الرئيسيةبحث

أديليد ( Adelaide )



أديليد مدينة جيدة التخطيط أقيمت على أرض مستوية، وتضم ضواحيها عامة طرقًا عريضة ممهدة تحفها الأشجار.
أديليد العاصمة والميناء الرئيسي لأستراليا الجنوبية. وقد سُمّيت بهذا الاسم تخليدًا لذكرى الملكة أديليد زوجة الملك البريطاني وليم الرّابع. سكانها 1,045,854 نسمة. وتكمُن أهميَّة أديليد في أنها أهم مركز إداري وصناعي، بل وتجاري وثقافي في أستراليا الجنوبية. كما أنها مركز المواصلات الرئيسي للدولة، ونقطة لتجميع وتوزيع البضائع المصنّعة.

وفي 31 ديسمبر 1836م اختار الكولونيل وليم لايت، وهو أول مسَّاح عام لأستراليا الجنوبية، موقع أديليد، واستكمل خطط إنشاء المدينة في عام 1837م. لقد نالت خطط لايت لتشييد المدينة استحسانًا واسع النّطاق وقد اشتملت على شوارع واسعة وميادين محاطة بنطاق أخضر من المتنزهات حول المنطقة الوسطى للمدينة.

يشار إلى أديليد في كثير من الأحيان بمدينة الكنائس، وذلك لكثرة انتشار كنائسها. ويقام مهرجان أديليد كل سنتين. ويُقام سباق سيارات بركس الكبير الأسترالي سنويًا خلال الشوارع الداخلية للمدينة. وقد أقيم ناد في محطة السكة الحديدية الرئيسية في تيريس الشمالية.

إنّ أديليد معروفة للسّوّاح بشريطها السّاحلي الذي يمتدّ لمسافة 35كم، فضلاً عن الجمال الطبيعي لجبالها والنّطاق الفريد الذي تمثّله مناطق المتنزهات حول المنطقة التِّجارية المركزيّة. ويفضل النّاس العيش في أديليد لتمتعها بمناخ البحر الأبيض المتوسط المعتدل، فهي تمتاز بالدفء والجفاف في موسم الصيف وبالبرد والرّطوبة في الشّتاء. أما معدل هطول أمطارها في العام فهو 53 سم يهطل معظمها في أشهر الشتاء. وفي شهر فبراير، وهو أكثر الشّهور ارتفاعًا في درجة الحرارة، يرتفع معدّل درجة الحرارة إلى 23°م، بينما تنخفض درجة الحرارة في شهر يوليو الذي يمثّل أكثر شهور السنّة برودة، إلى 10°م.

تغطي منطقة العاصمة حوالي 1,800 كم²، إذ تمتد من جولر في الشمال إلى شواطئ سيليكس الرملية في الجنوب، وهي تمتد إلى مسافة 75كم على سهل أديليد.

المدينة

تحاط المدينة من الغرب بخليج القديس فينسنت ومن الشّرق بسلاسل جبل لوفتي الجنوبية. ويجري نهر التورينس عبر الجزء الأوسط من المدينة، ويكون بمثابة خط متعرّج شرقًا وغربًا، ولكنه يفصل على وجه التقريب بين الأجزاء الشّمالية والجنوبية لوسط المدينة. ويعتبر هذا الوسط القلب النّابض للحياة التجارية والاجتماعية والسياسية للمدينة، ويقوم بتوفير البضائع والخدمات لكل المنطقة والولاية. أما المناطق الصناعية والسكنية فهي تقع خلف المتنزهات الدّاخليّة.

المباني:

تُبنى أغلب المباني في أديليد من الطوب والحجارة، ومردّ ذلك إلى ندرة الأخشاب، ووفرة الأحجار المستخرجة من المحاجر والطين. وقد بنى المُستعمرون الأوائل منازلهم من الطوب والحجر الجيري والتربة المسحوقة، وقد بُني أول مسكن للحاكم من الأخشاب والفخار وكان ذلك في عام 1838م.

وخلال السنوات الأخيرة من القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين الميلاديين، شيَّد البنَّاؤون الآديليديون كثيرًا من المنازل الحجرية الجميلة. ومن النماذج الممتازة لهذه المباني الحجرية بعض كنائس المدينة ودار البرلمان والمحكمة العليا ومحاكم الشرطة، بالإضافة إلى الكاتدرائية الرومانية الكاثوليكية للقديس أكسافير وكاتدرائية القديس بيتر الإنجيلية ومباني المصرف الأسترالي والمصرف النيوزيلندي وكذلك منزل هنري إير.

التعليم والفنون:

تُوفر أديليد معظم التَّسهيلات الخاصة بالتعليم العالي في جنوب أستراليا. وتضم المؤسسات التعليمية التي شُيّدت داخل المدينة: جامعة أديليد، وجامعة فلايندرز بجنوب أستراليا، وكليّة تعليم عال تنتشر مبانيها الجامعية العديدة في أرجاء المدينة.

يقام مهرجان أديليد كل عامين، ويجذب المهرجان المشهورين من الممثلين العالميين، ويتيح المهرجان قاعة عرض مهمة للفنانين الممثلين والمبدعين من الأستراليين. فهناك تشكيلة من العروض الفنيّة التي يضمها مركز مهرجان أديليد الذي يمثل الفنون المسرحية الأديليدّية، كالأوبرا والباليه وحفلات الأوركسترا والحفلات الموسيقية الفرديّة، بالإضافة إلى التمثيل والأفلام السنيمائية والمعارض الفنية الرئيسية وتوجد أيضًا عدة مسارح.

أما أهم المعارض بمدينة أديليد على الإطلاق، فهي دور معارض فنون أستراليا الجنوبية التي تضم مجموعة من أجمل التشكيلات العالميّة من المواد التي تبرز ثقافة سكان أستراليا الأصليين، وسكان المحيط الهادئ الجنوبي الغربي وغينيا الجديدة. وتشمل المعارض الأخرى معرض النّباتات، والمعرض التّقني، والمعرض البحري في ميناء أديليد، ومعرض السكّك الحديديّة في هايل ومعرض بيرد وود لصناعة السيارات. وتقع مكتبة ولاية أستراليا الجنوبية في مدينة أديليد بجانب الكثير من المكتبات المهمة الأخرى.

السكان:

يشكّل سكان أديليد حوالي 68% من مجموع سكان ولاية أستراليا الجنوبية. وقد كانت أديليد المدينة عام 1921م تضم في السابق 52% فقط من مجموع سكان الولاية. ثم زادت نسبة السكان الذين يعيشون بأديليد بسبب النمو المطرد للضواحي الجديدة وخصوصًا إليزابيث، تي تري غلي، نورلنجا. وتجذب المجالات الترفيهية وفرص العمل المتوافرة في أديليد أعدادًا جديدة من الناس. وخلال الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين، انخفض عدد السكان في المناطق الداخلية للمدينة والضواحي القديمة وسرعان ما انعكس هذا الاتجاه في الثمانينيات من القرن العشرين.

لقد أدت الهجرة الواسعة النطاق في جنوب أستراليا وهي التي بدأت منذ نشوب الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945م) إلى تقليص حجم السكان المولودين في أستراليا، وزادت من التشكيلة العرقية للسكان. وقد استقر معظم هؤلاء المهاجرين بأديليد فأدَّوا دورًا مهمًا في التَّنمية الصّناعية بجنوب أستراليا. وتشمل نوعيّة المهاجرين من المجموعات العرقيّة بجانب السكان الأصليين، البريطانيين والإيطاليين واليونانيين وكذلك الألمان والهولنديين والبولنديين، وتشمل اليوغسلاف والرّوس والنّمساويين، بالإضافة إلى التشيكيين والآسيويين من جنوب شرق آسيا.

ويعيش كثير من المهاجرين في الضواحي الداخلية لمدينة أديليد، وقد أثر هؤلاء المقيمون في نمط وأسلوب الضواحي القديمة للمدينة. وساعدت كنائس وقاعات وأندية جاليات هؤلاء المهاجرين على الحفاظ على ثقافتهم العرقية. كذلك انتعشت لعبة كرة القدم بين الجمهور نتيجة لمشاركة واهتمام مجموعات المهاجرين. لقد رفع الإيطاليون واليونانيون إنتاجية البساتين في الأسواق، في بعض مناطق الضواحي بأطراف مدينة أديليد. إنّ نسبة البريطانيين المقيمين في أديليد تشكل ما يقارب 43% من مجموع السكان.

الاقتصاد:

تتركز نسبة حوالي 73% من القوى العاملة بجنوب أستراليا في مدينة أديليد حيث تقوم المنشآت الصناعية بتشغيل معظم العمال في منطقة العاصمة، وهي نسبة تعادل حوالي 21% من مجموع القوى العاملة. وتستوعب تجارة الجملة وتجارة التجزئة نحو 20% والخدمات الاجتماعية حوالي 19% بينما تستوعب أعمال التشييد نحو 7% والمواصلات حوالي 4%. وتبلغ نسبة المشتغلين بالتجارة والصناعة حوالي 29% من مجموع القوى العاملة بمدينة أديليد أي نحو 114,000 نسمة.

توجد في أديليد اثنتان من الصناعات الرئيسيّة للسيارات حيث تشغِّل إحدى الشركات التي تمتلك مصانع في مدينة ودفيل وإليزابيث حوالي 4,500 فرد، بينما تستوعب الشركة الأخرى في مصانعها المقامة بمدينتي لونسديل وتونسلي بارك حوالي 4,200 عامل. وتقوم شركتان تقعان في مدينة كلبيرن بإمداد الصمامات المفرغة والأنابيب، ونجد أن عددًا كبيرًا من المصانع تباشر تصنيع الأدوات المنزلية. أما المصانع الكبيرة للكيماويات والأسمدة والإسمنت، فتحتل مواقعها بميناء أديليد. وقد أقيمت مرافق تخزين ضخمة لحفظ الحبوب والصوف، وتوجد ورش السكة الحديدية في مدينة إسلنقتون. وقد أدى وجود مصفاة نفط بميناء استانفاك إلى جذب مجموعة متنوعة من الصّناعات الخفيفة التي قامت حولها. وفي الثمانينيات من القرن العشرين، حاولت حكومة جنوب أستراليا أن تجعل من مدينة أديليد مركزًا للتقنية الرفيعة وذلك بإنشاء ميدان للتّقنية مساحته 85 هكتارًا في شمال المدينة.

لقد دأبت أديليد، كغيرها من المدن الأسترالية، على تركيز أقصى اهتمامها على إمداداتها من المياه للاستعمال الصناعي والزراعي والبشري. إن سهل أديليد يستقبل 35سم فقط من الأمطار في العام، بينما تتلقى أديليد قدرًا ضئيلاً من الأمطار بين شهري نوفمبر ومارس. وبناء عليه كان لابد للمنطقة الواقعة حول أديليد أن تقوم بتخزين المياه للحفاظ على إمدادات مناسبة لسكانها المتزايدين.

ويوجد عدد من الأنهار الصغيرة في جبال أديليد تتخذ مصادرها من منطقة تستقبل ما يصل إلى 68سم من الأمطار سنويًا، وتوفر هذه الأنهار الجزء الأكبر من المياه المستهلَكَة في أديليد وضواحيها، أما الأودية الضيقة العميقة في الجبال فتكون مستجمعات أمطار مثالية للخزانات الضخمة. ويكوِّن نهر التورنز مستجمعًا للأمطار تبلغ مساحته 343كم². وهو يقوم بتوفير المياه اللازمة لحديقة تورندون وهوب فالي وملْبروك، حيث تعمل هذه الخزانات على خدمة المدينة وأديليد الشمالية وميناء أديليد، بالإضافة إلى الضواحي الشمالية الشرقية.

ويعتبر نهر أنكابارنجا أكبر الأنهار التي ترتفع في سلسلة لوفتي الجبليّة الشّاهقة ويقوم بدور أساسي في إمداد المياه للأجزاء الغربيّة والجنوبيّة للمنطقة التابعة للعاصمة، وتبلغ مساحة أرضه المستخدمة لتجميع مياه الأمطار 839م². ويمدّ النهر خزانات هبي فالي وماونت بولد. ويقوم خزّان مايبونجا على نهر مايبونجا بخدمة ويلونجا.

هذا ويشكل خزان بارا الجنوبية أكبر خزان لإمداد المياه لأستراليا الجنوبية. ويزوّد نهر بارا الجنوبية خزانات بارا الجنوبية وباروسا بالمياه ومن ثَمَّ تقوم هذه الخزانات بدورها بتزويد بعض الضواحي مثل سالزبري، وإليزابيث بحاجتها من المياه.

ويزود نهر موراي منطقة العاصمة بالمياه عبر خط الأنابيب الذي يصل بين مانيوم وأديليد، ويبلغ طوله 67كم وقد تم إنشاؤه بين عامي 1949 و1961م، بالإضافة إلى خط أنابيب طوله 48كم يربط بين جسر موري وأنكابارنجا الذي تم تشييده في عام 1973م. إن خطوط الأنابيب المذكورة تزيد كميّة إمدادات المياه المتوافرة من المداخل الطبيعية إلى خزانات العاصمة.

النقل والاتصالات:

وفَّرت هيئة المواصلات بالولاية خطوط نقل عامة بلغ طولها حوالي 965كم على امتداد المدينة والضواحي. وهناك أكثر من مائة خط للحافلات في منطقة العاصمة. وتغطي خدمات سكة حديد الضواحي 153كم وتحمل حوالي 12 مليون راكب سنويًّا.

ويقع المطار الرئيسي لأديليد في الشواطئ الرملية الغربية على مسافة قصيرة من وسط المدينة، وقد افتتحت صالة دوليّة في عام 1982م. ويتولى أحد مطارات بارفيلد خدمة الطائرات الخفيفة، بينما يعمل مطار أدنبرة قاعدة للأسطول البحري للقوّات الجوية الأستراليّة الملكيّة.

وترتبط المدينة مع ملبورن بطريق مباشر وخطوط سكة حديدية، وتتصل عبر بورت بيري وبورت أوغستا بطريق عابر للقارات وخطوط سكك حديدية مؤدية لبيرث وداروين وسيدني.

وقد ظهرت أول طبعة لجريدة أدفرتايزر (المُعْلِن)، وهي الجريدة اليومية الرئيسيّة، في عام 1858م. ثم تأسست جريدة ذا نيوز (الأخبار) في عام 1923م ؛ فأصبحت الجريدة المسائيّة الرئيسّة. وتصدر جريدة الصنداي ميل فقط في يوم الأحد. أما هيئة الإذاعة الأسترالية، فهي تعمل من خلال محطة تلفاز وثلاث محطات لاسلكيّة. بالإضافة إلى ذلك توجد ثلاث محطات تلفاز تجاريّْة و14 محطة إذاعة تجارية وأربع محطات إذاعية عامّة.

الحكومة. إن مجلس بلدية أديليد هو الهيئة الرئيسية للحكومة المحلية، وهو المسؤول عن إدارة المنطقة المركزيّْة في المدينة. ويتكوّن من 19 عضوًا هم محافظ البلديّة، وستة أعضاء من البلدية، و12 مستشارًا. وتتضمن مسؤولية المجالس المحلية بالضواحي تشييد الطرق وإصلاحها، وتصريف المجاري، ومعاينة المباني الجديدة، بجانب جمع النفايات وتهيئة مناطق الاستجمام.

نبذة تاريخية

ينحدر السكان الأصليّون من سلالة كورنا، وقد كان هناك حوالي 400 فرد من هذه السّلالة عندما استقرّ بها الأوروبيّون في بادئ الأمر في عام 1856م. وقد أدّت الأمراض التي جاء بها المهاجرون الذين استقروا بالمنطقة إلى وفاة الكثيرين من سلالة كورنا وانقرضت كليّا بحلول عام 1870م.

وردت أوّل إشارة لموقع مدينة أديليد الحالي في مجلة الربّان ماثيو فليندرز الذي أجرى مسحًا على السّاحل الجنوبي لأستراليا في عامي 1801م و1802م، بسفينته إنفستيجيتر. أما أول رجل من البيض عرف بمعاينته لسهل أديليد من ناحية الشاطئ، فقد كان الربان كوليت باركر، وهو الذي قام بمعاينة السهل من قمّة جبل لوفتي واكتشف نهر بورت. إن الرحلة التي قام بها تشارلز ستيرت إلى أسفل نهر موراي قد ركّزت الانتباه في بادئ الأمر على المنطقة التي أصبحت فيما بعد جنوبًا لأستراليا.

تم اختيار موقع أديليد بوساطة أوّل مسّاح عام للمقاطعة، وهو الكولونيل وليم لايت. وقد وصل المستوطنون الأوائل إلى المنطقة في شهر يوليو عام 1836م حيث نزلوا بخليج نبين على جزيرة الكنغر. وفي أغسطس من عام 1836م وصل لايت وقام بدراسة كثير من المواقع الصالحة للعمران والإقامة. وأخيرًا استقرّ به الرّأي على اختيار منطقة تتوغّل إلى الدّاخل قليلاً من الكيلو مترات عن الشاطئ الشرقي لخليج القديس فينسنت.

وصل أول المستعمرين للاستيطان بالبرّ الرئيسي لخليج هولد فاست في شهر ديسمبر من عام 1836م. فسكنوا في الخيام على الشاطئ الرّملي بينما أكمل لايت معاينته للموقع الذي وقع اختياره عليه ووضع خطته للمدينة. وقد اكتملت المعاينة التي بدأت في الحادي عشر من يناير 1837م، في خلال شهرين. واختلف الحاكم هندمارش ولايت في اختيار الموقع فقد كان هندمارش يفضِّل موقعًا مجاورًا للبحر. لقد عقد المستعمرون اجتماعًا حاشدًا استقرّ فيه رأيهم أخيرًا على مساندة لايت. وبانتهاء العام الأول،كان عدد سكان مدينة أديليد قد ارتفع إلى 2,500 نسمة، كما تم استكمال تشييد 50 مبنى ضخمًا.

تم إعلان ميناء أديليد لتصبح مرفأ وميناء قانونيًا في الخامس والعشرين من شهر مايو عام 1837م. وفي العاشر من شهر أغسطس عام 1840م، أجاز الحاكم جولر وإداريوه التنفيذيون القانون البلدي الاستعماري وبذلك أسسوا أول مجلس بلدي في أستراليا. ولقد انتهى الأمر بالمجلس إلى الفشل، كما أُلغي القانون في عام 1845م فتولت حكومة أستراليا الجنوبية تسيير الأمور في المدينة حتى أُعيد تأسيس المجلس ثانية في عام 1852م.

ولقد أُنشئت في الفترة مابين يوليو 1838م ونوفمبر 1841م، وعلى بعد 5 كم من أديليد، بعض المدن مثل هندمارش وبودن وثيبارتون، وبورت أديليد وودكرفيل وجود ود. وقام الحاكم جولر ببناء مستشفى وإدارة جمرك ومكاتب حكوميّة، كما شيّد طرقًا وأنشأ قوّة شرطة. وفي الأربعينيات من القرن التاسع عشر الميلادي، جابهت المستعمرة كسادًا اقتصاديًا غير أن اكتشاف النّحاس في كابوندا وبورا أعاد الازدهار من جديد. وبحلول عام 1856م، بلغ عدد سكان أديليد 32,810 نسمة، كما صارت ضواحي كينسينجتون ونورود مجالس بلديّة مستقلّة وذلك في عام 1853م، وتبعتهم جلينلج في عام 1855م.

وجاءت أواخر الخمسينيات من القرن التاسع عشر الميلادي بتطورات عظيمة في النقل والاتصالات، فبحلول عام 1856م، كان هناك جسر يربط بين شارع الملك وليم وشمال أديليد. ومع إطلالة عام 1860م، كانت خطوط السكة الحديديّة قد أُنشئت من أديليد إلى بورت أديل وسالزبري وكابوندا كما تم في شهر يوليو من عام 1856م إقامة تلغراف (برق) كهربائي يصل مدينة أديليد مع ملبورن، ثم مُدّ فيما بعد ليشمل مدن الضواحي والمناطق البعيدة للمستعمرة.

وقد اكتمل أوّل خزان يقام بأديليد على نهر تورنز بوادي ثورندون عام 1860م، وتمت إضاءة شوارع أديليد بالغاز بعد عام 1867م، وبحلول عام 1901م، كانت إضاءة الشوارع كهربائيًا أو عن طريق الغاز قيد الاستعمال. وفي عام 1878م، بدأ استعمال ترام يجرّه حصان وذلك لخدمة أديليد وضواحيها، وقد حلّ محلّه التّرام الكهربائي في عام 1907م.

ومع بداية عام 1877م، كانت خطوط التلغراف قد ربطت مدينة أديليد مع مدينة ملبورن وبيرث وداروين ثم لندن. وشهد عام 1887م أوّل قطار يعبر المسافة بين أديليد وملبورن، أما الخدمات الهاتفية التي تربط أديليد مع سيمافور وكابوندا فقد بدأت في عام 1883م.

وفي الثمانينيات من القرن التاسع عشر الميلادي، شهدت أديليد ازدهارًا في المنطقة حيث أُسِّسَت مجالس محلية جديدة في بلدة ينلي في عام 1871م، وفي سانت بيترز وسيمافور وثيبارتون في عام 1883م.

وقد تم إنشاء خزان هوب فالي في عام 1872م، وخزان هبي فالي في عام 1877م، إكمالاً لإمدادات أديليد من المياه. إضافة إلى ذلك فقد أنشئت شبكة المجاري في إسلنجتون في عام 1881م، كما اكتمل نظام التّصريف العميق في عام 1900م ممّا جعل من أديليد أول مدينة بأستراليا تستعمل فيها شبكة مجار للتصريف.

وفي عام 1908م، أنشئت شركة هولدن وفروست لهياكل السيارات، وأدخلت أمانة شؤون العاصمة لطرق الترام الحافلات على بعض الخطوط عام 1925م. وفي عام 1937م، أدخلت الشركة نفسها الحافلات الكهربائية (الترلي) ثم أخذت الحافلات تحل محل الترام تدريجيًّا خلال الأربعين سنة التالية. بالإضافة إلى ذلك فقد تم افتتاح ميناء عميق المياه بمرفأ آوتر في عام 1908م.

لقد عانى سكان أديليد كثيرًا من الناحية الاقتصاديّة من جراء الكساد الذي حل في الثلاثينيات من القرن العشرين، لذا فإنّ أمانة الإسكان بأستراليا الجنوبية، والتي تأسست في عام 1936م، قد وفّرت منازل بإيجارات مخفّضة بمناطق الضواحي.

لقد بنيت ورش الذّخيرة أثناء الحرب العالمية الثانية في هندون وفنسبري وبنفيلد، أما الصناعة الثانوية فقد ظلت مستمرة في توسّعها بعد نهاية الحرب. وفي عام 1946م، تولّت حكومة الولاية الإشراف على إمدادات الطاقة الكهربائية، وبناء على ذلك فقد تأسست محطات الطاقة في كلّ من ميناء أوغستا وجزيرة تورنز.

وفي الثمانينيات من القرن العشرين، زاد عدد سكان أديليد على المليون نسمة فقد بنيت ضواحٍ جديدة في جولدن جروف في الشمال ونورلنجا في الجنوب لإيواء السكان المتزايدين.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية