الرئيسيةبحث

بانكوك ( Bangkok )



بانكوك عاصمة تايلاند تقع على نهر شاو فرايا. وفي المدينة عدد من المعابد القديمة وسط مبانيها الحديثة.
بانْكوك عاصمة تايلاند وأكبر مدنها، بل إنها المدينة الكبيرة الوحيدة في البلاد. عدد سكانها 5,876,000 نسمة. وتُعَدُّ تايلاند قطرًا ذا مدن وقرى صغيرة، حيث تتجاوز نسبة سكان بانكوك10% من سكان البلاد.

تقع المدينة على مصب نهر شاو فرايا، وتوجد على الضفة الغربية للنهر منطقة تُسمى ثون بوري كانت بحكم أهميتها عاصمة للبلاد لفترة قصيرة. وتشمل كرنغ ثب نحو أربعة أخماس المدينة بأكملها، وهي تقع على الضفة الشرقية.

تعتبر بانكوك الميناء الرئيسي في تايلاند وأكبر مراكزها التجارية والثقافية، وتقدر مساحتها بنحو 1565كم². ويُطلق الناس على المدينة اسم كرنغ ثب، ويعني مدينة الملائكة أو مدينة السماء. غير أن ذلك لا يشكل إلا القسم الأول من اسمها الرسمي الذي يتكون من 27 كلمة. وكانت بانكوك تسمى في زمن ما بندقية الشرق لكثرة قنواتها المائية.

المدينة:

تعرف بانكوك بأنها مدينة منتشرة بشكل واسع، وسريعة النمو. وتحتل المعابد المتعددة في بانكوك مكانها بجوار النهر، حيث يطل القصر الكبير، الذي كان في الأصل مسكنًا لملوك تايلاند، على النهر، لكنه لايستخدم الآن إلا للمناسبات الرسمية. أما اليوم فإن الأسرة المالكة تقيم بقصر شتلادا على بعد حوالي كيلومترين إلى الشمال الشرقي.

على الرغم مما يبدو على بانكوك من عدم وجود شكل محدد، فإنها تضم عددًا من المقاطعات ذات الخصائص المتميزة، تحفظ لكل واحدة منها طبيعتها الخاصة. ويقع الجزء الأقدم من كرنغ ثب إلى الغرب، بين واجهة النهر، وخط ممتد من الشمال إلى الجنوب يشق محطة السكة الحديدية. أما المناطق السكنية والصناعية الحديثة التي تغطي مساحة تساوي ضعف المدينة القديمة، فقد أنشئت إلى شرق محطة السكة الحديدية. وعلى بعد نحو 5كم من القصر الكبير، اصطفت على الشوارع الفنادق وبنايات المكاتب الحديثة والمحال التجارية والأندية الليلية ودور السينما. وهناك أيضًا قاعة الجمعية الوطنية محاطة بمعسكرات الجيش.

تقع المقاطعة التجارية الرئيسية في سام بنغ بمنطقة تشيناتاون، حيث تبلغ الكثافة السكانية في هذه المنطقة المزدحمة 15,000 نسمة للكيلو متر المربع. بالقرب من هذه المنطقة، يوجد الحي الهندي بهورات، المعروف بمتاجر المنسوجات. وتعيش العائلات الموسرة في بانغ كابي على الحافة الشرقية للمدينة، بينما يعيش إلى الجنوب من هذه المنطقة الغنية جموع فقيرة من سكان الأحياء القذرة والمهاجرون في أكواخ حول خلونغ توي، الميناء المطل على خليج تايلاند.

السكان:

إن حوالي 97% من سكان بانكوك من التايين، وهم الذين يتولون إدارة شؤون الحكومة. ويشكل الصينيون أكبر الأقليات السكانية،كما يُعدُّون المُلاك التقليديين للأعمال التجارية. وقد حدث التزاوج بين العديد من التايين والصينيين، فسُمي كثير من الصينيين بأسماء تايية، وأصبحوا مواطنين تايلانديين. وهنالك أيضًا جاليات صغيرة من الهنود والغربيين. أما بالنسبة لأعمار السكان في بانكوك، فهناك ثلاثة أشخاص من بين كل خمسة تحت 30 سنة من العمر.

معبد بوذا الزمردي يمثل أحد المباني القديمة التي يعود تاريخ معظمها إلى أواخر القرن الثامن عشر والقرن التاسع عشر الميلاديين.

التعليم والثقافة:

لقد أحدث الانفجار السكاني في بانكوك ضغوطًا هائلة على النظام التعليمي للمدينة، لذا فإن الأطراف المعنية كافة ـ سواء أكانت الحكومة أم البعثات النصرانية، أم الجالية الصينية ـ أخذت تُنشئ مدارس مختلفة الأنواع. إضافة إلى ذلك، فهناك مؤسسات خاصة لتدريس المواد التقليدية من فنون وحرف ورقص وطهي،كما توجد 13 جامعة وكلية كاثوليكية، سبع منها تابعة للحكومة، والست الباقية جامعات أهلية.

