الخطي، أبو البحر ( al- Khatti, Abu- al- Bahr )

الخَطِّي، أبو البحر(973-1028هـ، 1565- 1619م). أبو البحر جعفر بن محمد بن حسن بن ناصر ابن عبدالإمام الشهير بالخطي، من أشهر شعراء منطقة الخليج العربي. ولد بالتوبي إحدى قرى القطيف، وفيها تلقى تعليمه. وتردد بين القطيف والبحرين، ثم رحل في أخريات أيام حياته إلى إيران، حيث أقام في مدينة شيراز فترة من الزمن، وفي مدينة أصفهان التقى بمؤلف كتاب الكشكول الشيخ بهاء الدين العاملي المعروف بالبهائي الذي أعجب بقدراته الشعرية، وجرت بينهما مساجلات شعرية أظهرت تفوقه ونبوغه. وقد شهد له البهائي بذلك قائلاً: "لعمري، لا أراك إلا آخذًا بأزمة أوابد اللَّسَن، تقودها حيث أردت، حيث كأن الألفاظ تتحاسد على التسابق إلى لسانك، والمعاني تتغاير على الانثيال إلى جَنانك". وقال عنه مؤلف أنوار البدرين الشيخ علي البلادي البحراني: "من الأدباء الكاملين، والشعراء المُفْلِقين، وله يد في العلوم أيضًا، إلا أن الشعر غلب عليه".

جمع ديوانه في حياته الحسن بن محمد الغنوي تلميذه وراويته، بأمر الشريف جعفر بن عبدالجبار بن حسين العلوي الموسوي. ذكر ذلك السيد محسن الأمين العاملي في كتابه أعيان الشيعة. وممن عني بتتبع آثار الخطي الشعرية وجمعها الخطيب بن علي بن الحسين الهاشمي، عضو الجمعية الأدبية بالنجف الأشرف، الذي قام بطبع ديوانه في إيران عام 1373هـ، وقد وصف نسخته بأنها أثرى النسخ من حيث التمام والضبط. وأورد علي أحمد سعيد (أدونيس) نماذج من شعر الخطي في كتابه ديوان الشعر العربي. يتميز شعر الخطي بالسّهولة والعفوية، وقد تناول في شعره كثيرًا من الأغراض الشعرية الشائعة في عصره.