الجمحي، ابن سلام ( aj- Jumahi, Ibn Salam )
الجُمَحِي، ابن سلاَّم (139 - 231هـ ، 756 - 845م). أبوعبدالله محمد بن سلام بن عبيدالله بن سالم الجمحي البصري، مولى قدامة بن مظعون الجمحي. رائد من رواد النقد العربي في القرنين الثاني والثالث الهجريين. ولد بالبصرة، في أسرة تهتم بالعلم والرواية، فأبوه سلام راوية، وأخوه عبدالرحمن أحد رواة الحديث. روى عنه مسلم وأبو زرعة وأبو حاتم وغيرهم، وفي هذه الأسرة تلقى تعليمه الأول، وزادت صلته بالعلم والأدب والرواية. وصقلها بالأخذ عن طائفة من العلماء في مختلف فروع المعرفة في عهده، فروى عن طائفة منهم: أبان بن عثمان البجلي، والأصمعي، وبشار بن بُرد، وخلف الأحمر وأبوزيد الأنصاري، وسلمة بن عيَّاش، وأبوعبيدة معمر بن المثنَّى، وأبوعلي الحرمازي، وعيسى بن عمر الثقفي والمفضّل الضبّي ويونس بن حبيب وغيرهم.
وبعد تأهُّله في العلم وتبحره فيه، تتلمذ عليه أعلام من العلماء والرواة مثل: ثعلب وأبي حاتم السجستاني والرياشي والمازني وأحمد بن حنبل وابنه عبدالله وغيرهم.
وهو موثوق فيما يرويه، موصوف بالصدق. ويبدو مما نسب إليه من مؤلفات عنايته بالشعر القديم واللغة ومعارف العرب التاريخية، لكن معظم مؤلفاته لم تصل إلينا مثل: كتاب الفاضل في ملح الأخبار والأشعار ؛ كتاب بيوتات العرب ؛ كتاب الحلاب وإجراء الخيل ؛ كتاب غريب القرآن. وكتابه الوحيد الذي وصل إلينا هو طبقات فحول الشعراء. ★ تَصَفح: طبقات فحول الشعراء. وهو مطبوع وأفضل طبعاته تلك التي حققها محمود محمد شاكر.
وإلى هذا الكتاب تعود شهرة الجمحي وموقعه في التاريخ الأدبي العربي، فكان مصدرًا لمؤرخي الأدب والنقد، بوصفه مدونة مبكرة لكثير من الأشعار وتراجم عدد من الشعراء الجاهليين والإسلاميين، وبوصفه من أوائل الكتب التي اعتمدت على وجهات نظر نقدية، وحوت تراثًا وملاحظات نقدية مبكرة.
ومن أهم القضايا في هذا الكتاب: إثارته للشك في بعض المروي من الشعر الجاهلي، ونظريته في انتحال هذه الأشعار وتفسيره، وتحديده للأسباب التي دعت إلى هذا الانتحال مثل: الرغبة في التَّمَيُّز والإغراب عند القصاص، والرواية عن الصحف وعدم تمحيص الرواية، والعصبيات القبلية، ورغبة بعض الرواة في التَّمَيُّز والنفاق عند الملوك، والشعوبية بما تعنيه من إظهار قدرة غير العرب على إنجاز نصوص بمواصفات تشتبه مع ما أنجزه العرب القدامى. توفي ببغداد.