الإمتاع والمؤانسة ( al- Imta' wa- al- Mu`anasah )
الإمتاع والمؤانسة كتاب ألفه أبو حيان التوحيدي سنة 374هـ مدونًا فيه ما دار على مدى سبع وثلاثين ليلة من مسامرات بينه وبين الوزير أبي عبدالله العارض وزير صمصام الدولة البويهي. وقد قسمه أبو حيان إلى ليال، دوَّن في كل ليلة ما دار فيها من أسئلة وأجوبة. وكان الوزير غالبًا هو الذي يقترح موضوع المسامرة. وقد تنوعت موضوعات الليالي ولذلك، لم يخضع أبو حيان كتابه لترتيب ولاتبويب، ففيه مسائل من كل علم وفن وأدب وفلسفة ومجون وبلاغة وتفسير وحديث وغناء ولغة وسياسة. وفيه تحليل لشخصيات العصر وفلاسفته وأدبائه وعلمائه مع تصوير للحياه الاجتماعية والسياسية والفكرية في عصره. والحيوية والإثارة سمتان واضحتان في الكتاب لاسيما في وصفه لمجالس الجدل والمناظرة كوصفه للنزاع بين المناطقة والنحويين، كالمناظرة التي تمت بين أبي سعيد السيرافي ومتَّى بن يونس القنائي. وفي المفاضلة بين المنطق اليوناني والنحو العربي.
وعن الكتاب نقل كل من تحدثوا عن رسائل إخوان الصفا، لأن التوحيدي أورد النص الوحيد الذي كشف عن مؤلفي الرسائل حينما سأل الوزير التوحيدي عمن ألفها. وقد نقل القفطي عن التوحيدي ذلك، وعن القفطي نقل كل من تحدثوا عن إخوان الصفا.
ولإمتاع الكتاب وحيويته وبنائه على طريقة الليالي، شبهه بعضهم بألف ليلة وليلة على أن ليالي التوحيدي ليالٍ للفلاسفة والمفكرين والأدباء وللجدل والسؤال وليست للقص واللهو ومكائد الحب والغرام. ★ تَصَفح: أبو حيان التوحيدي.