الرئيسيةبحث

فيجي ( Fiji )



سوفا العاصمة وكبرى مدن فيجي. وبالمدينة الكثير من الحوانيت الحديثة والمكاتب بمحاذاة قناتها.
فيجي جمهورية تقع في الجنوب الغربي من المحيط الهادئ، على مسافة 1,800كم شمال أوكلاند بنيوزيلندا، و 2,700كم إلى الشمال الشرقي من سيدني بأستراليا، والثمن من جزرها البالغ عددها 800 جزيرة مأهول بالسكان بشكل دائم. ويبلغ عدد سكان فيجي نحو 845,000 نسمة. ويمثل الفيجيون والهنود المجموعتين العرقيتين الرئيسيتين. ويمثل السكر ثلثي صادرات فيجي. أما مصدر الدخل الذي يليه في الأهمية فيأتي من السياحة، وزيت النخيل، والذهب، والزنجبيل.

وتقع سوفا عاصمة فيجي وأكبر مدينة في جنوبي المحيط الهادئ في جزيرة فيتي ليفو وهي أكبر الجزر، ويسكنها نحو 71,608 نسمة. وفي الأعوام الأخيرة حدث نمو مطرد خارج حدود المدينة، ووصل عدد سكان سوفا الكبرى إلى أكثر من 100,000 نسمة. نالت فيجي استقلالها عام 1970م بعد أن كانت مستعمرة بريطانية منذ عام 1874م.

نظام الحكم

الشرطة في فيجي يصل عدد أفرادها إلى أكثر من 1,000، ويقوم رجل الشرطة بزيه التقليدي بتسيير حركة المرور في منطقة السوق في سوفا.
كانت فيجي منذ سنة 1874م إلى سنة 1970م كيانًا مستقلاً داخل دول الكومنولث، لذا كانت الملكة إليزابيث الثانية تمثل رأس الدولة، ويمثلها حاكم عام في فيجي، ويُكنُّ الشعب الفيجي ولاءً شديدًا للملكة.

طُردَتْ فيجي من الكومنولث، وأصبحت جمهورية عقب انقلابين عسكريين في مايو، وسبتمبر عام 1987م.

الحكومة الوطنية:

يعين رئيس الدولة رئيس وزراء يتولى رئاسة حكومة البلاد. ويعين رئيس الوزراء مجلسًا للوزراء يساعده في تصريف شؤون الحكم. أما رئيس الدولة ؛ فإنه يعين بوساطة المجلس الأعلى للزعماء لفترة خمس سنوات. ويتكون برلمان فيجي من هيئتين: مجلس النواب ويضم 71 عضوًا، ومجلس الشيوخ وبه 32 عضوًا.

الحكومة المحلية:

تنقسم فيجي إلى 14 مقاطعة ولكل منها مجلس منتخب يعالج القضايا المحلية. ويطلق على الرئيس التنفيذي لكل مجلس روكو توي. وتبعث هذه المجالس بممثلين إلى اجتماعات المجلس الأعلى للزعماء. ويتداول هذا المجلس التشريعات الوطنية ويعمل على صيانة الإرث (التراث) الفيجي.

النظام القانوني:

ترعى محكمة الاستئناف والمحكمة العليا والمحاكم العادية القيام بشؤون العدالة. ويطبق النظام القانوني البريطاني، مع بعض التعديلات المحلية. ويصل عدد قوة الشرطة إلى 1,400 فرد.

السكان

المساكن في فيجي تتكون، خارج المدن الرئيسية، من أكواخ القصب ذات الإطارات الخشبية وتُسْقَف بأغصان أشجار نخيل جوز الهند الجافة أو أوراق شجر الكاذي.
طبقًا لتقدير عام 2000م شكل الهنود 46% من إجمالي سكان فيجي. والفيجيون نحو 48%. أما بقية الأجناس الأخرى فكوّنوا 4% من عدد السكان.

الفيجيون:

هم أناس يتميزون بالسمرة والشعر الجعد، وهم من أصول ميلانيزية. وتجري في عروق بعضهم، لاسيما الذين يسكنون الجزر الشرقية، بعض الدماء البولينيزية. وينتمي أكثر من 80% من السكان إلى الكنيسة الميثوديستية، أما الباقون فيعتنق أغلبهم الكاثوليكية.

وبوجه عام يعيش الفيجيون في قرى. ولكن هناك الكثير الذين سكنوا المدن في السنوات الأخيرة. وسمة التعاون كيريكيري سمة أساسية في الحياة الفيجية، كما أن السلوك المهذب ضروري. ويظهر احتساء الفلفل الكاوة وهو شراب مخمر يسمى ياكونا في فيجي، بشكل بارز في الاحتفالات التقليدية.

ويمتلك الفيجيون أربعة أخماس الأرض في بلدهم. وتخوّل الملكية إلى كل عشيرة (ماتاكالي). ويشترك أفراد العشيرة في الإيجار إذا ما استؤجرت الأرض. ويتحكم مجلس تمويل الأراضي الوطنية في تأجير كل الأراضي المملوكة للفيجيين وإدارتها.

الهنود:

يرجع أصل الهنود في فيجي إلى سلالة العمال الذين استقدموا في الفترة بين 1879 و1916م للعمل في مزارع قصب السكر، وقد اختاروا البقاء في البلد. ولا يزال معظم الهنود يعيشون في مناطق قصب السكر مزارعين أو عمالاً. وهناك مدن تكاد أن تكون مقصورة على الهنود مثل لاوتوكا 23,000 نسمة، نادي 7,000 نسمة با 6,000 نسمة، نوسوري 5,000 نسمة. كما يدير الهنود معظم الأعمال الصغيرة في فيجي، وعددًا متزايدًا من الأعمال المهمة، ويشغلون الكثير من الوظائف الإدارية في البلاد، وعلى ذلك فلهم شأن بارز في الوظائف. ويعد 80% من الهنود من الهندوس. ويشكل المسلمون أغلب المتبقين، وهناك قليل من النصارى. وتقل الزيجات بين الهنود والفيجيين، وتحتفظ المجموعتان بعلاقات طيبة دائمة ولسنوات طويلة رغم التوترات العميقة بسبب تفوّق الهنود في العدد، والصعوبات الموجودة بشأن الأرض.

ويخشى الفيجيون أنه إذا ما أُجِّرت الأراضي للهنود فترات طويلة فقد لا يستردونها منهم ثانية. أما الهنود فيشعرون بعدم الاطمئنان للعقود القصيرة الأجل. ولا يميلون لتحسين الأرض المؤجرة إذا لم يتمكنوا من استئجارها فترات طويلة. وقد خُفِّضت حدة هذه المخاوف في السنوات الأخيرة عبر تشريعات الملكية والاستئجار. ويهدف قانون الإيجار والملكية الزراعية الذي صدر منذ عام 1967م إلى التغلب على مخاوف الجانبين. وعلى الرغم من الصعوبات يشكل الهنود بعضًا من أكثر المواطنين ثراء في فيجي. فهم يملكون الكثير من الأراضي ذات الملكية الحرة المحدودة في البلاد.

الأوروبيون والصينيون:

قلَّت أعدادهم ويبلغون الآن 9,500 نسمة أكثرهم من الأوروبيين، ويشكل الأستراليون والنيوزيلنديون معظم الأوروبيين. ويعملون في السياحة والتجارة والنقل والصناعة ومعلمين ومستشارين حكوميين. أما الصينيون فهم أصحاب متاجر وفنيون في المقام الأول.

أنصاف الأوروبيين والنازحون من جزر المحيط الهادئ:

يبلغ عدد هؤلاء نحو 25,000 نسمة ويعملون في الصناعة، وعلى السفن، وفي الأعمال ذات المهارة العالية في الزراعة والتعدين. ويعمل الكثير من أنصاف الأوروبيين في الحكومة، والمكاتب التجارية، والسياحة، ويعدّ أغلب النازحين من جزر المحيط الهادئ تونجان وروتومان.

اللغة:

تعتبر اللغة اللغة الإنجليزية الرسمية لفيجي وتستخدم في مدارس البلاد. وهناك لغتان رئيسيتان أخريان هما الفيجية والهندية واللغة الفيجية وثيقة الصلة بلغات بولينيزيا

التعليم:

هناك أكثر من 123,000 طفل مسجلين في المدارس الابتدائية في فيجي، وهناك 43,000 طالب في المدارس الثانوية، كما أن هناك نحو 3,800 من الطلاب مسجلين في المدارس الفنية والتأهيلية ومدارس تدريب المعلمين. ومن بين 852 مدرسة فإن 29 فقط تديرها الحكومة. وتدير بقية المدارس اللجان المحلية والهيئات الكنسية، وتساعدها الحكومة. وتميل المدارس غير الحكومية إلى الفصل بين أطفال فيجي على أساس الجنس والدين في سنٍّ مبكرة. والتعليم الابتدائي مجانيّ حتى الصف السادس، ويُعدّ بعض التعليم الثانوي مجانيًا. وتضم جامعة ساوث باسفيك في سوفا كليات التربية، والمصادر الطبيعية، والتنمية الاجتماعية والاقتصادية. وبها نحو 2,000 طالب من كل جزر المحيط الهادئ، وتمنح الجامعة في فيجي الدرجة الجامعية، والدبلوم في كليتي الزراعة والطب.

