الرئيسيةبحث

تيمور الشرقية ( East Timor )



تيمور الشرقية دولة صغيرة في جنوب شرقي آسيا تحتل الجانب الشرقي من جزيرة تيمور التي تقع في بحر تيمور، وتبعد نحو 480كم إلى الشمال من أستراليا. وديلي هي عاصمة تيمور الشرقية وكبرى مدنها. والاسم الرسمي للدولة هو جمهورية تيمور الشرقية الديمقراطية.

بدأت الرتقال علاقات تجارية مع تيمور الشرقية في القرن السادس عشر الميلادي ثم ما لبثت أن سيطرت على المنطقة. وبعد انسحاب البرتغال من الإقليم عام 1975م ضمته إندونيسيا إلى أراضيها. وفي عام 1999م، اقترع التيموريون في استفتاء عام على نيل استقلال بلادهم. وفي العام نفسه، بدأت الأمم المتحدة في إدارة شؤون البلاد وإعدادها لنيل استقلالها التام. وفي 20 مايو 2002م، أصبحت تيمور الشرقية دولة مستقلة.

نظام الحكم:

تيمور الشرقية جمهورية تتخذ من التعددية الحزبية نظاماً سياسياً. ويتم انتخاب رئيس البلاد الذي يشغل أيضاً منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة بوساطة الشعب لفترة رئاسية تمتد خمس سنوات. ويتم اختيار رئيس الوزراء بوساطة البرلمان الوطني الهيئة التشريعية بالبلاد. وينتخب الشعب أعضاء البرلمان كل خمس سنوات أيضاً. وتعد محكمة العدل العليا أعلى محكمة في البلاد.

تنقسم تيمور الشرقية إلى 13 مقاطعة طبقاً لتقسيمات الحكم المحلي، ويدير كل مقاطعة موظف إداري ومجلس محلي.

السكان:

تعد البرتغالية والتيمورية اللغتان الرسميتان في البلاد، غير أن السكان يتحدثون أكثر من عشر لغات محلية بالإضافة إلى اللغتين باهاسا إندونيسيا والإنجليزية. وينحدر معظم السكان من أصول ملايوية أو ميلانيرية، وهناك من ينحدر من أصول برتغالية. ويدين أكثر من 90% من سكان تيمور الشرقية بالكاثولوكية النصرانية. وتؤدي الكنيسة الكاثوليكية دوراً مهماً في الحياة الثقافية والسياسية. وهناك من يعتنق بعض الديانات المحلية إلى جانب الكاثوليكية النصرانية.

السطح:

تضم تيمور الشرقية الجانب الشرقي من جزيرة تيمور ومنطقة أوكيوسي في تيمور الغربية بالإضافة إلى جزيرتين صغيرتين هما أتابورو وجاكو. وتتبع بقية جزيرة تيمور للسيادة الإندونيسية. ومعظم أراضي تيمور الشرقية جبلية وعرة غير أن سهولها الساحلية في الجنوب وبعض الأجزاء الشمالية تتميز بخصوبة أراضيها. ويبلغ متوسط درجة الحرارة خلال اليوم نحو 24 طوال العام، وتنخفض درجات الحرارة في المناطق المرتفعة. وتؤثر الرياح الموسمية في طول الفصول المناخية. ففي المناطق الشمالية يمتد موسم الأمطار بين شهري ديسمبر وأبريل، غير أنه يصبح طويلاً في المناطق الجنوبية وتتزايد كميات الأمطار فيها.

الاقتصاد:

تعد تيمور الشرقية واحدة من أفقر دول جنوب شرق آسيا، والزراعة أهم النشاطات الاقتصادية بها. والبن أهم صادرات البلاد، أما صيد الأسماك فهي أهم الصناعات المحلية فيها بالإضافة إلى زراعة وتسويق الفواكه والخضراوات وتعدين الخام. أما التراكمات الطبيعية من النفط والغاز الطبيعي على سواحلها فلم يتم استغلالها بعد.

نبذة تاريخية:

عاش الناس في جزيرة تيمور الشرقية منذ آلاف السنين، ازدهرت فيها قبل وقت طويل تجارة خشب الصندل الذي تم نقله إلى كافة أنحاء قارة آسيا.

بدأت البرتغال علاقات تجارية مع سكان تيمور في القرن السادس عشر الميلادي، ثم ما لبثت أن سيطرت على الجزء الشرقي من الجزيرة خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين. وسيطرت هولندا خلال الفترة نفسها على الجزء الغربي من الجزيرة ومعظم أراضي إندونيسيا. وفي عام 1859م، اتفقت البرتغال وهولندا على تقسيم الجزيرة فيما بينهما بموجب معاهدة لشبونة. وفي عام 1899م، أصبحت تيمور الشرقية مستعمرة برتغالية أطلق عليها اسم تيمور البرتغالية. وفي عام 1942م، وخلال الحرب العالمية الثانية احتلت اليابان تيمور. وعندما وضعت الحرب أوزارها عادت الجزيرة إلى السيطرة البرتغالية.

وفي عام 1975م، انسحبت البرتغال من تيمور الشرقية، واندلعت حرب أهلية خاطفة. وفي نوفمبر من العام نفسه أعلن أحد أطراف النزاع، الجهة الثورية لتيمور الشرقية المستقلة، استقلال تيمور الشرقية. وفي ديسمبر ضمت إندونيسيا الجزء الشرقي من الجزيرة لسيادتها. وفي يوليو 1976م، جعلت إندونيسيا من تيمور الشرقية مقاطعتها السابعة والعشرين إلا أن الأمم المتحدة لم تعترف بالسيادة الإندونيسية على الإقليم.

تمرد كثير من سكان الجزيرة على الحكم الإندونيسي، ولقي أكثر من 200,000 شخص حتفهم جراء المجاعات والأمراض. وخلال تسعينيات القرن العشرين اتهمت الولايات المتحدة الأمريكية وبعض المنظمات غير الحكومية إندونيسيا بانتهاك حقوق الإنسان في الإقليم. وفي عام 1996م، نال كارلوس زيمتس بيلو الأسقف الكاثوليكي في ديلي وخوزيه راموس هورتا جائزة نوبل للسلام لجهودهما في إنهاء الصراع بين تيمور الشرقية وإندونيسيا. وفي عام 1999م، اقترحت إندونيسيا إجراء استفتاء يختار التيموريون بين الاستقلال التام عن إندونيسيا وحكم ذاتي في إطار الدولة الموحدة. نال خيار الاستقلال أصوات أكثر من 80% من شعب تيمور الشرقية وتم إعلان الاستقلال في أغسطس 1999م. بدأت مليشيات مسلحة معارضة للاستقلال أعمال عنف واسعة في الإقليم أوقعت نحو 1000 قتيل، ودمرت معظم البنية التحتية للإقليم، واضطر نحو مائة ألف إلى النزوح إلى إندونيسيا. وعملت الأمم المتحدة على إرسال قوة عسكرية متعددة الجنسيات في سبتمبر 1999م لوقف أعمال العنف بالإقليم. وفي أكتوبر من العام نفسه، وافق البرلمان الإندونيسي على إنهاء المطالبة بالإقليم، وتعاونت الأمم المتحدة مع قادة تيمور الشرقية في حكم الإقليم.

وفي عام 2001م، تنافس 16 حزباً سياسياً للحصول على 88 مقعداً في الجمعية التأسيسية للبلاد. وفي مطلع عام 2002م، أقرت الجمعية دستوراً جديداً للبلاد. وبعيد الاستقلال أصبحت الجمعية التأسيسية أول برلمان لتيمور الشرقية. وفي أبريل 2002م انتخب الشعب خوزيه ألكسندر جوسماو المعروف باسم زانانا جوسماو رئيساً لتيمور الشرقية. وفي 20 مايو انتقلت السلطة السياسية كاملة إلى الحكومة الجديدة.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية