَفاسِقُه، بفاء بعدها قاف، وهي التي يقال لها الفِرِنْدُ، فارسية معرَّبة. والمُسَفْسِفُ: اللئيمُ الطبيعةِ. والسَّفْسَفُ: ضرب من النبات. والسَّفِيفُ: اسم من أَسماء إبليس، وفي نسخة: السَّفْسَفُ من أَسماء إبليس. وسَفْ تَفْعَلُ، ساكنة الفاء، أَي سوف تَفْعَلُ؛ قال ابن سيده: حكاه ثعلب.

سقف

السَّقْفُ: غِماءُ البيت، والجمع سُقُفٌ وسُقُوفٌ، فأَما قراءة من قرأ: لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبُيوتهم سَقْفاً من فِضَّة. فهو واحد يدل على الجمع، أَي لجعلنا لبيت كل واحد منهم سَقْفاً من فِضّة، وقال الفراء في قوله سُقُفاً من فضة: إن شئت جعلت واحدتها سَقِيفةً، وإن شئت جعلتها جمع الجمع كأَنك قلت سَقْفاً وسُقُوفاً ثم سُقُفاً كما قال: حتى إذا بُلَّتْ حَلاقِيمُ الحُلُقْ وقال الفراء: سُقُفاً إنما هو جمع سَقِيفٍ كما تقول كَثِيبٌ وكُثُبٌ، وقد سَقَفَ البيتَ يَسْقَفُه سَقْفاً والسماء سَقْفٌ على الأَرض، ولذلك ذكِّر في قوله تعالى: السماء مُنْفَطِرٌ به، والسَّقْفِ المرفوعِ. وفي التنزيل العزيز: وجعلنا السماء سَقْفاً محفوظاً. والسَّقِيفةُ: كل بناء سُقِفَتْ به صُفَّةٌ أَو شِبْهُها مـما يكون بارِزاً، أُلْزِمَ هذا الاسمَ لِتَفْرِقةِ ما بين الأَشياء. والسَّقْفُ: السماء. والسّقيفَةُ: الصُّفَّةُ، ومنه سَقِيفةُ بني ساعِدةَ. وفي حديث اجتماع المهاجرين والأَنصار في سَقيفِة بني ساعدةَ: هي صُفّة لها سَقْف، فَعيلةٌ بمعنى مفعُولة. ابن سيده: وكل طريقةٍ دقيقةٍ طويلةٍ من الذهب والفِضة ونحوهما من الجوهر سَقِيفَةٌ. والسّقِيفةُ: لَوْحُ السّفينةِ، والجمع سَقائفُ، وكلُّ ضريبةٍ من الذهب والفضة إذا ضُرِبَتْ دقيقةً طويلةً سَقِيفةٌ؛ قال بِشر بن أَبي خازم يصفُ سفينةً: مُعَبَّدةِ السَّقائِف ذات دُسْرٍ، مُضَبّرَةٍ جوانِبُها رداحِ والسّقائِفُ: طوائفُ ناموسِ الصائد؛ قال أَوْس بن حَجَر: فَلاقَى عليها، من صباحَ، مُدمِّراً، لِنامُوسِه من الصّفِيحِ سَقائِفُ وهي كل خشَبة عَرِيضةٍ أَو حَجر سُقِفَتْ به قُتْرة. غيره: والسّقيفةُ كلُّ خشبة عريضة كاللوح أَو حجر عريض يُستطاع أَن يُسَقّفَ به قترةٌ أَو غيرها، وأَنشد بيت أَوس بن حجر، والصادُ لغة فيها. والسّقائِفُ: عِيدانُ المُجَبِّر كلُّ جِبارةٍ منها سَقِيفة؛ قال الفرزدق: وكنت كَذِي ساقٍ تَهَيَّضَ كَسْرُها، إذا انْقَطَعَتْ عنها سُيُورُ السَّقائِفِ الليث: السَّقِيفةُ خشبة عريضةٌ طويلة توضع، يُلَفُّ عليها البَوارِي، فوق سُطوحِ أَهل البصرة. والسّقائفُ: أَضْلاعُ البعير. التهذيب: وأَضلاعُ البعير تسمى سَقائِفَ جَنْبَيْه، كل واحد منها سَقيفةٌ. والسَّقَفُ: أَن تَمِيلَ الرِّجلُ على وحْشِيّها. والسَّقَفُ، بالتحريك: طول في انحناء، سَقِفَ سَقَفاً، وهو أَسْقَفُ. وفي مَقْتَلِ عثمان، رضي اللّه عنه: فأَقبل رجل مُسَقَّفٌ بالسِّهامِ فأَهْوَى بها إليه، أَي طويل، وبه سمِّي السَّقْفُ لِعُلُوِّه وطول جِدارِه. والمُسَقّفُ: كالأَسْقَفِ وهو بَيِّنُ السَّقَفِ، ومنه اشْتُقَّ أُسْقُفُّ النصارى لأَنه يَتَخاشعُ؛ قال المسيب بن علس يذكر غَوّاصاً: فانصَب أَسْقف رأْسه لبدٌ نزعَتْ رباعيتاه الصَّبِرْ (* هكذا بالأَصل.) ونَعامة سَقْفاء: طويلة العُنق. والأَسْقَفُ: المُنْحني. وحكى ابن بري قال: والسقفاء من صفة النعامة؛ وأَنشد: والبَهْوُ بَهْوُ نَعامةٍ سَقْفاء والأَسْقُفُّ: رئيس النصارى في الدِّين، أَعجمي تكلمت به العرب ولا نظير له إلا أُسْرُبٌّ، والجمع أَساقِفُ وأَساقِفةٌ. وفي التهذيب: والأَسْقُفُّ رأْس من رؤوس النصارى. وفي حديث أَبي سُفْيان وهِرَقْل: أَسْقَفَه على نصارى الشام أَي جعله أُسْقُفاً عليهم وهو العالم الرئيس من عُلماء النصارى، وهو اسم سُرْيانيّ، قال: ويحتمل أَن يكون سمي به لخُضُوعه وانحنائِه في عِبادتِه. وفي حديث عمر رضي اللّه عنه: أُسقُفٌّ من سقِّيفاهُ؛ هو مصدر كالخِلِّيفَى من الخِلافةِ، أَي لا يُمْنع من تَسَقُّفِه وما يُعانيه من أَمر دينه وتقْدِمَته. ويقال: لَحْيٌ سَقْفٌ أَي طويل مُسْتَرْخٍ. وقال الفراء: أَسْقُفُ اسم بلد، وقالوا أَيضاً: أُسْقُفُ نَجْرانَ. وأَما قول الحجاج: إيايَ وهذه السُّقَفاء، فلا يعرف ما هو، وحكى ابن الأَثير عن الزمخشري قال: قيل هو تصحيف، قال: والصواب شُفَعاء جمع شَفِيعٍ لأَنهم كانوا يجتمعون إلى السلطان فَيَشْفَعُون في أَصحاب الجَرائِم، فنهاهم عن ذلك لأَن كل واحد منهم يشفع للآخر كما نهاهم عن الاجتماع في قوله: إيايَ وهذه الزَّرافاتِ. وسُقْفٌ: موضع.

سكف

الأُسْكُفّةُ والأَسْكُوفةُ: عَتَبةُ البابِ التي يُوطَأُ عليها، والسَّاكِفُ أَعلاه الذي يَدُورُ فيه الصائرُ، والصائرُ أَسْفَلُ طَرَفِ البابِ الذي يَدُور أَعلاه؛ وأَنشد ابن بري لجرير أَو الفرزدق، والشكُّ منه: ما بالُ لَوْمِكَها وجِئْتَ تَعْتِلُها، حتى اقْتَحَمْتَ بها أُسْكُفَّةَ البابِ كِلاهما حِينَ جَدَّ الجَرْيُ بينهما قد أَقْلَعا، وكِلا أَنْفَيْهِما رابي (* هذان البيتان للفرزدق، قالهما في أم غيلان بنت جرير، وكان جرير زوّجها الأبلق الأسدي.) وجعله أَحمد بن يحيى من اسْتَكَفَّ الشيءُ أَي انْقبَض.قال ابن جني: وهذا أَمْرٌ لا يُنادَى وَلِيدُه. أَبو سعيد: يقال لا أَتَسَكَّفُ لك بيتاً مأْخوذ من الأَسْكُفّةِ أَي لا أَدخل له بيتاً. والأُسْكُفُّ: مَنابِتُ الأَشْفار، وقيل: شعر العين نفسُه؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: تُخِيلُ عَيْناً حالِكاً أُسْكُفُّها، لا يُعْزِبُ الكحلَ السَّحِيقَ ذَرْفُها أُسكفها: منابتُ أَشفارها، وقوله لا يُعزبُ الكحلَ السحيق ذَرْفُها يقول: هذا خِلْقة فيها ولا كُحْل ثَمّ، وذَرْفُها: دَمْعُها؛ وأَنشد أَيضاً:حَوْراء، في أَُسْكُفِّ عَيْنَيها وَطَفْ، وفي الثَّنايا البِيض منْ فِيها رَهَفْ الرَّهَفُ: الرقة. الجوهري: الإسكافُ واحد الأَساكِفةِ. ابن سيده: والسَّيْكَفُ والأَسكَفُ والأُسْكُوفُ والإسكافُ كله الصانعُ، أَيّاً كان، وخصَّ بعضهم به النَّجّارَ؛ قال: لم يَبْقَ إلا مِنْطَقٌ وأَطْرافْ، وبُرْدَتانِ وقَمِيصٌ هَفْهافْ، وشُعْبَتا مَيْسٍ بَراها إسْكافْ المِنْطَقُ والنِّطاقُ واحد، ويروى مَنْطِقٌ، بفتح الميم، يريد كلامه ولسانه، وأَراد بالأَطْرافِ الأَصابعَ، وجعلُ النجّارِ إسْكافاً على التوهم، أَراد براها النَّجار؛ كما قال ابن أَحمر: لم تَدْرِ ما نَسْجُ اليَرَنْدَجِ قَبْلَها، ودِراسُ أَعْوَصَ دارِسٍ مُتَخَدِّدِ اليرندج: الجِلد الأَسود يُعْمَلُ منه الخِفافُ، وظنّ ابن أَحمر أَنه يُنْسَج، وأَراد أَنها غِرَّة نشأَت في نَعْمة، ولم تَدْرِ عَوِيصَ الكلام، وقال الأَصمعي: يقول خَدَعْتها بكلامَ حسن كأَنه أَرَنْدَجٌ منسوج، وقوله دارِس متخدد أَي يَغْمَضُ أَحْياناً ويظهر أَحياناً؛ وقال أَبو نخيلة:بَرِّيّة لم تأْكلِ المُرَقّقا، ولم تَذُقْ مِن البُقُولِ فُسْتُقا (* قوله «برية» المشهور: جارية.) وقال زهير: فَتُنْتَجْ لكم غِلمانَ أَشأَم، كلُّهُمْ كأَحْمَرِ عاد ثم تُرْضِعْ فَتَفْطِمِ وقال آخر: جائِفُ القَرْعة أَصْنَع حَسِبَ أَنَّ القَرْعة معمولةٌ؛ قال ابن بري: هذا مثل يقال لمن عَمِلَ عملاً وظنَّ أَنه لا يَصْنع أَحد مِثْله، فيقال: جائفُ القرعةِ أَصنعُ منكَ، وحِرْفةُ الإسْكافِ السِّكافةُ والأُسْكُفّةُ؛ الأَخيرة نادرة عن الفراء.الليث: الإسْكاف مصدره السِّكافةُ، ولا فِعْل له، ابن الأَعرابي: أَسْكَفَ الرجلُ إذا صار إسْكافاً. والإسكافُ عند العرب: كلُّ صانعٍ غيرِ مَن يعمل الخِفاف، فإذا أَرادوا معنى الإسكاف في الحضَر قالوا هو الأَسْكَفُ؛ وأَنشد: وَضَعَ الأَسْكَفُ فيه رُقَعاً، مِثْلَ ما ضَمّدَ جَنْبَيْه الطَّحَلْ قال الجوهري: قولُ من قال كلُّ صانع عند العرب إسْكافٌ غير معروف؛ قال ابن بري: وقول الأَعشى: أَرَنْدَج إسْكاف خطا (* هكذا بالأصل.) خطأٌ. قال شمر: سمعت ابن الفَقْعَسيّ يقول: إنك لإسْكافٌ بهذا الأَمر أَي حاذِقٌ؛ وأَنشد يصف بئراً: حتى طَوَيْناها كَطَيِّ الإسْكافْ قال: والإسْكافُ الحاذِقُ، قال: ويقال رجل إسْكافٌ وأُسْكُوف للخَفّاف.

سلف

سَلَفَ يَسْلُفُ سَلَفاً وسُلُوفاً: تقدَّم؛ وقوله: وما كلُّ مُبْتاعٍ، ولو سَلْفَ صَفْقُه، بِراجِعِ ما قد فاتَه برَدادِ إنما أَراد سَلَفَ فأَسكن للضرورة، وهذا إنما أَجازه الكوفيون (* هكذا بياض في الأصل.) ...... في المكسور والمضموم كقوله في عَلِم عَلْمَ وفي كَرُمَ كَرْمَ، فأَما في المفتوح فلا يجوز عندهم؛ قال سيبويه: أَلا ترى أَن الذي يقول في كَبِدٍ كَبْدٍ. وفي عْضُدٍ عَضْدٍ لا يقول في جَمَلٍ جَمْل؟ وأَجاز الكوفيون ذلك واستظهروا بهذا البيت الذي تقدم إنشاده. والسَّالِفُ: المتقدمُ. والسَّلَفُ والسَّلِيفُ والسُّلْفَةُ: الجماعَةُ المتقدمون. وقوله عز وجل: فجعلناهم سَلَفاً ومَثلاً للآخرين، ويُقرأُ: سُلُفاً وسُلَفاً؛ قال الزجاج: سُلُفاً جمع سَلِيفٍ أَي جَمْعاً قد مضى، ومن قرأَ سُلَفاً فهو جمع سُلْفةٍ أَي عُصبة قد مضت. والتَّسْلِيفُ: التَّقديم؛ وقال الفراء: يقول جعلناهم سلَفاً متقدّمين ليتعظ بهم الآخِرون، وقرأَ يحيى بن وثّابٍ: سُلُفاً مضمومةً مُثقلة، قال: وزعم القاسم أَنه سمع واحدها سَلِيفاً، قال: وقرئ سُلَفاً كأَن واحدته سُلْفةٌ أَي قِطْعة من الناس مثل أُمّةٍ. الليث: الأُمم السَّالِفةُ الماضية أَمام الغابرة وتُجْمع سَوالِفَ؛ وأَنشد في ذلك: ولاقَتْ مَناياها القُرُونُ السَّوالِفُ، كذلك تَلْقاها القُرونُ الخَوالِفُ الجوهري: سَلَفَ يَسْلُفُ سَلَفاً مثال طلَبَ يَطلُب طلَباً أَي مضى. والقومُ السُّلاَّفُ: المتقدّمون. وسَلَفُ الرجل: آباؤُه المتقدّمون، والجمع أَسْلاف وسُلاَّفٌ. وقال ابن بري: سُلاَّفٌ ليس بجمع لسَلَفٍ وإما هو جمع سالِفٍ للمتقدّم، وجمع سالِفٍ أَيضاً سَلَفٌ، ومثله خالفٌ وخَلَفٌ، ويجيء السلَفُ على معان: السَّلَفُ القَرْضُ والسَّلَم، ومصدر سَلَفَ سَلَفاً مضى، والسَّلَفُ أَيضاً كلُّ عملٍ قدَّمه العبدُ، والسَّلَفُ القوم المتقدّمون في السير؛ قال قيس بن الخطيم: لو عَرّجُوا ساعةً نُسائِلُهُمْ، رَيْثَ يُضَحّي جِمالَه السَّلَفُ والسَّلُوفُ: الناقةُ تكون في أَوائل الإبل إذا وردت الماء. ويقال: سَلَفَت الناقةُ سُلُوفاً تقدّمت في أَول الوِرْد. والسَّلُوفُ: السريع من الخيل. وأَسْلَفه مالاً وسَلَّفَه: أَقْرَضه؛ قال: تُسَلِّفُ الجارَ شِرْباً، وهي حائمةٌ، والماءُ لَزْنٌ بكيءُ العَيْن مُقْتَسَم وأَسْلَفَ في الشيء: سَلَّم، والاسم منهما السَّلَفُ. غيره: السَّلَفُ نوع من البيوع يُعَجَّل فيه الثمن وتضبط السِّلْعةُ بالوصف إلى أَجل معلوم، وقد أَسْلَفْتُ في كذا، واسْتَسْلَفْت منه دراهم وتَسلَّفْت فأَسلفني. الليث: السَّلَفُ القَرْضُ، والفعل أَسْلَفْت. يقال: أَسْلَفْتُه مالاً أَي أَقْرَضْتُه. قال الأَزهري: كلُّ مالٍ قدَّمته في ثمن سلعة مَضْمونة اشتريتها لصفة، فهو سَلَف وسَلَم. وروي عن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، أَنه قال: مَن سَلَّفَ فَلْيُسْلِفْ في كيل معلوم ووزن معلوم إلى أَجل معلوم؛ أَراد من قدَّم مالاً ودفَعه إلى رجل في سلعة مضمونة. يقال سلَّفْتُ وأَسْلَفْت تَسْلِيفاً وإسْلافاً وأَسْلَمْت بمعنى واحد، والاسم السلَف، قال: وهذا هو الذي تسميه عوامُّ الناس عندنا السَّلَم. قال: والسَّلَفُ في المُعاملات له معنيان: أَحدهما القَرْضُ الذي لا منفعة للمُقْرِض فيه غير الأَجر والشكر وعلى المُقْتَرِض ردُّه كما أَخذه، والعربُ تسمي القَرْض سلَفاً كما ذكره الليث، والمعنى الثاني في السلف هو أَن يُعْطِي مالاً في سِلعة إلى أَجل معلوم بزيادة في السِّعْر الموجود عند السَّلَف، وذلك مَنْفعة للمُسْلِفِ، ويقال له سلَم دون الأَول قال: وهو في المعنيين معاً اسم من أَسلفت، وكذلك السلَم اسم من أَسْلَمْتُ. وفي الحديث: أَنه اسْتَسْلَفَ من أَعرابي بَكراً أَي اسْتَقْرَضَ. وفي الحديث: لا يَحِلُّ سَلَفٌ وبَيْعٌ؛ هو مثل أَن يقول بعتُك هذا العبد بأَلف على أَن تُسْلِفَني أَلفاً في مَتاع أَو على أَن تُقْرِضَني أَلفاً، لأَنه إنما يُقْرِضُه لِيُحابيَه في الثمن فيدخل في حدّ الجهَالة، ولأَنَّ كل قَرْض جَرَّ مَنْفعةً فهو رِباً، ولأَنَّ في العقْد شرطاً ولا يَصِحُّ. وللسَّلَف مَعْنيان آخران: أَحدهما أَن كل شيء قدَّمه العبدُ من عمل صالح أَو ولد فَرَط يُقَدِّمه، فهو له سَلَفٌ، وقد سَلَفَ له عمل صالح، والسلَفُ أَيضاً: من تقدَّمَك من آبائك وذوي قَرابَتِك الذين هم فوقَك في السنِّ والفَضْل، واحدهم سالِفٌ؛ ومنه قول طُفيل الغَنَوي يَرْثي قومه: مَضَوْا سَلَفاً قَصْدُ السبيلِ عليهمُ، وصَرْفُ المَنايا بالرِّجال تَقَلَّبُ أَراد أَنهم تقدّمونا وقصدُ سَبيلِنا عليهم أَي نموت كما ماتوا فنكون سَلَفاً لمن بعدنا كما كانوا سلفاً لنا. وفي الدعاء للميت: واجعله سلَفاً لنا؛ قيل: هو من سَلَفِ المال كأَنه قد أَسْلَفَه وجعله ثمناً للأَجر والثواب الذي يُجازى على الصبر عليه، وقيل: سَلَفُ الإنسان مَن تقدَّمه بالموت من آبائه وذوي قَرابته، ولهذا سمي الصدْر الأَول من التابعين السلَف الصالح؛ ومنه حديث مَذْحِجٍ: نحن عُبابُ سَلَفِها أَي مُعْظَمها وهم الماضون منها. وجاءَني سَلَفٌ من الناس أَي جماعة. أَبو زيد: جاء القوم سُلْفةً سُلفةً إذا جاء بعضهم في إثر بعض. وسُلاَّفُ العَسْكر: مُتَقَدِّمتُهم. وسَلَفْتُ القوم وأَنا أَسْلُفُهم سَلَفاً إذا تقدَّمْتهم. والسالِفةُ: أَعلى العُنُق، وقيل: ناحيةُ مُقدَّمِ العنق من لَدُنْ مُعَلَّقِ القُرْط على قَلْتِ التَّرْقُوَةِ. والسالِفُ: أَعلى العنق، وقيل: هي ناحيته من معلق القرط على الحاقنة. وحكى اللحياني: إنها لوَضّاحةُ السَّوالِفِ، جعلوا كل جزء منها سالِفةً ثم جمع على هذا. وفي حديث الحديبية: لأُقاتِلَنَّهم على أَمْري حتى تَنْفَرد سالِفتي؛ هي صَفْحة العنق، وهما سالِفَتانِ من جانِبَيه، وكَنى بانْفِرادِها عن الموت لأَنها لا تنفرد عما يليها إلا بالموت، وقيل: أَراد حتى يُفَرَّقَ بين رأْسي وجَسدي. وسالِفةُ الفرَس وغيره: هادِيتُه أَي ما تقدَّم من عُنقه. وسُلافُ الخمر وسُلافَتُها: أَوَّل ما يُعْصَر منها، وقيل: هو ما سال من غير عصر، وقيل: هو أَوَّلُ ما ينزل منها، وقيل: السُلافةُ أَوَّلُ كل شيء عُصِر، وقيل: هو أَوَّل ما يُرفع من الزبيب، والنَّطْلُ ما أَعِيدَ عليه الماء. التهذيب: السُّلافةُ من الخمر أَخْلَصُها وأَفْضَلُها، وذلك إذا تَحَلَّب من العنب بلا عَصْرٍ ولا مَرْثٍ، وكذلك من التمر والزبيب ما لم يُعَدْ عليه الماء بعد تَحَلُّب أَوَّله. والسلافُ: ما سال من عصير العنب قبل أَن يعصر، ويسمى الخمر سُلافاً. وسُلافةُ كلِّ شيء عصرْتَه: أَوَّلُه، وقيل: السلافُ والسلافةُ من كل شيء خالِصُه. والسَّلْفُ، بالتسكين: الجِرابُ الضَخْمُ، وقيل: هو الجراب ما كان، وقيل: هو أَدِيمٌ لم يُحْكَمْ دَبْغُه، والجمع أَسْلُفٌ وسُلُوفٌ؛ قال بعض الهذليين: أَخَذْتُ لهم سَلْفَيْ حَتِيٍّ وبُرْنُسا، وسَحْقَ سَراويلٍ وجَرْدَ شَلِيلِ أَراد جِرابَيْ حَتِيٍّ، وهو سَوِيقُ المُقْلِ. وفي حديث عامر بن ربيعة: وما لنا زاد إلا السَّلْفُ من التمر؛ هو بسكون اللام، الجِرابُ الضخْمُ، ويروى: إلا السّفُّ من التمر، وهو الزَّبيلُ من الخوص. والسَّلِفُ: غُرْلةُ الصبيّ. الليث: تسمى غُرْلةُ الصبيّ سُلْفَةً، والسُّلفةُ: جلد رقيق يجعل بِطانةً للخِفافِ وربما كان أَحمرَ وأَصفر. وسَهْم سَلُوفٌ: طويلُ النصْلِ. التهذيب: السّلُوفُ من نِصالِ السِّهامُ ما طالَ؛ وأَنشد: شَكَّ سَلاها بِسَلُوفٍ سَنْدَرِيّ وسَلَفَ الأَرضَ يَسْلُفُها سَلْفاً وأَسْلَفَها: حَوَّلها للزرْعِ وسَوَّاها، والمِسْلَفَةُ: ما سَوَّاها به من حجارة ونحوها. وروي عن محمد بن الحنفية قال: أَرض الجنة مَسْلُوفَةٌ؛ قال الأَصمعي: هي المستَوية أَو المُسَوَّاةُ، قال: وهذه لغة أَهل اليمن والطائف يقولون سَلَفْتُ الأَرضَ أَسْلُفُها سَلْفاً إذا سَوَّيتها بالمِسْلَفَةِ، وهي شيء تُسَوَّى به الأَرضُ، ويقال للحجر الذي تسوَّى به الأَرضُ مِسْلَفَةٌ؛ قال أَبو عبيد: وأَحْسَبُه حجراً مُدْمَجاً يُدَحْرَجُ به على الأَرض لتَسْتَوي، وأَخرج ابن الأَثير هذا الحديث عن ابن عباس وقال: مَسْلوفَةٌ أَي مَلْساء لَيِّنةٌ ناعمة، وقال: هكذا أَخرجه الخطابي والزمخشري، وأَخرجه أَبو عبيد عن عبيد بن عمير الليثي وأَخرجه الأَزهري عن محمد بن الحنفية، وروى المنذري عن الحسن أَنه أَنشده بيت سَعْدٍ القَرْقَرَةِ: نَحْنُ، بِغَرْسِ الوَدِيِّ، أَعْلَمُنا مَنّا بِركْضِ الجِيادِ في السُّلَفِ (* ورد هذا البيت في مادة سدف وفي السَّدَف بدل السَّلف.) قال: السُّلَفُ جمع السُّلْفةِ من الأَرض وهي الكَرْدة المُسَوَّاةُ. والسَّلِفانِ والسَّلْفان: مُتَزَوِّجا الأَُختين، فإما أَن يكون السَّلِفانِ مُغَيَّراً عن السِّلْفانِ، وإما أَن يكون وضعاً؛ قال عثمان بن عفان، رضي اللّه عنه: مُعاتَبةُ السِّلْفَيْنِ تَحْسُنُ مَرَّةً، فإنْ أَدْمَنا إكْثارَها، أَفْسَدَا الحُبَّا والجمع أسْلافٌ، وقد تَسالَفا، وليس في النساء سِلْفةٌ إنما السِّلْفانِ الرَّجلانِ؛ قال ابن سيده: هذا قول ابن الأَعرابي، وقال كراع: السِّلْفتان المرأَتان تحت الأَخَوين. التهذيب: السِّلْفانِ رجلان تزوَّجا بأُختين كلُّ واحدٍ منهما سِلْفُ صاحبه، والمرأَة سِلْفةٌ لصاحِبتها إذا تزوَّج أَخَوان بامرأَتين. الجوهري: وسَلِفُ الرَّجل زوجُ أُخْتِ امرأَته، وكذلك سِلْفه مثل كَذِبٍ وكِذْبٍ. والسُّلَفُ: ولد الحَجَلِ؛ وقيل: فَرْخُ القَطاةِ؛ عن كراع؛ وقد روى هذا البيت: كأَنَّ فَدَاءَها، إذْ حَرَّدُوه وطافوا حَوْلَهُ، سُلَفٌ يَتِيمُ ويروى: سُلَكٌ يَتِيمُ، وسيأْتي ذكره في حرف الكاف، والجمع سِلْفانٌ وسُلْفانٌ مثل صُرَدٍ وصِرْدانٍ، وقيل: السّلْفانُ ضرب من الطير فلم يُعَيَّن. قال أَبو عمرو: لم نسمع سُلَفةً للأُنثى، ولو قيل سُلَفةٌ كما قيل سُلَكَةٌ لواحد السِّلْكانِ لكان جيِّداً؛ قال القشيري: أُعالِجُ سِلْفاناً صِغاراً تَخالُهُمْ، إذا دَرَجُوا، بُجْرَ الحَواصِل حُمَّرَا يريد أَولاده، شبههم بأَولاد الحجل لِصِغَرِهم؛ وقال آخر: خَطِفْنَه خَطْفَ القُطامِيِّ السُّلَفْ غيره: والسُّلَفُ والسُّلَكُ من أَولاد الحَجل، وجمعه سِلْفانٌ وسِلْكانٌ؛ وقول مُرَّةَ بن عبداللّه اللحياني: كأَنَّ بَناتِه سِلْفانُ رَخْمٍ، حَواصِلُهُنَّ أَمثالُ الزِّقاقِ قال: واحد السِّلْفان سُلَف وهو الفَرْخُ، قال: وسُلَكٌ وسِلْكانٌ فِراخُ الحَجل. والسلْفةُ، بالضمّ: الطعامُ الذي تَتَعَلَّلُ به قبل الغِذاء، وقد سَلِّفَ القومَ تَسْلِيفاً وسَلَّفَ لهم، وهي اللُّهنة يَتَعَجَّلُها الرجلُ قبيل الغذاء. والسُّلفةُ: ما تَدَّخِرُه المرأَةُ لِتُتْحِفَ به مَن زارَها. والمُسْلِفُ من النساء: النَّصَفُ، وقيل: هي التي بلغت خمساً وأَربعين ونحوها وهو وصْف خُصّ به الإناثُ؛ قال عمر بنُ أَبي ربيعةَ: فيها ثَلاثٌ كالدُّمَى وكاعِبٌ ومُسْلِفُ والسَّلَفُ: الفَحْلُ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: لها سَلَفٌ يَعُوذُ بكُلِّ رَيْعٍ، حَمَى الحَوْزاتِ واشْتَهَرَ الإفالا حَمَى الحَوْزاتِ أَي حَمَى حَوْزاتِه أَي لا يدنو منها فحل سواه. واشْتَهَرَ الإفالا: جاء بها تُشبهُه، يعني بالإفالِ صِغارَ الإبل. وسُولاف: اسم بلد؛ قال: لما الْتَقَوْا بِسُولاف. وقال عبداللّه بن قيْس الرُّقّيات: تَبِيتُ وأَرْضُ السُّوسِ بيني وبينها، وسُولافُ رُسْتاقٌ حَمَتْه الأَزارِقهْ غيره: سُولافُ موضع كانت به وقعة بين المُهَلَّبِ والأَزارِقةِ؛ قال رجل من الخوارج: فإن تَكُ قَتْلَى يومَ سِلَّى تَتابعَتْ، فَكَمْ غادَرَتْ أَسْيافُنا من قَماقِمِ غَداةَ تَكُرُّ المَشْرَفِيّةُ فِيهِمُ بِسُولافَ، يومَ المارِقِ المُتَلاحِمِ

سلحف

الذكَرُ من السَّلاحِف: الغَيلَمُ، والأُنثى، فيلغة بني أَسد: سُلَحْفاةٌ. ابن سيده: السُّلَحْفاةُ والسُّلَحْفاءُ والسُّلَحْفا والسُّلَحْفِيةُ والسَّلَحْفاةُ، بفتح اللام، واحدة السّلاحِفِ من دوابّ الماء، وقيل: هي الأُنثى من الغيالِمِ. الجوهري: سُلَحْفِيةٌ مُلْحقٌ بالخماسي بأَلف، وإنما صارت ياء للكسرة قبلها مثال بُلَهْنِيةٍ، واللّه أَعلم.

سلخف

التهذيب: أَبو تراب عن جماعة من أَعراب قيس: الشِّلَّخْفُ والسِّلَّخْفُ المُضْطرِبُ الخَلق.

سلعف

الأَزهري: سَلْعَفْتُ الشيءَ إذا ابْتَلَعْتَه. والسِّلَعْفُ والسِّلَّعْفُ: الرجل المضطرب الخلق.

سلغف

سلغَفَ الشيءَ: ابتلعه. والسِّلَّغْفُ: التارّ الحادِرُ؛ وأَنشد: بِسَلْغَفٍ دَغْفَلٍ يَنْطَحُ الصخْـ ـرَ برأْس مُزْلَعِبّ وبقرة سَلْغَفةُ: تارَّةٌ، وفي التهذيب: وبقرة سَلْغَفٌ.

سنف

السِّنافُ: خَيْطٌ يُشَدُّ من حَقَبِ البَعير إلى تَصْدِيره ثم يُشَدُّ في عُنُقِه إِذا ضَمَرَ، والجمع سُنُفٌ. الجوهري: قال الخليل السِّنافُ للبعير بمنزلة اللّبَبِ للدابة؛ ومنه قول هِميانَ بن قحافَةَ: أَبْقى السِّنافُ أَثراً بأَنْهُضِهْ، قَريبةٍ نُدْوَتُه من مَحْمَضِهْ وسَنَفَ البعيرَ يَسْنُفُه ويَسْنِفُه سَنْفاً وأَسْنَفَه: شدَّه بالسِّنافِ؛ قال الجوهري: وأَبى الأَصمعي إلا أَسْنَفْتُ. الأَصمعي: السِّنافُ حبل يُشَدُّ من التَّصْديرِ إلى خَلْفِ الكِرْكِرةِ حتى يَثْبُتَ التصْديرُ في موضِعِه. وأَسْنَفْتُ البعير: جعلت له سِنافاً وإنما يفعل ذلك إذا خَمُصَ بطنهُ واضْطَرَبَ تصدِيرُه، وهو الحِزامُ. وهي إبل مُسْنَفاتٌ إذا جعل لها أَسْنِفةٌ تجعل وراء كراكِرها. ابن سيده: السِّناف سير يجعل من ورا اللَّبَبِ أَو غيرُ سير لئلا يَزِلَّ. وخيل مُسْنَفاتٌ: مَشْرِفاتُ المَناسِج، وذلك محمود فيها لأَنه لا يَعْتَري إلا خِيارَها وكِرامَها، وإذا كان ذلك كذلك فإن السُّروجَ تتأَخَّر عن ظُهورها فيُجْعل لها ذلك السِّنافُ لتَثْبُتَ به السُّروج. والسَّنِيف: ثوب يُشدُّ على كَتف البعير، والجمع سُنُفٌ. أَبو عمرو: السُّنُفُ ثياب توضع على أَكْتاف الإبل مثلُ الأَشِلَّةِ على مآخِيرها. وبعير مِسْنافٌ: يؤخِّر الرحل فيُجْعل له سِنافٌ، والجمع مَسانِيفُ. وناقة مِسْنافٌ ومُسْنِفةٌ: مُتقدِّمة في السير، وكذلك الفرس. التهذيب: المُسْنِفاتُ، بكسر النون، المُتقدِّمات في سيرها؛ وقد أَسْنَفَ البعيرُ إذا تقدم أَو قدَّم عُنُقه للسير؛ وقال كثيِّر في تقديم البعير زمامه: ومُسْنِفة فَضْلَ الزِّمام، إذا انْتَحى بِهِزَّةِ هاديها على السَّوْمِ بازِل وفرس مُسْنِفةٌ إذا كانت تتقدّم الخيلَ؛ ومنه قول ابن كُلْثُوم: إذا ما عَيَّ بالإِسْناف حَيٌّ على الأَمْر المُشَبّه أَن يَكونا أَي عَيُّوا بالتقدُّم؛ قال الأَزهري: ليس قول من قال إن معنى قوله إذا ما عَيَّ بالإسْناف أَن يَدْهَش فلا يَدْري أَينَ يُشَدُّ السِّنافُ بشيء هو باطل، إنما قاله الليث. الجوهري: أَسْنَفَ الفرَسُ أَي تقدَّمَ الخيلَ، فإذا سمعت في الشعر مُسْنِفةً، بكسر النون، فهي من هذا، وهي الفرس تتقدَّم الخيل في سيرها، وإذا سمعت مُسْنَفَةً، بفتح النون، فهي الناقة من السِّناف أَي شُدَّ عليها ذلك، وربما قالوا أَسْنَفُوا أَمْرَهم أَي أَحْكَمُوه، وهو استعارة من هذا. قال: ويقال في المثل لمن تَحَيَّر في أَمره: عَيَّ بالإسناف. قال ابن بري في قول الجوهري: فإذا سمعت في الشعر مُسْنِفة، بكسر النون، فهو من هذا، قال: قال ثعلب المَسانيفُ المتقدِّمة؛ وأَنشد:قد قُلْتُ يوماً للغُرابِ، إذ حَجَلْ: عليكَ بالإبْلِ المَسانيفِ الأُوَلْ قال: والمُسنِفُ المتقدِّمُ، والمُسْنَفُ: المشدود بالسِّنافِ؛ وأَنشد الأَعشى في المتقدّم أَيضاً: وما خِلْت أَبْقى بيننا من مَوَدَّةٍ عِراض المَذاكي المُسْنفات القَلائصا ابن شميل: المِسْنافُ من الإبل التي تُقَدِّم الحِمْلَ، قال: والمجناة التي تؤخِّر الحمل، وعُرِضَ عليه قولُ الليث فأَنكره. وناقة مُسْنِفٌ ومِسْنافٌ: ضامِرٌ؛ عن أَبي عمرو. وأَسْنَفَ الأَمْرَ: أَحْكَمَه. والسِّنْفُ، بالكسر: ورَقةُ المَرْخِ، وفي المحكم: السَّنْفُ الورقةُ، وقيل: وعاء ثمر المَرْخِ؛ قال ابن مقبل: تُقَلْقِلْ منْ ضَغْمِ اللِّجامِ لَهاتَها، تَقَلْقُلُ سِنْفِ المَرْخِ في جَعْبةٍ صِفْرِ والجمع سِنَفةٌ وتشبّه به آذانُ الخيل. قال ابن بري في السَّنْفِ وِعاء ثمر المرخ، قال: هذا هو الصحيح، قال: وهو قول أَهل المعرفة بالمَرْخ، قال: وقال علي ابن حمزة ليس للمَرْخِ ورق ولا شَوْك وإنما له قُضْبان دقاق تنبت في شُعَب، وأَما السِّنفُ فهو وعاء ثمر المرخ لا غير، قال: وكذلك ذكره أَهل اللغة، والذي حكي عن أَبي عمرو من أَن السنف ورقة المرخ مردود غير مقبول؛ وقال في البيت الذي أَنشده ابن سيده بكماله وأَورد الجوهري عجزه ونسباه لابن مقبل وهو: تَقَلْقُلَ سِنْفِ المَرْخِ في جَعْبةٍ صِفْرِ هكذا هو في شعر الجَعْدِيِّ، قال: وكذا هي الرواية فيه عود المرخ؛ قال: وأَما السِّنْفُ ففي بيت ابن مقبل وهو: يُرْخي العِذارَ، ولو طالَتْ قبائلُه عن حَشْرةٍ مِثلِ سِنْفِ المَرْخةِ الصِّفْرِ الحَشْرةُ: الأُذُنُ اللطيفة المُحَدَّدةُ: قال أَبو حنيفة: السِّنْفةُ وِعاء كل ثمر، مستطيلاً كان أَو مستديراً، وجمعها سِنْفٌ وجمع السِّنْفِ سِنَفَةٌ ويقال لأَكِمَّةِ الباقِلاء واللُّوبياء والعَدَس وما أَشبهها: سُنُوفٌ، واحدها سِنْفٌ. والسِّنْفُ: العُود المُجَرَّدُ من الورق. والمَسانِفُ: السِّنُونَ؛ قال ابن سيده: أَعني بالسنينَ السنين المجدبة كأَنهم شنَّعُوها فجمعوها؛ قال القُطامي: ونَحْنُ نَرُودُ الخَيْلَ، وَسْطَ بُيوتِنا، ويُغْبَقْنَ مَحْضاً، وهي مَحْلٌ مَسانِفُ الواحدة مُسْنِفةٌ؛ عن أَبي حنيفة. وأَسْنَفَتِ الرِّيحُ: سافَتِ الترابَ.

سنحف

السَّنْحَفُ: العظيمُ الطويلُ. وفي حديث عبد الملك: إنَّك لَسِنَّحْفٌ أَي عظيم طويل، والسِّنْحافُ مثله؛ قال ابن الأَثير: هكذا ذكره الهروي في السين والحاء المهملة، وفي كتاب الجوهري وأَبي موسى بالشين والخاء المعجمتين. وسيأْتي ذكره.

سنهف

سَنْهفٌ: اسم.