السطح والمناخ

خريطة فيجـــــــــــــــــي

السطح:

تبلغ مساحة فيجي 18,272كم². وتمثل الجزيرتان الرئيسيتان، فيتي ليفو 10,386كم² وفانوا ليفو 5,535كم² الجزء الأكبر من هذه المساحة. وتشمل الجزر الأخرى جزرًا مثل تافوني 435كم² وكادافو 409كم². أما جزيرة روتوما التي تقع على مسافة 386كم إلى الشمال الغربي من فانو ليفو فتعد جزءًا من الجمهورية، وإن كانت منعزلة جغرافياً.

تعدّ الجزر الرئيسية في فيجي ذات طبيعة جبلية من أصل بركاني. وتحيط بها حواجز مرجانية خطيرة. وقد تكونت بعض الجُزَيْرات من الرمال والطين المترسب من الأنهار عبر القرون على بعض هذه الحواجز. وتبلغ أعلى القمم ارتفاعًا في هذه المجموعة 1,323م، وهي قمة جبل تومانيفي. وهناك نحو 30 قمة أخرى يبلغ ارتفاعها أكثر من 910م.

المناخ:

تقع فيجي في مسار الرياح التجارية الجنوبية الشرقية، الأمر الذي يتسبب في حدوث أمطار غزيرة في معظم أيام السنة على السواحل الشرقية والجنوبية. ويعدّ شهرا فبراير ومارس أغزر الشهور مطرًا. أما الشتاء فهو أكثر فصول العام جفافًا. ويبلغ المعدل السنوي للمطر في سوفا 300سم. أما في لاوتوكا في الشمال الغربي في الجزيرة نفسها فيبلغ المعدل 180سم، وتتراوح درجة الحرارة في سوفا ما بين 30°م في فبراير، و 20°م في أغسطس.

الاقتـصاد

الزراعة:

يمثل قصب السكر محصول التصدير الرئيسي، ويُزرع في الأراضي المنخفضة الساحلية من الجانب الجاف الشمالي الغربي من فيتي ليفو، وكذلك حول لابازا في الجانب الشمالي لفانواليفو.

ويُنْتِجُ أكثر من 22,000 مستأجر زراعي هندي القصبَ في مزارع صغيرة ويبيعونه إلى شركة فيجي للسكَّر المحدودة، وتتم معالجة القصب في المصانع في لاوتوكا، ولابازا، وبا، وبينانج. ويعمل في هذه المصانع نحو 4,000 من العمال. ويتم تشغيل نحو 6,000 آخرين موسميًا في حصاد القصب.

ويُعدّ جوز الهند المحصول الرئيسي الثاني ويزرع في الجزء الجنوبي من فانواليفو، وكذلك في الجزر الخارجية، ويشحن الكوبرا وهو ثمار الجوز المجفف إلى سوفا حيث يتم عصره للحصول على الزيت. وقد تسببت الأعاصير والجفاف، وطول عمر الأشجار وانخفاض الأسعار في انكماش صناعة الجوز في السنوات الأخيرة. أما الآن وبفضل الزراعة المنتظمة لأشجار الصنوبر فقد تأسست صناعة موسعة للأخشاب.

التعدين:

يُنْتَج الذهب من منجم الإمبراطور في فاتوكولا بفيتي ليفو. وهناك ترسبات نحاس على بعد نحو 40كم شمالي سوفا.

الصناعة:

تنتج فيجي البضائع المصنَّعة للاستخدام المحليّ في المقام الأول ثم للتصديرلجزر المحيط الهادئ الأخرى. وتشمل هذه البضائع المعدات الزراعية، ومواد البناء، والحاويات، ومنتجات البلاستيك، والأثاث، والأغذية، والبيرة، والسجائر، والملابس، والصابون والكبريت.

التجارة:

تبيع فيجي السكَّر إلى بريطانيا ونيوزيلندا، وماليزيا، والولايات المتحدة، وتتم المبيعات إلى بريطانيا عن طريق الاتحاد الأوروبي وبناءً على اتفاقات توفر إمكانية التفاوض حول الأسعار سنويًا. وفي السنوات الأخيرة كان هذا السعر أكبر من السعر العالمي بشكل كبير. وتستورد فيجي 29% من وارداتها من أستراليا. وتليها اليابان التي توفر 16% من واردات فيجي وتسهم نيوزيلندا وبريطانيا بنسبة 12 و 13% على التوالي.

النقل والاتصالات:

تُوجد مطارات دولية في كل من نادي وسوفا، وهناك مطارات داخلية تربط معظم الجزر الكبرى. وتأتي السفن التجارية والعبّارات إلى سوفا ولاوتوكا. ويحيط طريق بفيتي ليفو، وتُشَقُّ الطرق الجيدة باطراد في كثير من الجزر الأخرى. وقد أدخل التلفاز في سنة 1987م. وهناك جريدتان باللغة الإنجليزية، هما فيجي تايمز وفيجي صن.

الخدمات الصحية:

تخلو فيجي من الملاريا، وهي بلد صحي، الأمر الذي يعدّ فريدًا بالنسبة لبلد استوائي. ويمكن الحصول على العلاج الطبي وعلاج الأسنان بتكلفة منخفضة من المستشفيات والعيادات الحكومية.

نبذة تاريخية

أظهرت أبحاث علم الآثار القديمة أن البشر قد وصلوا إلى فيجي منذ أكثر من 3,000 سنة، ومن المحتمل أن يكون أول المستوطنين من أبناء جزر ميلانيزيا الغربية، ثم اختلطت بعض سلالاتهم بالمهاجرين البولينيزيين من الشرق، ثم صار هناك اتصال لصيق بالتونجا في الأحقاب التاريخية.

شاهد أبل تاسمان الجزر الشرقية عام 1643م، ثم جاء جيمس كوك البحار والمكتشف الإنجليزي فزار فاتوا وهي إحدى الجزر الجنوبية عام 1774م. أما أول أوروبي يرى الجزر الرئيسية فهو وليم بلاي في أثناء رحلته بالقارب إلى تيمور عقب التمرّد الذي حدث على السفينة باونتي. وبدأ الأوربيون الذين يبحثون عن عود الصندل في زيارة فيجي في بدايات القرن التاسع عشر الميلادي. وقد جاء آخرون من أجل الحصول على قثاء أو خيار البحر (كائن بحري يؤكل في آسيا) ثم توافد صيادو الحيتان للتزود بالمؤن.

وصلت أولى البعثات التنصيرية مكونة من اثنين من التاهيتيين البروتستانت إلى لاكيبا عام 1830م. ثم جاء أوروبيان من أتباع الويزليانية عام 1835م. ولم يحقق المنصّرون تقدمًا كبيرًا إلى أن استقروا قرب جزيرة باو الصغيرة، بعيدًا عن الركن الجنوبي الشرقي لفيتي ليفو عام 1839م. وكانت باو مركز قيادة لزعيم يُدعى كاكوباو بسط نفوذه على القرى الساحلية في فيتي ليفو وعلى كثير من الجزر إلى الشرق. وبحلول عام 1850م صار يدعى توي فيتي أي (ملك فيجي). ولكن ثار عليه بعض أفراد من شعبه المغلوب على أمره فيما بعد. وقد أدى به هذا الأمر إلى اعتناق النصرانية فتوقف الكثير من القتال، وتخلى السكان عن أكل لحوم البشر.

واجه كاكوباو قضية ديون نشأت مما ادعاه قنصل أمريكي سابق يسمى جون ب وليمز. وعندما وصل و.ت بريتشارد إلى فيجي بوصفه أول قنصل بريطاني عام 1858م، عرض كاكوباو التخليّ عن جزره إلى بريطانيا إذا ما قامت بتسديد ديونه. وذهب بريتشارد إلى لندن ليبسط عرض كاكوباو أمام الحكومة البريطانية، وقد أُرسلت بريطانيا اثنين من المحققين لدراسة الموقف وفحص إمكانات البلاد.

وتسببت الشائعات عن احتمال أن تصبح فيجي مستعمرة بريطانية في مجيء الكثير من الأوروبيين إليها من أستراليا ونيوزيلندا للاستقرار بها. وقد بذل هؤلاء المستوطنون العديد من المحاولات لتأسيس حكومة مستقرة تحت سلطة كاكوباو ولكن فشلت كل هذه المحاولات. وفي النهاية قبلت بريطانيا عرضًا ثانيًا للتخلي عن البلاد في 10 من أكتوبر عام 1874م. وأصبحت فيجي مستعمرة للتاج البريطاني وعاصمتها ليفوكا، ثم انتقلت العاصمة إلى سوفا عام 1882م.

وعندما وصل أول حاكم بريطاني، السير آرثر جوردون كان الاقتصاد يعاني من الركود. ورأى غوردون أن زراعة قصب السكر تُعدّ أحسنَ طريقةٍ لتنشيط الاقتصاد، ولكنه خشي من أن توظيف الفيجيين عمالاً زراعيين على نطاق كبير قد يفسد عليهم أسلوبهم التقليدي في الحياة. ولذلك فقد سمح باستجلاب العمالة من الهند للعمل في مزارع قصب السكر. وقد وصلت أول مجموعة من الهنود عام 1879م وفقًا لنظام تعاقد رسمي محدد المدة استمر حتى عام 1916م. وكان يصل إلى فيجي ما يقرب من 2,000 من العمال كل سنة، وبقي الكثير منهم بعد انتهاء مدة عقودهم.

وبحلول عام 1946م فاقت أعداد الهنود أعداد أهالي فيجي. وفيما عدا السنوات الأولى المبكرة كانت صناعة السكر تعد الصناعة الرئيسية للبلاد عبر 96 سنة بوصفها مستعمرة بريطانية. وكانت الشركة الاستعمارية لتكرير السكر التابعة لأستراليا تتحكم في هذه الصناعة ولم تتخلَّ عن ذلك إلا بعد مضي سنتين على استقلال فيجي في10 من أكتوبر عام 1970م. ثم تولت حكومة فيجي مسؤولية هذه الصناعة من خلال مؤسسة سكر فيجي المحدودة.

وتولّى الزعيم الفيجي راتو سير كاميسيس مارا رئاسة حكومة متعددة الأجناس، وإن كانت ذات أغلبية فيجية حتى سنة 1987م. ثم هُزِمَ مارا في الانتخابات الخامسة التي أُجْريت منذ الاستقلال على يد تيموسي بافادرا الزعيم الفيجي الذي وجد دعمًا من ائتلاف الأحزاب الهندية وشكل حكومة متعددة الأجناس. استاء كثير من الفيجيين من بافادرا إذ أرادوا الانفراد بالسلطة دون غيرهم من الأجناس فقام الجيش بقيادة العقيد ستيفيني رابوكا بالإطاحة بالحكومة في مايو 1987م. علق رابوكا العمل بالدستور وعين نفسه رئيسًا للبلاد وحكومتها وأعلن أحقية الفيجيين في حكم فيجي. وفي ديسمبر 1987م، عين رابوكا رئيسًا لفيجي وأعاد الحكم المدني للبلاد. وفي عام 1990م صاغت فيجي دستورًا جديدًا كرس السلطة السياسية في أيدي الفيجيين. وفي عام 1990م أقيمت انتخابات نيابية فاز فيها رابوكا وأصبح رئيسًا للوزراء. وفي 1994م أعيد انتخاب رابوكا مرة ثانية.

وفي عام 1997م، عدل الدستور الفيجي حيث سمح لجميع الأجناس بالممارسة السياسية. وفي عام 1999م، فاز ماهيندرا تشوندري وهو من أصل هندي في الانتخابات التي أجريت ذلك العام وأصبح رئيساً للوزراء. وفي مايو 2000م قاد جورج سبايت، من الفيجيين، محاولة انقلابية، واقتحم مبنى البرلمان واحتجز رئيس الوزراء ماهيندرا. وبعد مفاوضات شاقة أطلق سراح رئيس الوزراء. تم اعتقال سبايت وإدانته، ولكن تم الإفراج عن بعض أعضاء حركته التي يطلق عليها وحدة الحرب الثورية المضادة. استولى مناصرو سبايت على ثكنات الجيش في العاصمة سوفا في نوفمبر 2000م، وفر قائد الجيش إلى جهة غير معلومة. رفض رئيس الحكومة الانتقالية لايزينا كاراسي قرار المحكمة العليا بعدم دستورية حكومته، كما رفض إعادة تعيين رئيس الوزراء المخلوع ماهيندرا. وفي الانتخابات التشريعية التي جرت في سبتمبر 2001م، فاز كاراسي وماهيندرا وسبايت بمقاعد في البرلمان.

★ تَصَفح أيضًا: سوفا.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية