خطبة الوداع ( Farewell Sermon )
☰ جدول المحتويات
خطبة الوداع دستور عظيم وموقف مهيب وقفه رسول الله ﷺ في يوم عرفة بمكة المكرمة عندما حج حجته الأولى والأخيرة المعروفة بحجة الوداع في السنة العاشرة للهجرة أمام تسعين ألف أو يزيد من الحجيج.
جمع الرسول ﷺ في هذه الخطبة أسس العقيدة وفضائل الأمور، وأبان فيها أحكامًا تتعلق بشؤون المسلمين، وأكثر فيها من قوله (اللهم هل بلغت اللهم فاشهد ) حتى استشعر منها أنها الحجة الأخيرة.
نص الخطبة:
"أيها الناس، اسمعوا قولي فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبدًا، أيها الناس، إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم، كحرمة يومكم هذا، وكحرمة شهركم هذا، وإنكم ستلقون ربكم، ويسألكم عن أعمالكم، وقد بلغت، فمن كان عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها، وإن كل ربا موضوع، ولكن لكم رؤوس أموالكم، لاتظلمون ولا تُظلمون قضى الله أنه لا ربا، وإن ربا عباس بن عبدالمطلب موضوع كله، وأن كل دم كان في الجاهلية موضوع، وأن أول دمائكم أضع دم ابن ربيعة بن الحارث بن عبدالمطلب، وكان مسترضعًا في بني ليث، فقتلته هذيل فهو أول ما أبدأ به من دماء الجاهلية. أما بعد أيها الناس، فإن الشيطان قد يئس من أن يُعبد بأرضكم هذه أبدًا، ولكنه إن يُطع فيما سوى ذلك فقد رضي به مما تحقرون من أعمالكم فاحذروه على دينكم، أيها الناس ﴿إنما النسيء زيادة في الكفر، يضل به الذين كفروا، يُحلونه عامًا ويحرمونه عامًا، ليواطئوا عدة ما حرم الله، فيحلوا ما حرم الله﴾ التوبة: 37. وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض و ﴿ إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرًا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض، منها أربعة حرم﴾ التوبة: 36. ثلاثة متوالية، ورجب مُضر، الذي بين جمادى وشعبان. أما بعد أيها الناس، فإن لكم على نسائكم حقًا ؛ ولهن عليكم حقًا، لكم عليهن أن لا يُوطئن فرشكم أحدًا تكرهونه، وعليهن أن لا يأتين بفاحشة مبينة، فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضربًا غير مبرح، فإن انتهين فلهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف، واستوصوا بالنساء خيرًا، فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئًا، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمات الله، فاعقلوا أيها الناس قولي، فإني قد بلغت، وقد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدًا، أمرًا بينًا، كتاب الله وسنة نبيه، أيها الناس اسمعوا قولي واعقلوه، تعلمُن أن كل مسلم أخ للمسلم، وأن المسلمين إخوة، فلا يحل لامرئ من أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس منه، فلا تظلمن أنفسكم، اللهم هل بلغت".★ تَصَفح أيضًا: محمد صلى الله عليه وسلم.
المصدر: الموسوعة العربية العالمية