الرئيسيةبحث

كمبريا ( Cumbria )



منطقة البُحَيْرات في كمبريا منطقةٌ جميلة من الجبال والبحيرات. في الصورة منظر لجدول آشينس جل الجذاب الذي يصبّ في ديرونت ووتر إحدى أكبر البحيرات في المنطقة.
كَمْبِرْيَا مقاطعة جبلية جميلة تقع في الركن الشمالي الغربي لإنجلترا. تضم بداخلها منطقة البحيرات التي تعتبر إحدى أشهر المناطق السياحية في بريطانيا. وقد أثار جمال وسكون منطقة البُحيرات خيال كثير من الشعراء والكتاب، من بينهم وليم وردزورث وصمويل كوليريدج. وتُعتبر كمبريا من أقل المناطق سُكانًا في بريطانيا.

أُسِسَت مقاطعتا كمبرلاند ووستمورلاند في القرن الثاني عشر الميلادي، ثم دُمِجَتْ المقاطعتان عام 1974م، لتكوّنا مقاطعة كمبريا، التي ضَمَّتْ إليها أيضا جزءاً من لانكشاير الشمالية، وقسمًا صغيرًا من ريدنج الغربية التابعة ليوركشاير.


السكان ونظام الحكم

العادات الاجتماعية ووسائل الترويح:

للرِّياضة المائية شعبية كبيرة في كمبريا حيث توجد مرافق جيدة للإبحار والصيد والتزلج على الماء، وبخاصة في بانثويث وديرونت ووتر والس ووتر ووندرمير، وفيها اثنان من مراكز تسلق الجبال الرئيسية في إنجلترا، وهما وازديل هد قرب واست، ووتر ولانجديل الكبير قرب أمبلسايد.

ومن بين وسائل الترويح سباق الدليل وهو تسلق لأعلى التل وهبوط لأسفله. ومن وسائل الترويح الأخرى، اقتفاء الأثر بوساطة الكلاب ؛ حيث يُجرى سباق للكلاب في صيد الثعالب.

وللمصارعة في كمبريا قوانينها الخاصة. ففي بداية الجولة، يقف المصارعان يمسك أحدهما الآخر، ويطوِّق كل يد الآخر خلف ظهره. والمصارِع الذي يَطِيحُ بخصْمه أرضًا هو الفائز.

الحكومة المحلية:

تقسم كمبريا إلى ست مقاطعات للحكم المحلي: ألرديل وتضم مدينتي ووركنجتون وكزِك، وبارو ـ إن ـ فيرنس، وكارلايل، وكوبلاند التي تضم وايت هافن، وإيدن التي تضم أبلبي وبنرث، وساوث ليكلاند التي تضم كندال وجزءًا كبيرًا من جنوبي المقاطعة. وتسيطر على المقاطعة قوة واحدة للشرطة، هي شرطة كمبريا. وتعقد محكمة التاج اجتماعاتها في كل من بارو ـ إن ـ فيرنس وكارلايل وكندال.


حقائق موجزة

المركز الإداري: كارلايل.
أكبر المدن: بارو ـ إن ـ فيرنس، كارلايل، ووركنجتون، و وايت هافن.
المساحة: 6,810 كم².
السكان: 486,900 نسمة.
المنتجات الرئيسية: الزراعة: الحبوب، البقر اللاحم والحلوب، المحاصيل الدرنية، الأغنام.
الصناعة: المواد الكيميائية، الملابس، المصنوعات الجلدية، الورق، بناء السفن، والصلب.
التعدين: الفحم الحجري، الجرانيت، الجبس، الحجر الجيري، الأردواز.

الاقتصاد

الزراعة:

كمبريا منطقة زراعية أساسا. تُوجد في السهل المحيط بكارلايل مزارع لإنتاج الحبوب والمحاصيل الدرنية والبقر الحلوب والأغنام، في حين أن المزارعين يربون الأبقار في المنخفضات الجنوبية. ويقوم المزارعون في الأراضي الجبلية بتربية الأغنام بشكل أساسي. وتملك لجنة استثمار الغابات عدة مناطق من الغابات.

الصناعة:

وتتركز في أربع مناطق أساسية، هي: الساحل الغربي، ومنطقة فيرنس، وكندال، وكارلايل.

وفيما مضى، كان اقتصاد كمبريا يعتمد على إنتاج الصلب. أما الآن، فقد قلّت أهميته، ولكن يوجد في المنطقة مصنع لإنتاج قضبان السكك الحديدية. وهناك أيضًا عدد آخر من المصانع الهندسية.

الصناعات الهندسية:

وتشمل الصناعات الحديثة كالمنتجات الكيميائية والأدوات الكهربائية والورق والكرتون والأحذية. وتستخدم الصناعة النووية في سلافيلد أكبر عدد من العمال في المنطقة، حيث يقومون بإنتاج الطاقة النووية أو بإجراء أبحاث أو بتقديم الخدمات.

توجد في منطقة فيرنس مصانع كبيرة لبناء السفن ولصنع الورق والأدوية. وتشمل الصناعات في كندال صناعة الأحذية والورق الفاخر. ويوجد في كارلايل مصانع مهمة للأغذية والمعادن والإطارات، وهي أيضًا مركز تجاري وإداري كبير.

التحجير والتعدين:

كان التعدين واستخراج الأحجار مَهَيْمِنيْن في كمبريا منذ مئات السنين. وتُنتج صناعة التعدين في الوقت الحاضر الجبس. كما تقوم بعض المناجم الصغيرة بإنتاج الفحم الحجري. تُوجد في غرب كمبريا مناجم كبيرة للفحم الحجري. أما الاستخراج في المقاطعة فيشمل الحجر الجيري والجرانيت والرمل والحصباء والأردواز.

السياحة:

هي مصدر مهم للدخل في معظم أنحاء كمبريا. وتستقبل مقاطعة البحيرات آلاف من السياح سنويًا.


بعض المناطق التي يمكن زيارتها في كمبريا

ألفرستن: وفيها بعض المباني الجذابة، من بينها قاعة سوارثمور التي كانت فيما مضى منزلاً لجورج فوكس مؤسِّس حركة الكويكرز (أنصار البساطة والسلام).

أمبلسايد: مركز الرحلات إلى مقاطعة البحيرات، وفيها بيت بني على جسر في القرن الثامن عشر.
جراسمير: وفيها متحف وليم وردزورث.
دريج: وتشكل مدخلاً لمحمية ريفنجلاس الطبيعية لطيور النورس التي تضم أكبر مستوطنة في أوروبا لطيور النورس ذات الرأس الأسود.
ريفنجلاس: وفيها آثار رومانية مصونة. وفي المدينة محطة للسكك الحديدية بين ريفنجلاس وأسكديل، حيث تسير بعض القطارات التي تعمل بالبخار.
كارلايل: مدينة تاريخية فيها بنايات من عصور مختلفة، وفيها مضمار لسباق الخيل خاص بها.
كندال: وفيها عدة مبانٍ قديمة من بينها آثار قلعة نورمندية كانت مسقط رأس كاثرين بار.
متنزه منطقة البحيرات الوطني: ويشغل جزءًا كبيرًا من أواسط كمبريا ويضم آثارًا عديدة ومباني قديمة وقسمًا من أجمل المناظر الطبيعية في إنجلترا.
هوكسهيد: وهي قرية جميلة تعلّم وردزورث في مدرستها الثانوية التي شُيدت عام 1585م.

النقل والمواصلات:

في منطقة البحيرات، تعوق الجبال والبحيرات حركة النقل على الطرق لأن معظم الطرق والسكك الحديدية الرئيسية تمر بجانب البحيرات، أما طريق السيارات السريع

M6 (أم 6) الذي يستوعب معظم حركة السير بين إنجلترا وأسكتلندا فيسير عبر الجزء الشرقي من المقاطعة. ويقترب طريق السيارات من الخط الرئيسي للسكك الحديدية التي تصل بين إنجلترا واسكتلندا.

تعتبر كارلايل المركز الرئيسي للاتصالات في كمبريا. ففيها مقر محطة تلفاز بوردر. وهي شركة تلفاز أهلية. وفيها أيضًا صحيفة يومية وأخرى أسبوعية. كما تصدر صحيفة يومية أخرى في بارو إن فيرنس. أما محطتا الإذاعة المحليتان التابعتان لهيئة الإذاعة البريطانية فتبثان من بارو وكارلايل.

السطح

الموقع والمساحة:

يحد كمبريا من الغرب بحر أيرلندا، وتحدها من الشمال مناطق دمفريز وجالوي، وبوردرز الأسكتلندية، ومن الشرق نورثمبرلاند ودَرَم ويوركشاير الشمالية، ومن الجنوب لانكشاير. يبلغ طول كمبريا 115كم من الشمال إلى الجنوب، و95 كم من الشرق إلى الغرب.

مظاهر السطح:

تحتل منطقة البحيرات جزءًا كبيرًا من مساحة كمبريا، وتتألف منطقة كمبريا بشكل أساسي من جبال كمبريا، والوديان المنحدرة ذات الصخور البركانية. وتضم جبال كمبريا أعلى قمة في إنجلترا، وهي إسكافيل بايك الذي يرتفع نحو 978م فوق سطح البحر. أما القمم الأخرى فهي إسكافيل 963م وهيلفلين 950م إسكداو 931م. ويضم شرقي كمبريا جزءًا من سلسلة ألبناين ومن بينها كروس فيل ويبلغ ارتفاعه 893م، ودان فيل الكبير ويبلغ ارتفاعه 847م. وإلى الغرب والجنوب من منطقة البحيرات، يوجد شريط ساحلي من الأراضي المسطحة المستوية، كما يوجد في الشمال سهل يمتد مابين سولوي فيرث وجبال أبناين.

تقع أكبر بحيرة في مقاطعة البحيرات، وهي بحيرة وْنَدرمير، في الجنوب. وأطول الأنهار في كمبريا هو نهر الإيدن، أما نهر الديرونت الذي يسير على هيئة نصف دائرة فهو أطول الأنهار في مقاطعة البحيرات.

المناخ:

تعتبر كمبريا من أكثر المقاطعات الممطرة في إنجلترا، ويمتاز مناخها بتنوعه الكبير. والمنطقة الساحلية معتدلة الحرارة والجفاف. تسقط فيها كميات قليلة من الثلوج في الشتاء. أما في الجبال، فتوجد بعض الأماكن التي يصل معدل هطول الأمطار فيها إلى 4500 ملم سنويًا. وفي شرقي كمبريا يكون الشتاء قارساً، ويكون تساقط الثلوج غزيرًا. أما في وديان مقاطعة البحيرات، فإن الشتاء يكون معتدلاً. ويبلغ معدل درجات الحرارة في المقاطعة 3°م في شهر يناير، و15°م في شهر يوليو.

نبذة تاريخية

بدأ وصول المستوطنين الأوائل إلى المنطقة في الفترة ما بين عامي 1800 و1500ق.م. وكان للرومان نشاط كبير في كمبريا، حيث حافظوا عليها من الغزو القادم من الشمال ببنائهم جدار هدريان في القرن الثاني الميلادي. وامتد هذا البناء الدفاعي الضخم من سولوي فيرث مارًا بشمال إنجلترا بكامله. ★ تَصَفح: هدريان، جدار.

في الفترة بين القرنين التاسع والثاني عشر، استقر الإسكندينافيون في المنطقة، وسمّوا معظم أسماء الأماكن فيها، وأدخلوا عددًا كبيرًا من الكلمات إلى لغة المنطقة. وفي المرحلة اللاحقة، كانت المنطقة موضع نزاع بين إنجلترا وأسكتلندا. وإبّان الحرب الأهلية الإنجليزية، عانت كارلايل واحدة من أطول فترات الحصار في تاريخ إنجلترا.

يقترن باسم كمبريا عدد من الشخصيات المرموقة. فقد وُلد الرسام جورج رومني في دالتون إن فيرنس، كما ولد الشاعر وليم وردزورث في كوكرماوث واستقر فيما بعد في غراسمير. ويعرف كل من وردزورث وصمويل تيلر كوليريدج، وروبرت ساوثي، الذي عاش أيضًا في كمبريا، باسم شعراء البُحيرة. ومن بين الكتَّاب الآخرين الذين عاشوا في كمبريا، جون رسكين وبياتركس بوتز.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية