العنف المنزلي ( Domestic violence )
العنف المنزلي يشير إلى سوء المعاملة الجسدية أو الجنسية أو العاطفية أو النفسية التي تحدث بين الأزواج والأزواج السابقين وغيرهم من الراشدين الذين ربطت بينهم سابقًا، أو تربط بينهم حاليًا علاقات حميمة. ويميز العديد من الخبراء بين العنف المنزلي وسوء المعاملة التي يتعرض لها كبار السن أو الأطفال. ★ تَصَفح: سوء معاملة الأطفال. وقد يلجأ كل من الرجال والنساء إلى استخدام العنف أحدهما ضد الآخر، ولكن من المرجح أن تتعرض النساء بصورة أكثر من الرجال للإصابة أو القتل من قبل شركائهم.
يخلِّف العنف المنزلي تأثيرات طويلة الأمد على الضحايا وأسرهم. فقد يلجأ الضحايا إلى استخدام الكحول أو العقاقير ويكونون عرضة للإصابة بالاكتئاب، أو أمراض الجهاز الهضمي، أو غيرها من أنواع الألم النفسي. وفي غياب الوازع الديني كما في الغرب مثلاً، يفكر ضحايا العنف المنزلي في الانتحار، أو يشرعون فيه، بصورة تفوق غيرهم من الضحايا. ويعاني الأطفال الذين يشهدون العنف المنزلي في الغالب من آلام عاطفية ونفسية، ويكونون معرضين أكثر من غيرهم من الأطفال لتبني أسلوب العنف وممارسته.
وعلى مدى سنوات طويلة، اعتبر معظم علماء الاجتماع وفقهاء القانون وغيرهم من الخبراء، العنف المنزلي "أمرًا خاصًا". ولكن معظم الخبراء اليوم يجمعون على أنه مشكلة اجتماعية خطيرة. وتسهم العديد من المرافق الخدمية في الغرب في منع ومعالجة العنف المنزلي، ويشمل ذلك الملاجئ المخصصة لإيواء النساء اللائي تعرضن للضرب. وتوفر هذه الملاجئ مدى واسعًا من البرامج تشمل المساعدة والمشورة القانونية للضحايا وأطفالهن.
ومنذ الثمانينيات، بدأت الولايات المتحدة الأمريكية الخمسون في تطبيق قوانين تنص على أن العنف المنزلي والعنف ضد النساء، جرائم يعاقب عليها القانون. وقد سهلت القوانين للنساء أمر الحصول على أوامر مقيدة، وهي أوامر تصدرها المحكمة بقصد منع المعتدين من الاتصال المباشر بضحاياهم. كما أن العديد من الولايات أيضًا تطلب من ضباط الشرطة القاء القبض على المعتدين في حالة حدوث عنف منزلي. وقد أجازت الحكومة الفيدرالية قانون العنف ضد النساء في عام 1994م، وهو قانون يمنح اعتمادات مالية للولايات والحكومات المحلية لإنشاء برامج وإقامة ملاجئ للنساء اللائي يتعرضن للضرب. ويعرِّف القانون أيضًا المطاردة (تهديد وتعقب ومضايقة الضحية على نحو متكرر) بوصفها جريمة.
ليس هناك سبب واحد يمكن أن يُعزى له العنف المنزلي. فالعديد من المعتدين لديهم تاريخ طويل في معاقرة الكحول أو سوء استعمال العقاقير. ويعاني بعضهم من الضغط النفسي الناتج عن البطالة، والمشاكل الجنسية، وتدني الرضا الوظيفي. ويعاني أكثر المعتدين إيذاء في العادة من مشاكل عاطفية حادة. كما أن العديد من المعتدين تعرضوا للمعاملة السيئة عندما كانوا أطفالاً.
هناك العديد من البرامج المتاحة لمعالجة الأشخاص الذين يتورطون في أعمال العنف المنزلي. ويطلب القضاة في الغالب من الرجال الذين اعتدوا على زوجاتهم، حضور هذه البرامج كشرط من شروط الحكم الصادر ضدهم.
أصبحت الحياة الأسرية في الإسلام حياة سكينة ومودة ورحمة. قال تعالى: ﴿ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون﴾ الروم: 21.
وحدد الإسلام حقوقًا مشتركة للزوجين وحقوقًا منفردة لكل واحد منهما على حدة. وأمر بتأديب الزوجة عند النشوز. قال تعالى: ﴿واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن وأهجروهن في المضاجع وأضربوهن، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا﴾ النساء: 34 والضرب هنا للتأديب وليس من العنف المنزلي. ونشوز الزوجة هو عصيان الزوج وعدم طاعته أو امتناعها عن فراشه، أو خروجها من بيته بغير إذنه. ولا تضرب الزوجة لأول نشوزها، وعليه أن يتجنب الوجه والمواضع المؤذية، وأن يكون ضربًا غير مبرح، وإلا فإن الإسلام شرع الطلاق تغليبًا لمصلحة الزوجين.