الرئيسيةبحث

المؤتلف والمختلف ( al-Mu'talif wa al-Mukhtalif )


المُؤْتَلِف والمُخْتَلِف كتاب في أسماء الشُّعراء العرب وكُناهم وألقابهم وأنسابهم وبعض أشعارهم. ألّفه أبوالقاسم، الحسن بن بشر الآمدي (ت 370هـ، 980م). وهو لغويّ ونحويّ وراوية للأخبار، عالم بالشعر وناقد بارز. اشتهر بكتاب الموازنة بين الطائيين وبهذا الكتاب.

كان غرض الآمدي في كتابه أن يورد تراجم فئات من الشعراء الذين تماثلت أسماؤهم واختلفت أشخاصهم ؛ لذلك لا يستغرب الباحث حين يجد كلّ من سمّي بالأعشى من الشعراء أو من عرف بالنابغة وغير ذلك، محصورًا مستقصى على صعيد واحد، رغم اختلاف الأزمنة والطبقات. وقد رتبت التراجم فيه على ترتيب حروف المعجم، ولكنه لم يكن دقيقًا في ذلك حيث التزم الهمزة، مثلاً، ولم يلتزم ثواني الحروف بعد الهمزة، فأورد امرأ القيس أولاً ثم الأعشى ثم الأخطل. وكان الأولى أن يعكس فيبدأ بالأخطل ثم الأعشى ثم امرئ القيس.

وفكرة الكتاب قديمة ترجع إلى القرن الثالث الهجري حيث ألّف أبو عبداللّه محمد بن داود الجراح كتابًا حصره فيمن اسمه عمرو من الشعراء فعدّ فيه أكثر من 200 شاعر، فذهب إلى أبعد مما ذهب إليه الآمدي من حيث المنهج.

ولم يكن الكتاب مقصورًا على المشاهير من الشعراء العرب، بل هو في الشعراء عامة ممن اتفقت أسماؤهم بوجه خاص. واقتضى الحصر والتقصِّي على هذا النّهج أن يُدْخل الآمدي المغمورين والمقلِّين من الشعراء مع المشاهير. وقد عدّ عشرة ممن سمّوا بامرئ القيس، وسبعة عشر ممن عرفوا بالنابغة وهلمّ جرّا.

ويغلب على الكتاب الإيجاز، حيث اعتمد المصنف على السّرد المقتضب للأسماء المتفقة والمتشابهة التي يورد بعدها مقطوعات من الشعر قليلة متفرقة. وقد كثر عدد الشعراء فيه قياسًا إلى حجم الكتاب حتى بلغوا 745 شاعرًا. ولم تكن هناك فائدة جديدة إلا في الكشف عن المغمورين والمقلِّين من الشعراء.

قدّم الآمدي لكتابه بخطبة أبان فيها غرض الكتاب ومنهجه. ولعل أكبر المآخذ على الكتاب إهماله ذكر تاريخ الولادة والوفاة ممّا حدّ من فائدته. سدّ الكتاب النقص الذي تركه من صنّف في مشاهير الشعراء كابن سلام وابن قتيبة.

طبع الكتاب في مجلد واحد مع معجم الشعراء للمرزباني، ثم طبع مستقلاً بتحقيق جيد عام 1961م.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية