→ فصل مذهب السلف في عذاب الميت | الروح - المسألة السادسة - فصل عذاب القبر المؤلف: ابن القيم |
فصل الإيمان بعذاب القبر ← |
فصل عذاب القبر |
فأما أحاديث عذاب القبر ومسألة منكر ونكير فكثيرة متواترة عن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم، كما في الصحيحين عن ابن عباس أن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم مر بقبرين فقال: «إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يستبرئ من البول وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة» ثم دعا بجريدة رطبة فشقها نصفين فقال: «لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا» [1].
(و في صحيح مسلم) عن زيد بن ثابت قال: بينا النبي صلى اللّه عليه وآله و سلم في حائط لبني النجار على بغلته ونحن معه، إذ حادت [2] به فكادت تلقيه، فإذا أقبر ستة أو خمسة أو أربعة فقال: «من يعرف أصحاب هذه الأقبر»؟ فقال رجل: أنا، قال: «فمتى مات هؤلاء»؟ قال: ماتوا في الإشراك، فقال: «إن هذه الأمة تبتلي [3] في قبورها، فلولا أن لا تدافنوا [4] لدعوت اللّه أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه» [5] ثم أقبل علينا بوجهه فقال: «تعوذوا باللّه من عذاب النار»، قالوا: نعوذ باللّه من عذاب النار، فقال: «تعوذوا باللّه من عذاب القبر»، قالوا: نعوذ باللّه من عذاب القبر. قال: «تعوذوا باللّه من الفتن ما ظهر منها وما بطن»، قالوا: نعوذ باللّه من الفتن ما ظهر منها وما بطن، قال: «تعوذوا باللّه من فتنة الدجال»، قالوا نعوذ باللّه من فتنة الدجال [6].
(و في صحيح مسلم) وجميع السنن عن أبي هريرة أن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم قال: «إذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير فليتعوذ باللّه من أربع: من عذاب جهم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا [7] والممات، ومن فتنة المسيح الدجال» [8].
(و في صحيح مسلم) أيضا وغيره عن ابن عباس أن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن، «اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال» [9].
(و في الصحيحين) عن أبي أيوب قال: خرج النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم وقد غربت الشمس، فسمع صوتا فقال: «يهود تعذب في قبورها» [10].
(و في الصحيحين) عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: دخلت عليّ عجوز من عجائز يهود المدينة فقالت: إن أهل القبور يعذبون في قبورهم، قالت: فكذبتها ولم أصدقها، قالت: فخرجت ودخل عليّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم، فقلت: يا رسول اللّه إن عجوزا من عجائز يهود أهل المدينة دخلت فزعمت أن أهل القبور يعذبون في قبورهم! قال: «صدقت إنهم يعذبون عذابا تسمعه البهائم كلها» قالت: فما رأيته بعد في صلاة إلا يتعوذ من عذاب القبر [11].
(و في صحيح ابن حبان) عن أم مبشر قالت: دخل عليّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم [و أنا في حائط من حوائط بني النجار فيه قبور منهم] [12] وهو يقول:
«تعوذوا باللّه من عذاب القبر» [13]، فقلت: يا رسول اللّه وللقبر عذاب؟ قال: «إنهم ليعذبون في قبورهم عذابا تسمعه البهائم».
(قال) بعض أهل العلم، ولهذا السبب يذهب الناس بدوابهم إذا مغلت [14] إلى قبور اليهود والنصارى والمنافقين كالإسماعيلية [15] والنصيرية والقرامطة من بني عبيد وغيرهم الذين بأرض مصر والشام، فإن أصحاب الخيل يقصدون قبورهم لذلك كما يقصدون قبور اليهود والنصارى، قال: فإذا سمعت الخيل عذاب القبر أحدث لها ذلك فزعا وحرارة تذهب بالمغل.
(و قد قال) عبد الحق الإشبيلي [16]، حدثني الفقيه أبو الحكم بن برجان وكان من أهل العلم والعمل أنهم دفنوا ميتا بقريتهم في شرف أشبيلية [17]، فلما فرغوا من دفنه قعدوا ناحية يتحدثون، ودابة ترعى قريبا منهم، فإذا بالدابة قد أقبلت مسرعة إلى القبر، فجعلت أذنها عليه كأنها تسمع ثم ولت فارة، ثم عادت إلى القبر فجعلت أذنها عليها كأنها تسمع ثم ولت فارة، فعلت ذلك مرة بعد أخرى.
قال أبو الحكم: فذكرت عذاب القبر وقول النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم «أنهم ليعذبون عذابا تسمعه البهائم».
ذكر لنا هذه الحكاية ونحن نسمع عليه كتاب مسلم لما انتهى القارئ إلى قول النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم «إنهم يعذبون عذابا تسمعه البهائم».
و هذا السماع واقع على أصوات المعذبين، قال هناد بن السري [18] في كتاب (الزهد) حدثنا وكيع عن الأعمش عن شقيق عن عائشة رضي اللّه عنها قالت:
دخلت عليّ يهودية، فذكرت عذاب القبر، فكذبتها، فدخل النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم علي، فذكرت ذلك له، فقال: «و الذي نفسي بيده أنهم ليعذبون في قبورهم حتى تسمع البهائم أصواتهم».
(قلت) وأحاديث المسألة في القبر كثيرة كما في الصحيحين والسنن، عن البراء بن عازب أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال: «المسلم إذا سئل في قبره فشهد أن لا إله إلا اللّه وأن محمدا رسول اللّه فذلك قول اللّه: ﴿يُثَبِّتُ[19] اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ﴾[14:27] وفي لفظ: نزلت في عذاب القبر يقال له: من ربك؟ فيقول: اللّه ربي ومحمد نبي، فذلك قول اللّه ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ﴾[14:27] [20].
و الحديث قد رواه أهل السنن والمسانيد مطولا كما تقدم.
و قد صرح في هذا الحديث بإعادة الروح إلى البدن وباختلاف أضلاعه، وهذا بين في أن العذاب على الروح والبدن مجتمعين.
و قد روى مثل حديث البراء قبض الروح والمسألة والنعيم والعذاب أبو هريرة (و حديثه) في المسند، وصحيح أبي حاتم، أن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم قال: «إن الميت إذا وضع في قبره أنه يسمع خفق نعالهم حين يولون عنه، فإن كان مؤمنا كانت الصلاة عند رأسه، والصيام عن يمينه، والزكاة عن شماله، وكان فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان عند رجليه، فيؤتى من قبل رأسه فتقول الصلاة: ما قبلي ما دخل، ثم يؤتى عن يمينه فيقول الصيام: ما قبلي مدخل، ثم يؤتى من يساره فتقول الزكاة: ما قبلي مدخل، ثم يؤتى من قبل رجليه فيقول: فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان ما قبلي مدخل، فيقال: اجلس، فيجلس قد مثلت له الشمس وقد أخذت الغروب، فيقال له: هذا الرجل الذي كان فيكم ما تقول فيه وما ذا تشهد به عليه؟ فيقول: دعوني أصلي، فيقولون إنك ستصلي، أخبرنا عما نسألك عنه، أ رأيتك هذا الرجل الذي كان فيكم ما تقول فيه وما تشهد عليه؟ فيقول محمد؟ أشهد أنه رسول اللّه، جاء بالحق من عند اللّه، فيقال له: على ذلك حييت وعلى ذلك مت وعلى ذلك تبعث إن شاء اللّه، ثم يفتح له باب إلى الجنة، فيقال له: هذا مقعدك وما أعد اللّه لك فيها، فيزداد غبطة وسرورا، ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعا، وينور له فيه، ويعاد الجسد لما بدي ء منه، وتجعل نسمته من النسم الطيب وهي طير معلق في شجرة الجنة، قال: فذلك قول اللّه تعالى ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ﴾[14:27] وذكر في الكافر ضد ذلك إلى أن قال: ثم يضيق عليه في قبره إلى أن تختلف فيه أضلاعه فتلك المعيشة الضنك التي قال اللّه تعالى ﴿فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ﴾[20:124].
(و في الصحيحين) من حديث قتادة: عن أنس أن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم قال: «إن الميت إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه أنه ليسمع خفق نعالهم، أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان له: ما كنت تقول في الرجل محمد؟ فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد اللّه ورسوله، قال: فيقول أنظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك اللّه به مقعدا من الجنة»، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم:
«فيراهما جميعا». قال قتادة: وذكر لنا أنه يفسح له في قبره سبعون ذراعا ويملأ عليه خضرا إلى يوم يبعثون [21]. ثم رجع إلى حديث أنس قال: فأما الكافر والمنافق فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري كنت أقول ما يقول الناس، فيقولان: لا دريت ولا تليت، ثم يضرب بمطراق من حديد بين أذنيه فيصيح صيحة فيسمعها من عليها غير الثقلين.
(و في صحيح أبي حاتم) عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: «إذا قبر أحدكم أو الإنسان أتاه ملكان أسودان أزرقان، يقال لأحدهما:
المنكر، وللآخر النكير، فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل محمد؟ صلى اللّه عليه وآله وسلم، فهو قائل ما كان يقول، فإن كان مؤمنا قال: هو عبد اللّه ورسوله، أشهد أن لا إله إلا اللّه وأن محمدا عبده ورسوله، فيقولان له: إنا كنا لنعلم أنك تقول ذلك، ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعا في سبعين ذراع، وينور له فيه، ويقال له: نم. فيقول: أرجع إلى أهلي ومالي فأخبرهم، فيقولان نم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه، حتى يبعثه اللّه من مضجعه ذلك، وإن كان منافقا قال: لا أدري كنت أسمع الناس يقولون شيئا فكنت أقوله، فيقولان له:
كنا نعلم أنك تقول ذلك، ثم يقال للأرض: التئمي عليه، فتلتئم عليه حتى تختلف فيها أضلاعه، فلا يزال معذبا حتى يبعثه اللّه من مضجعه ذلك». وهذا صريح في أن البدن يعذب.
(و عن أبي هريرة) أن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم قال: «إذا احتضر المؤمن أتته الملائكة بحريرة بيضاء فيقولون: أخرجي أيتها الروح الطيبة راضية مرضيا عنك إلى روح [22] وريحان [23] ورب غير غضبان، فتخرج كأطيب من ريح المسك حتى أنه ليناوله بعضهم بعضا حتى يأتوا به باب السماء، فيقولون:
ما أطيب هذه الريح التي جاءتكم من الأرض، فيأتون به أرواح المؤمنين، فلهم أشد فرحا به من أحدكم بغائبة يقدم عليه، فيسألونه ما ذا فعل فلان؟ قال: فيقول دعوه يستريح فإنه كان في غم الدنيا، فإذا قال أتاكم فيقولون إنه ذهب به إلى أمه الهاوية، وإن الكافر إذا احتضر أتته ملائكة العذاب بمسح، فيقولون: أخرجي مسخوطا عليك إلى عذاب اللّه فتخرج كأنتن روح جيفة حتى يأتوا به باب الأرض، فيقولون: فما أنتن هذه الروح حتى يأتوا به أرواح الكفار» رواه النسائي والبزار ومسلم مختصرا.
(و أخرجه أبو حاتم في صحيحه) وقال: «إن المؤمن إذا حضره الموت حضرته ملائكة الرحمة، فإذا قبض جعلت روحه في حريرة بيضاء، فينطلق بها إلى باب السماء، فيقولون: ما وجدنا ريحا أطيب من هذه، فيقال: ما فعل فلان؟ ما فعلت فلانة؟ فيقال: دعوه يستريح، فإنه كان في غم الدنيا، وأما الكافر إذا قبضت نفسه ذهب بها إلى الأرض فتقول خزنة الأرض: ما وجدنا ريحا أنتن من هذه، فيبلغ بها إلى الأرض السفلى».
(و روى) النسائي في سننه من حديث عبد اللّه بن عمر رضي اللّه عنهما عن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم قال: «هذا الذي تحرك له العرش وفتحت له أبواب السماء وشهد له سبعون ألفا من الملائكة، لقد ضم ضمة ثم فرج عنه»، قال النسائي [24] يعني سعد بن معاذ [25].
(و روى) من حديث عائشة رضي اللّه عنها قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: «للقبر ضغطة لو نجا منها أحد لنجا منها سعد بن معاذ»، رواه من حديث شعبة.
و قال هناد بن السري: حدثنا محمد بن الفضيل عن أبيه عن ابن أبي مليكة قال: «ما أجير من ضغطة القبر أحد ولا سعد بن معاذ الذي منديل من مناديله خير من الدنيا وما فيها» [26].
و قال: وحدثنا عبدة من عبيد اللّه بن عمر عن نافع قال: لقد بلغني أنه شهد جنازة سعد بن معاذ سبعون ألف ملك لم ينزلوا إلى الأرض قط، لقد بلغني أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال: «ضم صاحبكم في القبر ضمة».
و قال: علي بن معبد، حدثنا عبيد اللّه عن زيد بن أبي أنيسة، عن جابر، عن نافع قال: أتينا صفية بنت أبي عبيد امرأة عبد اللّه بن عمر وهي فزعة، فقلنا:
ما شأنك؟ فقالت: جئت من عند بعض نساء النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم، قالت: فحدثني أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال: «إن كنت لأرى لو أن أحدا أعفي من عذاب القبر لأعفي منه سعد بن معاذ لقد ضم فيه ضمة».
(و حدثنا) مروان بن معاوية عن علاء بن المسيب عن معاوية العبسي عن زاذان بن عمرو قال: لما دفن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ابنته فجلس عند القبر فتربد [27] وجهه، ثم سرى عنه [28]، فقال له أصحابه: رأينا وجهك آنفا ثم سرى، فقال النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم: «ذكرت ابنتي وضعفها وعذاب القبر، فدعوت اللّه ففرج عنها، وأيم اللّه لقد ضمت ضمة سمعها من بين الخافقين».
و حدثنا شعيب عن ابن دينار عن إبراهيم الغنوي عن رجل قال: كنت عند عائشة رضي اللّه عنها فمرت جنازة صبي صغير فبكت، فقلت لها: ما يبكيك يا أم المؤمنين، فقالت: هذا الصبي بكيت له شفقة عليه من ضمة القبر.
و معلوم أن هذا كله بواسطة الروح.
هامش
- ↑ أخرجه الترمذي في أبواب الطهارة باب ما جاء في التشديد في البول برقم (70) عن طاوس عن ابن عباس: أن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم مر على قبرين، فقال: إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، أما هذا فكان لا يستتر من بوله، وأما هذا فكان يمشي بالنميمة».
و أخرجه ابن ماجه في كتاب الطهارة باب التشديد في البول برقم 347 عن طاوس عن ابن عباس قال: «مر رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بقبرين جديدين فقال: «إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يستنزه من بوله، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة». وفي لفظ البخاري زيادة عما ورد: «ثم أخذ جريدة رطبة فشقها نصفين فغرز في كل قبر واحدة، قالوا يا رسول اللّه لم فعلت؟ قال: «لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا». وفي ذلك بيان منه صلى اللّه عليه وآله وسلم أن بقاء النداوة في هذين النصفين يكونان سببا في تخفيف العذاب عنهما، وهذا من بركته صلى اللّه عليه وآله وسلم وليس لمعنى أن كل رطب أو جريد أو شجر يكونوا سببا في تخفيف العذاب عمن يعذب في القبر لهذين السببين أو غيرهما، ولقد أوضح صلى اللّه عليه وآله وسلم في أحاديث أخرى من أن عدم الاستنزاه من البول يكون سببا في عذاب القبر، فأخرج ابن ماجه عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: «أكثر عذاب القبر من البول» وفي حديث آخر أخرجه ابن ماجه عن بحر بن مرار عن جده أبي بكرة قال: مر النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم بقبرين فقال: «إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فيعذب في البول، وأما الآخر فيعذب في الغيبة». - ↑ أي مالت وتنحت عن الطريق.
- ↑ أي تمتحن، والمراد به امتحان الملكين للميت بقولهما له: من ربك ومن نبيك.
- ↑ أصله أن تتدافنوا، فحذف إحدى التاءين، وفي الكلام حذف، والمعنى: لو لا مخافة أن لا تدافنوا.
- ↑ ليس المعنى أنهم لو سمعوا ذلك تركوا التدافن لئلا يصاب موتاهم بالعذاب كما زعم البعض، لأن المخاطبين هم الصحابة، وكانوا على علم أن عذاب اللّه لا يرد بحيلة أو غيرها، بل المعنى أنهم لو سمعوا ذلك لتركوا دفنه استهانة به أو لعدم قدرتهم عليه أو لدهشتهم وتحيرهم منه.
- ↑ أخرجه مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه وإثبات عذاب القبر والتعوذ منه (8/ 160).
- ↑ المحيا مفعل من الحياة، كالممات من الموت، المراد الحياة أو الموت أو زمن ذلك.
- ↑ وأخرجه أيضا ابن ماجه وأبو داود.
- ↑ أخرجه مسلم في كتاب الصلاة باب التشهد، وأخرجه الترمذي في كتاب الدعوات باب 77 وأخرجه أبو داود في كتاب الصلاة باب التشهد، وأخرجه النسائي في كتاب التطبيق باب نوع آخر من التشهد وفي كتاب السهو باب تعليم التشهد كتعليم السورة من القرآن، وأخرجه ابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة والسنّة فيها باب ما جاء في التشهد.
- ↑ أخرجه مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه وإثبات عذاب القبر والتعوذ منه.
- ↑ أخرجه البخاري بلفظ مقارب في كتاب الجنائز باب ما جاء في عذاب القبر (2/ 102).
- ↑ نقص في المطبوع، والزيادة من صحيح ابن حبان.
- ↑ أخرجه ابن حبان (فصل في أحوال الميت في قبره: ذكر الأخبار بأن البهائم تسمع أصوات من عذب في قبره من الناس) (5/ 51) رقم الحديث 3115.
- ↑ المغل: هو مغص يصيب الدواء بسبب أكلهم التراب.
- ↑ هم من قالوا بأن الإمامة هي لإسماعيل بن جعفر، وأشهد ألقابهم الباطنية، ولزمهم هذا اللقب لقولهم بأن لكل ظاهر باطن، ولكل تنزيل تأويل، ولهم ألقاب كثيرة فيقال لهم في العراق: الباطنية والقرامطة والمزدكية ويقال لهم في خراسان: التعليمية والملحدة، وهم يطلقون على أنفسهم الإسماعيلية، لقولهم أن هذا اللقب يميزهم عن الشيعة. (راجع الملل والنحل 2/ 5 و27).
- ↑ هو عبد الحق بن عبد الرحمن بن عبد اللّه أبو محمد الأزدي الإشبيلي الحافظ ويعرف بابن الخراط أحد الأعلام ومؤلف الأحكام الكبرى والصغرى والجمع بين الصحيحين وكتاب الغريبين في اللغة، وكتاب الجمع بين السنّة وغير ذلك، روى عن أبي الحسن شريح وجماعة، نزل بجارية وولي خطابتها وبها توفي بعد محنة لحقته من الدولة، وكان مع جلالته في العلم قانعا متطلعا موصوفا بالصلاح والورع ولزوم السنّة، وكانت وفاته في ربيع الآخر سنة إحدى وثمانين وخمسمائة عن إحدى وسبعين سنة.
- ↑ أي في أعالي إشبيلية.
- ↑ هو هناد بن السري الحافظ الزاهد القدوة أبو السري الدارمي الكوفي صاحب كتاب الزهد، روى عن شريك وإسماعيل بن عياش وطبقتهما فأكثر، وجمع وصنف وروى عنه أصحاب الكتاب الستة إلا البخاري، توفي سنة ثلاث وأربعين ومائتين.
- ↑ قال الطبري: يثبتهم في الدنيا على الإيمان حتى يموتوا عليه، وفي الآخرة عند المسألة.
- ↑ أخرجه مسلم في كتاب الجنة باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه وإثبات عذاب القبر والتعوذ منه (8/ 162).
- ↑ أخرجه مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه وإثبات عذاب القبر والتعوذ منه (8/ 162).
- ↑ أي إلى رحمة.
- ↑ أي إلى طيب.
- ↑ هذا القول كما ذكر السيوطي هو زيادة من البيهقي في دلائل النبوة باب دعاء سعد بن معاذ رضي اللّه عنه في جراحته وإجابة اللّه تعالى إياه في دعوته وما ظهر في ذلك من كرامته (4/ 28) قال البيهقي: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن علي بن معاوية العطار النيسابوري قال: حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن أحمد بن بالويه الحفصي، قال: حدثنا أحمد بن سلمة قال: حدثنا إسحاق قال: أخبرنا عمرو بن محمد القرشي قال: حدثنا إدريس عن عبيد اللّه عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إن هذا الذي تحرك له العرش، يعني سعد بن معاذ، وشيع جنازته سبعون ألف ملك، لقد ضم ضمة ثم فرج عنه.
و قد نقل هذا الحديث ابن كثير أيضا في تاريخه (4/ 128) بإسناده عن ابن عمر وعزّاه للبزار.
و ذكر البيهقي أيضا في دلائل النبوة (4/ 28 و29) عن الحسن قال: اهتز له عرش الرحمن فرحا بروحه. وأخرج أيضا عن جابر بن عبد اللّه قال: جاء جبريل عليه السلام إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال: من هذا العبد الصالح الذي مات ففتحت له أبواب السماء وتحرك له العرش قال: فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فإذا سعد بن معاذ قال: فجلس رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم على قبره وهو يدفن، فبينما هو جالس إذ قال: سبحان اللّه- مرتين، فسبّح القوم ثم قال: اللّه أكبر، اللّه أكبر، فكبّر القوم، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: «عجبت لهذا العبد الصالح شدد عليه في قبره حتى كان هذا حين فرج له» (انظر مسند الإمام أحمد- 3/ 327).
و سعد بن معاذ هو سيد الأوس أصيب في غزوة الخندق، رماه رجل من قريش يقال له: حبان بن العرقة فجرحه ومات من نزف جرحه، وكانت وفاته في السنة الخامسة للهجرة. - ↑ هذا القول كما ذكر السيوطي هو زيادة من البيهقي في دلائل النبوة باب دعاء سعد بن معاذ رضي اللّه عنه في جراحته وإجابة اللّه تعالى إياه في دعوته وما ظهر في ذلك من كرامته (4/ 28) قال البيهقي: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن علي بن معاوية العطار النيسابوري قال: حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن أحمد بن بالويه الحفصي، قال: حدثنا أحمد بن سلمة قال: حدثنا إسحاق قال: أخبرنا عمرو بن محمد القرشي قال: حدثنا إدريس عن عبيد اللّه عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إن هذا الذي تحرك له العرش، يعني سعد بن معاذ، وشيع جنازته سبعون ألف ملك، لقد ضم ضمة ثم فرج عنه.
و قد نقل هذا الحديث ابن كثير أيضا في تاريخه (4/ 128) بإسناده عن ابن عمر وعزّاه للبزار.
و ذكر البيهقي أيضا في دلائل النبوة (4/ 28 و29) عن الحسن قال: اهتز له عرش الرحمن فرحا بروحه. وأخرج أيضا عن جابر بن عبد اللّه قال: جاء جبريل عليه السلام إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال: من هذا العبد الصالح الذي مات ففتحت له أبواب السماء وتحرك له العرش قال: فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فإذا سعد بن معاذ قال: فجلس رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم على قبره وهو يدفن، فبينما هو جالس إذ قال: سبحان اللّه- مرتين، فسبّح القوم ثم قال: اللّه أكبر، اللّه أكبر، فكبّر القوم، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: «عجبت لهذا العبد الصالح شدد عليه في قبره حتى كان هذا حين فرج له» (انظر مسند الإمام أحمد- 3/ 327).
و سعد بن معاذ هو سيد الأوس أصيب في غزوة الخندق، رماه رجل من قريش يقال له: حبان بن العرقة فجرحه ومات من نزف جرحه، وكانت وفاته في السنة الخامسة للهجرة. - ↑ أخرج البخاري في كتاب فضائل الصحابة باب فضائل الأنصار (مناقب سعد بن معاذ رضي اللّه عنه) - 4/ 227 عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء رضي اللّه عنه يقول: أهديت للنبي صلى اللّه عليه وآله وسلم حلة حرير، فجعل أصحابه يمسونها ويعجبون من لينها فقال: «أ تعجبون من لين هذه؟ لمناديل سعد بن معاذ خير منها» أو ألين.
و أخرجه البخاري في كتاب الأيمان والنذور باب كيف كانت يمين النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم (7/ 220). - ↑ الربدة: وزان غرفة، وهو لون يختلط سواده بكدره، والمقصود أنه تغير وجهه صلى اللّه عليه وآله وسلم.
- ↑ سري عنه: أي أذهب عنه هذا الهم أو الغم الذي تغير وجهه بسببه.
المسألة السادسة | |
---|---|
و هي أن الروح هل تعاد إلى الميت في قبره وقت السؤال أم لا | فصل مذهب السلف في عذاب الميت | فصل عذاب القبر | فصل الإيمان بعذاب القبر | فصل عذاب البرزخ |