نزار قباني ( Nizar Qabbani )
نزار قباني |
يرى بعض النقاد أن إنتاج قباني الشعري قد مرَّ بمرحلتين من مراحل تطوره من حيث المحتوى والموضوعات التي تطرق إليها. يمكن أن نطلق على المرحلة الأولى مرحلة الشعر الغزلي وهي التي تبدأ منذ صدور مجموعته الأولى طفولة نهد وتنتهي في عام 1967 حيث أصدر قصيدته هوامش على دفتر النكسة التي تؤرخ للمرحلة الثانية التي يطلق عليها مرحلة النقد السياسي.
ولا يعني هذا التقسيم أن نزار قد كفّ عن كتابة الشعر الغزلي في المرحلة الثانية، ولا يعني كذلك أنه لم يكتب في المرحلة الأولى في النقد السياسي. ويتسم شعره الغزلي بغلبة الجانب الحسي عليه.
أما شعره السياسي الذي جاء بعد شعره العاطفي فقد تميز ابتداء من هوامش على دفتر النكسة بنقد صارخ للواقع العربي وإدانة شاملة لكل ما هو قائم، وجلد الذات، مع نبرات متفائلة بالأجيال القادمة.
مثل هذا النقد اللاذع للأمة العربية جعل بعض النقاد يتهمون نزار قباني بالضحالة السياسية وضعف الانتماء القومي. ويرى بعض النقاد أن التوكيد فقط على المظاهر السلبية في المجتمع العربي وترك الجوانب الإيجابية، واتخاذ المواقف السلبية من التراث الحضاري العربي وتشويه التاريخ وتحقير شأن العرب، والتشكيك في قدرات الأمة ووصمها بالبلادة والانحطاط نقد مدمِّر، وجَلْد للذات وللقارئ العربي معًا.