الاحتراف في الرياضة ( Professionalism in Sport )
الاحتراف في الرياضة هو كسب العيش من الرياضة، أي ممارسة الرياضة بغرض تقاضي مرتب أو الحصول على جائزة مالية مقابل الاشتراك في إحدى المنافسات الرياضية. ويتم الاحتراف في شكل تعاقد بين الرياضي والجهة التي سيلعب لها، التي تحتكر جهوده ومهاراته لصالحها ولفائدتها. ويظل الرياضي ملتزمًا مع هذه الجهة باللعب لها وتمثيلها طوال مدة سريان العقد، ولايستطيع أن يتنصل عن هذه المهنة أو المهمة إلا بعد انتهاء مدة العقد. وإذا حدث أن توقف الرياضي عن اللعب للجهة التي تعاقد معها قبل نهاية العقد فإنه يتحمل الشروط الجزائية المنصوص عليها في العقد في حالة إلغائه والتي غالبًا ما تكون غرامة مالية كبيرة. ويتم الاحتراف في مختلف الألعاب والرياضات، وبشروط متباينة، ولعل من أقسى تلك الشروط ما يحدث في ألعاب النزال مثل الملاكمة والمصارعة. ففي الملاكمة قد يحدد العقد مثلاً الوقت الذي يأخذه الملاكم للراحة بعد تعرضه لضربة قاضية بفترة قصيرة قد لاتكفي لراحة الملاكم واستعادته لعافيته وقوته، خاصة إذا كانت الضربة القاضية شديدة وناتجة عن سقوطه عدة مرات واستئنافه للعب في المباراة الواحدة، أو تعرضه لأكثر من ضربة قاضية في المباراة الواحدة. فالجهة المتعاقدة لاتهتم بصحة وسلامة الملاكم بقدر ما تهتم بالكسب المادي والمالي، وباستغلال الملاكم المتعاقد معها لأقصى درجة طوال فترة تعاقدها معه. وفي المصارعة الحرة يتعرض المصارع المحترف لقدر كبير من الضربات والسقطات والصرعات التي قد توصله إلى درجة الإعياء، إلا أنه لايستطيع أن يستسلم في المنافسة لأن العقد ينص على عدم الاستسلام مهما كانت الظروف، ومهما كانت حالته الصحية والبدنية.
ومن الألعاب الأخرى التي ينتشر فيها الاحتراف لعبة التنس الأرضي، وفيها يكسب اللاعبون المحترفون الكثير من الأموال مقابل احترافهم اللعب. وانتشر الاحتراف كذلك في الأونة الأخيرة، وعلى نطاق واسع، بين لاعبي كرة القدم، وأصبحت الأندية تتنافس فيما بينها لجذب ألمع النجوم ليحترفوا اللعب لها. فالمكافآت المرتفعة والرواتب الخيالية والشهرة العالمية جعلت كثيرًا من اللاعبين يهجرون الهواية ويتجهون إلى الاحتراف في الرياضة. ويلاحظ ذلك بوضوح في أندية أوروبا، فقد وصل راتب أحد لاعبي كرة القدم الإنجليز وهو بول أنس إلى أكثر من مليون جنيه أسترليني في السنة. وانتشرت ظاهرة احتراف لاعبي كرة القدم في كثير من الدول العربية، فأصبحت العديد من الفرق الرياضية العربية تحرص على ضم كثير من اللاعبين الماهرين الأجانب إلى صفوفها ليلعبوا لها. وتتسابق الأندية في التعاقد مع اللاعبين المشهورين، وتقدم لهم الإغراءات والعروض السخية ليتعاقدوا معها ويلعبوا لها.