الرئيسيةبحث

المولد ( Postclassical )


المولَّد مصطلح ذهب إليه أهل اللغة والنحو والصرف في أمر الألفاظ العربية التي يستعملها الناس بعد عصر الرواية ومدى صحة الاستشهاد بها في علوم العربية.

فقد نظر هؤلاء العلماء إلى الكلام الذي يستشهد به فوجدوه نوعين: شعرًا وغيره. فقسموا الشعراء إلى طبقات أربع: الجاهليون: كامرئ القيس والأعشى، والمخضرمون: كلبيد وحسان بن ثابت، وهاتان الطبقتان يستشهد بشعرهما إجماعًا. أما الطبقة الثالثة فالصحيح الاستشهاد بشعرها، وشعراؤها المسمَّون بالإسلاميين كجرير والفرزدق. والطبقة الرابعة، وهم المولَّدون، ويقال لهم المحدَثون، وهم الذين جاءوا بعد شعراء الطبقة الثالثة كبشار ابن برد وأبي نواس.

قال السيوطي: أجمعوا على أنه لا يُحتجُّ بكلام المولّدين والمحدثين في اللغة العربية، قال: وقد وضع المولّدون أشعارًا دلَّسوها على الأئمة، فاحتجوا بها ظنًا أنها للعرب، وذكر أن في كتاب سيبوبه منها خمسين بيتًا، وأن منها قول القائل:

أعرِفُ منها الجيد والعينانا ومنخرين أشبها ظبيانا
ويروى أن سيبوبه احتج ببعض شعر بشار بن برد تقربًا إليه، اتقاء لسلاطة لسانه، إذ هجاه بشار لتركه الاستشهاد بشعره، ونقل ثعلب عن الأصمعي أنه قال: ختم الشعر بإبراهيم بن هرمة، وهو آخر الحجج.

ويرى بعض النقاد تقسيم طبقة المولدين أو المحدثين إلى قسمين: طبقة أولى وثانية على التدريج هكذا في الهبوط، على أن القول المستند إلى إجماع المتقدمين أن المحدثين (المولدين) لا يجوز الاستدلال بكلامهم، فلا فائدة في تقسيمهم. روى السيوطي أن الزمخشري استشهد على مسألة بقول حبيب بن أوس الطائي (أبي تمام)، ثم قال: ¸وهو وإن كان محدثًا لا يستشهد بشعره في اللغة فهو من علماء العربية، فاجعل ما يقوله بمنزلة ما يرويه، ألا ترى إلى قول العلماء: الدليل عليه بيت الحماسة، فيقتنعون بذلك لتوثقهم بروايته وإتقانه·.

★ تَصَفح أيضًا: اللغة العربية ؛ العربي، الأدب .

المصدر: الموسوعة العربية العالمية