الرئيسيةبحث

النوبة، فتح بلاد ( Conquest of Nubia )


النُّوبة، فتح بلاد. بدأ فتح بلاد النوبة عندما تولّى عبدالله بن سعد بن أبي السرح ولاية مصر بعد عزل ابن العاص عنها سنة 25هـ الموافق 645م. وما أن علمت النوبة بهذا التغيير في مصر، حتى أخذت في إرسال السرايا إلى مناطق جنوبي مصر للنهب والتخريب، وناوش النوبيون الحامية الإسلامية هناك، وروَّعوا السكان، فلم يتردد ابن أبي السرح في إعداد جيش بقيادته قوامه خمسة آلاف رجل لتأديبهم، على الرغم من أن المسافة بين الفسطاط ودنقلا ـ عاصمة النوبة ـ زهاء خمسة وخمسين يومًا. وعندما دخل جيش المسلمين بلاد النوبة أخذوا في مناوشته، ولكنه دَحَرهم إلى أن احتموا بأسوار عاصمتهم، فحاصرهم، ثم استخدموا مهاراتهم العالية في رمي النبل والسهام، حتى فقئت مائة وخسمون عيناً من عيون جنود المسلمين، وبعضهم من القادة وجُرح معظمهم. ولذا عــُرف النوبيون برماة الحدق (أي العيون). واستخدم المسلمون المنجنيق لفتح ثغرات في حصونهم.

لم يكن أمام النوبيين في مواجهة هذا الحصار والرمي بالمنجنيق إلا أن يقبلوا الصُّلح، ويُوقعوا على معاهدة عرفت بمعاهدة البقط سنة 31 هـ الموافق 651 م. والمعنى الاصطلاحي لكلمة البقط هو ¸ما يُقْبَض من سبي النوبة سنويًا ويُحمَل إلى مصر ضريبة عنهم·.

وكان من شروط هذا الصلح ـ إضافة إلى البقط ـ ضمان حرية العبادة والحركة وعدم الاعتداء، والمحافظة على المسجد الذي بناه المسلمون بدنقلا. فساعد هذا كله على نمو حركة الإسلام في شمالي السودان وتوسيع دائرة الهجرات العربية الإسلامية إلى بلاد النوبة وبقية السودان، والمصاهرة بين العرب والسودانيين النوبيين وتشكيل السمات البارزة لحضارة السودان العربية الإسلامية.

★ تَصَفح أيضًا: الفتوح الإسلامية ؛ السودان، تاريخ ؛ مصر، تاريخ.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية