الرئيسيةبحث

النجفي، أحمد الصافي ( an- Najafi, A. S: )


النجفي، أحمد الصافي (1315-1398هـ، 1897 - 1977م). شاعر عراقي كبير يُعد من أبرز الشعراء العرب في العصر الحديث. ينحدر أحمد الصافي النجفي من أسرة عريقة هاجرت من الحجاز واستقرت في العراق. وقد عرفت هذه الأسرة بآل الصافي نسبة إلى أحد علمائها يدعى الصافي. وكان والد الشاعر من كبار العلماء. وكان لوالدته تأثير كبير في شخصيته بما غرسته في نفسه من حب المطالعة والاستزادة من معين العلم والمعرفة. أتقن الشاعر قراءة القرآن الكريم وأجاد كتابة الخط العربي، وهو في الثامنة من عمره. وفي السنة العاشرة من عمره أخذ يقرض الشعر. واتجه بعد ذلك إلى دراسة العلوم الدينية على يد مشاهير العلماء، فتلقى دروسًا في الآداب والعلوم الإسلامية كالفقه والمنطق والتوحيد والأصول. وعندما بلغ السابعة عشرة من عمره توفيت والدته فحزن عليها حزنًا شديدًا سبب له كثيرًا من المتاعب الصحية.

وعندما بلغ الشاعر الثانية والعشرين من عمره، اندلعت ثورة في النجف ضد الإنجليز شارك فيها الشاعر بقصائد حماسية، وجعل من منزله موئلاً للثوار. بعد إخماد الإنجليز لتلك الثورة، هرب الشاعر واختفى داخل العراق ثم خرج من العراق ولجأ إلى كل من إيران والكويت. ثم عاد مرة أخرى إلى العراق. وعندما هب الشعب العراقي مرة أخرى ضد الإنجليز في عام 1920م، كان الشاعر أحد قادة تلك الهبة وأحد الشعراء الذين أضرموا بقصائدهم نيرانها. وفرَّ الشاعر مرة أخرى خارج بلاده بعد إخماد الثورة، وكانت وجهته هذه المرة طهران، حيث مكث فيها وأخذ يتعلم اللغة الفارسية وآدابها حتى أتقنها تمامًا، وتمكن من أن ينشر بعض أعماله الأدبية في المجلات والصحف الناطقة بالفارسية. وعمل أثناء هذه الفترة أستاذًا لمادة الأدب العربي في المدارس الإيرانية. كما عُين عضوًا في دار للترجمة والنشر. وقام بترجمة كتاب علم النفس من اللغة العربية إلى اللغة الفارسية وهو كتاب من تأليف الأستاذين علي الجارم ومصطفى أمين. كما ترجم أيضًا رباعيات الخيام إلى اللغة العربية. وفي عام 1927م غادر النجفي طهران بعد ثماني سنوات عائدًا إلى بلاده.

وفي مطلع عام 1930م سافر النجفي إلى دمشق إثر نصيحة الأطباء له بمغادرة العراق بعد إصابته بمرض السل. وفي دمشق كتب قصيدته التي يصف فيها تلك المدينة قائلاً:

أتيتُ جلَّق مجتازًا على عجلٍ فأعجبتني حتى اخترتها وطنا

وبقي الشاعر يتنقل بين سوريا ولبنان قرابة إحدى عشرة سنة. وفي عام 1941م وُضِع الشاعر في السجن في بيروت بوساطة إدارة الأمن العام الفرنسية عقابًا له على تأييده لثورة الكيلاني في العراق. وفي السجن كتب قصيدته التي يقول فيها:

لئن أسجن فما الأقفاص إلا لليث الغاب، أو للعندليب
ألا يا بلبلاً سجنوك ظلمًا فنُحت لفُرقة الغصن الرطيب

وفي عام 1976م أثناء الحرب الأهلية اللبنانية خرج الشاعر من شقته في بيروت لشراء بعض الحاجيات الغذائية الضرورية، فأصيب بالرصاص وسقط جريحًا ونقل إلى بغداد للعلاج. وفي العام التالي توفي الشاعر ودفن في النجف.

لم ينل الشاعر الإنصاف والتكريم الذي ناله نظراؤه من الشعراء العرب، على الرغم من أنه يعد من أكثر الشعراء العرب إنتاجًا. فقد أصدر في حياته الدواوين التالية: أشعة ملونة ؛ الأغوار ؛ الأمواج ؛ التيار ؛ هواجس ؛ الشلال ؛ ترجمة رباعيات الخيام ؛ حصاد السجن ؛ ألحان اللهيب ؛ شرر ؛ اللفحات ؛ وصدرت بعد وفاته المجموعة الكاملة لأشعار أحمد الصافي النجفي غير المنشورة.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية