الرئيسيةبحث

حنا مينة ( Hannah Minah )


حنا مينة (1924م- ). روائي سوري غزير الإنتاج من رواد روايات البحر في الأدب العربي. وُلد في مدينة اللاذقية في سوريا من عائلة فقيرة جدًا. وكان أبواه قد هاجرا من مرسين عام 1922م. وبعد ولادته مرض أبوه مرضًا شديدًا فغادرت العائلة اللاذقية إلى قرية السويدية في لواء إسكندرون، ثم هاجرت بعد ثلاث سنوات إلى إسكندرونة ومنها إلى قرية الأكبر إحدى نواحيها حيث مكثت ثلاث سنوات في الريف، ثم عادت إلى المدينة حيث دخل حنا المدرسة الابتدائية الفرنسية فلما نال الشهادة، تقلب في مهن متعددة وعوده طري لأنه كان الابن الوحيد في العائلة. عمل حنا مستخدمًا في بقالة ومساعدًا لصيدلي وعاملاً في دكان حلاق مدة طويلة حتى أتقن الصنعة. وفي سنة 1939م حدثت مأساة اللواء الدامية (لواء إسكندرون) حيث استولى الأتراك على اللواء العربي بمعاونة فرنسا، فهاجرت العائلة إلى اللاذقية حيث افتتح حنا دكانًا للحلاقة. وكان زبائنه من الفقراء والبحارة فاختزن في أعماقه كثيرًا من قصصهم الأسطورية عن صراعهم اليومي مع الخطر، وكانت الحرب العالمية الثانية (1939- 1945م) ومعارك الاستقلال قد تركت سوريا في دوامة من الاضطرابات واشترك حنا في مظاهرة تطالب بالاستقلال فقبض عليه وزج به في السجن.

تعرف حنا على دنيا النشر وهو حلاق إذ صار يرسل بعض قصصه الأولى إلى الصحف الدمشقية وصار اسمه معروفًا ومحبوبًا لدى القراء. وفي عام 1946م سافر حنا إلى بيروت بحثًا عن العمل. ثم عاد إلى دمشق عام 1947م واستقر فيها.

عمل حنا في هذه الفترة في جريدة الإنشاء السورية وتدرج فيها حتى وصل إلى منصب رئيس التحرير. وعمل كذلك محررًا للصفحات الأدبية والسياسية الخارجية في عدة صحف. ساهم حنا مينة بعد زواجه في تأسيس رابطة الكتاب السوريين ثم في رابطة الكتاب العرب. وكانت أول رواية لحنا مينة روايته المصابيح الزرق، ثم كتب روايته الثانية الشراع والعاصفة وهي رواية تحكي قصة رجال البحر في صراعهم اليومي المرير مع الموت المتمثل في البحر الهائج والعواصف الغادرة يقابلونها بأشرعتهم الممزقة وقواربهم العتيقة وعزمهم الذي يشبه صخور الشطآن.

استمر عطاء حنا مينة الروائي فكتب كثيرًا من الروايات التي نالت إعجاب النقاد والقراء. ومن تلك الروايات والكتب: الثلج يأتي من النافذة ؛ الشمس في يوم غائم ؛ الياطر ؛ بقايا صور ؛ المستنقع ؛ القطاف ؛ الأبنوسة البيضاء ؛ المرصد ؛ حكاية بحار ؛ الدقل ؛ المرفأ البعيد ؛ الربيع والخريف ؛ مأساة ديمتريو ؛ حمامة زرقاء في السحب ؛ نهاية رجل شجاع ؛ الولاعة ؛ فوق الجبل وتحت الثلج ؛ الرحيل عند الغروب ؛ النجوم تحاكم القمر ؛ القمر في المحاق ؛ ناظم حكمت: السجن، المرأة، الحياة ؛ ناظم حكمت ثائرًا ؛ هواجس في التجربة الروائية ؛ كيف حملت القلم.

وبالرغم من أن البلاد العربية بمجملها واقعة على أطراف البحار، لم يعرف البحر سبيله إلى الرواية العربية إلا على يد حنا مينة، فهو يُعد من رواد البحر في الأدب العربي.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية