الألم العضلي الليفي ( Fibromyalgia )
الألم العضلي الليفي حالة يتعرض فيها الأشخاص إلى آلام حادة وقاسية تبقى لفترات طويلة في العضلات والأنسجة الرقيقة الأخرى في أجزاء الجسم المختلفة. وللمرضى الذين يعانون من الألم العضلي الليفي مواضع على أجسادهم تسمى نقاط الإيلام تكون بالغة الحساسية. ويقوم الأطباء بفحص نقاط الإيلام بالضغط بقوة على أماكن تلك النقاط المعروفة. ويشعر المرضى الذين يعانون من الألم العضلي الليفي بالألم حتى عند الضغط على أجسامهم بطريقة لا تؤلم من لا يعاني من هذه الحالة.
بالإضافة إلى الألم والوهن، فإن معظم مرضى الألم العضلي الليفي يعانون من مشاكل التعب والأرق. كما أن الصداع (أوجاع الرأس) ، وآلام البطن من الأعراض الشائعة. ويشعر كثير من المرضى بالقلق والاكتئاب أو التوتر. ويصاب الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 30 إلى 40 سنة بالألم العضلي الليفي أكثر من غيرهم، والنساء يصبن بالألم العضلي الليفي أكثر من الرجال.
لا تؤكد فحوصات المختبر، أو الأشعة السينية، أو أي إجراء آخر إصابة شخص ما بالألم العضلي الليفي. وعادة، يقوم الأطباء بتشخيص الحالة من خلال معرفة تاريخ الأعراض بعناية تامة، ومن ثم تحديد أن للمريض نقاط إيلام.
لم يتفق الخبراء حول أسباب الألم العضلي الليفي. ويعتقد بعض الأطباء أن الحالة تنشأ بصورة رئيسية بسبب اضطرابات المزاج أو الحالة النفسية. وهؤلاء الخبراء يعتقدون أن الاجهاد والاكتئاب والقلق تسبب الأرق. ويزيد النوم المتقطع المضطرب الحساسية للألم، وذلك عن طريق تغيير توازن مواد كيميائية في الدماغ والجهاز العصبي تعرف باسم المرسال. والمواد الكيميائية التي يمكن أن تدخل في تغيير التوازن هما السيروتونين والنورابينفرين. ويعتقد أطباء آخرون أن اختلال توازن المواد الكيميائية المرسال يحدث أولاً، وأن هذا الاختلال في التوازن يؤدي إلى تغيير المزاج أو الحالة النفسية، وعدم النوم، والألم وأعراض أخرى.
إن علاج الألم العضلي الليفي يحتوي غالبًا على برنامج تمارين، لأن التمارين تخفض الحساسية للألم وتحسن اللياقة البدنية. ويوصي الأطباء دائمًا في وصفاتهم تناول أدوية يطلق عليها مضادات الاكتئاب، التي تعمل على تخفيف الألم، وتساعد على النوم، وتحسن من المزاج أو الحالة النفسية. كما أن الأطباء ربما يصفون أيضًا أدوية معالجة للألم.
ولأن الاجهاد والاكتئاب يسببان الألم العضلي الليفي ويزيدان حدته فإن العلاج النفسي ربما يساعد في التخلص من أعراضه.