الرئيسيةبحث

الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة ( adh- Dhakhirah- fi- Mahasin Ahl aj- Jazirah )


الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة كتابٌ ألفه أبوالحسن علي بن بسَّام، التغلبي، الشنتريني (460 - 542هـ، 1067-1147م). من أعلام الكُتَّاب والنقاد الأندلسيين في القرنين الخامس والسادس الهجريين. ولد بجزيرة شنترين، وإليها نسب، في أسرة ميسورة الحال، عنيت بتربيته وتعليمه وإعداده لمستقبل زاهر. أظهر ابن بسام قدرًا من الموهبة الأدبية منذ الصغر، وبدأ يكتب الشعر والنثر فلفت الأنظار إليه.

و كتاب الذخيرة أهم آثار ابن بسام الأدبية. وقد اكتسب الكتاب شهرة جعلت ابن بسام والكتاب فرسي رهان ؛ يُكتفى بذكر الذخيرة أو ابن بسام ليدل أحدهما على الآخر.

توفر ابن بسام على كتابه الذخيرة وسعى لجمع مادته، التي تقدم تراجم للشعراء والأدباء لعصر الطوائف، وأوائل عصر المرابطين، كما تقدم طائفة من الأخبار السياسية والاجتماعية عن أمراء الأندلس وحكامها.

ينقسم كتاب الذخيرة إلى أقسام أربعة: 1- قسم يتحدث عن قرطبة وما يواليها من وسط الأندلس.2- قسم عن إشبيليا وما يجاورها من غربي الأندلس. 3- قسم عن بلنسية وما يصاقبها من شرقي الأندلس. 4- قسم يتحدث عن الأدباء والشعراء والعلماء الذين وفدوا على الأندلس من المشرق أو من شمالي إفريقيا.

ولابن بسام في هذا الكتاب نظرات نقدية فاحصة ؛ إذ لم يكتف بالنماذج الشعرية أو النثرية، بل كان يعمد إلى شيء من التحليل والتقويم، وهو بذلك أدق حسًا في النقد من الثعالبي في يتيمة الدهر. ★ تَصَفح: الثعالبي، أبو منصور. ومن العماد الأصبهاني في خريدة القصر.

يُعد كتاب الذخيرة من المؤلفات التي أظهرت النزعة الأندلسية، وحاولت أن تجعل للأندلس شخصية أدبية وفكرية مميزة، ومن ثَم فهو يختلف في منهج تأليفه عن العقد الفريد لابن عبدربه ؛ الذي استمد مادته من المشرق. ★ تَصَفح: العقد الفريد. فابن بسام كان يعيب على أهل الأندلس تقليدهم لأهل المشرق، وإهمالهم ما يتصل بأندلسهم. وقال في ذلك عبارته المشهورة ناعيًا على أهل الأندلس ذلك ¸إلاّ أن أهل هذا الأفق أبوا إلاّ متابعة أهل المشرق، يرجعون إلى أخبارهم المعتادة، رجوع الحديث إلى قتادة، حتى لو نعق بتلك الآفاق غراب، أو طنّ بأقصى الشام ذباب، لجثوا على هذا صنمًا وتلوا ذلك كتابًا محكمًا·

قدَّم كتاب الذخيرة صورة طيبة لوجوه الأدب الأندلسي ؛ حيث ذكر أكثر من 90 شاعرًا وكاتبًا، محاولاً من خلال نماذجهم، أن يثبت تفوق الأندلس وأصالة أهله مقارنة بالمشرق.

توفي ابن بسام، بعد أن قدم سفْرًا أصيلاً وجهود سنين مضنية في المعرفة والبحث. ولولاه لظل الكثير من روائع الأدب الأندلسي محجوبًا عن الباحثين والدارسين.

★ تَصَفح أيضًا: ابن بسام الشنتريني.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية