اعتلال نقص الانتباه ( Attention deficit disorder )
اعتلال نقص الانتباه مشكلة سلوكية، يجد الذين يعانون منها صعوبة غيرمعتادة في الانتباه، والجلوس دون حركة، أو التحكم في اندفاعاتهم العصبية. والمصطلح الرسمي المستخدم للإشارة لهذا الاعتلال هو اعتلال نقص الانتباه / فرط النشاط، وهو أكثر المشاكل السلوكية شيوعًا بين الأطفال. ويبلغ معدل الإصابة بهذا الاعتلال لدى الصبيان أكثر من ضعف معدل الإصابة لدى البنات. ويعاني عدد ملحوظ من المراهقين والراشدين أيضًا من هذا الاعتلال.
لقد تعرف معظم الخبراء على ثلاثة أنواع من اعتلال نقص الانتباه / فرط النشاط. النوع الدفعي ـ مفرط النشاط الذي يسمى أيضًا فرط النشاط. ويظهر الأطفال الذين يعانون من هذا النوع، قدرًا كبيرًا من التململ العصبي والضجر. ويكونون في الغالب من النوع الذي لا يستطيع انتظار دوره لكي يتحدث في الفصل أو يشارك في النشاط الجماعي. ولا يظهر الأشخاص الذين يعانون من النوع اللا انتباهي أي علامات جسدية للتململ والضجر، ولكنهم يجدون صعوبة في التركيز. ويتسم هؤلاء بالنسيان وعدم النظام ويفشلون غالبًا في إكمال فروضهم المدرسية أو الواجبات الأخرى التي كلفوا بأدائها. وتتعرض الفتيات للإصابة بالنوع اللا انتباهي، أكثر من تعرضهن للإصابة بالنوع الذي يتسم بفرط النشاط. ويعاني معظم مرضى نقص الانتباه/ فرط النشاط، من النوع المشترك الذي يجمبع بين أعراض كل من فرط النشاط والنوع اللانتباهي.
ويعتقد معظم الخبراء أن لاعتلال نقص الانتباه سبب جسدي لم يتم التعرف عليه بعد. ويدرس العلماء الآن وظيفة الدماغ مستخدمين في ذلك التصوير بالرنين المغنطيسي، والتقنيات الأخرى التي تنتج صورًا للدماغ الحي، دون أن تتسبب في إحداث أي أذى. وقد أظهرت مثل هذه الدراسات أن أدمغة الأطفال الذين يعانون من هذا الاعتلال تختلف عن أدمغة الأطفال الذين لا يعانون منه. وتحدث بعض هذه الاختلافات في مناطق الدماغ المعروفة باسم الفصوص الأمامية، التي تتحكم في التخطيط ووضع القيود على السلوك. وتوحي بعض الدراسات الأخرى إلى أن بعض الجينات (المورثات) المعينة تؤدي دورًا في العديد من حالات الإصابة باعتلال نقص الانتباه. ويعتقد معظم الأطباء أن بعض الأدوية قد تساعد الناس الذين يعانون من هذا المرض. والدواء الذي غالبًا ما يتم وصفه من قبل الأطباء هو الميثيلفنديت المعروف تجاريًا باسم الريتالين. ويعمل الريتالين والأدوية المماثلة، على تحسين درجة التحكم الذاتي عن طريق تنبيه أجزاء الدماغ المسؤولة عن تنظيم النشاط الدماغي. ويستفيد الأطفال الذين يعانون من المرض أيضًا من تقنية تعديل السلوك. وفي هذه المعالجة، يساعد البالغون الأطفال على اكتساب التحكم الذاتي عن طريق توفير الإشراف الحميم وتقديم المكافآت المتكررة في مقابل السلوك الملائم.