الرئيسيةبحث

المسيري، عبد الوهاب ( al- Masiri, 'Abd- al- Wahab )


المسيري، عبدالوهاب 1938م- ). مفكر وناقد ومترجم مصري حقق مكانة فكرية وبحثية مميزة من خلال اشتغاله على الحضارة الغربية عمومًا وتاريخ اليهود والحركة الصهيونية بشكل خاص وقد اكتسب شهرة وأهمية في هذا المجال بعد صدور موسوعته حول المفاهيم والمصطلحات والصهيونية عام 1975م.

ولد عبدالوهاب محمد المسيري في مدينة دمنهور بجمهورية مصر العربية وتلقى تعليمه الجامعي في الولايات المتحدة الأمريكية حيث حصل على الدكتوراه في الأدب الإنجليزي والأمريكي المقارن من جامعة رتجرز سنة 1969م. وعمل بعد تخرجه خبيرًا بالشؤون الصهيونية بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بمؤسسة الأهرام بمصر ما بين عامي 1970 و1975م، ثم مستشارًا بالوفد الدائم لجامعة الدول العربية في نيويورك ما بين عامي 1975 و1979م. بعد ذلك مارس التدريس في عدد من الجامعات العربية أولها جامعة عين شمس بالقاهرة ما بين عامي 1979 و1983م، ثم جامعة الملك سعود بالرياض ما بين عامي 1983 و1988م، وأخيرًا جامعة الكويت لمدة عام واحد ما بين عامي 1988 و1989م، حيث عاد بعد ذلك إلى جامعة عين شمس كأستاذ غير متفرغ (متقاعد).

صدر للمسيري عدد كبير من الأعمال التي تشمل الترجمة من اللغة العربية وإليها، وهي ترجمات مشتركة من أبرزها ترجمة للشعر الرومانتيكي الإنجليزي ولكتاب المؤرخ الأمريكي كيفن رايلي الغرب والعالم ولمختارات من الشعر والقصة الفلسطينية. لكن أبرز إنجازات المسيري هو ما اتصل برصده وتحليله الواسع والمعمق لليهود واليهودية ولتاريخ الصهيونية وصلتها بالتاريخ الشامل للعلمانية الغربية كتوجه حضاري ضخم. وتشمل أعماله في هذا السياق كتاب نهاية التاريخ : مقدمة لدراسة بنية الفكر الصهيوني (1973م) ؛ موسوعة المفاهيم والمصطلحات الصهيونية: رؤية نقدية (1975م) ؛ أسرار العقل الصهيوني (1996م). وتعد موسوعته الضخمة موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية : نموذج تفسيري جديد (8 مجلدات، 1998م) إنجازًا فرديًا فريدًا في تاريخ الثقافة العربية المعاصرة. ★ تَصَفح : الصهيونية. ففي هذا العمل، كما في موسوعة العلمانية الشاملة التي يعمل على إنجازها في أربعة مجلدات، يطرح المسيري رؤيته لتاريخ الإنسان عبر مفاهيم مركزية كالحلولية والطبيعة ونهاية التاريخ والعلمانية. ومدار هذه الرؤية هو أن الحلولية ظاهرة عامة في الثقافات الإنسانية، كما في الحركات الصوفية، لكنها السمة الرئيسية للحضارة الغربية منذ عصر النهضة. وتعني الحلولية إحلال الألوهية في الطبيعة، أو جعل الطبيعة إلاهًا كما في الإشارة الغربية إلى الطبيعة بوصفها أمًا. مما يؤدي إلى ما يصفه المسيري بالعلمانية الشاملة، أي نزع القداسة الإلاهية وجعل الطبيعة مركز الكون. ★ تَصَفح : الإلحاد ؛ العلمانية. ويؤدي هذا إلى فصل القيم الدينية والأخلاقية والإنسانية لا عن الدولة فحسب، كما في المفهوم السائد للعلمانية، وإنما عن حياة الإنسان في جانبها الخاص والعام، وذلك بجعلها نسبية ومتغيرة، إلى أن يصل الأمر إلى العلم المنفصل عن القيمة والجسد المنفصل عن القيمة، وإلى فصل الحياة الإنسانية ككل عن القيم لتهيمن الواحدية المادية. ويرى المسيري أن السعي لتسخير الطبيعة وما نتج عنه من دمار لها، وما يشاهد من استغلال للإنسان عبر الاستعمار وغيره، وكذلك الحروب العالمية، وتآكل الخصوصيات الثقافية للمجتمعات الإنسانية، هي مظاهر لتلك العلمانية الشاملة في النموذج الحضاري الغربي المهيمن على العالم حاليًا.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية