بسم الله الرحمن الرحيم
أخبر الشيخ الإمام العالم الحافظ شمس الدين أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي وذلك في سنة ثمان وثلاثين وستمائة بمدينة حلب قال: أخبرنا أبو طاهر بركات بن إبراهيم بن طاهر بن بركات الخشوعي قال: أخبرنا الفقيه الأمين جمال الأمناء أبو محمد هبة الله بن أحمد بن محمد الأكفاني. وقال شمس الدين يوسف: وأخبرنا به أيضا الشيخ الثقة أبو محمد عبد الخالق بن عبد الوهاب بن محمد ابن الحسين الصابوني قال: أخبرنا القاضي الشهيد أبو الحسين محمد بن محمد بن الحسين ابن الفراء قالا: أخبرنا الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت البغدادي نضر الله وجهه قال:
نشكر الله سبحانه على ما ألهمنا ونسأله التوفيق للعمل بما علمنا فإن الخير لا يدرك إلا بتوفيقه ومعونته ومن يضلل الله فلا هادي له من خليقته وصلى الله على محمد سيد الأولين والآخرين وعلى إخوانه من النبيين والمرسلين وعلى من اتبع النور الذي أنزل معه إلى يوم الدين.
ثم إني موصيك يا طالب العلم بإخلاص النية في طلبه إجهاد النفس على العمل بموجبه فإن العلم شجرة والعمل ثمرة وليس يعد عالما من لم يكن بعلمه عاملا.
وقيل: العلم والد والعمل مولود والعلم مع العمل والرواية مع الدراية.
فلا تأنس بالعمل ما نمت مستوحشا من العلم ولا تأنس بالعلم ما كنت مقصرا في العمل ولكن اجمع بينهما وإن قل نصيبك منهما.
وما شيء أضعف من عالم ترك الناس علمه لفساد طريقته وجاهل أخذ الناس بجهله لنظرهم إلى عبادته. والقليل من هذا مع القليل من هذا أنجى في العاقبة إذا تفضل الله بالرحمة وتمم على عبده النعمة فأما المدافعة والإهمال وحب الهوينى والاسترسال وإيثار الخفض والدعة والميل مع الراحة والسعة فإن خواتم هذه الخصال ذميمة وعقباها كريهة وخيمة.
والعلم يراد للعمل كما العمل يراد للنجاة فإذا كان العمل قاصرا عن العلم كلا على العالم ونعود بالله من علم عاد كلا وأورث ذلا وصار في رقبة صاحبه غلا.
قال بعض الحكماء العلم: خادم العمل والعمل غاية العلم فلولا العمل لم يطلب علم ولولا العلم لم يطلب عمل ولأن أدع الحق جهلا به أحب إلي من أن أدعه زهدا فيه.
وقال سهل بن مزاحم: الأمر أضيق على العالم من عقد التسعين مع أن الجاهل لا يعذر بجهالته لكن العالم أشد عذابا إذا ترك ما علم فلم يعمل به.
قال الشيخ: وهل أدرك من أدرك من السلف الماضين الدرجات العلى إلا بإخلاص المعتقد والعمل الصالح والزهد الغالب في كل ما راق من الدنيا.
وهل وصل الحكماء إلى السعادة العظمى إلا بالتشمير في السعي والرضى الميسور وبذل ما فضل عن الحاجة للسائل والمحروم.
وهل جامع كتب العلم إلا كجامع الفضة والذهب وهل المنهوم بها إلا كالحريص الجشع عليهما وهل المغرم بحبها إلا ككانزها.
وكما لا تنفع الأموال إلا بإنفاقها كذلك لا تنفع العلوم إلا لمن عمل بها وراعى واجباتها فلينظر امرؤ لنفسه وليغتنم وقته فإن الثواء قليل والرحيل قريب والطريق مخوف والاغترار غالب والخطر عظيم والناقد بصير والله تعالى بالمرصاد وإليه المرجع والمعاد: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقال ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقال ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ} [1].
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحرشي بنيسابور قال: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال: حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني قال: أنا الأسود عامر قال: أخبرنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن سعيد بن عبد الله عن أبي برزة الأسلمي قال: قال رسول الله (ﷺ) : "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه وعن علمه ماذا عمل فيه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن جسمه فيما أبلاه". [2]
أخبرني أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن داود الرزاز قال: أخبرنا علي بن إبراهيم بن حماد الأزدي ثنا المفضل بن محمد الجندي ثنا صامت بن معاذ الجندي ثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد عن سفيان الثوري عن صفوان بن سليم عن عدي بن عدي عن الصنابجي عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله (ﷺ): "لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال عن عمره فيما أفناه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل فيه". [3]
أخبرنا أبو الحسين علي بن عبد الوهاب بن أحمد بن محمد السكري ثنا أبو عمر محمد بن العباس الخزاز قال: أخبرنا أبو محمد جعفر بن أحمد المروزي المؤذن ثنا إسماعيل ابن محمد بن يحيى بن حماد بن حبيب بن سعد مولى الفضل ابن العباس بن عبد الملك بالكوفة ثنا ابن الفضيل عن ليث عن عدي بن عدي عن رجاء بن حيوه عن معاذ بن جبل قال: "لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن جده فيما أبلاه وعمره في ما أفناه وماله من أين اكتسبه وفي أي شيء أنفقه وعن علمه كيف عمل فيه". [4]
أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسن بن أحمد الأهوازي ثنا محمد بن إسحق بن إبراهيم القاضي بالأهواز ثنا محمد ابن عبدوس الكاتب ثنا زيد بن الحرش ثنا عبد الله بن خراش عن العوام عن أبي صادق عن علي قال: قال رجل: يا رسول الله ما ينفي عني حجة الجهل؟ قال: "العلم" قال: فما ينفي عني حجة العلم قال: "العمل". [5]
أخبرنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ وأبو بكر محمد بن أحمد بن يوسف الصياد وأبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان قالوا: أنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد النصيبي ثنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة ثنا الحكم بن موسى ثنا الوليد يعني ابن مسلم عن شيخ من كلب يكنى بأبي محمد أنه سمع مكحولا يحدث أن أبا الدرداء قال: قال: لي رسول الله (ﷺ): "كيف أنت يا عويمر إذا قيل لك يوم القيامة أعلمت أم جهلت فإن قلت: علمت قيل لك فماذا عملت فيما علمت؟ وإن قلت: جهلت قيل لك فما كان عذرك فيما جهلت ألا تعلمت؟!". [6]
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن أحمد الطرقي العدل بالكرج ثنا أبو بكر عمر بن إبراهيم ابن مردويه الكرجي ثنا أبان بن جعفر بن أبي جعفر النجير عبد ثنا أحمد بن سعيد الثقفي المطوعي ثنا سفيان بن عيينة قال: أنا إبراهيم بن ميسرة عن أنس قال: قال رسول الله (ﷺ) : "تعلموا العلم واعملوا به وعلموه ولا تضعوه في غير أهله ولا تمنعوه عن أهله". [7]
أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد ابن رزق البزاز ثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق قال: ثنا عبد الله بن محمد بن إسماعيل التبان البصري ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ثنا بشر بن عباد عن بكر بن خنيسي عليه قال: حدثني حمزة النصيبي عن يزيد بن يزيد بن جابر عن أبيه عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله (ﷺ) : "تعلموا ما شئتم أن تعلموا فلن ينفعكم الله عز وجل حتى تعملوا بما تعلمون". [8]
أخبرني محمد بن أبي علي الأصبهاني قال: أنبأ أحمد بن عبدان الشيرازي الحافظ قال: ثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي ثنا علي بن المديني ثنا عثمان بن عبد الرحمن الجمحي عن يزيد بن يزيد بن جابر عن أبيه عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله (ﷺ) : " تعلموا ما شيء تم أن تعلموا فلن يأجركم الله حتى تعملوا". [9]
أخبرنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن عبد الله الكاتب بأصبهان قال: ثنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر بن سلم الحافظ قال: حدثني عبد الله بن عمران النجار ثنا إبراهيم بن سعيد قال: ثنا الحسن بن بشر عن أبيه عن سفيان الثوري عن ثوير بن أبي فاخته عن يحيى بن جعدة عن علي قال: "يا حملة العلم اعملوا به فإنما العالم من عمل وسيكون قوم يحملون العلم يباهي بعضهم بعضا حتى إن الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غيره أولئك لا تصعد أعمالهم إلى السماء". [10]
حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل البزاز بالبصرة قال: ثنا أبو علي الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي ثنا يعقوب بن سفيان ثنا خلف بن الوليد أبو الوليد ثنا خالد بن عبد الله ح، وأخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن يزداد القارئ قال: أخبرنا عبد الله بن إبراهيم بن عبد الملك الأصبهاني بها ثنا محمد بن علي بن مخلد الفرقدي ثنا اسماعيل بن عمرو ثنا خالد بن عبد الله ح، وأخبرنا أبو محمد يحيى ابن الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر القاضي ثنا علي بن عمر ابن أحمد الحافظ ثنا محمد بن يحيى بن هارون الإسكافي بإسكاف ثنا إسحاق بن شاهين ثنا خالد بن عبد الله عن يزيد بن أبي زياد عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: وفي حديث خلف قال: قال ابن مسعود: "تعلموا تعلموا فإذا علمتم فاعلموا" وفي حديث ابن المنذر "تعلموا مرة واحدة". [11]
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي بنيسابور ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم ثنا هارون بن سليمان الأصبهاني نا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان وأخبرنا أبو سعيد الحسن ابن محمد بن عبد الله بن حسنويه الأصبهاني قال: ثنا أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن يوسف التميمي قال: ثنا عمران بن عبد الرحيم ثنا الحسين حفص ثنا سفيان عن الأعمش عن تميم بن سلمة عن أبي عبيدة قالوا: قال عبد الله: "تعلموا فمن علم فليعمل". هذا لفظ ابن مهدي ولم يذكر لنا أبو سعيد الصيرفي في إسناده تميم بن سلمة وقال ابن حسنويه عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود قال: "أيها الناس تعلموا فمن علم فليعمل". [12]
أخبرني علي بن عبد الوهاب السكري قال: أنبأ محمد بن العباس الخراز قال: أنبأ جعفر بن أحمد المروزي ثنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل ثنا ابن فضيل عن إبراهيم الهجري عن أبي عياض عن أبي هريرة أنه قال: "مثل علم لا يعمل به كمثل كنز لا ينفق منه في سبيل الله عز وجل". [13]
أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان قال: أنبأ أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي ثنا يعقوب بن سفيان ثنا عبد الرحمن ابن إبراهيم ثنا الوليد ثنا القاسم بن هزان قال: سمعت الزهري يقول: "لا يوثق للناس عمل عامل لا يعلم ولا يرضى بقول عالم لا يعمل". [14]
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزقويه أنا عثمان بن أحمد الدقاق ثنا حنبل بن إسحاق ثنا سليمان بن أحمد الواسطي أنبأ الوليد بن مسلم حدثني القاسم بن هزان سمع الزهري يقول: "لا يرضين الناس قول عالم لا يعمل ولا عامل لا يعلم".
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي بن أحمد بن يعقوب يعقوب الواسطي ثنا علي بن محمد بن عبد الله البرني بواسط ثنا يحيى بن صاعد ثنا محمد بن أبي عبد الرحمن المقري ثنا حكام بن سلم الرازي عن أبي سنان عن عمرو بن مرة عن علي بن الحسين أن النبي (ﷺ) قال: "العمل والإيمان قرينان لا يصلح كل واحد منهما إلا مع صاحبه". [15]
قال: يحيى: قال: أبو محمد بن أبي عبد الرحمن: إن أبي جاء معي منذ أكثر من خمسين سنة حتى سمع هذا من حكام.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال: أخبرنا عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق ثنا حسين بن أبي معشر قال: أنا وكيع عن جعفر بن برقان عن فرات بن سلمان عن أبي الدرداء قال: "إنك لن تكون عالما حتى تكون متعلما ولن تكون متعلما حتى تكون بما علمت عاملا". [16]
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي نا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم نا يحيى بن أبي طالب أنا عبد الوهاب بن عطاء أنا هشام الدستوائي عن برد عن سليمان قاضي عمر بن عبدالعزيز قال: قال أبو الدرداء: "لا تكون عالما حتى تكون متعلما ولا تكون بالعلم عالما حتى تكون به".
أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد بن إبراهيم القزويني قال: أنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة بن بحر الحوضي ثنا يزيد بن إبراهيم قال: سمعت الحسن يقول: قال أبو الدرداء: "ابن آدم اعمل كأنك تراه واعدد نفسك في الموتى واتق دعوة المظلوم". [17]
أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشير أن المعدل قال: حدثنا أبو علي الحسين بن صفوان البرذعي قال: ثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا قال: حدثني محمد بن الحسين القطان بقزوين ثنا أبو حاتم الرازي ثنا خالد بن عمرو الأموي عن شيبان النحوي عن ليث عن طلحة بن مصرف عن شداد بن أوس قال: أحسبه عنه النبي (ﷺ) قال: "إعملوا وأنتم من الله على حذر واعلموا أنكم معروضون على أعمالكم وأنكم ملاقوا الله لا بد لكم من ذلك من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره". [18]
أخبرنا محمد بن الحسن بن أحمد الأهوازي قال: سمعت أيزديار بن سليمان الصوري يقول: سمعت محمد بن المنذر يقول: سمعت سهل بن عبد الله يقول: "العلم كله دنيا والآخرة منه العمل به".
أخبرني أبو محمد الحسن بن محمد بن الحسن الخلال وأبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي قال: الحسن حدثنا وقال: أحمد أخبرنا أبو المفضل محمد بن عبد الله الشيباني قال: سمعت عبد الكريم بن كامل بن روح الصواف يقول: سمعت سهل بن عبد الله التستري يقول: "الناس كلهم سكارى إلا العلماء والعلماء كلهم حيارى إلا من عمل بعلمه".
أخبرني أبو علي عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن فضالة الحافظ النيسابوري بالري قال: أنا أبو أحمد الغطريفي ثنا أبو سعيد بكر بن أحمد بن سعدويه العبدي بالبصرة قال: قال سهل بن عبد الله: "الدنيا جهل وموات إلا العلم والعلم كله حجة إلا العمل به والعمل كله هباء إلا الإخلاص والإخلاص على خطر عظيم حتى يختم به". [19]
أخبرنا الحسن بن الحسين النعالي أنا أحمد بن نصر الذراع بالنهروان حدثني أبو الحسن علي بن نصرويه قال: سمعت حسين بن بشر الصابوني يقول: سمعت سهل بن عبد الله يقول: "العلم أحد لذات الدنيا فإذا عمل به صار للآخرة".
أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري النيسابوري قال: سمعت محمد بن الحسين السلمي يقول: سمعت أبا بكر الرازي يقول: سمعت الخواص يقول: "ليس العلم بكثرة الرواية وإنما العالم من اتبع العلم واستعمله واقتدى بالسنن وإن كان قليل العلم".
أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن علي بن عطية المكي قال: ثنا يوسف بن عمر بن مسرور أبو الفتح القواس ثنا أحمد بن علي ثنا زياد بن أيوب ثنا أحمد بن أبي الحواري قال: حدثني عباس بن أحد في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} الآية [20] قال: الذين يعلمون بما يعلمون نهديهم إلى ما لا يعلمون.
أخبرني أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين الثوري ثنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين النيسابوري قال: سمعت أبا بكر الرازي يقول: قال يوسف بن الحسين: "في الدنيا طغيانان طغيان العلم وطغيان المال والذي ينجيك من طغيان العلم العبادة والذي ينجيك من طغيان المال الزهد فيه".
وقال يوسف: "بالأدب تفهم العلم وبالعلم يصح لك العمل وبالعمل تنال الحكمة وبالحكمة تفهم الزهد وتوفق له وبالزهد تترك الدنيا وبترك الدنيا ترغب في الآخرة وبالرغبة في الآخرة تنال رضي الله عز وجل".
أخبرني محمد بن الحسين بن حمد المنتوثي قال: ذكر جعفر بن محمد بن نصير الخلدي أن أبا العباس الحلواني أخبره قال: سمعت أبا القاسم الجنيد يقول: "متى أردت أن تشرف بالعلم وتنسب إليه وتكون من أهله قبل أن تعطي العلم ماله عليك احتجب عنك نوره وبقي عليك رسمه وظهوره ذلك العلم عليك لا لك وذلك أن العلم يشير إلى استعماله فإذا لم تستعمل العلم في مراتبه رحلت بركاته".
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن الحسين بن أحمد الواعظ قال: سمعت أبا عبد الله الروذباري يقول: "من خرج إلى العلم يريد العلم لم ينفعه العلم ومن خرج إلى العلم يريد العمل بالعلم نفعه قليل العلم".
قال: وسمعت أبا عبد الله الروذباري يقول: "العلم موقوف على العمل والعمل موقوف على الإخلاص والإخلاص لله يورث الفهم عن الله عز وجل".
أخبرنا الحسن بن أبي بكر بن شاذان قال: أنا أبو الحسن علي بن محمد بن الزبير الكوفي ثنا الحسن بن علي بن عفان، ثنا زيد بن الحباب عن حفص بن سليمان كذا في كتابي عن ابن شاذان ولعله جعفر بن سليمان قال: سمعت مالك بن دينار يقول: "إن العبد إذا طلب العلم للعمل كسره علمه وإذا طلبه لغير ذلك ازداد به هجورا أو فخرا".
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن حمد بن جعفر ثنا عبدالعزيز بن جعفر الخرقي ثنا عبيد الله بن أعين ثنا إسحاق بن أبي اسرائيل ثنا جعفر بن سليمان قال: سمعت مالك بن دينار يقول: "من تعلم العلم للعمل كسره علمه ومن طلبه لغير العمل زاده فخرا"
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال: أنا جعفر بن حمد بن نصير الخلدي قال: ثنا محمد بن عبد الله ابن سليمان الحضرمي ثنا سعيد بن عمرو قال: ثنا جعفر بن سليمان قال: قال مالك بن دينار: "إذا طلب العبد العلم ليعمل به كسره وإذا طلبه لغير العمل زاده فخرا".
أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن حمد بن عبد الله السراح بنيسابور قال: أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي قال: ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا زكريا بن نافع الفلسطيني ثنا عباد بن عباد هو الخواص الرملي عن ابن شوذب عن مطر قال: "خير العلم مات نفع وإنما ينفع الله بالعلم من علمه ثم عمل به ولا ينفع به من علمه ثم تركه".
أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري قال: ثنا أبو عمر محمد بن العباس الخزاز ثنا يحيى بن محمد ابن صاعد ثنا الحسين بن الحسن المروزي قال: أنا ابن المبارك قال: أخبرنا حريز بن عثمان عن حبيب بن عبيد الرحبي قال: "تعلموا العلم واعقلوه وانتفعوا به ولا تعلموه لتجملوا به فإنه يوشك إن طال بكم العمر أن يتجمل بالعلم كما يتجمل الرجل بثوبه".
أخبرنا عبد الكريم بن هوازن قال: سمعت محمد بن الحسين السلمي يقول: سمعت أبا نصر الأصفهاني يقول: سمعت محمد بن عيسى يقول: قال أبو سعيد الخراز: "العلم ما استعملك واليقين ما حملك".
أخبرنا محمد بن عبيد الله الحنائي قال: ثنا جعفر بن حمد بن نصير الخلدي ثنا أحمد بن محمد بن مسروق ثنا محمد بن الحسين ثنا سعيد بن عامر ثنا صالح بن رستم قال: قال لي أبو قلابة: "إذا أحدث الله لك علما فأحدث له عبادة ولا يكن إنما همك أن تحدث به الناس".
أخبرنا حمد بن الحسين بن الفضل القطان قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال: ثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثني أبو بشر يعني بكر بن خلف ثنا سعيد بن عامر ثنا صالح بن رستم قال: قال أبو قلابة لأيوب: "يا أيوب إذا أحدث الله لك علما فأحدث لله عبادة ولا تكونن إنما همك أن تحدث به الناس".
أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد العزيز بن جعفر البرذعي أن أحمد بن محمد بن عمران ثنا أحمد بن القاسم بن نصر ثنا محمد بن سليمان بن حبيب لوين قال: حدثني أبو محمد الأطرابلسي عن أبي معمر عن الحسن قال: "همة العلماء الرعاية وهمة السفهاء الرواية".
أخبرنا أبو الفرج عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد بن الليث بن سليمان بن الأسود ابن سفيان بن يزيد بن أكينة بن عبد الله التيمي من حفظه قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول:سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت علي بن أبي طالب يقول: "هتف العلم بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل. عدد الآباء تسعة".
أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي بن محمد بن أبي الفهم التنوخي قال: وجدت في كتاب جدي حدثني أحمد بن أبي العلاء المكي قال: ثنا إسحاق بن محمد بن أبان النخعي قال: حدثني النوفلي عن الحارث بن عبيد الله قال: سمعت ابن أبي ذئب يحدث عن ابن المنكدر قال: "العلم يهتف بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل".
أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن حسنون النرسي قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن الحسين الدقاق قال: أنبأ عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قال: حدثنا محمد بن زياد بن فروة البلدي وأبو شهاب عن طلحة هو ابن زيد عن صفوان بن عمرو عن راشد بن سعد قال: قال أبو الدرداء: "ما علم الله عبدا علما إلا كلفه الله يوم القيامة ضماره من العمل". [21]
أخبرني أبو الفرج الحسين بن علي بن عبيد الله الطناجيري قال: حدثنا أحمد بن علي بن هشام التيملي بالكوفة ثنا عبد الله بن زيدان ثنا محمد بن عبد الرحمن المحرزي قال: قال أيوب بن يحيى: قال فضيل بن عياض: "لا يزال العالم جاهلا بما علم حتى يعمل به فإذا عمل به كان عالما".
أخبرنا أبو الحسن علي بن القاسم بن الحسن الشاهد بالبصرة ثنا أبو الحسن علي بن إسحاق المادرائي ثنا المفضل ابن محمد ثنا إسحاق بن إبراهيم الطبري قال: قال الفضيل: "إنما يراد من العلم العمل والعلم دليل العمل".
وقال الفضيل: "على الناس أن يتعلموا فإذا علموا فعليهم العمل".
أخبرنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس قال: أنبأ علي بن عبد الله بن المغيرة ثنا أحمد بن سعيد الدمشقي قال: قال عبد الله بن المعتز:
علم بلا عمل كشجرة بلا ثمرة.
وقال أيضا: "علم المنافق في قوله وعلم المؤمن في عمله".
أنشدنا محمد بن أبي علي الأصبهاني لبعضهم:
إعمل بعلمك تغنم أيها الرجل.......لا ينفع العلم إن لم يحسن العمل
والعلم زين وتقى الله زينته.......والمتقون لهم في علمهم شغل
وحجة الله ياذا العلم بالغة.......لا المكر ينفع فيها لا ولا الحيل
تعلم العلم واعمل ما استطعت به.......لا يلهينك عنه اللهو والجدل
وعلم الناس واقصد نفعهم أبدا.......إياك إياك أن يعتادك الملل
وعظ أخاك برفق عن زلته.......فالعلم يعطف من يعتاده الزلل
وإن تكن بين قوم لا خلاق لهم.......فأمر عليهم بمعروف إذا جهلوا
فإن عصوك فراجعهم بلا ضجر.......واصبر وصابر ولا يحزنك ما فعلوا
فكل شاة برجليها معلقة.......عليك نفسك إن جاروا وإن عدلوا
أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبيد الله بن محمد الحنائي قال: أنبأ عبد الله بن أحمد بن الصديق المروزي نا أبو لبابة محمد بن المهدي ثنا أحمد بن عبد الله بن حكيم وأخبرني أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر اليزدي بأصبهان ثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عطاء القباب ثنا أبو طالب عبد الله بن أحمد بن سوادة البغدادي إملاء ثنا الحسن بن فرعة ثنا الفضيل بن عياض ح وأخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: أنبأ أبو محمد دعلج بن أحمد بن دعلج المعدل قال: أنبأ محمد بن علي بن زيد الصائغ ثنا سعيد بن منصور ثنا فضيل بن عياض عن يحيى بن عبيد الله عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (ﷺ) : "أيتها الأمة" وفي حديث اليزدي: "يا أيتها الأمة إني لا أخاف عليكم فيما لا تعلمون ولكن انظروا كيف تعلمون ولكن انظروا كيف تعملون فيما تعلمون". [22]
أخبرنا أبو علي الحسن بن الحسين بن العباس النعالي قال: ثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم المروزي قال : ثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمود ثنا يحيى بن أكثم ثنا عبد الأعلى بن مشهر الغساني قال: سمعت خالد بن يزيد ابن صبح يقول: سمعت يونس بن ميسرة بن حلبس الجيلاني يقول: "تقول تقول الحكمة تبتغيني ابن آدم وأنت واجدني في حرفين تعمل بخير ما تعلم وتذر شر ما تعلم".
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: أنبأ أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان ثنا عبد الكريم ابن الهيثم قال: ثنا أبو اليمان قال: ثنا حريز عن ابن أبي عوف عن أبي الدرداء قال: "إن العبد يوم القيامه لمسؤول ما عملت بما علمت".
أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد جعفر الحفار أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار أنا محمد بن عبد الملك الدقيقي، ثنا يزيد بن هارون أنا ورقاء عن يحيى بن عبيد الله عن أبيه عن ابي هريرة قال: قال رسول الله (ﷺ) : "إني لست أخاف عليكم فيما لا تعلمون ولكن انظروا كيف تعملون فيما تعلمون". [23]
أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار قال: أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار ثنا عبدالرحمن بن محمد بن منصور الحارثي ثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا حريز بن عثمان عن عبد الرحمن بن أبي عوف عن أبي الدرداء قال: إنما أخاف أن يكون أول ما يسألني عنه ربي أن يقول: قد علمت فما علمت؟. [24]
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: أنا دعلج بن أحمد قال: انا محمد بن علي بن زيد ثنا سعيد بن منصور ثنا الحارث بن عبيد الإيادي ثنا مالك بن دينار قال: قال أبو الدرداء: إن أخوف ما أخاف على نفسي أن يقال: لي يا عويمر هل علمت؟ فأقول: نعم، فيقال لي: فماذا عملت فيما علمت؟.
أخبرنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسنويه الأصبهاني قال: ثنا أبو جعفر أحمد بن إبراهيم التيمي قال: ثنا عبدالرحيم ثنا الحسين بن حفص قال: سمعت سفيان يقول: قال أبو الدرداء: "إني لست أخشى أن يقال: لي ياعويمر ماذا علمت؟ ولكني أخشى أن يقال: يا عويمر، ماذا عملت فيما علمت؟".
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق والحسن بن أبي بكر قالا: أنا أبو بكر أحمد بن سليمان بن أيوب العباداني قال: أنا محمد بن عبد الملك الدقيقي ثنا عبيد الله بن موسى قال: ثنا أبو بشر الحلبي عن الحسن قال: "وصدقته الأعمال من قال: حسنا وعمل غير صالح رده الله على قوله ومن قال: حسنا وعمل صالحا رفعه العمل وذلك بأن الله تعالى يقول: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}. [25]
أخبرنا أبو القاسم عبدالرحمن بن أحمد بن إبراهيم القزويني قال: أنا علي بن إبراهيم بن سلمة القطان ثنا أبو حاتم الرازي قال: ثنا أبو عمر الحوضي ثنا المبارك بن فضالة عن الحسن: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ} [26] قال: عمله.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال: أخبرنا أحمد بن سليمان الباداني قال: حدثني جعفر بن محمد بن حرب العباداني بعبدان قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: "إنما فضل العلم العمل به ثم يرتقي به".
أخبرنا أبو القاسم عبيدالله بن عبد الله بن الحسين الخفاف ثنا أبو طالب محمد بن أحمد بن إسحاق ابن البهلول القاضي ثنا محمد بن الحسين بن حمدويه الحربي قال: سمعت يعقوب بن شوال يقول: سمعت بشر بن الحارث يقول: "العلم حسن لمن عمل به ومن لم يعمل ما أضره".
وقال: هذه حجج أو قال: هذه حجة يعنى على من علم.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزقويه أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي ثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ثنا عباس العنبري حدثني عبدالصمد قال: سمعت سعيد بن عطار وكان بكى حتى برح قال: قال عيسى بن مريم: ""إلى متى تصفون الطريق إلى الدالجين وأنتم مقيمون مع المتحيرين إنما يبتغي من العلم القليل ومن العمل الكثير".
حدثني العلاء بن حزم الأندلسي قال: أخبرنا محمد ابن الحسين بن بقاء المصري قال: أخبرنا جدي عبد الغني بن سعيد الأزدي ثنا عبدالله بن جعفر بن الورد ثنا عبدالله ابن أحمد بن عبدالسلام قال: سمعت عبدالله بن أحمد بن شبويه المروزي يحكي عن أبيه قال: سمعت حفص بن حميد يقول: دخلت على داود الطائي أسأله عن مسأله وكان كريما فقال: "أرأيت المحارب إذا أراد أن يلقى الحرب أليس يجمع آلته فإذا أفنى عمره في الآلة فمتى يحارب إن العلم آلة العمل فإذا أفنى عمره في جمعه فمتى يعمل؟".
أخبرني أحمد بن الحسين التوزي قال: أنا أبو عمر أحمد بن محمد بن موسى بن العلاف ثنا محمد بن مخلد ثنا محمد بن أبي عمر قال: سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام يقول: سمعني عبدالله بن إدريس أتلهف على بعض الشيوخ فقال لي: يا أبا عبيد بن مهما فاتك من العلم فلا يفوتنك العمل.
أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي قال: أنا سهل بن أحمد الديباجي ثنا محمد بن محمد بن الأشعت الكوفي بمصر ثنا موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد قال: حدثني أبي عن أبيه عن جده علي بن حسين عن أبيه عن علي قال: "الزاهد عندنا من علم فعمل ومن أيقن فحذر فإن أمسى على عسر حمد الله وإن أصبح على يسر شكر الله فهذا هو الزاهد". [27]
باب في التغليظ على من ترك العمل بالعلم وعدل إلى ضده وخلاف مقتضاه في الحكم
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: انا حامد بن محمد بن عبدالله الهروي ثنا عبدالله بن محمد بن وهب ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا أبو أحمد الزبيري ثنا قيس بن الربيع عن الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة بن اليمان فيما أعلم قال: قال رسول الله (ﷺ): "ويل لمن لا يعلم وويل لمن علم ثم لا يعمل ثلاثا". [28]
أخبرنا أحمد بن علي بن يزداد القارئ قال: أنا عبدالله بن إبراهيم بن عبدالملك الأصبهاني بها نا محمد بن علي بن مخلد الفرقدي ثنا إسماعيل بن عمر البجلي ثنا فرج ابن فضالة عن سليمان بن الربيع مولى العباس عن رسول الله (ﷺ) قال: "ويل لمن لا يعلم ولو شاء الله لعلمه وويل لمن لا يعلم ولا يعمل سبع مرات". [29]
وأخبرنا بن يزداد قال: أنا عبدالله بن إبراهيم ثنا محمد ابن علي الفرقدي ثنا إسماعيل بن عمرو ثنا إسماعيل بن زكريا عن جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران عن أبي الدرداء بنحوه. [30]
أخبرنا محمد بن احمد بن رزق قال: أنا عثمان بن أحمد الدقاق ثنا حسين بن أبي معشر قال: أخبرنا وكيع عن جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران قال: قال أبو الدرداء: "ويل للذي لا يعلم وويل للذي يعلم ولا يعمل سبع مرات". [31]
أخبرنا الحسن بن أبي بكرة قال: أنا أحمد بن إسحاق ابن منجاب الطيبي وأنا القاضي أبو الفرج محمد بن أحمد ابن الحسن الشافعي قال: أنا أحمد بن يوسف بن خلاد قال: ثنا محمد بن يونس القرشي ثنا عبدالله بن داود الحزيني ثنا جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران قال: قال أبو الدرداء: "ويل لمن لا يعلم ولا يعمل مرة، وقال: ابن خلاد وويل لمن يعلم ولا يعمل مرة وويل لمن علم ولم يعمل سبع مرات". [32]
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقري قال: أنبأ عبد الباقي بن قانع القاضي ثنا الحسين بن علي بن الأزهر بالكوفة ثنا عباد بن يعقوب ثنا أبو داود النخعي ثنا علي بن عبيد الله الغطفاني عن سليك قال: سمعت النبي (ﷺ) يقول: "إذا علم العالم ولم يعمل كان كالمصباح يضيء للناس ويحرق نفسه". [33]
أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبدالله بن أحمد بن إسحاق الحافظ بأصبهان ثنا أبو محمد عبدالله بن جعفر بن أحمد بن فارس قال: ثنا إسماعيل بن عبدالله بن مسعود العبدي ثنا هشام ابن عمار ثنا علي بن سليمان الكلبي ثنا الأعمش عن أبي تميمة عن جندب بن عبدالله قال: قال رسول الله (ﷺ): "مثل العالم الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه كمثل السراج يضيء للناس ويحرق نفسه". [34]
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال: أنا الحسين بن أيوب الهاشمي قال: ثنا موسى بن عيسى المصيصي ثنا لوين وأخبرنا يوسف بن رباح بن علي البصري أنا القاضي أبو الحسن علي بن الحسين بن بندار الأذني ثنا لوين وأخبرني الحسن بن محمد الخلال قال: ثنا محمد بن علي بن سويد الغبري قال: أنبأ محمد بن علي بن داود التميمي بأذنه قال: حدثنا لوين محمد بن سليمان ثنا محمد بن جابر عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أبي برزة قال: قال رسول الله (ﷺ): "مثل الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه مثل الفتيلة تضيء للناس وتحرق نفسها". واللفظ لحديث الخلال. [35]
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الصمد بن علي بن محمد الطستي ثنا محمد بن القاسم المعروف بأبي العيناء قال: ثنا أبو عاصم ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر عن النبي (ﷺ) قال: "اطلع قوم من أهل الجنة على قوم من أهل النار فقالوا: بما دخلتم النار وإنما دخلنا الجنة بتعليمكم قالوا: إنا كنا نأمركم ولا نفعل". [36]
أخبرنا أبو الحسن عبدالرحمن بن محمد بن عبيد الله الأصبهاني بها ثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد ابن أيوب الطبراني ثنا أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان العرقي ثنا زهير بن عباد ثنا أبو بكر الداهري عبدالله بن حكيم عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن الوليد بن عقبة قال: قال رسول الله (ﷺ): "إن أناسا من أهل الجنة يتطلعون إلى أناس من أهل النار فيقولون: بم دخلتم النار فوالله ما دخلنا الجنة إلا بما تعلمنا منكم فيقولون: إنا كنا نقول ولا نفعل" قال: سليمان: لم يروه عن أبي خالد إلا أبو بكر الداهري تفرد به زهير. [37]
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص المقري ثنا أبو عبدالله محمد بن العباس بن الفضل بالموصل ثنا محمد بن أحمد بن أبي المثنى ثنا محاضر بن المورع ثنا الأعمش عن شقيق بن سلمة قال: قيل لأسامة بن زيد ألا تدخل على عثمان فتكلمه فقال: "أنكم ترون أني لا أكلمه إلا أسمعتكم لقد كلمته فيما بيني وبينه دون أن أفتح أمرا لا أحب أن أكون أول من فتحه ولا أقول لرجل إنك خير الناس وإن كان علي أميرا بعد أن سمعت رسول الله (ﷺ) يقول: قال: وما سمعته يقول؟ قال: قال: "يؤتى بالرجل يوم القيامه فيلقى في النار فتندلق أقتابه فيقال: أليس كنت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر قال: كنت آمركم بالمعروف ولا أفعله وأنهاكم عن المنكر وآتيه". [38]
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم ثنا ثنا يحيى بن أبي طالب قال: أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال: أنا أبو سلمة عن منصور ابن زاذان قال: "نبئت أن بعض أن بعض من يلقى في النار ليتأذى أهل النار بريحه فيقال: له ويلك ما كنت تعمل؟ ما يكفينا ما نحن فيه من الشر حتى ابتلينا بك ونتن ريحك؟ قال: فيقول: إني كنت عالما فلم أنتفع بعلمي؟"
أخبرني أبو جعفر محمد بن جعفر بن علان الوراق قال: أنبأ أبو عبدالله الحسين بن أحمد بن محمد الصفار الهروي قال: أخبرنا محمد بن إبراهيم الوكيل ثنا محمد بن محمود السمرقندي قال: وسمعته يعني يحي بن معاذ الرازي يقول: "مسكين من كان علمه حجيجه ولسانه خصيمه وفهمه القاطع بعذره".
قيل لبعضهم ألا تطلب العلم؟ فقال: خصومي من العلم كثير فلا أزداد.
أنا أحمد بن محمد بن أحمد المجهز ثنا أبو الفضل عبيدالله بن عبدالرحمن الزهري من لفظه إملاء ثنا إبراهيم بن عبدالله بن أيوب المخرمي قال: سمعت سري بن المغلس السقطي يقول: كلما أزددت علما كانت الحجة عليك أوكد".
أخبرنا أبو الحسن علي بن طلحة بن محمد المقري قال: سمعت أبا الحسين محمد بن أحمد بن سمعون الواعظ يقول: "كل من لم ينظر بالعلم فيما لله عليه فالعلم حجة عليه ووبال".
أخبرنا أبو الطاهر عبد الغفار بن محمد بن جعفر المؤدب قال: أنبأ أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن الصواف ثنا عبدالله ابن أحمد قال: حدثني ابي ثنا سيار بن حاتم ثنا جعفر بن سليمان الضبعي عن ثابت عن أنس قال: قال رسول الله (ﷺ): "إن الله تعالى يعافي الأميين يوم القيامة ما لا يعافي العلماء". [39]
قرأت على ظهر كتاب لأبي بكر محمد بن عبدالله بن أبتان الهيثي:
إذا العلم لم تعمل به كان حجة......عليك ولم تعذر بما أنت حامل
فإن كنت أبصرت هذا فإنما........يصدق قول المرء ما هو فاعل
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد ابن أبي طاهر الدقاق وأبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله بن محمد بن الحسين الجرمي قالا: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد ابن الزبير الكفي ثنا الحسن بن علي بن عفان العامري ثنا زيد ابن الحباب عن مالك بن مغول قال: سمعت الشعبي يقول: "ليتني لم أكن علمت من ذا العلم شيئا".
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبان الثعلبي الهيثي ثنا أبو بكر أحمد بن سلمان النجاد ثنا أحمد ابن محمد ابن شاهين ثنا ابن سهل يعني محمد بن سهل بن عسكر- قال: سمعت الفريابي يقول: سمعت سفيان الثوري يقول: "ليتني لم أكتب العلم وليتني أنجو من معلمي كفافا لا علي ولا لي".
أخبرنا أبو القاسم طلحة بن على بن الصقر الكتاني قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ثنا أبو عيسى موسى بن هارون الطوسي ثنا أبو معمر قال: سمعت ابن عيينة يقول: "العلم إن لم ينفعك ضرك".
قلت: يعني إن لم ينفع بأن يعمل به ضره بكونه حجة عليه.
أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد التميمي قال: أنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: ثنا أبو الربيع يعني عمرو بن سليمان قال: حدثني أبو الأشهب عن محمد بن واسع قال: قال لقمان لابنه: "يا بني لا تتعلم ما لا تعلم حتى تعمل بما تعلم".
أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد العزيز بن جعفر البرذعي قال: أخبرنا علي بن محمد بن إبراهيم بن علويه الجوهري ثنا محمد بن احمد بن الحسن بن بابويه الحنائي قال: ثنا محمد بن
عبد الله القرشي ثنا محمد بن الحسين هو البرجلاني قال: حدثني أحمد بن محمد قال: حدثني أبو عبد الصمد العمي عن مالك بن دينار قال: "إني وجدت في بعض الحكمة لا خير لك أن تعلم ما لم تعلم ولم تعمل بما قد علمت فإن مثل ذلك مثل مثل رجل احتطب حطبا فحزم حزمة ذهب يحملها فعجز عنها فضم إليها أخرى".
أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي قال: أنا إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان النسوي قال: ثنا جدي ثنا حرملة ابن يحيى قال: أخبرنا ابن وهب ثنا سفيان قال: "كان عالم وعابد في بني إسرائيل فقال: العالم للعابد ما يمنعك أن تأتيني وتأخذ مني وانت ترى الناس يأتوني فقال: العابد: تعلمت شيئا فانا أعمل به فإذا فني أتيتك".
أنشدني أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الله الصوري لنفسه:
كم إلي كم أغدو إلى طلب العلـ......ـم مجدا في جمع ذاك حفيا
طالبا منه كل نوع وفن........وغريب ولست أعمل شيا
وإذا كان طالب العـ.......ـمل بالعلم كان عبدا شقيا
إنما تنفع العلوم لمن كا........ن بها عاملا وكان تقيا
أخبرنا أبو الفرج عبد السلام بن عبد الوهاب القرشي بأصبهان قال: أنبأ سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني ثنا مطلب ابن شعيب الأزدي ثنا عبد الله بن صالح قال: حدثني الليث قال: الطبراني وثنا أبو الزنباع روح بن الفرج ثنا يحيى بن بكير ثنا الليث عن إبراهيم بن أبي عبلة عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي عن جبير بن نفير قال: حدثني عوف بن مالك الأشجعي أن رسول الله (ﷺ) نظر إلى السماء يوما فقال: "هذا أوان يرفع العلم" فقال: له رجل من الأنصار يقال: له زياد بن لبيد: يا رسول الله يرفع العلم وقد أثبت ووعته القلوب؟ فقال له رسول الله (ﷺ): إن كنت لأحسبك من أفقه أهل المدينة، ثم ذكر ضلالة اليهود والنصارى على ما في أيديهم من كتاب الله، فلقيت شداد بن أوس فحدثته بحديث عوف ابن مالك فقال: صديق عوف ألا أخبرك بأول ذلك يرفع؟ قلت: بلى قال: الخشوع حتى لا ترى خاشعا. [40]
أنبأنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب قال: أنبأ أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران قال: قرأت على أبي جعفر محمد بن أحمد بن محمد السبحي ثنا أبو رجاء محمد بن حمدويه بن موسى ثنا أحمد ابن جميل قال: أنا حفص بن حميد عن ابن المبارك قال: "كان رجل ذا مال لم يسمع بعالم إلا أتاه حتى يقتبس منه فسمع أن في موضع كذا وكذا عالما فركب السفينة وفيها امرأة فقالت: ما أمرك يا هذا قال: إني مشغوف بحب العلم فسمعت أن في موضع كذا عالما آتيه قالت: يا هذا كلما زيد في علمك يزيد في عملك أو تزيد في علمك والعمل موقوف فانتبه الرجل ورجع وأخذ في العمل".
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي قال: أخبرنا أبو الفتح محمد بن الحسين الموصلي ثنا عبد الله بن علي العمري ثنا الفتح بن شخرف ثنا عبد الله بن خيبق ثنا عبد الله ابن السندي عن إبراهيم بن أدهم قال: خرج رجل يطلب العلم فاستقبله حجر في الطريق فإذا فيه منقوش اقلبني تر العجب وتعتبر قال: فأقلب الحجر فإذا فيه مكتوب أنت بما تعلم لا تعمل كيف تطلب ما لا تعلم؟ قال: فرجع الرجل.
أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح الفارسي قال: أنبأ محمد ابن العباس الخراز قال: ثنا جعفر بن محمد الصندلي قال: أنا الحسن بن محمد بن الصباح ثنا محمد بن يزيد بن خنيس قال: وقال: عمر بن قبيس حدثني عطاء قال: "كان فتى يختلف إلى أم المؤمنين عائشة فيسألها وتحدثه فجاءها ذات يوم يسألها فقالت: يا بني هل عملت بعد ما سمعت مني؟ فقال: لا والله يا أمه فقالت: يا بني فبما تستكثر من حجج الله علينا وعليك!".
حدثني الحسن بن محمد الخلال ثنا عمر بن إبراهيم بن كثير المقري ثنا جعفر بن محمد الصندلي ثنا أبو حفص عمر بن أخت بشر بن الحارث قال: سمعت بشرا يقول: قال الفضيل: "هذا الحديث لا يسمعه الرجل خير له من أن يسمعه ولا يعمل به".
أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن يزداد القاري قال: أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الأصبهاني بها ثنا محمد بن يحيى هو ابن منده ثنا محمد بن عصام عن أبيه عن سفيان عن أبي حازم قال: "رضى الناس من العمل بالعلم ورضوا من الفعل بالقول".
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال: أنبأ عثمان بن أحمد الدقاق ثنا حنبل بن إسحاق قال: حدثني أبو عبد الله يعني أحمد بن حنبل قال: ثنا أبو قطن قال: سمعت ابن عون يقول: "وددت أني خرجت منه كفافا يعني العلم".
قال أبو قطن: قال شعبة:"ما أنا على شيء مقيم أخاف أن يدخلني النار غيره".
أخبرنا محمد ابن أبي نصر النرسي قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن الحسين الدقاق قال: أنا عبد الله بن محمد ابن عبد العزيز ثنا محمد بن زياد بن فزوه أبي البلدي ثنا أبو شهاب عن عبد الرحمن بن عبد الله عن القاسم بن عبد الرحمن عن ابن مسعود قال: "إني لأحسب العبد ينسى العلم كان يعلمه بالخطيئة يعملها".
أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن عبد الله بن الحسين بن إسماعيل المحاملي ثنا عبد الرحمن بن العباس بن عبد الرحمن ابن زكريا البزاز من لفظه وأصله قال: ثنا محمد بن إبراهيم ابن حمدون الخزاز ثنا عبد الله يعني ابن أبي زياد ثنا سيار عن جعفر عن مالك قال: قرأت في التوراة: "إن العالم إذا لم يعمل بعلمه زلت موعظته عن القلوب كما يزل القطر عن الصفا".
أخبرنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسنويه الأصبهاني ثنا أحمد بن جعفر بن معبد السمسار ثنا أبو بكر بن النعمان ثنا زيد بن عوف ثنا جعفر بن سليمان عن مالك بن دينار قال: "العالم الذي لا يعمل بعلمه بمنزلة الصفا إذا وقع عليه القطر زل عنه".
أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الواحد بن علي البزاز قال: أنشدنا أبو القاسم عمر بن محمد بن سيف الكاتب قال: أنشدنا محمد بن العباس اليزيدي قال: أنشدنا أبو الفضل الرياشي:
ما من روى علما ولم يعمل به......فيكف عن وتغ الهوى بأديب
حتى يكون بما تعلم عاملا.......من صالح فيكون غير معيب
ولقلما تجدي إصابة صائب......أعماله أعمال غير مصيب
باب ذم طلب العلم للمباهاة به والمماراة فيه ونيل الأغراض وأخذ الأعواض عليه
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: أنبأ أبو سهل أحمد ابن محمد بن عبد الله بن زياد القطان ثنا محمد ابن غالب بن حرب ثنا بشر بن عبيد الدارسي ثنا محمد بن سليم عن عطاء بن السائب عن عبد الرحمن ابن يزيد عن أبيه عن حذيفة قال: سمعت رسول الله (ﷺ) يقول: "من طلب العلم ليباهي به العلماء أو يماري به السفهاء أو يصرف وجوه الناس فله من علمه النار". [41]
أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز الطاهري قال: أنبأ أبو بحر محمد بن الحسن بن كوثر ثنا محمد بن يونس ثنا أبو يوسف يعقوب بن القاسم الطلحي ثنا عثمان بن مطر ثنا أبو هاشم الرمائي ما عن أنس بن مالك قال رسول الله (ﷺ): "من طلب العلم ليماري به السفهاء أو يكاثر به العلماء أو يصرف به وجوه الناس إليه فليتبوأ مقعده من النار". [42]
أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزق قال: أنا أبو عمر الزاهد محمد بن عبد الواحد فال ثنا أحمد بن زياد البزاز ثنا سريج بن النعمان ثنا فليح يعني ابن سليمان عن أبي طوالة عن سعيد بن يسار عن أبي هريره قال: قال رسول الله (ﷺ) : "من تعلم علما يبتغى يعني به وجه الله لا يتعلمه لا إلا ليصيب أن به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة يعني ريحها". [43]
أخبرني أبو بكر محمد بن عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران القرشي قال: أنبأ أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري وأنبأ علي بن المحسن التنوخي قال: ثنا عبد الله ابن أحمد بن ماهبرذ على الأصبهاني قال: عبد الله حدثنا، وقال: الزهري: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن شابور ثنا أبو نعيم الحلبي ثنا مخلد بن الحسين قال: حدثنا هشام بن حسان قال: سمعت الحسن يقول: "من طلب العلم ابتغاء الآخرة أدركها ومن طلب العلم ابتغاء الدنيا فهو حظه منه وقال: الزهري فذاك حظه منها".
أخبرني أبو محمد الحسن بن أحمد الحربي الخطيب قال: أنا أحمد بن جعفر بن حمدان أن العباس بن يوسف الشكلي حدثهم ثنا محمد بن ماهان ثنا محمد بن يزيد بن خنيس قال: سمعت وهيب بن الورد يقول: ضرب مثل عالم السوء فقيل: "مثل العالم السوء كمثل حجر دفع في ساقية فلا هو يشرب من الماء ولا هو يخلي عن الماء فيحيي به الشجر ولو أن علماء السوء نصحوا الله في عباده فقالوا: يا عباد الله اسمعوا ما نخبركم به عن نبيكم وصالح سلفكم فاعملوا به ولا تنظروا إلى أعمالنا هذه الفشلة الله فإنا قوم مفتونون كان قد نصحوا الله في عباده ولكنهم يريدون أن يدعوا عباد الله إلى أعمالهم القبيحة فيدخلوا معهم فيها".
أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي الإيادي ثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن صالح الأبهري ثنا عثمان بن علي ثنا عبد الرحمن بن الشامي ثنا إسحاق بن موسى الأنصاري قال: سمعت ابن عيينة يقول قال: عيسى عليه السلام: "يا علماء السوء جعلتم الدنيا على رؤوسكم والآخرة تحت أقدامكم قولكم شفاء وعملكم داء مثلكم مثل شجرة الدفلي [44] قال: تعجب من رآها وتقتل من أكلها".
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري قال: أنبأ محمد بن عمران بن موسى المرزباني ثنا أحمد بن محمد بن عيسى المكي ثنا محمد بن القاسم بن خلاد ثنا عبد الغفور بن عبد العزيز عن أبيه عن وهب بن منبه أن عيسى بن مريم عليه السلام قال: "ويلكم يا عبيد الدنيا ماذا يغني عن الأعمى سعة نور الشمس وهو لا يبصرها عن كذلك لا يغني عن العالم كثرة علمه إذا لم يعمل به ما أكثر أثمار الشجر وليس كلها ينفع ولا يؤكل وما أكثر العلماء وليس كلكم ينتفع بما علم فاحتفظوا من العلماء الكذبة الذين عليهم لباس الصوف منكسين رؤوسهم إلى الأرض يطرفون من تحت حواجبهم كما ترمق الذباب قولهم مخالف فعلهم من يجتني من الشوك العنب ومن الحنظل التين كذلك لا يثمر قول العالم الكذاب إلا زورا إن البعير إذا لم يوثقه صاحبه في البريه نزع إلى وطنه وأصله وان العلم إذا لم يعمل به صاحبه خرج من صدره وتخلى منه وعطله وإن الزرع لا يصلح إلا بالماء والتراب كذلك لا يصلح الإيمان إلا بالعلم والعمل ويلكم يا عبيد الدنيا إن لكل شيء علامة يعرف بها وتشهد له أو عليه وإن للدين ثلاث علامات يعرف بهن الإيمان والعلم والعمل.
باب ما جاء من الوعيد والتهديد والتشديد لمن قرأ القرآن للصيت والذكر ولم يقرأه للعمل به واكتساب الأجر
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقري ثنا محمد بن العباس بن الفضل صاحب الطعام بالموصل ثنا محمد ابن أحمد بن أبي المثنى ثنا جعفر بن عون وعبد الوهاب يعني ابن عطاء قالا: أنبأ عبد الملك بن عبد العزيز بن جريح قال: أخبرني يونس بن يوسف عن سليمان بن يسار قال: "تفرق الناس عن أبي هريرة فقال: له ناتل أخو أهل الشام يا أبا هريرة حدثنا حديثا سمعته من رسول الله (ﷺ) فقال: سمعت رسول الله (ﷺ) يقول: "أول الناس يقضى فيه يوم القيامة رجل أتى به الله فعرفه نعمه فعرفها فقال: ما عملت فيها فقال: قاتلت في سبيلك حتى استشهدت فقال: كذبت إنما أردت أن يقال: فلان جرئ فقد قيل فأمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل تعلم العلم والقرآن فأتى به الله فعرفه نعمه فعرفها فقال: ما عملت فيها قال: تعلمت العلم وقرأت القرآن وعلمته فيك فقال: كذبت إنما أردت أن يقال: فلان عالم وفلان قارئ فأمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل آتاه من أنواع المال فأتى به الله فعرفه نعمه فعرفها فقال: ما عملت فيها فقال: ما تركت ذكر كلمة معناها من سبيل تحب أن تنفق فيه إلا أنفقت فيه لك قال: كذبت إنما أردت أن يقال: فلان جواد فقد قيل فأمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار". [45]
أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل قال: أنبأ إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار ثنا محمد بن عبيد الله بن المنادي ثنا أبو بدر ثنا عمرو بن قيس عن الحسن قال: "إنه تعلم هذا القرآن عبيد وصبيان لم يأتوه من قبل وجهه ولا يدرون ما تأويله قال الله تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ} ما تدبر آياته إتباعه بعمله وإن أولى الناس بهذا القرآن من اتبعه وإن لم يكن يقرأه يقول أحدهم: يا فلان تعال أقارئك متى كانت القراء تفعل هذا؟! ما هم بالقراء ولا الحلماء ولا الحكماء لا أكثر الله في الناس أمثالهم.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان أنبأ دعلج بن أحمد ثنا محمد بن علي بن زيد الصائغ أن سعيد بن منصور حدثهم ثنا حديج يعني ابن معاوية عن أبي إسحاق قال: قال عمر بن الخطاب: "لا يغرركم من قرأ القرآن إنما هو كلام نتكلم به ولكن انظروا من يعمل به".
باب ما قيل في حفظ حروفه وتضييع حدوده
أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن عبيد الله النجار قال: أنبأ أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسى الحافظ ثنا محمد بن أحمد بن الهيثم ثنا مالك بن عبد الله بن سيف ثنا علي بن الحسين ثنا عمر بن الصبح عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (ﷺ) : "لن يتلوا القرآن من لم يعمل به". [46]
أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن جعفر العطار والحسن بن أبي بكر بن شاذان قال: عبد العزيز ثنا وقال الحسن: أخبرنا عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق ثنا محمد ابن غالب بن حرب زاد عبد العزيز الضبي قال: حدثني وفي رواية ابن شاذان حدثنا مسلم بن إبراهيم ثنا صدقة بن موسى والحسن ابن أبي جعفر قالا: ثنا مالك بن دينار عن ثمامة بن عبد الله، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله (ﷺ) : "أتيت ليلة أسري بي على قوم تقرض شفاههم بمقاريض من نار كلما قرضت وفت فقلت: يا جبريل من هؤلاء قال: خطباء من أمتك الذين يقولون ولا يفعلون ويقرؤون كتاب الله ولا يعلمون". [47]
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: أنبأ أحمد بن إسحاق ابن منجاب الطيبي ثنا محمد بن أيوب البجلي قال: أنبأ أبو بكر يعني ابن أبي شيبة ثنا عبد الله بن نمير ثنا محمد بن إسحاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: سمعت رسول الله (ﷺ) يقول: "يمثل القرآن يوم القيامة رجلا فيؤتى بالرجل قد حمله فخالف أمره فينتتل [48] له خصما فيقول: يا رب حملته إياي فبئس حامل تعدى حدودي وضيع فرائضي وركب معصيتي وترك طاعتي فما يزال يقذف عليه بالحجج حتى يقال: فشأنك فيأخذ بيده فما يرسله حتى يكبه على منخره في النار ويؤتي بالرجل الصالح قد كان حمله، وحفظ أمره فينتتل خصما دونه فيقول: يا رب حملته إياي فحفظ حدودي وعمل بفرائضي واجتنب معصيتي واتبع طاعتي فما يزال يقذف له بالحجج حتى يقال: شأنك به فيأخذ بيده فما يرسله حتى يلبسه حلة الإستبرق ويعقد عليه تاج الملك ويسقيه كأس الخمر". [49]
أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رزق البزاز وأبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله المعدل قال: أنبأ أبو علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار ثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى بن أسد المروزي وأنبأ القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحرشي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم ثنا زكريا بن يحيى المروزي ثنا معروف الكرخي قال: قال بكر بن خنيس: "إن في جهنم لواديا تتعوذ جهنم من ذلك الوادي كل يوم سبع مرات وإن في الوادي لجبا يتعوذ الوادي وجهنم من ذلك الجب كل يوم سبع مرات وإن في الجب لحية يتعوذ الجب والوادي وجهنم من تلك الحية كل يوم سبع مرات يبدأ بفسقة حملة القرآن فيقولون: أي رب بدء بنا قبل عبدة الأوثان قيل لهم ليس من يعلم كمن لا يعلم".
أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد القزويني قال: أنبأ علي ابن إبراهيم بن سلمة القطان ثنا أبو حاتم الرازي ثنا هدبة ثنا سلام يعني ابن أبي مطيع قال: سمعت أيوب السختياني يقول: "لا خبيث أخبث من قارئ فاجر".
وقال: أبو حاتم ثنا هدبة ثنا حزم هو القطعي قال: سمعت مالك بن دينار يقول: "لأنا للقارئ الفاجر أخوف مني من الفاجر المبرز بفجوره إن هذا أبعدهما غورا".
أخبرني أبو القاسم بكران بن الطيب بن الحسن السقطي بجرجرايا [50] ثنا محمد أحمد بن يعقوب المفيد ثنا أحمد ابن الحسن بن عبد الجبار وأحمد بن علي بن المثنى قالا: ثنا عبد الصمد بن يزيد قال: سمعت الفضيل يقول: "إنما نزل القرآن ليعمل به فاتخذ الناس قراءته عملا قال: قيل كيف العمل به قال: أي ليحلوا حلاله ويحرموا حرامه ويأتمروا بأوامره وينتهوا عن نواهيه ويقفوا عند عجائبه".
أخبرني أبو الحسن محمد بن عمر بن عيسى بن يحيى البلدي قال: أنا محمد بن العباس بن الفضل بن يونس الخياط بالموصل ثنا محمد بن أحمد بن أبي المثنى ثنا قبيصة بن عقبة عن سفيان الثوري عن منصور عن أبي رزين في قوله تعالى: {يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ} قال: يتبعونه حق اتباعه بعملون من به حق عمله.
أخبرنا القاضي أبو محمد يوسف بن رباح بن علي البصري ثنا أبو عبد الله محمد بن المحسن بن الحسين الأزدي بمصر قال: أنا العباس بن أحمد الخواتيمي بطرسوس ثنا العباس ابن الفضل الأرسوفي ثنا أحمد بن عبد العزيز ثنا نصر بن عيسى ثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر عن النبي (ﷺ) في قول الله تعالى: {يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ} قال: يتبعونه حق اتباعه. [51]
باب ذم التفقه لغير العبادة
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل ابن شاذان الصيرفي بنيسابور ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم أخبرنا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي قال: أخبرني أبي ثنا الأوزاعي قال: "أنبئت أنه كان يقال: ويل للمتفقهين لغير العبادة والمستحلين الحرمات بالشبهات"
أخبرني الحسن بن علي الجوهري ثنا محمد بن العباس الخراز ثنا يحيى بن محمد بن صاعد ثنا الحسين بن الحسن المروزي قال: أنبأ ابن المبارك قال: أنبأ بكار بن عبد الله قال: سمعت وهب بن منبه يقول قال الله تعالى: فيما يعيب به أحبار بني إسرائيل: "أتفقهون في لغير الدين وتعلمون لغير العمل وتبتاعون الدنيا بعمل الآخرة تلبسون جلود الضأن وتخفون أنفس الذئاب وتنقون القذى من شرابكم وتبتلعون أمثال الجبال من الحرام وتثقلون الدين على الناس أمثال الجبال ولا تعينونهم برفع الخناصر تطيلون تطولون الصلاة،
وتبيضون الثياب وتغتصبون ابن مال اليتيم والأرملة بعزتي حلفت لأضربنكم بفتنة يضل فيها رأي كل ذي رأي وحكمة الحكيم".
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق ثنا الحسن بن سلام ثنا أبو نعيم ثنا أبو الجابية الفراء قال: قال الشعبي: "إنا لسنا بالفقهاء ولكنا سمعنا الحديث فرويناه ولكن الفقهاء من إذا علم عمل".
حدثنا الحسن بن محمد الخلال ثنا عمر بن أحمد الواعظ ثنا عبد الله بن محمد بن زياد أنا العباس بن الوليد ابن مزيد ثنا أبي قال: سمعت الأوزاعي يقول: "إذا أراد الله بقوم شرا فتح عليهم الجدل ومنعهم العمل".
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر السلماسي قال: أنبأ أحمد بن إبراهيم بن شاذان ثنا أحمد بن محمد بن عبد الكريم الوساوسي ثنا عبد الله بن خبيق قال: سمعت إبراهيم البكاء يقول: سمعت معروف بن فيروز الكرخي يقول: "إذا أراد الله بعبد خيرا فتح له باب العمل وأغلق عنه باب الجدل وإذا أراد الله بعبد شرا فتح له باب الجدل وأغلق عنه باب العمل".
أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ قال: حدثني أبي قال: ثنا علي بن محمد المصري ثنا محمد بن زيد أن ابن سويد قال: ثنا أبو نعيم الفضل بن دكين قال: دخلت على زفر وقد غرغرت نفسه في صدره فرفع رأسه إلي فقال لي: "يا أبا نعيم وددت أن الذي كنا فيه كان تسبيحا".
باب كراهية طلب الحديث للمفاخرة وعقد المجالس واتخاذ الأتباع والأصحاب بروايته
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحيري بنيسابور قال: أنا أبو محمد حاجب بن أحمد بن يرحم ابن سفيان الطوسي ثنا محمد بن حماد هو الأبيوردي قال: ثنا يزيد بن هارون عن سليمان التميمي عن سيار عن عائذ الله قال: "الذي يتبع الأحاديث ليحدث بها لا يجد ريح الجنة".
أخبرنا أبو الحسن علي بن القاسم بن الحسن الشاهد بالبصرة ثنا علي بن إسحاق المادرائي ثنا أحمد بن محمد الخليلي قال: حدثني سليمان بن داود ثنا خالد بن الحارث الهجيمي قال: قيل لابن شبرمة: حدث تؤجر فأنشأ يقول:
يمنوني الأجر الجزيل وليتني........نجوت كفافا لا علي ولا ليا
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي قال: أنبأ محمد ابن أحمد بن محمد المعيد قراءة قال: حدثنا محمد بن السمط، ثنا أبو نصر رجاء بن سهل ثنا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر قال: بكر أصحاب الحديث على الأوزاعي قال: فالتفت إليهم فقال:
كم من حريص جامع جاشع........ليس بمنتفع ولا نافع
أخبرنا علي بن القاسم ثنا علي بن إسحاق قال: قرئ على المفضل بن محمد بن إبراهيم بمكة وأنا حاضر ثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الطبري قال: سمعت الفضيل يقول: "لو طلبت مني الدنانير كان أيسر إلي من تطلب مني الأحاديث فقلت: له لو حدثتني بأحاديث فوائد ليست عندي كان أحب إلي من أن تهب لي عددها دنانير فقال: إنك مفتون أما والله لو عملت بما قد سمعت لكان لك في ذلك شغلا عما لم تسمع ثم قال: سمعت سليمان بن مهران يقول: إذا كان بين يديك طعام تأكله فتأخذ اللقمة فترمي بها خلف ظهرك كلما أخذت اللقمة ترمي بها خلف ظهرك متى تشبع".
أخبرنا علي بن القاسم ثنا علي بن إسحاق المادرائي ثنا جعفر بن محمد الصائغ ثنا عبيد الله بن عمر القواديري هذه قال: رأيت رضيعا لسفيان بن عيينة قد جاء إلى فضيل فقال: له أما يكفي ما في منزلكم من الشر حتى تجئ إلى ها هنا يعني الحديث.
وأخبرنا علي قال: ثنا علي ثنا جعفر الصايغ ثنا خالد ابن خداش قال: قال لي الفضيل: "تأتي سفيان قلت: نعم قال: نعم الرجل لولا أنه صاحب حديث".
أخبرنا أبو طالب محمد بن الفتح الحربي قال: أنبأ عمر بن أحمد الواعظ سنة قال: ثنا أبو حبيب العباس بن أحمد البرتي ثنا سوار بن عبد الله قال: سمعت ابن عيينة يقول: "لو قيل لي لم طلبت الحديث ما دريت ما أقول".
أخبرني أبو محمد بن عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري قال: أنبأ محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ثنا جعفر بن محمد بن الأزهر ثنا الغلابي قال: سأل رجل ابن عيينة عن إسناد حديث قال: "ما تصنع بإسناده أما أنت فقد بلغتك حكمته ولزمتك موعظته".
أخبرني عبد العزيز بن علي الأزجي ثنا عمر بن محمد ابن إبراهيم البجلي ثنا أحمد بن عبيد الله بن عمار الثقفي ثنا أبو زيد عمر بن شبة قال: حدثني خلاد بن يزيد الأرقط وكان أبو زيد إذا ذكر خلادا وصف جلالته ونبله وقال: كان من الجبال الرواسي نبلا قال: أتيت سفيان بن عيينة فقال:
"إنما يأتي بك الجهل لا ابتغاء العلم لو اقتصر جيرانك على علمك كفاهم ثم كوم كومة من بطحاء ثم شقها بأصبعه ثم قال: هذا العلم أخذت نصفه ثم جئت تبتغي النصف الباقي فلو قيل: أرأيت ما أخذت هل استعملته فإذا صدقت قلت: لا فيقال لك: ما حاجتك إلي ما تزيد به نفسك وقرا على وقر! استعمل ما أخذت أولا".
أخبرني علي بن أبي علي المعدل ثنا أحمد بن يوسف الأزرق بن يعقوب بن إسحاق البهلول التنوخي قال: أخبرنا أبي ثنا أبو بكر أحمد بن منصور الرمادي قال: حدثني نعيم يعني ابن حماد قال: سألت ابن عيينة أو سأله إنسان: "من العالم قال: الذي يعطي كل حديث حقه".
أخبرنا أبو القاسم الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر القاضي ثنا إسماعيل بن محمد الصفار ثنا محمد بن إسحاق أبو بكر قال: أنا عبيد الله بن موسى قال: قال سفيان الثوري: "وددت أني لم أطلب الحديث وأن يدي قطعت من هاهنا لا بل من ها هنا وأشار إلى الكتف ثم أشار إلى المنكب قال: لا بل من ها هنا".
أخبرني أبو بكر أحمد بن علي بن عبد الله الطبري قال: أنبأ محمد بن بكران البزاز قال: ثنا أبو عبد الله بن مخلد العطار قال: ثنا محمد بن عمر بن الحكم ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا حجاج بن محمد قال: قال سفيان الثوري: "رضى الناس بالحديث وتركوا العمل".
أنبأ محمد بن عبد الله بن أبان الهيتي ثنا أحمد بن سلمان النجاد ثنا محمد بن عبدوس ثنا أحمد بن عبد الصمد قال: سمعت شعيب بن حرب قال: سمعت سفيان وأرسل إليه فقال: "حتى تعملوا بما تعلمون ثم تأتوني فأحدثكم".
قال: وسمعت سفيان يقول: "يدنسون ثيابهم ثم يقولون تعالوا اغسلوها".
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا عبيد الله بن عمر القواريري قال: قال يحيى بن سعيد: "ما أخشى على سفيان شيئا في الآخرة إلا حبه للحديث".
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال: أنبأ إسماعيل ابن علي الخطي وأبو علي بن الصواف وأحمد ابن جعفر بن حمدان قالوا: أنبأ عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي ثنا أبو قطن قال: سمعت ابن عوف قال: "وردت أني خرجت منه كفافا يعني من العلم" قال: أبو قطن: قال شعبة: "ما أنا مقيم على شيء أخاف أن يدخلني النار غيره يعني الحديث".
أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي قال: أنا محمد بن عبد الله بن خلف بن بخيت الدقاق ثنا عمر ابن محمد الجوهري ثنا أبو بكر الأثرم قال: وسمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل ذكر قول شعبة. "ما أخاف أن يدخلني النار غيره يعني الحديث" فقال: تعلم أنه كان صادقا في العمل أو نحو هذا.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ إجازة ثنا حبيب بن الحسن وأحمد بن إبراهيم العطار قالا: ثنا سهل بن أبي سهل ثنا بشر بن خالد ثنا شبابة قال: دخلت على شعبة في يومه الذي مات فيه وهو يبكي فقلت له: "ما هذا الجزع يا أبا بسطام أبشر فإن لك الإسلام موضعا فقال: دعني فلوددت أني وقاد حمام وأني لم أعرف الحديث".
أخبرني أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي ثنا محمد ابن العباس الخراز ثنا جعفر بن محمد الصندلي قال: أنبأ محمد ابن هارون أبو نشيط الحربي قال: "لقيني بشر بن الحارث في الطريق فنهاني عن الحديث وأهله قال: وأقبلت إلى يحيى بن سعيد القطان فبلغني أنه قال: أنا أحب هذا الفتى وأبغضه فقيل له لم تحبه وتبغضه فقال: أحبه لمذهبه وأبغضه لطلبه الحديث".
أخبرنا أبو العباس الفضل بن عبد الرحمن بن الفضل الأبهري ثنا أبو بكر بن المقري بأصبهان ثنا أحمد بن شعيب الأنطاكي ثنا محمد بن يعقوب الدينوري ثنا العباس بن عبد العظيم قال: قال بشر بن الحارث: "إن أردت أن تنتفع بالحديث فلا تستكثر منه ولا تجالس أصحاب الحديث".
أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن القاسم النرسي قال: أنبأ محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ثنا هيثم بن مجاهد قال: ثنا إسحاق بن الضيف قال: قال لي بشر بن الحارث: "إنك قد أكثرت مجالستي ولي إليك حاجة إنك صاحب حديث وأخاف أن يفسدوا علي قلبي فأحب أن لا تعود إلي فلم أعد إليه".
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي قال: أنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري قال: حدثني حمزة بن الحسين ابن عمر قال: سمعت إبراهيم بن هاني النيسابوري يقول: سمعت بشر بن الحارث يقول: مالي وللحديث مالي وللحديث إنما هو فتنة إلا لمن أراد الله به قال: وقال: بشر "يقولون: إني أنهى عن طلب الحديث أنا لا أقول شيء أفضل منه لمن عمل به فإذا لم يعمل به فتركه أفضل".
أخبرنا العتيقي ثنا محمد بن العباس ثنا جعفر بن محمد الصندلي قال: أنبأ محمد بن يوسف الجوهري قال: قلت لبشر بن الحارث: "أقرئ أبا الوليد الطياليسي منك السلام وأردت أن أخرج إلى البصرة فقال لي: إن أبا الوليد يموت وأنت تموت تريد أن يقال: سمع قد سمعت انظر فيما سمعت فإنك إن لم تعمل به كان عليك وبالا في القيامة".
أخبرنا أبو طاهر محمد بن الحسن بن زيد بن الحسن العلوي بالري ثنا أحمد بن محمد بن سهل البزاز ثنا محمد ابن أيوب قال: قال أبو الوليد يوما: "ما يريدون بهذه الأحاديث إلا التكاثر والقليل يجزئ لمن اتقى الله
أو نحوه ثم قال: يجمع أحدهم المسند وكذا وكذا ليحول وجوه الناس إليه ونحوا من هذا الكلام.
أخبرنا أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفي قال: أنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ ببخارى قال: سمعت أبا صالح خلف بن محمد يقول: سمعت أبا بكر بن عبد الله ابن جعفر يعني التاجر يقول: سمعت أحمد بن حنبل وسئل عن رجل يكتب الأحاديث فيكثر قال: "ينبغي أن يكثر العمل به على قدر زيادته في الطلب ثم قال: سبل العلم مثل سبل المال إن المال إذا ازداد ازدادت زكاته".
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان قال: أنبأ دعلج بن أحمد قال: أنبأ أحمد بن علي الأبار ثنا أبو عمار الحسين بن حريث ثنا وكيع بن الجراح عن إبراهيم بن إسماعيل ابن مجمع قال: "كنا نستعين على حفظ الحديث بالعمل به".
باب من كره تعلم النحو لما يكسب من الخيلاء والزهو
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: ثنا أبو بكر محمد بن الفتح الحنبلي ثنا عبد الله بن أبي داود ثنا كثير بن عبيد ثنا الوليد بن مسلم عن الضحاك بن أبي حوشب قال: سمعت القاسم ابن مخيمرة يقول: "تعلم النحو أوله شغل وآخره بغي".
أخبرنا عبد الله بن عمر بن أحمد الواعظ ثنا أبي ثنا محمد بن العباس بن شجاع ثنا أيوب بن سليمان ثنا عبد الحميد ابن إبراهيم أبو تقي ثنا سلمة بن كلثوم قال: سمعت إبراهيم بن أدهم عن مالك ابن دينار قال: "تلقى الرجل وما يلحن حرفا وعمله لحن كله".
حدثني أبو القاسم الأزهري ثنا محمد بن العباس الخراز ثنا ابن أبي داود قال: ثنا عبد الله بن خبيق قال: سمعت شيخا من أهل دمشق يقول قال إبراهيم بن أدهم: "أعربنا في الكلام فما نلحن ولحنا في الأعمال فما نعرب".
أخبرني أبو الحسن علي بن أيوب القمي قال: أنبأ أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني قال: أخبرني الصولي قال: قال بعض الزهاد:
لم نؤت من جهل ولكننا.........نستر وجه العلم بالجهل
نكره أن نلحن في قولنا..........ولا نبالي اللحن في الفعل
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ قال: حدثني أبي ثنا عبد الله بن محمد ثنا نصر بن علي الجهضمي قال: حدثني محمد ابن خالد قال: حدثني علي بن نصر يعني أباه قال: "رأيت الخليل بن أحمد في النوم فقلت: في منامي لا أرى أحدا أعقل من الخليل فقلت: ما صنع الله بك قال: أرأيت ما كنا فيه فإنه لم يكن شيء أفضل من سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا والله أكبر".
أخبرنا أبو بكر أحمد بن المبارك بن أحمد البراثي ثنا علي بن محمد بن موسى التمار بالبصرة ثنا أبو عيسى جبير بن محمد ثنا أحمد بن عبد الله الترمذي قال: سمعت نصر بن علي يقول: سمعت أبي يقول: رأيت الخليل بن أحمد في المنام فقلت: له ما فعل بك ربك؟ قال: غفر لي قلت: بم نجوت؟ قال: بلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم قلت: كيف وجدت علمك أعني العروض والأدب والشعر قال: وجدته هباء منثورا".
أنشدنا الحسن محمد بن المظفر بن عبد الله السراج قال: أنشدنا أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن النجاد الفقيه قال: أنشدنا هلال بن العلاء الباهلي لنفسه:
سيبلي لسان كان يعرب لفظة.........فيا ليته من وقفة العرض يسلم
وما ينفع الإعراب إن لم يكن تقي.......وما ضر تقوى لسان معجم
أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الخياط الأزجي ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد بجرجرايا ثنا محمد بن مخلد ثنا محمد بن المثنى السمسار قال: "كنا عند بشر بن الحارث وعنده العباس بن عبد العظيم العنبري وكان من سادات المسلمين فقال: له يا أبا نصر أنت رجل قد قرأت القرآن وكتبت الحديث فلم لا تتعلم من العربية ما تعرف به اللحن حتى لا تلحن قال: ومن يعلمني يا أبا الفضل قال: أنا يا أبا نصر قال: فافعل قال: قل ضرب زيد عمرا قال: فقال له: بشر يا أخي ولم ضربه؟ قال: يا أبا نصر ما ضربه وإنما هذا أصل وضع فقال: بشر هذا أوله كذب لا حاجة لي فيه.
أخبرنا أبو نصر أحمد بن علي بن عبدوس الأهوازي إجازة قال: سمعت محمد بن إبراهيم الأصبهاني يقول: سمعت عبد الله بن الحسين بن سعيد الملطي يقول: سمعت أبا هارون محمد بن هارون يقول: سمعت ابن أبي أويس يقول: "حضر رجل من الأشراف عليه ثوب حرير قال: فتكلم مالك بكلام لحن فيه قال: فقال: الشريف: ما كان لأبوي هذا درهمان ينفقان عليه ويعلمانه النحو قال: فسمع مالك كلام الشريف فقال: لأن تعرف ما يحل لك لبسه مما يحرم عليك خير لك من ضرب عبد الله زيدا وضرب زيد عبد الله".
باب الأخذ بالوثيقة في أمر الآخرة
حدثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ إملاء ثنا محمد بن إبراهيم بن المقري قال: ثنا أبو يعلي وهو أحمد بن علي ابن المثنى الموصلي ثنا عبد الله بن عوف ثنا عثمان بن مطر الشيباني عن ثابت البناني عن مطرف بن عبد الله بن الشخير أنه كان يقول: "يا إخوتي اجتهدوا في العمل فإن يكن الأمر كما نرجوا من رحمة الله وعفوه كانت لنا درجات في الجنة وإن يكن الأمر شديديا قبل كما نخاف ونحاذر لم نقل ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل نقول قد عملنا فلم ينفعنا".
أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله المعدل أنا أبو علي الحسين بن صفوان البرذعي ثنا عبد الله بن محمد ابن أبي الدنيا قال: حدثني محمد بن عبد المجيد قال: سمعت سفيان قال: "قال رجل لمحمد بن المنكدر ولرجل آخر من قريش: الجد الجد والحذر الحذر فإن يكن الأمر على ما ترجون كان ما قدمتم فضلا، وإن يكن الأمر على غير ذلك لم تلوموا أنفسكم.
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن برهان الغزال ثنا عبد الباقي بن قانع بن مرزوق القاضي إملاء ثنا بشر بن موسى ثنا عبد الله بن صالح ثنا يحيى بن حميد بن عبد الملك ابن أبي غنية قال: كتب محمد بن النصر الحارثي إلى أخ له: "أما بعد فإنك في دار تمهيد وأمامك منزلان لا بد من أن تسكن أحدهما ولم يأتك أمان فتطمئن ولا براءة فتقصر والسلام".
باب في أن الأعمال هي الزاد والذخيرة النافعة يوم المعاد
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل قال: أنا الحسين ابن صفوان البرذعي ثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا قال: حدثني محمد بن الحسين ثنا داود بن المحبر عن صالح المري عن الحسن قال: "يتوسد المؤمن ما قدم من عمله في قبره إن خيرا فخيرا وإن شرا فشرا فاغتنموا المبادرة رحمكم الله في المهلة".
أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن جعفر الخرقي قال: أنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن محمد بن سلم الختلي ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا يحيى بن أيوب ثنا عمار بن محمد أبو القطان عن منصور عن مجاهد في قوله تعالى: {وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} قال: عمرك أن تعمل فيه لآخرتك.
أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد بن إبراهيم القزويني قال: أنا علي بن إبراهيم بن سلمة القطان ثنا أبو حاتم الرازي قال: حدثني سويد هو ابن سعيد ثنا أبو عون الحكم بن سنان عن مالك بن دينار قال: مكتوب في التوراة: كما تدين تدان وكما تزرع تحصد.
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين التوزي قال: أنبأ أبو محمد بن عبيد الله بن محمد الجرادي الكاتب قال: أنشدنا ابن دريد قال: أنشدنا عبد الرحمن يعني ابن أخي الأصمعي عن عمه قال: أنشدني رجل من أهل البصرة:
فما لك يوم الحشر شيء سوى الذي........تزودته قبل الممات إلى الحشر
إذا أنت لم تزرع وأبصرت حاصدا...........ندمت على التفريط في زمن البذر
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان قال: أنبأ عبد الله بن جعفر بن درسويه ثنا يعقوب بن سفيان قال: وزعم شهاب بن عباد أنه بلغه أن سفيان كان يتمثل بأبيات الأعشى:
إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى.........ولاقيت بعد الموت من قد تزودا
ندمت على أن لا تكون كمثله..........وأنك لم ترصد بما كان أرصدا
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي قال: أنبأ محمد بن عبد الله بن خلف الدقاق ثنا محمد بن صالح بن ذريح العكبري ثنا هناد بن السري ثنا وكيع عن سفيان عن رجل عن الحسن أنه كان يتمثل هذا البيت إذا أصبح وإذا أمسى:
يسر الفتى ما كان قدم من تقى.........إذا عرف الداء الذي هو قاتله
أنبا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر أنا محمد بن العباس أنا أحمد بن سعيد السوسي ثنا عباس بن محمد قال: قال يحيى بن معين: هذا البيت:
وإذا افتقرت إلى الذخائرلم تجد.........ذخرا يكون كصالح الأعمال
قال يحيى: هذا للأخطل.
باب اغتنام الشبيبة والصحة والفراغ والمبادرة إلى الأعمال قبل حدوث ما يقطع عنها
أخبرنا أبو طالب مكي بن علي بن عبد الرزاق الحريري قال: ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي قال: أنبأ محمد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي ثنا محمد بن بكار ثنا إسماعيل بن جعفر وابن المبارك والدراوري وعبد الله ابن جعفر كلهم عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن أبيه عن ابن عباس قال: قال رسول الله (ﷺ) : "الفراغ والصحة نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس". [52]
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقري ثنا محمد ابن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال: ثنا معاذ بن المثنى، ثنا مسدد ثنا عبد الله بن داود عن جعفر بن برقان عن زياد بن الجراح عن عمرو بن ميمون أن رسول الله (ﷺ) قال لرجل وهو يعظه: "اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك". [53]
أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن أحمد بن بشار السابوري بالبصرة ثنا أبو بكر محمد بن أحمد ابن محمويه العسكري ثنا جعفر بن محمد القلانسي قال: ثنا آدم بن أبي إياس ثنا شعبة ثنا سعيد الجريري قال غنيم بن قيس: "كنا نتواعظ في أول الإسلام ابن آدم اعمل في فراغك لشغلك وفي شبابك لهرمك وفي صحتك لمرضك وفي دنياك لآخرتك وفي حياتك لموتك". [54]
حدثت عن محمد بن عبد الله بن أخي ميمي قال: أنبأ جعفر بن محمد بن نصير ثنا أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي قال: قرأت على محمود بن الحسن من قوله:
بادر شبابك أن يهرماوصحة جسمك أن يسقما
وأيام عيشك قبل الممات........فما دهر من عاش أن يسلما
ووقت فراغك بادر به..........ليالي شغلك في بعض ما
وقدم فكل امرئ قادمعلى.......بعض ما كان قد قدما
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي قال: أنبأ محمد بن عبد الله بن خلف قال: ثنا ابن ذريح ثنا هناد بن السري ثنا وكيع عن الأعمش قال: "سمعتهم يذكرون عن شريح أنه رأى جيرانا له يجولون فقال: مالكم؟ فقالوا: فرغنا اليوم فقال شريح: وبهذا أمر الفارغ؟".
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن الحسين بن عبد الله التميمي قال: أنبأ محمد بن عبد الرحمن الذهبي ثنا محمد ابن هارون الحضرمي ثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أنس ثنا عبد الوهاب ابن نافع ثنا الفضل بن إبراهيم عن معاوية بن قرة عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله (ﷺ): "أشد الناس حسابا يوم القيامة المكفي الفارغ". [55]
أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحربي ثنا أبو بكر أحمد بن سلمان النجاد ثنا جعفر الصائغ ثنا عفان ثنا عون بن معمر عن الجلد بن أيوب عن معاوية بن قرة قال: أكثر الناس حسابا يوم القيامة الصحيح الفارغ.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: أنا عثمان بن أحمد الدقاق ثنا هيذام بن قتيبة المروزي ثنا محمد بن كليب ثنا إسماعيل بن عياش ثنا مطعم بن المقدام الصنعاني وغيره عن محمد بن واسع الأزدي قال: كتب أبو الدرداء إلى سلمان: "من أبي الدرداء إلى سلمان: يا أخي اغتنم صحتك وفراغك من قبل أن ينزل بك من البلاء مالا يستطيع أحد من الناس رده عنك".
أخبرنا الحسين بن عمر بن برهان الغزال ثنا أبو الحسين عبد الباقي بن قانع بن مرزوق القاضي إملاء ثنا بشر بن موسى ثنا عبد الله بن صالح قال: ثنا يحيى بن حميد قال: كتب الأوزاعي إلى أخ له: أما بعد.. فقد أحيط بك من كل جانب وهو ذا يسارؤك روى في كل يوم فاحذر الله والقيام بين يديه.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال: أنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا عبد الله بن خبيق ثنا إسحاق بن عبد العزيز عن عطاء بن مسلم قال: كنت مع سفيان الثوري في مسجد الحرام فقال: "يا عطاء نحن جلوس والنهار يعمل عمله قال: قلت: أنا في خير إن شاء الله قال: أجل ولكنها مبادرة قال: ثم قال: لي يا عطاء إن المؤمن في الموقف ليرى بعينه ما أعد الله له في الجنة وهو يتمنى أنه لم يخلق من هول ما هو فيه فيه".
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن محمد ابن القاسم المخزومي قال: أنا محمد بن عمرو الرزاز ثنا حنبل ابن إسحاق بن عم أحمد بن حنبل ثنا أبو الوليد خلف بن الوليد قال: حدثني ابن عم لأبي بكر النهشلي قال: دخل ابن السماك على أبي بكر النهشلي وهو في السوق وهو يومئ برأسه يصلي فقال: سبحان الله على هذا الحال فقال: "يا ابن السماك أبادر طي الصحيفة".
أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن عبيد الله النجار قال: أنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكيال ثنا محمد ابن الهيثم المقرئ قال: قال أبو سعيد الجصاص: ثنا ابن عبد المؤمن بمصر ثنا عبدان بن عثمان قال: سمعت ابن المبارك يقول: "اغتنم ركعتبين زلفى إلى الله إذا كنت ريحا مستريحا وإذا ما هممت بالنطق في الباطل فاجعل مكانه تسبيحا".
أنشدني أبو سعيد مسعود بن ناصر السجزي قال: أنشدنا أبو أحمد منصور بن محمد بن عبد الله الأزدي بهراة لنفسه: "لا تحتقر ساعة مساعدة تمد يدا إلى طاعة فالحي للموت والمنى خدع والأمر من ساعة إلى ساعة".
أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله المعدل قال: أنبأ الحسين بن صفوان ثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا قال: أنشدني أبو عبد الله أحمد بن أيوب:
اغتنم في الفراغ فضل ركوع.......فعسى أن يكون موتك بغتة
كم صحيح رأيت من غير سقم.......ذهبت نفسه الصحيحية فلته
أنشدني أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعد الأندلسي لنفسه:
إذا كنت أعلم علما يقينا.......بأن جميع حياتي كساعة
فلم لا أكون ضنينا بها.......وأجعلها في صلاح وطاعة
حدثنا علي بن أحمد الرزاز قال: سمعت جعفر الخلدي يقول: سمعت الجنيد يقول: سمعت السري السقطي يقول:
كل يوم قد مضى لا تجده.......فإذا كنت به فامتجد
قرأت في نسخة الكتاب الذي ذكر لنا أبو سعيد محمد ابن موسى الصيرفي أنه سمعه من أبي العباس محمد بن يعقوب الأصم وذهب أصله به ثم أخبرني العتيقي قراءة قال: أنبأ عثمان بن محمد المخرمي قال: أخبرني الأصم أن العباس بن محمد الدوري حدثهم ثنا علي بن الحسين بن شقيق قال: أنبأ عبد الله بن المبارك عن سعيد بن سالم وليس بالقداح قال: نزل روح بن زنباع منزلا بين مكة والمدينة في يوم صائف وقرب غداءه فانحط راع من جبل فقال: يا راعي هلم إلى الغداء قال: إني صائم قال: روح أو تصوم في هذا الحر الشديد؟ قال: فقال: الراعي أفأدع أيامي تذهب باطلا فأنشأ روح يقول:
لقد ضننت بأيامك يا راع .......إذ جاد بها روح بن زنباع
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: أنا أبو جعفر عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم الهاشمي ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد القرشي قال: حدثني بعض أهل العلم قال: "دعا قوم رجلا إلى طعام في يوم قائظ شديد حره فقال: إني صائم فقالوا: أفي مثل هذا اليوم قال: أفأغبن أيامي إذن؟".
أخبرنا علي بن محمد المعدل قال: أنبأ الحسين بن صفوان ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثني بعض أهل العلم قال: "دعا قوم رجلا إلى طعام فقال: إني صائم فقالوا: أفطر وصم غدا قال: ومن لي بغد؟".
أخبرنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ ثنا علي بن عبد الله بن المغيرة ثنا أحمد بن سعيد الدمشقي قال: قال عبد الله بن المعتز: تناول الفرصة الممكنة ولا تنتظر غدا فمن لغد من حادث بكفيل.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال: أنبأ سهل بن أحمد الديباجي ثنا محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي بمصر ثنا موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد قال: حدثني أبي عن أبيه عن جده جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي بن حسين عن أبيه أن عليا كان يقول: "اعمل كل يوم بما فيه ترشد".
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: أنبأ محمد بن محمد ابن أحمد بن مالك الإسكافي ثنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم القاضي ثنا محمد بن كثير عن مخلد بن حسين عن هشام قال: كانت حفصة بنت سيرين تقول: "يا معشر الشباب اعملوا فإنما العمل في الشباب".
أخبرني علي بن محمد بن عبد الله المقري الحذاء قال: أخبرني محمد بن عبد الله بن محمد بن إسماعيل البزاز ثنا محمد بن أحمد بن هارون الفقيه قال: حدثني إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: حدثني محمد بن الحسين ثنا عبيد الله بن محمد بن حفص القرشي عن أبيه قال: كتب رجل من الحكماء إلى أخ له شاب: "أما بعد فإني رأيت أكثر من يموت الشباب وآية ذلك أن الشيوخ قليل".
وقال: إبراهيم ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال: سمعت أبا بكر بن عياش يذكر عن أجلح قال: قال الضحاك ابن مزاحم: "اعمل قبل أن لا تسطيع أن تعمل فأنا أبغي أن أعمل اليوم فلا أستطيع".
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن أحمد بن محمد الجواليقي ثنا جعفر الخلدي ثنا أحمد يعني ابن محمد ابن مسروق ثنا محمد بن الحسين ثنا محمد بن أشكاب الصفار قال: حدثني رجل من أهله يعني أهل داود الطائي قال: قلت له: "يا أبا سليمان قد عرفت الرحم بيننا وبينك فأوصني قال: فدمعت عيناه ثم قال: يا أخي إنما الليل والنهار مراحل ينزلها الناس مرحلة مرحلة حتى ينتهي ذلك إلى آخر سفرهم فإن استطعت أن تقدم في كل يوم مرحلة زادا لما بين يديها فافعل فإن انقطاع السفر عن قريب ما هو والأمر أعجل من ذلك فتزود لسفرك وأقض ما أنت قاض من أمرك فكأنك بالأمر قد بغتك وما أعلم أحدا أشد تضييعا مني لذلك ثم قام وتركني".
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: أنبأ عثمان بن أحمد الدقاق ثنا إسحاق بن إبراهيم بن سنين قال: أنشدني عمر بن محمد بن أحمد:
أنت في غفلة الأمل.......لست تدري متى الأجل
لا تغرنك صحة.......فهي من أوجع العلل
كل نفس ليومها.......صبحة تقطع الأمل
فاعمل الخير واجتهد.......قبل أن تمنع العمل
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال: أنا عثمان بن أحمد الدقاق ثنا محمد بن أحمد بن البراء قال: أنشدني عبد الله ابن محمد الأشعري المديني لمحمود:
مضى أمسك الماضي شهيدا معدلا.......وأصبحت في يوم عليك شهيد
فإن كنت بالأمس اقترفت إساءة.......فثن بإحسان وأنت حميد
ولا ترج فعل الخير يوما إلى غد.......لعل غدا يأتي وأنت فقيد
فيومك إن أعتبته عاد نفعه.......عليك وماضي الأمس ليس يعود
وأخبرنا ابن رزق قال: أنبأ عثمان بن أحمد ثنا محمد ابن أحمد بن البراء ثنا داود بن رشيد ثنا الوليد بن صالح عن رجل رأيت النبي (ﷺ) في النوم فقال لي: "من استوى يوماه فهو مغبون ومن كان غده شر يوميه فهو ملعون ومن لم يعرف النقصان من نفسه فهو إلى نقصان ومن كان إلى نقصان فالموت خير له".
باب ذم التسويف
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل أنبأ الحسين ابن صفوان البرذعي ثنا عبد الله مجمد بن أبي الدنيا حدثني محمد بن الحسين ثنا إسحاق بن منصور عن جعفر بن سليمان عن عمر بن مالك عن أبي الجوزاء: {وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً} [56] قال: "تسويفا".
وقال ابن أبي الدنيا: ثنا سعد بن زنبور الهمداني أنبأ عبد الله بن المبارك عن شعبة عن أبي إسحاق قال: قيل لرجل من عبد القيس أوص قال: "احذروا سوف".
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي أنبأ محمد بن عبد الله بن خلف الدقاق ثنا محمد بن صالح بن ذريح ثنا هناد ابن السري ثنا ابن مبارك عن عبد الوارث عن رجل عن الحسن قال: "إياك والتسويف فإنك بيومك ولست بغدك فإن يكن غد لك فكن في غد كما كنت في اليوم وإن لم يكن لك غد لم تندم على ما فرطت في اليوم.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر أنا عبد الله بن إسماعيل الهاشمي ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد حدثني إسماعيل بن إبراهيم ثنا صالح المري عن قتادة عن أبي الجلد قال: قرأت في بعض الكتب إن سوف جند من جند إبليس.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق وعلي بن أحمد ابن عمر المقري قالا: أنا جعفر بن محمد الخلدي ثنا إبراهيم ابن نصر المنصوري حدثني إبراهيم بن بشار حدثني يوسف ابن أسباط قال: كتب إلي محمد بن سمرة السائح بهذه الرسالة: "أي أخي إياك وتأمير التسويف على نفسك وإمكانه من قلبك فإنه محل الكلال وموئل التلف وبه تقطع الآمال وفيه تنقطع الآجال فإنك إن فعلت ذلك أدلته من عزمك وهواك عليه فعلا واسترجاعا من بدنك من السامة ما قد ولى عنك فعند مراجعته إياك لا تنتفع نفسك من بدنك بنافعة وبادر يا أخي فإنك مبادر بك وأسرع فأنك مروع بك وجد فإن الأمر جد وتيقظ من رقدتك وانتبه من غفلتك وتذكر ما أسلفت وقصرت وفرطت وجنيت وعملت فإنه مثبت محصى فكنك بين بالأمر قد بغتك فاغتبط بما قدمت أو ندمت على ما فرطت".
آخر الكتاب والحمد لله وحده وصلواته على محمد وآله وسلم.
هامش
- ↑ [الزلزلة: 7 – 8]
- ↑ [إسناده صحيح، وأخرجه الدارمي، والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.]
- ↑ [حديث صحيح بما قبله، وقال: المنذري في "الترغيب" : رواه البزار والطبراني بإسناد صحيح.]
- ↑ [إسناده ضعيف، وليث هو ابن أبي سليم، ولا يحتج به، وقد أو قفه، وفي المرفوعين قبله ما يغني عنه. ]
- ↑ [إسناده ضعيف جدا، عبد الله بن خراش، قال الحافظ في "التقريب": ضعيف، وأطلق عليه ابن عمار: الكذّاب..]
- ↑ [إسناده ضعيف من أجل الشيخ الكلبي أبي محمد، لست أعرفه، ومكحول مدلّس، ولم يصرح بالتحديث.]
- ↑ [إسناده موضوع آفته أبان بن جعفر هذا، قال الذهبي في "ذيل الضعفاء": كذّاب كان بالبصرة. ولم يورده في "الميزان" فاستدركه عليه الحافظ في اللسان ولكنه نبه أن "أبان" مصحّف، وأن الصواب: "أباء" بهمزة لا بنون. وهكذا على الصواب أو رده الذهبي في "الميزان" وذكر عن ابن حبان أنه قال: وضع على الإمام أبي حنيفة أكثر من ثلاثمائة حديث، ما حدث بها أبو حنيفة قط، وزاد الحافظ في "اللسان". وقال حمزة: عن الحسن بن علي غلام الزهري: إباء بن جعفر كان يضع الحديث، وحدث بنسخة نحو المائة عن شيخ له مجهول رغم أن اسمه أحمد بن سعيد بن عمرو المطوعي عن ابن عيينة عن إبراهيم بن ميسرة عن أنس وفيها مناكير لا تعرف وقد أكثر عنه أبو الحارث في مسند الإمام أبي حنيفة.]
- ↑ [إسناده ضعيف جدّا، حمزة النصيبي وهو ابن أبي حمزة متروك متهم بالوضع، وبكر بن خنيس صدوق له أغلاط، أفرط فيه ابن حبان كما في "التقريب"، وأورده الذهبي في "الضعفاء" وقال: قال الدار قطني: متروك.]
- ↑ [إسناده ضعيف، الجمحي قال ابن عدي: عامة ما يرونه مناكير، قلت: ورواه الدارمي في سننه1- 81، عن سعيد بن عبد العزيز عن يزيد بن جابر، قال: قال معاذ: فذكره موقوفا وه الصواب.]
- ↑ [إسناده موقوف منقطع، وثوبر بن أبي فاختة ضعيف.]
- ↑ [إسناده موقوف حسن، وزياد بن أبي زياد هو القرشي الهاشمي.]
- ↑ [إسناد موقوف منقطع، أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه، وفي الإسناد الذي قبله كفاية. ]
- ↑ [إسناد موقوف لا بأس به، وقد جاء مرفوعا، رواه الإمام أحمد.]
- ↑ [إسناد حسن مقطوع موقوف على الزهري، والذي بعده مثله، والقاسم بن هزان قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3-2-123. عن أبيه: "شيخ الصدق". ]
- ↑ [ضعيف لإرساله، ومحمد بن أبي عبد الرحمن المقري لم أعرفه، وأبو سنان اسمه سعيد بن سنان البرجمي، وهو صدوق له أوهام.]
- ↑ [موقوف ضعيف لانقطاعه بين فرات بن سلمان وأبي الدرداء.]
- ↑ [موقوف ضعيف لانقطاعه بين الحسن- وهو البصري- وأبي الدرداء.]
- ↑ [موضوع، خالد بن عمرو الأموي رماه ابن معين بالكذب، ونسبه صالح جزرة وغيره إلى الوضع، وليث هو ابن سليم، وهو ضعيف. ]
- ↑ [سهل بن عبد الله هو أبو محمد التستري وهو صوفي مشهور، توفي سنة 283هـ ولعل كلمته هذه أصل الحديث المشهور الموضوع "الناس كلهم هلكى إلا العالمون والعالمون هلكى إلا العاملون، والعاملون هلكى إلا المخلصون، والمخلصون على خطر. في الأصل: أبو محمد، والتصحيح من الكواكب والاستدراك من هامش الأصل. ]
- ↑ [العنكبوت: 69، وتتمة الآية: {وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}]
- ↑ [موضوع على أنه موقوف، طلحة بن زيد متروك، قال أحمد وعلي وأبو داود: كان يضع الحديث]
- ↑ [ضعيف جدا، يحيى بن عبيد الله هو التيمي المدني قال الحافظ: "متروك وأفحش الحاكم فرماه بالوضع"]
- ↑ [ضعيف جدّا، انظر رقم 49.]
- ↑ [موقوف حسن الإسناد، وفي الحارثي كلام يسير، لاسيما وهو يتقوى بالسند الآتي بعده.]
- ↑ [فاطر: 10، ونص الآية: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ}]
- ↑ [الإسراء: 13، وتمام الآية: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً}]
- ↑ [إسناده ضعيف مع وقفه من دون جعفر من أهل البيت لم أجد من ترجمهم.]
- ↑ [إسناده ضعيف من أجل قيس بن الربيع، قال الحافظ: "صدوق، تغير لما كبر، وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدّث به"]
- ↑ [إسناده ضعيف لضعف البجلي وشيخه فرج بن فضالة، وسليمان بن الربيع مولى العباس لم أجد له ترجمة الآن]
- ↑ [ضعيف، لضعف إسماعيل بن عمرو وهو البجلي الذي قبله]
- ↑ [ضعيف مع وقفه، حسين بن أبي معشر هو ابن محمد أبي معشر، نسب إلى جده. قال الذهبي: "فيه لين، وقال ابن المنادى: لم يكن بثقة، وقال ابن قانع: ضعيف"]
- ↑ [ضعيف جدّا مع وقفه، محمد بن يونس هو الكديمي، متهم بالكذب والوضع مع حفظه]
- ↑ [إسناد موضوع، آفته أبو داود النخعي واسمه سليمان بن عمرو، كذّاب مشهور بذلك]
- ↑ [حديث صحيح، رواه الطبراني في "المعجم الكبير" 1- 84- 1، من طريقين آخرين عن هشام بن عمار به. وهذا إسناد حسن رجاله معروفون غير علي بن سليمان الكلبي، قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3- 1- 188- 189، عن أبيه: "ما أرى بحديثه بأسا، صالح الحديث، ليس بالمشهور". ثم أخرجه الطبراني من طريق ليث عن صفوان بن محرز بن عبد الله به، وهذا إسناد لا بأس به في المتابعات، ويشهد له حديث أبي برزة الآتي]
- ↑ [حديث صحيح بما قبله، وفيه محمد بن جابر وهو السحيمي ضعيف لسوء حفظه، فيصلح شاهدا لما قبله. ومن طريقه رواه الطبراني في "الكبير" والدامغاني الفقيه في "الأحاديث والأخبار". 1- 110- 2،]
- ↑ [إسناده ضعيف بمرة، أبو العيناء هذا اعترف بالوضع، فقال هو نفسه: "أنا والجاحظ وصعنا حديث فدك". وقال الدارقطني: ليس بالقوي في الحديث وابن جريج وأبو الزبير مدلسان وقد عنعنا]
- ↑ [ضعيف بمرة، أبو بكر الداهري قال الذهبي في "الضعفاء" : "اتهموه بالوضع". وزهير بن عباد ضعيف]
- ↑ [حديث صحيح، وقد أخرجه الشيخان وأحمد 5- 205- 207- 209، من طرق عن الأعمش به. وصرح الأعمش بالتحديث في رواية لأحمد، وله عنده 5- 206- 209، طريقان آخران عن شقيق بن سلمة وهو أبو وائل، وزاد الشيخان وأحمد في رواية: "فيدور بها كما يدور الحمار بالرحى فيجتمع إليه أهل النار، فيقولون: يا فلان مالك؟ّ ألم تكن تأمر..." الحديث]
- ↑ [حديث منكر؛ علته سيار أبو حاتم، أورده الذهبي في "الضعفاء"، وقال: قال القواريري: كان معي في الدكان، لم يكن له عقل، قيل: أتتهمه؟ قال: لا، وقال غيره: صدوق سليم الباطن، وضعفه ابن المديني وغيره. والحديث أخرجه أبو نعيم في "الحلية" 2- 331- 223، حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن به، ورواه أبو بكر المروذي في "الورع" 3- 2، والرامهرمزي في "الفاضل" ص 143، وابن عساكر في "ذم من لا يعمل بعمله" 58- 2، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" 1- 501، كلهم من طريق أحمد به. وقال أبو نعيم: "هذا حديث غريب، تفرد به سيار عن جعفر، ولم نكتبه إلا من حديث أحمد بن حنبل"، وقال في مكان آخر: "قال عبد الله: قال أبي: هذا حديث منكر، وما حدثني به إلا مرة". قال الألباني: وكأنه لذلك لم يورده في "المسند" وقول عبد الله هذا ذكره الضياء أيضا عقب الحديث، فيتعجب منه كيف أو رده ابن قدامة في "المنتخب" 10- 200- 1، وزاد: "قال المروذي: قال أبو عبد الله: الخطأ من جعفر ليس من قبل سيار"، كذا قال الإمام، وجعفر خير من سيار، وحسبه أنه احتج به مسلم. والله أعلم.]
- ↑ [حديث صحيح، وأخرجه أحمد والحاكم وصححه هو والذهبي، وإسناده صحيح على شرط مسلم.]
- ↑ [إسناده ضعيف جدا، وآفته الدراسي هذا، قال ابن عدي: "منكر الحديث عن الأئمة، بيّن الضعف جدا". وكذّبه الأزدي]
- ↑ [إسناده ضعيف من أجل عثمان بن مطر، قال الذهبي في "الضعفاء": "ضعّفوه"]
- ↑ [حديث صحيح. وقد أخرجه أحمد 2-338: ثنا يونس وسريج بن النعمان قالا: ثنا فليح به/ وأخرجه أبو داود وابن ماجه وابن حبان 89- موارد، والحاكم وابن عبد البر في "الجامع 1- 190، من طرف عن فليح به. وقال الحاكم: "صحيح على شرط البخاري ومسلم" ووافقه الذهبي وهو كما قالوا، غير أن فليحا وإن احتج به الشيخان ففي حفظه ضعف، لمنه قد توبع عند ابن عبد البر، مع شاهد الذي قبله عن أنس، وله شواهد أخرى في "الترغيب" 1- 68 ]
- ↑ [الدفلي: شجر من أخضر حسن المنظر دائم الأزهار. يكثر في الأودية]
- ↑ [حديث صحيح، وأخرجه مسلم من طرق أخرى عن ابن جريج به. هو ناتل بن قيس بن زيد الشامي الفلسطيني أحد الأمراء لمعاوية وولده، قتل سنة ست وستين، وله ذكر في هذا الحديث عند مسلم: 3/1513.]
- ↑ [إسناده واه جدّا آفته عمر بن الصبح، قال الحافظ في "التقريب"، "متروك" كذّبه ابن راهويه]
- ↑ [إسناده حسن, وعزاه المنذري لابن أبي الدنيا وابن حبان والبيهقي]
- ↑ [أي يتقدم ويستعد لخصامه، وخصما: منصوب على الحال. والنتل: الجذب إلى قدام؟ "النهاية" لابن الأثير]
- ↑ [إسناده ضعيف من أجل عنعنة محمد بن إسحاق وهو صاحب السيرة؛ فغنه كان مدلسا]
- ↑ [جرجرايا: بلد من أعمال نهروان الأسفل بين واسط وبغداد من الجانب الشرقي]
- ↑ [إسناده ضعيف، العباس بن الفضل الأرسوفي اتهمه الذهبي بحديث موضوع، والخواتيمي الراوي عنه مجهول، وكذا أحمد بن عبد العزيز ومثله نصر بن عيسى، وفي ترجمته ساق له الذهبي، ثم العسقلاني هذا الحديث، وقالا: قال الخطيب: في إسناده غير واحد من المجهولين". وإنما قال الخطيب هذا في "كتاب الرواة عن مالك". وإليه عزاه السيوطي في "الدر المنثور" 1- 266، قال: "بسند فيه مجاهيل" والحديث رواه ابن جرير والحاكم 2- 266، موقوفا على ابن عباس، وهو الصواب]
- ↑ [إسناده صحيح، وقد أخرجه البخاري في "صحيحه" من طريق أخرى عن عبد الله بن سعيد بن أبي هندبة، وقد استدركه الحاكم 4- 306، على البخاري فوهم]
- ↑ [حديث صحيح، وهذا إسناد مرسل حسن، لكن رواه ابن أبي الدنيا في "قصر الأمل" 2- 1- 2، والحاكم 4- 306، موصولا من طريق أحرى عن ابن عباس مرفوعا، وصححه هو والذهبي على شرط الشيخين، وهو كما قالا، وفي سند المستدرك سقط يتبين بالتأمل في تلخيصه وفي "قصر الأمل"]
- ↑ [غنيم بن قيس تابعي يكنى أبو العنبر المازني بصري، يروي عن أبي موسى الأشعري وسعد بن أب وقاص وعن أبيه وله صحبة، روى عنه جماعة من الثقات، وقد أورده ابن حبان في "الثقات" 1- 183، وقال: مات سنة تسعين. ولم يسمعه منه سعيد الجريري بينهما رجل، فقد أخرجه أبو نعيم في "الحلية" 6- 200، من طريقين عن الجريري عن أبي السليل قال: قال لي غنيم "الأصل غنم" بن قيس: فذكره دون قوله: "ابن آدم"]
- ↑ [إسناده ضعيف جدا، آفته عبد الوهاب بن نافع وهو العامري المطوعي، قال الدارقطني: "واه جدا". والفضل بن إبراهيم لم أجد له ترجمة، وقد تابعه الجلد بن أيوب عن معاوية بن قرة كما في الحديث الآتي، لكنه جعله من قول معاوية وهذا هو الأقرب، وإن كان الجلد هذا متروكا، كما قال الدارقطني]
- ↑ [الكهف: 28]