→وصية أبي بكر | جمع القرآن المؤلف: محمد رشيد رضا |
← قضاته وكتابه وعماله |
. كان أبو بكر الصديق أعلم الصحابة بالقرآن ، لأن رسول الله قدمه إماما للصلاة بالصحابة مع قوله : « يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ، وقال : ولا ينبغي لقوم أبو بكر أن يؤمهم غيره » ولما رای کثرة من قتل من كبار الصحابة باليمامة أمر يجمع القرآن من أفواه الرجال، وجريد النخل والجلود ، وترك ذلك المكتوب عند حفصة بنت عمر رضي الله عنها زوجة رسول الله[1].
جاء في صحيح البخاري عن زيد بن ثابت قال : « أرسل إلى أبو بكر مقتل أهل اليامة وعنده عمر . فقال : إن عمر أتاني فقال : إن القتل قد استحر يوم اليمامة بالناس ، وإني لأخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن إلا أن يجمعوه ، وإني لأرى أن يجمع القرآن . قال أبو بكر : فقلت لعمر كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله ؟ فقال عمر : هو والله خير . فلم يزل عمر يراجعني فيه حتی شرح الله لذلك صدري فرأيت الذي رأی عمر . قال زيد : وعمر عنده جالس لا يتكلم . فقال أبو بكر : إنك شاب عاقل ولا نتهمك وقد كنت تكتسب الوحي لرسول الله ولا فتتبع القرآن فأجمعه . فوالله لو كلفني نقل جبل ما كان أثقل علي مما كلفني به من جمع القرآن . فقلت : كيف تفعلان شيئا لم يفعله رسول الله ؟ فقال أبو بكر : هو والله خير فلم أزل أراجعه حتى شرح الله صدري للذي شرح صدر أبي بكر وعمر . فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والأكتاف والعسب وصدور الرجال حتى وجدت من سورة التوبة آيتين مع خزيمة بن ثابت لم أجدها مع غيره ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم ) إلى آخرها. فكانت . ص ۲۸۲ مه الصحف التي فيها القرآن عند أبي بكر حتى توفاه الله ثم عند عمر حتى توفاه الله ثم عند حفصة بنت عمر رضي الله عنهما»
هامش
- ↑ جمع القرآن على عهد رسول الله ﷺ أربعة كلهم من الأنصار: أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزید بن ثابت وأبو زيد - رواه البخاري.