يهيمن المعبد على الحركة الثقافية في بانكوك، حيث تضم المدينة أكثر من 400 معبد، معظمها محاط بالأسوار. ورغم أن الكثير منها قد أصبح معالم سياحية، إلا أنها ما تزال تؤدي دورها التقليدي باعتبارها مراكز دينية وتعليمية واجتماعية.

يعتبر وات فو أقدم تلك المعابد وأكبرها على الإطلاق، حيث يضم أضخم تمثال لبوذا المحني (46م طولاً و15م ارتفاعًا)، إلى جانب مجموعة من صور بوذا. كان وات فو أيضًا أول مركز للتعليم الحكومي. ويحوي معبد آخر يسمى وات ترايمت تمثالاً لبوذا من الذهب الخالص، يبلغ طوله 3م ويزن 5 أطنان مترية.

يمكن للمرء أن يستشف الموروث التايلاندي من المتحف الوطني الأكبر في جنوب شرقي آسيا، والمكتبة الوطنية، والمسرح الوطني الذي يقدم فنون الرقص والمسرح والموسيقى. على بعد 30 كم من بانكوك، وفي منطقة ساموت براكارن، تقع موانغ بوران. المدنية القديمة، وهي صالة عرض مساحتها 80 هكتارًا تضم نماذج مُصغرة لأكثر الآثار التايلاندية شهرة. وفي بانكوك نفسها، تقدم تيملاند (النموذج المصغر لتايلاند) فكرة موجزة للزوار عن أنحاء البلادكافة. تشمل أهم المعالم التي تجذب السياح، وكذلك حديقة دوزيت للحيوانات بأفيالها البيضاء المشهورة، والمنتجع الريفي في روز جاردن حيث القرية الثقافية التايية، ثم الأسواق العائمة في ثون بوري. في تلك الأسواق، تلتقي قوارب كل من التجار والمشترين في قناة، حيث تعرض سلع كالفواكه والمكرونة والأرز والخضراوات وغيرها للبيع والشراء.

تضم المدينة كذلك بعض المناظر التي تتسم بقدر أكبر من الغرابة، منها معهد باستير حيث يتم استحلاب السم من الثعابين السامة مرتين في اليوم لإنتاج ترياق لدغة الثعبان. وفي مزرعة بالقرب من موانغ بوران، يواجه مصارعو التماسيح عددًا يتألف من 30,000 تمساح. وتمثل الملاكمة التايية، وهي اللعبة الوطنية التي تستخدم فيها الأقدام إلى جانب الأيدي، مادة مثيرة تُبث مرتين في الأسبوع عَبْرَ التلفاز في بانكوك.

الاقتصاد:

بانكوك عاصمة تايلاند وميناؤها الرئيسي وأهم مركز للمواصلات، سواء بالطرق أو السكة الحديدية أو الجو. ويعمل معظم السكان في المكاتب الحكومية ومجالات المال والنقل والسياحة. ومن أقدم أنواع الصناعات المتخصصة تجارة المجوهرات، خاصة الفضة والبرونز والأحجار الكريمة.كما تشكل المنسوجات ومواد البناء وإنتاج الأطعمة والإلكترونيات أهم الصناعات بالمدينة.

تتسم معظم المصانع بصغر أحجامها ماعدا تلك الموجودة بالقرب من الميناء، حيث تُعالج المواد الأولية المستوردة، وتجمع المكونات المصنعة في الخارج في هياكل كبيرة معقدة. وقد اتجهت السياسة الرسمية منذ عام 1976م إلى إقامة المنشآت الصناعية على مواقع جديدة في الضواحي بعيدًا عن الزحام في وسط المدينة. وتضم بانكوك حوالي ثلث مجموع مصارف تايلاند التي تستوعب جميعًا ثلاثة أرباع الودائع المالية للبلادكافة.

كان نظام النقل في بانكوك يعتمد في البداية على شبكة معقدة من القنوات، مما جعل الزوار الغربيين يُطلقون على المدينة اسم بندقية الشرق، غير أن الزيادة الواسعة في حركة السيارات فرضت على السلطات ردم الكثير من القنوات الصغيرة لإيجاد طرق جديدة. نتيجة لذلك، ظل نظام التصريف في بانكوك يعاني من مشاكل عدة، حيث تُغمر المناطق المنخفضة من المدينة بالمياه في موسم الأمطار بصورة مستمرة. وتشكل حركة المرور اليومية الهائلة تهديدًا يُعطِّل النشاط في المدينة تمامًا، برغم الجهود الكبيرة التي تبذلها سلطات النقل السريع والعبور.

تتم إدارة كافة التجارة الخارجية لتايلاند تقريبًا من خلال ميناء خلونغ توي الذي يستقبل الواردات من السلع المصنعة ويصدر منه الذهب والجلود والمطاط والفضة والصفيح، وتشمل الصادرات الغذائية الأسماك والذرة الشامية والسكر والتابيوكا، كما تشهد صادرات السلع المصنعة، بما في ذلك الصادرات والمعدات الكهربائية زيادة ملحوظة.

نظام الحكم:

يتم اختيار حاكم بانكوك عن طريق الانتخاب الشعبي، وتبذل عدة جهات حكومية جهدها للوفاء بالاحتياجات المتعاظمة لمدينة تستهلك حاليًا أكثر من نصف الإنتاج الإجمالي للبلاد من الطاقة الكهربائية. وهناك قصور في بعض الدوائر، مثل عدم انتظام إمدادات المياه أحيانًا، وتدفق مياه الصرف الصحي عبر القنوات والبالوعات المفتوحة. من بين المشاكل أمام السلطات البلدية تلوث البيئة على نطاق واسع، ونقص حاد في المساكن.

تستضيف بانكوك المكاتب الإقليمية لمجموعة مهمة من وكالات الأمم المتحدة والمنظمات العالمية الأخرى مثل اليونسكو (منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة)، واليونسيف (صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة)، ومنظمة الصحة العالمية، والبنك الدولي للإنشاء والتعمير، واللجنة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا والمحيط الهادئ.

نبذة تاريخية:

حتى أواخر القرن الثامن عشر الميلادي، كانت بانكوك أكبر قليلاً من مجرد قرية نهرية صغيرة. ثم أصبح الجنرال شاو فرايا شاكري، الملك راما الأول عام 1782م، ونقل مقره من الضفة الغربية إلى الضفة الشرقية لنهر شاو فرايا، مما يعني أنه كان محصنًا من ثلاث جهات بسبب تقوس في النهر. أضف إلى ذلك وجود مستنقع طيني كبير وفَّرَ الحماية من الناحية الشرقية المفتوحة. وقد كان الملك الجديد مصممًا على إنشاء مدينة تتناسب مع مكانة الأسرة الحاكمة الحديثة، فتمكن قبل وفاته من بناء مُجمع القصور. وكانت المساحة حول المجمع محاطة بسور ارتفاعه 4 م، وسمكه 3 م، ويتجاوز طوله 7كم، وبداخله 63 بوابة و15 قلعة. وكان التاييون يعتقدون أن قصر الملك يمثل المركز الرمزي للكون، وجاء تصميم المدينة انعاكسًا لذلك الاعتقاد التقليدي. تبعًا لذلك، أُقيمت المعابد الرئيسية والمباني الحكومية قريبًا من القصر، في حين أنشئت المباني التي تقل أهمية في مواقع بعيدة.

بنى راما الثاني (1809 - 1824م) وراما الثالث (1824 ـ 1851م) المزيد من المعابد لتقوم بعمل الأديرة والمكتبات والمدارس والمستشفيات. وبدأ راما الرابع (1851 ـ 1868م) في تخطيط الشوارع الرئيسية وتحسين القصر الكبير وتوسيع نظام القنوات. غير أن راما الخامس (1868 ـ 1910م) هو الذي طوَّر العاصمة لتبدو مدينة حديثة على الطراز الغربي. وقد أصبح راما الخامس معروفًا جدًا في العالم الغربي كبطل لقصة أنَّا وملك سيام التي تحولت الى المسرحية الموسيقية الملك وأنا. كذلك هدم راما الخامس أجزاء كبيرة مهملة من سور المدينة لتوفير مساحات لبناء الطرق والجسور. وفي عام 1892م، افتتح خطاً كهربائيًا للترام،كما افتتح عام 1900م أول خط لنظام السكة الحديدية الحكومية، وشيّد قصرًا فخمًا لنفسه يتكون من ثلاثة طوابق ويحتوي على 81 غرفة ليصبح أكبر مبنى من التيك الذهبي في العالم.

استمر الملك راما السادس في هذا البرنامج الخاص بالإنشاءات الحكومية فأسس جامعة شولا لونج كورن عام 1916م، ومتنزه لمفيني كأول منطقة ترفيهية عامة بالمدينة. وفي عام 1937م، قسمت العاصمة رسميًا إلى بلدتين: ثون بوري التي كانت عاصمة خلال الفترة القصيرة من 1769م إلى 1782م، وكرنغ ثب. وكانت مساحة هذين القسمين الإداريين آنذاك متساوية تقريبًا يبلغ مجموعهما نحو 100كم²، إلا أن أربعة أخماس السكان كانوا يعيشون في كرنغ ثب. ثم توسعت ثون بوري خلال عامي 1955م و 1966م. وبالمثل شهدت كرنغ ثب امتدادًا ضخمًا خلال الأعوام 1942م و 1955م و 1965م. وفي عام 1971م، أعيد توحيد البلدتين، وبعد ذلك بسنة، تم دمج بانكوك وإقليمين مجاورين لتكوين إقليم واحد هو كرنغ ثب ماها ناخون.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية