الرئيسيةبحث

كولومبيا ( Colombia )



بوجوتا عاصمة كولومبيا وكبرى مدنها تقع في حوض في أعالي جبال الأنديز، وتوجد جبال شاهقة إلى الشرق من هذه المدينة. وتقوم السيارة المعلقة التي نراها في مقدمة الصورة بحمل المتفرجين إلى قمم الجبال المجاورة لمشاهدة منظر بوجوتا من الجو.
كُولومْبيا دولة تقع في الجزء الشمالي الغربي من أمريكا الجنوبية. وهي الدولة الوحيدة في القارة التي تمتلك ساحلاً مطلاً على كل من المحيطين الأطلسي والهادئ. وتُعد كولومبيا ثانية دول أمريكا الجنوبية من حيث السكان بعد البرازيل. وبالنسبة للمساحة فإنها تحتل المركز الرابع بين دول أمريكا الجنوبية حيث لا يفوقها في ذلك إلا كل من البرازيل والأرجنبين وبيرو.

يتباين كل من سطح كولومبيا ومناخها تباينًا واضحًا. ويبدو هذا التباين جليًّا إذا ما أجَلْنا الطًَرْفَ بين القمم المغطاة بالثلوج على جبال الأنديز والسهول المنخفضة الحارة. وعلى الرغم من أن خط الاستواء يمر في جنوب كولومبيا إلا أن بعض أجزائها يتمتع بمناخ بارد في المناطق الجبلية.

وسكان كولومبيا موزعون في البلاد بصورة غير منتظمة إلى حد كبير، ويعيش معظم السكان في أودية وأحواض سلسلة جبال الأنديز. وتقع بوجوتا، عاصمة كولومبيا وأكبر مدنها، في أحد أحواض جبال الأنديز.

ويساعد تباين المناخ في أرجاء كولومبيا المزارعين على زراعة العديد من أنواع المحاصيل مثل: البن والأرز والموز والبطاطس. وتنتج كولومبيا من البن الذي يُعد أهم محاصيلها، أكثر مما تنتجه أية دولة أخرى عدا البرازيل.

على الرغم من أن الزراعة في كولومبيا تمثل مركز ثقل اقتصادها فإن الصناعة تزداد من حيث الأهمية يومًا بعد يوم. وتمتلك كولومبيا كميات هائلة من المواد الخام التي تُستخدم في الصناعة ولديها مصادر ضخمة للطاقة. ولكن، وعلى الرغم من هذا كله، فإن تلك الدولة لم تتمكن من تطوير مواردها الهائلة كما يجب.

في أوائل القرن السادس عشر الميلادي جذبت ثروات كولومبيا الطبيعية، وخاصة الذهب، المكتشفين الأسبان لارتياد ذلك القطر. وقد تغلب الأسبان على غالبية الهنود وهم السكان الأصليون لتلك الديار وبقيت كولومبيا مستعمرة أسبانية لمدة 300 سنة تقريبًا. وبعد أن نالت البلاد استقلالها في عام 1819م عانت لفترات طويلة من أحداث العنف والحرب الأهلية. ولكن كولومبيا، وخلافًا لبقية أقطار أمريكا اللاتينية، ظلت تتعاقب عليها حكومات ديمقراطية.

أخذت كولومبيا اسمها من كريستوفر كولمبوس. والاسم الرسمي للدولة هو جمهورية كولومبيا.

نظام الحكم

خريطة: كولومـــــبيا
نظام الحكم في كولومبيا جمهوري. وقد تم تبنِّي دستور الدولة في عام 1886م وجرى تعديله مرات عديدة وبموجبه يحق لجميع المواطنين البالغين من العمر 18 عامًا فأكثر ممارسة حق الانتخاب في كولومبيا.

الحكومة الوطنية:

يرأس حكومة كولومبيا رئيس ينتخبه الشعب لفترة أربعة أعوام، ويجوز انتخاب الرئيس لأي عدد من المرات، ولكن ليس لدورتين متعاقبتين. وينبغي أن يكون المرشح الرئيسي إما شاغلاً لمنصب حكومي رفيع أو أنه يمارس مهنة تتطلب تعليمًا جامعيًا. يتألف الكونجرس، وهو الهيئة التشريعية للدولة، من مجلس الشيوخ المؤلف من 114 عضوًا ومجلس النواب المؤلف من 199 عضوًا. ويشارك الناخبون في انتخاب أعضاء مجلس الشيوخ ومجلس النواب لدورات فترة كل منها أربع سنوات.

الحكومة المحلية:

تتألف كولومبيا من 23 إدارة، وتسعة أقاليم، ومقاطعة خاصة وهي بوجوتا. ولكل إدارة حكومة يعينها الرئيس ومجلس يتم انتخابه من قبل الشعب. والأقاليم مناطق قليلة الكثافة السكانية ومعظمها يقع في شرقي البلاد. ويعين رئيس الجمهورية رؤساء الأقاليم. أما بالنسبة للمقاطعة الخاصة فإنها تحكم من قبل عمدة يعينه رئيس الجمهورية كذلك.

السياسة:

سيطر على السياسة ولمدة طويلة حزبان هما حزب المحافظين وحزب الأحرار. ويتبع كل من الحزبين سياسات معتدلة.

المحاكم:

المحكمة العليا هي أعلى محكمة في كولومبيا. وتضم 28 قاضيًا معينًا مدى الحياة. والدولة مقسمة إلى 27 منطقة قضائية. وفي كل منطقة محكمة كبرى يرأسها قاض من المحكمة العليا.

القوات المسلحة:

يضم جيش كولومبيا حوالي 57,000 فرد وتتألف القوات البحرية من نحو 8,500 فرد، والقوات الجوية من 4,200 فرد. ويترتب على جميع الرجال البالغة أعمارهم 18 عامًا الانخراط في التجنيد الإجباري.

السكان

عدد السكان:

يبلغ عدد سكان كولومبيا حوالي 37,822,000 نسمة، ويعيش معظمهم تقريبًا في غربي كولومبيا، وخاصة في وديان ومنخفضات جبال الأنديز. ويعيش حوالي 2% فقط من السكان في الأراضي المنخفضة الحارة الواقعة في شرقي كولومبيا.

بوجوتا، العاصمة، هي أكبر مدن كولومبيا. وتضم حوالي 4 ملايين نسمة. وهناك مدينتان أخريان هما كالي وميدللين تضم كل منهما أكثر من مليون نسمة. لقد تدفق سكان الريف الكولومبيون ويطلق عليهم الكامبيسينو (الريفيون) على المدن الكبرى في البلاد منذ الأربعينيات من القرن العشرين بحثًا عن حياة أفضل. ويفتقر كثير من الريفيين إلى التعليم والمهارات المطلوبة للوظائف أو الأعمال في المدن. ونتيجة لذلك عانت المدن الكبيرة في كولومبيا من مشاكل كالفقر، والبطالة، ومشاكل الأحياء الفقيرة، وارتفاع نسبة الجريمة.

الأصول العرقية:

كان كثير من الهنود يعيشون فيما يعرف الآن بكولومبيا عندما وصلتها طلائع المستعمرين الأسبان في القرن السادس عشر الميلادي. لقد أخضع الأسبان الهنود ثم أتوا فيما بعد بالمستعبدين السود من إفريقيا. ومع مرور السنين حصل تزاوج بين العديد من الهنود والأسبان والسود. ويشكل المولدون (وهم من ذوي الأصول العرقية البيضاء والهندية) من 50% إلى 60% من سكان كولومبيا. وتتراوح نسبة المولدين الخلاسيين وهم من أصول عرقية سوداء وبيضاء بين 15% و25%. أما الذين يعرفون باسم زامبوس وهم ممن جاءوا نتيجة تزاوج بين السود والهنود فإنهم يشكلون حوالي 3% من السكان وهناك حوالي 20% من السكان من أصول أوروبية غير مختلطة، وهي أسبانية بصورة رئيسية. وهناك حوالي 4% من أصول سوداء صرفة، بينما تبلغ نسبة الهنود ذوي العرق النقي حوالي 1% من السكان.

اللغة:

يتكلم جميع الكولومبيين تقريبًا اللغة الأسبانية، لغة الدولة الرسمية. ويحرص الكولومبيون على المحافظة على لغتهم بعيدة عن أية تغييرات. بل إنهم سنُّوا قانونًا لحمايتها من التغيير غير الضروري. ويعتبر الكولومبيون لغتهم الأسبانية أنقى من لغة أي بلد من بلدان أمريكا اللاتينية الأخرى. وقد اندثرت اللغات التقليدية لهنود كولومبيا إلى حد كبير.

أنماط المعيشة:

حياة سكان المدن في كولومبيا (73%) بشكل عام أفضل من حياة سكان الريف (27%). فالمدن تضم معظم المدارس والمرافق الطبية والأنشطة الثقافية في البلاد. ويعيش في المدن غالبية أهل الطبقتين الوسطى والعليا من الكولومبيين.

بدأت المدن الكولومبية الكبرى بإنشاء العمارات العالية التي تضم المكاتب والشقق، لتحل محل المباني التقليدية ذات الطراز المعماري الأسباني. ومن المعروف أن المباني ذات الطراز الأسباني قليلة الارتفاع، ومبنية من الطوب، ومغطاة سطوحها بالقرميد الأحمر ولها أفنية مكشوفة.

يبني كثير من سكان الريف في كولومبيا مساكن بسيطة من مواد تتوافر محليًا. ففي المناطق الدافئة الرطبة مثلاً يستخدمون سيقان الخيزران وسعف النخيل لبناء بيوت جيدة التهوية. لكن كثيرًا من البيوت في المناطق الجبلية الأكثر برودة لها جدران سميكة من الطوب.

كثير من الأسر الكولومبية كبيرة الحجم والأسر الريفية بشكل خاص تضم عددًا كبيرًا من الأطفال. والروابط الأسرية في كولومبيا متينة. وقد تعيش عدة أجيال في بيت واحد أو متجاورين. والمرأة، في كولومبيا تتمتع عادة بقدر من الحرية أقل مما يتمتع به الرجل وخاصة في أوساط ذوي الجاه.

ينحدر معظم أفراد الطبقة الأرستقراطية المحدودة العدد في كولومبيا من الأسبان الذين استعمروا البلاد. وهم يشكلون مجموعة متينة الروابط ويقيمون علاقاتهم بصورة رئيسية مع أفراد آخرين من الطبقة العليا. ومصدر ثروتهم التقليدي الرئيسي من إقطاعياتهم الكبيرة في الريف. لكن عددًا متزايدًا اليوم من سكان البلاد المنتمين للطبقة العليا يتحصلون على ثرواتهم من الأعمال التجارية والصناعة.

يتزايد حجم الطبقة الوسطى والطبقة العاملة في المدن الكولومبية وذلك لأن الصناعات المتطورة توفر العديد من الوظائف الجديدة. وتضم الطبقة الوسطى رجال الأعمال، وموظفي الحكومة، وبعض أصحاب المهن المتخصصة مثل الأطباء والمحامين والمهندسين. ويعيش الكولومبيون المنتمون إلى الطبقة الوسطى في بيوت مريحة في أحياء جميلة، بينما تضم الطبقة العاملة مساعدي البائعين وعمال المصانع والبناء، ويعمل باقي السكان في وظائف محدودة الدخل. وكثير منهم يعيشون في مبانٍ آيلة للسقوط في الأحياء القديمة.

وهناك تجمعات سكانية مزدحمة مشاعة (أي غير مملوكة) شبيهة بالأحياء الفقيرة القذرة قائمة على مشارف المدن الكبيرة في كولومبيا. وتسمى هذه التجمعات السكانية توغوريون. ومعظم هذه التجمعات لا تتوفر لها المياه أو الكهرباء أو شبكات الصرف الصحي. يقوم الكثير من الوافدين من المناطق الريفية ببناء عششهم من الصفيح والكرتون ومواد النفايات الأخرى. ويلجأ إلى هذه المناطق بعض الأطفال اللقطاء أو أولئك الذين يلقي بهم هناك آباؤهم العاجزون عن إعالتهم. وهؤلاء الأطفال المشردون كلهم من الذكور ولا همَّ لهم سوى أن يجوبوا الشوارع.

التعليم:

يتقن حوالي 91% من البالغين في شعب كولومبيا القراءة والكتابة وذلك طبقًا لتقديرات الحكومة الكولومبية.

لقد جعلت الحكومة التعليم إلزاميًا على جميع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين السابعة والحادية عشرة. لكن كثيرًا من الأطفال في الريف لا يستطيعون الوفاء بهذا المطلب لأن مدارسهم لا تضم إلا فصلين أو ثلاثة. وتوجد في كولومبيا حوالي 40 جامعة لكن الجامعة الوطنية في بوجوتا هي أكبر الجامعات.

كولومبيون يرتدون الأزياء التقليدية والأقنعة يستعرضون في احتفال في شوارع برانكويلا بمناسبة أعياد الكرنفال. يقام احتفال الكرنفال البهيج هذا في العادة قبيل مناسبة الصوم الكبير في ديار الرومان الكاثوليك.

الملابس:

هناك شبه كبير بين زي معظم سكان المدن في كولومبيا والأزياء الأوروبية الأخرى. أما غالبية سكان الريف فإنهم يملكون القليل من الثياب، ولا يلبس بعضهم الأحذية إلا في المناسبات الخاصة. وفي المناطق الجبلية الباردة يرتدي العديد من الكولومبيين دثارًا له فتحة في وسطه من أجل الرأس يُعرف باسم روانا.

الطعام والشراب:

للأقاليم المختلفة في كولومبيا أطباقها الخاصة ويتناول الكولومبيون، بصورة عامة، كثيرًا من الأطعمة النشوية كالبطاطس، والأرز، والمكرونة. ويطيب لهم تناول الأطعمة المسلوقة على نار هادئة، والحساء غليظ القوام. ويعرف طبق الحساء المفضل لدى سكان كولومبيا باسم أهياكو ويتألف من البطاطس والدجاج، والذرة الشامية، والمينهوت. ويتناول فقراء الكولومبيين قليلاً من اللحوم وبعض الفواكه والخضراوات الطازجة.

يتناول الكبار والصغار شرابًا يسمى أغوا دبانيلا وهو شراب عادي مكون من السكر البني المذاب في الماء. وعلي الرغم من أن كولومبيا منتج رئيسي للبن فإن معظم الكولومبيين لا يشربون كثيرًا من القهوة مثلما يفعل سكان بعض الدول الأخرى.

الترويح:

تُعتبر كرة القدم من أكثر الألعاب الرياضية شعبية في كولومبيا، كما تجتذب أيضًا مصارعة الثيران وسباق السيارات أعدادًاكبيرة من السكان. ويستمتع السباحون ورواد الحمامات الشمسية بالشواطئ الممتدة على طول الساحل الكاريبي، كما تجتذب منحدرات الأنديز المغطاة بالثلوج هواة التزلج. وتحافظ الأغاني والرقصات الشعبية على الموسيقى والرقصات التقليدية، للهنود والمستعمرين الأسبان والأفارقة السود.

الدين:

يكاد يكون جميع الكولومبيين من الروم الكاثوليك، ويمارس معظمهم شعائر دينهم بصورة نشطة، وتتمتع الكنيسة الكاثوليكية بصلة وثيقة بالحكومة. ومن ناحية أخرى فإن دستور كولومبيا يضمن حرية العبادة.

قارب إلدورادو مثال للنقوش الرائعة على يد صاغة هنود منذ مئات السنين. وهو يمثل تتويج حاكم جديد من التشبتشا. وقد غطي الحاكم بغبار الذهب لكي يمثل معبودًا، ثم ذهبوا به في بحيرة وغسلوه من غبار الذهب لكي يمثل حاكمًا من البشر.

الفنون:

أسهمت الحضارات الهندية المتقدمة في إيجاد بواكير الأعمال الفنية في كولومبيا منذ مئات السنين. وما تزال التماثيل الحجرية العملاقة لآلهة الهنود منتصبة عالية في جبال الأنديز في جنوب كولومبيا. ويعرض متحف الذهب في بوجوتا مجوهرات نفيسة، وتماثيل صغيرة، وأشياء جميلة أخرى صُنعت يدويًا من قبل الصاغة الهنود.

بعد وصول المستعمرين الأسبان إلى كولومبيا أغفل الناس تدريجيًا التقاليد الفنية الهندية. ولقد كانت الفنون في كولومبيا حتى القرن العشرين تعكس إلى حدٍ كبيرٍ الأساليب الأوروبية. وخلال منتصف القرن العشرين اكتسب العديد من الفنانين في كولومبيا اعترافًا عالميًا بأعمالهم المتميزة بالأصالة.

والكولومبيون يقدرون الكتَّاب كثيرًا وخاصة الشعراء منهم. وكثير من المحامين والأساتذة وغيرهم من ذوي الاختصاصات الأخرى يقرضون الشعر في أوقات الفراغ. وقد غدت رواية ماريا (1867م) من تأليف جورج إسحاق أول عمل في الأدب الكولومبي تنال شهرة في جميع أنحاء أمريكا اللاتينية. وهي قصة عاطفية عن الحب والموت تقع أحداثها في ريف كولومبيا. كما فاز جابريل خوزيه جارسيا ماركويز، وهو أبرز كاتب في كولومبيا اليوم، بجائزة نوبل للأدب في عام 1982م. حيث تجمع قصصه عن الحياة في أمريكا اللاتينية بين الخيال والواقع.

السطح

تغطي كولومبيا رقعة من سطح الأرض تبلغ مساحتها 1,138,914كم². ويمكن تقسيمها إلى ثلاثة أقاليم طبيعية رئيسية هي: 1- الأراضي الساحلية المنخفضة 2- جبال الأنديز 3- السهول الشرقية.

الأراضي الساحلية المنخفضة:

يحاذي هذا الإقليم كلاً من ساحل البحر الكاريبي والمحيط الهادئ. ويعتبر البحر الكاريبي امتدادًا للمحيط الأطلسي.

الأراضي الكاريبية المنخفضة. يوجد فيها حوالي 20% من سكان كولومبيا وحوالي 12% من صناعتها. تتلقى موانئ البحر الكاريبي المزدحمة وهي برانكويلا، وقرطاجنة، وسانتا مارتا معظم التجارة الخارجية لكولومبيا. وخارج نطاق هذه المدن توجد مزارع الموز والقطن وقصب السكر، ومزارع المواشي والعديد من المزارع الصغيرة. وتغطي الصحراء شبه جزيرة غواهيرا التي تُشكل الطرف الشمالي الأقصى لكولومبيا. ويمارس الهنود الذين يعيشون هناك صيد السمك وتربية المواشي واستخراج الملح.

ساحل المحيط الهادئ. تتكون منخفضاته في معظمها من المستنقعات والغابات الكثيفة. وتهطل أمطار غزيرة كل يوم تقريبًا. يعيش في هذه المنطقة عدد قليل من السكان.

جبال الأنديز تغطي معظم الجزء الغربي من كولومبيا. يقوم كثير من المزارعين في الأنديز بزراعة البن الذي يعتبر المحصول الرئيسي في البلاد. وتزدهر زراعة أشجار البن في المناخ المعتدل للمنحدرات الحادة.

جبال الأنديز:

تغطي حوالي ثلث مساحة كولومبيا. وتتفرع من الجهة الجنوبية الغربية للبلاد إلي ثلاث سلاسل جبلية. وتمتد هذه السلاسل عبر غربي كولومبيا في اتجاه الشمال الشرقي. ويوجد في هذه السلسلة بركان نيفادو دل رويز، وهو بركان نشط يقع إلى الغرب من بوجوتا وترتفع من الساحل الكاريبي سلسلة منعزلة متفرعة من جبال الأنديز هي سييرا نيفادا دوسانتا مارتا. وهي تضم أعلى قمة في كولومبيا، وهي كرستوبال كولون ويبلغ ارتفاعها 5775م فوق مستوى سطح البحر.

يعيش نحو ثلاثة أرباع الشعب الكولومبي في الأنديز. وتساهم المناجم الغنية، والمزارع الخصبة، والمصانع الكبيرة في وديان ومنخفضات جبال الأنديز في إنتاج معظم ثروة كولومبيا. وتزدهر زراعة أشجار البن على منحدرات الجبال في المناطق ذات المناخ المعتدل. ويفصل أهم نهرين في كولومبيا السلاسل الجبلية الثلاث بعضها عن بعض. ويفصل نهر ماجدلينا بين السلسلتين الوسطى والشرقية ؛ أما نهر كوكا فإنه يفصل السلسلة الوسطى عن السلسلة الغربية. ويزرع السكان مختلف المحاصيل الزراعية في التربة الغنية بوديان الأنهار.

السهول الشرقية في كولومبيا تتألف بصورة رئيسية من منطقة عشبية منبسطة، تدعى اللانوس. وتعتبر تربية الأبقار النشاط الاقتصادي الرئيسي في هذا الإقليم المعرَّض لأشعة الشمس اللافحة. في الصورة يُرى رعاة البقر وهم يحيطون بأبقارهم.

السهول الشرقية:

تغطي هذه السهول حوالي 60% من مساحة كولومبيا، ويعيش حوالي 2% فقط من السكان في هذا الإقليم المنبسط الحار. وتغطي الغابات الاستوائية مساحة كبيرة من جنوبي البلاد. وفي الشمال يقوم المزارعون برعي الماشية على أراضٍ عشبية تشبه البراري تسمى اللانوس. وتعبر هذه السهول عدة أنهار.


المناخ

يتباين مناخ كولومبيا وفقًا لتباين الارتفاعات عن سطح البحر. لذا فإن أعلى درجات الحرارة تُسجَّل في أكثر الأماكن انخفاضًا وذلك في كل من الأراضي المنخفضة الساحلية، والسهول الشرقية.

وتنخفض درجات الحرارة كثيرًا في جبال الأنديز المغطاة بالثلوج. وتوجد منطقة معتدلة المناخ يتراوح ارتفاعها بين 900م و1800م. ويصبح المناخ معتدل البرودة طوال العام في الارتفاعات التي تزيد على 1800م فوق مستوى سطح البحر. ويعيش عدد قليل من الناس في المناطق الجبلية الباردة التي يزيد ارتفاعها على 3000م.

تختلف درجات الحرارة قليلاً في ربوع الإقليم الواحد من فصل لآخر. في بوجوتا مثلاً، التي تقع على ارتفاع حوالي 2640م فوق سطح البحر على جبال الأنديز، يبلغ معدل درجة الحرارة 14°م في كل من يناير و يوليو. وفي معظم أرجاء كولومبيا يوجد فصل أو فصلان لهطول الأمطار كل عام، وكذلك فصل أو فصلان جافان يندر أو ينعدم فيهما هطول الأمطار.

الاقتصاد

كولومبيا دولة نامية. وقد اعتمد اقتصادها على الزراعة اعتمادًا شديدًا لفترة طويلة. لكن أهمية التصنيع تزايدت منذ الخمسينيات من القرن العشرين الميلادي وتعتبر معظم المؤسسات التجارية قطاعًا خاصًا، ولكن الحكومة تبذل قصارى جهدها في توجيه الاقتصاد.

الزراعة:

يعمل في الزراعة ما يزيد قليلاً على خمس الأيدي العاملة في كولومبيا وتشكل قيمة المنتجات الزراعية أكثر من نصف دخل الصادرات. ويتمكن المزارعون من زراعة مجموعة متنوعة من المنتجات وذلك بفضل تباين كل من المناخ والتضاريس من مكان إلى آخر.

يعتبر البن، إلى حدٍ كبير، محصول التصدير الرئيسي في كولومبيا. وكولومبيا تُصدِّر ما يعادل حوالي ثمن تجارة العالم من البن. وتنمو أشجار البن فيما يربو على 300,000 مزرعة صغيرة في كولومبيا. وتشمل باقي المحاصيل الرئيسية الموز، والمنيهوت، والقطن، والذرة، والبطاطس، والأرز، وقصب السكر. ويربي السكان الأبقار من أجل اللحوم والألبان.

ويملك عدد قليل من الإقطاعيين الأثرياء معظم الأراضي الزراعية التي لا تستغل في زراعة البن في كولومبيا. ويستأجر الإقطاعيون عمالاً أو يؤجرون الأراضي لمزارعين مستأجرين حيث يقوم هؤلاء المزارعون والمستأجرون وكثير من أصحاب الأراضي بإدارة مزارع صغيرة جدًا وينتجون ما لا يكاد يكفيهم لإطعام أسرهم.

المنسوجات الغنية بالألوان من بين البضائع المصنعة الرئيسية في كولومبيا.

الصناعة:

يعمل في النشاط الصناعي حوالي خمس الأيدي العاملة في كولومبيا. وتتركز معظم المصانع في بوجوتا، وميدلني، وكالي أو بالقرب منها. لكن كثيرًا من هذه المصانع صغير الحجم ويدار من قبل الأسر. وتشمل المنتجات الصناعية الرئيسية في كولومبيا المنسوجات، والملابس، والمنتجات الغذائية، والمشروبات، والمواد الكيميائية، والمنتجات المعدنية والإسمنت.

التعدين:

على الرغم من أن التعدين يُشكِّل جزءًا يسيرًا من دخل كولومبيا فإن أهميته في زيادة مطردة. وتمتلك كولومبيا مخزونًا هائلاً من معادن كثيرة تُستخدم في التصنيع تشمل: الفحم الحجري، والحديد الخام، والبترول والغاز الطبيعي. وتُنتج كولومبيا أكثر من 90% من الزمرد في العالم. وهي كذلك مُنتج رئيسي للذهب. وتُسهم مخزونات الملح الكبيرة في جوف الأرض في توفير المادة الخام لصناعة كيميائية مزدهرة.

الخدمات:

تقدّم المحلات التجارية، والمصارف، وشركات التأمين، وشركات النقل، والاتصالات، والمؤسسات والجهات الحكومية الخدمات الاجتماعية مثل المدارس والمستشفيات. ويعمل في ميدان الخدمات حوالي 40% من إجمالي القوة العاملة في كولومبيا. وكثير من هؤلاء العمال كالبائعين، وموظفي الأعمال المكتبية، يشغلون وظائف منخفضة الدخل لا تحتاج إلا إلى القليل من المهارات.

مصادر الطاقة:

تتميز مصادر الطاقة في كولومبيا بالوفرة. فبعد أن كانت كولومبيا مضطرة إلى استيراد البترول، أصبحت دولة مصدرة له في الثمانينيات من القرن العشرين. وتملك كولومبيا أيضًا مخزونًا ضخمًا من الغاز الطبيعي والفحم الحجري. وتوفر المحطات المائية لتوليد الكهرباء حوالي 70% من الطاقة الكهربائية للبلاد، ويسهم البترول، والغاز الطبيعي، والفحم الحجري في إنتاج الباقي. وعلى الرغم من مصادر الطاقة الهائلة في كولومبيا، فإن بعض المناطق الريفية تحتاج إلى الكهرباء.

التجارة:

الصادرات الرئيسية لكولومبيا هي المنتجات الزراعية ؛ ويسهم البن في تأمين نصف عوائد الصادرات بكاملها. وقد حاولت الحكومة التقليل من اعتماد كولومبيا في دخلها على البن. ونتيجة لذلك تزايدت أهمية بقية المنتجات الزراعية الأخرى. وتشمل واردات كولومبيا البترول والمواد الخام والآليات الضرورية للتصنيع. وتعتبر كل من الولايات المتحدة الأمريكية، وفنزويلا، واليابان من أهم الدول التي لها علاقات تجارية مع كولومبيا.

وتقدر سلطات كولومبيا الرسمية الدخل الناتج من تهريب المخدرات الممنوعة قانونًا، مثل الكوكايين، والمارجوانا، من كولومبيا إلى الولايات المتحدة والدول الأخرى بما يقرب من ضعف الدخل الناتج عن تصدير البن. لكن قلة من الكولومبيين يسيطرون علي تجارة المخدرات ويستفيدون من المبالغ الطائلة التي تدخل البلاد. ★ تَصَفح أيضًا: فقرة كولومبيا اليوم في هذه المقالة.

النقل والاتصالات:

كان نهر ماجدلينا القناة الرئيسية للمواصلات، أما الآن فهناك سكة حديد وطريق بري رئيسيان بمحاذاة وادي هذا النهر. يملك أقل من 3% من السكان سيارات، ونتيجة لذلك فقد شاع الانتقال بالحافلات.

وتسير الحافلات بين معظم المدن، كما أن السفر جوًا يعتبر مهمًا بسبب وعورة التضاريس، حيث تشمل خدمات خطوط الطيران أجزاء البلاد كافة. وتوجد في كل من بوجوتا ومديلين وكالي مطارات دولية رئيسية.

يوجد في كولومبيا ما معدله نحو مذياع واحد لكل 6 أشخاص وجهاز تلفاز واحد لكل 9 أشخاص. ولدى الكولومبيين احترام بالغ للكلمة المطبوعة، ويتم إصدار حوالي 30 صحيفة يومية في البلاد. وتتمتع كل من صحيفة الإسبكتادور والتيمبو بالانتشار أكثر من غيرهما. وكلتا الصحيفتين مستقل وتصدران في جميع أنحاء البلاد.

العديد من الزعماء السياسيين في كولومبيا، بمن فيهم عدة رؤساء سابقين، كانوا صحفيين أو محرري صحف.

نبذة تاريخية

الأيام الأولى:

كانت جماعات هندية متفرقة مؤلفة من مزارعين مستقرين ورعاة وصيادين وسماكين تعيش فيما يعرف الآن بكولومبيا وذلك قبل أن تصل إليها طلائع الأوروبيين بزمن طويل. وكانت قبائل التشبتشا، تعيش في جبال الأنديز، وتتبادل السلع التجارية مثل الزمرد والملح مع الهنود على طول الساحل مقابل الذهب والقطن.

أبحر المستكشفون الأسبان بحلول القرن السادس عشر بسفنهم بمحاذاة سواحل كولومبيا المطلة على البحر الكاريبي. وقد تأسست أول مستعمرة أسبانية دائمة في أمريكا الجنوبية في سانتا مارتا في عام 1525م. وقد قاد محام أسباني يدعى غونزالو خيمينيز دي كويسادا حملة داخل منطقة الأنديز من عام 1536م وحتى عام 1538م وأطبق علي التشبتشا. وفي عام 1538م قام خيمينيز دي كويسادا بتأسيس بوجوتا التي أطلق عليها اسم زعيم التشبتشا باكاتا. وقد أطلق على المنطقة المجاورة اسم مملكة غرناطة الجديدة لأنها ذكرته بالمنطقة المعروفة في أسبانيا باسم غرناطة.

الحكم الأسباني:

ساد الحكم الأسباني تدريجيًا على مملكة غرناطة الجديدة وأقام المستعمرون الأسبان المزيد من المدن في ربوع تلك المملكة. وكانت المستعمرة تفتقر إلى الثروة المعدنية التي كانت تتمتع بها المكسيك وبيرو ولكنها كانت تنتج الزمرد والبلاتين وبعض الذهب. وقد أَجبر المستعمرون الأسبان في الأنديز الهنود على العمل في المناجم والإقطاعيات الكبيرة التي كانت تُربى فيها الماشية وتُزرَع الحبوب. وكان كثير من الهنود يموتون من العمل المرهق أو الأمراض التي أتى بها الأسبان معهم. وحدث تزاوج بين بعض الهنود والأسبان وأدى ذلك إلى وجود باكورة السكان المهجنين (المستيزو) من البيض والهنود. وقد أتى الأسبان بالسود المستعبدين من إفريقيا ونشروهم على طول ساحل الكاربيبي لكي يعملوا في مزارع قصب السكر والكاكاو.

وأسهمت وعورة التضاريس في عزل معظم المستوطنات في غرناطة الجديدة، مما جعل من الصعب توحيد المستعمرة والسيطرة عليها. وفي عام 1564م قامت الحكومة الأسبانية بتعيين رئيس ليحكم المستعمرة. وفي عام 1717م دمجت أسبانيا المستعمرة والمناطق المجاورة لتصبح مستعمرة كبيرة واحدة أطلقت عليها ولاية غرناطة الجديدة.

وكانت هذه الولاية تتألف مما يعرف الآن بكولومبيا وفنزويلا والإكوادور وبنما، وكانت بوجوتا هي العاصمة.

الاستقلال:

على الرغم من تربع بعض الرؤساء القديرين على سدة الحكم في مملكة غرناطة الجديدة فإن العديد من المستعمرين كانوا يكرهون الحكم الأسباني. ففي عامي 1780م و 1781م قام العديد من الناس بالاحتجاج بعنف على الضرائب الجديدة ؛ فقامت أسبانيا بسحق التمرد، إلا أن حركةً من أجل الاستقلال كانت قد بدأت.

أعلنت معظم أجزاء ولاية غرناطة الجديدة استقلالها في عام 1810م. وقام الجيش الفرنسي باحتلال أسبانيا في ذلك الوقت، واستفادت المستعمرات الأسبانية في أمريكا الجنوبية من ضعف الوطن الأم فأعلنت استقلالها. فأرسلت أسبانيا قوات إلى أمريكا الجنوبية بعد هزيمة فرنسا في عام1814م، تلا ذلك قتال مرير.

وفي عام 1819م هزم الجنرال الفنزويلي سيمون بوليفار أسبانيا في معركة بوياكا إلى الشمال من بوجوتا. وعندئذ أصبح بوليفار أول رئيس لكولومبيا العظمى التي كانت تتألف من أراضي ولاية غرناطة الجديدة. وقد تم اختيار اسم كولومبيا إحياء لذكرى كريستوفر كولمبوس. ولم تستمر كولومبيا العظمى إلا فترة قصيرة. ولم يأتِ عام 1830م حتى كانت فنزويلا والإكوادور قد انفصلتا عنها وأصبحتا دولتين مستقلتين.

الاضطرابات السياسية:

عكّرت الفوضى السياسية صفو كولومبيا منذ بدايتها كدولة مستقلة. فقد تفجّرت الصراعات حول مدى القوة التي ينبغي أن تكون عليها الحكومة المركزية والنفوذ الذي يجب أن تمارسه الكنيسة الكاثوليكية على الحكومة.

وقد مزقت هذه الصراعات البلاد إلى مجموعتين: مجموعة ساندت قيام حكومة مركزية قوية ووجود دور قوي للكنيسة، وأصبحت تعرف فيما بعد باسم حزب المحافظين، والأخرى تحبذ وجود حكومة مركزية ضعيفة وحكومات إقليمية قوية. وكانت هذه المجموعة، التي أصبحت تدعى حزب الأحرار تريد الحدّ من دور الكنيسة.

وكثيرًا ما كانت النزاعات التي نشبت بين حزبي الأحرار والمحافظين في كولومبيا تؤدي إلى العنف والحرب الأهلية. وقد تم إقرار تسعة دساتير بعد الاستقلال، ويعود ذلك جزئيًا إلى أن كل حزب كان يضع دستورًا جديدًا بعد تسلّمه للسلطة. فدستور 1853م ألغى الرق ودستور 1886م، الذي أقام جمهورية كولومبيا، كان يعتبر نصرًا لحزب المحافظين. وقد تكفل بإيجاد حكومة مركزية قوية ولكنه لم يمنع نشوب حرب أهلية شرسة، سُميت حرب الألف يوم وقد بدأت تلك الحرب سنة 1899م واستمرت حتى عام 1902م.

القرن العشرون:

انسلخت بنما عن كولومبيا عام 1903م. وفي ذلك العام رفض مجلس الشيوخ الكولومبي الموافقة على معاهدة تسمح للولايات المتحدة بشق قناة عبر بنما. عندئذ ثارت بنما ضد كولومبيا بدعم من الولايات المتحدة وسرعان ما وافقت على مشروع القناة. وفي عام 1922م دفعت الولايات المتحدة مبلغ 25 مليون دولار لكولومبيا مقابل تخليها عن بنما. وأثناء الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945م) ساعدت كولومبيا الولايات المتحدة في بقاء قناة بنما مفتوحة.

بلغت النزاعات المستمرة ذروتها بين الحزبين السياسيين الرئيسيين في كولومبيا عام 1948م. ففي ذلك العام جرى اغتيال زعيم حزب الأحرار المشهور جورج ألييس غيتان في بوجوتا. وقد تبعت ذلك اضطرابات حولت وسط بوجوتا إلى خراب وتركت العديدمن الناس صرعى. وسرعان ما امتد القتال إلى الريف حيث استمر الصراع وقطع الطريق حتى منتصف الستينيات. يسمي الكولومبيون هذه الفترة بفترة العنف. وقد قتل حوالي 200,000 كولومبي أثناء أحداث العنف.

ما أن حل عام 1957م حتى أصبحت الأحوال لا تطاق إلى الحد الذي دفع حزب الأحرار وحزب المحافظين إلى الموافقة على تشكيل حكومة ائتلاف. وفيما بين عامي 1958م و 1974م تقاسم الحزبان جميع المناصب السياسـية، وتناوب زعماؤهما على رئاسـة الدولـة كل أربـع سنوات. وقد استعاد الائتلاف الذي عُرف باسم الجبهة الوطنية ثقة الشعب في حكومتهم وأسهم في تحسين الاقتصاد.

كولومبيا اليوم:

تعاني كولومبيا اليوم من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية نفسها التي تعاني منها بقية دول أمريكا الجنوبية. ومن أهم تلك المشاكل التوزيع غير العادل للثروة. فمعظم ثروة البلاد وسلطتها السياسية تتركز في يد قلة من المواطنين، في حين أن أعدادًا ضخمة من الناس، وخاصة في المناطق الريفية، تعاني من سوء التغذية والفقر ونقص التعليم. وفي بعض الأحيان تثور الاضطرابات في صفوف الطلبة وعمال المدن، وأهل الريف، وتتحول إلى ثورات عنيفة ضد الحكومة.

وخلافًا لما هو عليه الحال في عدة دول في أمريكا اللاتينية الأخرى فإن كولومبيا كانت ولاتزال تتمتع بوجود حكومة منتخبة على مر الأيام. وفي هذه الأيام يتركز اهتمام الحكومة بصورة رئيسية، على تعزيز النمو الاقتصادي وذلك بكبح جماح التضخم والتقليل من اعتماد كولومبيا على البن وتنمية موارد البلاد المعدنية.

في عام 1985م ثار بركان نيفادو دل رويز مرتين في أواسط الأنديز إلى الغرب من بوجوتا، وأدى ثورانه إلى موت 25,000 نسمة. وحدوث فيضانات وانهيارات أرضية دفنت مدينة أدميرو وأحدثت أضرارًا في مناطق أخرى. ومنذ أواسط الثمانينيات من القرن العشرين، تقوم الحكومة بشن حملات مكثفة في محاولة منها لإيقاف تجارة المخدرات في البلاد. وقد أعلن التجار حربًا شاملة على كل من شارك في الحملة ضد تجارتهم في المخدرات، فقتلوا أعدادًا كبيرة من المسؤولين الحكوميين الذين شاركوا في الجهود المناوئة للمخدرات. كما زرعوا المتفجرات في أماكن مثل مكاتب الصحف التي هاجمت تجارة المخدرات.

فشل إيرنستو سامبر بزانو الذي شغل منصب رئيس البلاد في الفترة من 1994 إلى 1998م في الحفاظ على النمو الاقتصادي الذي حققته كولومبيا في الفترة السابقة. وارتفع الدين الخارجي من 17 مليار دولار أمريكي إلى 32 مليار دولار عام 1997م. وفشل بزانو في التوصل إلى اتفاق مع متمردي حركة القوات المسلحة الثورية لكولومبيا. يذكر أن الحركة بدأت تمردها منذ منتصف ستينيات القرن العشرين، وتحتل الآن نحو 50% من مساحة البلاد.

وفي أغسطس 1998م أدى أندريز باسترانا أرانجو زعيم حزب المحافظين اليمين الدستوري ليصبح رئيساً للبلاد عقب فوز حزبه في الانتخابات. وفي عام 1999م، بدأ الرئيس أرانجو سلسلة من المفاوضات مع قادة الحركة، بينما جمع الشعب الكولومبي 13 مليون توقيع تحت كلمة كفى وذلك لوضع حد للحرب الأهلية التي استمرت لأكثر من ثلاثين عاماً.

إختبر معلوماتك :

  1. على اسم من سميت كولومبيا؟
  2. ما المحصول الرئيسي في كولومبيا؟
  3. في أية أجزاء من كولومبيا يسود المناخ البارد؟
  4. ما الشيء غير العادي حول الساحل الكولومبي؟
  5. ما البلدان الثلاثة التي كانت في الماضي جزءًا من كولومبيا؟
  6. أين يعيش غالبية الكولومبيين ؟
  7. ما أصول غالبية الكولمبيين ؟
  8. لماذا تعتبر الرحلات الجوية في غاية الأهمية في كولومبيا؟

المصدر: الموسوعة العربية العالمية