الحسيني، عبد القادر ( al- Husayni, 'Abd- al- Qadir )
الحُسَيْني، عبدالقادر (1325 - 1368هـ، 1907 - 1948م). أبو موسى عبدالقادر بن موسى بن كاظم الحسيني. ولد ونشأ بالقدس. درس علوم الدين في طفولته، ثم أرسله والده إلى الجامعة الأمريكية في القاهرة. ووقف يوم تخرجه منها أمام حشد كبير من حضور حفل التخرج، فمزق شهادته، وهو يقول: ¸ليس شرفًا لي أن أحمل شهادة جامعة القوم الذين يباركون الصهيونية ويحمونها، ولاتسعدني فرحة الحصول على شهادة من جامعة هي وكر للاستعمار وقاعدة للتبشير·، وغادر مكان الحفل عائدًا إلى ميدان الجهاد.
استشهد والده إثر طلق ناري، حين خرج يقود مظاهرة احتجاج على المشاريع البريطانية اليهودية، سنة 1352هـ، 1933م. فأخذ ابنه عبدالقادر عبء قيادة قوات الجهاد المقدس التابعة للهيئة العربية العليا في فلسطين، وأمر رجاله بالخروج إلى الجبال عندما أيقن باللحظة المناسبة لانطلاق الثورة العلنية. وقاد أول هجوم ضد الثكنة البريطانية في بيت سوربك ـ شمال غربي القدس ـ عام 1355هـ، 1936م، والتهبت فلسطين بنار الثورة.
جعل من بير زيت قاعدة لعملياته، وقاد منها هجمات ظافرة على بتِّير وقالونية وعين كارم وساريس وأبو ديس وقَطَنَّة وصوبًا والعيسوية ـ في قضاء القدس ـ وأنزل جيشه بالبريطانيين واليهود ضربات موجعة في كل مكان بفلسطين. وأصيب بجراح في معركة الخضر ببيت لحم، وتمكن الإنجليز من أسره. ولكن أفلح المجاهدون في اختطافه وحمله إلى دمشق للعلاج. وهنا وافق جيش الجهاد المقدس على الهدنة التي طلبها الإنجليز. عندما شفي عبدالقادر عاد إلى ميدان الجهاد، وقرر استئناف الجهاد بعد أن تبين له خداع الإنجليز، وأشعل الثورة من جديد. وكان من أبرز معاركه معركة بني نعيم في الخليل عام 1357هـ، 1938م التي أصيب فيها بجراح بالغة، وأرغم زملاؤه الطبيب البريطاني على إسعافه في مستشفى الخليل، ثم حملوه إلى دمشق وغادر دمشق إلى العراق عام 1358هـ، 1939م، وعمل مدرسًا بالكلية الحربية. وعندما اندلعت ثورة رشيد عالي الكيلاني بالعراق عام 1360هـ، 1941م، ساهم فيها، واعتقل زهاء أربعة أعوام. ثم ذهب إلى المملكة العربية السعودية لشرح القضية الفلسطينية.
وذهب إلى القاهرة عام 1376هـ، 1947م، حيث ألف جيش الجهاد المقدس ونظم الكتائب السرية، ودخل فلسطين في العام نفسه، وبعد صدور قرار التقسيم، خاض معارك ضد البريطانيين. تبرعت السعودية بنصف مليون جنيه مصري، وقررت مد المجاهدين بكميات من السلاح والذخائر، وتمكن أحد المسلمين في لبنان من جمع التبرعات واشترى من بلجيكا 785 بندقية و175رشاشًا، ولم يصل ذلك إلى جيش الجهاد المقدس، لتدخُّل لجنة الجامعة العربية في دمشق (اللجنة العسكرية) وتحويل المساعدات لمصلحتها، وفشل عبدالقادر في إقناع اللجنة بدعم قواته فاتهمهم بالخيانة، وصمم على احتلال تل القسطل ولو أدى ذلك إلى استشهاده مع إخوانه المجاهدين. ويتحكم تل القسطل بطريق حيوي. وتوجه إلى القسطل وليس في أيدي رجاله سوى القنابل اليدوية والبنادق الخفيفة، ومع ذلك تحقق له النصر، ولكنه استُشهد في المعركة.