مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ( King Fahd Complex for Printing Holy Quran )
مُجمّع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف من أكبر المُجمَّعات الطباعية في العالم، أُقيم في المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية على بعد 15كم من المسجد النبوي.
مصحف المدينة النبوية |
أهداف المُجمَّع:
يقوم المُجمع بأنشطة متنوعة منها: طباعة القرآن الكريم وتفسيره، وترجمة معانيه وخدمة السُنّة والسيرة النبوية. ويعمل في المُجمع نحو 1300، بين عالم وإداري وفنّي ومهندس ومراقب، تنحصر جهودهم في إخراج مصحف المدينة النبوية على أرقى مستوى طباعي، من حيث صحة النص القرآني ودقَّة رسمه وضبطه ووضوحه وجماله. بدأ المجمع عمله في صفر 1405هـ، أكتوبر 1984م. ومن أهدافه الرئيسية. 1- إصدار مصحف باسم مصحف المدينة النبوية ؛ وفقًا لمواصفات دقيقة. 2- إصدار ترجمات لتفسير معاني القرآن الكريم بمختلف اللغات التي ترجمت إليها هذه التفاسير. 3- إصدار مصاحف مرتّلة على أشرطة تسجيل بأصوات مشاهير القُرّاء في العالم الإسلامي وبمختلف القراءات المشهورة. 4- قصر طباعة المصحف الشريف في هذا المجمع فقط، وعدم السماح بطباعته في أي مطبعة تجارية داخل السعودية، ومنع استيراد المصاحف من خارجها توخيًا للضبط وصحة النص. 5- سد حاجة الحرمين الشريفين والمساجد والمدارس والجامعات والمنظّمات الإسلامية، وجماعات تحفيظ القرآن والأسواق وغيرها، من المصاحف والترجمات والتسجيلات منعًا لاستقبال أي مناهج من الخارج أو الداخل. 6ـ سدّ حاجة العالم العربي والإسلامي مما يصدره المجمع ويزوِّد به وزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية والجمعيات والمراكز الإسلامية في الخارج، و7- جعل المجمع مركزًا للبحث العلمي الدقيق للقرآن الكريم وعلومه وللسُنّة النبوية وعلومها. مجمع الملك فهد لطباعة المصحف |
المجمّع والمرافق:
يقوم المجمع على مساحة قدرها 200,000م²، تشغل منها المطبعة وأقسامها نحو 1,000م². والمجمع مدينة متكاملة تضم المسجد ومباني الإدارة والمطبعة، ومبنى المراقبة، والمكتبة والمستوصفات، وإدارة النقل والصيانة والمستودعات والسوق ومحرقة القصاصات والمصاحف التالفة. وبالمجمع أحدث معدات الطباعة المسطحة. كما يستخدم المجمّع أشعة الليزر لقراءة الملازم وترتيبها للتأكد من عدم تكرار أي ملزمة أو سقوطها. ويضمّ المجمّع مجموعة ضخمة من أحدث معدات الطباعة في العالم سواء عند إجراء الطباعة المسطحة، حيث تستخدم آلات "الرولاند" الألمانية المخصصة للأعمال الدقيقة، أو الطباعة الشريطية (الرولو)، حيث تستخدم آلات الهاريس الأمريكية.نموذج آخر من مصحف المدينة النبوية وقد زين بالزخارف المذهبة والملونة. |
تسجيل القرآن الكريم يتم باستخدام أحدث الأجهزة. |
مراقبة النص القرآني:
تقوم مجموعة متخصصة من العلماء في قسم مراقبة النص بتدقيق الملزمة المراد طبعها، بعد ضبط الآلة والأحبار، وقبل بدء الطباعة ؛ للتأكد من مطابقتها للنسخة المعتمدة. وعند بدء الطبع، يتم سحب ملزمة من الآلة أثناء عملها بمعدل كل خمس دقائق، وتقوم لجنة أخرى من العلماء والمختصين بمراجعتها للتأكد من استمرار سلامتها وأنه لم يطرأ على الآلة أي خلل أثناء الطبع. وعند اكتشاف أي خطأ يتم إيقاف الآلة، واستدراك الخطأ، واستبعاد الملازم التالفة، ويقوم قسم المراقبة بحفظ سجل للأخطاء التي اكتشفت في كل طبعة حتى تتأكد لجنة المراقبة النهائية من عدم تسرب الملازم التي وقعت فيها أخطاء أثناء الإنتاج. وبعد انتهاء الطبع تحول الملازم إلى أقسام الجمع والخياطة ثم التجليد، ثم توضع المصاحف المجلدة على ألواح حاملة في مجموعات يبلغ عدد كل واحدة منها 900 مصحف. ويقوم قسم المراقبة الميدانية بأخذ نماذج من كل مجموعة ومراقبتها صفحة صفحة. ثم تحول هذه الألواح الحاملة إلى قسم المراقبة النهائية للنظر فيها في ضوء المعلومات التي وردت إليهم من قسم المراقبة الميدانية. وبعد التأكد من سلامتها يقوم المراقب بوضع ختم يحمل رقمه ورقمًا مسلسلاً للدلالة على عدد المصاحف التي راقبها. ولا ينتهي العمل عند هذه المرحلة، بل تقوم لجنة التفتيش بالمرور على المراقبين وأخذ نماذج وفحصها، وبعد الانتهاء من خطوات مراقبة كل طبعة يُكتب عنها تقرير يتضمن النُّسَخ المجازة منها، وتلك التي عليها ملاحظات.قام المجمّع أيضًا بطباعة جميع الإصدارات من المصحف الشريف بأحجامها ونوعياتها المختلفة، وعلى أرفع مستوى ممكن من الدقة والإتقان. ومن هذه الإصدارات: الجوامعي الفاخر ؛ الجوامعي ؛ الممتاز ؛ العادي ؛ الترجمات ؛ الأجزاء ؛ ربع يس ؛ العشر الأخير ؛ مصحف الجيب ؛ المصحف المرتل.
أحد العلماء المتخصصين في علوم قراءات القرآن يقوم بمراقبة الأشرطة التي يتم تسجيل القرآن الكريم عليها. |
كما قام المجمّع بإصدار مصاحف مرتّلة على أشرطة التسجيل بصوت مشاهير القرّاء في العالم الإسلامي وبمختلف القراءات المشهورة ليكون القرآن المعلم والنموذج لطريقة تلاوة القرآن وتجويده.
ومن الإضافات العلمية للمركز، البحث العلمي الدقيق في علوم القرآن الكريم وعلوم السُّنَّة النبوية المطهرة، وذلك بإجراء الدراسات والبحوث العلمية الخاصة بالقرآن والسنة من قبل علماء متخصصين، وتكوين مكتبة متخصصة لذلك.