قصيدة من الشعر النبطي لحميدان الشويعر من أهل القرن الثاني عشر الهجري، يصف ما آلت إليه حاله بعد المشيب.
ملاحظات حول لهجة القصيدة وطريقة القراءة
القصيدة بلهجة أهل نجد، ولذلك يجب أن يراعى في قراءتها بعض الأمور أهمها:
- حرف القاف ينطق مجهوراً، أي كالجيم المصرية.
- حرف "الضاد" ينطق "ظاء" (مثلاً، "مضمونه" تنطق "مظمونه")
- يكثر في اللهجة النجدية ابتداء بعض الكلمات بحرف ساكن يليه حرف مفتوح (مثل "ظـْهَرة" وتنطق تقريباً مثل "اظْـهَرْة" وليس بفتح الظاء (ظـَهْرة) كما في الفصحى). وفي هذه القصيدة يجب الالتزام بهذا النطق، خصوصاً في الكلمة الأخيرة من كل بيت كي يستقيم الوزن والقافية.
- تأتي بعض الكلمات بتنوين، وهو ضروري لاستقامة وزن القصيدة. والتنوين في جميع الأحوال هو تنوين كسر، وسيشار إلى تلك الكلمات في مواضعها بعلامة التنوين.
- بعض الكلمات التي تأخذ همزة قطع في الفصحى تأخذ همزة وصل في اللهجة العامية، مثل كلمة "أهل"، ولذلك تم حذف همزات القطع من تلك الكلمات (مثل "وامّ عياله"، تنطق "ومّ عياله" أي أمّ عياله)
والقصيدة على وزن "الدحّة"، وهو ليس من العروض الخليلية لأنه يتكون بشكل شبه كامل من مقاطع طويلة (أي متحرّك يتبعه ساكن): ----/----.
القصيدة
بالعون (منيف ٍ) قالهْ لي
|
|
ترى غلاك يوم انت صبي[1] |
و كـذّبت (منيف ٍ) في قوله
|
|
و تبيـّن لي ما كان غبي[2] |
شفت الشايب عند عياله
|
|
وامّ عياله مثل العـْزِبي[3] |
لو يطلبْـهم ردّة لقمة
|
|
قالوا مخـْلي وش ذا الصـّـْلـُبي[4] |
كـَلَـوْا فـَيـْده وعادَوه
|
|
عقـْب التمـسّـك بالـسـّـْبــِبـي[5] |
فاحفظ مالك تجي غالي
|
|
حتى يلاقونك بالعـْتـِـبي[6] |
حتى امّ عيالي زَهـْدَت بي
|
|
نـَسـْيـَت ْ زماني وطـْرُبي
|
أحـْدٍ يقال له "لبـّيه"
|
|
و احد ٍ يقال له "وش تـبي"[7] |
واحسّ ظهـيـْري موجعني
|
|
منقطع ٍ من حدّ حـْقـُبي[8] |
و هـْجـُوسي تسري في الليل
|
|
خوف ٍ من موت ٍ بـطـْلـُبي[9] |
الدنيا عامرها دامر
|
|
ما فيها خير ٍ يا عـْرُبي
|
صـدّرْت و طويـْت العـِدّة
|
|
و ياردها عـقـْبي من يـبي[10] |
هامش
- ↑ بالعون: صيغة قسَم. منيف: صديق للشاعر. غلاك: أي قيمتك (من الغلاء).
- ↑ كذّبت: تنطق أيضاً "تـْسـَذّبت" بلهجة أهل نجد.
- ↑ العزبي: أي الأعزب، وهو الذي لا أهل له.
- ↑ وش: أداة استفهام، أي "من هذا الصلبي؟". الصلبي: الذي ينتمي إلى فئة الصلب، وهي فئة اجتماعية قديمة في الجزيرة العربية كانت تعاني من الاحتقار. والمقصود أن أهله صاروا يعاملونه باحتقار ويبخلون عليه بالطعام بعد أن كبر.
- ↑ كلوا فيده: أي أن أهله أكلوا الطعام الذي كان يوفره لهم عندما كان شاباً، والآن بعد أن كبر وقعد ولم يعودوا في حاجته بدا منهم الجفاء.
- ↑ العتبي: عتبة البيت. أي احفظ مالك عنهم حتى يبشون في وجهك ويستقبلونك عند باب البيت ويحسنون معاملتك.
- ↑ يصف الفرق بين معاملة زوجته لأبنائه ومعاملتها له، فالابن إذا خاطبها تقول له "لبـّيه"، أما هو فتقول له بامتعاض "ماذا تريد؟".
- ↑ ظهير: تصغير "ظهر". حقبي: الحقب أسفل الظهر. أي أن ظهره يؤلمه كأنه قد انقطع في أسفله.
- ↑ الهجوس: جمع هاجس. أي أن هاجس الموت يزوره ليلاً، وكأن الموت يطارده.
- ↑ طويت العدّة: طويت البئر. ياردها: يردها. يبي: يريد (مشتقّة من "يبغي"). أي أخذت حاجتي من البئر وطويتها لكي يردها شخص آخر من بعدي، أي أخذت كفايتي من الحياة فليجرّبها بعدي من يريد.