النوادر، كتاب ( an - Nawadir )
النوادر، كتاب. كتاب النوادر مصنَّف في اللغة ألفه أبو زيد الأنصاري (ت 215هـ، 830م)، وهو أقدم ما وصل إلينا في موضوع النوادر. ويشتمل على الألفاظ الغريبة، أي تلك التي يندر استعمالها في أساليب الأداء. وربما اشتمل على الألفاظ الفصيحة المشهورة أيضًا. وكتب النوادر ـ وأشهرها الكتاب المتقدم ـ قصد مؤلفوها جمع الألفاظ النادرة، وشرحها وإيراد الشواهد. وشفعوها بإيراد الفصيح المشهور ليبرزوا خصائص الألفاظ على اختلافها. ومن أشهر من صنفوا في النوادر: أبو عمرو بن العلاء، وأبوزيد الأنصاري، وأبو مسحل الأعرابي، وقطرب، وأبوعمرو الشيباني، والكسائي، والفرّاء، والأصمعي، وابن دريد، وأبو علي القالي وغيرهم. وكانت طريقة أبي زيد في عرض مادته في الشعر والرجز أن يأتي بالأبيات منسوبة إلى قائلها، مع تعيين عصره، ثم يشرع بعد ذلك في شرح غريب الشعر، وقد يأتي بأكثر من رواية لبعض ألفاظه، وتتخلل الشروح اللغوية شروح نحوية واستشهاد بالقرآن والحديث والشعر. أما في النوادر، فهو يأتي بالألفاظ الغريبة المختلفة تباعًا، ويشرح معنى كلّ لفظ، ويذكر مشتقاته، وفي بعض الأحيان، يستشهد بالشعر. فهو يقول مثلاً: "يقال: رجل وضيع في قومه بَيِّن الضِّعة، والضَّعة ـ فتح وكسر... وقد رَفُع ووَضُع ضَعة ورفعة... ويقال: جَرَزَ ما في الإناء: إذا استنفد ما فيه. وسيف جراز: إذا استوفى الضريبة. والأرض الجُرُز: التي كأنها تأكل نبتها. والجرزة من البقل: القطعة المستقصى قطعها. وأنشدنا:
|
والجروز: التي لا تبقي شيئًا في الإناء. والمصدر من هذا كله: الجَرْزُ".
وينقسم الكتاب إلى خمسة عشر بابًا، بعضها في الشعر، وبعضها في الرجز، وبعضها في النوادر، وتبعًا لذلك تعددت الأبواب في كل موضوع من موضوعات الكتاب ؛ ولعلّ ذلك يعود إلى أن الكتاب أشبه بكتب الأمالي في اللغة لا يخضع لطريقة منهجية في مادته، وجاءت موضوعاته عفوًا. ★ تَصَفح: أبو زيد الأنصاري.