جايا ( Gaia )

الجايا مصطلح يقصد به الفكرة القائلة بأن الكرة الأرضية كائن حي ينظم ظروف الحياة في الهواء واليابسة والماء. والجايا افتراض في نظر العلماء، بمعنى أنه يفسر ملاحظات العلماء عن الحياة على الأرض. وتعود تسمية المصطلح إلى جايا، إلاهة الأرض في الأساطير الإغريقية.

لاحظ العلماء منذ عهد بعيد أن الكائنات الحية تغير البيئة. فالنباتات، على سبيل المثال، تأخذ ثاني أكسيد الكربون من الجو وتعطي الأكسجين. ولكن افتراض الجايا يذهب إلى أبعد من ذلك، حيث ينص على أن الحياة نفسها تعمل على الحفاظ على البيئة صالحة للحياة. وحسب الافتراض، تتفاعل كل الكائنات الحية ـ ابتداء من أصغر الخلايا وانتهاء بأكبر النباتات والحيوانات ـ لإيجاد الظروف البيئية التي تحتاجها.

ومن الأمثلة التي توضح كيفية عمل افتراض الجايا ما يحدث في الغابات المدارية المطيرة. فالأشجار تعطي الماء عبر أوراقها بعملية تسمى النتح، ويؤدي ذلك إلى ازدياد كمية الرطوبة في الجو، وبالتالي ازدياد معدل حدوث الرياح الممطرة. ونتيجة لذلك تتم المحافظة على البيئة الضرورية لحياة الغابات المدارية بطريقتين، حيث توفر الأمطار المياه اللازمة لنمو الأشجار، بينما تحجب السحب الممطرة الشمس عن الغابة، وبذلك تمنع ازدياد درجة الحرارة.

طرح جيمس لوفلوك، وهو كيميائي وبيولوجي ومخترع بريطاني، افتراض الجايا لأول مرة في عام 1968م. ومنذ ذلك الحين ظل يعمل على تدقيق الافتراض بالاشتراك مع عالم الأحياء الدقيقة الأمريكي لين مارجوليس. وقد أثارت النظرية موجة من الشك والجدل بين العلماء، حيث وصف بعضهم بعض جوانب النظرية بعدم العلمية أو عدم الأصالة. ولكن باحثين آخرين يعتقدون أن إجراء الأبحاث حول الجايا قد يزيد فهمنا عن بعض المشاكل البيئية الخطيرة مثل ازدياد درجة حرارة الأرض بتأثير البيت المحمي وعمليات الانقراض الجماعي.