الباجي ( al- Baji )
الباجي (403-475هـ، 1013-1082م). سليمان ابن خلف بن سعد بن أيوب التجيبي (نسبة إلى تجيب بلدة الباجي). فقيه وقاضٍ. ولد ببطليوس، إحدى مدن الأندلس الكبرى، ثم رحل في صباه إلى باجة بالأندلس أيضًا وأقام بها إلى أن بلغ ثلاثًا وعشرين سنة. ثم رحل إلى الحجاز وأقام فيها ثلاثة أعوام. ثم رحل إلى بغداد وأقام فيها ثلاثة أعوام أيضًا، ثم رحل إلى دمشق وإلى الموصل. وقد استغرقت رحلاته بالمشرق ثلاثة عشر عامًا. وكان جادًا في تحصيل العلم أثناء رحلته. وكان لرحلته هذه فائدة كبيرة فنال شرف التلمذة على جهابذة علماء المشرق والمغرب، ومن هؤلاء الأعلام: ابن الأَصْبغ بالأندلس، والهروي وابن سحنون وابن محرز بالحجاز، والخطيب البغدادي وأبو إسحق الشيرازي وأبو الطيب الطبري بالعراق. وممن أخذ عنه العلم: أبوبكر الطرطوشي والقاضي ابن شيرين والقاضي أبو القاسم المعافري، والسبَّتي.
ولي القضاء في بعض بلاد الأندلس. وكان مناظرًا قوي الحجة. لم يستطع أحد أن يعارض ابن حزم وأن يناظره إلا الباجي، حتى قال ابن حزم فيه: لم يكن للمذهب المالكي بعد القاضي عبدالوهاب إلا أبو الوليد الباجي. ألف نحو ثلاثين مؤلفًا في علوم مختلفة منها: إِحكام الفصول في أحكام الأصول ؛ كتاب الحدود ؛ كتاب الإشارة ؛ كتاب تبيين المنهاج ؛ كتاب التسديد إلى معرفة طريق التوحيد ؛ كتاب التعديل والتجريح لمن خرَّج عنه البخاري في الصحيح ؛ كتاب المنتقى في شرح الموطأ ؛ كتاب الاستيفاء في شرح الموطأ ؛ رسالة في التحذير من بدعة مولد النبي ﷺ. توفي، رحمه الله، بالمرية من بلاد الأندلس، ودفن بالرباط.