الرئيسيةبحث

هاواي ( Hawaii )



هاواي الولاية الوحيدة بين مجموعة الولايات المتحدة التي لا تقع على الأرض الرئيسية لأمريكا الشمالية. وتتكون هاواي من سلسلة من الجزر تبلغ 132 جزيرة قريبة من وسط المحيط الهادئ الشمالي، كذلك فإن جزر هاواي هي أيضًا الولاية التي تقع في أقصى الجنوب. وعاصمتها وأكبر مدنها، هونولولو، وتقع على مسافة 3,860كم جنوب غربي الولايات المتحدة.

ويكاد يعيش سكان هاواي في سبع فقط من بين الجزر الثماني الرئيسية التي تقع في الطرف الجنوبي الشرقي لتلك السلسلة. وكذلك يعيش نحو 80% من السكان في أواهو، حيث تقع مدينة هونولولو.

ولهاواي شهرة عريضة من حيث جمال طبيعتها واعتدال مناخها ؛ فبحارها الشديدة الزرقة، وأزهارها ذات الألوان الزاهية في تألقها، ونخيلها الباسق، وشلالاتها الكبيرة، كل ذلك يزيد من جاذبية هذه الجزر ذات المناظر المثيرة، حتى إذا ما وطئت أقدام السائحين أرضها تلقاهم أهلها بأكاليل الزهر. ومن مظاهر الجذب السياحي الأعياد التقليدية المسماة لواووس، أما الرقص في هاواي فإن اسمه هولا.

وبعض العادات المزدهرة تأتي من سكان جزر المحيط الهادئ الذين يسمّون البولينيزيين، وهم المستوطنون الأصليون لجزر هاواي. أما ما عدا ذلك من عادات فقد نسبت نشأتها لسكانها المنتمين إلى أصول يابانية وفلبينية وصينية وكورية وساموية. وهاواي هي الوحيدة بين ولايات الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت يومًا ما مملكة مستقلة.


حقائق موجزة

عدد السكان: 1,115,274 نسمة.
المساحة: 16,759كم².
المناخ: متوسط الحرارة في شهر يناير20 ° م، متوسط الحرارة في شهر يوليو 24°م.
الارتفاع: أقصى ارتفاع: ماونا كيا ويبلغ 4,205م، أقل ارتفاع: مستوى سطح البحر بإزاء الساحل.
المدن الكبرى: هونولولو، بيرل سيتي.
أهم الحاصلات: الزراعة: قصب السكر، الأناناس، الزهور. الصناعة:المواد الغذائية، المطبوعات ومنتجات النفط.التعدين: الحجارة، الرمل، الحصباء.
أصل تسمية هاواي: الاسم الرئيسى البولينيزي هاوايلوا، أو أو هاواي كي وهو الاسم الأسطورى للوطن البولينيزي.
اللقب: ولاية ألوها، وتعكس الصداقة للسياح، وكلمة ألوها تعني الحب بلغة هاواي.

السطح:

يقسم الجغرافيون تلك الجزر إلى ثلاث مجموعات رئيسية: 1- ثماني جزر رئيسية في الجنوب الشرقي 2- جزر صخرية صغيرة في الوسط 3- جزر مرجانية ورملية في الشمال الغربي. وهذه الجزر قد تكونت بفعل البراكين التي انبثقت من قاع المحيط.

ومعظم الجزر الثماني الرئيسية شواطئها رملية بيضاء، على حين أن الشواطئ الأخرى يكسوها رمل أسود من مسحوق الحمم البركانية. وتبرز صخور من الحمم السوداء شاخصة من الماء، بحذاء بعض السواحل. وفي أماكن كثيرة، توجد منحدرات صخرية شاهقة عند الشواطئ.

وتنمو النباتات والأشجار المدارية الكثيفة، حيثما وجدت التربة الخصبة والأمطار الغزيرة، وتنفرد هاواي بنباتات محلية ليس لها مثيل في العالم. وليس في هاواي من الحيوانات البرية إلا القليل، غير أن معظم حيواناتها من الصنف النادر الذي لا يراه الإنسان إلا في تلك الجزر.

والجزر الثماني الرئيسية الهامة في هاواي، وفق ترتيبها من الشرق إلى الغرب، هي: هاواي، ماوي، كاهولاوي مولوكاي، لاناي، أواهو، كاواي وأخيراً نيهاو.

وجزيرة هاواي التي كثيراً مايسمونها الجزيرة الكبرى، هي الكبرى فعلا بين تلك الجزر، وتحاط سواحلها الشمالية الشرقية والجنوبية الشرقية بالمنحدرات الصخرية الشاهقة الارتفاع.

وتتغلغل هنا وهناك مساقط مائية فضية اللون صابَّةً في المحيط الجاري من تحتها، وقصب السكر هو المحصول الرئيسي في تلك الجزيرة.

والبركانان الوحيدان النشطان في مجموعة الجزر يقعان في جزيرة هاواي، وهما :ماونا لووا، وكيلاويا. ويمر طريق واسع بجوار بركان كيلاويا. ويجتذب منظر تلك الحمم البركانية المشتعلة في فوهة البركان العديد من الزائرين.

وكثيراً مايطلقون على جزيرة ماوي: جزيرة الوادي ؛ حيث تتدفق جداول كثيرة ضيقة لتخترق الجبلين البركانيين اللذين تتكون منهما الجزيرة. ويوجد بين الجبلين برزخ عريض منخفض يحفل بمزارع قصب السكر.

أما جزيرة هاكولاي فإنها أصغر تلك الجزر، وهي جزيرة جافة تعصف بها العواصف دائما، ولا يسكنها أحد من الناس.

وأما جزيرة ملوكاي فتسمى، الجزيرة حلوة المعشر، وذلك من الأدب الجم الذى يستقبل به أهلها الزائرين. وهي تتكون من ثلاث مناطق: ملوكاي الغربية، وهي هضبة عريضة المساحة جافة يغطي معظمها مزارع تربية الأبقار، والمنطقة الشرقية، وتتكون من جبال وعرة المسالك وجداول منحدرة عميقة،ثم المنطقة الوسطى وتتكون من سهل خصيب ينمو به الأناناس والمحاصيل الزراعية الأخرى.

وأما لاناي (جزيرة الأناناس)، فكل أرضها صالحة لزراعة الأناناس. وتمتلك شركة كاسل وكوك المتحدة مبتدعة صنف الأناناس المسمى دول ومنتجاته، 98% من الجزيرة، والبقية تمتلكها ولاية هاواي.

أما جزيرة أواهو وهي موطن 80% من السكان، فيطلقون عليها مكان التجمع، وتتكون من سلسلتي جبال يفصل إحداهما عن الأخرى واد فسيح، وبها ميناء بيرل هاربر، وهو واحد من أكبر المرافئ الطبيعية في المحيط الهادئ، ويقع على الساحل الجنوبي للجزيرة. وأما جزيرة كاواي فيطلقون عليها الجزيرة الحديقة نسبة لخضرتها وحدائقها الغناء. والجزيرة دائرية الشكل في وسطها قمة كاويكيني البالغ ارتفاعها 1576م.

وجزيرة نيهاو تعرف باسم الجزيرة المحرَّمة فلا يزورها أحد، كائنًا من كان إلا بإذن من مالكتها. فقد ابتاعت إليزابيث سنكلير، معظم الجزيرة من الملك كاميها ميها الخامس، وكان ذلك في عام 1864م، ولاتزال أسرة روبنسون المنحدرة من صلب إليزابث سنكلير، تمتلك الجزيرة حيث تُدير مزرعة لتربية الأبقار تكاد تغطي الجزيرة كلها.

الاقتصاد:

الصناعات الخدمية تسهم بما يقرب من 30% من الناتج الوطني الإجمالي في ولاية هاواي في العام. ولا يوجد بين أي من الولايات المتحدة الأخرى، ولاية تعتمد في دخلها على هذا الكم الهائل من الصناعات الخدمية.

كما أن الأنشطة السياحية والعسكرية تسهم إسهاماً كبيرًا في الدخل الناتج عن الصناعات الخدمية. كذلك فإن الأنشطة الحكومية تفسر وجود مزيد من الإنتاج الإجمالي الضخم في هاواي، أكثر مما يقدمه أي نشاط اقتصادي مفرد. يدير جيش الولايات المتحدة، وسلاح الطيران والبحرية، القواعد في جزيرة أواهو،كما أن خدمات الجمهور، اجتماعيًا وشخصيًا، تشكل الصناعات الخدمية من الدرجة الثانية في هاواي، وتشمل الفنادق والرعاية الصحية.

وتوظف تجارة الجملة وتجارة التجزئة عدداً من العمال أكثر من أي صناعة أخرى في هاواي. وتجارة التجزئة تحظى بدخل كبير من السياح، كما أن تجارة الجملة في عالم البقالة، والمنتجات البترولية،لها أهميتها في جزر هاواي.كذلك فإن الطلب على العقارات يشكل نشاطاً كبيرًا في تلك الجزر، وقد ازدادت قيمة العقارات في هاواي بشكل منتظم نظرًا للنمو المطرد في عدد السكان في مساحة صغيرة من الأرض. وتعليب المواد الغذائية يعد النشاط الصناعي الأول في هاواي، فالسكر المكرر والأناناس المعلب، هما أهم المنتجات الغذائية،كما أن المزارعين في هاواي يزرعون في الأغلب الأعم كل الأناناس ونحو ثلث إنتاج قصب السكر في الولايات المتحدة برمتها.

وتصدر ولاية هاواي مقادير هائلة من الزهور وأكاليل الزهر ليس. ومدينة هيلو هي مركز زراعة الورود وتعبئتها. وكثير من تلك الجزر تزرع نوعا من المكسرات المسمى جوز الماكاداميا.

ويعد النقل من المشكلات الرئيسية في جزر هاواي، ونظراً لقلة الصناعات في تلك الولاية، فإن أكثر البضائع يجب أن يشحن بطريق الجو أو البحر، إما من المركز الرئيسي في هاواي ذاتها، وإما من بعض الدول الأجنبية. وهذا الوضع يرفع تكلفة أكثرالسلع في هاواي كما أن السفر في داخل الولاية باهظ التكاليف ؛ لأن الجزر متفرقة ومتباعدة عن بعضها بعضًا.

والخطوط الجوية هي أسرع وأيسر وسيلة للسفر. وتضم الموانئ الرئيسية في تلك الجزر: هونولولو الواقعة على جزيرة أواهو، وتضم كذلك هيلو وكاوايهاي في هاواي، وناويليو ويلي، وبورت ألين في كاواي، كما تضم كاهولوي في جزيرة ماوي.

نبذة تاريخية:

جاء البولينيزيون إلى جزر هاواي في قوارب عملاقة من جزر المحيط الهادئ الأخرى منذ نحو ألفي سنة، ونزل القائد جيمس كوك، وهو من البحرية البريطانية على تلك الأرض في الثامن عشر من شهر يناير عام 1778م، حيث اتجر مع سكان جزر هاواي الذين اعتبروه رئيسًا مهيـبًا ذا قدرات سماوية خارقة.

وتبع قدوم كوك إلى تلك الأرض تجار آخرون كثيرو العدد، حاملين معهم المواشي والمصنوعات والمزروعات من الأقطار الأخرى، وفي أوائل القرن التاسع عشر، مات العديد من سكان جزر هاواي بسبب الأمراض التي وفدت إليهم من بلدان أخرى من العالم.

وقد حكم الجزر في الفترة التي قضاها كوك زائرًا، فئة من الرؤساء المحليين، ومنهم كاميها ميها حيث تغلب عليهم، وصارت إليه السيادة على جزر هاواي كلها بعد حرب طاحنة، بدأت عام 1782م، ودامت عشر سنوات استولى فيها على الجزر الرئيسية الأخرى ووحدها. ثم خدم الرؤساء المحليون الآخرون البلاد بوصفهم محافظين تحت حكم الملك كاميها ميها الأول ملك مملكة هاواي.

وبين عامي 1811م و1880م، قامت هاواي بشحن كميات كبيرة من خشب الصندل إلى بلاد الصين، وقد وفرت النقود التي جنتها من تلك التجارة مصدراً رئيسياً من الدخل للملك كاميها ميها الأول، ولملكين آخرين من بعده لجزر هاواي.

وفي أوائل القرن التاسع عشر، أقبلت مئات من سفن صيادي الحيتان وكانت معظمها من الولايات المتحدة الأمريكية زائرين البلاد كل عام. وقد شكلت مبيعات التموين لتلك السفن أكبر عائد من المال لسكان هاواي حتى ستينيات القرن التاسع عشر.

وفي عام 1819م، تولى ابن كاميها ميها الأول، ليهوليهو الملك باسم: كاميها ميها الثاني، وما لبث الملك الجديد أن ألغى الديانات المحلية في هاواي، حتى إذا جاء العام1820م، كان قد تم تحويل معـظم سكان جزر هاواي إلى الدين النصراني على يد البعثات التنصيرية البروتستانتية والمدرسين من الولايات المتحدة.

وما لبثت أن وصلت إلى هناك البعثات التنصيرية من الرومان الكاثوليك وكان ذلك في عام 1827م، غير أن السكان ردوهم على أعقابهم عام 1831م، وزجوا بالكثيرين ممن اعتنقوا الدين الكاثوليكي من أهل الجزر في السجون، بيد أنه في شهر يوليو عام 1839م، حاصرت سفينة فرنسية مدينة هونولولو، حتى وافقت الحكومة على إطلاق سراح السجناء ومنح حرية عبادة الدين الكاثوليكي للشعب في هاواي. ومنذ عام 1854م حتى عام1872م، أصبحت تلك الجزر بوتقة ينصهر فيها شعوب من شتى الدول. وإذ لم يف السكان بحاجة مزارع السكر، جلب أصحاب تلك المزارع العمال من البلدان الأخرى.

وفي عام 1874م، ارتقى عرش هاواي الملك كالاكاوا الملقب بالملك المرح. وإبان حكمه، عادت إلى الحياة في هاواي الموسيقى الشعبية المعروفة بالهولا، وبصحبتها الكثير من العادات الوطنية المألوفة في هاواي، والتي كان الحكام السابقون قد أوقفوها بناء على طلب بعثات التنصير النصرانية.

وفي حكم كالاكاوا أيضًا، صارت زراعة قصب السكر صناعة كبرى، وقام زُرّاع قصب السكر بشحن معظم محصولهم إلى الولايات المتحدة، أما صناعة الأناناس في هاواي، فقد بدأت بعد أن تم شحن ألف شجرة منه إلى هناك عن طريق جامايكا، وكان ذلك نحو عام 1885م.

وفي عام 1893م، قامت في البلاد ثورة لم يُرق فيها نقطة دم واحدة، قادها تسعة أمريكيين وبريطانيان وألمانيان، أقصت الملكة ليليوكلاني عن العرش وكونوا من أنفسهم ومن أتباعهم جمهورية في هاواي، وقام مديرو المؤسسات التجارية من الأمريكيين بالإشراف على الجمهورية الجديدة، لكنه ولأسباب تجارية محضة، أراد هؤلاء المديرون أن تصبح تلك الجزر أرضاً أمريكية، وبحلول عام 1898م ورغم بعض المعارضة من سكان هاواي، قامت الولايات المتحدة بضم هاواي، وعدّتها إحدى ممتلكاتها، وفي عام 1900م، صارت هاواي أرضًا أمريكية.

وقبيل الحرب العالمية الأولى (1914 - 1918م ) شرعت البحرية الأمريكية في بناء قاعدة بحرية كبيرة في بيرل هاربر، وهي التي هاجمتها اليابان في السابع من شهر ديسمبر عام 1941م، لتزج بالولايات المتحدة الأمريكية في خضم الحرب العالمية الثانية.

وكان أول مشروعات القوانين الخاصة بتنظيم الولايات قد قدم إلى مجلس النواب الأمريكي عام 1919م. وأخيرًا وفي عام 1959م، أصبحت هاواي أحدث ولاية في الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي الستينات من القرن العشرين، ازداد عدد السكان في هاواي وازدهر اقتصادها، أما الصناعة فقد اشتد عودها وترعرعت في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات، كذلك ازدهرت الصناعة المسماة أقواكلنتر وهي تجارة تربية الحيوان وتنمية النباتات المائية. ولكي تقلل هاواي من اعتمادها على النفط، تطلعت إلى تطوير وتنمية مصادر بديلة للطاقة مثل الطاقة الشمسية، وقوة الرياح.

★ تَصَفح أيضاً: هونولولو.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية