الرئيسيةبحث

الفرج، خالد ( al- Faraj, Khalid )


الفرج، خالد (1316- 1374هـ، 1898م- 1954م). خالد الفرج شاعر وأديب وباحث كويتي المولد، قضى حياته بين الهند ودول الخليج العربي، ويعد من رجال النهضة البارزين في التاريخ الحديث لمنطقة الخليج العربي.

كان الفرج ضمن أوائل من تلقوا تعليمًا نظاميًا في بدايات التعليم في الكويت، وعهد إليه التدريس بالمدرسة التي تخرج فيها. وعمل على تثقيف نفسه بالقراءة حتى اجتمعت له حصيلة كبيرة من المعرفة ما لبثت أن تعمقت بسفره إلى بومبي في الهند عام 1336هـ، شأن كثير من الكويتيين المشتغلين في التجارة آنذاك، حيث تعلم اللغة الإنجليزية واطلع على بعض اللغات الهندية متعرفًا على آداب تلك اللغات. كما أسس أثناء إقامته مطبعة أسماها المطبعة العمومية.

زار الفرج البحرين عام 1341هـ، وأقام بها في رعاية أسرة آل الخليفة الحاكمة هناك، وبين أفراد قبيلته من الدواسر الذين رحلوا فيما بعد إلى المملكة العربية السعودية. وفي البحرين أسهم الفرج في جوانب مختلفة من النهضة حيث عين أستاذًا في مدرسة الهداية الخليفية، ثم عضوًا في المجلس البلدي للبحرين. كما أسهم في الدفاع السياسي بالكتابة في الصحف العربية عن مساوئ الإنجليز في ذلك البلد العربي. وكان في موقفه هذا يصدر عن وعي قوي بوحدة الجزيرة العربية عبَّر عنه سنة 1927م بقصيدة تضمنت قوله:

عرج بنا نحو الخيال فإنه رحب المجال لذيذة خطراته
هل في الجزيرة غير شعب واحد قد مزقت بيد العدى وحداته

ترك الفرج البحرين عام 1927م، حين تغيرت الأوضاع السياسية هناك بتحرك إنجليزي أدى إلى كبت الحريات وأسْر زعماء البلاد وسجنهم. وفي سنة 1928م عاد إلى الكويت، لكنه ما لبث أن رحل إلى المملكة العربية السعودية حيث رحب به الملك عبدالعزيز وأكرمه وولاه بلدية الأحساء ثم بلدية القطيف. وأثناء إقامته تلك انعقدت بينه وبين الشيخ عبدالله بن سليمان، وزير المالية السعودي، صداقة أدت إلى رعاية الوزير له فطلب منه أن يشرف على الإذاعة السعودية فقام بتنسيقها والإشراف على برامجها، كما بث منها بعض المحاضرات. استقر بعد ذلك في مدينة الدمام، وأسس مطبعة أسماها المطبعة السعودية. وقبل وفاته بسنتين انتقل إلى دمشق، ثم كانت وفاته في لبنان في سنة 1954م، حيث ذهب للعلاج.

بالإضافة إلى إسهاماته النهضوية التأسيسية العامة، ترك الفرج عددًا من المؤلفات التي توحي بطبيعة مشروعه النهضوي في الجزيرة العربية. فمن ذلك مؤلف بعنوان علاج الأمية في تبسيط الحروف العربية (1372هـ)، وهو محاولة لتسهيل تعليم العربية وتبسيط طباعتها، وكذلك لتفادي الحلول التي طرحها دعاة الأحرف اللاتينية. كما نشر ديوان شعره بالإضافة إلى كتاب بعنوان أحسن القصص، وهي ملحمة شعرية في جزأين ترصد سيرة الملك عبدالعزيز منذ ولادته حتى وفاته. وله أيضًا رجال الخليج الذي يترجم لعدد من رجال الخليج العربي، وديوان النبط- مجموعة من الشعر العامي في نجد، والخبر والعيان في تاريخ نجد وما يجاورها من البلدان في ثلاثة أجزاء.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية