| أبناء حواء المؤلف: خالد الفرج |
|
| ||
| لأبناءِ حوَّا منِّيَ الهزءُ وَالْعَطْفُ | فَأَقْوالُهُمْ صِنْفٌ وَأَفْعالُهُمْ صِنْفُ | |
| عُقولٌ، وَلكِنَّ السَّخافاتِ جَمَّةٌ | وَأَفْئِدةٌ، لكِنَّها – غالباً – غُلْفُ | |
| هُم اخْتَلَفوا في البدءِ وِاتَّفَقوا معاً | على أن يدومَ الشَّرُّ والظّلمُ والخُلْفُ | |
| وَهُمْ صَوَّروا ما قدْ دَعوهُ فَضائلاً | وما هي إلا دون شرهمُ سجفُ | |
| فلا خَيْرَ إلا أنْ يكونَ وسيلةً | ولا بذرَ إلا أنْ يُرادَ لَهُ قَطْفُ | |
| إذا أوّلوا النعمى طَغَوا وتجبَّروا | وسرعانَ ما يلوون إن جاءهم صرْفُ | |
| سكارى كأنَّ الموتَ يأخُذُ غيرَهُم | فداءً لهم كَيْلا يَمُرَّ بِهِمْ حَتْفُ | |
| فَهَلْ نَفَسُ الإنسانِ منفاخ نافخٍ | ونار الأماني من تردده تخفو | |
| عَجيبٌ لمن يرتاعُ مِنْ شَيْبِ شعرِهِ | ويُذهِبُ عَنْهُ خَوْفَهُ الصَّبْغُ وَالنَّتْفُ | |
| وَمِنْ طامعٍ لا يكتفي بِحَياتِهِ | فَيَرْنو لِما بَعْدِ الحياةِ لَهُ طَرْفُ | |
| يُريدُ خُلودَ الذِّكْرِ وَهْوَ بِقَبْرِهِ | وَيَسْري إلى أعْقابِ أعقابِهِ «الوقفُ» | |
| فيا مَنْ لَهُمْ في النّاسِ ذِكْرٌ مُخَلَّدٌ | أيأتيكُمْ عَمّا يَقولونَهُ كَشْفُ | |
| وَإنّي أرى التاريخَ أكْذَبَ كاذِبٍ | أيَصْدُقُ فيما قالَهُ عَنْكُمُ الوَصْفُ | |
| وَبِالرَّغْمِ مِنّي صِرْتُ مِنْهُمْ وَإنَّني | لإيّاهُم، وَالْفَرْدُ في الجَمْعِ مُلتَفُّ | |
| أتيتُ إلَيْهم صارِخاً غَيْرَ عالِمٍ | فَهَشُّوا وبالبُشرى إلى معشري خَفّوا | |
| وأوَّل قيدٍ طوَّقوني بِغِلِّهِ | ثِيابٌ وِأقْماطُ على الجسمِ تَلْتَفُّ | |
| فما اخْترْتُ ميلادي وَما اخترْتُ نزعتي | وما ليَ في التاريخِ من سيرتي حَرْفُ | |
| أعيشُ كما شاءوا وشاء اجْتِماعُهُمْ | تُكَيِّفُني عاداتُ قَوْمِيَ والعُرْفُ | |
| وَعَقْلي كَجِسْمي ما ملكتُ قيادَهُ | وَغايَتُهُ إنّي لَمّا رَسَمُوا أقفو | |
| كأنَّهُمْ ختْمٌ، كأنِّيَ شَمْعةٌ | ليَ الكم من نفسٍ وَهُمْ لَهُمُ الكيفُ | |
| حياء ولولا اللوم دامت صراحتي | وخوفٌ وليدٌ أصْلُهُ العسْفُ والعنْفُ | |
| درجتُ بألفاظي القليلة سائلاً | وَعَقْلي لِما يُمْلى على مَسْمَعي طرْفُ | |
| وَسِرْتُ مَعَ التّيّارِ لا مُتَلَفِّتاً | شِعارُ شَبابي: الغايةُ اللَّهْوُ وَالقَصْفُ | |
| وَكُلِّيَ آمالٌ كِبارٌ قَوامُها | كآمالِ قَوْمي - المالُ وِالصِّيتُ وِالإلْفُ | |
| طَمعتُ وَهُمْ قَدْ لَقَّنوني مَطامِعي | قُفولٌ بأيدي الغيرِ، مِفْتاحُها العَسْفُ | |
| وَماذا؟ فَلِذّاتي معاً وَمَصائبي | لَدى يَقْظَتي كالحلمِ ساعةَ ما أغفو | |
| وَها أنا أسلو ما ملكت عواطفي | ولكنَّها مُذْ شِبْتُ أدرَكَها الضعْفُ | |
| مَضى نِصْفُ عُمْري لَمْ يَفِدْني حقيقةً | فَما هِيَ آمالي وإن بَقِيَ النِّصْف؟ | |
| فما حيلتي والاجتماعُ مقيِّدي | إذا شئتُ صفواً فالموارِدُ لا تصفو | |
| أرى الحقَّ رؤيا الشمسِ والحظّ منهما | شعاع ولكن لا تنالهما الكفُّ | |
| أعفُّ كفافاً ثم أهدأ قانعاً | سعيداً فأين الآخر القانع العفُّ؟ |