الجزار، أحمد باشا ( aj- Jazzar, A. B: )
الجزار، أحمد باشا (نحو 1132-1219هـ، 1720-1804م). أحمد باشا الجزار والي عكا في فلسطين الذي صمد أمام حصار نابليون بونابرت الشهير.أصله من بلاد البوسنة، وقيل إنه من ودين أونيش. عمل عند حكيم أوغلو علي باشا. قدم معه إلى مصر عندما ولي عليها للمرة الثانية سنة 1171هـ، 1757م. أتيح له أن يسافر إلى مكة للحج، فلما عاد وجد أن سيّده قد صُرِف عن ولاية مصر، فقرر أن يبقى بها، وتزيا بزي المصريين، وخدم عبدالله تابع الأمير علي بك الكبير، عام 1168هـ، 1755م. وتعلم الفروسية على طريقة المماليك. حدث أن أرسل علي بك أحد رجاله عبدالله بك بقوة عسكرية إلى أعراب البحيرة، فقتله أهلها، وكان أحمد من بينهم، فوكل إليه علي بك أن يحل محلّ عبدالله بك، صمم أن يثأر لسيده، فقتل منهم سبعين رجلاً خدعة وغيلة، ولذلك لقب بالجزار. هرب من مصر عندما طلب منه علي بك أن يعاونه على الغدر بصالح بك القاسمي، فلم تطاوعه نفسه، ثم عاد إلى البحيرة، وأقام مع أعراب الهنادي، وتزوج هناك، ثم سار إلى الشام، واشتهر أمره، وقلد الوزارة. أقام حصن عكا وعمر أسوارها وقلاعها، واستكثر من شراء المماليك. ولاتذكر هزيمة نابليون أمام حصن عكا، إلا وذكر اسم أحمد باشا الجزار ؛ فقد كبَّد نابليون خسائر فادحة في حصاره لعكا عام 1214هـ، 1799م، فارتد عنها خائبًا، وضاع أمله في إقامة إمبراطورية فرنسية في الشرق، فرجع إلى فرنسا. وذاع صيت أحمد باشا بهذا الحدث الكبير. وكانت له مع محمد علي باشا بعد توليه مصر مواقف خصومة.
نال رتبة الميرميران عام 1181هـ، 1767م ورتبة بكلربك الرومللي عام 1189هـ، 1775م. احتكر تجارة القمح والقطن، وابتنى بالأموال الطائلة التي جناها ثلاثة آثار رائعة في فن العمارة بمدينة عكا، وهي: مسجد وسبيل وسوق. كان السلطان العثماني يراه ثائرًا على الدولة، ولكن حركة الشيخ محمد بن عبدالوهاب أنقذته من العقاب. أعاقه المرض عن إتمام خطته. توفي بالشام.