الرئيسيةبحث

السياحة ( Tourism )



السياحة توفير الخدمات للسياح. والسائح هو الشخص الذي يسافر بعيدًا عن بلده، سواء داخل وطنه أو خارجه، ليوم واحد على الأقل، أو ليلة واحدة. وأسباب مثل هذا السفر عديدة منها الفراغ (الترويح، العطلات، العلاج، التعليم، الدين، الرياضة) والتجارة والشؤون العائلية. وعليه فإن الذين يقضون عطلاتهم في بلد آخر، ووفود المؤتمرات، ورجال الأعمال المسافرين كلهم في عداد السائحين.

والبعض يعتبر الشخص الذي يقضي يومًا على شاطئ البحر سائحًا. ولكن منظمة السياحة العالمية، وهي المنظمة العالمية الممثلة للسياحة، تعرف السائح بأنه الشخص الذي يزور مكانًا ما ويقضي هناك ليلة واحدة على الأقل قبل أن يعود إلى بيته.

أهمية السياحة

عندما يفكر الكثيرون في السياحة تنصرف أذهانهم عادة إلى السفر عبر الحدود إلى بلاد أخرى غريبة. ولكن معظم السياحة في الواقع محلية ـ أي ترتبط بسياح يسافرون إلى أماكن داخل أوطانهم.

إحصاءات سياحية:

تهيمن الدول الصناعية على نوعي السياحة المحلية والدولية، حيث تستقبل أوروبا وأمريكا الشمالية ومنطقة المحيط الهادئ أكثر من ثلثي السائحين الدوليين. ومهما كان الحال فإن السياحة صناعة رئيسية في معظم الدول.

ففي منتصف تسعينيات القرن العشرين أسهمت السياحة بما يزيد على 6% من قيمة كل السلع والخدمات المنتجة في أنحاء العالم المختلفة، ومثلت أيضًا أكثر من 13% من المنصرفات الاستهلاكية العالمية. ويقدر الخبراء أن السياحة تدعم أكثر من 130 مليون وظيفة في مختلف أنحاء العالم، وتسهم بما يزيد على 5,6% من إجمالي المدفوعات الضريبية.

مقومات السياحة:

تتكون صناعة السياحة من كل الأعمال التي توفر السلع والخدمات مباشرة لمختلف النشاطات الترويحية والتجارية الخاصة بالسائحين. وتشمل الصناعة الخطوط الجوية المحلية والعالمية، والخطوط البحرية والنهرية، والسكك الحديدية، والحافلات وسيارات الأجرة، والفنادق والشقق ووسائل الإقامة الأخرى، والمطاعم والأندية ومؤسسات الرعاية الأخرى، ومنظمي الرحلات الترفيهية، ووكالات السفر، وموفري التسهيلات الترفيهية (المسارح ودور السينما والمعارض وغيرها)، والحدائق القومية والآثار السياحية، ومصنعي وبائعي الهدايا التذكارية، ومراكز المعلومات السياحية، ومراكز المؤتمرات والاجتماعات. ويخدم العديد من هذه الأعمال غير السياح أيضًا.

تأثيرات السياحة

توفر السياحة العديد من الفرص الوظيفية. فهي صناعة ذات كثافة عمل عالية، أي تتطلب إسهام عدد كبير من العاملين. ولكن معظم السياحة موسمية، حيث تكون الزيارات لمكان ما مكثفة في موسم معين، وخاصة على شواطئ البحار وفي أماكن التزلج. ولذا فإن معظم الوظائف السياحية مؤقته، والعديد منها منخفضة العائد ولا تتطلب مهارة عالية. وبالرغم من ذلك فإن وجود العدد الهائل من العاملين في حقل السياحة، وارتباط السياحة بغيرها من الصناعات مثل المطاعم والترفيه، يعنيان أن الحكومات تولي السياحة الكثير من العناية.

توفر السياحة فوائد اقتصادية كبيرة للعديد من الأماكن في شكل وظائف أو دخل. ولكنها تخلق مشاكل إذا نمت بسرعة أو بدون نظام. ويعتقد الخبراء أن الأماكن السياحية تمر "بدورات حياة". فبعد أن يكتشف السياح منطقة ما تنمو المنطقة بسرعة، ولكن الأعداد الكبيرة من السياح الذين يفدون على المنطقة تضفي تغييرات على شخصية المنطقة بالتأثير على البيئة الطبيعية وثقافة الناس. ويعني حدوث هذه التغييرات أن خصائص المنطقة التي كانت تجذب إليها السياح قد انتهت، مما يجعلها تمر بحالة من الجمود وربما التدهور.

وبمعرفة دورة الحياة استطاعت صناعة السياحة إعادة الحياة إلى العديد من المناطق "المتعبة". فقد استعادت مدينة أتلانتيك سيتي حيويتها، وكثر ورود السياح إليها، بعد فترة ركود طويلة، عندما اهتمت ببناء الكازينوهات. وابتنت مدن أخرى أهدافًا سياحية مختلفة مثل قاعات المؤتمرات والمتاحف وصالات الفنون والمراكز الترفيهية. واستضاف بعضها أحداثًا هامة مثل الألعاب الأوليمبية.

التأثيرات البيئية:

البيئات الطبيعية أهداف سياحية في العديد من المناطق. فمشاهدة الطيور والحيتان، والغطس بأجهزة التنفس، وتصوير الحياة البرية، ورحلات الصيد، كلها أنشطة سياحية هامة يمكن تطويرها. وتشمل مناطق الجذب الدولية المنتمية إلى السياحة المبنية على الطبيعة حظائر الحيوانات في شرق وجنوب إفريقيا، والبيئات الوطنية في أمريكا الجنوبية والشمالية، والبيئات البكر في أنتاركتيكا. وقد أصبحت هجرات الحيتان السنوية من أهم مشاهد الجذب في العديد من أنحاء العالم، ولذلك سنت حكومات كل من أستراليا وكندا ونيوزيلندا والولايات المتحدة قوانين للحد من تعكير حياة الحيتان الذي تسببه السفن والزوارق السياحية. فقد أدى تطور السياحة على شواطئ البحار وعند مصبات الأنهار، وخاصة في جنوب شرق آسيا والمحيط الهادئ، إلى اضطراب بيئات توالد الطيور والأسماك وغذائها.

وأدى تكاثر الفنادق غير المنظم إلى مشاكل عديدة في المنتجعات الساحلية. فقد حطم بناء بعض الفنادق الكثبان الرملية الساحلية، وبالإضافة إلى ذلك أدى بناء بعض الفنادق قريبًا جدًا من الساحل إلى وقوع المياه الساحلية تحت ظل الفندق طوال النهار.

والتلوث مشكلة أخرى. فقد يسبب تلوث المياه تدهور نوعية المياه الصالحة للسباحة، وقد يؤثر في نمو الشعاب المرجانية، ولذلك تبنت بعض المناطق السياحية مثل منتجعات باتايا وفوكيت في تايلاند برامج لوقف تدهور المياه الذي تسببه نظم الصرف الصحي.

وتنظم الحكومات وصناعة السياحة حملات لبناء سياحة مستديمة لا تؤثر في البيئة. ولتحقيق هذا الهدف تبنت الهيئات السياحية القومية والدولية مبادئ أخلاقية والتزامات تجاه البيئة. فقد طورت شركات كبرى عديدة مثل الخطوط الجوية البريطانية والخطوط الجوية الأمريكية برامج لتحسين طرق إعادة تصنيع الموارد وتطوير وسائل استغلالها. وقد تحد بعض الدول من أعداد السياح الزائرين لبعض المناطق الحساسة مثل الحدائق القومية. ومن هذه الدول دولة بوتان الصغيرة على هضاب الهملايا التي تحد من أعداد القادمين إليها من الدول الأخرى للسياحية.

التأثيرات الثقافية:

عرَّضت السياحة مناطق عديدة في الدول النامية إلى استقطاب الزائرين لها من دول أجنبية وخاصة الدول الغربية، بكل ما يحملونه من قيم وسلوك. وفي بعض المناطق يقلد السكان الزائرين وبذلك تتغير ثقافتهم بالتدريج ؛ حيث تموت التقاليد القديمة وتستبدل بالمأكولات التقليدية المأكولات التي يفضلها الزوار. وفي العديد من المناطق يصنع الحرفيون تذكارات رديئة النوعية بقصد الربح السريع.

وقد تأثرت المجتمعات المحلية في العديد من الأماكن باهتمامات السياح الفنية والحرفية والثقافية. ففي بالي بإندونسيا، على سبيل المثال، تبنى المسرح المحلي برامج تتواءم مع رغبات السياح، ولكنها بالرغم من ذلك تعرض على سكان بالي في شكلها الأصلي.

نبذة تاريخية

نمت أول صناعة للسياحة، على ما يبدو، قبل حوالي 3000عام، بتقديم السلع والخدمات لزائري المقدسات الهندوسية والبوذية في الهند، وما زالت بعض هذه الزيارات مستمرة حتى اليوم.

الإغريق والرومان:

في القرن الخامس قبل الميلاد سافر هيرودوت كثيرًا إلى كل من مصر وبلاد ما بين النهرين وجنوب روسيا والطرف الشمالي لإفريقيا. وقد وضع الرومان الكثير من خصائص السياحة في الدول الغربية، حيث شكلت عطلاتهم الدينية، التي بلغت مائة يوم سنويًا، أساس العطلات في الغرب اليوم. وكان للرومان أيضًا تذكاراتهم ومنتجعاتهم السياحية، وكانو يهربون من ضغوط المدينة بزيارة نابولي والريفيرا الإيطالية.

سافر الرومان أيضًا إلى أماكن أخرى في الإمبراطورية الرومانية. فقد كان المقتدرون منهم يسافرون إلى مصر واليونان لزيارة المعابد ورؤية الثقافة المحلية. وفي القرن الثاني الميلادي أنتج الجغرافي الإغريقي باوسانياس أول دليل سياحي لمساعدة الزائرين الرومان إلى بلاد الإغريق.

في العصور الوسطى:

كانت التجارة وزيارة الأماكن المقدسة أهم أسباب السفر في العصور الوسطى لدى أهل أوروبا. فقد كان النصارى يسافرون إلى المراكز الدينية مثل روما وكانتربري في إنجلترا، وعلى امتداد الطرق بنيت النزل والاستراحات. وكانت للتذكارات أهمية خاصة حيث كان زوار الأماكن المقدسة يوثقون بها الأماكن التي قصدوها بحثًا عن الخلاص. وما زال العديد من الطرق التي سلكها زوار المقدسات والأماكن التي زاروها شواهد سياحية هامة حتى اليوم.

وفي أواخر القرون الوسطى سافر كثير من الأوروبيين بحثًا عن الترفيه أكثر من سفرهم لزيارة الأماكن المقدسة. وفي القرن السادس عشر أوضح باراسلسوس، أبوالطب الحديث، أن الينابيع الحارة مفيدة للصحة، مما دفع الكثيرين إلى السفر إلى المنتجعات المعدنية في ألمانيا والمجر والنمسا وإيطاليا.

الرحلة الكبرى:

شهد عصر النهضة بداية ماعرف "بالرحلة الكبرى" في أوروبا حيث كان الشباب الأرستقراطيون يتنقلون عبر أوروبا للتعلم والتثقف. فقد كانت رؤية العالم الأوروبي مهمة جدًا وخاصة لدى الشباب الإنجليزي المتعلم، ولذلك ازداد الاهتمام برؤية المناظر باعتباره جزءًا لا ينفصم عن السياحة، فأولت الدول الكاتدرائيات والكنائس والقصور وآثار روما القديمة عنايتها.

ومع ازدياد التركيز على التعليم، باعتباره من ضروريات تكوين الرجل المتكامل، شهد عصر النهضة أيضًا أولى موجات الانتقال إلى القارة الأوروبية، التي استمرت طوال القرن السابع عشر. وكان الطالب يبدأ رحلته الكبرى عادة عند سن السادسة عشرة، أي بعد التخرج من الجامعة مباشرة، حيث كانت رحلته تستغرق عادة ما بين عام وخمسة أعوام. وكان الطالب يصطحب معه في رحلته من أطلق عليهم حينئذ المرافقون، وكانت مهمتهم الاعتناء به في السفر. وكان الأثرياء منهم يصطحبون حاشية تضم الخدم والحرس والمحاسبين ومصوري المناظر وغيرهم. وقد أُدخلت الكمبيالات في الخدمة في القرن الثامن عشر، وكانت الكمبيالة خطابًا من مصرف يسمح للسائح بسحب مبلغ معين عندما يكون خارج وطنه. وهي توازي الشيكات السياحية في العصر الحديث. ★ تَصَفح: الشيك السياحي.

القرن التاسع عشر:

أدت الثورة الصناعية إلى تغيرات هامة في أنماط السفر وسلوك المسافرين. فقد أصبح بمقدور الطبقة الوسطى وطبقة العاملين التنقل بسهولة بفضل السكك الحديدية والسفن البخارية. وأدت هذه التطورات أيضًا إلى إنشاء المنتجعات السياحية الجماعية في المملكة المتحدة مثل ساوثند ومارجيت وبلاكبول.

وقد أوجدت الحركة الرومانسية الإنجليزية التي قادها شعراء مثل وليم وردزورث مناخًا برز فيه الاهتمام بالمناظر الطبيعية، حيث عكست الكتب السياحية هذا الاتجاه في أوائل القرن التاسع عشر، وأصبحت مناطق مثل جبال أسكتلندا وجبال الألب السويسرية أهدافًا سياحية في أوروبا. وفي أمريكا الشمالية وأستراليا ونيوزيلندا أدى تطور السكك الحديدية مع ما واكبه من اهتمام بالمناظر الطبيعية إلى إنشاء أولى الحدائق القومية مثل متنزه يلوستون الوطني (ويومينج، الولايات المتحدة الأمريكية، 1872)، ومتنزه رويال الوطني (نيو ساوث ويلز، أستراليا 1879)، ومتنزه بانف الوطني (ألبرتا، كندا، 1885).

السياحة الجماعية الحديثة:

بدأت في 5 يوليو 1841 عندما غادرت أول رحلة بالقطار نظمها توماس كوك محطة السكك الحديدية في ليستر بإنجلترا. وقد أصبح كوك أول منظم رحلات حيث حصل على "أجر جماعي" مخفض قدره شلن واحد لكل شخص في رحلة نظمها من ليستر إلى لاوبرا. ومضى كوك في تنظيم رحلاته بالاشتراك مع الشركات التي كانت تسير خطوط السكك الحديدية في ذلك الوقت حيث كان ينظم رحلاته لتلاميذ المدارس. أما السفر بغرض الاستمتاع فقد جاء متأخرًا.

نظم كوك أول رحلة بغرض تجاري في عام 1845، وكانت من ليستر إلى ليفربول وويلز الشمالية. وقد نظم الرحلات الأولى إلى أحداث رئيسية مثل المعرض الكبير في لندن في عام 1851م والمعرض العالمي في باريس في عام 1855م، كما نظم رحلة سير إلى جبال الألب السويسرية. وفي عام 1867م نظم أول رحلة إلى الولايات المتحدة.

في عام 1873م اخترع كوك أول ورقة تداولية، وكانت شكلا مبكرًا للشيكات السياحية الحديثة. وفي عام 1872م نظم أول رحلة حول العالم، حيث وردت تفاصيل الرحلة في جريدة التايمز. بدأت الرحلة من لندن، وعبرت المحيط الأطلسي إلى نيويورك، ومنها بالقطار إلى سان فرانسيسكو، ثم عبر المحيط الهادئ إلى اليابان، ومنها برًا إلى القاهرة حيث التحقت بسفريات كوك من القاهرة إلى لندن. بهذه الرحلة اكتسبت رحلات كوك شهرة كبيرة. وبحلول عام 1880م بلغ عدد وكالات توماس كوك السياحية 60 وكالة في أنحاء العالم المختلفة، وبلغ عدد الفنادق التي تتعامل مع شيكات كوك السياحية 500 فندق. ★ تَصَفح: كوك، توماس.

وعندما بدأ سياح الطبقة الوسطى يسافرون إلى أماكن كانت محتكرة للأثرياء من السياح طور هؤلاء الأثرياء أشكالاً سياحية أخرى أكثر ترفًا. وفي عام 1883م سير البلجيكي جورج ناجلماكرز قطار الشرق السريع، وكان أول قطار أوروبي بغرف نوم ومطعم. انتظمت رحلات قطار الشرق السريع في البداية من باريس إلى البحر الأسود ثم امتدت رحلاته فيما بعد إلى إسطنبول بتركيا. وقد توقفت الخدمات المتكاملة إلى إسطنبول في عام 1977م، ولكن الخدمات ما تزال باقية في أجزاء من الرحلة. كان قطار الشرق السريع مؤثثًا تأثيثًا راقيًا، وفي أواخر القرن التاسع عشر بدأ تسيير السفن ذات التأثيث الفاخر، حيث وفرت السفن الأولى مستوى من الفخامة لم يكن متوفرًا في أفضل الفنادق.

وفي العشرينيات من القرن العشرين الميلادي زار العديد من نجوم السينما الأمريكيين الريفيرا الفرنسية والريفيرا الإيطالية، مما زاد من شعبيتهما. وظهرت موضة الحمامات الشمسية، وما تزال باقية حتى الآن، بالرغم من المخاطر الصحية الناجمة عن التعرض الطويل لأشعة الشمس. ويفسر استمرار هذه الموضة الشهرة السياحية الواسعة التي تحظى بها مناطق البحر الأبيض المتوسط وجزر الكاريبي.

وبانتهاء الحرب العالمية الثانية (1939-1945م) أصبح التنقل بغرض الاستمتاع ميسورًا بفضل ازدياد تملك السيارات وتوفر الوقت والمال. وبدخول الطائرات النفاثة التجارية إلى الخدمة في الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين أصبح بمقدور أكبر عدد ممكن من الناس السفر إلى مسافات طويلة، في أسرع وقت، وبأسعار أقل. وقد تطلب ازدياد كثافة التنقل عبر الجو بناء مطارات أكبر لاستيعاب الأعداد الكبيرة من المسافرين. وشهدت تلك الفترة أيضًا بناء الفنادق الضخمة في المناطق الساحلية.

أدى تطور السياحة أيضًا إلى ظهور ما عرف باسم الرحلات الشاملة. وقد نظمت شركة هورايزون أول رحلة من هذا النوع إلى جزيرة كورسيكا على البحر الأبيض المتوسط، في عام 1950م. وكانت هذه الرحلات، بما امتازت به من دقة في التنظيم، أوضح نموذج للرحلات الجماعية في القرن العشرين. وبازدياد عدد المسافرين برزت مناطق سياحية جديدة إلى الوجود، وشيدت متنزهات ضخمة مثل ديزني لاند وديزني وورلد في الولايات المتحدة.

وفي أوائل الثمانينيات من القرن العشرين أصيبت السياحة بنكسة لارتفاع أسعار الوقود، ولكن السياحة ظلت تنمو باطراد أثناء فترة الركود الاقتصادي. فقد بلغ معدل نمو السياحة بين عامي 1970 و1990م أكثر من 260%.

السياحة اليوم:

شهدت الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين تطور أشكال أخرى من التنقل. فبالرغم من أن سياحة العطلات تمثل جزءًا أساسيًا من صناعة السياحة فإن أعدادًا كبيرة من السياح مازالوا يسافرون بغرض اكتساب ثقافات جديدة والاحتكاك ببيئات مغايرة. ونظرًا لتغير أنماط الحياة أصبح قضاء العطلات القصيرة وعطلات نهاية الأسبوع خارج المنازل عادة شائعة.

وفي التسعينيات من القرن العشرين نمت السياحة العالمية بمعدل سنوي بلغ حوالي 4%. ويذهب السياح اليوم إلى أماكن لم تكن مطروقة في السابق. فبسبب النمو السريع الذي تشهده الصين وإندونيسيا وكوريا الجنوبية وتايوان واليابان أصبحت منطقة آسيا والمحيط الهادئ مركز استقطاب رئيسي للسياحة العالمية. ومن المتوقع أن تحافظ مناطق سياحية جديدة مثل بالي في إندونيسيا والحاجز المرجاني الكبير في أستراليا ومناطق في تايلاند وسنغافورة على نموها في السنوات القادمة.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية