الرئيسيةبحث

الدراجة ( Bicycle )



الدراجة مركبة ذات عجلتين مثبتـتين، واحدة خلف الأخرى، مع هيكل معدني. ويقوم راكب الدراجة بتزويدها بالطاقة اللازمة لتحريكها عن طريق الدفع بقدميه لبدالين في حركة دائرية. وسباقات الدراجات من أكثر الرياضات شعبية في الكثير من الدول. ★ تَصَفح: سباق الدراجات.

تنتشر الدراجات حول العالم، ويزيد عددها في معظم الدول على عدد السيارات بها. وتعد الصين، وفرنسا، وإنجلترا، وإيطاليا، واليابان، وكوريا الجنوبية، وتايوان، والولايات المتحدة الأمريكية من أهم الدول المنتجة للدراجات.

أنواع الدراجات

بعض أنواع الدراجات
تصنع الدراجات في أشكال وأحجام مختلفة، ويتحدد مقياس الدراجة طبقًا لقطر إطاراتها، ولعدد كبير من الدراجات إطار مصمم بمقياس يبلغ 70 سم. ومقاييس الدراجات التي تصنع في الدول التي تستخدم النظام المتري هي: 50 - 52 - 54 - 56 - 58 - 60 - 62 سم.

كذلك تتوفر دراجات لها هياكل ذات أحجام مختلفة لتلائم راكبيها ذوي الأطوال المختلفة. ويتحدد حجم هيكل الدراجة بارتفاع ماسورة المقعد (وهي الماسورة الممتدة من المقعد حتى البدالات). وهناك أربعة أشكال رئيسية للدراجات: 1ـ الدراجة الخفيفة. 2ـ الدراجة المتوسطة. 3ـ دراجة الأحداث. 4ـ الدراجة الخاصة.

الدراجات الخفيفة:

تشمل النماذج المستخدمة في السباقات والرحلات، وتصمم بحيث تحقق السرعة والراحة بالإضافة إلى سهولة التداول. وتزود معظم الدراجات الخفيفة بمجموعة تروس، تسمح للراكب بتحريك البدالات بسهولة عند سرعات مختلفة، تتراوح بين 10 إلى 12 سرعة لدراجات السباق ودراجات الترويح. أما للرحلات الطويلة فتفضل الدراجات التي لها مابين 15 إلى 18 سرعة مختلفة. وتزن دراجات الرحلات مابين 10 إلى 13 كجم، بينما تزن دراجات السباق 9 كجم فقط.

الدراجات المتوسطة:

لها هيكل وعجلات أكثر ثقلاً عن الطرازات الخفيفة. وتزن الطرازات المتوسطة مابين 14 إلى 20 كجم. ولها إما سرعة واحدة أو ثلاث أو خمس سرعات، مما يجعلها تناسب الرحلات القصيرة. ويرفع الوزن الزائد بهذه الدراجة من متانتها وقوة تحملها.

دراجة الأحداث:

وتصمم أصلاً للأطفال، ولها عجلات مقاسها 51 سم وذراعا توجيه تمتدان لأعلى، ومقعد على شكل أصبع الموز. ومن أكثر دراجات الأحداث شيوعًا الدراجة ذات الأذرع الممتدة لأعلى. وتشبه بعض دراجات الأحداث، دراجات البالغين الخفيفة وتزود بكوابح يدوية ونقلات تروس متعددة.

الدراجات الخاصة:

وتشمل تشكيلة من الدراجات ذات التصميمات الخاصة، فالدراجات الترادفية، تحمل فردين أحدهما خلف الآخر. ويشارك كل من الراكبين في دفع الدراجة عن طريق مجموعتي بدالات منفصلة. وتشبه الدراجات الثلاثية الدراجات العادية، إلا أن لها ثلاث عجلات بدلاً من اثـنـتين ؛ عجلتان في الخلف وعجلة واحدة في المقدمة. وتصنع معظم الدراجات الثلاثية من أجل الأطفال، إلا أن بعض الطرازات تصمم من أجل استخدام البالغين.

أما دراجة الخدمة الشاقة، فهي دراجة متينة تناسب الحركة على الطرق الممهدة وغير الممهدة. أما دراجة المتكأ، فيجلس الراكب في مقعد منحن إلى الوراء، ويحرك البدالين بقدميه وهما مفرودتان للأمام. وأحد أنواع الدراجة المتكأ يسمى مركبة الدفع البدني، وقد صممت خصيصًا لاكتساب السرعات العالية، حيث وصلت سرعتها إلى 90 كم /ساعة.

كيف تعمل الدراجة

أيقونة تكبير أجزاء الدراجة

القدرة والسرعة:

عندما يدفع الراكب بدال الدراجة، فإنها تدفع للدوران قرصًا مسننًا يسمى قرص الجنزير، ويلتف الجنزير حول القرص المسنن ثم يمتد إلى الخلف، حتى قرص مسنن أصغر مثبت عند العجلة الخلفية للدراجة. وعندما يدور القرص المسنن الكبير، فإنه يدفع الجنزير للحركة الذي يدفع بالتالي القرص المسنن الصغير ومن ثم العجلة الخلفية.

وتزود العجلة متعددة السرعات بصندوق تروس متعدد النقلات، يجعل جهد تحريك البدالات أسهل على الراكب في فترات معينة.

إن وضع التروس على النقلة الأقل، يجعل عملية صعود تل أو السير في اتجاه معاكس للريح، أمرًا سهلاً ؛ حيث يؤدي هذا الوضع إلى دوران العجلة الخلفية دورانًا محدودًا لكل دورة كاملة للبدالات. وبذلك فإن وضع التروس على النقلة الأقل، يجعل عملية دفع البدالات أسهل، ولكن على حساب خفض سرعة السير، مالم يقم الراكب بدفع البدالات بسرعة أكبر. أما استخدام وضع التروس على النقلة الأعلى فيكون عند السير بسرعات عالية فوق سطح مستو، أو عند هبوط منحدر. وتدور العجلة الخلفية عند النقلة الأعلى للتروس، عددًا أكبر من الدورات، مقابل كل دورة كاملة للبدالات. وبذلك يمكن لراكب الدراجة دفع البدالات بسرعة أقل ولكن بصعوبة أكبر.

وتروس العجلة متعددة السرعات هي أقراص مسننة ذات مقاسات مختلفة. ويحدد عدد التروس في القرص المدى الذي يمكن أن تصل إليه سرعتها. وتصل عدد النقلات في العجلات متعددة السرعات عادة إلى 3 أو 5 أو 10 أو 15 نقلة. وفي الدراجات ذات النقلات التي تصل إلى 10 أو 15 تزود الدراجة بآلة خاصة تقوم بنقل الجنزير من ترس لآخر. ويغير الراكب نقلة التروس بتحريك ذراع (أو أكثر) موجودة بجوار ذراع التوجيه.

التوجيه والتوقيف:

يستخدم الراكب ذراع التوجيه لحفظ توازن الدراجة وتوجيهها، كما يستخدم الكوابح (الفرامل) لتوقيفها. ولبعض الدراجات كوابح مثبتة في العجلة الخلفية، يستخدمها الراكب بالضغط للخلف على البدالات. ومعظم كوابح الدراجات من نوع الكوابح القابضة، التي تكبح الدراجة عن طريق الضغط على حاشيتين للكوابح، تجاه حافة إطار العجلة. ويتحكم الراكب في الكوابح القابضة بوساطة أذرع ضغط مثبتة على عمود التوجيه.

العناية بالدراجة وسلامتها

تعليمات السلامة الخاصة بالدراجات
لابد للدراجة ـ في معظم الدول ـ أن تحقق متطلبات قياسية للسلامة. فبعض الدول تشترط أن تكون للدراجة عاكسات أمامية وخلفية، بالإضافة لعاكسات مثبتة عند العجلات، بحيث يمكن رؤيتها بسهولة من جانبي الدراجة. كذلك لابد أن تملأ الإطارات بالهواء عند الضغط المحدد، وأن تعمل الفرامل والتروس بصورة مرضية. ويساعد وجود جرس تنبيه أو بوق، في تجنب الحوادث عن طريق تنبيه المشاة عند اقتراب الدراجة.

لابد أن يلتزم راكب الدراجة بكافة قواعد المرور، فيجب عليه إعطاء إشارات مفهومة عند اعتزامه تخفيض السرعة أو التوقف، أو الانحراف. وعند ركوب الدراجة في الشارع لابد من السير في نفس اتجاه المرور والبقاء قرب جانب الشارع ما أمكن. ويجب على راكبي الدراجات عدم التسابق أو الاستعراض أو أداء الألعاب البهلوانية، أو التعلق بمركبات أخرى. كذلك لايجب حمل ركاب إضافيين فوق دراجة صممت لحمل راكب واحد.

استخدام الدراجات

ركوب الدراجات في المتنزهات يحقق المتعة والتدريب البدني للجميع. تُزود بعض المتنزهات بممرات خاصة للدراجات.
لاتستخدم الدراجة ـ في الدول غير الصناعية ـ وسيلة تدريب رياضي فحسب، بل تستخدم في نشاطات أخرى. ففي الصين تستخدم غالبية الناس الدراجة لقطع المسافات القصيرة، ويوجد في بكين، أكثر من مليوني دراجة، في مقابل عدد قليل من السيارات. وتشجع الحكومة الصينية ـ عن طريق إعطاء منح مالية ـ اقـتـناء الدراجة. والدراجات في الصين تكون غالباً من الطرازات التقليدية المزودة بعمود علوي.

كذلك أثبتت الدراجة الثلاثية فائدتها في الدول غير الصناعية كآلة زراعية، حيث أنها تحافظ على اتزانها حتى فوق الطرق الوعرة. كذلك فإن لها قيمة كبيرة كوسيلة انتقال للمعوقين ؛ حيث تزود ببدالات يدوية خاصة. وتزود بعض دراجات المعوقين الثلاثية بمنصة أو سلة أو كيس، ليتمكن مالكها من التكسب ؛ ببيع مختلف الأشياء في الطريق العام وتستخدم هذه الطريقة كذلك في إفريقيا، ليتمكن المعوقون من إعالة أنفسهم.

وقد أعطت الدراجة الفرصة لكثير من الناس العاديين للتكسب. ففي كثير من الدول الآسيوية تستخدم المركبة يدوية الدفع وسيلة مواصلات عامة. لكن هذه المركبة، صعبة الدفع للغاية، فعلى قائدها أن يقوم بدفعها، وهي تحمل راكبين بالإضافة إلى أحمالها مسافة طويلة في طقس حار يزيد على 40°م. وقد حلت السيارات محل المركبات التي يدفعها الأفراد في المدن الرئيسية بتلك المناطق.

نبذة تاريخية

دراجة الدرايسين، حوالي عام 1816م
دراجة بيير لالمنت، المدفوعة ببدالات، عام 1866م
دراجة بني فارذنج، في سبعينات القرن التاسع عشر
الدراجة المأمونة، عام 1885م

الدراجات الأولى:

ابتكرت أول دراجة عام 1790م، وكانت مصنوعة من الخشب على هيئة دواسة قدم، وقام بصنعها الفرنسي الكونت ميد دي سيفراك، وأطلق عليها اسم سيليريفير. وفي عام 1816 م ابتكر البارون الألماني كارل فون درايس طرازًا معدلاً أطلق عليه اسم درايسين، وهو مزود بذراع توجيه متصلة بالعجلة الأمامية. وفي عام 1839 قام حداد أستكلندي، يدعى كيركباتريك ماكميلان، بـإضافة بدالات تدفع بالقدم على الدراجة من طراز درايسين.

وفي السبعينيات من القرن التاسع عشر الميلادي، ظهر طراز جديد من الدراجات يدعى دراجات العجلات العالية أو بني فارذنج. ولهذا الطراز عجلة أمامية عملاقة، وأخرى خلفية صغيرة. وقد وصل قطر العجلة الأمامية في بعض التصميمات إلى متر ونصف المتر. وتسبب كل دورة للبدالات في دفع العجلة الأمامية الكبيرة دورة كاملة، مما يدفع بالدراجة إلى الأمام مسافة كبيرة، لكل دورة واحدة للبدالات.

وحوالي عام 1885 م، نجح صانع الدراجات الإنجليزي ج. ك. ستيرلي في الإنتاج التجاري لأول دراجة مأمونة لها عجلتان متساويتان، وهما تجعلان ركوبها أكثر سهولة وأمانًا عن سابقتها عالية العجلات. وبحلول عام 1890 م كان للدراجات إطارات مطاطية مملوءة بالهواء المضغوط، وأضيفت في الوقت نفسه تقريبًا الكوابح الخلفية، وأذرع التوجيه قابلة الضبط.

زاد شيوع الدراجات في النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي، وفي بداية القرن العشرين، تسبب التطور الهائل الذي حدث للسيارات، في انصراف كثير من الناس عن الدراجات.

ركوب الدراجات في الوقت الحاضر:

منذ بداية السبعينيات من القرن العشرين، نما بصورة متزايدة الاهتمام الشعبي بركوب الدراجات في أجزاء كثيرة من العالم. وسعيًا وراء الصحة الجسدية، واللياقة البدنية، اختار الكثير من الناس ركوب الدراجات كنوع من التدريبات الرياضية. وقامت الكثير من المدن بتمهيد ممرات خاصة لراكبي الدراجات، سواء في الحدائق العامة، أو على طول الطرق. أما سباقات الدراجات، فقد أصبحت هي الأخرى أكثر شعبية. ★ تَصَفح: سباق الدراجات.

★ تَصَفح أيضًا: الدراجة البخارية ؛ الدراجة الأحادية.


المصدر: الموسوعة العربية العالمية