الرئيسيةبحث

كانبرا ( Canberra )



مبنى البرلمان الجديد في كانبرا يُشرف على المدينة من ناحية تل كابيتول. وقد افتتح المبنى في التاسع من مايو عام 1988م ويطل على مباني البرلمان القديم.
كانبرا العاصمة القومية لأستراليا. يبلغ عدد سكانها 298,847 نسمة. وتقع المدينة في الإقليم الأساسي بأستراليا، في الجنوب الشرقي منها. ويجتمع البرلمان الوطني بما فيه مجلس الشيوخ ومجلس النواب في كانبرا.كما أن المدينة هي المركز الإداري للحكومة الفيدرالية ومقر المنظمات الوطنية والسياسية والتجارية والمهنية والثقافية. كما توجد بها السفارات الأجنبية.

وتقع مدينة كانبرا على ارتفاع 600م فوق سطح البحر وتَبعُد 145كم عن شاطئ المحيط. وتبعد 306كم عن مدينة سيدني و 655كم عن مدينة ملبورن. وتبلغ مساحتها نحو 600كم². ويشمل إقليم العاصمة الأسترالية (والذي يرمز إليه بحروف إيه سي تي) 2,359كم². ويعد طقس مدينة كانبرا على وجه العموم حارًا في الصيف وباردًا في الشتاء. ويسقط الثلج لبضعة شهور على قمم الجبال غربي المدينة. ويبلغ متوسط سقوط الأمطار نحو 640 ملم في السنة. ويصل متوسط درجة الحرارة في شهر فبراير إلى 19,7م° وفي شهر يوليو، وهو أكثر الشهور برودة، إلى 5,4م°.

المدينة:

أقيمت كانبرا طبقًا لمخطط قدمه مهندس المناظر الأمريكي بيرلي جرينين وأصبحت خطته، مع بعض التعديلات، التصميم الرسمي للمدينة. وتقوم وكالتان حكوميتان بالإشراف على التنمية واستغلال الأراضي في مدينة كانبرا وأراضي العاصمة الأسترالية، وهما: هيئة تنمية العاصمة القومية، ووزارة الأراضي.

المدن الجديدة:

تتبع هيئة تنمية العاصمة القومية استراتيجية لتطوير أطراف العاصمة من أجل تنمية المجتمعات الجديدة مثل مدينة تاغيرانونج في الجنوب والواقعة بعد ضاحية وودن، ومدينة جونجالن في الشمال الشرقي، ومدينة بكلونْين في الشمال الغربي. ويُنتظر أن يبلغ عدد سكان هذه المدن في المستقبل ما بين 100 ألف و200 ألف نسمة. وتتبع المدن ثلاثة محاور تُشبه معًا شكل الحرف الإنجليزي "Y" س ابتداء من المنطقة المركزية الحالية.

التعليم:

يعمل المعلمون في المدارس الحكومية في كانبرا لحساب مصلحة التعليم التابعة لحكومة الكومنولث. وتدير هيئة التعليم في إقليم العاصمة الأسترالية المدارس. ويبلغ عدد الذين يذهبون إلى مدارس خاصة ربع العدد الكلي للطلاب. وتدير الكنيسة الرومانية الكاثوليكية معظم هذه المدارس. وتقدم كلية كانبرا للتعليم المتقدم وكليات التعليم المهني والتعليم الإضافي نظامًا من الدورات الدراسية. أما الجامعة الوطنية الأسترالية فإنها تقدم دراسات جامعية ودراسات عليا لنحو 6,000 طالب، وتضم مدرسة للدراسات العامة ومعهدًا للدراسات المتقدمة. وقد أعدت الخطط في نهاية السبعينيات بُغْية بناء المدرسة الوطنية على موقع يجاور مدرسة الموسيقى. وتشمل المؤسسات الأخرى أكاديمية العلوم ومنظمة الكومنولث للأبحاث العلمية والصناعية.

الفنون:

تشمل القاعة الوطنية الأسترالية المجموعة الفنية التي تملكها الحكومة. ويقدم مركز كانبرا المسرحي الفرق الأوركسترالية الزائرة وفرق التمثيل والرقص والمطربين المشهورين.

المكتبات. تضم المكتبة الوطنية مايقرب من مليوني مادة تشمل كتبًا ومطبوعات ورسومات وصورًا فوتوغرافية وأفلامًا وميكروفيلم وتحفًا وطنية، مثل المفكرة اليومية التي استخدمها جيمس كوك أثناء استكشافه للساحل الشرقي لأستراليا. أما مكتبة كانبرا العامة فتوفر احتياجات المواطنين المحليين.

المتاحف. يُعدّ المتحف التذكاريّ الحربيّ الأسترالي الذي أُقيم في عام 1941م، من أشهر المعالم السياحية في كانبرا. فتعرض أروقته مجموعة هائلة من القطع القديمة والرسومات والتماثيل والنماذج ومَشَاهِد مصوَّرة خاصة بالمعارك المشهورة بدءًا من حرب السودان في تسعينيات القرن التاسع عشر الميلادي وحتى يومنا هذا. وبالقرب توجد أول مدرسة بُنيت في كانبرا، وهي متحف مدرسة سانت جون وكان قد أُعيد إصلاحها وافتُتحَت للجمهور في عام 1969م مع منزل مدير المدرسة الملحق بها. وعلى مقربة من المتحف، يقع بيت بلاندل الريفي، وهو كوخ مُشيَّد من الحجر بُني عام 1858م وأعيد إصلاحه عام 1964م. ويضم معهد التشريح في ضاحية آكتن متحفين. يتعرَّف زوّار أحدهما على ثقافة السكان الأصليين في أستراليا (الأبورجين) وسكان بابوا غينيا الجديدة، ويعرض المتحف الآخر عينات من النباتات الأسترالية.

أماكن الزيارة:

بالإضافة إلى مبنى البرلمان، ومعاهد العاصمة الوطنية والأماكن الأخرى التي تم ذكرها فإن كانبرا تضم العديد من المعالم الجذابة.

مَحْمِيّة تدْبنْبلاَّ الطبيعية. وهي حديقة للحيوان تشاهد فيها الحيوانات على الطبيعة، وقد شيدت على رقعة مساحتها 5,500 هكتار وتقع على بعد 40كم إلى جنوب غربي المدينة.

لانيون. وهي مزرعة تاريخية ترجع مبانيها إلى سنة 1835م، وتضم مجموعة من الرسومات التي قام بها الفنان الأسترالي السير سيدني فولان.

دار صك العملة الملكية الأسترالية. وتقع في ضاحية ديكن، وتقدم للزائرين فرصة مشاهدة قطع العملة أثناء صكها. ولدى الدار متحف، ويستطيع الزوار شراء قطع العملة التذكارية.

معرض تخطيط مدينة كانبرا. يقع بالقرب من بحيرة بيرلي جريفن. وتقدم المعروضات عن طريق الوسائل السمعية والبصرية لتخطيط وتنمية كانبرا.

دار الحكومة. وهي المقر الرسمي للحاكم العام. وعلى الرغم من أن الدار ليست مفتوحة للعامة، إلا أنه يمكن مشاهدة الدار من مكان خاص يوجد في شارع ليدي دينمان. وشيدت الدار في عام 1891م، حيث كانت في الأصل بيتًا ريفيًا لمزرعة يارالومالا لتربية الأغنام تبلغ مساحتها أربعة آلاف هكتار.

الكلية الحربية الملكية. وتقع في ضاحية دَانْتروون. ويمكن للعامة زيارة مواقعها التي تؤدي إلى منطقة تطل على جبل بليزْنت. وقد أصبح بيت دَانْتروون الريفي القديم صالة طعام الضباط.

الحدائق النباتية والمتحف الوطني للأعشاب. تقع عند سفح جبل بلاك، وبدأ العمل في الحدائق عام 1950م، وهي تضمُّ الآن أربعين هكتارًا، وتحتوي على نباتات أسترالية أصلية فقط.

السكان:

تعدّ كانبّرا مدينة الشباب، حيث يشكل السكان الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة نحو 32% من مجمل السكان والذين تزيد أعمارهم عن 65 سنة يشكلون 3% فقط، ومعدل النمو السنوي في مدينة كانبرا من أكبر المعدلات في أستراليا. ويحمل ما يقارب 10% من السكان البالغين درجات جامعية، وتبلغ نسبة الذين وُلدوا في كانبرا 20% فقط.

العمل:

حيث إن كانبرا هي العاصمة القومية، فإن ثُلث القوة العاملة موظفون يعملون في الإدارة العامة والدفاع، والخُمس في الخدمات الاجتماعية مثل الصحة والتعليم وشؤون الإعاشة والشرطة، وتشكل الوظائف غير الحكومية 38% من القوة العاملة.

وسائل الإعلام:

على الرغم من وجود صحيفة يومية واحدة في كانبرا وهي صحيفة ذي كانبرا تايمز، إلا أن معظم الصحف الرئيسية في أستراليا تباع في المدينة. وتموّن المؤسَّسات التجارية محطتين إذاعيتين وواحدة من قناتي التلفاز. وتمتلك هيئة الإذاعة الأسترالية قناة تلفازية ومحطتين للإذاعة في كانبرا بالإضافة إلى وجود محطة إذاعة يملكها المجتمع.

الحكومة:

تقدم الحكومة الوطنية جميع الخدمات التي عادة ما تقوم بها الحكومة المحلية، مثل: مصارف البلدية والمواصلات وخدمات الإعاشة لإقليم أستراليا الأساسي عن طريق وزير الأقاليم. ويقوم مجلس استشاري من المواطنين المحليين، يتم اختيارهم من قبل الوزير، بتقديم المشورة له حول الأمور المحلية. ويختار الناخبون في كانبرا عضوين في مجلس النواب واثنين في مجلس الشيوخ.

إمدادات المياه:

تقوم أربعة خزانات بإمداد كانبرا بالمياه وتقوم سدود كوتر وبندرا وكورنين وجوجونج بتغذية هذه الخزانات.

المجاري:

رسمت هيئة تنمية العاصمة الوطنية في عام 1969م خطة لمياه الصرف، وبالتالي فإن مركز مولونجلو الذي شُيِّد طبقًا لهذه الخطة، يقوم بالإشراف على نوعية مياه المجاري التي يتم تصريفها في نهري مولونجلو ومرمبيجي.

النَّقل:

تقع كانبرا جنوب طريق هيوم، وهو الطريق العام الذي يصل سيدني بمدينة ملبورن. ويقع مطار كانبرا على بعد ثمانية كيلو مترات شرقي المدينة. وعلى الرغم من عدم وجود رحلات جوية دولية فإنه خامس المطارات الأسترالية ازدحامًا. ويقوم سلاح الطيران الملكي الأسترالي بتوفير الانتقال لموظفي الحكومة وكبار الزوار الأجانب من قاعدة فيربين القريبة. وتوفر القطارات اليومية من محطة كانبرا للسكك الحديدية خدمة مباشرة إلى سيدني، ويمكن للمسافرين إلى ملبورن أن يستقلوا القطار المتجه جنوبًا من مدينة جُولبيرْن.

دانتروون وهو من البيوت التاريخية في كانبرا، شيّده روبرت كامبل عام 1833م ويُستغل حاليًا كجزء من الكلية الحربية الملكية.

نبذة تاريخية:

كان أهل أستراليا الأصليون يعيشون في منطقة كانبرا منذ أربعة آلاف سنة على الأقل. وقد اكتشف كهف يحتوي على رسومات حائطية في منطقة جدجنبي جنوبي مدينة كانبرا.

وزار المستكشفون الأوروبيون لأول مرة السهول الجيرية في شهر ديسمبر1820م. وقام جوزيف وايلد مع تشارلز ثروزبي سميث، وهو جراح سابق في البحرية البريطانية، ومعهم جيمس نوجان بنصب خيامهم في نفس المكان الذي تقوم عليه المدينة الآن. وفي سنة 1821م، زار ثروزبي و وايلد المنطقة مرة أخرى واكتشفا نهر مرمبيجي.

وفي سنة 1824م، أقام جاشوا مور مزرعة لتربية المواشي بالقرب من الموقع الحالي لمستشفى كانبرا، التي أطلق عليها اسم كانبري اعتقادًا منه بأن ذلك هو الاسم الأصلي للمكان. ويعتقد أن كلمة كانبري تعني في لغة السكان الأصليين مكان اللِّقاء. وبعد تسعين عامًا، تحول الاسم مع الاستخدام إلى كانبرا، واختير اسمًا للعاصمة الوطنية.

وفي سنة 1900م، وافق البرلمان البريطاني على قانون دستور الكومنولث الأسترالي الذي نص على أن يكون للحكومة عضوية في المجلس التشريعي الفيدرالي.

بعد سنوات من الخلاف والصراع، اختار س. آر. سكريفنز، وهو مسّاح مناطق ولاية نيو ساوث ويلز موقع كانبرا في عام 1908م. وفي أول يناير من عام 1911م، تمّ ميلاد إقليم أستراليا الأساسي. وفي 1915م، قدمت ولاية نيو ساوث ويلز منطقة تبلغ مساحتها 73 كم² على الساحل عند خليج جافاز لاستخدامها ميناءً للعاصمة الفيدرالية.

أعلنت الحكومة الفيدرالية في 1911م عن مسابقة عالمية لتصميم العاصمة الوطنية، ومن بين العروض المقدمة والتي بلغ عددها 137 عرضًا، تم منح والتر بيرلي جريفين ـ وهو مهندس مناظر معماري من مدينة شيكاغو بولاية إلينوي ـ الجائزة الأولى وقدرها 1,750 جنيهًا أستراليًا، وقامت لجنة وزارية عينتها الحكومة بتغيير خطة جريفين واقترحت أخرى خاصة بها، تبنتها الحكومة في 10يناير عام 1913م. وشرع وزير الشؤون الداخلية كينج أومالي في الشهر التالي في أعمال البناء. وفي يوم 12 من مارس عام 1913م، أطلقت السيدة زوجة الحاكم العام حينئذ، دينمان، اسم كانبرا رسميًا على العاصمة الوطنية.

وفي نهاية عام 1913م، وصل والتر بيرلي جريفين إلى أستراليا وقبل وظيفة مدير العاصمة الفيدرالية للتصميم والتعمير. وأعيد قبول خطته وأُسْقِطَت الخطة الوزارية. وفي عام 1920م، قطع والتر بيرلي جريفين صلته بتخطيط كانبرا إلا أنه كان قد أكمل بالفعل قواعد خطته وأقامت الحكومة عندئذ اللجنة الاستشارية للعاصمة الوطنية تحت رئاسة المعماري السير جون سولمان. وفي عام 1925م، عينت الحكومة جهازًا آخر للتخطيط، وهي لجنة العاصمة الفيدرالية والتي رأسها المهندس السير جون بتارز. ونمت مدينة كانبرا بسرعة.

وبدأت الحكومة في نقل الموظفين الحكوميين من ملبورن. وفي عام 1930م، تم حل لجنة العاصمة الفيدرالية، ومع الكساد توقفت تقريبًا أعمال البناء.

في عام 1941م، تم الانتهاء من إقامة النصب التذكاري الحربي الأسترالي. وبدأت الحكومة عام 1948م في نقل المزيد من الموظفين الحكوميين من ملبورن وتم إنشاء لجنة تنمية العاصمة الوطنية عام 1958م، التي قررت بناء البحيرات على نهر مولونجلو، التي كانت من معالم خطة والتر بيرلي جريفين. وقد تم بناء بحيرة بيرلي جريفين في أوائل الستينيات وتبعتها بحيرة جينْيندار في السبعينيات من القرن العشرين.

وفي عام 1980م، قام ستة من القضاة باختيار تصميم ريتشارد ثورب لمبنى البرلمان الجديد الذي يقع على تل مرتفع خلف مبنى البرلمان القديم. وقامت الملكة إليزابيث الثانية بافتتاح مبنى البرلمان الجديد يوم 9 مايو عام 1988م، في أثناء احتفالات الذكرى المائتين لأستراليا.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية