جمال زاده ( Jamal Zadah )
جمال زاده (1892- ). جمال زاده محمد علي أحد رواد الأدب الحديث في إيران ومن أوائل كتَّاب القصة فيها، حيث أصدر في سنة 1921- 1922م مجموعة قصصه القصيرة تحت عنوان كان يا ما كان، ونشرت في برلين، وبنشر هذه المجموعة استقرت ملامح أسلوب الكتابة النثرية الحديثة في إيران.
ولد سيد محمد علي جمال زاده في إصفهان ودرس في طهران وسافر إلى بيروت، واتجه بعد ذلك بعامين عن طريق مصر إلى باريس، وحصل على ليسانس الحقوق من فرنسا. كانت الحرب العالمية الأولى على أشدها آنذاك فسافر إلى برلين وانضم إلى دعاة الحرية من الإيرانيين المقيمين فيها. وبدأ يكتب في جريدة كاوه وكانت القصة الأولى التي نشرها جمال زاده هي الفارسية سكر وأعاد نشرها ضمن مجموعة كان يا ما كان.
تضم مجموعة كان يا ما كان ست قصص هي: الفارسية سكر ؛ رجل سياسي ؛ صداقة الخالة دبة ؛ متاعب قبل الملا قربان علي ؛ جزيرة الديك ؛ جزيرة اللفت ؛ شجعان الدولة، وقد كتبها بلغة تقترب من لغة العامة. وكانت عنايته موجهة أكثر إلى الأسلوب والصياغة حيث كان هدفه الأصلي أن يؤصل في كتاباته كلمات العامة ومصطلحاتهم مما هو متداول في اللغة الفارسية في عصره. وقد قربه هذا بنسبة كبيرة إلى طبيعة وذوق القراء، وقلده في هذا الأسلوب زين العابدين المراغي في رسالة سفر إبراهيم بيك، كما قلده علي أكبر دهخدا في مجموعة من المقالات القصيرة أطلق عليها من هنا وهناك.
وقد أكد جمال زاده رغم أنه أقام بصفة دائمة بعد ذلك خارج إيران على المحافظة على اللغة الإيرانية والثقافة والتقاليد الخاصة بصورة ملحوظة، فكان يستلهمها، كما كان يتابع تطور اللغة الفارسية والثقافة الإيرانية أولاً بأول. لكن لم يمنعه توجيه النقد لإيران والإيرانيين المعاصرين كما في روايته الهجائية دار المجانين (1942)، وراعي الديوان (1946) وفيهما هاجم الثقافة الإيرانية المعاصرة.