عكرمة بن أبي جهل ( Ikrimah ibn- abi- Jahl )
عكرمة بن أبي جهل (؟- 13 هـ، ؟- 634م). عكرمة بن أبي جهل عمرو بن هشام بن المغيرة القرشي المخزومي. صحابي من الصالحين، أسلم بعد فتح مكة بقليل سنة ثمان للهجرة وأبلى بلاءً حسنًا بعد إسلامه.
لما دخل الرسول مكة فاتحًا هرب منه عكرمة مع نفر آخرين، متوجهًا إلى تهامة حيث يركب البحر إلى اليمن، فاستأمنت زوجته رسول الله ﷺ عليه فأعطاها الأمان له، فطلبته وأبلغته بذلك فعاد إلى رسول الله ﷺ مسلمًا تائبًا، واستقبله الرسول فرحًا به قائلاً له: (مرحبًا بالراكب المهاجر ). قيل إن الرسول ﷺ قال عندما أبلغته أم سلمة بمقدم عكرمة مسلمًا:(الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، لا يُؤذَيَنَّ مسلم بكافر )أورده ابن عساكر في مختصره.
كان عكرمة قبل إسلامه شديد الخصومة لمحمد ﷺ وللمسلمين، ولما مات أبوه يوم بدر تولى زعامة بني مخزوم وظل يصد عن سبيل الله بماله وسيفه.
عاهد عكرمة محمدًا ﷺ على الإخلاص بعد أن أعلن أمامه الشهادتين وبايعه على الحق والجهاد وقال: أسألك يا رسول الله أن تستغفر لي كل عداوة عاديتكها، أو مسيرٍ أوضعت فيه (أي بالإفساد) أو مقام سببتك فيه أو كلام قلته في وجهك أو أنت غائب عنه.. أما والله يا رسول الله لا أدع نفقة كنت أنفقتها في صدٍ عن سبيل الله إلا أبليت ضعفها في سبيله، ولا قتالاً كنت أقاتل في صد عن سبيل الله إلا أبليت ضعفه في سبيله. فاستغفر له وحسن إسلامه.
استعمله أبو بكر على صدقات هوازن وعلى المرتدين في عُمان، وانتهى به الأمر في اليرموك لقتال الروم فما زال يقاتل مترجلاً حتى قُتل، وقيل قُتل يوم أجنادين.