ديوان أبي شراعة المؤلف: أبو شراعة |
☰ جدول المحتويات
طاف الخيال
طافَ الخَيالُ وَلاتَ حيـنَ تَطَـرُّبِ | أَن زارَ طَيفٌ موهِنـاً مِـن زَينَـبِ |
طَرَقَت فَنَفَّرَتِ الكَـرى عَـن نائِـمٍ | كانَـت وِسادَتُـهُ ذِراعَ الأَرحَبــي |
فَبَكـى الشبـابَ وَعَهـدَهُ وَزَمانَـهُ | بَعدَ المَشيبِ وَمـا بُكـاءُ الأَشيَـبِ |
أئن كنت
أَئِن كُنتُ في الفِتيانِ آلـوتُ سَيِّـداً | كَثيرَ شُحوبِ اللَونِ مُختَلِفَ العَصبِ |
فَما لَـكَ مِـن مَولـاكَ إِلاّ حِفاظُـهُ | وَما المَـرءُ إِلاّ بِاللِسـانِ وِبِالقَلـبِ |
هُما الأَصغَرانِ الذائِدانِ عَنِ الفَتـى | مَكارِهَهُ وَالصاحِبانِ عَلى الخَطـبِ |
فَإِلاّ أُطِـق سَعـيَ الكِـرامِ فَإِنَّنـي | أَفُكُّ عَنِ العاني وَأَصبِرُ في الحَـربِ |
مابال سعدى
ما بـالُ سُعـدى أَخلَفَـت ميعـادي | وَتَيَسـرَت لِقَطيعَتــي وَبِعــادي |
أَسُعادُ هَل ذَنبٌ سَوى أَنّـي اِمـرُؤٌ | شَغَلَـت مَحَبَّتُكُـم عَلَـيَّ فُــؤادي |
وَلَقَد دَنَوتِ وَكُنـتِ غَيـرَ بَخيلَـةٍ | حَتّـى إِذا أَطمَعـتُ فـي الميعـادِ |
بَرَقَت بَوارِقُ مِـن نَوالِـكَ خُلَّـبٌ | كَـذِبُ العُـداةِ صَواعِـقُ الإيعـادِ |
لا خير في العيش
لا خَيرَ في العَيشِ قَولَ ذي نُصُـحٍ | إِن أَنتَ لَم تَغدُ سَكراناً وَلَـم تُـرَحِ |
مِن قَهوَةٍ كَشُعاعِ الشَمـسِ صافِيَـةٍ | تَنفي الهُمومَ بِأَنـواعٍ مِـنَ الفَـرَحِ |
ما زِلتُ أَشرَبُهـا وَاللَيـلُ مُعتَكِـرٌ | حَتّى أَكَبَّ الكَرى رَأسي عَلى قَدَحي |
حبى لإغناء
حُبّـى لإِِغنـاءِ سَـوّارٍ يُجَشِّمُنـي | خَوضَ الدُجى وَاِعتِسافَ المَهمَةِ البيدِ |
كَي لا تَهونَ عَلى الأَعمـامِ حاجَتـهُ | وَلا يُعَلَّــلَ عَنهــا بِالمَواعيــدِ |
وَلا يُوَلّيهِـمُ إِن جــاَء يَسأَلُهــا | أَكتافَ مَعرَضَةٍ في العيسِ مَـردودِ |
إِذا بَكى قالَ مِنهُـم ذو الحِفـاظِ لَـهُ | لَقَد بُليـتَ بِخُلـقٍ غَيـرَ مَحمـودِ |
عدوت إلى المري
عَدَوتُ إِلى المُـرِّيِّ عَـدوَةَ فاتِـكٍ | مِعَـنٍّ خَليـعٍ لِلعَـواذِلِ وَالعُــذرِ |
فَقالَ لِشَيءٍ مـا أَرى قُلـتُ حاجَـةٌ | مُغَلغَلَـةٌ بَيـنَ المُخَنَّـقِ وَالنَحــرِ |
فَلَمّـا لَوانـي يَستَثيـبُ زَجَرتُــهُ | وَقُلتُ اِغتَرِف إِنّا كِلانا عَلى بَحـرِ |
أَلَيسَ أَبو إِسحاقَ فيـهِ غِنـىً لَنـا | فَيُجدي عَلى قَيسٍ وَأَجدي عَلى بَكرِ |
فَغَنّى بِذاتِ الخالِ حَتّـى اِستَخَفَّنـي | وَكادَ أَديمُ الأَرضِ مِن تَحتِنا يَجـري |
فمن كان لم يسمع عجيبا
فَمَن كانَ لَم يَسمَـع عَجيبـاً فَإِنَّنـي | عَجيبُ الحَديثِ يا أُمَيـمَ وَصادِقُـه |
وَقَد كانَ لي أُنسـانِ يـا أُمَّ مالِـكٍ | وَكُـلٌّ إِذا فَتَّشَتنـي أَنـا عاشِقُــه |
عَزيزَةُ وَالكَأَسُ الَّتـي مَـن يُحِلُّهـا | تُخادِعُـهُ عَـن عَقلِـهِ فَتُصادِقُــه |
تَحارَبَتـا عِنـدي فَعَطَّلـتُ دَنَّهــا | وَأَكوابَهـا وَالدَهـرُ جَـمٌّ بَوائِقُــه |
وَحَرَّمتُهـا حَولَيـنِ ثُـمَّ أَزَلَّنــي | حَديثُ النَدامـى وَالنَشيـدُ أُوافِقُـه |
فَلَمّا شَرِبتُ الكَـأسَ بانَـت بَأُختِهـا | فَبانَ الغَـزالُ المُستَحَـبُّ خَلائِقُـه |
فَما أَطيَبَ الكَأسَ الَّتي اِعتَضتُ مِنكُم | وَلَكِنَّهـا لَيسَـت بِريـمٍ أُعانِقُــه |
عيرتني نائل السلطان
عَيَّرَتنـي نائِـلَ السُلطـانِ اَطلُبُـهُ | يا ضَلَّ رَأيُكَ بَينَ الخُرقِ وَالنَـزَقِ |
لَولا اِمتِنانٌ مِـنَ السُلطـانِ تَجهَلُـهُ | أَصبَحتُ بِالسَودِ في مَقعَوعِسِ خَلَـقِ |
رَثَّ الـرِدا بَيـنَ أَهـدامٍ مُرَقَّعَـةٍ | يَبيتُ فيهـا بِلَيـلِ الجائِـعِ الفَـرِقِ |
لا شَيَء أَثبَـتُ بِالإِنسـانِ مَعرِفَـةً | مِنَ الَّتي حَزَمَـت جَنبَيـهِ بِالخِـرقِ |
فَأَيـنَ دارُكَ مِنهـا وَهـيَ مُؤمِنَـةً | بِاللَـهِ مَعروفَـةُ الإِسلـامِ وَالشَفَـقِ |
وَأَينَ رِزقُـكَ إِلاّ مِـن يَـدَي مَـرَّةٍ | ما بَتَّ مِن مالِهـا إِلاّ عَلـى سَـرَقِ |
تَبيـتُ وَالهِـرَّ مَمـدوداً عُيونُكُمـا | إلاّ تَطَعُّمِهـا مُخضَــرَّةَ الحَــدَقِ |
ما بَينَ رِزقَيكُما إِن قـاسَ ذو فِطَـنٍ | فَرقٌ سَوى أَنَّهُ يَأتيـكَ فـي طَبَـقِ |
شارَكَهُ فـي صَيـدِهِ لِلفَـأرِ تَأكُلُـهُ | كَما تُشارِكُهُ فـي الوَجـهِ وَالخُلُـقِ |
أأنبز مجنونا
أَأُنبَـزُ مَجنونـاً إِذا جُـدتُ بِالَّـذي | مَلَكـتُ وَإِن دافَعـتُ عَنـهُ فَعاقِـلُ |
فَداموا عَلى الزَورِ الَّذي قُرِفـوا بِـهِ | وَدُمتُ عَلى الإِعطاءِ ما جاَء سائِـلُ |
أَبَيتُ وَتَأبـى لـي رَجـالٌ أَشِحَّـةٌ | عَلى المَجدِ تَنميهِـم تَميـمٌ وَوائِـلُ |
إليك إبن موسى
إِلَيكَ اِبنَ موسى الجودِ أَعمَلتُ ناقَتي | مُجَلَّلَـةً يَضفـو عَلَيهـا جِلالُهــا |
كَتومُ الوَجى لا تَشتَكي أَلَمَ السُـرى | سَـواءٌ عَلَيهـا مَوتُهـا وَاِعتِلالُهـا |
إِذا شَرِبَت أَبصَرَت ما جَوفُ بَطنِها | وَإِن ظَمِئَت لَم يَبـدُ مِنهـا هُزالُهـا |
وَإِن حَمَلَت حِمـلاً تَكَلَّفـتُ حِملَهـا | وَإِن حُطَّ عَنها لَم أَقُل كَيـفَ حالُهـا |
بَعَثنا بِها تَسمـو العُيـونُ وَراَءهـا | إِلَيكَ وَمـا يُخشـى عَلَيهـا كَلالُهـا |
وَغَنّـى مُغَنِّيـاً بَصِـوتٍ فَشاقَنـي | مَتى راجِعٌ مِـن أُمِّ عَمـرٍو خَيالُهـا |
أُحِبُّ لَكُم قَيسَ بـنَ عَيلـانَ كُلُّهـا | وَيُعجِبُنـي فُرسانُهــا وَرِجالُهــا |
وَمـا لِـيَ لا أَهـوى بَقـاَء قَبيلَـةٍ | أَبـوكَ لَهـا بَـدرٌ وَأَنـتَ هِلالُهـا |
تلوم جودي لبرمة
تَلـومُ جـودي لِبُرمَـةِ الطَفشيـلِ | وَاِستَهِلّـي فَالصَبـرُ غَيـرُ جَميـلُ |
فَجَعَتني بِهـا يَـدٌ لَـم تَـدَع لِلـذَرِّ | فـي صَحـنِ قِدرِهـا مِـن مَقيـلِ |
كانَ وَاللَـهِ لَحمُهـا مِـن فَصيـلٍ | رائِـعٍ يَرتَعـي كَريـمَ البُقــولِ |
فَخَلَطنـا بِلَحمِـهِ عَـدَسَ الشــامِ | إِلـى حِمِّــصٍ لَنــا مَبلــولِ |
فَأَتَتنـا كَأَنَّهـا رَوضَـةٌ بِالحَــزنِ | تَدعــو الجيــرانَ لِلتَطفيـــلِ |
ثُـمَّ أَكفَـأتُ فَوقَهـا جَفنَـةَ الحَـيِّ | وَعَلَّقـتُ صَحفَتـي فـي زَبيــلِ |
فَمَنـى اللَـهُ لـي بِفَـظٍّ غَليــظٍ | مــا أَراهُ يُقِـــرُّ بِالتَنزيـــلِ |
فَاِنتَحـى دائِبــاً يُدَبِّــلُ مِنهــا | قُلــتُ إِنَّ الثَريــدَ لِلتَدبيـــلِ |
فَتَغَنّـى صَوتـاً لِيوضِـحَ عِنـدي | حَـيِّ أُمَّ العَـلاءِ قَبـلَ الرَحيــلِ |
وردت دار شعيب
وَرَدتُ دارَ سَعيـدٍ وَهـيَ خالِيَــةٌ | وَكانَ أَبيَضَ مِطعامـاً ذُرى الإِبِـلِ |
فَاِرتَحتُ فيها أَصيلاً عِنـدَ ذُكرَتِـهِ | وَصُحبَتي بِمِنىً لاهونَ فـي شُغُـلِ |
فَاِبتَعتُ مِن إِبِـلِ الجَمـالِ دَهشَـرَةً | مَوسومَةً لَم تَكُـن بِالحِقَّـةِ العُطُـلِ |
نَحَرتُها عَن سَعيدٍ ثُـمَّ قُلـتُ لَهُـم | زوروا الحَطيمَ فَإِنّي غَيـرُ مُرتَحِـلِ |
ألا لا أبالي في العلى
أَلا لا أُبالي في العُلى مـا أَصابَنـي | وَإِن نَقِبَت نَعلايَ أَو حَفِيَت رِجلـي |
فَلَم تَرَ عَيني قَـطُّ أَحسَـنَ مَنظَـراً | مِنَ النَكبِ يَدمى في المُواساةِ وَالبَذلِ |
وَلَستُ أُبالي مَـن تَـأَوَّبَ مَنزِلـي | إِذا بَقِيَت عِندي السَراويلُ أَو نَعلـي |
بني سوار إن رثت ثيابي
بَنـي سَـوّارَ إِن رَثَـت ثِيابــي | وَكَلَّ عَنِ العَشيـرَةِ فَضـلُ مالـي |
فَمُطَّــرَحٌ وَمَتــروكٌ كَلامــي | وَتَجفونـي الأَقـارِبُ وَالمَوالــي |
أَلَـم أًكٌ مِـن سَـراةِ بَنـي نُعَيـمٍ | أَحُـلُّ البَيـتَ ذا العَمَـدِ الطِـوالِ |
وَحَولـي كُـلُّ أَصيَــدَ تَغلَبِــيٍّ | أَبِـيُّ الضَيـمِ مُشتَـرَكُ النَــوالِ |
إِذا حَضَـرَ الغَـداءُ فَغَيـرُ مُغــنٍ | وَيُغنـي حيـنَ تَشتَجِـرُ العَوالـي |
وَأَبقَونــي فَلَســتُ بِمُستَكيــنٍ | لِصاحِـبِ ثَـروَةٍ أُخـرى اللَيالـي |
وَلا بِمُمَسِّــحِ المُثريــنَ كَيمــا | أُمَسِّـحَ مِـن طَعامِهِــم سِبالــي |
أَنـا اِبـنُ العَنبَرِيَّــةِ أَزَّرَتنــي | إِزارَ المَكرُمــاتِ إِزارَ خالـــي |
فَـإِن يَكُـن الغِنـى مَجـداً فَإِنّـي | سَأَدعـو اللَـهَ بِالـرِزقِ الحَلــالِ |
تلوم إبنة البكري حين أؤوبها
تَلومُ اِبنَةُ البِكـرِيِّ حيـنَ أَؤوبُهـا | هَزيـلاً وَبَعـضُ الآئِبيـنَ سَميـنُ |
وَقالَت لَحاكَ اللَهُ تَستَحسِـنُ العَـرا | عَـن الـدارِ إِنَّ النائِبـاتِ فُنـونُ |
وَحَولَكَ إِخوانٌ كِـرامٌ لَهُـم غِنـىً | فَقُلـتُ لإِِخوانـي الكِـرامُ عُيـونُ |
ذَريني أَمُت قَبـلَ اِحتِلـالِ مَحَلَّـةٍ | لَها في وُجـوهِ السائِليـنَ غُضـونُ |
سَأَفدي بِمالي مـاَء وَجهِـيَ إِنَّنـي | بِما فيهِ مِن مـاءِ الحَيـاءِ ضَنيـنُ |