الانكماش المالي ( Deflation )
الانكماش المالي انخفاض متواصل في الأسعار في كل جوانب اقتصاد الدولة، وهو عكس التضخم المالي الذي تتزايد فيه الأسعار. والانكماش المالي قليل الحدوث، إلا أن نتائجه أكثر ضرراً من التضخم المالي.
تعاني، في كل عام، نحو 5% من دول العالم معظمها من الدول الأقل نمواً من الانكماش المالي إلا أنه يكون طارئاً يمتد لفترة وجيزة. وقد عانت بعض الدول الصناعية مثل الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة واليابان وأستراليا وكند من الانكماش المالي في وقت من الأوقات.
يحدث الانكماش المالي، أحياناً، عندما يعاني الاقتصاد من كساد أو ركود. ويصاحب الكساد أو الركود تراجع مؤقت في جميع أوجه النشاط الاقتصادي. يذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية عانت من انكماش مالي حاد خلال فترة الكساد العظيم في ثلاثينيات القرن العشرين.
يحدث الانكماش المالي، أحياناً، نتيجة المنافسة الحادة بين منتجي السلع والخدمات لزيادة مبيعاتهم بتخفيض أسعارها. غير أن قلة الطلب على السلع والخدمات يعد السبب الرئيسي لحدوث الانكماش المالي. ففي فترة الكساد العظيم تضافرت عدة عوامل في الولايات المتحدة الأمريكية أدت إلى تراجع الطلب على السلع والخدمات. فقد افتقرت المصارف للسيولة الكافية لإقراض الأفراد والشركات. وعجز النظام الاحتياطي الفيدرالي (المركز المصرفي) عن تحفيز الاقتصاد بضخ مزيد من النقد للتداول. وأعدت الحكومة المركزية ميزانية متوازنة منعتها من تخفيض الضرائب أو زيادة النفقات الحكومية. وأدت هذه الأسباب مجتمعة إلى تراجع في الطلب على السلع والخدمات ثم إلى الانكماش المالي.